رواية أسرار في قلب الحب الفصل السابع
كانت الرياح تعصف بالمكان في تلك الليلة، وأمواج البحر تصطدم بالصخور بقوة، كما لو كانت تعبر عن حالة الاضطراب التي كانت تشعر بها ليلى. كانت تقف على شرفة المنزل القديم، تراقب الأفق المظلم بينما كانت أفكارها تتسابق في ذهنها. كانت ترى أمامها صورة آدم، الذي كانت تزداد شكوكها تجاهه يوماً بعد يوم.
"هل كان يخفي شيئًا عني؟" تساءلت ليلى في نفسها، وكأن الكلمات التي قالها يوسف قد زرعت بذور القلق في قلبها. كانت تعرف أن شيئًا كبيرًا كان يحيط بها، وأن ما كان يبدو في البداية مجرد سر صغير بدأ يتحول إلى لغز معقد يربطها بكل ما حولها.
لكن في تلك اللحظة، شعرت بشيء آخر، شيء كان يخصها مباشرة. شعرت بحركة خلفها، وعندما التفتت، رأت آدم يقف هناك، ينظر إليها بنظرة كان فيها الكثير من الهمسات غير المعلنة.
آدم (بصوت هادئ): "كنتِ هنا طوال الوقت، أليس كذلك؟"
أجابت ليلى دون أن ترفع نظرها عن البحر، وكأنها كانت تحاول الهروب من هذا الواقع: "نعم، كنت هنا. كنت أفكر في كل شيء، في كل شيء قلته لي، وفي كل شيء لا تقوله."
تقدم آدم خطوات إلى الأمام، ووقف بجانبها، متأملًا البحر هو الآخر. كان الصمت بينهما ثقيلًا، وكان يبدو أنهما في حاجة إلى أن يواجه كل واحد منهما الآخر في هذه اللحظة الفارقة.
آدم (بتردد): "ليلى، أنا لم أخبركِ بكل شيء لأنني كنت أخشى أن تؤذيكِ الحقيقة. ولكن الحقيقة هي أنكِ لستِ مجرد ضيفة في هذه البلدة، أنتي جزء من شيء أكبر مننا جميعًا."
كانت كلمات آدم تشعل نارًا في قلب ليلى، لكنها لم تعرف كيف تتعامل معها. كيف لها أن تكون جزءًا من شيء كبير وأكبر من كل ما كانت تعتقده؟ ولماذا لم يخبرها آدم بكل هذا من البداية؟
ليلى (موجهة حديثها إليه بنبرة حادة): "ما الذي تخفيه عني، آدم؟ لماذا كل هذه اللف والدوران؟ لماذا تجعلني أعيش في الظلام؟"
آدم (بصوت منخفض): "أنتِ لا تفهمين، ليلى. لا تستطيعين أن تتصورين حجم الخطر الذي نحن فيه الآن. هذا السر... يخص عائلتكِ."
تجمدت ليلى في مكانها، شعرت وكأن الأرض انشقت تحت قدميها. "عائلتي؟" كررت الكلمات بصوت يكاد يكون همسًا.
آدم (بتنهد ثقيل): "نعم، عائلتكِ. بلدة هذه الأسرار كلها تدور حولكم، حول جذرها الذي بدأ يتحرك من جديد."
كان قلب ليلى ينبض بشدة. لقد كانت تعيش في هذا المكان طوال حياتها، وكانت تعتقد أن حياتها بسيطة. ولكن الآن، يبدو أن كل شيء كان مخفيًا عن عينيها. كانت عائلتها، التي كانت تعتبرها مستقرة وهادئة، قد تكون جزءًا من كل هذا الظلام الذي كان يحيط بالبلدة.
ليلى (مغمغمة): "ما الذي تعنيه؟ ماذا تفعل عائلتي هنا؟"
آدم (بجدية): "عائلتكِ، ليلى، كانت في قلب هذا السر منذ البداية. كان هناك اتفاق قديم، اتفاق على أن تبقى الحقيقة مخفية حتى يأتي الوقت المناسب. والوقت الآن قد حان."
كان الجو أكثر كآبة مما سبق، وكأن الأفق قد امتلأ بالغيوم السوداء. ليلى شعرت وكأنها كانت قد دخلت في دوامة لا يمكنها الخروج منها، وحينما بدأت تعود إلى عقلها، شعرت بوجود شخص آخر يقترب منها.
التفتت بسرعة، وكانت ترى يوسف يقف خلفها، يحمل في يديه حقيبة قديمة، قد تكون تحمل أسرارًا كانت تنتظر لحظة الكشف.
يوسف (بصوت ثابت): "ليلى، آدم على حق. الحقيقة لا يمكن إخفاؤها بعد الآن. حان الوقت لمعرفة كل شيء."
كانت كلمات يوسف تلوح في الهواء كما لو كانت ريحًا تحمل معها أعباء قديمة، وشيئًا من الغموض الذي كان يكتنف البلدة. كانت ليلى في حاجة لمعرفة ما يخبئه هذا الشخص الذي كان يبدو أنه يحمل مفاتيح الألغاز التي كانت تبحث عنها.
ليلى (بحذر): "وما الذي تعني بهذا؟ ما هو الشيء الذي كنتما تخفيانه عني طوال هذا الوقت؟"
يوسف (بحزم): "إنه أمر يتعلق بماضيكِ، بماضي عائلتكِ، وبالسر الذي كان يحمي البلدة لأجيال. لقد كنتِ دائمًا جزءًا من هذا التاريخ، والآن حان وقت أن تعرفي كل شيء."
نظرت ليلى إلى يوسف بعينين مليئتين بالدهشة والخوف. "هل تعني أنني جزء من كل هذا؟"
يوسف (بهدوء): "نعم، وأن ما حدث في الماضي كان له تأثير عليكِ الآن. ولذا يجب أن تكتشفي الحقيقة كاملة، لأنه لا مفر منها."
ومع هذه الكلمات، أغمضت ليلى عينيها لفترة قصيرة، كما لو كانت تحاول استيعاب الحقيقة التي كانت تتساقط حولها. كان كل شيء في حياتها قد بدأ يتغير، وبدت الأمور أكثر تعقيدًا مما كانت تتخيل.
في تلك اللحظة، شعر الثلاثة بشيء غريب في الأجواء، وكأن الأحداث التي كانوا يتجنبونها قد بدأت تتحرك نحوهم بسرعة. كان الزمن يمر بسرعة، وكل لحظة كانت تحمل مفاجأة جديدة.
--------------
ومع تلك الكلمات المهيبة التي خرجت من فم يوسف، شعرت ليلى وكأنها كانت على حافة الهاوية، على وشك أن تكتشف حقيقة لا يمكنها التراجع عنها. هل ستكون قادرة على مواجهة هذه الأسرار الغامضة التي تربطها بماضي عائلتها؟ وما الذي سيحدث عندما يكشف لهم يوسف كل شيء؟ هل ستتحمل ليلى الحقيقة التي كانت مخفية طوال حياتها؟ وماذا عن آدم؟ هل سيكون مستعدًا للمخاطرة بكل شيء ليكشف لها المزيد؟
لكن...
كل شيء يبدو على وشك التغيير. الليل يعمق الظلال حولهم، والأسرار القديمة تتحرك لتكشف عن نفسها. في الفصل القادم، سيتعين على ليلى اتخاذ قرارات مصيرية، بينما يواجه الجميع تهديدًا غير متوقع قد يغير مجرى حياتهم للأبد.