رواية أسرار في قلب الحب الفصل الثالث 3 بقلم زينب احمد


 رواية أسرار في قلب الحب الفصل الثالث 


كانت الشمس قد بدأت تبعث دفئها على البلدة الصغيرة، عندما قررت ليلى الخروج إلى السوق. لكن هذه المرة لم تكن تبحث عن شيء محدد؛ كان عقلها منشغلًا بآدم وبالتحذيرات الغامضة التي سمعتها.

بينما كانت تتجول بين الباعة، قابلت صديقتها المقربة "رنا"، التي كانت تعمل في متجر والدها للملابس. كانت رنا مرحة وذكية، بعينين عسليتين وشعر أسود طويل، وهي الوحيدة التي تشاركها ليلى أفكارها وأسرارها.

"أين كنتِ مؤخرًا؟ يبدو أن هناك شيئًا يشغلكِ." قالت رنا وهي تنظر إلى ليلى بابتسامة مريبة.

"لا شيء... فقط أفكر." ردت ليلى، وهي تحاول أن تبدو طبيعية.

لكن رنا لم تقتنع بسهولة. "هل يتعلق الأمر بذلك الشاب الجديد؟ آدم، أليس كذلك؟"

تجمدت ليلى للحظة، ثم قالت: "كيف تعرفين عنه؟"

"الجميع يتحدث عنه. يبدو غامضًا للغاية، والناس هنا لا يحبون الغرباء."

---

على الجانب الآخر من البلدة، كان آدم في الميناء يعمل مع مجموعة من الصيادين. لم يكن وحيدًا كعادته هذه المرة؛ فقد بدأ بتكوين صداقات مع اثنين من الصيادين الشباب، "كريم" و"ياسين".

كان كريم شابًا في الخامسة والعشرين، ذو شخصية مرحة ونظرة عملية للحياة، بينما كان ياسين أكثر هدوءًا ويميل إلى التأمل، لكنه كان يحمل حكايات كثيرة عن البلدة وسكانها.

"يبدو أنك لا تنوي المغادرة قريبًا، آدم." قال كريم وهو يربط شباك الصيد.

"لم أقرر بعد." رد آدم وهو يتفحص البحر بعينين متفكرتين.

"حسنًا، البلدة صغيرة والناس هنا يحبون التدخل في شؤون الآخرين. لكن إن احتجت أي شيء، نحن هنا." قال ياسين بابتسامة مشجعة.

--

في المساء، وبينما كانت ليلى تتجول على الشاطئ مع رنا، لمحتهما عينا آدم من بعيد. كان جالسًا على صخرة، يراقب الأفق كعادته.

"هل تريدين الذهاب إليه؟" سألت رنا بمكر.

"لا، ليس الآن." قالت ليلى بسرعة، لكنها كانت تعلم أنها لن تستطيع تجاهله طويلًا.

"إنه ينظر إليكِ، ليلى. ربما عليكِ أن تتحدثي معه."

ترددت ليلى للحظة، لكنها في النهاية قررت الاقتراب.

---

"كنت أظنكِ تخشين البحر." قال آدم مبتسمًا وهو يراها تقترب.

"لا أخشاه، لكنني أُقدّره. هناك فرق." ردت ليلى بثقة.

جلست بجانبه، وبقيت صامتة للحظات، ثم قالت: "العم سالم قال شيئًا غريبًا عنك. لماذا يبدو وكأنك تحمل سرًا كبيرًا؟"

نظر إليها آدم بعمق، وكأنه يزن كلماته بعناية. "كلنا نحمل أسرارًا، ليلى. بعضها يحمينا، وبعضها يطاردنا."

"هل أسرارك تطاردك؟"

لم يجب آدم مباشرة، لكنه قال بهدوء: "أحيانًا."

---

بينما كانا يتحدثان، اقترب كريم وياسين من المكان.

"آدم! هل أنت بخير؟" سأل كريم، وهو ينظر إلى ليلى بفضول.

"أنا بخير. هذه ليلى." قال آدم، مشيرًا إليها.

ابتسم كريم وقال: "آدم يتحدث عنكِ كثيرًا. يبدو أنكِ مميزة."

احمر وجه ليلى، لكنها لم تستطع إخفاء ابتسامتها.

"كريم!" قال آدم بنبرة توحي بالتحذير، لكن كريم ضحك بخفة.

---

بينما كانوا يتبادلون الحديث، ظهر العم سالم فجأة على الشاطئ، ووجهه كان يحمل تعبيرًا غريبًا.

"آدم، تعال معي. هناك شيء يجب أن تراه."

وقف آدم فورًا، ونظر إلى ليلى نظرة سريعة قبل أن يتبع سالم.

"ماذا هناك؟" سألت ليلى، لكنها لم تحصل على إجابة.

بقيت واقفة على الشاطئ، تشعر بأن ما يحدث أكبر من مجرد شاب غريب وأسراره.

تعليقات