![]() |
رواية اسرار الورد الفصل الثامن بقلم بشري إياد
في ذلك المساء، اجتمع الفريق مجددًا في منزل إياد، الذي تحول إلى مركز عمليات مؤقت. كان المنزل بسيطًا لكنه مليء بالملفات والخرائط المبعثرة على الطاولة، في إضاءة خافتة تنبعث من مصباح الطاولة الوحيد، بينما الجو يزداد توترًا مع كل ثانية تمر.
جوري كانت جالسة على الأريكة، أصابعها تتحرك بلا وعي على هاتفها، عيناها تحملان مزيجًا من القلق والإصرار. بجانبها، آية كانت تحاول ترتيب الأوراق، بينما قيس يتنقل في الغرفة بعصبية.
إياد: (وهو يضع كوب القهوة على الطاولة بصوت مسموع)
"الوضع صار معقد أكتر... التحالف صار عارف إننا قريبين كتير من كشفهم بالكامل."
جوري: (بصوت مبحوح)
"حسيت بالخطر الحقيقي اليوم... لما شفت السيارة وراي، حسيت إنهم رح يقضوا عليّ بأي لحظة."
قيس: (بنبرة غاضبة وهو يلوّح بيده)
"لازم نوقفهم قبل ما يتحركوا أكتر... ما فينا نظل عم نستنى تحركاتهم، لازم نكون سابقينهم بخطوة."
آية: (بحذر)
"بس كيف؟ نحنا أربعة أشخاص فقط ضد شبكة ضخمة... شو فرصتنا؟"
إياد: (بهدوء لكنه يحمل تحذيرًا)
"فرصتنا الوحيدة إنو نلعبها بذكاء... عندي خطة."
---
وقف إياد أمام الطاولة، يشير بأصابعه إلى خريطة الحي الصناعي حيث يُعتقد أن التحالف يدير عمليات سرية.
إياد: (بتركيز)
"في مخزن مهجور هون... مصادرنا أكدت إنه واحد من مواقعهم الرئيسية، وفيه معلومات بتتعلق بتورطهم بجرائم دولية."
جوري: (بحذر)
"بدنا ندخله كيف؟ أكيد المكان مراقب ومليان كاميرات."
قيس: (وهو يفرك ذقنه)
"نقدر نستخدم الأجهزة اللي جبتها من علاقتي بالداخلية... نقدر نعمل تشويش مؤقت على الكاميرات."
آية: (بلهجة مترددة)
"بس الدخول لهالمكان معناه مخاطرة كبيرة... إذا انكشفنا، رح يكون الموضوع انتهى."
إياد نظر إليها بعينين حادتين، ثم قال بحزم:
"ما عنا خيار تاني، لازم نحصل على الأدلة."
---
مع حلول منتصف الليل، انطلق الفريق نحو المخزن. الشارع كان مظلمًا إلا من إنارة خافتة تصدر عن أعمدة الإنارة المتفرقة، وصوت خطواتهم كان يكاد يكون مسموعًا وسط السكون.
كان المخزن بناءً ضخماً بجدران رمادية متهالكة، تحيط به أسلاك شائكة، وكاميرات مراقبة مثبتة عند كل زاوية. اختبأ الفريق خلف جدار مجاور، وأخرج قيس جهازًا صغيرًا من حقيبته.
قيس: (بابتسامة واثقة)
"خمس دقائق فقط... وندخل."
ضغط زرًا على الجهاز، فتوقفت الكاميرات عن العمل مؤقتًا، مما أعطى الفريق فرصة للتسلل عبر بوابة جانبية متهالكة.
جوري: (وهي تهمس)
"إياد، انت متأكد إنو المكان فاضي؟"
إياد: (بصوت منخفض)
"فاضي من الحراس... بس مش من الأسرار."
---
داخل المخزن، كانت الأضواء خافتة، والرائحة عفنة، وكأن المكان لم يُستخدم منذ سنوات، لكن عند الاقتراب من أحد الأرفف، لاحظوا وجود صناديق مختومة بشعار التحالف.
فتح إياد أحد الصناديق بحذر ليجد داخله مجموعة من الوثائق، ملفات تحتوي على صور وأسماء وأرقام حسابات بنكية.
آية: (بانفعال مكتوم)
"يا الله... هاد الدليل اللي كنا ندور عليه!"
جوري: (بتوتر)
"لازم نطلع من هون فورًا... أكيد في أجهزة إنذار!"
وفجأة، انطلقت صفارات الإنذار في أنحاء المخزن، وامتلأ المكان بأضواء حمراء ساطعة.
قيس: (صارخًا)
"يلا بسرعة! لازم نهرب!"
ركضوا خارجًا بسرعة، لكن أصوات سيارات اقتربت من المكان، لتجدهم محاصرين من جهتين.
---
وقف أمامهم رجل ضخم البنية، يرتدي بدلة سوداء ويضع نظارات قاتمة، صوته العميق اخترق الليل:
الرجل:
"كنتوا مفكرين إنكم أذكى منا؟"
تقدمت جوري خطوة إلى الأمام، تحاول إظهار الثبات رغم الخوف في داخلها.
جوري:
"إحنا كشفنا حقيقتكم، واللي صار اليوم رح يكون نهاية لعبتكم."
ضحك الرجل ساخرًا وقال:
"الحقيقة؟ الحقيقة هي إنكم مجرد أداة صغيرة ضمن لعبة أكبر بكتير منكم."
قبل أن يتمكنوا من الرد، أشار إياد بيده، وانطلقت سيارة فجأة من الجهة المقابلة، لتُحدث ارتباكًا مكّنهم من الهروب.
---
في السيارة، كانت أنفاس الجميع متلاحقة، وكل واحد منهم يفكر في الخطوة القادمة.
إياد: (بصوت غاضب)
"ما عاد في رجوع... لازم نكشف كل شي بسرعة قبل ما يقضوا علينا."
آية: (بقلق)
"يعني شو الخطة؟"
جوري: (بصوت ثابت)
"نروح للمخابرات، ونقدم كل الأدلة اللي معنا."
قيس: (بسخرية)
"ونخاطر إنو يكون بيناتهم شخص متورط؟"
نظر إياد إلى الجميع، ثم قال بحزم:
"رح نختار الشخص الصح... ما عاد في مجال للتراجع."
---
وصل الفريق إلى منزل إياد، حيث بدأوا في تحليل الوثائق التي حصلوا عليها، وبينما كانوا يعملون بجد، تلقى إياد رسالة جديدة على هاتفه:
"الخطوة القادمة ستنهيكم... استعدوا."
ضغط على الهاتف بعصبية، ونظر إلى فريقه قائلاً:
"نحنا على حافة الحرب... لازم نكون مستعدين لكل الاحتمالات."
جوري: (بابتسامة خفيفة رغم التوتر)
"مستعدين؟ نحنا خلقنا لهي اللحظة."
كان الصمت يلف الغرفة بينما يجلس إياد قبالة الطاولة، عينيه مسمرة على الوثائق التي أمامه، يدقق في كل ورقة وكأنها تحمل مفتاح الخلاص. جوري كانت تقف بجانبه، تمسك بفنجان القهوة بيد مرتجفة، وعيناها معلقتان على تعابير وجهه المتوترة.
جوري: (بصوت خافت)
"شو طلع معك؟"
رفع إياد رأسه ببطء، وقال بجدية:
إياد:
"المعلومات هون مش عادية... في تحويلات مالية ضخمة لحسابات مجهولة، وكله بيتم عبر شركات وهمية."
قيس: (واقفًا بجانب النافذة وهو يراقب الخارج)
"طيب كيف ممكن نتحرك بدون ما نكشف نفسنا؟ حاسس إنهم بيراقبونا بكل خطوة."
تنهد إياد وأغلق الملفات بقوة، ثم نظر إليهم بحزم:
إياد:
"لازم نتصرف بسرعة... كل لحظة بتمر عم تعطينا خطوة للوراء."
آية: (بحذر)
"بس لازم نعرف مين الشخص اللي ممكن نثق فيه داخل المخابرات... أي خطوة غلط رح تدمرنا."
جوري: (بابتسامة ساخرة)
"يعني نحنا بمواجهة لعبة شطرنج... وأي حركة ممكن تخلينا خارج اللعبة."
نظر إياد إليها وقال:
"إي نعم... بس لازم نكون اللاعبين الأقوى."
--
في وقت لاحق من تلك الليلة، كانت الشوارع شبه فارغة، والإضاءة الخافتة تلقي بظلالها الموحشة على الأزقة. تحرك إياد وجوري بسيارة قديمة، محاولين عدم لفت الانتباه.
جوري: (بهمس)
"متأكد من المكان؟"
إياد:
"إي... الشخص اللي رح نقابله هو الوحيد اللي ممكن يساعدنا."
توقفوا أمام مبنى قديم في أحد أحياء المدينة المهجورة، المكان كان هادئًا بطريقة مريبة، وكأن العالم كله اختفى. خرج إياد أولاً، وتبعته جوري بحذر شديد.
عند مدخل المبنى، كانت هناك شخصية واقفة في الظل، بدا الصوت مألوفًا عندما تحدث:
الرجل:
"كنت متأكد إنكم رح تجوا لعندي."
اتسعت عينا جوري بدهشة، وقالت بصوت مرتجف:
جوري:
"أنت... مستحيل!"
خرج الرجل إلى الضوء... وكان رائد، العميل الذي ظنوا أنه تم قتله في إحدى العمليات.
إياد: (بصدمة)
"رائد؟ كيف... كيف نجوت؟"
ابتسم رائد بمرارة وقال:
"التحالف فكر إنه قضى عليّ... بس أنا كنت سابقهم بخطوة."
---
داخل الغرفة المهجورة، جلس إياد وجوري مقابل رائد، الذي بدأ يسرد تفاصيل مذهلة عن التحالف.
رائد:
"التحالف مو مجرد منظمة... هنن شبكة دولية، عندهم نفوذ بكل مكان... واللي شفتموه بس قمة الجليد."
جوري: (بحذر)
"طيب شو خطوتنا الجاية؟"
نظر رائد إليهم بجدية، ثم قال:
"معي أسماء وأماكن... بس لازم نتحرك بسرعة لأنهم صاروا بيعرفوا إني على قيد الحياة."
---
عاد إياد وجوري إلى المنزل بسرعة، حيث كان قيس وآية بانتظارهم بقلق. فور دخولهم، بدأ إياد في شرح تفاصيل الاجتماع، بينما قيس كان يتحرك بانفعال في المكان.
قيس:
"يعني لازم نعمل ضربة استباقية... بس كيف؟"
إياد:
"رح نهجم على أقرب نقطة إلهم... نكشفهم للعالم."
آية:
"بس لازم نكون حذرين... أكيد عندهم خطة مضادة."
---
بعد ساعات قليلة، كانوا يراقبون مقر التحالف عبر كاميرات سرية زرعوها في وقت سابق. فجأة، ظهرت شاحنة ضخمة تتوقف أمام المبنى، ونزل منها رجال مسلحون يرتدون زيًا أسودًا، مما جعل الجميع يشعر بالخطر القادم.
جوري: (بصوت مرتجف)
"الموضوع أكبر من اللي تخيلناه... لازم نتحرك!"
إياد: (بحزم)
"لازم نستعد للمواجهة النهائية."
