رواية أسرار في قلب الحب الفصل السادس 6 بقلم زينب احمد


 رواية أسرار في قلب الحب الفصل السادس 


كانت ليلى تقف هناك، تتنفس بصعوبة، وعقلها غارق في التساؤلات التي لم تجد لها إجابة بعد. كل شيء حولها بدأ يبدو أكثر تعقيدًا مما تخيلت. آدم، الذي كان يبدو دائمًا هادئًا وغامضًا، أصبح الآن أكثر وضوحًا، لكن هذه الوضوح جاء محملاً بالكثير من الأسئلة.

"لماذا تقول ذلك؟" سألته ليلى بصوت يكاد يكون همسًا، وهي تنظر إلى العم سالم الذي كان يقف في الظل، يراقبهم بعينيه الحادتين.

"أنتِ لا تفهمين، ليلى. هناك أشياء هنا في البلدة لا يعرفها الجميع. هناك شيء قديم، وقد بدأ في العودة." أجاب العم سالم بصوت منخفض، لكنه مليء بالحذر.

"ماذا تعني؟" سأل آدم وهو يقترب منه أكثر، يضع يده على كتف العم سالم بلطف.

أجاب العم سالم بتردد: "كل شيء كان يسير على ما يرام حتى جاء هذا الشاب الغريب."

كانت الكلمات الأخيرة كأنها ضربة قوية. "آدم؟" تساءلت ليلى بصوت شبه مفاجئ، ولكنها لم تكن تستطيع قول المزيد. كان عقلها مليئًا بالأسئلة. لماذا كان العم سالم يقصد آدم بالذات؟ وهل كان له علاقة بهذا السر القديم؟

---

بينما كانت ليلى تتسائل، نظر إليها آدم بجدية، وقال بصوت هادئ: "العم سالم محق. البلدة تخفي سرًا قديمًا، ونحن على وشك اكتشافه."

ليلى، التي كانت تشعر بالتوتر والارتباك، بدأت تفكر في كلامه. ولكنها لا تستطيع أن تتجاهل الشكوك التي تتولد في قلبها. هل كان هذا السر يتعلق بها؟ وهل كان لها دور في الأحداث التي كانت على وشك الحدوث؟

"أدم، ما الذي يحدث هنا؟ لماذا يبدو أن كل شيء يدور حولي؟" قالت ليلى أخيرًا، وعينيها تتسابقان بين آدم والعم سالم.

أجاب آدم بهدوء: "البلدة كانت تعرفكِ منذ وقت طويل، ليلى. أنتِ لستِ مجرد شخص عابر هنا. هناك شيء عميق يرتبط بك."

عند سماعها لهذه الكلمات، شعرت ليلى بشيء من الصدمة. لم تكن تعلم أن حياتها العادية كانت محاطة بكل هذه الأسرار.

--

بينما كانت الأفكار تتقلب في عقل ليلى، شعر الجميع فجأة بشيء غريب في الهواء. كان هناك ضوء ساطع في السماء، يبدو وكأنه انشقاق في الليل، كأن الأفق نفسه بدأ ينفتح.

"ماذا يحدث؟" سأل العم سالم، وهو يراقب السماء بقلق.

"إنه هنا!" قال آدم، وهو ينظر بحذر إلى الأفق، عينيه مليئتين بالخوف والترقب.

فجأة، سمعوا صوتًا قادمًا من جهة البحر، صوت خطوات ثقيلة تتجه نحوهما. تراجعوا جميعًا إلى الظلال، واختبأوا خلف الأشجار القديمة في حديقة المنزل المهجور.

كانت ليلى تشعر بالخوف، لكن الفضول كان يسيطر عليها أكثر. من كان هذا القادم؟ وماذا يريد منهم؟

---

في تلك اللحظة، ظهر شخص طويل القامة، ملفوف في معطف داكن اللون، وكان يحمل حقيبة قديمة تبدو مهملة. وقف لحظة، ثم نظر حوله وكأنه كان يبحث عن شيء أو شخص.

"من هذا؟" همست ليلى، وهي تقترب من آدم، الذي كان ينظر بتوتر إلى هذا الشخص الغريب.

"إنه الشخص الذي كنا نتحدث عنه." قال آدم بصوت منخفض.

سألت ليلى: "لكن من هو؟"

قبل أن يجيب، اقترب الشخص منهم فجأة، وكان وجهه مظللًا بالظلام. "أحتاج إلى التحدث معكم. هناك أمور لا يمكن تأجيلها."

---

بينما كان الشخص الغريب يتحدث، ظهر ضوء آخر خلفه، وكان يبدو كأنه قادم من مصدر بعيد جدًا. ثم قال الشخص في نبرة حادة: "لقد بدأ العد التنازلي. لا وقت لدينا. نحن بحاجة لمعرفة الحقيقة قبل أن يكون الأوان قد فات."

أدرك الجميع أن هذا الشخص كان يحمل مفتاحًا لما كانوا يجهلونه. لكن ليلى كانت تشعر أن كل شيء بدأ يخرج عن السيطرة، وأن حياتها ستكون على المحك بمجرد أن تنكشف الأسرار التي كانت مخفية في زوايا هذه البلدة.

---

بينما كان الجميع يراقب الشخص الغريب، شعروا بشيء غريب في الهواء، كما لو أن الأحداث كانت تتسارع نحو شيء لا يمكن التنبؤ به. هل كانوا على وشك اكتشاف شيء كان سيغير مجرى حياتهم إلى الأبد؟

تعليقات