رواية عضة فأر الفصل الاول بقلم سيد داود المطعني
واقفة في المطبخ، وبتغسل الأطباق، وبتفرغ فيها الأصناف المعلبة..
بتبص وراها، لقت الفار بياكل الجبنة اللي في الطبق اللي على الكوانتر..
بدأت تصرخ وتنادي على جوزها.. وهي بتجري عليها تضربه
_ يا سامح .. فار .. فار .. الفار يا سامح..
مسكت الفار من ديله، بتسحبه بعيد من الطبق، ولف عليها الفار وبكل قوة عض إيدها، وجري منها..
بدأت تصرخ .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآء
سامح جالها بيجري، لابس النضارة الكبيرة، ووقف لها من بعيد يبص عليها، وماسك منفضة السجاد.. وشكله كان خايف، رجله واقفة برة، وجسمه داخل جوة بيحاول يسلمها المنفضة..
_ خدي اضربيه .. خدي اضربيه..
مش قاردة تتكلم من الألم، بتصرخ ..
بتبص في إيدها اللي كانت بتنزف دم جامد..
_ دم يا سامح دم .. دم..
_ خدي اضربي الفار بالمنفضة .. خليه يجري..
_ الفار عضني يا سامح .. عضني يا سااااااامح..
سامح بيظبط نضارته وبيضغط عينه وبيحاول يشوف ايدها من مكانه، خايف يتقدم خطوة..
_ عضك ازاي؟ اطلعي من عندك طيب .. تعالي هنا..
_ مش قادرة اتحرك .. مش قادرة اتحرك..
ايه الخوف ده؟ هو سامح مش بيتحرك من مكانه ليه؟ للدرجة دي خايف من الفار؟ للدرجة دي مش قادر يدخل يسند مراته ويطلعها برة المطبخ..
_ تعالي يا غادة قبل ما يظهر لك تاني..
غادة لفت بجسمها، وفتحت الحنفية، وبدأت تغسل ايدها من الدم، بس النزيف مش راضي يوقف، بتبص حواليها مش لاقية حاجة توقف بيها النزيف ده..
شافت إزازة كلوركس مطهر الأرضيات، فتحتها وبدأت تضمد بيها إيديها..
سامح واقف من بعيد يبص عليها..
_ ايه اللي بتعمليه ده يا غادة؟
_ بحاول أكويها بأي حاجة، علشان الجرح ده يقفل..
_ هجيب لك فوطة تنشفي بيها، علشان الدم مينزلش على الأكل..
_ أكل ايه؟
_ الأكل اللي هنتعشى بيها يا غادة..
غادة هتنفجر من الغيظ، بتضغط على أسنانها، مستغربة من اللوح اللي عايشة معاها ده، مش شايل هم حاجة غير العشا، مش خايف على إيديها اللي اتعورت، وخايف من العشا ليبوظ..
_ أنا مش هحضر عشا يا سامح، وتنزل دلوقتي الصيدلية تحكي للدكتور اللي حصل، يمكن تكون العضة محتاجة مضاد حيوي.
_ مضاد حيوي ايه بس يا غادة؟ دي عضة فار مش كلب، الفار الناس بتطبخه وتعمل عليه ملوخية برة.
_ يااااااااااربي .. ياربي .. هتموتني ناقصة عمر .
غادة خرجت من المطبخ بتندب حظها، وبتصرخ في وش سامح..
_ البخل ده هيموتني .. هيموتني .. مش كفاية قلت لك اتصل بشركة المكافحة تيجي ترش الشقة، قلت لي الشقة مفيهاش حشرات، وانك هترشها بنفسك.. روح هات لي حاجة من الصيدلية، مش مستحملة الألم..
_ هتدفعي انتي حساب المضاد..
وش غادة اتغير، وشكلها باين عليها الغيظ، وعينها بدأت تدمع..
_ وانا هجيب منين يا سامح؟ هجيب منين؟ حرام عليك يا بني آدم، حرام عليك..
_ طيب هاتي نتعشى الأول..
_ أوووووووووووووووف .. انت ايه؟ ايه؟ حرام عليك؟ حس بيا شوية، ولا أروح أخبط على مدام رغدة جارتنا أستلف منها فلوس واخليها تجيب لي علاج.
سامح عقد حواجبه، وخرج من الشقة يرطن بكلام مش مفهوم..
في الصيدلية، سامح بيعد الفلوس اللي في جيبه، وبيحكي للدكتور اللي حصل، والدكتور قال له العضة دي عايزة حقن مضاد لمدة تلات أيام..
_ تلات أيام ايه يا دكتور، دي عضة صغيرة مفيهاش حاجة، هات لي حقنة واحدة وسرنجة وخلاص.
_ حقنة واحدة ايه؟ عضة الفار مش ساهلة خالص.
_ معلش يا دكتور هات لي حقنة واحدة.
الدكتور طلع حقنة، وسرنجة وقدمهم له.
_ سعرها كام دي يا دكتور.
_ خمسة وخمسين جنيه.
_ خمسة وخمسين جنيه ليه؟ دي حقنة مش روشتة عمليات، شوف لنا حاجة مضاد رخيصة.
_ يعني ايه رخيصة؟
_ عندك ايموكس؟
_ اه عندي ايموكس.
_ هات حقنة ايموكس هي بتخف عليه..
_ هو ايه اللي بتخف عليه..
_ يووووووووه .. انت هترغي معايا يا دكتور
مشى سامح من الصيدلية، وراح صيدلية غيرها، بس المرة دي محكاش عن الفار، وطلب حقنة ايموكس وسرنجة..
دفع عشرة جنيه، وأخد الباقي ورجع شقته..
دخل الشقة، لقى الدم لسة بينزف، وجسم غادة بيترعش.
_ أنا جبت الحقنة يا غادة، يارب تكوني حضرتي العشا.
_ أوووف منك أوووف .. أنا بموت .. جسمي بدأ يسخن .. ودايخة..
_ متخافيش يا غادة متخافيش، دلوقتي تاخدي المضاد وتبقي زي الفل، أنا هروح أنادي مدام رغدة تضرب لك الحقنة..
خرج سامح، ونادى على مدام رغدة جارتهم تضرب لها الحقنة.
الست كبيرة، كانت شغالة ممرضة في المستشفى واتحالت على المعاش..
شافت غادة، وسألتها ع اللي حصل لها ده، وعرفت إن الفار عضها..
_ الفار عضك؟ انتي لازم تروحي المستشفى؟ عضة الفار بتجيب الطاعون ..
سامح متضايق على رغدة..
_ طاعون ايه يا مدام رغدة، أنا جبت لها حقنة مضاد من الصيدلية، والدكتور بيقول إنها أفضل حاجة لعضة الفار، خدي اضربيها لها، وهي هتصحى الصبح زي الفل..
_ متأكد إن الدكتور قال لك كده؟
_ طبعا طبعا يا مدام رغدة.
رغدة ضربت لها الحقنة، وغادة اتغطت ونامت، ورغدة خرجت..
سامح قفل وراها الباب، ودخل جوة يرطن بالكلام.
_ قال طاعون قال .. ولية خرفانة .. أهو الستات دول يخترعوا مصايب من تحت الأرض..
سامح حاسس بالجوع، ومشى ناحية المطبخ..
_ يارب يكون الأكل اللي في المطبخ مباظش..
وصل عند المطبخ، بدأ يبص من بعيد، بيحاول يدخل، خايف، عايز يشاور للأطباق وتطلع له..
اتنرفذ وخبط الباب بإيده..
_ أوف! ليلة ايه السودة دي، حتى الأكل هنتحرم منه .. عبو شكلك .. عبو شكل أبوكي .. عبوشكل أهلك كلهم يا غادة..
سامح راح ناحية التليفزيون، وسمع صوت غادة بتتألم، وبتنادي بصوت عالي..
_ سامح .. الحقني يا سامح .. يا سامح..
دخل عندها سامح، لقى وش غادة منفوخ، وجلد إيدها منفوخ، وعينيها منفوخة، وبتترعش .. سخنة نار ..
خرج يجري زي المجنون، مش عارف يعمل ايه..
خبط على مدام رغدة، وقال لها الحقيني غادة بتورم، غادة اتنفخت، انتي ضربتي لها الحقنة غلط..
_ غلط ايه؟ هو انا أول مرة أضرب حقنة..
رغدة دخلت بسرعة عند غادة، شافت الشكل قدامها، والسخونة والرعشة..
_ دي أعراض الطاعون، الله يخرب بيتك دي أعراض الطاعون، سخونة ورعشة وانتفاخ في الجسم..
_ طاعون؟
سامح نزل يجري، جاب تاكسي، ونزل هو ومدام رغدة ومعاهم غادة، وركبوا التاكسي وطلعوا ع المستشفى..
في المستشفى، كانت الساعة تسعة مساءا، وبنطشية الليل استلمت..
الدكتور خالد قاعد في الطوارئ، شاب هادي ووسيم وباين عليه العبقرية..
سامح ورغدة داخلين ساندين غادة، وسندوها على السرير..
سامح داخل عند خالد في الأوضة يصرخ فيها بشكل عبيط
_ الحقنا يا دكتور مراتي عندها طاعون..
خالد اتضايق من شكله، ومن طريقته في الكلام .. ازاي يقول ان مراته عندها الطاعون بالشكل المتخلف ده..
_ طاعون ايه الله يصلح حالك؟ في حد يقول على مراته كده..
_ ما هي عندها الطاعون فعلا..
_ ومين اللي قال لك عندها الطاعون؟
_ مدام رغدة جارتنا هي اللي قالت لي كده
خالد مسك السماعة، وحس إنه عبيط، حد مش فاهم حاجة..
_ تعالى وريني الحالة..
عند الحالة، وقف خالد، بيبص على غادة، شافها .. اتفاجي..
فقد أعصابه، وهرب بعينه منها، ومشى بسرعة من قدامها.
سامح ومدام رغدة ماشيين وراه، والتمرجي ماشي واره.. والتلاتة بيسألوه..
_ في ايه يا دكتور؟ حصل ايه يا دكتور؟ مشيت ليه يا دكتور؟
خالد عينه بتدمع، وبص على التمرجي..
_ روح نادي على الدكتور محمد بسرعة، وقول له خالد بيقول لك في حالة في الطواريء لازم تنزل لها حالا، وقول له اهتم بيها على أد ما تقدر..
التمرجي مشى بسرعة، وخالد قعد على مكتبه، بيحاول يخفي دمعة في عينه.. سامح بيسأله:
_ ايه يا دكتور؟ مراتي مالها..
الدكتور خالد بص له بقرف وسأله:
_ هو انت جوزها؟
_ أيوة أنا جوزها؟
_ دلوقتي ينزل الدكتور محمد ويكشف عليها ويطمنكم..
_ وانت متكشفش عليها ليه؟ هو انت مش دكتور؟
_ معلش أنا مش قادر افتح عيني، بعد إذنكم روحوا خليكم جنبها دلوقتي.
_ انت قرفان من مراتي؟ أكيد قرفان منها .. المفروض متشتغلش دكتور ما دمت قرفان من العيانين كده..
خالد بيتوسل له يخرج برة..
_ أرجوك أنا مش قادر أتكلم، أرجوك تخرج، والدكتور محمد هينزل دلوقتي حالا ويقوم باللازم..
التمرجي قال للدكتور محمد إن خالد بيقولك في حالة عندها طاعون في الطواريء، وعايزك تكشف عليها فورا، وتهتم بيها كمان..
_ طاعون؟ حالة عندها طاعون هنا في المستشفى؟ وخالد مكشفش عليها ليه؟
_ مش عارف يا دكتور، هو بص عليها، وشكله كده قرفان منها..
_ انزل حالا عقم المكان حواليها، وأنا هكلم مدير المستشفى علشان نشوف هنتصرف ازاي؟ دي ممكن تدمر المستشفى.
نزل التمرجي، وبدأ يعقم المكان قدام رغدة وسامح، وهو بيقول استر يارب .. استر يارب، دي هتدمر لنا المستشفى..
التمرجي بيحط كمامة على مناخيره، وبيحاول يتجنب السرير اللي عليه غادة..
الدكتور محمد نزل بسرعة، ودخل عند خالد، يسأله عن حالة الطاعون، وعرف ازاي ان عندها طاعون..
خالد كان مستغرب خالص منها، لأنه مكشفش عليها ولا يعرف هي عندها ايه؟
_ عرفت ازاي ان عندها طاعون يا خالد؟
_ مين قال لك ان عندها طاعون؟
_ التمرجي، وبيقول انك انت اللي قلت له؟
_ ده حمار، أنا لا قلت له طاعون، ولا بتاع، ولا كشفت عليها.
_ ومكشفتش عليها ليه؟
_ سبب كده يمنعني.
_ سبب ايه؟ خايف من العدوى؟
_ عدوى ايه انت كمان؟ أنا مش قادر أبص عليها والله.
_ أيوة بردو .. مش عايز تكشف عليها ليه؟
_ سبب خاص يا محمد، روح اكشف عليها بعد إذنك..
_ والله شكلك لاحظت عليها حاجة ومخبي..
الدكتور محمد لبس كمامة على مناخيرها، وراح عندها، وشاف شكلها وجسمها المنفوخ ورعشتها والسخونة اللي عليها.. واتخض.. وقبل ما يكشف قال في نفسه:
_ أوووووووف .. ده شكله طاعون بجد ولا ايه؟
الفصل الثانى من هنا
بتبص وراها، لقت الفار بياكل الجبنة اللي في الطبق اللي على الكوانتر..
بدأت تصرخ وتنادي على جوزها.. وهي بتجري عليها تضربه
_ يا سامح .. فار .. فار .. الفار يا سامح..
مسكت الفار من ديله، بتسحبه بعيد من الطبق، ولف عليها الفار وبكل قوة عض إيدها، وجري منها..
بدأت تصرخ .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآء
سامح جالها بيجري، لابس النضارة الكبيرة، ووقف لها من بعيد يبص عليها، وماسك منفضة السجاد.. وشكله كان خايف، رجله واقفة برة، وجسمه داخل جوة بيحاول يسلمها المنفضة..
_ خدي اضربيه .. خدي اضربيه..
مش قاردة تتكلم من الألم، بتصرخ ..
بتبص في إيدها اللي كانت بتنزف دم جامد..
_ دم يا سامح دم .. دم..
_ خدي اضربي الفار بالمنفضة .. خليه يجري..
_ الفار عضني يا سامح .. عضني يا سااااااامح..
سامح بيظبط نضارته وبيضغط عينه وبيحاول يشوف ايدها من مكانه، خايف يتقدم خطوة..
_ عضك ازاي؟ اطلعي من عندك طيب .. تعالي هنا..
_ مش قادرة اتحرك .. مش قادرة اتحرك..
ايه الخوف ده؟ هو سامح مش بيتحرك من مكانه ليه؟ للدرجة دي خايف من الفار؟ للدرجة دي مش قادر يدخل يسند مراته ويطلعها برة المطبخ..
_ تعالي يا غادة قبل ما يظهر لك تاني..
غادة لفت بجسمها، وفتحت الحنفية، وبدأت تغسل ايدها من الدم، بس النزيف مش راضي يوقف، بتبص حواليها مش لاقية حاجة توقف بيها النزيف ده..
شافت إزازة كلوركس مطهر الأرضيات، فتحتها وبدأت تضمد بيها إيديها..
سامح واقف من بعيد يبص عليها..
_ ايه اللي بتعمليه ده يا غادة؟
_ بحاول أكويها بأي حاجة، علشان الجرح ده يقفل..
_ هجيب لك فوطة تنشفي بيها، علشان الدم مينزلش على الأكل..
_ أكل ايه؟
_ الأكل اللي هنتعشى بيها يا غادة..
غادة هتنفجر من الغيظ، بتضغط على أسنانها، مستغربة من اللوح اللي عايشة معاها ده، مش شايل هم حاجة غير العشا، مش خايف على إيديها اللي اتعورت، وخايف من العشا ليبوظ..
_ أنا مش هحضر عشا يا سامح، وتنزل دلوقتي الصيدلية تحكي للدكتور اللي حصل، يمكن تكون العضة محتاجة مضاد حيوي.
_ مضاد حيوي ايه بس يا غادة؟ دي عضة فار مش كلب، الفار الناس بتطبخه وتعمل عليه ملوخية برة.
_ يااااااااااربي .. ياربي .. هتموتني ناقصة عمر .
غادة خرجت من المطبخ بتندب حظها، وبتصرخ في وش سامح..
_ البخل ده هيموتني .. هيموتني .. مش كفاية قلت لك اتصل بشركة المكافحة تيجي ترش الشقة، قلت لي الشقة مفيهاش حشرات، وانك هترشها بنفسك.. روح هات لي حاجة من الصيدلية، مش مستحملة الألم..
_ هتدفعي انتي حساب المضاد..
وش غادة اتغير، وشكلها باين عليها الغيظ، وعينها بدأت تدمع..
_ وانا هجيب منين يا سامح؟ هجيب منين؟ حرام عليك يا بني آدم، حرام عليك..
_ طيب هاتي نتعشى الأول..
_ أوووووووووووووووف .. انت ايه؟ ايه؟ حرام عليك؟ حس بيا شوية، ولا أروح أخبط على مدام رغدة جارتنا أستلف منها فلوس واخليها تجيب لي علاج.
سامح عقد حواجبه، وخرج من الشقة يرطن بكلام مش مفهوم..
في الصيدلية، سامح بيعد الفلوس اللي في جيبه، وبيحكي للدكتور اللي حصل، والدكتور قال له العضة دي عايزة حقن مضاد لمدة تلات أيام..
_ تلات أيام ايه يا دكتور، دي عضة صغيرة مفيهاش حاجة، هات لي حقنة واحدة وسرنجة وخلاص.
_ حقنة واحدة ايه؟ عضة الفار مش ساهلة خالص.
_ معلش يا دكتور هات لي حقنة واحدة.
الدكتور طلع حقنة، وسرنجة وقدمهم له.
_ سعرها كام دي يا دكتور.
_ خمسة وخمسين جنيه.
_ خمسة وخمسين جنيه ليه؟ دي حقنة مش روشتة عمليات، شوف لنا حاجة مضاد رخيصة.
_ يعني ايه رخيصة؟
_ عندك ايموكس؟
_ اه عندي ايموكس.
_ هات حقنة ايموكس هي بتخف عليه..
_ هو ايه اللي بتخف عليه..
_ يووووووووه .. انت هترغي معايا يا دكتور
مشى سامح من الصيدلية، وراح صيدلية غيرها، بس المرة دي محكاش عن الفار، وطلب حقنة ايموكس وسرنجة..
دفع عشرة جنيه، وأخد الباقي ورجع شقته..
دخل الشقة، لقى الدم لسة بينزف، وجسم غادة بيترعش.
_ أنا جبت الحقنة يا غادة، يارب تكوني حضرتي العشا.
_ أوووف منك أوووف .. أنا بموت .. جسمي بدأ يسخن .. ودايخة..
_ متخافيش يا غادة متخافيش، دلوقتي تاخدي المضاد وتبقي زي الفل، أنا هروح أنادي مدام رغدة تضرب لك الحقنة..
خرج سامح، ونادى على مدام رغدة جارتهم تضرب لها الحقنة.
الست كبيرة، كانت شغالة ممرضة في المستشفى واتحالت على المعاش..
شافت غادة، وسألتها ع اللي حصل لها ده، وعرفت إن الفار عضها..
_ الفار عضك؟ انتي لازم تروحي المستشفى؟ عضة الفار بتجيب الطاعون ..
سامح متضايق على رغدة..
_ طاعون ايه يا مدام رغدة، أنا جبت لها حقنة مضاد من الصيدلية، والدكتور بيقول إنها أفضل حاجة لعضة الفار، خدي اضربيها لها، وهي هتصحى الصبح زي الفل..
_ متأكد إن الدكتور قال لك كده؟
_ طبعا طبعا يا مدام رغدة.
رغدة ضربت لها الحقنة، وغادة اتغطت ونامت، ورغدة خرجت..
سامح قفل وراها الباب، ودخل جوة يرطن بالكلام.
_ قال طاعون قال .. ولية خرفانة .. أهو الستات دول يخترعوا مصايب من تحت الأرض..
سامح حاسس بالجوع، ومشى ناحية المطبخ..
_ يارب يكون الأكل اللي في المطبخ مباظش..
وصل عند المطبخ، بدأ يبص من بعيد، بيحاول يدخل، خايف، عايز يشاور للأطباق وتطلع له..
اتنرفذ وخبط الباب بإيده..
_ أوف! ليلة ايه السودة دي، حتى الأكل هنتحرم منه .. عبو شكلك .. عبو شكل أبوكي .. عبوشكل أهلك كلهم يا غادة..
سامح راح ناحية التليفزيون، وسمع صوت غادة بتتألم، وبتنادي بصوت عالي..
_ سامح .. الحقني يا سامح .. يا سامح..
دخل عندها سامح، لقى وش غادة منفوخ، وجلد إيدها منفوخ، وعينيها منفوخة، وبتترعش .. سخنة نار ..
خرج يجري زي المجنون، مش عارف يعمل ايه..
خبط على مدام رغدة، وقال لها الحقيني غادة بتورم، غادة اتنفخت، انتي ضربتي لها الحقنة غلط..
_ غلط ايه؟ هو انا أول مرة أضرب حقنة..
رغدة دخلت بسرعة عند غادة، شافت الشكل قدامها، والسخونة والرعشة..
_ دي أعراض الطاعون، الله يخرب بيتك دي أعراض الطاعون، سخونة ورعشة وانتفاخ في الجسم..
_ طاعون؟
سامح نزل يجري، جاب تاكسي، ونزل هو ومدام رغدة ومعاهم غادة، وركبوا التاكسي وطلعوا ع المستشفى..
في المستشفى، كانت الساعة تسعة مساءا، وبنطشية الليل استلمت..
الدكتور خالد قاعد في الطوارئ، شاب هادي ووسيم وباين عليه العبقرية..
سامح ورغدة داخلين ساندين غادة، وسندوها على السرير..
سامح داخل عند خالد في الأوضة يصرخ فيها بشكل عبيط
_ الحقنا يا دكتور مراتي عندها طاعون..
خالد اتضايق من شكله، ومن طريقته في الكلام .. ازاي يقول ان مراته عندها الطاعون بالشكل المتخلف ده..
_ طاعون ايه الله يصلح حالك؟ في حد يقول على مراته كده..
_ ما هي عندها الطاعون فعلا..
_ ومين اللي قال لك عندها الطاعون؟
_ مدام رغدة جارتنا هي اللي قالت لي كده
خالد مسك السماعة، وحس إنه عبيط، حد مش فاهم حاجة..
_ تعالى وريني الحالة..
عند الحالة، وقف خالد، بيبص على غادة، شافها .. اتفاجي..
فقد أعصابه، وهرب بعينه منها، ومشى بسرعة من قدامها.
سامح ومدام رغدة ماشيين وراه، والتمرجي ماشي واره.. والتلاتة بيسألوه..
_ في ايه يا دكتور؟ حصل ايه يا دكتور؟ مشيت ليه يا دكتور؟
خالد عينه بتدمع، وبص على التمرجي..
_ روح نادي على الدكتور محمد بسرعة، وقول له خالد بيقول لك في حالة في الطواريء لازم تنزل لها حالا، وقول له اهتم بيها على أد ما تقدر..
التمرجي مشى بسرعة، وخالد قعد على مكتبه، بيحاول يخفي دمعة في عينه.. سامح بيسأله:
_ ايه يا دكتور؟ مراتي مالها..
الدكتور خالد بص له بقرف وسأله:
_ هو انت جوزها؟
_ أيوة أنا جوزها؟
_ دلوقتي ينزل الدكتور محمد ويكشف عليها ويطمنكم..
_ وانت متكشفش عليها ليه؟ هو انت مش دكتور؟
_ معلش أنا مش قادر افتح عيني، بعد إذنكم روحوا خليكم جنبها دلوقتي.
_ انت قرفان من مراتي؟ أكيد قرفان منها .. المفروض متشتغلش دكتور ما دمت قرفان من العيانين كده..
خالد بيتوسل له يخرج برة..
_ أرجوك أنا مش قادر أتكلم، أرجوك تخرج، والدكتور محمد هينزل دلوقتي حالا ويقوم باللازم..
التمرجي قال للدكتور محمد إن خالد بيقولك في حالة عندها طاعون في الطواريء، وعايزك تكشف عليها فورا، وتهتم بيها كمان..
_ طاعون؟ حالة عندها طاعون هنا في المستشفى؟ وخالد مكشفش عليها ليه؟
_ مش عارف يا دكتور، هو بص عليها، وشكله كده قرفان منها..
_ انزل حالا عقم المكان حواليها، وأنا هكلم مدير المستشفى علشان نشوف هنتصرف ازاي؟ دي ممكن تدمر المستشفى.
نزل التمرجي، وبدأ يعقم المكان قدام رغدة وسامح، وهو بيقول استر يارب .. استر يارب، دي هتدمر لنا المستشفى..
التمرجي بيحط كمامة على مناخيره، وبيحاول يتجنب السرير اللي عليه غادة..
الدكتور محمد نزل بسرعة، ودخل عند خالد، يسأله عن حالة الطاعون، وعرف ازاي ان عندها طاعون..
خالد كان مستغرب خالص منها، لأنه مكشفش عليها ولا يعرف هي عندها ايه؟
_ عرفت ازاي ان عندها طاعون يا خالد؟
_ مين قال لك ان عندها طاعون؟
_ التمرجي، وبيقول انك انت اللي قلت له؟
_ ده حمار، أنا لا قلت له طاعون، ولا بتاع، ولا كشفت عليها.
_ ومكشفتش عليها ليه؟
_ سبب كده يمنعني.
_ سبب ايه؟ خايف من العدوى؟
_ عدوى ايه انت كمان؟ أنا مش قادر أبص عليها والله.
_ أيوة بردو .. مش عايز تكشف عليها ليه؟
_ سبب خاص يا محمد، روح اكشف عليها بعد إذنك..
_ والله شكلك لاحظت عليها حاجة ومخبي..
الدكتور محمد لبس كمامة على مناخيرها، وراح عندها، وشاف شكلها وجسمها المنفوخ ورعشتها والسخونة اللي عليها.. واتخض.. وقبل ما يكشف قال في نفسه:
_ أوووووووف .. ده شكله طاعون بجد ولا ايه؟
الفصل الثانى من هنا