رواية أسرار في قلب الحب الفصل الخامس
في صباح اليوم التالي، استفاقت ليلى على صوت أمواج البحر التي كانت تهمس في أذنيها كأنها تروي لها أسرارًا قديمة. رغم أنه كان يومًا هادئًا، شعرت أن هناك شيئًا غير مرئي يلوح في الأفق، يشد انتباهها ويجذبها نحو المجهول. كانت تتمنى لو أن تلك الأسرار التي تحيط بها تتحلل مع الوقت وتصبح أكثر وضوحًا، ولكن كلما اقتربت من الحقيقة، زادت الغموض.
عند الإفطار، كانت أجواء المنزل هادئة كما هي عادة، ولكن لم يكن في قلب ليلى نفس الشعور. كانت فكرتها عن "العم سالم" ما زالت تؤرقها، خاصة بعد كلامه الغريب في الليلة السابقة.
"ليلى، هل أنتي بخير؟" سألها والدها حسن بصوت خافت، وهو يلاحظ شرودها المستمر.
"نعم، أعتقد أنني فقط بحاجة لبعض الوقت بعيدًا عن كل هذه الضغوط." أجابت ليلى، وهي تحاول أن تخفي التوتر في صوتها.
"لا تخفي عني شيئًا، ليلى. إذا كان هناك ما يشغلك، أخبريني." قال والدها بحنو. كانت عيونها تلمع للحظة، لكن ليلى لم تجب، وفضلت السكوت.
---
في المساء، كان آدم يقف على الرصيف يراقب القارب الذي سيرسوا قريبًا من الشاطئ. لا يعرف لماذا، ولكن كانت أفكاره تدور حول ليلى وأسرار البلدة التي يبدو أنها تتعلق بها بطريقة أو بأخرى. وكان اليوم قد مر ببطء، لكن شيئًا ما بدا وكأنه على وشك الحدوث.
بينما كان يهم بالنزول إلى البحر، اقترب منه كريم، وقال له وهو ينظر إلى الأفق:
"هل تعلم أن العم سالم كان يحاول مرارًا أن يذهب إلى المنارة في تلك الليلة؟ أعتقد أنه يعلم أكثر مما يظهر."
"أعلم، ولكني لا أعتقد أنه يجب أن نقترب أكثر من تلك الأمور. هناك حدود." أجاب آدم بتردد.
لكن ياسين، الذي كان جالسًا على صخرة بجانبهم، أضاف: "لكن هناك شيء غريب حقًا عن هذا المكان. ليلى تبدو وكأنها مرتبطة بكل هذه الأمور، ونحن لا نعرف لماذا."
هذه الكلمات جعلت قلب آدم يتسارع. هل كانت ليلى جزءًا من سر البلدة القديم؟ وهل كانت هي مفتاحًا لكشف الحقيقة؟
---
في تلك الليلة، وبينما كانت ليلى تمشي في الشارع متجهة إلى منزل رنا، شعرت بشيء غريب. كان الظلام قد بدأ يغمر المكان، وأضواء الشوارع كانت خافتة. كانت تفكر في كلمات العم سالم، وعيناها تراقب كل حركة حولها.
بينما كانت تمر بجانب منزل قديم مهجور في أطراف البلدة، سمعت صوتًا يناديها: "ليلى!"
استدارت بسرعة لتجد آدم يقف في الظلال. كانت المرة الأولى التي يلتقيان فيها في هذا التوقيت، وكانت أجواء الليل تضفي نوعًا من الغموض على اللقاء.
"آدم، ماذا تفعل هنا؟" قالت ليلى بدهشة.
"أريد أن أتحدث إليكِ عن شيء مهم. هناك شيء يجب أن تعرفيه، وليلة كهذه هي الفرصة الوحيدة."
ترددت ليلى للحظة. كان هناك شيء في صوته يبدو جادًا جدًا، كأنه يحمل شيئًا ثقيلًا.
"ماذا هناك؟" سألته، وعيناها تحملان الكثير من الأسئلة.
"البلدة ليست كما تبدو. هناك أسرار قديمة تختبئ في هذا المكان، والعم سالم يعرف كل شيء. هو يحاول أن يحميكِ، لكن الحقيقة لا بد أن تُعرف."
كانت كلمات آدم ثقيلة على قلبها. "ما الذي تعنيه؟"
قبل أن يجيب، شعروا بحركة غير طبيعية بالقرب من منزل العم سالم. كان هناك ضوء خافت يأتي من نافذة المنزل المهجور.
"يجب أن نذهب إلى هناك." قال آدم بلهجة حازمة.
-----
بينما كانا يتجهان بسرعة نحو المنزل المهجور، بدأت ليلى تشعر بشيء غريب. كان المكان مظلمًا للغاية، والأشجار المحيطة كانت تتحرك بفعل الرياح الباردة. وعندما اقتربوا من النافذة، كان الضوء يأتي من الداخل، لكن لم يكن هناك أي شخص مرئي.
فجأة، وبكل سرعة، خرج العم سالم من بين الظلال، وكان يبدو مرتبكًا.
"ماذا تفعل هنا؟" سأل آدم وهو يقترب منه بحذر.
"أنت تعرف أنه لا يجب عليك أن تكون هنا، آدم. أنت تلعب بالنار." قال العم سالم بنبرة حادة، وعينيه مليئة بالقلق.
"ولكن هناك شيء يجب أن نعرفه. ليلى تحتاج إلى أن تفهم كل شيء." قال آدم، وهو يلتفت إلى ليلى، التي كانت تقف متسمّرة في مكانها.
ثم تحدث العم سالم بصوت منخفض: "السر الذي كنت أخشاه سيكشف نفسه قريبًا. لكن عليكِ أن تكوني مستعدة، ليلى."
---
بعد هذه الكلمات الغامضة، شعر الجميع بالارتباك. بينما كانت ليلى تتساءل عن المعنى الحقيقي لما قاله العم سالم، شعر آدم بأن الوقت قد حان للكشف عن الأسرار التي طالما حاول إخفاءها. ولكن ما هي تلك الأسرار التي يمكن أن تغير مصيرهم جميعًا؟