رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل الخامس 5 بقلم اسراء علي


 رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل الخامس 

إنّني جئت وأمضي وأنا لا أعلم
أنا لغز ... وذهابي كمجيتي طلسم
والّذي أوجد هذا اللّغز لغز أعظم
لا تجادل ذا الحجا 
من قال إنّي ..

لست أدري!

إيليا أبو ماضي...

ظل جاسر يرمش بعينيه عدة مرات يستوعب ما قيل..ليقول بدهشة

-نعم قولتي إيه
-أخذت بسنت نفس عميق وقالت:أنا بسنت جمال الحناوي..أخت روجيدا جمال الحناوي
إيه الغريب فـ اللي قولته
-أجابها بسخرية:هو فيه حاجة غريبة مقولتيهاش
-نظرت له بحنق وقالت:بقولك إيه عاوزة أشوف أختي

حاولت المرور إلى الداخل فمنعها جاسر..نظرت له بغضب طفولي ونادت بصوت عالي

-روجيدا..روجيـ.....

منعها من المناداه..حيث كمم فاها بيده ولمعت عيناه بشر وقال

-بت أنتي لو خايفة ع نفسك..أمشي من هنا بدل ما أطلع ع جتتك البلا الأزرق

حاولت التملص من قبضته ولكنه أحكم عليها جيداً..

في نفس الوقت خرج صابر من المصعد ليُدهش من هذا المشهد..المجنونة بين قبضتي القاسي..ماذا يفعلا..

-جاسر بصوت حاد:أمشي من هنا بقولك..يلا

وهنا تدخل صابر وخلصها من قبضتيه..وأحكم يده عليها فقد حاولت الفرار..ظلت تضرب بيديها وقدميها وتقول بغضب حانق

-سبني..سبني بقولك والله لاوريه الغوريلا دا..
تقلصت عضلات وجه جاسر وقال بصوت غاضب:غوريلا..يا مجنونة أنتي..

وجه حديثه لصابر قائلاً

-صابر خدها من وشي بدل ما أخليها تاخد أستمارة ستة

كادا أن ترد ولكن صابر سارع في وضع يده على فمها..وقال لجاسر

-طب خد الشنطة دي..وأنا هسربها وأجيلك...
-رد بـ إقتضاب:ماشي..المهم خلصني من البلوى دي...

أماء برأسه ثم مد يده بالحقيبة التي أستلمها جاسر منه ودلف إلى شقته..وأغلق الباب من خلفه..

أما صابر تحامل على نفسه لكي يأخذ هذه "البلوى" كما أسماها جاسر لأسفل..كان النزول عسير فهى لم تتوقف عن الركل أو الضرب..وصل لأسفل البناية..فزفر بـ إرتياح قائلاً

-أخيراً

وضعها على الأرض..ولكنه ظل ممسك بها حتى لا تهرب..حادثته بشراسة

-سبني..سبني بقولك
-رد عليها بسخرية:معندكيش غير الكلمتين دول..إيه
-ردت عليه بحنق:ملكش دعوة..وإبعد إيديك عني

حاولت نفض يديه بعيداً عنها..ولكنه أحكم قبضته عليها..ظلت تتلوى..ليقول بضيق

-أهدي يا بت بقى..عاوز افهم إيه اللي حصل

حاولت تهدئة نفسها قليلاً..أخذت أنفاس وتذفرها سريعاً..ثم قالت 

-أنا كنت عاوزة أقابل مدام روجيدا وهو منعني
سألها بجدية:طب أنتي تعرفي مدام روجيدا منين

كادت أن تُجيبه ولكنها قالت بحدة

-وأنت مالك أصلاً

جحظت عيناه من وقاحتها ثم قال بحنق

-تصدقي أنا غلطان أني منعته..كنت سبته يفرمك فوق
-ردت عليه بحدة:أنت واحد قليل الأدب

دفعها بخفة من ذراعها وقال لها بضيق

-يلا يا بت من هنا..يلا يا ماما..

ثم تحرك وتركها واقفة..دقت الأرض بقدميها كالأطفال ثم رحلت...

***************

وهناك على الأريكة جلس جاسر يُفكر فيما حدث مُنذ قليل..روجيدا..لديها شقيقة..الأمر ليس بهين..وهناك حلقة مفقودة..قد يكون إحتيال..حمد الله في نفسه أن زوجته نائمة..صوت طرقات على الباب..نهض جاسر بتكاسل..ليجده صابر..أفسح له المجاى حتى يمضي..

دلف صابر ثم جلس على الأريكة وسأل جاسر

-مين دي!!
-مط جاسر شفيته وقال:مش عارف..يمكن واحدة بتلقح جتتها
-أجابه صابر بجدية:مش ممكن يا جاسر محدش يعرف مراتك هنا..في حاجة مش مظبوطة..أعرف في إيه
-أجابه جاسر مؤكداً:ودا اللي هعمله..يلا خليني أخلص الشغل
-يلا..........

*****************

في مطار القاهرة الدولي...

وصلت الطائرة المصرية القادمة من روسيا وعلى متنها..دينا التي قررت تنفيذ المخطط في أقرب وقت...

خرجت من المطار بعد الإنتهاء من الإجراءات الروتينية المملة..أوقفت سيارة أجرة..ساعدها السائق في وضع الحقائب..ثم دلفت هي مكانها وهو خلف المقود..أعطت السائق عنوات وطلبت منه التوجه لها.....

أخرجت هاتفها وأجرت مكالمة..جاءها الرد بعد وقت طويل

-ردت بصوت ناعم:مرحباً سيد مارتن
-أتاها صوت مارتن من الجهة الأخرى:مرحباً مدام دينا..أنتي في الأراضي المصرية
-أجابته بهزة صغيرة من رأسها:نعم..وصلت مُنذ قليل
-مارتن بمكر:والخطة!!
ضحكت بمكر يوازي مكره:لا تقلق سأبدأ بالتنفيذ
-مارتن بجدية:حسناً..كما قلت سابقاً..لا أخطاء..لا أذى
تأفأفت بصوت خفيض ثم قالت بضحكة كاذبة:قلت لا تقلق..أنا أفي بوعدي ولا أحنث به
-رائع..حسناً نتواصل فيما بعد
-حسنا سيد مارتن..إلى اللقاء

أغلقت الهاتف ثم قالت لـ السائق بضيق

-لسه فاضل كتير
-أجابها السائق:لأ يا أستاذة
-ماشي

تابعها السائق من المرآة قائلاً في نفسه

-مش عارف الولية دي شكلها مش ولابد..ياعم وأنا مالي ياكش تولع..............

**********************

بالولايات المتحدة الأمريكية

وصل يحيى لمنزله ليجد جين قد أعدت الحقائب فتساءلت

-بس ليه فجأة كدا نسافر
-أجابها يحيى بـ إرهاق:روجيدا لازم نرحلها..البنت حامل وأنتي مامتها
-جلست بجانبه وقالت:يا حبيبي عارفة..بس أنا كنت متفقة معاها قبل الولاد بـ شهرين

أمسك كفها وطبع قُبلة رقيقة وقال

-طب ينفع نعملها مفاجأة..وبعدين وحشوني أهلي عاوز أشوفهم
-ربتت على يده وقالت برقة:تمام يا حبيبي نروح..أنا بس إتفاجأت
-لأ يا حبيبي مفيش حاجة..وبعدين إعتبريها سياحة
-أماءت برأسها وقالت بتوجس:والقضية بتاعة زفت دا إتقفلت

إبتلع لُعابه بتوتر..بماذا يُجيبها..أيقول بأن إبنتها و زوجها بخطر..أم يتكتم على هذا السر..أفاقته من شروده وهى تقول

-يحيى أنت معايا
-ها..أه بس تعبان شوية
-ألف سلامة..أخليهم يحضروا الأكل
-أجابها بتعب:لأ..أنا هنام شوية قبل معاد الطيارة

نهض ونهضت هي الأخرى وقالت له بحنو

-ماشي يا حبيبي..بس هتاكل قبل ما نمشي
-قبل رأسها وقال:ماشي..

تركها ورحل..ولكن جين لم تقتنع بأن هذا الأمر فقط..هُناك أسرار وأشياء خطيرة يُخفيها يحيى وعليها إكتشاف ذلك..حدثها الأنثوي والأمومي..يُنبأها بذلك........... 

*****************

دلفت بسنت وهى تجر أذيال الخيبة خلفها..لمحها فوزي فركض ناحيتها..وقبل أن يسألها لمح الوجوم الذي إحتل ملامحها ليقول مواسياً

-معلش يا بنتي مش سهل برضو..مش هتقبلك من الأول كدا وآآآ...
-قاطعته بسنت قائلة:بس..بس يا عمو فوزي..أنا أصلاً مشفتهاش
-عقد مابين حاجبيه وتساءل:ليه؟!
-قالت بحنق:جوزها اللطخ مرضاش أخليني أشوفها..

ضحك فوزي بشدة عليها ثم قال من بين ضحكاته

-جاسر!!أهو جاسر دا بقى ألعن من روجيدا..راجل ياربي الكلام عليه يخلي الواحد يخاف يمشي من مكان هو فيه
-ردت عليه بسخرية:الله يخليك طمني يا شيخ...بقولك إيه أنا طالعة أنام..
-رد عليها فوزي وهو لا يزال يضحك:طيب..صحيح مامتك راحت مشوار
-تساءلت بجدية:فين
-رفع منكبيه وقال:معرفش والله يا بنتي هى خرجت ومقالتش رايحة فين
-قالت بلا مبالاه:طيب..طيب..أنا طالعة أفكر فـ خطة جديدة..سلام

ثم ركضت..وفوزي يضحك على تلك الصغيرة المشاكسة..يعلم جيداً كيف كانت متحمسة لمعرفة شقيقتها..ولكنها تتقمص دور اللا مبالية..تُريد فقط إرضاء والدها..فدعا لها من قلبه

-ربنا يسهلك الصعب..وتشوفي أختك ع خير..........

**************

أنتهى صابر وجاسر من العمل..لملم صابر حاجياته ثم نهض وقال بجدية

-خلاص هكلم العميل وأشوف معاد التسليم إمتى وأديك خبر
-جاسر:تمام
-صابر:أنا ماشي..منتساش الموضوع
-أجابه بجدية:أكيد طبعاً
-ماشي..سلام

خرج صابر..ليدلف جاسر لغرفة نومهما ليجد الأميرة النائمة لا زالت بغفوتها..دنا منها ثم تفرس ملامحها التي تُشبة لحد صغير تلك الفتاه..نفض عن رأسه تلك الأفكار..وملس على وجنتها ليُفيق أميرته..ولكنها لا تفيق..ضحك بخفوت ومال يُقبل جبينها..إبتسمت هي..فـ إبتعد لتقول

-صباح الخير..نمت كتير!!
-ظل يُحرك إبهامه على وجنتها وقال بحب:تؤ..بس تعرفي وحشتيني
-أعتدلت في جلستها وقرصت طرف أنفه لتقول:يا بكاش

إعتدل هو الأخر..وضحكاته لا تُفارق ثغره..ثم قال

-طب والله..تحبي تشوفي
-تساءلت بعدم فهم:أشوف إيه

ومال على شفتيها ليمتص عسلها في قُبلة مشتاقة حقاً..بادلته القُبلة..ثم إبتعد عنها وأسند جبينه فوق خاصتها قائلاً

-شوفتي وحشتني قد إيه
-وضحكت الصبية بخجل قائلة:قليل الأدب
ضحك وهو يضمها ثم قال بمرح:حبيبي لسه بيتكسف مني يا ناس..مع أنه بقى شايل وليّة العهد فـ بطنها

مالت برأسها تدفنها في صدره..ثم زرعت قُبلة فوق جرحه..وإبتعدت لترى ملامحه التي شعرت بسعادتها الغامرة ثم قالت بحب

-هيبقى عندي نسخة كمان منك

وفعل فعلتها..قبل مكان جرحها البارز قائلاً بتصحيح

-هيبقى نسخة مني ومنك..يحمل ملامحنا..ويحمل صفاتنا..عاوزها تكملنا..

وأحتضنته بسعادة..مال برأسه ليأسر شفتيها..ولكن سوء الحظ رن جرس الباب..لينهض متأفأفاً..وهو يقول بضجر

-أكيد الواد صابر الرخم..شكله نسى حاجة..
-أجابته روجيدا وهى تُلقي بجسدها على الفراش:طب روح شوفه
-أووووف

ذهب ليرى الطارق وعلى وجهه الإمتعاض والضيق..ظل يتوعد لذلك الصابر على إفساد متعته مع فراولته...فتح الباب وهو يبدأ بسبابه اللاذع

-يا صابر الطلب أنـ....

وتطايرت الحروف من فيه عندما وجد الماثل أمامه..هى..عادت..ليقول بصوت حاد مشدوه

-أنتي.......

تعليقات



×