رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الرابع (أدمنتك) الفصل الخامس 5 بقلم اسراء علي


 رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الرابع (أدمنتك) الفصل الخامس 

وتسألني ما الحُب؟
الحُب أن أكتفي بك ولا أكتفي منك أبدًا...

كان جاسر يقف مع مجموعة من رجال الأعمال يتحدث معهم بـ أمور تخص أعمالهم ليلتفت على حين غُرة إلى الشُرفة التي تقف بها روجيدا..فـ ما لبث أن إتسعت عيناه وهو يرى زوجته أحدهم يقبض على معصمها..قريبة منه إلى  درجة خطيرة وعلى وجهها علامات الغضب والنفور به بعض الخوف

إندلعت بـ عيناه نيران حارقة وغضب أسود يكاد يلتهم المُحيطين به فـ ترك الجميع وإنطلق بين الجموع يدفعهم بـ قسوة مُتجهًا إلى زوجته

وعلى الناحية الأُخرى 

كانت عنيا روجيدا إتسعتا بـ قوة حتى شارفت على الإستدارة دون أن تجد القُدرة على الحديث..فـ كل ما يشغل بالها حاليًا أنه من أين ظهر هذا الشخص؟..وإن عَلِم جاسر..ويلاه مما قد يحدث

إنتفضت على يده التي جذبتها أكثر إليه ليهمس بـ نبرته ذات الفحيح المُرعب

-أتمنى يكون تعاملنا أحسن من كدا..صدقيني جاسر الصياد مش هيبسطك أحسن مني
-إتقدت عيناها بـ شرر قائلة:أنت واحد حقير...

وبـ دون تفكير هبط كفها على وجنته بـ قوة لم تكن تعلم أنها تملكها حتى أنه وجهه إستدار إلى الناحية الأُخرى..وضع سُليمان يده على وجنته التي إنطبعت أصابعها عليها قبل أن يهدر بـ إبتسامة شيطانية أضفت على ملامحه المُخيفة ملامح أكثر رُعبًا

-كلهم قالولي إنك شرسة...

إقترب منها لتُبعد وجهها عنه بـ نفور..ليُكمل هو  بـ نفس النبرة

-يا ترى بقى أنتي برضو شرسة فـ...

لم يستطع إكمال عبارته فـ قد إنطلقت قبضة حديدية تلكم فكه..ترنح على إثرها ثم سقط..شهقت روجيدا وهى ترى سُليمان ينطرح أرضًا 

كان الدور على معصمها أن يجذبه جاسر بـ قوة حارقة ليضعها خلفه..نظرت إلى عيناه بـ نظرة خاطفة لتجد عيناه تحمل نظرة مُميتة بها تصميم على إراقة الدماء..كان يتنفس بـ صعوبة وعضلات جسده تتشنج بـ غضب..إرتعدت فرائصها خوفًا عليه ولكنها لم تجرؤ على الوقوف أمامه ومُحادثته عقب ذلك الوضع الذي رآهما فيه

نهض سُليمان وهو يضحك بـ سخرية قائلًا

-نورت يا جاسر..نورت والله...

لم يرد عليه جاسر بل إندفع بـ قوة و بـ لحظة خاطفة كانت رُكبته تضرب معدته فـ مال سُليمان إلى الأمام..ولكنه لم يرحمه بل عادت رُكبته تضرب أنفه بـ ضراوة لتنفجر الدماء منها..دفعه جاسر إلى سور الشرفة وهدر بـ نبرة جهورية

-بتتجرأ وتُحط إيدك على مراتي!..بتتجرأ وأنت عارف نهايتك هتكون زي أخوك وألعن...

بصق سُليمان الدماء ثم قال ضاحكًا وهو ينظر إلى جاسر

-بتضرني يا بن عمتي!..هان عليك تضرب ابن عمتك
-لكمه جاسر وهدر:إخرس يا ***..أنت نسيت نفسك ولا إيه!!..دا أنا مخرجك من بيتك زي الكلب
-ودي أخرتي عشان جاي وأرجع أواصر الصلة ما بينا!..ولما عنيات هانم تعرف إنك ضربت إبنها هتعمل إيه؟!...

لم يكن جاسر بـ حالة تسمح بـ الحديث..بل كل ما يجول بـ ذهنه أن هذا الرجل تقرب من زوجته بل وإستباح لنفسه لمسها..لتزداد عيناه قتامة ورغبة في إسفاك دمائه..ليقبض على عنقه ثم همس بـ نبرة قاتمة تزداد سوادًا وحقد

-لو خايف على اللي باقي من عُمرك..إختفي..لأن لمسك لمراتي مش هعديه..فاهم!!...

لم يرد سُليمان بل بقى يضحك مُستسلم لما يفعله به..ليلكمه جاسر عدة لكمات بـ قبضته بـ أحد أضلعه حتى كُسر ضلعه فـ تأوه الأول..مال جاسر به إلى الخلف وقال بـ نبرة شيطانية تُذيب العظام

-بس مفيش مانع أسيبلك تذكار مني...

عاد بـ رأسه إلى الخلف ثم عاد ينطح أنفه مُسببًا كسرها..لم يتدارك سُليمان نفسه إلا وجاسر يدفعه ليسقط من السور واقعًا أسفل الشُرفة التي تبُعد عن الأرض بـ مسافة مترين..نظر إليه من الأعلى نظرات قاتلة مُرعبة وقد تحولت عسليتاه إلى جمرتين من النار المُشتعلة

إستدار إلى روجيدًا المُنكمشة على نفسها ليجذبها من يدها هادرًا بـ نبرة قاتلة

-يلااا...

تحرك جاسر بين الجموع يدفعهم بـ قوة ولا مُبالاه..ولم يقدر أحد على الوقوف أمام ذلك المارد الذي تحرر شيطانه للتو

نظر  رائف و زوجته إلى ذلك المشهد الذي حظى على إنتباه الجميع بـ درجة مُدهشة مُتبانية النظرات ما بين دهشة ورعب..بـ أعين جاحظة وبـ داخل رائف سؤال كيف يتحول جاسر من شخص هادئ ، وقور ، راقي بـ تعامله..إلى شخص همجي و بربري لتدنى إلى الدرك الأسفل من الهمجية والبربرية..نظر رائف إلى زوجته وقال بـ قنوط

-الحفلة باظت...

************************************

ظلت روجيدا تنظر إلى عيناه التي لم تفقد ملامحها القاسية والمُرعبة ثم إلى يداه التي تحتضن المقوّد بـ قوى حتى إبيضت مفاصله..إنتفضت على صوت زمجرته قبل أن يهدر بـ صوتٍ جهوري

-عمل إيه أكتر من إنه لمس إيدك!...

تعرق جبينها من شدة الخوف فـ لم تجد القدرة على الحديث فـ آثرت الصمت..ضرب جاسر على المقوّد بـ شدة ليعود ويهدر بـ نبرة صمت أذنيها بل وخرقتها

-ردي عليا متجننيش!
-همست بـ صوتٍ يكاد يسمع:معملش
-هدر بـ حدة:مسمعتش
-صرخت هي بـ المُقابل:معملش...

ظل جاسر يتنفس بـ قوة حتى ظنت أنه سيلفظ أنفاسه من فرط سرعتها..سمعت سبابه اللاذع على تلك العائلة التي لا تنتهي..بل والأفظع إنه ابن عنيات التي تخلت عنه..لتتخلص من شر تلك العائلة نهائيًا والذي لم يختلف عن بطش والده سليم وأخيه جابر

همس جاسر بـ قسوة

-العيلة شر..وكأن ملهمش شغلة غير إنهم يفسدوا فـ الأرض...

وضعت روجيدا كف على بطنها والآخر على يده لتقول بـ خفوت مُرتجف

-جاسر!!...

لم يرد عليها جاسر ولكنها لاحظت أن عضلات وجهه قد إشتدت..فـ إبتلعت ريقها وهمست

-بلاش نرجع المنيا وأنت عصبي كدا..بلاش تسوق
-رد عليها بـ جفاء:مش هينفع عشان جُلنار...

كانت لا تزال ترتجف مما حدث ولكنها تتماسك من أجله حتى لا يقفد الباقية المُتبقية من عقله لتقول وهى تشتد بـ قبضتها على معصمه

-وعشان خاطر جُلنار بلاش..تعالَ نروح البيت بتاع القاهرة..عشان خاطري..أنا تعبانة...

زفر جاسر بـ غضب ليوقف السيارة على جانب الطريق ثم إلتفت بـ جسده كله إليها وهمس من بين أسنانه

-صارحيني يا روجيدا..أذاكِ فـ حاجة؟!...

إرتجفت شِفاها السُفلى لولهة قبل أن تقول بـ هدوء يُنافي خوف قلبها المُتقافز كـ أرنب مذعور

-والله ميقدرش أصلًا..ومقربش مني ولا هيقدر يا جاسر..صدقني..خليك واثق فيا
-هدر بـ غضب:أنتي ليه مش عاوزة تصدقي إني بثق فيكِ أكتر من نفسي..بس أنا مبثقش فـ اللي حوليا..كلهم حيوانات..حيوانات همهم ينهشوا فـ لحمي وفـ عرضي
-وضعت يدها على وجنته ثم قالت بـ إبتسامة مُهتزة:متقلقش عليا..عشان خاطري متحملش نفسك أكتر من طاقتها
-لو مقلقش عليكِ هقلق على مين!!...

قالها وهو يجذبها إلى أحضانه يضع أنفه بـ عنقها يضمها بـ أقوى ما لديه..يخشى عليها من نفسه بـ نوباته التي تصيبه وقد يطالها الأذى كما يحدث بـ العديد من المرات..ولكن أكثر ما يخشاه هو ما حوله من الرجال..قد تبدو قوية واثقة ولكن بـ داخلها هشة غير قادرة على حماية نفسها وتلك العقدة لا تزال تُطاردها..قد تُظهر العكس ولكنه أضحى يعرفها أكثر مما يعرف نفسه..هى لا تزال تُعاني حتى الآن ولن تتخلص من ذلك الخوف إلا به

تحركت يده على ظهرها صعودًا وهبوطًا ثم همس وهو يصعد بـ شفتيه إلى وجنتها

-خايف عليكِ ليجي يوم ومقدرش أحميكِ فيه
-هششش..ممكن بلاش نتكلم دلوقتي..أنا كويسة وهفضل كويسة لو بقيت فـ حضنك كدا...

شدد على عناقها أكثر يزفر بـ حرارة وشفتيه لا تزال تُقبل وجنتها قُبلات رقيقة وكأنه يتأكد من سلامتها..إبتسمت روجيدا وقالت بـ مزاح بـ غرض تخفيف الأجواء

-جاسر لو فضلنا كدا هنتمسك بـ فعل فاضح فـ الطريق العام
-إبتسم بـ خفة وقال:مش مهم أهو تغيير..حتى هخليهم يحطونا فـ زنزانة واحدة...

ضحكت بـ خفوت ليبتعد عنها ولكن ليس قبل أن يضع شفتيه على جبينها..أعاد تشغيل مُحرك السيارة لينطلق بها إلى منزله بـ القاهرة

************************************

إستيقظت على تلك اليد التي تربت على وجنتها بـ خفة لتتململ بسنت بـ إنزعاج قائلة

-بس بقى يا صابر وبلاش رخامة
-ضحك صابر ثم قال:لأ فوقي يا بسبوستي..عاوزك فـ كلمة سر...

وضعت الوسادة فوق رأسها ولم ترد عليه..ليعود ويضحك صابر بـ قوة..إرتفع حاجبيه بـ خبث لينحني إلى ذراعها البض يُقبله بـ خفة..لتزفر بسنت بـ ضيق ولكنها لم تتحرك..ضيق عينيه بـ غيظ ثم قال بـ نبرة تهديدية

-لو مقومتيش حالًا يا بسنت..هشيلك زي الدبيحة...

لم ترد عليه أيضًا لينهض عن الفراش ليهدر بـ إنفعال

-خلاص..حلال الله أكبر...

صرخت بسنت وهى تراه يضعها على كتفه كـ الذبيحة كما هددتها..لتشهق بـ فزع وهى تراه يتحرك بـ إتجاه باب المنزل الصيفي المُطل على البحر بـ منطقة شبه خالية من البشر..ثم صرخت وهى تضرب ظهره

-صابر!!..بلاش شُغل العيال دا ونزلني
-فضلت أصحيكِ وأنتي نايمة شبه القتيلة
-صرخت بـ غيظ:كداااب..رديت عليك على فكرة..أنت اللي بتتصلب
-ولو...

صرخت بـ يأس وهى تتلوى بين يديه بـ منامتها الطفولية التي ترتديها من اللون الوردي الباهت وعليها رسمة كرتونية شهيرة..صرخت هذه المرة بـ فزع وهى تشعر بـ تلك الموجة الباردة التي داهمت جسدها..تعلقت بـ عنقها ثم هتفت وأسنانها تصطك بـ بعضها

-أنت بتعمل إيه!
-حاوط خصرها قائلًا:مش كنتي عاوزة تنزلي البحر!..أديني بحقق أُمنيتك أهو
-ضربت منكبه ثم تشدقت:أيوة أنزل البحر زي البني آدمين الطبيعين مش زي عجل دبحته ونازل البحر تغسله...

ضحك صابر بـ أقوى ما لديه لتشرد بسنت بـ ضحكته الرجولية الصاخبة..قربها إليه ثم همس وهو يُداعب وجنتها

-بس فـ الآخر نزلتك
-هدرت بـ يأس:أعمل إيه فـ جنونك دا!!
-نزل إلى عُنقها وقال:جاريني فيه...

دغدغها بـ عُنقها لتضحك بـ صخب..صارخة بـ نبرة مُتقطعة

-خلـ..خلاص بالله..عليك
-عشان حلفتيني بس

ضحكت وهى تستشعر شفتيه تُقبل عنقها بـ خفة ليهمس بـ جانب أُذنها

-قوليلي عملتي إيه فيا خلتيني مش قادر أبعد عنك..لأ وأحبك الحب دا كله!!...

نظر إلى بُنيتها التي إلتمعت بـ بريق متوهج من الحب..وضعت كفها الصغير على وجنته وهمست

-معملتش حاجة غير إني حبيتك
-تأوه بـ حرارة قائلًا:ااااه..لو تعرفي بحبك أد إيه يا بسنت..مُكنتيش ضيعتي كل السنين دي بعيد عن بعض
-وضعت وجنتها على صدره المُبتل ثم تشدقت:أسفة..بس كنت خايفة
-حاوطها بـ يده ثم قال:ومن النهاردة مش عاوزك تخافي وأنا جنبك..أنا قضيت على خوفك..ساعدني أقضي أنا كمان على خوفي...

رفعت وجهها إليه ثم تساءلت عاقدة لحاجبيها وهى تنظر إليه بـ إستفهام

-خوفك!!..خوف إيه؟...

أبعد خُصلة مُبتلة عن وجنتها ثم همس وهو يضع أنفه على جبينها بـ نبرة عميقة

-إنك فـ يوم تبعدي عني
-إبتسمت بسنت وهى تقول:شوفت طفل يقدر يبعد عن أمه!!...

نظر إليها بـ نظرة هائمة وعلى شفتيه إبتسامة جانبية دافئة ثم أكملت الهمس وهي ترتفع على أطراف أصابعها

-أنا بقى مقدرش..أنت بالنسبالي الأم اللي بدافع عن إبنها بـ إستماتة وفـ المُقابل إبنها ميقدرش غير إنه يحبها...

قبلت وجنته ثم إبتعدت لترى عينيه مُغلقتين..ثم همس هو لا يزال مُغمض العينين

-مش كدا أنت بدلتي الأدوار!
-حركت رأسها نافية ثم قالت بـ قوة:أبدًا..أنا شايفة إن دا الصح..كنت أنا الإبن الشريد وأنت الأم اللي بتوجه..الأدوار صح..أنت ميلقش عليك غير الدور دا...

فتح جفنيه ونظر إلى عينيها بـ نظرة عشق خالصة جعلت قلبها يُرفرف حر بين أضلعها لتهمس بـ نبرة عميقة ويدها تسير من جانب حاجبه حتى فكه

-أنت نعمة فـ حياة أي حد تدخلها...

تأوه صابر بـ قوة وهو يستمع إلى مثل ذلك الإعتراف النادر من بين شفتيها قبل أن ينقض على شفتيها غير آبهه لما حوله..إبتعد عنها ثم قال وهو يرفعها بين يديه

-أنا قولت إن البحر الصُبح غلط..تعالي أدفيكِ...

************************************

إنتهت الطبيبة من تمضيد جراحه ثم إعتدلت تُعلق بعض المحاليل بـ مُساعدة المُمرضة لتقول وهي تنظر إلى سُليمان

-حضرتك هنضطر نعمل أشعة عشان نتأكد إذا كان فيه أكتر من ضلع مكسور ولا لأ..وإذا كان أثر على الرئة..حمد لله على سلامتك...

اشارت إلى المُمرضة لكي تتبعها ثم قالت لها وهما يتوجهان إلى خارج الغُرفة

-غيري المحلول كمان نُص ساعة..وبعدها بـ ساعة حضريه عشان نعمل الأشعة...

نظر إلى خروجهما بـ نظرات مُظلمة و بداخله يتوعد لما أصابه من جاسر الصياد..تقدمت منه زوجته ثم جلست بـ جانبه تمسح على جانب وجهه قائلة

-حاسس بـ وجع!...

أبعد يدها عنه ولم يرد..زفرت هي بـ يأس ثم قالت بـ روية

-مكنش ينفع تتصرف كدا يا سليمان..في حاجة اسمها عقل..تصرفك دا هيخليه زي التور الهايج ومش هيسيعه قتلك بس 
-نظر إليه بـ نظرات قاسية ثم قال:حسابه معايا بيتقل أوي..وساعتها ميلومش غير نفسه...

حركت رأسها بـ يأس لتعود وتهتف بـ نبرة هادئة ويدها تسير على ذقنه

-جاسر الصياد مش سهل ومن الغباء إستفزازه..أنت طلعت مارد مش هسيبك فـ حالك
-هدر بـ قوة:حقي وحق أخويا!!..طب العيلة اللي شتتها والقصر اللي حرقه!..أه صحيح عمري ما حبيت ثناء بس دا كان حقي بيتي وملكي وهي عارفة
-أومأت بـ رأسها بـ تأكيد قائلة:برضو تتعامل مع جاسر بـ عقلك..طول ما أنت بتتعامل بـ الهمجية دي مش هتقدر تواجه وهتخسر كل حاجة...

وضع يده على صدره موضع ضلعه المُهشم..لينظر إليها بـ إهتمام يستاءل

-بتفكري فـ إيه!
-أقصد يعني..تحاول تختفي الايام دي عشان جاسر مش هيهدى إلا لما يُحطك فـ السجن أو يقتلك وفـ كِلا الحالتين أنت مش مُستفيد
-إتسعت عيناه هادرًا بـ غضب:قصدك أتخبى زي النسوان!!...

زمت شفتيها بـ حنق زافرة نفسًا حار قبل أن تعتدل بـ جلستها ثم أكملت حديثها بـ نفس الهدوء

-لا زي النسوان ولا الرجالة
-أومال قصدك إيه!
-يا حبيبي قصدي تحكم عقلك فـ كل خطوة قبل ما تخطيها عشان متخسرش..يعني التعامل بـ العقل هو الصح
-زفر بـ قنوط وتشدق:وإفرضي تعامل العقل دا أخد وقت
-ربتت على منكبه وقال:وماله..طالما ضربتك هتكون قاضية يبقى تستحق...

نظر إليها مُطولًا حتى إرتسمت إبتسامة خبيثة على  وجهه أخذت تتسع تدريجيًا إلى أن أصبحت تشمل وجهه كله ليقول بـ نبرة وازت إبتسامته

-فعلًا عقل الستات دا داهية
-إبتسمت قائلة:تلميذتك يا سيد الناس...

مالت إلى وجهه قائلة بـ مكر أنثوي ناعم

-ناوي على إيه بقى!
-نظر إليه بـ نظرة وقحة ثم تشدق:لما أطلع من هنا هوريكي عملي...

************************************

نهض جاسر بـ تلك الساعة المُتأخرة على صوت تأوه روجيدا..ليقوم بـ إنارة المُصباح الجانبي ثم إلتفت إليها فـ وجدها جالسة على الفراش تضع يدها على بطنها

إنتفض جاسر من جلسته وإستدار حول الفراش..ليجثو أمام رُكبيتها ثم همس بـ قلق

-مالك يا روجيدا في إيه!!
-وضعت يدها على بطنها المُنتفخ:بطني يا جاسر بتوجعني أوي
-أبعد خُصلاتها عن وجهها قائلًا بـ توجس:طب خلاص يا حبيبتي..هقوم أعملك حاجة سُخنة...

أومأت بـ رأسها وهى تعض على شفتيها بـ ألم..ولكن ما أن نهض جاسر حتى إنحنت روجيدا تتقيأ..أمسكها بـ سرعة وقلق حتى لا تسقط ولم يأبه لتلطخ ملابسه..إرتفعت وقالت بـ نبرة مبحوحة

-أسفة
-أعاد خُصلاتها خلف أُذنها وهمس:هششش..تعالي معايا...

أمسكها من ذراعيها حتى تنهض ولكنها ترنحت بـ ضعف..تداركها جاسر بـ سرعة ثم إنحنى يحملها..وضعها أمام حوض الوجه ولكنها عادت تتقيأ..أمسكها مرةً أُخرى بين يديه بـ إحكام..يد على جبهتها ليحكم رأسها والأُخرى على خصرها حتى يتحكم بـ ضعف جسدها

إنحنت بـ جسدها إلى الأمام تأن بـ ضعف..ليسندها جاسر بين يديه يربت على ظهرها هامسًا بـ حنو

-أنتي كويسة!!
-أومأت بـ رأسها ترد بـ ضعف:أها...

أحكم ذراعه حول خصرها وبيد الأُخرى..فتح صنبور المياه يقوم بـ غسل وجهها وفمها ثم أخذ يُملس على خُصلاتها..عاد يحملها واضعًا إياها على الفراش..جثى أمامها يُقبل جبينها هامسًا

-بقيتي أحسن!!...

أومأت بـ رأسها دون رد..حرك جاسر يديه على ذراعيها هبوطًا و صعودًا ثم قال وهو ينهض

-هروح أعملك حاجة سخنة...

أومأت بـ رأسها ولكنه إنحنى يقول

-تعالي الأول..أخليكي تقعدي كويس...

رفع ساقيها على الأرض ليضعهم على الفراش ثم وضع أسفلهم وسادة..وأراح ظهرها على الفراش واضع خلفه وسادة كبيرة..ربت على خُصلاتها يتساءل بـ دفئ

-كدا أحسن!...

أومأت بـ رأسها ليقول بـ حنو 

-هروح أعملك حاجة سخنة وأجي أنضف المكان...

إبتسمت بـ وهن ليُبادلها الإبتسام ثم توجه إلى الخارج أعد لها بعض الأعشاب المُفيدة ثم عاد يُنظف الغُرفة وبعدها عاونها على إرتشاف تلك الأعشاب..ليتشدق وهو يضع الكوب بـ جانبه

-إعملي حسابك أول أما نصحى هنروح لدكتورة
-إتكأت على منكبه وقالت:أنا كويسة والله..التعب دا عادي
-حاوطها بـ يده وقال:ولو برضو هنروح يعني هنروح...

فتحت فاها تنوي الإعتراض ولكنه أوقفها بـ صرامة لا تقبل الجدال

-متفكريش تقولي لأ..لأني كدا كدا هاخدك حتى عشان معاد الفحص الدوري بتاعك...

زفرت بـ يأس كيف لها السيبل بـ إقناعه أنها ليست بـ مشكلة عضوية ولكن ما تعرضت إليه أمس من إنتهاك صريح..راودها كابوس أرعبها لذلك نهضت تشعر بـ الإعياء..أخذت نفسًا عميق ثم قالت بـ خفوت

-سوري يا جاسر صحيتك الفجر كدا
-ضرب جبهتها بـ مُزاح قائلًا:ولو مصحتش عشانك..هصحى عشان مين يعني!
-إبتسمت وقالت:ربنا يخليك ليا...

قَبّل وجنتها بـ عمق ثم إستند بـ جبهته على وجنتها يُشدد من عناقها إليه ليهمس بعدها بـ خفوت

-عرفتي هنسمي ولادنا إيه!!
-مش لما نعرف هما ولد وبنت ولا ولدين ولا بنتين؟!
-ضحك جاسر وقال بـ ثقة:ولد وبنت..أنا مُتأكد إن شاء الله
-ضحكت هى الأُخرى وقالت:يا سيدي على الثقة...

إعتدلت تنظر إليه ثم قالت بـ حماس مُفاجئ

-طب هنسميهم إيه!
-أمسك كفها وقال بـ إبتسامة أبوية حانية:بصي الولد هنسميه جواد..والبنت هنسميها چيلان
-عقدت حاجبيها وقالت:بس أنا فاكرة أنك قولت إننا هنسميهم "جمال وجميلة"
-رد عليها بـ مُزاح:دي كانت ساعة شيطان..بس قعدت أدور لحد اما عجبني الاسمين دول...

لوت شدقها بـ عدم إقتناع ثم قالت بـ نبرة هادئة

-طيب جواد وعارفين معناه..چيلان دا معناه إيه!!
-أجابها بـ إبتسامة شاردة:معناه يا ستي الغزال الصغير دا المعنى العربي..أما بقى معناه الفارسي هو الصفاء...

إرتفع حاجبي روجيدا بـ إعجاب ليضحك وهو يُكمل

-أتمنى إن الشخصية تبقى شبه الاسم..عشان جُلنار مطلعتش جُلنار يابا الحج...

ضحكت روجيدا وهى تدفن وجهها بـ منكبه ليضحك هو الآخر هاتفًا

-والله بكلمك بـ الأمانة..مش عارف إزاي من كل عقلي سميتها جُلنار..كان عقلي فين وقتها
-تشدقت روجيدا بـ مُزاح:من شابه أباه يا جاسر
-نظر إليها بـ نصف عين:إتريقي يا بنت جمال..إتريقي يا بنت الراجل الطيب...

ضحكت بـ قوة أكبر ليجذبها إلى صدره قائلًا بـ جدية وإهتمام

-بقيتي أحسن...

أومأت دون رد ليهمس بـ أُذنها

-طب يلا ننام
-يلا...

أولته روجيدا ظهرها ليحتضنها جاسر بـ قوة حتى تلامس صدره مع ظهرها..شابك أصابعه مع خاصتها والأُخرى تتلاعب بـ خُصلاتها الكستنائية

ما أن أولته روجيدا ظهرها حتى زال العبث والهزل من عيناه وحل محلهما قتامة وغضب..عسليتاه تحولتا من متوهجتين بـ حنان إلى أُخرى أكثر ظُلمة وقساوة..يعلم أن ذلك الإعياء لم يكن سوى رد فعل لما حدث معها..تقيؤها كان نفور وتقزز من ملمس يده على يدها..لم يفته عند دلوفهما إلى المنزل إنطلقت من فورها إلى المرحاض وأخذت تحك معصمها حتى إتسحال لونه الأبيض إلى اللون الأحمر
..لم يستطع كبح نظراته الإجرامية التي تجلت بـ وضوح بـ عيناه..قبضتيه قد إشتدا بـ قوة حتى تجلت عروقه النافرة بـ غضب ناري ورغبة كاسحة تكتسح جسده بـ القتل وتمزيق يده التي تجرأت على لمسها

أبعد خُصلاتها عن وجهها ونظر إليها ليجد أنفاسها قد إنتظمت ليُقبل جانب حاجبها ثم همس بـ وعيد

-هجبلك حقك يا روجيدا..هجبهولك متقطع حتت...

تعليقات



×