رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الخامس (نصال الهوى) الفصل الحادي عشر 11 بقلم اسراء علي


 رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الخامس (نصال الهوى) الفصل الحادي عشر 

وإني واقع بـ شركِ وأعلم إني أغرق بكِ
لستُ أدري ولمَ القدر يربطني بكِ بشئ وهمي فيما اسميه بـ الحُب

-وأول سؤال هو.. كُنتِ بترقصي ليه!... 

كان سؤاله من الوقاحة أن يسأله ولكنها بـ عفوية أجابت مُبتسمة بـ إتساع

-كُنت برقص عشان آآآ… 

إلا أنها صمتت فجأة وهي تنظر إلى إبتسامته الخبيثة لتقطب جبينها بـ إمتعاض وتساءلت بـ حنق

-إيه دا لحظة واحدة كدا.. أنت بتسأل بـ صفتك إيه؟!... 

نهض عن الفراش ثم إقترب منها خطوتين لتتراجع هي واحدة ثم وضع يديه بـ جيبي بِنطالهِ قائلًا بـ عبث يخفي ورائه الكثير

-بصفتي حبيبك مثلًا
-همست بـ شرود وإبتسامة خائنة:حبيبتك؟؟…

أومأ بـ تأكيد عابث وعيناه تلتهمانها هي وتفاصيلها المُهلكة ثم ما لبثت هي أن وضعت يدها بـ خصرها فـ زادت من ضيق منامتها التي تُشعل به مشاعر لم يكن يتخيل أن يمتلكها تجاه أُنثى وهتفت بـ تحدي

-ودا بـ حُكم مين!... 

إزدادت عبثية عيناه وجراءة نظراته إلى عينيها دون جسدها الفتاك وعاد يقترب بـ تمهل وكأنه يستمتع بـ كُل الوقت المُتاح له حتى وصل إليها ومدّ يده إلى خُصلاتهِا الكتسنائية ثم همس بـ صدق

-بـ حُكم الشئ الوهمي اللي ربطنا إحنا الأتنين.. بـ حُكم تأثيرك عليا من ساعة أما شوفتك فـ منامي.. جنية غزت كياني.. رغم كُل المنطق اللي بيقولي إبعد دي منطقة خطر.. إلا… 

وترك حديثه مُلعق فـ لمعت عيناها بـ بريق جعل نبضات قلبه تتهافت بـ أن يضمها إليه فـ تستشعر ذلك السباق وتخبط الذي يحياه بسببها.. وبـ جرأة يعلم أن جُلنار الصياد وحدها تملكها تقدمت منه ثم إقتربت بـ وجهها من وجههِ وقالت بـ همسٍ لا تعلم ماذا يفعل به

-إلا إيه؟… 

حدق ثوان بـ تلك الشفتين اللتين تتدعواه بـ إغراء أن يصف لها ما يشعره قلبه تجاهها.. أن يبث بهما حُلمه الذي تخلله كـ المرض فـ تكون هي دواءه

إلا أن لا من كُل تلك الصراعات ظهرت على وجههِ بل بـ نبرةِ صوتهِ التي خرجت بـ صدق آسر وقد تحشمت عيناه ونظرت إلى فيروزها القاتل وقال

-إلا إن قلبي بيقولي إني إتربط بيكِ… 

لم تستطع السيطرة على تلك الإبتسامة العينة التي ظهرت على شفتيها الحمرواين بـ لونها الطبيعي فـ جعلت عيناه تبتسم لها بـ شوقِ بدأ يتملكه.. وحينها وضع كفه على وجنتها البيضاء وهمس بـ عدم تصديق

-عملتي إيه فيا يا بنت الصياد! 
-وضعت يدها على كتفهِ وقالت:نفس اللي عملته فيا يا ابن الهواري… 

ضحك وهو يضمها إليه دون أن يمس جسدها فعليًا بل إكتفى بـ ضم رأسها إلى صدرهِ ثم سمعها تقول بـ همسٍ

-فـ يوم هحكيلك عن الشخص اللي ضربته… 

عقد حاجبيه بـ خشونة وهو يُحاول تناسي ذلك الـ.. منع سبة بذيئة تكاد تخدش حياءه هو شخصيًا وإن كان يشك أنه يستحي.. تذكر تلك النيران الحارقة التي إحترق بها صدرهِ دون أن يعي لماذا.. ولكن الآن يعلم تمام العلم لماذا.. لأنه وبـ بساطة أنها أصبحت تخصه.. أنها وُلدت خصيصًا له.. لتسكن روحه وقلبه.. جُلنار الصياد أصبحت شغفًا لا يستطيع تجاهله.. وأن تأثيرها عليه ظهر من أول لقاء.. مُذ أن وقعت عيناه عليها وهي تمتطي فرسها الأسود والذي يُناقض بياض بشرتها ورقتها التي يتمنى ولو قليلاً أن تنصهر به.. أن يتلمسها بـ حُرية ويستكشفها على مهل

ربت على خُصلاتهِا بـ حنو يُناقض إشتعال وقسوة عيناه لتلك النيران التي عادت تشتعل وبـ قوة أكبر من ذي قبل ثم همس بـ خفوت مكتوم

-مفيش داعي تحكي حاجة يا جُلنار.. أنا مش عاوز أعرف عنك غير من ساعة أما دخلت حياتك… 

الحقيقة أنه لم يكن ليتحمل ما ستقصه وهو يعلم تمام العِلم أنه كان بينهما قصة عشق قرأها بـ سهولة و يُسر من عينيهِ الكريهتين.. كُل تلك المشاعر القوية التي ضربته بـ مُدة صغيرة تؤكد له أنه كان ينتظرها

سمه همهمتها البسيطة وهي تقول مُمتنة

-شُكرًا يا صُهيب… 

الغبية لم يكن عليها أن تنطق اسمه بـ ذلك الهمس المغوي.. ألم تعلم أنه يبذل طاقة جبارة في الحفاظ على المُتبقي من ذرات عقلهِ!.. أنه يُحاول جاهدًا ألا يُريها كم هي ذات تأثير قاتل عليه؟ 

إنقبضت يده على خُصلاتهِا فـ تأوهت بـ خفوت زاد من إشتعالهِ فـ أبعدها بـ خشونة عنه وقال بـ صوتٍ أجش محموم من كثرة ما يشعر به

-جُلنار!.. أحسنلي إني أمشي من هنا… 

إبتسمت بـ روعة ثم قالت بـ وداعة قاتلة أصابت قلبه بـ دقة

-بس أنا مش عاوزاك تمشي… 

الآن فَقَدَ عقله لن يلومه أحد فـ هي من تتلاعب بـ أعواد الثقاب بـ جوار بل بـ وسط البنزين.. إقترب وكله عزم أن يُحقق حلمه بها.. وعيناه بهما من المشاعر التي جعلتها ترتجف.. فـ همست بـ ذُعر متراجعة

-صُهيب إعقل!... 

ولكن عقله كان غائبًا في تلك اللحظة ليجذبها بـ خشونة من خصرها إلى صدرهِ بعدما قطع المسافة بينهما بـ قفزة صغيرة لساقيهِ الطويلتين لتصرخ بـ هلع

-صُهيب!!!... 

كان صدرهِ يعلو ويهبط بـ جنون ضاربًا قلبها المذعور.. أنفاسه اللاهبة تضرب وجهها دون أن يتلون وتطير خُصلاتهِا وقبل أن يقترب منها همس بـ صوتٍ حار 

-سبيني أحقق حلمي يا زهرة الرُمان… 

لقبها الذي لا ينطق به سوى والدها كـ قاعدة لا تقبل إنتهاكها قد نطقه هو.. ولكن لكل قاعدة شواذ وصُهيب جعلها تتيقن أن لـ لقبها مذاقٍ خاص من بين شفتي رجل يُريها بـ كُل جوارحه وهي أُنثى تهفو لكلمات تُشعرها بـ أنوثتها 

ولكن جُلنار الصياد ليست كأي أُنثى بل نمرة شرسة في الدفاع عن نفسها ولن تقبل أن ينتهكها أحدهم وفي بيت والدها.. لذلك و بـ دون مقدمات رفعت رُكبتها وضربته في مكانٍ قاتل.. ليبتعد عنها متأوهًا بـ صوتٍ مكتوم وقد إحمر وجهه 

إبتعدت هي الأُخرى لاهثة وهي تنظر إليه بـ جنون ثم هدرت وهي تُحذره بـ سبابتها 

-مش أنا اللي تفكر تقرب منها بـ الوضاعة دي… 

نظر إليها بـ غضب ناري غلب ألمه ثم إقترب ينقض عليها بـ عُنف هادرًا

-مكنش دا ردك أول لما دخلت… 

ضربت صدره ثم هدرت بـ شراسة خافتة

-كُنت مُتأكدة إنك مش هتعمل حاجة.. مش هتقرب مني
-وإيه اللي تغير دلوقتي! 
-همست بـ حدة وخوف:نظرة عينك… 

صمت وهو بـ الفعل لا يجد ما يرد به.. هو نفسه يعلم أن ملامح وجهه في ذلك الوقت مُرعبة.. وأن الشيطان تمكن منه في حضرة أُنثى فاتنة

لذلك تنهد وهو يمسح على خُصلاتهِ السوداء ذات الخُصيلات البُنية وقال بـ خفوت مُبتسم وهو يستعيد رزانته

-آسف… 

كلمة واحدة إمتصت كُل غضبها وجنونها وهي تراه صادق.. حتى الندم الذي ظهر لجزء من الثانية فـ لمحته جعلها تهدأ.. وحينها صدقت أن صُهيب لا يُريد أذيتها.. بل هو يُمارس ما هو فوق طاقتهِ كي لا يؤذيها

عقدت ذراعيها أمام صدرها ثم قالت بـ غضب زائف وداخلها يتراقص

-أسفك مش مقبول 
-إبتسم بـ إتساع وقال بـ مُزاح:يبقى أكيد إمتياز… 

للحظات لم تفهم دُعابته السمجة حتى بدأت تفهم ويتضح مدى سماجته وأنه لا يمتلك حس الفُكاهة ثم قالت

-عشان ألشك دا إطلع برة… 

مط شفتيه بـ عبوس أطفال كان من المُفترض أن يكون مُضحك ولكن بـ حالتهِ كان جذاب، مُهلك رائع بـ درجةٍ خاطفة للأنفاس.. ثم قال بـ مرح

-حقيقي جرحتيني… 

ضحكت ليتقدم منها ضاحكًا ثم أمسك يدها بـ حنو فـ أجفلت إلا أنه طمأنها قائلًا 

-بجد آسف مكنش المفروض أكون حقير معاكِ كدا… 

تضخم قلبها فجأة وعيناه تلمعان بـ إنبهار وإعجاب وقبل أن ترد عليه بما يليق به سمعا صوت طرقات على الباب.. هُنا وعلمت أنها النهاية

***********************************

شدّ خُصلاتهِ بـ عُمق حتى كاد أن يقتلعها وأخذ يذرع الغُرفة ذهابًا وأيابًا فـ هتفت تلك الحية الجالسة بـ حدة

-ما تقعد بقى عصبتني
-إلتفت إليها بـ وحشية صارخًا:أنتِ تخرسي خالص.. بسببك ضاعت مني… 

قطبت جبينها ثم قالت بـ ملل وهي تنهض بـ إتجاهِ بـ خُبث أنثوي مدروس 

-أنت اللي إخترت الوقت الغلط
-قبض على ذراعيها بـ قسوة وهدر:مش صُهيب الهواري دا هو اللي أنتِ قولتي إنه هيأذي أختها مش هي!... 

مطت شفتيها بـ قلة حيلة خبيثة ثم قالت وكأنه لا حل غير ما تقول 

-وصُهيب قرر ينتقم من جاسر الصياد فيها… 

حركها بين ذراعيهِ بـ قوة آلمتها ثم هدر بـ صوتٍ كـ الفحيح المُرعب أصابها بـ خوفٍ قوي

-إياكِ حد يقرب من جُلنار أو يفكر ولو مجرد تفكير إنه يأذيها.. سامعة!... 

أومأت بـ سراة ليبُعدها عنه ثم أردف وهو يتجه إلى المقعد الوثير جالسًا عليه بـ تعب

-جُلنار ملكي أنا وبس.. هي بتحبني بس عشان بعدت عنها نسيت..ولما ترجع لحضني هتفتكر… 

مسدت ذراعيها المُتألمين ثم قالت بـ خُبثٍ إرتسم على ملامحها التي تُشبه الأفعى 

-يبقى تاخدها بـ القوة.. نفس القوة اللي أخدها منك جاسر الصياد… 

رأت عيناه تلمعان بـ بريق مُخيف وإبتسامة شيطانية ترتسم على ملامحهِ.. لم تكن تظن أن عبد الرحمن ذلك الأُستاذ الضعيف يمتلك تلك النفس المريضة بل يُخطط بل شيطانية لأن يمتلك فتاة شاء القدر أن سُليمان يسعى لتحطيمها

***********************************

توقفت نبضات جُلنار وهي تستمع إلى تلك الطرقات المُميزة لتهمس بـ خفوت خائف

-روحنا فـ داهية… 

عادت الطرقات تلح بـ صورة أقوى لتجذب صُهيب ليقف خلف الباب ثم همست بـ تحذير

-أوعى تتكلم… 

أومأ بـ براءة مُبتسم لترمقه بـ نظرةٍ أخيرة قبل أن تفتح الباب وهي ترسم على وجهها تعبير مُتأفف عكس قلبها الذي يتقافز ذُعرًا ثم قالت وهي تُواجه جويرية

-أفندم! 
-أجابت جويرية بلامُبالاة:بابتي بيقولك إنزلي عشان العشا
-بس أنا مش جعانة
-رفعت كتفيها وقالت:مليش دعوة.. إنزلي وقوليله عشان هو شدد عليا إنك تنزلي… 

تأففت جُلنار وهي تومئ حين كاد صُهيب يتحدث بـ همس ضربته بـ غباء مُنقطع النظير على ساقهِ بـ ساقها ليتأوه بـ صوتٍ مسموع

ضربت جُلنار وجنتها بـ صدمة حينما إستدارت جويرية وهي عاقدة لحاجبيها الرفيعي ثم تساءلت وهي تُحاول النظر داخل الغُرفة

-أنا سمعت صوت عندك فـ الأوضة 
-أردفت جُلنار بـ توتر:دا.. دا التلفزيون
-عقدت جويرية ذراعيها وقالت بـ إستنكار:بس أنتِ معندكيش تلفزيون جوه… 

ضربت جبينها بـ يأس وقبل أن تتحدث إندفعت زوبعة تتفحص الغُرفة لتتسع عينيها بـ صدمة وهي ترى صُهيب ينظر إليها مُبتسمًا عاقدًا لراعيه أمام صدرهِ ثم لوح لها قائلًا بـ عبث

-إزيك يا جويرية.. فكراني!... 

أغمضت جُلنار عيناها بـ نفاذ صبر و تعب ثم أغلقت الباب ونظرت إلى جويرية المصعوقة والتي همست بـ دهشة

-مخبية رجالة فـ أوضتك يا جُلنار!.. ومن إمتى!... 

لم ترد جُلنار فـ تولى صُهيب دفة الحديث وهو يقول  بـ ذات العبث 

-لأ دا هي لسه جديدة فـ الموضوع متخافيش
-إستدارت جُلنار إليه بـ شراسة:ممكن تنقطني بسُكاتك!!... 

رفع ذراعيه مُستسلمًا وهو يضحك بـ خفة لتعود وتستدير إلى شقيقتها التي تُحدق بها رافعة لأحد حاجبها ثم قالت بعد أن أخذت نفسًا عميق

-متفهميش الموضوع غلط… 

جلست جويرية على طرف الفراش ثم قالت بـ هدوء خطير 

-سمعيني مُبرراتك
-نظرت إلى صُهيب وقالت:فاكرة الشخص اللي قابلناه فـ النادي 
-أشار صُهيب إلى نفسهِ وقال بـ مكر:شخص دا أنا… 

نظرت إليه جويرية بـ تفحص وكذلك جُلنار ولكنها كانت تنظر بـ غضب وشراسة فـ صمت غامزًا إياها بـ عبث لتتأفف بـ ضيق و نفاذ صبر

إلتفتت إلى جويرية وكادت أن تتحدث إلا أنها دُهشت وهي تراها قد قفزت وإتجهت إلى صُهيب ثم قالت بـ تشكك

-أنت اللي قابلتنا فـ النادي بجد!... 

أومأ بـ إبتسامة رزينة تُخفي نوبة ضحك عارمة لتقول جويرية بـ راحة

-الحمد لله فكرته حد غريب… 

إرتفع حاجبي صُهيب بـ دهشة حقيقية.. حقًا هذه العائلة لا تتوقف عن إدهاشه أبدًا ومع ذلك يجد تسلية كُلما تعرف على أفرادها

بينما جُلنار تقف فارغة الفاره، مصدومة لما قالته شقيقتها لتهمس بـ عدم تصديق 

-أنتِ واعية لنفسك! 
-مطت شفتيها ثم قالت بـ بساطة:كان بينكوا شرارة أنا لاحظتها… 

وقبل أن ترد جُلنار كانت قد إنطلقت ضحكة رجولي خالصة فـ إلتفتت الفتيات إليه بـ تعجب وما أن إنتهى قال بـ عبث 

-حتى أُختك لاحظت الشرارة
-صرخت جُلنار بـ حنق :إخرس شوية… 

إستدارت إلى جويرية والتي عالجتها بـ الحديث بـ نبرةٍ ماكرة 

-ويا ترى بابتي عارف كرم أخلاقك بـ إستضافة ضيوف فـ أوضتك؟… 

نظرت إليها جُلنار بـ عبوس وغضب بتضحك جويرية بـ خُبث ٍ قائلة

-أكيد ميعرفش… 

إقتربت منها ثم قالت بـ همسٍ لم يكن همسًا على الإطلاق وصُهيب يستمع إلى كل ما يُقال

-أنا عندي إستعداد أحفظ سرك مُقابل خدمة صغنتوتة أد كدا
-لوت جُلنار شدقها بـ ضيق وقالت :قولي يا مصيبة المصايب كُلها
-وضعت يديها على شفتيها وقالت:إقنعي بابتي إني أبات مع ريتاج بكرة… 

نظرت إليها جُلنار بـ إستنكار لتقول جويرية بـ وداعة لا تليق بها

-شوفتي أنا قنوعة إزاي!.. مع إن الواد قمر يخربيته يستاهل طلب أكبر من كدا بس مش مهم عشان أنتِ أختي بس
-نظرت إليها جُلنار شزرًا وقالت:بابتك مش هيوافق عشان حمزة هيكون هناك ياختي 
-غمزتها بـ شقاوة قائلة:منا رايحة عشان حمزة.. أومال مثلًا عشان حلاوة ريتاج!!.. أينعم صاحبتي بس من لقى أحبابه نسى أصحابه… 

نظرت إليها شقيقتها بـ يأس ثم أومأت بعد فترة طويلة وهي تعي أن روحها مُعلقة بين يدي آخر العنقود الملعونة والتي قفزت تتعلق بـ عُنقها ثم قالت وهي تركض إلى الخارج 

-متلعبوش بـ ديلكوا وأنتوا لوحدكوا… 

أغلقت جُلنار الباب خلفها بـ قوة وإتكأت إليه تتنفس بـ غضب.. قبل أن يقف أمامها صُهيب يضحك بـ جاذبية مُهلكة ونطق بـ صعوبة

-الوقاحة مُتأصلة فيكوا… 

دفعته بـ غيظ ثم قالت بـ جنون وهي تُشير إلى الشُرفة 

-زي ما رُوحت زي ما تمشي.. وكفاية فضايح 
-غمزها بـ شقاوة لذيذة:إحنا تحت أمر الجميل… 

تسلق سور الشُرفة وقبل أن يقفز إلى الشجرة تساءل بـ إبتسامة جذابة

-هشوفك تاني أمتى! 
-أجابت بـ خُبث :لما توحشني هجيلك 
-إبتسم بـ عُمق وقال:يبقى هشوفك قُريب أوي.. أقرب مما تتخيلي… 

ثم قفز تاركًا إياها تبتسم بـ بلاهة

توقف بـ سيارتهِ أمام أحد المِحال ثم ترجل منها ودلف ليشتري بعض الأطعمة المُغلفة لتُعينه على الطريق 

أخذ يدور بـ طرقات المحل وينتقي ما يُعجبه حتى توقفت عيناه لتلك الصغيرة التي تقف أمام بعض الأرفف الموضوع عليها رقائق البطاطس المقلية تحتار فيما تبتعاه 

إبتسم وهو يُحدق بها بـ إستمتاع.. نظر إلى ساعة يدهِ فـ عقد حاجبه بـ خشونة بتساءل عما تفعله تلك الشقية في ذلك الوقت المُتأخر

إقترب منها وقد لاحظ أن بعض النظرات الحقيرة تتطلع بها بـ حيوانية.. ليُسلط نظرة قاتلة جعلت الأنظار تبتعد بـ خوف

وقف خلفها كـ المرة السابقة ثم همس ولكن هذه المرة بـ غضب غير مقصود

-بتعملي إيه فـ وقت متأخر زي دا!... 

شهقت بـ فزع وتراجعت مما جعل ما إختارته أخيرًا يقع من بين يديها.. رفعت أنظارها المذعورة إليه ثم ما لبثت أن زفرت بـ راحة وقالت بـ إبتسامة عذبة

-سُفيان!.. خضتني… 

حسنًا لم يتوقع أن تتذكر اسمه وتنطقه بـ تلك العذوبة المُذيبة لأعصابهِ التالفة أصلًا بـ رؤياها.. أما عن اسمها فـ قد حُفِرَ بـ قلبهِ قبل عقله

ومع إبتسامتها وجد نفسه يبتسم ولكن عقدة حاجبه لم تنفرج ورُغمًا عنه خرجت نبرته حنونة، مُشتاقة لم تفهمها مُنخفضة الذكاء

-إفرضي كُنت حد غريب يا ريتاج!
-همست بـ صدمة و أعين مُتسعة:لسه فاكر اسمي!!... 

هي ليست مُنخفضة الذكاء بل مُنعدمة الذكاء تمامًا.. تُثير حواسه بـ أعينها الواسعة بـ قوة وكأنها بدرين كبيرين.. فـ لم يجد سوى أن يقول

-مقدرش أنسى اسمك يا ست البنات… 

ضحكت بـ خجل وهي تُخفض رأسها فـ إنسدلت خُصلاتهِا فـ إتسعت عيناه وهمس مُتساءلًا دون وعي

-فردتي شعرك ليه!... 

عقدت حاجبها مصدومة مما قال.. أيعقل أنه دقق بها لهذه الدرجة!.. عضت على شفتيها بـ إرتباك فـ تأوه بـ صوتٍ مكتوم.. تلك الصغيرة ما أن وقعت عيناه عليها ذلك اليوم وهو يشعر بـ إشتياق لها وكأنه يعرفها مُنذ زمن وها هو القدر يُحقق ما تمناه أن رآها

إبتسم سُفيان لملامحها المصدومة وإرتباكها اللذيذ ثم قال بـ لُطفٍ جعلها ترتجف 

-عمومًا أنتِ حلوة فـ الحالتين
-رفعت رأسها مصعوقة ثم قالت بـ تبرير مُرتبك :كُنت عاوزة أعمل ضفيرة عشان كدا فردته… 

نظر بـ إنبهار إلى ضفيرتها المُستكينة بـ دلال على منكبها تُزيدها براءة وفتنة ثم قال وعيناه تُحدق بـ خاصتها الخجولة

-ماشي يا أم ضفيرة… 

ضحكت وهي تضع كِلتا يديها خلف ظهرها وأخذت تتمايل وهو يُتابع أقل حركة تصدر منها.. تذكر كلمات والده عندما قص عليه حكايته مع والدته

-من أول أما شوفت مروة وأنا كُنت مُتأكد إنها مُصيبة وقعت عليا من السما.. بس بـ الرغم من كدا حبيتها بسرعة إستغربت منها بس بعدين فهمت إننا مبنحتجش أكتر من لحظة عشان نحب… 

حك خُصلاته بـ توتر بدأ يتنابه لجموح مشاعرهِ الشابة ثم قال بـ خشونة غير مقصودة

-مقولتليش.. كُنتِ برة بيتك لحد دلوقتي ليه! 
-أجابت بـ عفوية :لسه مخلصة درسي حالًا ومستنية السواق يجي عشان يروحني..فـ قولت أستناه فـ المحل هنا عشان برة مش أمان… 

زفر بـ قنوط وهو ينظر حوله وأؤلئك المُتربصين بـ تلك الصغيرة لا يزالون ينتظروا رحيله لينقضوا عليها.. و رُغمًا عنه همس بـ سُخرية قاسية

-وهنا اللي ما شاء الله أمان جدًا
-تساءلت بـ براءة وهي تُحدق به:بتقول حاجة! 
-هتف بـ جنون هادئ:بقول تعالي نطلع من هنا عشان أنتِ البنت الوحيدة… 

نظرت حولها بـ دهشة لتتأكد من حديثهِ فـ شهقت قائلة بـ عدم تركيز

-إزاي مش أخدت بالي!! 
-هدر بـ غيظٍ:عشان أنتِ هبلة 
-نظرت إليه مُجفلة:أفندم! 
-إزداد غيظه قائلًا:زي ما سمعتي… 

إرتفع حاجبها بـ دهشة إلا أنه لم يدع لها مجال للتفكير إذ أمسك كفها وجذبها خلفه رادفًا بـ حنق

-مش لسه هتندهشي… 

كانت تركض خلفه نظرًا لساقيه الطولتين اللتين تسيران بـ سُرعة أشبه بـ الركض.. ليتوقف أمام سيارتهِ ثم فتح بابها وألقاها بها وقبل أن يغلقه دنى منها فـ شهقت مُرتعبة إلا أنه لم يُبالي وهمس من بين أسنانهِ

-ومن هنا ورايح مفيش دروس بالليل…

ثم إلتفت ليتكئ إلى السيارة جوار نفذتها.. ليرتفع حاجبها بـ إرتياب وفضلت الصمت لذلك المجنون الذي يُحدثها بـ كل صلف وغرور وكأنه والدها

عقدت ذراعيها أمام صدرها ثم فتحت النافذة ونظرت إلى ظهره المُقابل لها وأردفت بـ غرابة

-هو أنت بتعمل كدا ليه!... 

إلتفت إليها بـ جنون فـ تراجعت بـ رهبة إلا أنه حين تكلم قال بـ قنوط

-معرفش… 

***********************************

الجميع يجلس وتناول العشاء بـ صمتٍ بينما النظرات والغمزات بين جُلنار و جويرية هي ما تلفت نظر جاسر الذي أردف بـ سُخرية

-قرطاس أنا وسطكوا مش كدا!... 

أجفلت الفتاتان وهما تنظران إليه بـ توتر ولكن تمكنت جُلنار من القول بـ تلعثم 

-ليه بتقول كدا يا بابتي! 
-قال بـ إبتسامة هازئة:يعني يمكن حبيتوا تعيشوا جو مراهقة قدام أبوكوا
-تنحنحت جُلنار قائلة:كُنت عاوزة أستأذنك فـ حاجة!!... 

إلتقط ما بشوكتهِ بـ فكهِ ثم قال بـ ذات السُخرية 

-ما شاء الله.. ما شاء الله من إمتى الأدب دا؟! 
-إحمرت جُلنار خجلًا وقالت:يا بابتي بقى
-زفر جاسر بـ نفاذ صبر وقال:قولي يا ما جاب الغُراب… 

ضحك الجالسين ومنهم جويرية فـ نظرت إليها بـ تحذير لتصمت بينما نظرت إلى والدها وقالت بـ عتاب حزين

-أنا غُراب يا بابتي! 
-رق قلب جاسر وهو يقول بـ إبتسامة:طبعًا لأ أنتِ زهرة الرمان بتاعي.. بس المشكلة بقلق من طلباتك… 

نهضت تُعانقه من خلف المقعد فـ ربت على يدها ثم قالت بـ توجس

-ينفع جويرية تروح تبات مع ريتاج!!
-وكان رده قاطعًا بـ زمجرة:لأ… 

مطت جويرية التي كان يقتلها الحماس بـ حزن بينما جُلنار كانت تتوقع أكثر من ذلك فـ قالت بـ صبر وهي تهمس بـ أُذنهِ

-يا بابتي جواد حكالي على كل حاجة فـ مينفعش جويرية تشوف اللي هيحصل وخصوصًا إنك مش هتسيطر على أعصابك… 

رفع حاجبه بـ خطورة ثم نظر إليها نظرة صاعقة قبل أن يقول بـ جمود

-وأنا قولت لأ… 

تنهد جُلنار بـ صبر ثم قالت وهي تُمسك يده بـ قوة مُربتة عليها بـ إبتسامة تعلم أنه لن يرد بها طلبها الصغير

-طب ولو قولت عشان خاطري!... 

ورفت بـ جفنيها بـ براءة ليزفر بـ ضيق غير قادر على مقاومة تلك الشقية التي تعلم تمام العِلم أنه لن يرفض لما ما تطلبه خاصةً بعد تلك الإبتسامة الشبيه لإبتسامة روجيدا ثم أردف بـ جفاء

-بشرط ليلة واحدة بس
-صرخت جويرية بـ حماس وقالت:أي حاجة.. أنا موافقة 
-نظر إليها بـ نصف عين وقال:ومين اللي يضمنلي إنك مش هتعملي حاجة كدا ولا كدا! 
-هتفت جُلنار سريعًا:متخافش يا بابتي سيب عليا المهمة دي
-نقل نظراته بينهما وقال بـ تهكم:غُراب ضمن حداية…

مطت جُلنار شفتيها بـ عبوس ثم قالت وهي تترك يد والدها

-تاني غُراب!! 
-تنهد وقال بـ صراحة:مبثقش فيكِ يا أُس الفساد
-وضعت يدها على صدرها وقالت بـ ضحك:دي شهادة أعتز بيها يا كينج قلب مامي… 

رغم أنه يعلم أنه آلم صغيرته ولكنه مُتأكد أنها تتفهمه.. ليبتسم بعدها وهو ينظر إلى روجيدا التي تنظر إليهم بـ إبتسامة حامية ثم قال وهو يربت على وجنة جُلنار 

-سايبك تاكلي بعقلي حلاوة  عشان أنتِ بس شبه الفراولة
-سيدي يا سيدي.. من الجميل يدلع
-ضحكت روجيدا وقالت:مش من جاسر!.. يبقى لازم أدلع…

ضحكت جُلنار بـ قوة ثم أردفت بـ خُبث وهو تغمز والدتها بـ شقاوة

-طب حرصي بقى عشان فيه مزة بنت إيه بتلف حوالين القمر اللي قاعد جنبك دا
-يا بنت الكااااالب… 

هدر بها جاسر وهو ينظر إلى روجيدا التي تحول فيروزها اللامع إلى آخر قاتم وهي تهتف بـ خشونة

-مين دي يا سي جاسر؟ لأ سوري يا جسوري …

نظر جاسر إلى جُلنار نظرات صاعقة لتتنحنح قائلة بـ خوفٍ ثم ركضت سريعًا من أمام والدها إلى غُرفتها

-طب أنا عملت اللي يمليه عليا ضميري.. تصبحوا على خير… 

وكذلك. إنسحب الجميع ليبقى جاسر في مواجهه روجيدا التي تنظر إليه بـ نظرات قاتلة ثم قال بـ هدوء 

-يا حبيبتي أنتِ عارفة بنتك.. بنت *** تموت فـ توليع الدنيا… 

نهضت روجيدا بـ صمت ثم قالت وهي تتجه بعيدً عنه

-أما نشوف… 

مسح على وجههِ بـ عُنف أقصى ما يُقلقه حاليًا هو هدوءها.. حك ذقنه عدة مرات وقال بـ وجوم

-حسابك معايا يا جُلنار الكلب… 

***********************************

في صباح اليوم التالي

صفق باب السيارة بـ قوة وهو يترجل منها.. اليوم ولأول مرة تتركه روجيدا يتناول إفطاره بـ مفردهِ بل ولا تهتم بـ تحضير ثيابه وعطره.. تأفف بـ داخلهِ وهو يلعن جُلنار حتى تلك هربت من الصباح الباكر حتى لا يراها

وصل إلى غُرفة مكتبه ليجد روجيدا جالسة بـ أناقة تنظر إليه بـ تحدي أن يجرؤ على الحديث.. ولكن غضبه وغيظه قد إشتعل ليقترب منها مُتساءلًا بـ حدة

-بتعملي إيه هنا! 
-ردت روجيدا بـ هدوء:جاية أقعد معاك فـ شُغلك يا حبيبي.. مش من حقي ولا إيه! 
-روجيدا متستفزنيش.. عندي معاد مهم مع عميل دلوقتي
-رفعت حاجبها الأنيق وقالت:عميل ولا عميلة!... 

إشتعلت عيناه بـ جنون وكاد أن يرد ولكن طرقات على الباب وبعدها دلوف السكرتيرة تُخبره أن من ينتظره قد وصل

نظرت إليه روجيدا مُبتسمة بـ تحدي لينتهد قائلًا بـ خفوت شرس دون أن تسمعه سكرتيرته

-روجيدا فيه راجل هيدخل دلوقتي.. يلا أمشي من هنا عشان مصورش قتيل دلوقتي
-وماله يا حبيبي.. متخافش مش هفتح بوئي لحد أما أشوف الست اللي معجبة بـ جوزي
-هدر بـ همس:الصبر يارب… 

كانت عيناها بـ بساطة تُخبره أنها لن ترحل من هُنا حتى ترى ما أتت لأجله.. لذلك تنهد بـ غضب ناري، أسود تعلم تمامًا أنه ينبع من غيرتهِ التي لا تقل أبدًا ثم جأر بـ شراسة أرعبت المسكينة

-دخليه… 

بعد عدة دقائق دلف ذلك العميل.. مصري الجنسية مُقيم بـ الإمارات العربية.. يظهر عليه الجاه والمال.. وإبتسامة سمجة إرتسمت على وجههِ ما أن أبصر روجيدا فـ جعل من جاسر وحشٍ كاسر يزأر بـ صوتٍ الجهوري المُرعب

-إتفضل إترزع على الكرسي.. خلينا نخلص من الإجتماع الإسود دا… 

نظر إليه العميل بـ تعجب ثم ما لبث أن قال بـ إبتسامة وهو يعود بـ نظرهِ إلى روجيدا

-ليش صوتك عالي يا جاسر باشا.. روق… 

توحشت عيناه بـ بدائية ثم جذب روجيدا خلفه بـ شراسة يُخفيها عن مجال رؤية من سيقتله الآن دون آدنى شك وهدر بـ صوتٍ غليظ

-أنا رايق جدًا.. تحب تشوف!... 

ضحكت روجيدا بـ خفوت.. حقيقةً لم تكن تنوي القدوم ولكن جُلنار قالت لها أن تلك السيدة ستأتي اليوم وعليها أن تحتضر الحفلة من بدايتها لذلك. هي هُنا

سمعت صوت جاسر يقول بـ شر

-روحي إقعدي هناك. يا روجيدا عما أخلص الإجتماع
-إلا أنها قالت بـ بساطة:أنا مرتاحة فـ مكاني اللي كنت قاعدة فيه… 

و بـ الفعل جلست ليقبض جاسر على يده بـ قوة إبيضت لها مفاضله خاصةً وهو يرى ذلك اللزج يُسارع بـ الجلوس أمامها.. لتخرج زمجرة عنيفة من بين شفتيهِ ثم توجه جالسًا مكانه

صر جاسر على أسنانه وهو يرى روجيدا تجلس بـ كل هدوء أمامه وأمام شريكه الجديد..الغبية تُصدق كل ما تتفوه بهِ الملعونة جُلنار

والآخر نظراتهِ تكاد تخترق روجيدا..لم يرى أُنثى بـ جمالها ورُقيها بل ورزانتها الظاهرة العيان..لذلك وبـ دون إهتمام لذلك الوحش الكاسر الذي أمام أردف بـ سماجة

-أحب أتشرف بـ معرفتك يا هانم… 

إبتسمت روجيدا بـ تحدي لجاسر ثم أردفت بـ نبرة تعلم مدى الغضب الذي سيشتعل بـ عينيهِ لما بها من رقة 

-روجيدا التُهامي… 

تعمدت أن تقول كنية عائلتها وليس هو فـ إزداد لهيب عيناه..كـ قرصي شمس مُتوهج ولكنه يحرق..لينهض الآخر ثم قال

-إتشرفت بيكِ..وأنا چاب الله
-همس جاسر بـ إشتعال:يا أخي أخدك الله وريحنا منك… 

إلتقطت أُذني روجيدا همسته لتكتم إبتسامة كانت على وشك الإنفلات ولكنها تحولت إلى هلع وهي ترى كفها يُسحب ليضع چاب الله قُبلة تليق بها

ولكن قبل أن يصل كانت عُنقه أسيرة قبضة جاسر والذي جذبه بـ شراسة فوق المكتب فـ سقط ما عليه محدثًا دويًا عال ثم همس بـ فحيح أفعى مُرعب

-أنت محدش قالك أنه ممنوع تلمس حاجة جاسر الصياد… 

إتسعت عيني چاب الله بـ هلع ولم يستطع الرد..فـ تزداد قبضة جاسر شراسة على عُنقهِ حتى إستحال لون الآخر إلى الأزرق علامةً على عدم وصول الأُكسجين

شهقت روجيدا ونهضت تُخلص چاب الله من قبضته صارخة بـ رُعبٍ حقيقي

-جاسر الراجل هيموت فـ إيدك… 

نظر إليها بـ عينين مُظلمتين كـ ظلام ليلٍ دامس..ثم ترك الآخر بـ بُطء وهدر بـ صوتٍ جعل چاب الله ينتفض ساقطًا فوق الأرض الصلبة

-يا ويلك وسواد ليلك لو شُوفتك مرة تانية…

ولم يحتج للحديث مرتين بل نهض مُسرعًا يتعثر حتى وصل إلى الباب ثم فر هاربًا

إبتلعت روجيدا ريقها بـ صعوبة بالغة وهي ترى نظراته تتحول إليها بـ عُنف مُفاجئ..فـ علمت أنه "أتاك الموت يا تارك الصلاة" 

تراجعت بـ رُعب وهو يتقدم منها وعيناه تنطقان بما ينتوي همست بعدها بـ تلعثم وهي تنظر خلفها بـ توتر

-جاسر إعقل… 

لم يرد عليها بل ظل يقترب حتى حاصرها بينه وبين الحائط دون أن يلمسها.. وحين حاولت الهرب إعتقل خصرها ثم أعادها أمامه وعيناه مسودتان بـ غضب بـ لهيب الجحيم 

إقتربت بـ رأسهِ منها وهمس بـ هسيس أسرى الرُعب بـ جسدها

-كام مرة حذرتك من غيرتي يا روجيدا!.. هم!... 

حاولت أن ترد ولكن لم تستطع ليتولى هو الرد قائلًا بـ نبرةٍ تُنذر بـ عواقب وخيمة

-من ساعة أما إتجوزتك تقريبًا وأنا مبعملش حاجة غير إني بحذرك.. مش كدا ولا إيه!... 

أومأت بـ خوف ليضرب الحائط خلفها فـ أغمضت عيناها بـ هلع وهو يهدر بـ صوتٍ جهوري غليظ

-ولما هو كدا!!.. بتستفزيني ليه؟! 
-أجابت بـ قنوط وهي ترتعش:عشان غيرت عليك يا جاسر… 

أخفى إبتسامة كادت أن تُعلن عصيانها وتخرج إلا أنه أحجمها وقال بـ غضب

-بتشكِ فيا!... 

حينها رفعت فيروزها اللامع ثم قالت مُقتبسة عبارته وهي تبتسم مُتناسية خوفها لتأكدها أن جاسر لن يؤذيها

-أنا مش بشك فيك.. أنا مش بثق فـ الناس اللي حواليك.. دا أنا أشك فـ نفسي ولا أشك فيك لحظة يا أحلى قدر… 

تأوة جاسر بـ زمجرة وعيناه تحكيان عن إشتعال خطوة قادمة تعلم أنها ستنتهي بـ فضيحة كـ العادة ولكن قبل أن تمنعه كان قد فعل

هبط بـ وجههِ سريعًا إليها يقتنص من شفتيها حقه.. حقه الذي لن يمل من إسدرداته أبدًا.. ويديه تتجه إلى أزرار ثوبها الوردي والذي أقسم ألا ترتديه يومًا فـ قرر في التو تمزيقه

إنفصلا عن العالم في لحظات من الشغف وكأنها مُراهقين لم يتخطا حاجز العشرين.. حتى قاطعها صوت طرقات فـ حاولت روجيدا الإبتعاد لاهثة 

-جاسر.. الباب
-همس بـ حرارة وهو يُقبل عنقها:يولع الباب على صاحب الشركة… 

ضحكت وكادت أن تعترض ولكن يده تتجرأ وفمه يُسكتها حتى قررت إبعاده وهي تدفع صدره قائلة بـ شفتين متورمتين من أثر هجومه الشرس عليها

-يا جاسر حد يدخل ويشوفنا كدا.. عيب يشوفوا مديرهم كدا
-همس بـ غيظٍ ولا يزال يلهث بـ إنفعال:هُما عارفين إن مُديرهم هلاس… 

ضحكت وهي تدفعه ليتأفف بـ ضيق دون أن  يعدّل ثيابه ليُكمل ما توقف عنده وقال بـ غضب

-إتفضل قول اللي عاوزه من بره
-أتاه صوت السكرتيرة المُتعجب:الوفد وصل يا فندم والإجتماع هيبدأ مستنين حضرتك
-أتاها الرد سريعًا:أجلي الزفت ساعتين.. عندي إجتماع أهم دلوقتي… 

ضحكت روجيدا وهي تُعدل من ثيابها إلا أنه أمسك يدها ثم قال بـ عبث

-بتعملي إيه!.. لأ إحنا في خطتنا لزيادة إمبراطرويتنا فرد…

تعليقات



×