رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الخامس (نصال الهوى) الفصل العاشر 10 بقلم اسراء علي


 رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الخامس (نصال الهوى) الفصل العاشر 


حائز بك ومنك وفيك....

أشعر وكأن النساء اختزلت معالم الجمال بهن فيك....

وأموت بـ إبتسامة منك تذيب الجليد...

ومقيد بك بـ قيود وهمية حروفها العشق...

تبعه جواد صامتا ناقمًا على والده لما رأه إثناهم ولا يزال يوافق

دلفا سويًا إلى المصعد ليهدر جواد بـ غنف غير قادر على الصمت أكثر وأعصاب تشتعل غيظا

-متقولش إنك موافق على الـ *** .. يستحيل أسلم أختي لواحد زي دا....

لم يرد عليه جاسر طويلا.. ولم يبد على وجهه الغضب أو الإنفعال بل أجاب بـ هدوء جعل جواد يستشيط غضبًا           إهدى يا ..جواد إتعلم تهدى عشان تعرف تتعامل مع الأمور رد جواد بـ إنفعال بتتكلم جد يا بوس!.. أنت عاوزني أهدى بعد اللي

شفناه؟...

إبتسم جاسر تلك الإبتسامة الخطيرة ولكن حين تحدث خرجت نبرته هادئة، ساخرة بـ شدة

• إزاي اسمك جواد الصياد ومعندكش خُبث الصيادي!...

عقد جواد حاجبيه بـ عدم فهم ليضحك جاسر ثم قال وهو يضرب إبنه

على كتفه الأيمن بـ خفة

• متقلقش أبوك لسه مخرفش

غمغم جواد بـ حرج مقصدش یا بوس...

فتحت أبواب المصعد ليترجلا كلاهما خارجه ثم توجه جاسر إلى غرفة مكتبه ليقول قبل أن يغلق الباب خلفه

ركز- يا- جواد عشان الإجتماع اللي بعد ساعتين.. وشوف أختك فين عشان متتأخرش...

ثم أغلق الباب خلفه بتسقط كل قناعات الهدوء والسخرية ليحل محلها وجهه القاسي الشرس الذي لم ينجح الزمن في تغيريها بل تزداد وكأنها

تتحداه أن يتغير        جلس فوق مقعده لتظلم عينيه بـ شدة وهو يتذكر منذ ساعتين.. ساعتين فقط كانتا الفيصل في دحض أي محاولة لعقله في تقبل ذلك المُنفر

"عودة إلى وقت سابق"

إحنا رايحين فين يا بوس!!!.. دا مش طريق الشركة ...

لم يرد جاسر فورًا بل وضع نظارته الشمسية ثم قال بـ فتور غاضب

رايحين نسأل على سمعة حد مبطيقوش في مكان شغله

-نعم؟! فـ القسم! - تأفف جاسر وقال : لما أسأل عليه فـ مكان شغله اللي هو القسم يبقى أكيد مش عالم ذرة هو ...

زفر جواد بـ كبت ثم تبع جاسر الذي ما أن لمح شهاب من بعيد حتى منع ب ذراعه تقدم إبنه الذي مال وتساءل بـ تعجب ناظرًا إلى حيث تعلقت عيني والده

هو دا!...

وك والده تمامًا إجتاحه نفور مثير للغيثان وهو ينظر إلى ذلك. الضابط الذي يقوم بـ عمله على أكمل وجه.. ولكن بـ أكثر الطرق بشاعة

إسودت عينا جواد كما والده تمامًا وهو يرى شهاب.. يضرب أحد الـ.. توقفت الكلمة بـ حلق جاسر وهو يرى بشاعة ما يحدث.. ليس من      حق أحد أن يُهين بشري حتى وإن إرتكب أبشع الجرائم بل ذلك السارق

لم يكن سوى طفل و والدته التي تبكي وتنتحب وقد وصله صوتها واضحًا أن يرحم صغيرها

ولكن ما جعل ملامح جاسر تسود بـ خطورة وكأنها شابهت ملامح الشيطان ذلك المشهد الذي فيه شهاب يلطم تلك السيدة أمام صغيرها

کاد جواد أن يركض إليه مُقسما بـ أغلظ الأيمان أن يُهشم وجهه إلا أن يد جاسر منعته قائلًا بـ فحيح

عريس أختك ...

بس متتحركش.. بكرة هيقع تحت إيدي.. وبعدين دا عريس مينفعش يتقدم و وشه متشلفط.

خرج زفيرا حار من بين شفتيه إلا أنه إنصاع لحديث والده بـ صعوبة

بالغة

وخارج قسم الشرطة توقفا كلاهما ينتظران خروج السيدة وقد كان.. وما إلا ثوان وقد خرجت باكية بـ شدة وأثر اللطمة واضحًا على وجنتها

هي

الزرقاء وشفاها النازفة

تقدم جاسر منها بـ عينين قاسيتين ثم هدر بـ جمود

إبنك اسمه إيه؟ ...

إرتعشت السيدة وتراجعت تضم يديها إلى صدرها تبكي بـ صوتٍ أعلى

ثم صرخت بـ توسل     والله ابني معملش حاجة يا بيه....

إقترب جواد منها وقد إستشعر خوفها من ملامح والده القاسية ثم قال بـ هدوء على الرغم من جمود ملامحه

• متخافيش يا ست.. إحنا عاوزين نطلع إبنك....

صمتت بـ صدمة وكأنها تنتظر أن يُخبرها أنها مزحة سخيفة إلا أن ملامحهما كانت جدية بـ درجة مثيرة للرعب

تقدمت بـ لهفة قائلة من بين نشيجها المثير لشفقة

بجد يا بهوات؟.. هتطلعوا إبني!...

أومأ جاسر بـ صمت لتقص عليه ما حدث ثم أعلمته بـ اسم صغيرها قائلة

ب توسل

ابني هيودوه الأحداث ظلم يا بيه.. والله الناس هما اللي إفتروا علينا رد جاسر بـ حدة : عارف.. وإبنك الليلة هيبات ف حضنك....

كادت أن تنحني لتقبل يدي جاسر ولكنه منعها قائلًا بـ جدية

ولما يطلع تجيلي على شركة الصياد على طول...

أومأت بـ إمتنان ثم أمطرته بـ وابل من الدعاء وحين رحلا قال جاسر     وهو يعود بـ وضع نظارته الشمسية

دبر لهم سكن عندنا فـ القرية وشغل لأمه....

أوماً جواد بـ صمت فـ ما يشغل باله كان أصعب.. أصعب بـ كثير مما كان يتوقع.. چيلان هي توأمه لم يكن ليظن في يوم من الأيام أن تتزوج توأمته.. لم يكن يفكر بهذا الأمر مُسبقًا لأنه وبـ بساطة تعود على وجودها

جواره

چیلان لیست مدللة العائلة بل مُدللته الخاصة.. دميته التي بن يسمح لأحد

بـ أخذها

"عودة إلى الوقت الحالي"

عاد جاسر بـ رأسه إلى الخلف وقال بـ إبتسامة ناعمة بـ نعومة الأفعى

-شهاب!!.. هندمك على اليوم اللي فكرت تقرب فيه من بنت الصياد...

ثم

أمسك هاتفه ليتصل بـ چیلان يُخبرها بـ موافقته     نظر إليها مصعوقًا وبـ داخله إحساس قابض يقبض على عضلة القلب فلا يسمح لها بـ النبض بـ صورة طبيعية

بینما چیلان لم تقل عنه صدمة.. وضعت الهاتف فوق الطاولة التي بينهما ثم قالت بـ نبرة هامسة

• هو إيه اللي حصل خلى بابا يوافق!...

حك يزن خُصلاته بـ حيرة ثم قال بـ تردد وهو ينظر بعيدًا

ممكن يكون شهاب كلمه

• لمعت عيني چیلان وقالت بـ لهفة . تفتكر !...

نظر بـ وجوم إليها وبـ داخله ناقم على لهفتها للموافقة والدها لإرتباطهم.. ولم يشعر بـ النقمة؟.. أليس هو هنا لأجل إرتباطهم!.. إذا لم ذلك الطعم الصدئ بـ حلقه وكأنه خسر لتو خسارة فداحة !!.. وكأنه.. كأنه فقد حقه

التوى حلقه بـ تشنج وقال بـ شبه إبتسامة على شفتيه

كلمي شهاب.. بس متعرفيهوش إني معاك.

أومأت بـ حماس ثم عادت تلتقط هاتفها لتُهاتف شهاب.. ذلك الذي لم تحدثه منذ ضبطهما معًا.. والآن ستتنعم أُذنها بـ صوته القوي      جاءها الرد بـ صوتٍ متشنج، حانق جعل قهقهة ناعمة تهرب من بين شفتيها ولم تدر تأثيرها على ذلك الجالس على جمرًا مُشتعل

نعم بتتصلي ليه!

أجابت چیلان بـ رقة: طب مش تقولي إزيك الأول!

زمجر بـ نفاذ صبر چیلااان! مش فاضي لـ لعب العيال دا.. مش أنتِ اللي بعدتي عني عشان أبوك أمر بـ كدا!.. بتكلميني ليه دلوقتي؟...

عقدت چیلان حاجبها بـ تعجب ثم تساءلت بـ صدمة وهي تنظر إلى يزن

الواجم

• يعني مش أنت اللي كلمت بابا!

جاء دوره ليتساءل بـ تجهم: أنا إتصلت بيه

أومأت وكأنه يراها ثم قالت: بابا كلمني وقالي إنه موافق تيجي

عشاني...

حديثها الجمه صامتًا لوقت ليس بـ طويل ولكنه تحدث بـ وجه إنفر. أساريره وكأنه ربح اليانصيب بل أكثر من ذلك

بتتكلمي جد يا چيلان.. يااااه أخيرًا هتتجوز !!!!...

داعبت إبتسامة شقية خجولة شفتيها المثيرتين.. دون أن ترحم ذلك الجالس وكان تعذيبه حق حصري لها فقط ثم قالت بـ خجل

• أيوة

-طب أقدر أجي أمتى!       ضحكت قائلة : طب إديني فرصة أروح وأكلم بابا

• تساءلت بـ خشونة: ليه أنتِ فين!

ف الكلية.. هروح وأكلم بابا

-متتأخريش...

أومأت وبعد عدة أحاديث صغيرة أغلقت معه ثم نظرت إلى يزن الذي لم يكن ينظر إليها بل نظر بعيدًا شاردًا .. يتساءل بـ نفسه لقد رأى العديد من النساء اللاتي تفوقها جمالاً وإثارة.. ولكن تلك المُهلكة ذات الكوكبين.. بها سحرًا من نوع خاص صعب التخلص من تأثيره.. وكأنه وقع في شرك عيناها وفقط

نظرت إليه چيلان لتجده شاردًا عنها .. نظرت إلي حيث نظر ولسوء حظه كانت فتاة.. قطبت حاجبها بـ غضب طفيف ثم قالت بـ إنفعال لم تقصده وطارت سعادتها

• عيب لما تكون قاعد مع بنت وتبص على غيرها حتى لو مكنتش حبيبتك.

لم يبد أنها سمعها لأول ولهة ولكن كلمة "حبيبتك" أخرجته من شروده وهن يعود بـ نظره إليها

متساءلا

• أفندم!!

• همست بـ غيظ: بقول عيب أبقى قاعدة معاك وتبص على واحدة تانية..

قطب جبينه بـ عدم فهم.. هو لم يكن بـ وعيه من الأسا.. لم ينظر إلى غيرها مذ رآها وكأن حضورها محى حضور النساء جميعًا.. ولم يتبق إلا هي.. چیلان جاسر الصياد        إبتسم بـ روعة ثم قال وهو يلتقط متعلقاته الشخصية

مبروك يا أنسة جيلان. هروح لشهاب عشان أكيد هيحتاجني...

أومأت بـ إبتسامة مغتاظة لتجاهله سؤالها . . ثم رحل وهو يشعر بـ

البرودة.. تلك البرودة التي يُخلفها الشتاء دون أن يأتي الربيع

لماذا هذا التأثير القاتل عليه.. يزن الحداد "كازانوفا" كما يُلقبه الجميع.. صاحب أكثر عدد من النساء اللاتي واعدهم يخر صريعًا أمام صغيرة،

ساحرة كـ تلك.. ربما بـ ذلك اللقاء ربطهما القدر دون أن يشعرا

أوقف السيارة على بعد مُناسب من الشركة الخاصة بها ثم قال بـ إبتسامة وهو ينظر إليها بـ عينيه الأسرة

مع إني مكنتش عاوز نوصل .. بس يلا عشان محدش يشك فيك.... إبتسمت جلنار بـ إتساع ثم أردف وهي تنظر إليه بـ نصف عين ماكر

دا على أساس إنك بتقابل حبيبتك اللي هربانة من المدرسة عشان          تقابلك ...

رفع حاجبه بـ عبث ولكنه لم ينطق فـ أكملت بـ نعومة وعينيها ترسمان عينيه بـ لغةٍ لن يفهمها إلا هما

-صهيب أنا مش عارفة إيه اللي حصل عشان تتكلم معايا كدا ويمكن دي

تمثيلية

قاطعها بـ إبتسامة : وليه يمكن؟.. مش ممكن يكون دي تمثيلية بجد! - إشتعل فيروزها قائلة: حاجة فـ عينيك قالتلي إن حادة حصلت تخليك تقولي الكلام دا ...

ضحك صهيب بـ عُمق اااه لو تعلم أن تلك الصغيرة تبعثره.. تهدم كيانه الذي بُني بعيد عن عالم النساء.. أن لشفتاها الوهمية لها لعنة غريبة.. أنها وبـ بساطة جلنار الصياد التي أسرته من أول ولهة رآها بها

خفتت ضحكاته ثم قال بـ شقاوة حديثة العهد عليه

جايبة الشطارة دي منين!! - أشارت بـ يدها إلى الأمام وقالت من عند البقال اللي على أول الشارع

يا أم لسانين...

ضحكت جلنار إلا أن حديث صهيب جعل ضحكاتها تنحسر

• حلمت بيك وكُنت عاوز أتأكد إن اللي حصلي دا بسبب إنك أول واحدة

ف حياتي ولا لأنك جُلنار الصياد

عضت على شفاها السفلى بـ توتر قلما ينتابها ثم قالت بـ خفوت تُريد هي         الأخرى أن تتأكد

واكتشفت إيه؟

• إبتسم بـ عُمق وقال: هسيب اللي جاي يفهمك

رفعت كتفيها وتساءلت بـ براءة : طب ولو مفهمتش؟!

• أجاب بـ حرارة : يبقى إستعدي لأول دروس صهيب الهواري...

ضحكت بـ نعومة تصاعدت لها ضربات قلبه المسكينة ثم همهمت بـ صوتها الرائع وهى تترجل من السيارة

السلامة ....

مع

جذب كفها قبل أنا تترجل وقبله بـ حرارة ثم همس وهو ينظر إلى

فيروزها القاتل

• هشوفك قُريب

• ابتسمت وقالت: إن شاء الله ....

ثم ترجلت وأغلقت الباب وبقى هو يتابعها حتى رحلت.. عيناه ترسمان قدها المغوي، المهلكة..

عقله يحاول التهكن أسيكون مذاق شفتيها توتيًا حقا أم أن نكهتها مزيج مسكر

كل ما يشغله هو أن جُلنار الصياد بها من السحر الصعب مقاومه وهو غريق يتعلق بـ مشاعر لم يظن أنه يمتلكها بـ مثل تلك القوة.. وشاء القدر أول من تتذوق قوة مشاعره.. قوة لن يتحملها قلبها المسكين

أن تكون هي        ترجلت خارج المصعد لتصطدم بـ جواد الذي كانت تعابير وجهه تنافس

الشياطين لتشهق هي قائلة بـ توتر

مالك يا جواد أمسك جواد مرفقها وتساءل بـ شراسة: كُنتِ فين يا جلنار ؟ قطبت جبينها بـ حيرة وقالت: كُنت فـ النادي بركب خيل زي العادي.

زفر جواد بـ عنف لتربت على ذراعه التي أفلتت خاصتها ثم قالت بـ

هدوء

في حاجة ولا إيه بـ إستثناء اللي حصل عند أنكل سامح.....

ربت على خصلاتها بـ حنو أخوي ثم قبل جبينها وقال بـ إبتسامة غير

مرحة

مفيش يا حبيبتي.. الشغل بس ضغطه تعبني.. آسف لدراعك.

حركت يدها على ذراعها ثم قالت بـ لطف وهي تُحيط خصره

ولا يهمك .. جُلنار سيدة المهام الصعبة جت طب يلا يا ختي عشان الإجتماع المهم....

تساءلت جلنار بـ عبث وهما يسيران بـ الممر       صحيح يا وحش.. مين اللي حفل على وشك كدا!.. إوعى يكون العريس؟.. هتكون قصرت رقبتنا ...

نظر إليها جواد شزرًا ولم يرد بل وصل رده إليها عن طريق قرصة بـ وجنتها وكانت قوية بعض الشئ.. تأوهت هي بـ صوت مكتوم وقالت

• إيدك تقيلة يا جواد

تستاهلي.. وخُدي بالك.. لسانك هو اللي بيوديك ف داهية...

جعدت وجهها بـ حنق قبل أن ترسم إبتسامة لطيفة وهي تدلف إلى غرفة الإجتماعات

جلست جوار والدها يمينًا وجواد يسارًا.. وأمامها تجلس إمرأة شقراء ترتدي.. حسنًا لنقل أنها نست أن ترتدي لها رائحة خانقة أصابها بـ

الدوار

إلا أن هذا لا يُمثل مثقال ذرة من دهشتها وهي تراها بـ كل وقاحة تحدق بـ جاسر الذي لم ينظر إليها ولو للثانية مما أتاح لها الفرصة لتعاينه كـ شئ نادر لن تره مجددًا

ضربت جلنار على الطاولة وهي تشعر بـ الخنق والغيرة أن إمرأة أُخرى

تحدق بـ والدها غيرها و والدتها

عقد جاسر حاجبه وقال بـ خشونة وهو ينظر إليها

جرى إيه يا جلنار

-مالت إليه بـ دلال عن قصد وقالت : سوري يا بالتي.. إيدي وقعت غصب              عني على الترابيزة...

حدق بها بـ صدمة لعبارتها الغير المفهومة ولكنه إبتسم قائلًا

ماشي يا زهرة الرمان....

إتسعت إبتسامتها بـ روعة خاطفة لنظر أحدهم فقط.. منذ مدة طويلة لم تسمع ذلك اللقب الخاص بها منه. لذلك تناست كل ما يحدث حولها وبقت تتذكر اسمها من والدها.. عشقها الأول

بعدما إنتهى الإجتماع نهض جاسر وصافح الجميع قائلا

كدا نكلم مدام داليدا عشان تبدأ بـ الإجراءات عندها...

إقتربت الشقراء منه في مد جاسر يده بـ عفوية ليُصافحها ولكنها تجرأت وإقترب تقبل وجنتيه هامسة بـ لغتها البريطانية الأم

حقًا سنستمتع بـ صفقتنا تلك ولن تكون الأخيرة...

• ه

إبتعد جاسر عنها سريعًا يرمقها بـ شراسة وهدر بـ قوة

بلاش تجاوزات يا مدام...

لم تفهم ما قال ليُترجم لها ذلك الذي يرمق جُلنار بـ نظرات تكاد تلتهمها حية لتومئ بـ إبتسامة متسعة ثم قالت بـ ندم مصطنع

-أوووه.. أعتذر سيد جاسر لم أعرف أنه لا يجب علي فعل ذلك              - غمغم جواد بـ تهكم ما أنتوا عندكوا دا طفرة.. مينفعش ست تبوس ست لا لازم مليطة

ضحكت جُلنار وقالت بـ همس بصراحة أنا لو مكان أبوك أتجوزها مش أزعق فيها.. دا أنا ست وحبيتها...

لكزها جاسر بـ حدة وهو يزجرها بـ عينين شرستين في صمتت مبتلعة حديثها بينما جواد يُمسك ضحكاته بـ صعوبة

وذلك المترجم الشاب يقترب من جُلنار وهم مُصافحتها إلا أن يد جواد كانت الأسبق من والده ثم جار بـ صوت جهوري أفزع الجميع

مفكرنا بقرون يا أخويا!.. ولا برة يالا....

دفعه جواد بـ قسوة بينما تلك الشقراء همست بـ تهدأة

كفى كفى.. نحن نعتذر يا سادة.. لم نكن على علم بـ الخطأ.. فلا داعي

للعنف

-زفر جاسر بـ حدة ثم هدر : يلا من غير مطرود...

ثم جذب جُلنار وإندفع بعيدًا عنهم ليدفع الواقفين بـ فظاظة حتى لا يلمسها

رجلا ما

**    في المساء

عاد جاسر إلى المنزل بـ تثاقل ليجد چیلان بـ انتظاره وحينما لمحها إتجه إليها وقبل أن تتحدث قال بـ هدوء

• شوفيه لو فاضي بكرة يجي.. ومش معنى كدا إني موافق أنا بس

هشوفه...

صرخت بـ حماس ثم قفزت تقبله ليربت على ظهرها بـ حنو نافت قساوة عينيه وأبعدها عنه قائلًا

يلا إتطلعي لجُلنار وإقعدي معاها عشان تتكلموا

• أوامرك...

قفزت بـ حماس متخذة طريقها إلى غُرفة جلنار تُغني بـ سعادة ليضحك

جاسر قائلًا

بـ سخرية

يلا يا بنت المجنونة .. لأ مجنونة إيه.. يا بنت المجنون...

تجهمت ملامحه ليصعد إلى غرفته وبـ صوت جهوري ناداها عندما لم

يجد روجيدا بـ إنتظاره

-روجيداااا!!!..

ثوان ليجدها خارجة من المرحاض خُصلاتها مُبتلة تُقطر ماءًا.. ومئزر     منامتها الأبيض التصق بـ جسدها مُظهرًا بعض المناطق نتيجة قطرات

الماء

ردت عليه بـ جزع وأعين متسعة لاهثة

• إيه يا جاسر ؟...

تجاهل تأثيرها الناعم عليه و الحرارة التي دبت بـ جسده ثم قال بـ خشونة بها من الحرارة التي فضحت تأثره

• كُنت فين

• أجابت بـ حيرة كنت باخد شاور...

نظر إليها بـ وقاحة ثم قال بـ عبث وهو يتقدم منها متأملا جمالها الخلاب

ماهو واضح ..

ضمت طرفي المئزر عليها ثم همست بـ غيظ تُخفي خجلها

• كُنت بتزعق ليه!

أجاب وهو يُحاوط خصرها قلقت لما ملقتكيش...

زفرت لتُبعده عنها بـ حنق ثم أردف بـ قنوط

خليك موقع قلب كدا

ضمها إليه وقال بـ عبث : سلامة قلبك يا قمر ...       مطت شفتيها بـ عبوس ليضمها أكثر إلى صدره حتى التصقت به تمامًا ثم إقترب مقتطفًا شفتيها العابستين بـ قبلات خفيفة راقية.. لتضحك بـ

دلال قائلة

یا جاسر هدومك هتتبل...

زمجر مبتعدًا ثم نزع قميصه الأسود لتتساءل ضاحكة

بتقلع ليه!...

هتف بـ خشونة وهو يجذبها بـ قوة إليه

عشان متتبلش...

ضحكت بـ قوة ولكن ضاعت ضحكاتها بين شفتيه التي تفترس خلصتها ب جوع ينهشه لازال جاسر الصياد الذي سيقتله شغفه بها يوما ما

حملها بين ذراعيه القويتين ثم ألقى بها فوق الفراش وهو يعتليها ثم همس بـ أنفاس هاربة

• أنا وافقت على التور اللي جاي لجيلان...

للحظات لم تعي ما يقول وشفتيه تعيثان بـ عنقها بـ قُبلاتٍ مُهلكة لتقول بـ

تعجب وهي تحاول إبعاده

تور مین

زمجر ب غضب ثم قال مُتأففا: شهاب التور أو التور شهاب أي كان     تهللت أساريرها وقالت : بجد والله!...

أبعد شقي المئزر ثم قال بـ خُبث وهو يميل إليها

أه والله ودي مُناسبة هايلة عشان نحتفل ...

صرخت روجيدا ضاحكة وجاسر يقوم بـ إحتفاله الخاص.. الخاص جدا بهما لا غير

ترجل من سيارته بـ عُنف وهو يتجه بـ خُبث إلى قصر الصياد.. لا يعلم من أتت تلك الرغبة الملحة في رؤيتها والإرتواء من عينيها الوقحتين. لا يجد بهما الخجل الفطري لأي فتاة عندما يتغزل بها.. وذلك ما يجذبه

إليها

ضحك بـ صوت مكتوم ثم تسلل كـ مراهق يحترق شوقا لرؤى حبيبته.. صعد السور بـ خفة وكانت تلك مهاراته فيما مضى وبـ خبرة تخطى الحراس بعد عناءا طويل

وقف أسفل شرفة يحك ذقنه بـ حيرة

• هي دي أوضتها ولا لأ.....     

تأفف بـ ضيق ثم لمعت فكرة بـ أن يُلقي حجرًا ما وقد فعل ثم إنتظر ودعى بـ داخله أن تكون هي ولكن خاب ظنه حينما سمع صوتا ذكوريًا.. ليركض أسفل الشرفة حتى لا يراه

شتم صهيب شتائم نابية ثم هدر بـ سخرية قاسية

مفيش تهزيق أكثر من كدا .. الدكتور صهيب اللي بيهزق عجول في حجمه بیستخبى عشان محدش يقفشه

...

بعدما إستتب الأمر تحرك باحثًا عن غرفتها حتى وجد إحدى الشرفات يصدح منها صوتًا ما فـ عَلِمَ أن لا صخب يصدر من هذا البيت إلا من سواها

إبتسم بـ خُبث وتسلق الشجرة القريبة من الشرفة.. حتى صعد

طرق الزجاج القاتم وعلى وجهه إبتسامة عابثة.. ثوان ليجدها تفتح الباب ما أن فتحته حتى شهقت ولكنه كمم فاها بـ يده

أبعدت يده عنها ثم همست بـ صوت مكتوم وهي تنظر خلفها

• أنت بتعمل إيه هنا!

• أجاب بـ بساطة: حبيت أشوفك

عقدت حاجبها وكأنها تنظر لكائن فضائي غريب ثم قالت بـ صدمة

• أنت مجنون   





وضع يديه بـ جيبي بنطاله وقال بـ ذات البساطة: اتجننت لما شوفتك...



فتحت فاها تنوي الرد ولكن لم تجد ما تقوله فظلت صامتة.. مما أتاح له الفرصة لإشباع جوعه الذي لا ينضب منها.. كان كستناءها الناعم هائج ومُشعث وكأنها خرجت لتو من حرب ما



ومنامتها.. تلك القطعة الفنية التي تجعل منها لوحة شديدة الإغراء.. ترتدي كنزة من الوردي الداكن تصل إلى منتصف ساقيها من خامة القطيفة الناعمة.. أمامها طويلة ولكن بها فتحة أظهرت أكتافها



المرمرمية.. ضيقة لحد مُرهق ومُشعل للأعصاب



إبتلع ريقه وقال بـ همهمة ولا تزال عيناه تفترسها



- كُنتِ بتعملي إيه؟ .



عقدت ذراعيه أمام صدرها ثم أجابت بـ إبتسامة رائعة وهي تتكئ إلى



باب الشرفة



كنت برقص...



للحظات فغر فاه من شدة الصدمة وهو يراها من الجُرأة لتُجيب بـ تلك البراءة الخبيثة .. إقترب خطوة منها ثم همس عابيًّا



طب إكدبي عليا



أردفت هي بـ إبتسامة شقية : لما أكدب عليك دلوقتي بعد الجواز هنعمل



إيه!...   





إرتعشت لـ ذلك اللمعان الغير مبرر لعينيه الداكن وكأنه يتذوق الفكرة.. تلك الجنية ستودي بـ حياته يوما ما



إقترب أكثر ومد يده يتحسس خُصلاتها المُشعثة ثم قال بـ إبتسامة أخفى بها إشتعاله الداخلي وعدم قدرته على تحقيق المعنى الفعلى لزواج



جواز مرة واحدة



- حدقت بـ عيناه وقالت بـ تلاعب: أه ما أنا اللي هتجوزك....



ضحك من أعماقه ثم وبـ يده الأخرى حاوط وجهها وقال بـ همس حار أودع به ما تفعله تلك الفتاة بـ ثباته الهش



- خليك عند وعدك لأني مش هقبل بـ أقل من كدا



ابتسمت وقالت: أنا مش بوعد إلا لما أكون عارفة إني هقدر أنفذ.



إرتفع حاجبه بـ دهشة ثم قال وهو يسحبها إليه أكثر وهي تعي الخطورة ولكنها ستجازف لترى مكانتها عنده رخيصة كانت أو أغلى مما تتوقع



حيث كدا لازم أثبتلك إني جد أوي فـ كلامي.



إنتظرت بـ أعصاب تحترق وهي تراه يتقدم منها على نحو خطير قبل أن يتركها فجأة ثم قال بـ إبتسامة خبيثة



وأول حاجة إني أتعرف على أدق تفاصيلك...



إبتسمت دون أن تستدير وقلبها يطرق بـ قوة كادت أن تحطم قفصها     



الصدري ولكن حينما إستدارت لم يظهر أي من هذا على وجهها الهادئ بـ إنفعال



وقبل أن تتحدث كان يسألها وهو ينام فوق فراشها الوردي



وأول سؤال هو .. كُنتِ بترقصي ليه!...

تعليقات



×