رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل الواحد والثلاثون 31 والاخير بقلم اسراء علي


 رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل الواحد والثلاثون والاخير

فهو في نشوة و ما ذاق خمرا نشوة الحبّ هذه إيّاها ذاهل الطّرف شارد الفك ولا يلمح حُسناً في الأرض إلاّ رآها أللسّواقي لكي تحدّث عنها والأقاحي لكي تذيع شذاها؟ وحفيف النّسيم في مسمع الأوراق نجوى تبثّها شفتاها
كان ينهى عن الهوى نفسه الظّمأى فأمسى يلوم من ينهاها لمس الحبّ قلبه فهو نار تتلظّى و يستلذّ لظاها...

في عصر اليوم التالي..بدأ في إستعادة وعيه رويدًا..فتح عيناه بـ بطئ فـ شعـرْ بـ أنامل صغيرة تحاول إختراق فاه..إبتسم عندما علم هوية صاحب هذه الأنامل..رفع يده يُحيط طفلته التي ما أن لمحت إبتسامته حتى إبتسمت بـ براءة طفولية ناعمة..قبّل جاسر أناملها وقال بـ صوت خافت

-إزيك يا زهرة الرمان!
-أتاه صوت صديقه وهو يقول بـ سعادة:حمد لله ع السلامة يا أسد..خضتنا عليك يا راجل

نظر جاسر إلى صديقه ثم إبتسم..حاول الإعتدال ليُساعده صديقه بحث بـ عيناه عنها ولكنه لم يجدها تساءل بـ قلق 

-أومال فين روجيدا!!
-ربت على منكبه وقال بـ رزانة:هى كويسة بس نايمة
-عقد ما بين حاجبيه وتساءل بـ خوف:صابر!!..فيه حاجة مش مظبوطة..روجيدا مش هتسبني كدا وتنام

تقدمت منه والدته التي ما أن دلفت بـ صحبة سامح حتى إندفعت إلى أحضانه تحتضنه بـ قوة..حتى تأوه جاسر وقال بـ مزاح

-إيه يا ست الحبايب!!..هى صحتك جات ع غيابي؟
-لكزته بـ حدة في كتفه وقالت بـ حدة مصطنعة:بس يا واد..دا أنا كنت هموت يا حبيبي لو حصلك حاجة
-تناول كفها يُقبله ثم أردف بـ حنان:بعد الشر عليكي يا ست الكل أنا قدامك أهو صاخ سليم
-هتف سامح بـ مرح:صاخ سليم إيه يا عمنا!!..أنت مبقتش تصلح لأي حاجة
-رمقه جاسر بـ نصف عين وقال:تحب أوريك أنا قادر ولا لأ

إقترب سامح يحتضنه بـ قوة وقال بـ نبرة مُعاتبة ولكنها مُشتاقة

-كدا معرفش حاجة!!..هى دي الأخوة يا جاسر؟
-ربت جاسر على ظهره وقال:يعني بذمتك عريس من كام يوم وعاوزهم يقولولك إلحق أخوك إتخطف؟..طب دي تبقى عيبة فـ حقي قبل ما تكون عيبة فـ حقهم
-ضحك سامح ثم إبتعد عنه وقال بـ مزاح:تصدق صح..كل الجثة دي وتتخطف!!..ع أخر الزمن الرجالة تتخطف

ضحك الجميع وكذلك تلك الطفلة..إقترب جاسر من عنقها وأشتمه بـ قوة..ثم قبّلها بـ عمق على وجنتها وقال بـ عاطفة أبوية

-وحشتيني يا حبيبة قلبي و روحي أنا

داعبت الطفلة وجه أبيها بـ أناملها الرقيقة..لتجذبها منه والدتها..أخذتها ثم إتجهت ناحية الباب ثم قالت وهى تدلف خارج الغُرفة

-أنا رايحة أطمن على روجيدا

عقد ما بين حاجبيه ونظر إلى صابر وسامح بـ تساؤل..فـ تنحنح الأول ثم جلس بـ جانبه وتشدق بـ توجس قليل

-قبل ما تتكلم أنا هشرحلك
-تحدث جاسر بـ نفاذ صبر:سامعك
-حمحم صابر وتشدق:طبعًا لما كنت مخطوف عرفت إن كليتيك إستئصلوهم
-من غير مقدمات يا صابر
-روجيدا إتبرعتلك بـ كلية عشان تنقذ حياتك

فتح فاه بـ بلاهه وملامح الصدمة إرتسمت على وجهه..تساءل هو بـ صوت أجش

-معلش مين إتبرع لمين!!!
-إبتلع صابر ريقه وقال:روجيدا إتبرعتلك أنت

أغمض جاسر عيناه بـ غضب وأطلق السباب اللاذع من بين شفتيه..فتح عيناه ونظر إلى صابر بـ وحشية ثم هدر بـ حدة

-وأنت كنت فين وممنعتهاش!!
-جاءه رد سامح لإنقاذ الموقف:صابر كان فـ المستشفى..لأنه إتضرب بـ السكينة
-رفع جاسر حاجبيه بـ تعجب وتساءل:إيه اللي حصل؟
-بعدين هقولك

غمزه صابر فـ فهم جاسر على الفور..ليقول وهو يحاول النهوض

-أنا عاوز أشوف مراتي
-أجلسه كِلاهما وتشدق سامح:روجيدا لسه مفاقتش من البنج..لأنهم إضطروا يدوها مخدر مرة تانية فـ وسط العملية عشان فاقت..يعني لسه مش هتفوق دلوقتي
-ليقول جاسر بـ عناد:مليش دعوة عاوزها لما تفوق أكون أول حد تشوفه
-تنهد صابر وقال بـ رزانة:طب إسمع بس..ساعة لما الناس اللي عندها يمشوا وإبقى روح..حتى تكون الرجل خفت من الممرضات ونعرف ننقلك

إضطر جاسر أسفًا أن يذعن إلى ما قال وجلس على مضض..نظر جاسر ناحية شقيقه وأردف بـ هدوء

-طب كلم نادين تيجي تطمني

نظر له سامح مصعوقًا وإرتبك قليلاً وهو يرد مما جعل جاسر يعلم أن هناك أمرًا ما..فـ أردف آمرًا

-حالاً تشرحلي وتقولي حصل إيه فـ غيابي...

أخفض سامح رأسه أرضًا وقص على جاسر كل ما حدث...

***************************************

كان يجلس يُدخن لُفافة التبغ الفاخرة قبل أن يدلف أحد رجاله وهو يقول بـ توتر

-سـ..سيدي؟
-رد عليه دون الإلتفات:ما الأمر؟
-إبتلع الرجل ريقه بـ صعوبة وقال:مـ..مارتن لقد قُتل..أما العملية..آآ..
-زمجر بـ نفاذ صبر:ما بها!!
-لقد فشلت..

قالها الرجل بسرعة وهو يزفر بـ إرتياح ولكن معالم الخوف لم تنجلي..إرتعشت أطرافه عندما واجهه سيده بـ الهدوء..

أشار سيده بـ يده أن يدلف إلى الخارج..وفر الرجل سريعًا لينجو بـ حياته..إرتسمت إبتسامة على وجه ذلك الرجل ليقول بـ تشفي

-وأخيرًا قُتلت يا مارتن..أتمنى لك رحلة سعيدة بـ الجحيم

أخرج سحابة رمادية من فمه ثم تشدق بـ غموض

-جاسر الصياد!!..عقبة جديدة..إذًا لدينا رحلة إلى مصر...

**************************************

طأطأ رأسه بـ خزي لينظر له جاسر بـ إحتقار وهو يُعنفه

-هى دي الأمانة اللي أبوها وصالك عليها؟..أنت إيه يا متخلف تصدق ع مراتك الهري دا!!
-رفع رأسه وهتف بـ ندم:والله ما كنت فـ وعيي
-أشاح جاسر بـ يده وقال:ولا فـ وعيك..أسمعني كويس..لما مراتك تقوم بـ السلامة مش هتشوفها

إتسعت عيناه بـ دهشة وكاد أن يعترض..منعه جاسر وحدثه بـ صرامة

-مسمعش نفّسك..مراتك لو عاوزة تفضل معاك هتفضل..ولو مش عاوزة هتسيبها وأنا اللي هقفلك ساعتها
-هتف سامح بـ إعتراض:جاسر..آآ
-قاطعه جاسر بـ شراسة:بلا جاسر بلا زفت..غور مش طايق أشوف وشك..غووور

دلف سامح إلى الخارج وهو مُحمل بـ الهموم..وما أن دلف حتى نظر له صابر نظرات ذات مغزى وقال بـ مرح

-مبيفكركش بـ حد دا ؟
-ضيق جاسر عيناه وقال بـ حدة طفيفة:أنت عاوز إيه؟
-أردف صابر بـ براءة مُصطنعة:مش عاوز حاجة خالص..أبدًا

زفر جاسر بـ ضيق ليضحك صديقه عليه والذي قال بـ صوت خفيض

-سبحان الله نفس الغباء

لم يسمعه جاسر ولكنه أردف بـ جدية

-إيه اللي حصل!!..وخلاك تدخل المستشفى!

سرد صابر ما حدث بـ التفصيل وفي النهاية تنهد وقال

-ودلوقتي خليتهم يروحوا بيه لمخزن المنيا..أهو هناك متلقح عما أروحله
-أماء رأسه بـ تفهم وقال:تمام أول ما نخرج من هنا هنروح سوا
-إعترض صابر قائلاً:مينفعش يا جاسر..أنت لسه طالع من المستشفى وآآ
-بس بس..حد إشتكالك..وبعدين أنا جاي حماية ليك..مش كفاية علم عليك

قال الأخيرة بـ سخرية ليقول صابر بـ تهكم

-اااه أنت هتهري بقى فيها..
-أزاح الغطاء وقال:لا ههري ولا دياوله..وديني لمراتي

عاونه صابر على النهوض وتوجه إلى غُرفة زوجته..كان الجميع بـ المطعم الصغير المُلحق بـ المشفى..دلف جاسر ليجدها لا تزال نائمة..تركه صابر وتحدث بـ همس

-أنا هروح تحت وأنت عيش بقى يا معلم

أغلق جاسر الباب في وجهه دون أن يرد عليه..تحرك في إتجاهها وعيناه تلتهمان ملامحها بـ شوق قد أهلك روحه..تمدد بـ جانبها على الفراش..تأوه وهو يتمدد..جذب الغطاء عليهم..وإستند بـ رأسه على يده وبيده الأخرى أخذت تُداعب خُصلاتها..يشعر بـ الظمأ تجاهها ذلك الشوق الذي لا ينتهي لها..شعر في ذلك اليوم الذي غابه وكأنه دهر..إشتاقها فـ كانت تأتيه كـ جنية تغزو أحلامه وتُداعب روحه المشتاقة...

إنحنى يُقبل وجنتها و جبينها وكذلك شفتيها اللتان فقدتا لونهما الزهري..همس بـ جانب أُذنها

-روجيدا!!

لاحظ تحرك جفنيها..ليهمس مرة أخرى بـ نبرة عذبة

-يلا يا حبيبتي إصحي وحشتني عيونك

رأفت بـ حاله وفتحت جفنيها لتظهر فيروزها التي سُرعان ما توهجت وهى تراه أمامها يبتسم بـ تلك العذوبة..وعيناه التي تختصها بـ نظرة لا تراها إلا من خلال عسليته..رفعت يدها وملست على وجنته وهمست بـ صوت مبحوح

-وحشتني أوي..وحشتني كل حاجة فيك
-يااااه يا حبيبتي..كنت حاسس إني زي اللي ميت ولما شوفتك حيّتيني

مال يشتم عنقها بـ قوة وقبله عدة قُبلات وإحتضنها ..لتحضتنه هى الأخرى وإنخرطت في وصلة بُكاء تركها لتُخرج ما بها..إبتعد عنها يُزيل عبراتها بـ شفتيه ثم قال وهو ينظر إلى فيروز عيناها بـ عمق

-مش بس بقيتي بتجري فـ دمي..دا أنتي كمان بقيتي حتة مني..

ثم أكمل بـ عتاب

-ليه عملتي كدا؟
-وضعت يدها على ذقنه وقالت:لو طولت أعطيك روحي مش هتأخر
-همس هو قبل أن يلتهم شفتاها:يبقى أنتي كدا بتاخدي روحي...

ثم مال ينهل ما حُرم منه عنوة..تلك القشة التي دائمًا ما تُنقذه..يعلم أنه لا شئ دونها..حياته تتوقف عليها..تسير بها ولها..أمنها وأمانها هو..هادم حصونها وهو أصبح حصنها..ينهلان بلا توقف أو رحمة..ذلك العشق الذي تغلل في شرايينهم وكأنه إكسير الحياه بـ النسبة لهم..ذلك العشق الذي كان كـ الإعصار إقتلع جذور الماضي وقذفه إلى أبعد مكان عنهم..ذلك العشق الذي لن يتوقف ما داما على قيد الحياه...عشق حطم قيود العشق وتخطى مراحله السبع...

*************************************

بعد مرور أسبوع وصل الجميع إلى المنيا مع عودة جين ويحيى إلى الولايات المتحدة..دلفوا جميعًا إلى القصر وصعد جاسر و زوجته إلى غُرفتهم..أخذ الصغيرة من والدته و وضعها في مهدها..توجه ناحية روجيدا وأمسك يدها قائلاً

-حبيبتي أنا هروح مشوار صغير مع صابر وراجع ع طول
-هتفت هى بـ نفي:لأ مش هتروح فـ حتة يا جاسر..أنت لسه تعبان
-جذبها في أحضانه..ثم قال وهو يُملس على ظهرها:والله مش هتأخر نص ساعة..هنا فـ القرية مش بعيد
-هزت رأسها بـ لا وقالت:لأ يعني لأ..أنا عوزاك تفضل جمبي

أبعدها عنه وأحاط وجهها بـ يده وهتف بـ حنان و رقة

-وأنا هموت وأفضل جمبك بس لازم أروح..صابر وقف جمبي كتير مينفعش لما يحتاجني أقوله تعبان..دا مش جاسر ولا أنتي إيه رأيك!
-لوت شدقها وقالت بـ حنق:لا مش جاسر..

ضحك ثم وضع قُبلة سريعة على شفتيها وقال

-حبيبتي يا ناس
-تعلقت بـ عنقه وقالت بـ رجاء:بليييز متتعبش نفسك ومش تتأخر ولا تمشي كتير
-قبّل جبينها وقال بـ حب:عشان خاطرك حاضر

ثم تركها و رحل..نزل على الدرج وبعد مُشاحنات مع والدته خرج وهو يزفر بـ ضيق..صعد إلى السيارة..فـ إنطلق صابر إلى المخزن بـ صمت...

وصلا بعد خمسة عشر دقيقة..ترجلا من السيارة ودلفا إلى المخزن..كانت نظرات صابر تشتعل وغضبه يزداد كلما خطى خطوة تجاهه..لاحظه جاسر وقال بـ رزانة

-إهدى يا صابر

تجاهله صابر ثم توجه إلى ذلك القابع على مقعد حديدي..ينظر لهم بـ سخرية..وقف صابر أمامه وقال بـ فحيح

-جالك الموت يا تارك الصلاه
-إبتسم جلال من زاوية فمه وقال بـ تهكم:الموت!!..

مط شفتيه وقال دون أن يعي ما سيتبع حروفه

-بقولك إيه أنت مش هتفكي بسنت إحتياجتها وبعدين هى تخصني وتلزمني..محدش هيمس منها شعرة..هـ..

وقبل أن يُكمل حديثه كان صابر قد إنهال عليه بـ الضربات..يُفرغ شحنته الغاضبة..يركل و يلكم بلا رحمة..حتى كاد جلال يلقظ أنفاسه..أسرع جاسر بـ إبعاده عنه وهتف جاسر بـ جدية

-خلاص يا صابر..إحنا قولنا مش هنقتله..ليه حساب تاني

مسح جلال تلك الدماء من فمه و وجهه..ثم قال وهو يرمق جاسر بـ خبث

-جاسر الصياد!!..اللي متجوز الفرسة أخت بسنت

ترك جاسر صديقه وسلط أنظاره النارية على جلال الذي أكمل بـ مكر

-متتخيلش يا جاسر إنك محظوظ إزاي بـ الفرسة اللي متجوزها..أكيد بتكون جامدة فـ السرير..صحيح اللي يلمسها مرة ميقدرش يستحمل ميلمسهاش تاني

تسونامي..تسونامي عنيف ضرب رأس جاسر ليجذبه من تلابيبه وبدأ في ضربه بـ طريقة مُؤلمة..وتلك الجثة تتلقاها بـ إبتسامة مُستفزة..ليقول من بين ضربات جاسر

-ناعمة..هى مقلتلقش ع الوقت اللطيف اللي قضناه..بصراحة لما لمستها..حسيت..بـ..الرغبة..فيها
-هدر جاسر بـ صوت كـ زئير الأسد:إخرس يا ***..أنا هخليك تندم يا *****..أنا هطلع***أمك..

أمسك ذراعه وهتف بـ غضب جامح

-دي إيدك اللي لمستها! 

ودون أن ينتظر قام بـ كسرها حتى خرجت عظامه من لحمه..ليتأوه هو بـ عنف..أمسك جاسر يده الأخرى وهتف بـ شراسة

-ولا دي!!

وكذلك فعل بها المثل..صرخ جلال بـ قوة مُخيفة..دفعه جاسر بـ حدة..وهو يلهث من فرط العنف..جثى على رُكبتيه وهتف بـ فحيح أفاعي

-أنا هخليك تعرف إن الله حق..ولا هتعرف تلمس بنات الناس يا ***

نهض جاسر وظل صابر ينظر بـ تشفي إلى جلال الذي يأن بـ ألم..هدر جاسر بـ صوت عنيف..

-عثمااان!!!

ثوان و دلف رجل يحمل حقيبة سوداء..وقف أمام جاسر وهتف بـ طاعة

-أؤمرني يا جاسر باشا
-أماء بـ رأسه إتجاه جلال وقال:شوف شغلك..

أماء بـ رأسه عدة مرات..ليهتف جاسر بـ تشفي ونبرة تحمل الغضب 

-هتعيش طول عمرك تفتكر جاسر الصياد..هتعيش باقي عمرك نص راجل وعاجز ومش هتهوب ناحية أي بنت وتلمسها بـ إيديك النجسة..دي أخرة اللي يفكر يهوب ناحية حاجة تخصني...

ثم تحرك هو وصابر وهما يسمعان صرخات جلال التي صدحت في المكان مُتألمة....

**************************************

-خلاص بقى يا جاسر هتفضل زعلان لحد إمتى؟

قالتها روجيدا بـ تذمر و عبوس..ليقول جاسر و هو يُداعب طفلته دون النظر إليها

-وفكرك دي جاحة أسامح عليها
-إحتضنته من الخلف وهمست بـ رجاء:حبيبي أنا مكنتش عوزاك تتهور
-إلتفت لها عل  حين غُرة وهتف بـ إستنكار:وكدا أنا متهورتش!!..روجيدا هو لمسك خد حاجة مش من حقه..لمس حاجة تخصني..أنا إتوجعت عشانك..عشان عارف أد إيه بتكرهي الرجالة
-ترقرقت العبرات في عيناها وقالت بـ تحشرج:أنا مش عاوزة أفتكر حاجة من دي عشان خاطري..أنت بقالك أكتر من أسبوع مش بتكلمني..عشان خاطري إنسى ونسيني

إحتضنها بـ قوة دافنًا رأسه في عنقها..وهمس بـ رجاء

-عشان خاطري صارحيني بكل حاجى..اللي يأذيكي يأذيني..مش هقدر ياروجيدا أتحمل حاجة تمسك بوجع
-همست بـ صوت مبحوح:أوعدك..

إبتعد عنها يُزيل عبراتها بـ حنان..لتبستم هى..ملست على ذقنه التي إستطالت..لتطرأ في بالها فكرة..لتردف بـ حماس

-بقولك إيه!!..إيه رأيك أحلقلك دقنك!!

وقبل أن يتفوه كانت قد جذبته من يده ودلفا المرحاض..ضحك جاسر وقال

-هتعملي إيه يا مجنونة؟

جلبت كريم الحلاقة والماكينة و وضعتهم بجانبها ثم قالت بـ إبتسامة مُتحمسة

-هحلقلك دقنك..أصلها طولت اوي
-أعجبته الفكرة وهتف هو الأخر:أوكيه

وضعت الكريم على ذقنه و صدغيه..وأخذت تُدلكهما بـ نعومة..أعجبته وجعلت الدماء تفور في رأسه..إنتهت ثم جذبت ماكينة الحلاقة وبدأت في إزالة الشُعيرات..أخرجت طرف لسانها واضعة إياه على شفاها العليا..وأكملت ما تقوم به

حاوط جاسر خصرها ثم جذبها له بـ قوة شهقت هى على إثرها..ليقول هو بـ عبث

-الحلاقة دي لها طقوس
-إبتسمت بـ رقة وقالت بـ دلال:طقوس!!..وعجباك الطقوس دي بقى؟
-تلاعب بـ حاجبيه وهو يقول:جدًا
-ضحكت ثم تشدقت وهى تصطنع الجدية:طب سبني أركز
-أهو...

ثم أكملت هى ما تفعله وجاسر يُحدق بها بـ هيام..جذبت منشفة وأزالت قطرات الماء عن وجهه..إلتفت إلى المرآة خلفه..ليتأمل هيئته بـ إعجاب..إلتفت لها مرة أخرى ثم أخرج صفير وقال بـ إعجاب

-من غير ولا خدش
-تعلقت بـ عنقه وقالت بـ دلال:يعني أنفع
-جذب خصرها له وألصقها به..ثم همس بـ حرارة:إلا تنفعي..دا أنتي تنفعي ونص وتلات تربع كمان

ومال يقتطف ثمرة الفراولة الشهية..ولكن طفلته أعلنت عصيانها على لمس والدتها..لتسقط شفتاه على منكبها وأردف بـ نبرة باكية

-كدا حرام والله..
-ضحكت روجيدا ثم أبعدته عنها وقالت:بنتك بقى

ثم خرجت إلى طفلتها تاركة إياه يزفر بـ ضيق

وقفت أمام مهد الصغيرة وأخذت تُهدهدها..لتجده يُحيط خصرها من الخلف يطبع قُبلة على نحرها ثم طفلته..التي هدأت ما أن قبّلها والدها..همس في أُذن زوجته والتي إبتسمت بـ عذوبة

-وإن سألوني عن العشق..سأقول أن كمال العشق تجسد بها...

انتهي الجزء الثاني
انتظرونا في الجزء الثالث قرييييييييييا 

تعليقات



×