رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل الرابع 4 بقلم اسراء علي


 رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل الرابع 

سيان الأمر عزيزتي..كنتي هنا أم هناك..فالقلب عاشق..والعقل مسحور..أُحبك بقدر ما تكلم العاشقين..وأحببتك فوق العشق عشقين..دائما ما كنتُ بجانبك مشتاق..فماذا عن بُعدك..بالتأكيد أنا هالك...طفل صغير قد أحييته بعشقك..وشاب قد نمى على يدك..ورجل قد تكّون...بقلبك......

خرجت من المرحاض بعد حمام دافئ أنعش خلايا جسدها..تلتف هى بمنشفة ذات لون وردي...بحثت بعينيها عليه لتجده يمسك أحد الصور ويتأملها بشغف جليّ..عيناه تنطقان بفرح..وصلت حد الإدماع..ضحكت بسعادة وتقدمت منه..في ظل الصورة تناسى عبقها المُسكر...وصلت إلى الفراش ثم جلست على طرفه..أمسكت كتفه ونادته برقة

روجيدا:جاسر... 

ولكن لا من رد..ضغطت على كتفه مرة أخرى وقالت بصوت عالى قليلاً

-جااااسر....

إنتفض جاسر وقال بفزع

-إيه يا روجيدا...
نظرت له بتعجب وقالت:هو إيه اللي إيه بقالي كتير بنادي عليك
إبتسم بسعادة وقال:كنت ببص على بنوتي الحلوة

ثم وضع يده على بطن زوجته التي بدأت في الظهور..ثم قال بتودد

-أمها سرقت قلبي..وبنتها أكلت عقلي

ضحكت ومالت برأسها قليلاً ثم وضعت يدها على يده وقالت

-عشان محدش ياخدك منا
قبل جبينها وقال:محدش أصلاً يقدر..تخيلي

وضع الصورة على الكومود بجانب الفراش وأقترب منها..ثم جذب خصلاتها الكستنائية وأشتمها بعمق وقال

-هل رأى الحب سُكارى!!

عقدت ما بين حاجبيها ولكنه أكمل بنبرة هائمة

-عطرك مُسكر..لا يحتاج أحدهم لكأس خمر..وإن كان الحب مُسكر...فعفواً أنه لم يرى سيدتي....

إبتسمت بسعادة..وأمسكت يده وطبعت قُبلة خفيفة عليها وقالت

-أنا مش أقدر ع الكلام دا

ضحك جاسر بصوت عالٍ وقال:بحبك وأنتي مبتعرفيش تدمجي الكلام كدا
زمت شفتيها بعبوس وقالت:بلاش تتريق عليا..

أحتضنها بشدة وقال بـ إهتمام

-مبتريقش والله..بحبك زي ما أنتي يا فراولة..المهم تعبتي من مشوار الدكتورة النهاردة...
هزت رأسها بنفي ثم قالت بسخرية:دا ع أساس أنك سبتي أمشي..والناس اللي فـ العيادة أتفرجوا عليا وأنت شايلني...ثم أكملت بغضب:وعنين الستات كانت هتكلك

قهقه جاسر وقرص طرف أنفها بخفة وقال

-بتغيري
-نظرت بشيطانية وقالت:لو طلت أقتل الستات كلها عشان محدش بيصلك هعملها
إبتعد بدهشة مصطنعة وقال:يا ساتر..

ضحكت وأقتربت هى..ثم وضعت قُبلة على وجنته وأستندت بجبينها على جبينه وقالت

-مش تستقل بغيرة حواء يا أدم
أحتضن خصرها وقال:وأدم ميقدرش يبص لحد غير حوا...

ثم قُبلة رقيقة على الشفاه..إبتعد ليعود مرة  ويُقبل وجنتها..وهى تستقبل شوقه تارة بخجل وتارة أخرى بـ عشق..وبعدها سكتت شهرزاد عن الحديث الغير مُباح..لتبدأ ليلة فوق القمر............ 

*****************

بجامعة القاهرة

صفير طويل يتبعه قول أحدهم

-ياااااااه وأتخرجنا يا متاعيس
رد سامح بنبرة مرحة:أه إتخرجنا  بقينا عاطلين
أتى صوت أنثوي يقول:مش مهم بس إتخرجنا..خمس سنين غلب..صح يا سامح
رد أنور صديقهم مؤيداً لها:أه عندك حق..بس سامح مش عاطل عنده شركته هيشتغل فيها..صح يا سموح
نظر له سامح بضيق وقال:قر يا أخويا..
ضحك أنور وقال:بس أنت مبسوط عشان حاجة تانية مش كدا

جملته تبعها غمزة..ضحك سامح بسعادة عاشق..ولم يلاحظ نظرات الغيرة والحقد التي ملأت قلب إحداهم لترد مايسة بصوت يحمل الضيق والحنق

-مش عارفة مستعجل ليه..تتخرج وتتجوز ع طول..إيه دا
نظر لها سامح وما زالت إبتسامته لا تُفارق شفتاه:لما تحبي يا مايسة هتعرفي يعني إيه..وهتحسي باللي أنا حاسه...
-نظرت له بتافأف وقالت لنفسها:ومين قالك إني مبحبش..بس أنت اللي أخترت...

نظر لها أنور وقال بمزاح:تلاقيها عشان سينجل بتحقد عليك

نظرت له بنارية وقالت بغضب

-مش أحسن ما أكون رمرامة زي واحد
كلاماتها تبعتها نظرات لأنور العابث

عدل من ياقة قميصه وقال بتفاخر:البنات هى اللي بتترمى تحت رجلي..
قهقه سامح وقال:وربنا عبيط..مش ناوي تعقل
رد عليه أنور بتوضيح:أعقل إيه حد يرفص النعمة

حرك كلاً 
حرك كلاً من سامح و مايسة رأسهم بيأس من صديقهم..ثم نظر سامح لساعته وقال..

_لازم أمشي بقى أصلي أتاأخرت ع الشركة..مش معقول أتأخر من أول يوم...

وتحرك سريعاً..من أمامهم متجه لسيارته..قادها ثم أمسك هاتفه ليُحدث زوجته..

أتاه صوتها وهى تقول بتلهف:ها عملت إيه يا حبيبي
أجابها بصوت هادئ:نجحت بـ أمتياز يا قلبي..
صاحت بسعادة وقالت:مبرووووك يا حبيبي...حبيبي شطور يا ناس
رد سامح وهو يضحك:عقبال مراتي الصغنونة أشوفها أحسن مني مليووون مرة
إبتسمت بحب وقالت:ربنا ما يحرمني منك يارب
ليرد عليها بنبرة أشد حباً:ولا منك يا قلبي..بصي بقى..

سكت قليلاً لتقول هى:ها بصيت
-سامح بجدية:أنا رايح الشركة..دا أول يوم..هخلص وأعدي ع جاسر فـ شقته عشان معاد الفرح

منعت بصعوبة شهقتها السعيدة وألا تدخل في نوبة صراخ لتقول بصوت حماسي هائل

-حبيبي...بجد!!..ربنا معاك ويقويك
-يارب..يلا أنا هقفل عشان سايق
ردت عليه بحنو:ماشي يا حبيبي خلي بالك من نفسك
رد بـ ٱبتسامة:حاضر من عنيا
-تسلملي عنيك يارب..مع السلامة
-مع السلامة يا قلبي.......

*****************

إستيقظت بسنت بخمول عقب صدمة أمس...كيف لوالدتها أن تكون الزوجة الأولى وهى أصغر سناً من روجيدا أختها..لم تستطع فهم ماحدث ولكن والدتها طلبت منها الإنتظار...

خطت بخطوات ثقيلة إلى المرحاض..غسلت وجهها..وأبدلت ملابسها عاقدة العزم على إنهاء تلك المسألة وحلها سريعاً..هبطت الدرج لتجد والدتها شاردة حزينة..أخذت نفساً عميقاً ثم توجهت ناحيتها وإبتسمت بتكلف وقالت

-صباح الخير يا مامي
إبتسمت هاجر إبتسامة لم تصل لعينيها وقالت:صباح الخير يا بوسي

نظرت لها ثم قالت بتساؤل

-لابسة ورايحة ع فين
ردت بسنت بهدوء:هروح لروجيدا

إنتفضت هاجر من مجلسها وقالت بفزع 

-مش قولتلك إستني
ردت عليها بسنت بلامبالاه:عاوزة ألحقها قبل ما تسافر الصعيد

غمغمت هاجر بكلام أستصعب على بسنت فهمه..سكتت لتقول بصوت عالي

هاجر:بلاش يا بسنت..إستني شوية
بسنت بعناد:لأ..هروح دلوقتي

قالتها ثم إندفعت سريعاً لتخرج...قابلت السائق فوزي لتسأله

-جبت العنوان يا عمو فوزي

دس يده في جيب سترته وأخرجه ثم قال

-أه يا بنتي أهو خلي بالك من نفسك..
أماءت برأسها وقالت:ماشي..سلام

وتحركت...أشارت لأحد سيارات الأجرة..وركبتها لتقول بعملية

-ع العنوان دا..........لو سمحت
رد السائق:عنيا يا أستاذة
قالت بوسي في نفسها:يارب عديها ع خير

*****************

-أيوة يابني والله قربت أوصل أهو...خمس دقايق...
رد عليه جاسر:طب متتأخرش عشان...شوية وراجعين الصعيد..
قال صابر بضيق:وربنا وصلت وبركن العربية أهو..
-جاسر:ماشي...مستنيك

أغلق صابر هاتفه..ثم خرج من سيارته وبيده حقيبة...أغلق سيارته بالقفل الإلكتروني..ثم أستعد للذهاب

في نفس التوقيت...

وصلت بسنت للعنوان المطلوب..أعطت السائق أجرته...ثم تحركت كادت أن تدلف البناية ولكنها تسمرت عندما وجدت كلب يقف أمامها....

تحرك صابر من أمام سيارته وكاد أن يدلف البناية ولكنه وقف عندما أمسكت به فتاه من ظهره وهى تهتف بخوف

-مشيه..مشيه

كاد أن يختنق صابر من إسماكها إياه بتلك الطريقة ليقول بصوت مختنق

-أهش إيه..أوعي هتنخق

شددت من قبضتها عندما نهض الكلب وبدأ في النباح..لتصدر صرخة وسرى الرعب في أوصالها وهي تقول له بترجي

-والنبي مشيه..

وقفت خلفه..وأخرجت يدها من أسفل ذراعه وهة تشيح بيدها في الكلب وتقول بصوت مهزوز

-هش..هش..

ضحك صابر من تلك الجبانة التي تقف خلفه ليقول بمزاح

-طب بس أهدي عشان أنتي كدا هتستفزيه أكتر و هيعضك

ومع لفظة "هيعضك"صدرت شهقة وتراجعت للخلف..وهى تقول بتوسل

-طب..طب والنبي مشيه

ونباح الكلب لا ينقطع..إلتفت لها..لتُسحره تلك الفاتنة بثوبها الرمادي القصير وخصلاتها السوداء المتطايرة..وملامح الرعب المرتسمة على وجهها وأضاف لها حمرة مثيرة...كاد أن يفتح فاه..ولكنها صرخت بفزع وهى تقول

-حااااسب

إلتفت ليجد الكلب يركض ناحيتهم..أخفت هى رأسها في ظهره..وأمسك هو حقيبته وضرب بها الكلب..الذي عوى متألماً..ثم ركض خائفاً..زفر بـ إرتياح..ليجد المتخبئة خلفه لا زالت على وضعيتها...لا ينكر أنه شعر بـ إنتشاء من قربها ذاك ولكن أعين المارة تسلطت عليهم..تنحنح بحرج وقال بمزاح 

-أحم..يا أنسة الكلب مشي بس لو عاجبك الوضع صاحبي عنده شقته فوق

إبتعدت عنه سريعاً..لتتحول عيناها من الخوف لجمرتين من الغضب المشتعل...لتقول بحنق وغضب

-أنت واحد قليل الأدب

رفع حاجبيه بدهشة وقال:اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش ومن شوية لما كنتي هتموتي فـ جلدك
-ردت عليه بغل وقالت:يارب كان عضك

ثم تحركت سريعاً داخل البناية..لكنها توقفت وإلتفت له..أخرجت لع لسانها ومن ثم تابعت ركضها حتى أختفت عن ناظريها...بينما هتف هو بنبرة متعجبة

-وربنا مجنونة

إبتسم بعدما تذكر قبضتيها التي قبضت على قميصه..وملامحها الصغيرة التي تدل على طفولتها..ثوبها المتطاير الذي أبرز ساقيها البيضاواتان..ليقول بعدها

-مجنونة..بس حلوة

تذكر صابر صديقه الذي ينتظره.. دلف بخطوات واسعة..ودلف داخل البناية.....

صوت جرس الباب الذي تصاعد..جعلىجاسى ينهض..ظناً منه أنه صديقه صابر...فتح الباب لنصدم بالفتاه الواقفة أمامه ليقول بتساؤل

-مين حضرتك!!

فركت بسنت يديها بتوتر..وقالت بصوت متردد

-أنا..أنا...بسنت
ليقول جاسر بضيق:أيوة يعني عاوزة مين

تحنحت بخفوت..ثم جاهدت لتقول بنبرة ثابتة

-دا بيت مدام روجيدا جمال
عقد مابين حاجبيه ليقول:أيوة..أنتي تعرفيها
ردت بتردد:أه..أه..أنا أبقى أختها..........

تعليقات



×