رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الثاني (عشقها أحياني) الفصل الثامن
الحياة..
لطالما كانت ولا تزال فن لا نستطيع إحترافه
وقفت سيارة جاسر أمام فيلا هاجر التُهامي..نظر إلى روجيدا فوجدها تنظر إلى المنزل بشرود..أمسك يدها بهدوء..وسألها
-متأكدة من اللي هتعمليه!!
-نظرت له وجاهدت في رسم إبتسامة:أه يا جاسر..متعودش أهرب من حاجة..
-رفع يدها ولثمها بهدوء..ثم قال بنبرة مُشجعة:وأنا متعودش عليكي كدا..
إبتسمت إبتسامة باهتة..ليسألها فجأة
-أنتي عرفتي العنوان منين!!
-نظرت له بنصف عين وقالت:بجد بتسألني السؤال دا؟
-ضحك وقال:مش قصدي يا ستي..قصدي إن مين عرفك
-هزت كتفيها بلا مبالاه:كاثرين..صديقتي لما كنت فـهاواي
-زفر براحة وقال:بحسب..
نظرت له ولم تُعلق..بينما عصفت بها الأفكارفيما سيحدث..أخذت نفس عميق ثم زفرته دفعة واحدة وقالت بشئ من التوتر
-يلا!
-حدق بها بقوة..ثم إبتسم وقال:يلا..
شابكت أصابعه بـ أصابعها وسار معها إلى الداخل.. ضربات قلبها تتصارع مع قفصها الصدري في محاولة للهروب........
******************
عاد سامح إلى المنيا ولكن قبل العودة إلى القصر ذهب إلى منزل زوجته..طرق الباب وأنتظر ثوان..قدمت الخادمة ورحبت به بحبور..سألها سامح
-مدحت بيه موجود!
-أجابته الخادمة بعملية:أيوة يا سامح بيه..
-طب إديله خبر إني هنا
-حاضر يا سامح بيه..
رحلت..بينما إنتظر وهو يوزع بصره بنظرات خاطفة..عادت الخادمة تقول بـ إحترام
-سامح بيه..مدحت بيه مستني حضرتك فـ الصالون..
أماء برأسه..ثم سار خلفها ودلف..نهض مدحت وعلت الإبتسامة وجهه ليقول
-مبروك يا بني ع التخرج
-صافحه سامح وهو يقول بـ إبتسامة:الله يبارك فيك يا عمي..أخبارك إيه؟
جلسا ليقول مدحت
-الحمد لله..أنت أخبارك إيه!..مبسوط فـ شغلك!!
-رد سامح بـ إبتسامة:جداً..الحمد لله
ثم سكت..وكذلك مدحت..ليتنحنح سامح..ثم قال بحرج
-أحم..آآ..عمي..هي..نادين هنا
-ضحك مدحت وقال بمكر:أه..هنا فـ أوضتها
-فقال سامح بتسرع:طب ممكن أطلعلها!!
هنا وإنفلتت ضحكة من مدحت..ليضع سامح رأسه أرضاً حرجاً..فقال مدحت وهو لا يزال يضحك
-أه طبعاً يا بني..أنت جوزها برضو
-نهض سامح بحماس وقال بسعادة:شكراً يا عمي..
كاد أن يتحرك ولكنه عاد سريعاً حتى لاينكشف..ثم قال بصوت أجش
-عمي..طب ممكن تخلي حد يطلع يوريني الأوضة
-حاضر
نادى مدحت إحدى الخادمات..لتأتي مهرولة..فقال مدحت بهدوء
-إطلعي مع سامح بيه وريه أوضة نادين
-أماءت بطاعة:حاضر يا بيه..
ثم تحركت وتحرك سامح خلفها..إبتسم مدحت فبادله سامح الإبتسام..ثم صعد..اشارت الخادمة على الغرفة..فهز رأسه موافقاً..ثم صرفها..
طرق بخفة على الباب..لياتيه صوتها وهي تسمح له بالدلوف..دلف وعلى وجهه إبتسامة..وإزدادت إتساعاً عندما رأها..توليه ظهرها وهى تحاول جاهدة في غلق سحاب ثوبها..ثوب ذو لون وردي أكمامه عريضة..مُترز من الأسفل بالؤلؤ الأبيض..متباينة في الحجم..أخرجه من تأمله صوتها وهى تقول
-والنبي يا فاطمة تعالي إقفليلي السوستة..
لم يرد عليها..بل تقدم منها في صمت..أمسك السحاب ثم رفعه ببطئ..أسرى القُشعريرة في جسدها كله..تلك اللمسات الرقيقة تعرفها جيداً..ولكنها لم تعلق..أنتهى مما يفعله ليسمعها تقول
-شكراً يا فاطمة
-إقترب بجانب أذنها وهمس:وحشتيني
إتسعت عيناها من الدهشة..ثم إبتعد سريعاً بعد إطلاق شقهة..ليضحك هو عليها..فقالت بخجل
-أنت اللي قفلت السوستة!!
-أجابها ببراءة مصطنعة:لأ..دي فاطمة
تقدمت منه بغضب وقالت بتلعثم
-آآ..أنت..إزاي..آآ..تسمح لنفسك..تـ..تعمل كدا!
-إقترب تلك الخطوة الفاصلة وقال بخبث:ولما نتجوز هعمل أكتر من كدا
شهقت بخجل..وضعت يديها على فاها..وتضرجت وجنتيها بحُمرة قانية..فضحك هو..وأمسك يدها..ثم قال
-مش وقت كسوف..تعالي نشوف بيتنا
ثم سحبها دون نبس كلمة..أما هى فعلت إبتسامة على وجهه..مُستمتعاً بخجلها......
*******************
إنتهى تواً من أخذ حمامه الساخن..ثم خرج وهو يلف خصره بمنشفة..وأخرى يُجفف بها خصلاته..رمى بنظره إلى تلك النائمة على الفراش..إبتسم بسخرية ثم إقترب منها وهزها برفق قائلاً
-حبيبتي..قومي يلا..
ظلت تتململ دون أن تفيق..زفر بضيق..ثم عاود هزها مرة أخرى..فتحت جفنيها الناعسين..لتُقابل رماديته..لتقول بدلال..
-صباح الخير..
-إبتسم بتهكم وقال:صباح النور..مش ناوية تروحي قبل ما جوزك يرجعك!..
نهضت مُتأفأفة..وهى تُزيح الغطاء عن جسدها..سحبت قميصه المُلقى بـ إهمال عقب ليلتهم الجامحة أمس..ثم قالت بضيق
-يادي السيرة الزفت يا مراد..
-نهض هو الأخر..ثم قال بلا مبالاه:الحق عليا إني خايف عليكي
إحتضنته من الخلف..وقالت بنبرة لا تخلو من الدلال
-حقك عليا يا بيبي..متزعلش
أبعد يدها عنه ثم شرع في إرتداء ثيابه..فزفرت بضجر..حكت خُصلاتها النارية وقالت
-طب هتعمل إيه مع دينا!!
-إلتفت لها وهو يُغلق زر قميصه وقال بجدية:أما أشوف أخرتها معها إيه!..سيرة جاسر اللي مش هنخلص منها..
جلست على طرف الفراش..ثم وضعت ساق فوق أختها وقالت
-ما أنت عارف إنها بتعمل كدا عشان الفلوس
-نظر لها بغضب..ثم قال بحدة:فلوس!!..واللي برميه تحت رجلها دا إيه!..هاه..قوليلي!..
-نهضت عن مكانها ثم حاوطت عنقه وقالت بغنج:خلاص يا بيبي بقى..سيبك من دينا..
غمزته بوقاحة..ثم سحبته إلى الفراش وقالت
-خليك مع ندوش حبيبتك..
وأمام تلك الأنثى الفاتنة لا يستطيع سوى أن يسير مسلوب الإرادة..فـ حسناءه تثير جنونه..وتبتعد عنه في سبيل الحصول على المال..ولكن ما ذنبه سوى أنه أحبها..وخسر صديقه..فلجأ إلى ملذات أخرى محرمة تحت شعار "الزواج العرفي".........
*****************
سارت بخُطى مترددة..تُقدم ساق..و تُؤخر أختها..ولكن يد جاسر المطبقة على يدها بثت فيها بعضاً من قواها المسلوبة..لتجد نفسها بعد ذلك تقف أمام المنزل..دقت جرس الباب..ومع تلك الدقة..دق قلبها بعنف..فُتحت الأبواب لتقف أمامهم خادمة سمراء تتحدث بلكنة عربية ركيكة
-من حضراتكم!
-أجابتها روجيدا بتلعثم:آآ..مدام هاجر موجودة!!
-نظرت لها الخادمة بتدقيق:نعم..أقول لها من!
جاءت بسنت من خلفها وهى تقول بمرح دون ملاحظة هوية الموجودين
-نازلي..مين يا نازلـ..
وبُترت عبارتها وهى ترى روجيدا تقف أمامها..ولكن تلك المرة هى المتوترة..لتقول بسنت بتردد
-آآ..رو..روجيدا..آآ..أحم..إتفضلوا
حدقت بها روجيدا قليلاً..ولكنها قالت بحزم
-أنا عاوزة أشوف مدام هاجر
-ردت عليها بسنت وهى تحاول التماسك بثباتها الزائف:مامي جوة..تعالي هنتكلم..
وجهت بسنت أنظارها ناحية نازلي الخادمة..وهى تقول لها بصرامة
-نازلي..روحي نادي لماما..وقوليلها في ضيوف
-أماءت رأسها بطاعة ثم قالت بعملية:حسناً..سيدة بسنت
ثم رحلت..عادت بنظرها إلى روجيدا وحثتها على الدلوف وقالت بهدوء
-تعالي يا روجيدا..لازم نتكلم..
نظرت إلى جاسر الذي ينبعث من عيناه الشرر..لتسبه في داخلها..أفسحت لهما المجال..فدلفا ولا زالت أنظار جاسر تتُبعها في شئ من الغضب..تمتمت بصوت خفيض
-فعلاً غوريلا..
دلف الجميع إلى غرفة الصالون..أتت هاجر وعلى وجهها ملامح الخوف والتوتر..جلست في محازة إبنتها التي ربتت على يدها..وأمامها روجيدا..الصمت المطبق على المكان..جعله مشحون بقوة..تضاربت المشاعر ويبقى الخوف هو المسيطر على الأجواء..قررت بسنت تخفيف حدة التوتر فقالت بنبرة عادية
-تشربوا إيه!!
-ردت روجيدا بـ إقتضاب:شكراً
-أصرت بسنت لتقول بـ إبتسامة بلهاء:لأ إزاي مينفعش طبعاً
تجاهلت روجيدا جملة بسنت الأخيرة..ولكنها سلطت أنظارها على هاجر بقوة..ثم تشدقت بجمود
-عاوزة أعرف كل حاجة بالتفصيل..
-إزدردت هاجر ريقها بصعوبة..ثم قالت بصوت خفيض:حاضر.....
***************
مُنذ وفاه زوجها وهى تنتحب..مُنذ ذلك اليوم المشؤوم وهى منزوية تماماً عما يحدث حولها..وسط دموعها وإنتحابها..دلفت والدة جابر..الحاجة سناء..تأفأفت بضجر..فكل ما تفعله زوجة إبنها هو البكاء..جلست على طرف الفراش بجانبها وقالت بغلظة
-وبعدهالك يا زينب..هتفضلي تنوحي إكدة..چوزك مات..الله يرحمه..مش هنفضلو ننوح ع اللي راح..فوجي يا بنت الناس..وهاتي حج چوزك..
تطلعت زينب إليها بأعين حمراء من كثرة البكاء..ثم أجابت بتشنج
-حرااام إكده..كفايتنا دم وچثث ملهاش أول ولا أخر..كفايتنا بجى يا مرات عمي..حج چوزي الواطي اللي خاني جبل ما يموت..وكان عاوز بنات الناس يتسلى بيهم
-نظرت لها شزراً ثم ما لبثت أن بثت السموم بعقلها:يا حرمة أفهمي..هو عمل إكده عشان ينتجم من چاسر الصياد..فتحي مخك يا بنت الحلال.روح چابر مش هتستريح فـ تربتها اللي ميعلمش مكانها إلا اللي خلجه..إلا لما تنتجميله..
-صاحت بحدة وقالت:لع يا مرات عمي..مهيحلصش واصل..ولادي مش هربيهم ع الدم..أبوهم كان واطي..ويستاهل الحرج
-زجرتها سناء بغلظة..ثم قالت بقتامة:اللي يريحك يا بنت الأصول..لكن العيال هنتجموا لابوهم..ولازمن يجلتوا چاسر الصياد..متنسيش اللي عملوه إهنه من جبل..ورحمة إبني بتربته ما هسيبه..
ثم هبت مُنتفضة وخرجت..وهى تتوعد لجاسر..بينما ظلت زينب قابعة في مجلسها..وتراودها الأفكار..حتى وصلت إلى تلك الفكرة والتي ظنتها المُنجاه..فقالت في نفسها
-لازمن أخد إعيالي وأهرب من إهنه..بس هخبر چاسر الأول وأحذره..سناء مش سهلة واصل..وهتجتل عيلته كيلاتها (كلهم)......
*****************
أخذت هاجر نفس عميق ثم زفرته على مهل..وبدأت في سرد ما حدث
-أولاً..يا روجيدا..أنا مرات والدك الأولى..وآآآ..
-صاحت روجيدا بعنف وقالت:نعم!!..إزاي يعني؟
-تحدثت هاجر بهدوء قائلة:إسمعيني للآخر..وأنت هتفهمي كل حاجة
أمسك جاسر يد روجيدا بحنو..ثم مال على أُذنها وقال بحكمة
-روجيدا إهدي مش كدا..خلينا نسمع للآخر وبعدين أحكمي
-هدأت روجيدا نفسها ثم قالت على مضض:طيب..كملي
-تابعت هاجر:جمال كان متجوزني صوري..حماية يعني..
قطبت روجيدا حاجبيها بتعجب..ولكنها لم تُعقب..بينما بسنت لم تقل بدهشة عنها..فتابعت هاجر وهى تحاول إستجماع شجاعتها
-أنا كنت شاهدة ع قضية..والناس اللي كنت شاهدة ضدهم كانوا عاوزين يقتلوني..لكن جمال لما عرف..قرر إني أبقى فـ حمايته
-سألتها روجيدا بـ إستفسار:وبابا إيه علاقته!!
-أكملت هاجر بصوت متهدج:كنت بشتغل عنده..والناس دي من الشركة المُنافسة..ولما جمال إتجوزني..هما صرفوا نظر عن قتلي مقابل إني مشهدش ضدهم ودا اللي حصل..جمال مقربش مني..هو صحيح كان بيطمن عليا بس عمره ما قربلي..
نظرت لها روجيدا بـ صدمة حقيقية..ثم تساءلت بشرود
-طب هى أختي إزاي
-إبتلعت هاجر غصة في حلقها وقالت بصوت متحشرج:جمال عمره ما حبني..كان بيحب جين من قبل ما يعرفني حتى..لكنه مقالش..وبعدين إتجوزا..هو لما عرض عليا إنه هيتجوز..أنا مش مانعته لما عرفت إنه بيحبها..سبته يتجوز..وبعد جوزاهم بمدة كبيرة..صحيح كان بيجيلي كتير ومش بيقطع زيارته..إلا أنه....
صمتت..لتهبط دموعها على وجنتها فألهبتها بلهيب الذكريات..إبتلعت لُعابها ثم قالت بصوت مُنكسر
-فـ يوم جالي وكان متخانق مع جين..كان عندك حوالي ست سنين..حكالي وأنا واسيته..وآآآ....
لم تستطع إكمال ما حدث..ففهمت بسنت وقالت بصوت مصدوم
-جيت أنا لحظة ضعف
-سارعت هاجر تقول بدفاع:لالالا..جمال عمره ما أعتبرك كدا أبداً..بالعكس يا بسنت هو حبك أوي..زي روجيدا بالظبط..وأنتي بنفسك تشهدي إن عمره ما فوت حفلة مدرسة..ولا درس بالية ولا كان بيعدي يوم غير لما يكلمك..ويجيلك ويحكيلك حدوتة قبل ما تنامي..جمال عمره ما فرق بينك وبين روجيدا..
هنا وعصفت رياحها العاتية لتزمجر بغضب
-ومامي..مامي ذنبها إيه ها!!..كان ذنبها إيه تضحكوا عليها؟
-أخفضت رأسها بخزي وأجابتها:مكنتش عاوزة دا يحصل..كنت حاسة بالذنب وجمال ميقلش..لكننا إنجبرنا ع الوضع دا..
نهضت روجيدا وتبعها جاسر الذي دق القلق بابه خوفاً مما قد يحدث لها..مسحت روجيدا دموعها وقالت بنبرة جامدة
-مفيش حاجة إسمها إنجبرنا..ولا كأني عرفت حاجة..لا هى أختي ولا بابا إتجوز..وأنسوا أني عرفتكوا أصلاً...
ثم رحلت كـ إعصار يقتلع من أمامه..تبعها جاسر..الذي إستدار ليرمقهم بنظرة غامضة ثم لحق بزوجته...
***************
كان يحيى يجلس أمام ستيف الذي ما أن إستدعاه حتى سارع بالحضور..ليقول ستيف بجدية
-حسناً يا سيد يحيى..لقد تحدثت كاثرين مع روجيدا وعرفت أن مارتن لا يزال يبحث عنها
-إرتشف يحيى بعضاً من كوب الشاي ليقول بجدية هو الأخر:روجيدا لن تستسلم..وهى الآن تحمل بـ أحشاءها طفلها..لن تكون المواجهه سهلة
-أماء رأسه مؤكداً وتابع:ولذلك قمت بعمل بعض الإجراءات..يجب عليهم الإختفاء..بعدما وصل مارتن إلى دينا زوجة جاسر السابقة..أصبح مكانها معلوم..وسيقتلونها في أي وقت
-حك يحيى جبهته ليتساءل:ما هي الأماكن المُتاحة لدينا..
تطلع ستيف في هاتفه بضع دقائق..ثم رفع رأسه وقال بـ إقتضاب
-بودابست
-هز يحيى رأسه برضا وقال:هذا رائع..سأقوم بحجز رحلة لهما كهدية لطفلهما..وأجعلهما يقضيان بعض الوقت هناك..حتى نستطيع التصرف
-نبهه ستيف وقال:السفر يجب أن يكون بـ أسماء مزيفة..لا نُريد جذب الإنتباه..بالإضافة إلى جعل مارتن يظن أنهما لا يزالا في مصر
-وافقه يحيى وقال:معك حق..ولكن علينا إخبار جاسر ليأخذ حذره..
-حسناً..
قاطعهما صوت هاتف يحيى الذي صدح بالأرجاء..أخرجه من جيب سترته..فذُهل تماماً من صاحب الرقم..تنحنح يحيى وقال بصوت متوتر
-يجب أن أرد على هذا الهاتف..أعذرني ستيف..فقط خمس دقائق
-أومئ ستيف مُتفهماً:لا بأس سيد يحيى
نهض يحيى ثم وضع الهاتف على أذنه ليأتيه صوت أنثوي يقول
-أستاذ يحيى..بعتذر إني بكلمك دلوقتي
-رد يحيى بهدوء متوتر:لا..لا..ولا يهمك..خير في حاجة!!
-ردت هاجر بصوت متذبذب:روجيدا جت عندي وأنا حكيتلها كل حاجة....