رواية ظلم بلا حدود الفصل العاشر
فتحت مريم عنيها على اد ماقدرت وشافت خيال الاتنين
ستات اللى كانو بيتكلمو
الاولى :يعينى ايه عمل فيها كده المسكينه دى
التانيه :والله يختى الدنيا مليانه بلاوى شفتى البنت التانيه
اللى جت من يومين وشها متشوه برضو
الاولى :انهى دى
التانيه :يابت اللى جوزها رماها بميه النار فوشها عشان طلقها
وكانت هتتجوز غيره
الاولى اه يعينى اللى لقيناها الصبح قطعه عروق ايدها وميته
مستحملتش الوجع ياحبه عينى
التانيه :بس ارتاحت يعنى هى كانت هتعيش ازاى كده ومين
يقدر يبص فوشها
الاولى :طب اللى زى دى طليقها اتسجن وهى مقطوعه من شجره ومحدش هيستلمها
التانيه :طب وهتعمل ايه المستشفى فيها
الاولى :ابدا هتدفنها بمعرفتها
التانيه :انا والله مبقتش قادره اشتغل فى القسم ده خلاص
انا قلبى بيوجعنى على الناس دى وخصوصا الاطفال
والالم اللى بيتألموه نفسيتى تعبت والله
الاولى :ومين سمعك وانا زيك وربنا العالم بس اكل العيش
هنعمل ايه
التانيه : طب يلا هنروح نخلص العنبر التانى بتاع الاطفال
هيخرجو خلاص بس مريم ندهت
استنو
الاتنين بصولها :نعم ياحبيبتى عاوزه حاجه نناولك حاجه
مريم :بتتكلم بصعوبه اه عاوزه اتكلم معاكم شويه بس
اقفلو الباب وتعالو
مريم حكت لهم حكايتها كلها وهما اتأثرو جدا وبكيو كتير
من الظلم اللى شافته وحسبنو فى حماتها وسلفتها
وجوزها الندل كمان
مريم :انا دلوقتى زى منتو شايفين محدش هيبص فوشى
جوزى رمانى
مرات اخويا مش هتستحملنى واخويا مش هيسيبنى
بس بيته هيتخرب بسببى
الاولى :ياعينى عليكى ياختى طب وهتعملى ايه
مريم :انا واقعه فعرضكم انتو بس اللى تقدرو تساعدونى
الاتنين بصو لبعض وف نفس واحد ازاى
مريم بتبلع ريقها بصعوبه اقولكم ازاى
انا همشى من هنا وانتو تقولو انى مت انتحرت وتدو جثه
البنت اللى عندكم لاخويا وانتو بتقولو انها متكفنه
وميته الصبح ومشوهه زيى فوشها يعنى حتى لو حد كشف
وشها مش هيعرفها
واهو نبقا اكرمناها ودفناها وكل الاطراف هترتاح
الاتنين بصو لبعض وسكتو
مريم :انا عارفه انه طلب صعب شويه بس فكرو فيه هتلقوه
فيه ثواب كبير جدا
التانيه :طب وليه لا اصل صحيح هتروحى فين ياعينى
اذا كان لما كنتى كويسه مكنش حد مستحملك هيستحملوكى
دلوقتى بصى انا مليش دعوه بحد بس انا هساعدك
مريم بصت للست التانيه :ايه هى احسن منى يعنى وانا هساعدك
وربنا معانا وربنا على الظالم
مريم :طب يلا اخويا ممكن يدخل فى اى وقت
الستات فتحو الباب وخرجو السرير لاوضه النباتشيه
وجابو سرير فاضى ويدوب هيقفلو الباب بيلفو لقو ابراهيم
فوشهم
ابراهيم بيبص من وسطهم ملقاش اخته ولقى السرير فاضى
قلبه اتقبض
ابراهيم :ههههيا اختى فين
الاولى :هى المريضه اللى هنا تبقا اختك معلش يابنى مستحملتش الالم ولقناها الصبح قاطعه شريان اديها
البقاء لله ياحبيبى ربنا يصبر قلبك
الستات قالو لابراهيم كده ونزلو جرى على التلاجه عشان
يفهمو الراجل اللى شغال هناك ويبقا اخو وحده فيهم
واترجوه لغايه موافق انه هيغير اسمها فى الورق ويسلمها
لابراهيم
ابراهيم :اول ماسمع الخبر فضل يصرخ زى المجنون بعلو صوته
لا يامريم متسيبينيش انا مليش غيرك استنى قوليلى الاول
مين عمل فيكى كده انا كنت هجبلك حقك استنى يامريم
ااااااه مريييييام
صوت ابراهيم كان واصل لغايه مريم اللى قلبها بيتعصر على
اخوها ودموع نزلت من عنيها المتها جدا ومش قادره تمسحها
ولا قادره تستحملها كأنها جمرات نار بتنزل على وشها
مريم :سامحنى يابراهيم سامحنى ياخويا هتحزن شويه
وبعدين هتنسانى كان نفسى اوصيك على ابنى علي
واقولك تاخد بالك منه وبكت جامد ودموعها بتخونها غصب
عنها وتنزل تكوى على خدودها
تم الموضوع وابراهيم اخد الجثه ودفنها على انها مريم
ومحدش من اهل جوزها حضر الجنازه ولا العزا
ولا حتى جوزها
ابراهيم حالته بقت صعبه جدا من حزنه على مريم ومراته
مكنتش قادره تطلعه من الحاله دى
عدى شهر على وفاه مريم وابراهيم قاعد فى البيت مش
قادر ينزل الشغل
ساره :مش كفايه بقا يابراهيم انا عارفه ان حزنك على مريم
كبير اووى وانه مش بالساهل عليك فراقها لكن انتا ارزقى
يعنى مكسب يوم بيوم واحنا تقريبا صرفنا كل اللى حيلتنا
على مصاريف الدفنه والاكل والشرب
ابراهيم بصلها وسكت
فى الوقت ده مريم مشيت ودخلت مستشفى تانيه باسم جديد وكملت علاجها واتكتب لها على خروج بس مكانتش
عارفه تروح فين ولا تعمل ايه
مريم راحت المستشفى القديمه اللى كانت فيها الاول وكانت
مغطيه وشها
مريم قابلت ست من الاتنين اللى ساعدوها واول ماشافتها
عرفتها علطول ورحبت بيها
مريم :بصى انا عارفه انك انتى وصحبتك عملتو معايا كتير
اوى بس كنت عايزه منكم خدمه اخيره لو فيها تقاله
الست :ولا تقاله ولا حاجه اؤمرينى لو فأيدى متأخرش
مريم :عايزه شغلانه هنا اى شغلانه معاكم ربنا يخليكى
اكل منها عيش
الست بعد تفكير شويه بصى يامريم انا كنت بفكر اسيب
القسم ده ولقيت مكان ليا فى قسم الولاده وهتنقل من
الاسبوع الجاى
انا هكلم المدير يحطك مكانى بس انتى معاكى ورق عشان
تتعينى بيه
مريم :انا معييش ولا اى ورق
الست :طب بس كده انتى هتشتغلى نظام حسنيات
مريم :يعنى ايه
الست :يعنى هتاخدى مرتب بسيط اوى اوى وهتعتمدى على
الاكراميه بتاعت العيانين
بس قسم الحروق دول كلهم غلابه ومحلتهمش حاجه
دول بيبقو عاوزين اللى يديهم
مريم :مش مهم اهى شغلانه وخلاص الاقى بس لقمتى
ومكان اقعد فيه انتى عارفه انى مليش مكان
مريم اشتغلت فعلا فى المستشفى وفضلت شغاله سنه
كانت بتمسح وتنضف وتجيب طلبات من تحت للمرضى
وجابت غلايه وسكر وشاى وبقت تعمل شاى للدكاتره
والناس فى القسم
مريم كانت شاطره جدا ونضيفه ولبست نقاب عشان محدش
يشوف وشها
مريم كسبت حب كل العاملين فى القسم والدكاتره بأدبها
ولطفها وزوقها
مريم كانت بتقعد فى المستشفى ليل ونهار فى غرفه صغيره
تحت السلم كانت من وقت للتانى تروح الحاره عشان تلمح
ابنها من بعيد وهو بيلعب تحت البيت من بعيد مع العيال
كانت بتتمنى تجرى عليه وتحضنه بس مكانتش بتقدر
كانت تروح تعدى من قدام الورشه عشان تشوف ابراهيم
لكن مكنتش بتلقاه وعرفت بعد كده انه ساب الورشه
عشان مقدرش يقعد فى مكان واحد مع حسن
مريم كانت بتعمل فلوس لكن مكنتش بتصرف منهم ولا قرش
وكانت عايشه على جرايه المستشفى واللى بيدوهولها
المرضى من الاكل اللى بيفضل منهم
عدت سنه وابنها بقا عنده ٤ سنين ودخل حضانه وبكده مريم
كانت بتقدر تشوفو كل يوم وهو خارج من الحضانه وتملى
عينها منه قبل مايروح
فى يوم على كان خارج جرى من باب المدرسه واتنين ولاد
واحد فى سنه وواحد اكبر منه بيجرو وراه ومسكوه ونزلو
فيه ضرب مريم مستحملتش
جريت على علي وحاشته من العيال وخدته فى حضنها
وفضلت تشم ريحته والعيال خافو منها وجريو
مريم :ايه ياقلبى بيضربوك ليه عملتلهم ايه
على وهو بيعيط :انا مس عملت حاكه هما كل يوم يضربونى
ولاد عمى حازم بيسلتوهم عليا هما يتربونى فى البيت
والحيال يتلبونى هنا
مريم قلبها اتوجع اوى على حال ابنها
طب ياحبيبى متقول لبابا عليهم
على :ملات حمى بتضربنى لو حكيت لبابا حاكه وتقولى مس
تدينى مصروف
مريم دمعت على حال ابنها اللى عايش فى ظلم وهو فى السن ده
العيال لما جريو راحو قالو لمديره المدرسه فيه ست منقبه
هتاخد على من بره المدرسه
المديره طلعت تجرى هى وعمال النظافه بتوع المدرسه
طلعت لقتها حاضنه على
المديره :استنى عندك امسكوها حد يطلب البوليص بسرعه
مريم خافت وجريت بس الفراشين مسكوها والمديره مسكت
التليفون تطلب البوليص