رواية زهرة الجزء الثاني (ملحمة العشق والعذاب) الفصل العاشر 10 بقلم رانيا عثمان البستاني

رواية زهرة الجزء الثاني (ملحمة العشق والعذاب) الفصل العاشر بقلم رانيا عثمان البستاني 


إنهم يكسرون قلبي يا أمي 
كل يوم تزداد قسوتهم عن اليوم الذي قبله ، كلما أشعر أن قلبي سيتحسن ببطيء يقولون أكاذيب تسحقني أكثر 
جراحي تأن يا أمي 
أشتاق إلى طفولتي البريئة ولكن طريقي إليها مسدود ولا أستطيع المضي قدما يا أمي ، لماذا تركتني وحيدة .
لا أرغب في الإستسلام وأقاوم بكل قوتي الإنهيار وأحارب وأجاذف بنفسي ولكن أشعر أن هناك جانب مني قد إنهزم منذ وقت طويل .
أعبائي كثيرة ليتك هنا يا أمي فليس لدي القوة أحتاج إلى الإرتماء في أحضانك وتداعبي شعري كالسابق لتنزاح همومي التي مثل الجبال ، إن سألتني عن حالي سأسألك هل معكي دواءً لي ، هل تبقى من جراحك وألمك طاقة لأضع رأسي فوق قدميكي وتزيلي آلامي لربما أتحسن وأهرب من الظلام ، فأنا حبيسة مُقيدة بين جدران تُطبق على صدري لتقطع أنفاسي ، لا أعرف أين فرحتي في هذه الحياة بعد أن بقيت دون نافذة أرى منها النور وتتسلل الشمس منها تدفيء داخلي .
كلما أفكر أشعر أن هُناك ما يحرق حلقي ، هل تعلمين أنا أنتظر الموت ليأخذني لربما حينها أشعر بالخلاص .
أحترق يا أمي ، تشتعل النيران بداخلي عندما أنظر إلى عينيه بعمق ، عٓلٓقت حبه كالأغلال فوق رقبتي تُحرقني ولكن أشعر أني أشتاق إليه أكثر وكأن هذه القيود ماهي إلا زهور .
إبتسامته لي تكفيني لتنير ظلام الغابات من حولي ، أضاف إلى عمري عمراً آخر نسمات عطره تنعش أنفاسي ولكني ما زالت أحترق .

لا تعلم كيف وصلت بهذه السرعة إلى المشفى بعد أن تلقت إتصالا من أحد أطباء الإمتياز يخبرها بوجوده في غرفة الطواريء .
كانت كعادتها مؤخرا هاربة من واقعها الأليم بالنوم ، في باديء الأمر عندما أتاها الإتصال كانت سترفض المكالمة لأنها في أجازة ولكن ما إن إستمعت لحديث الطبيب المتدرب وقفت سريعاً لتلبية نداء المهنة والإنسانية بالرغم من ألمها ولكن عندما عرفت بهوية المريض شعرت بأن قلبها على وشك التوقف .
_دكتورة حور أنا آسف عارف إن حضرتك في أجازة ، لكن في مريض جه حالته حرجة جدا وإحتمال كبير يحتاج لجراحة وحضرتك أقرب متخصص جراحة نقدر نوصله .
_جهزوا اللازم وأنا هجهز بسرعة وأجي .
_كل حاجة جهزت دكتور عبد الرحمن جهز كل حاجة بنفسه تقريبا المريض ابن عمه .
توقف بها الزمن للحظات وتساءلت بنبرة مهتزة :
_ إسمه إيه ؟
_ أدهم ... إسمه أدهم .
..........
وهاهي أخيرا تصل إلى ممر غرفة الطواريء بعد أن شعرت أن الطريق كان كالجمر ، وما إن رأتها الأعين حتى تفاجؤا جميعا .
بالنسبة إلى حور المواجهة كانت أصعب من الإحتمال ولكن عليها ذلك من أجله ، عليها الآن أن تتخطى جميع أفراد عائلتها الذين يناظرونها نظرات قاتلة ولكن هي الآن سترتدي عباءة الطبيبة ولتتركهم وشأنهم .
_جاية هنا تعملي إيه ؟ مش كفاية إنتي السبب في كل حاجة ، دمرتينا كلنا ، بعد ما فتحنالك بيتنا وحبيناكي ضربتينا في ضهرنا ، أدهم بيموت بسببك ، لو أخويا جراله حاجة هموتك بإيدي .
إقترب مازن من ندى وأمسك ذراعيها بقوة متحدثا :
_ مش عاوز أسمع صوتك يا ندى وإلا أقسم بالله هتشوفي مني تصرف عمرك ما كنتي تتخيلي تشوفيه .
_ ندى معاها حق هي آخر واحدة المفروض تكون موجودة هنا ، أدهم يا حبيب أمه عمل كتير علشانها ، سامحها في كل غلط تعمله ووقف في ضهرها وفي الآخر هي طعنته في ضهره .
_فيروز إسكتي .
_ لا مش هسكت يا وليد ، إنت مش قادر تشوف وشها الحقيقي علشان بنت زهرة ، لكن زهرة كانت حاجة ودي حاجة تانية ، حور عبارة عن حية دخلت بينا علشان تهد حياتنا .
_دكتورة حور كويس إنك وصلتي المريض حالته متأخرة والدكتور عبد الرحمن بينعشه .
شهقات وصرخات من نساء وفتيات العائلة وسقطت سمية فاقدة للوعي بعد إستماعهم لحديث ذلك الطبيب حديث السن لتقترب منه حور متحدثة بغضب :
_ لما تيجي تتكلم عن مريض مع زميل يبقى بعيد عن أهله يا دكتور .
أنهت حديثها ليقف هو ناظرا لهم بآسف مردفا :
_ أنا بعتذر يا جماعة ، أنا بس إطمنت إن الدكتورة حور وصلت لأن تقريباً حياة الأستاذ أدهم متوقفة عليها من بعد ربنا .
رحل من أمامهم ليتمتم جاسر بألم :
_فعلا حياته متوقفة عليها بعد ربنا .
نظر إلى مازن الذي إمتلأت عيناه بالدموع وظهر الألم واليأس على محياه .
دلفت حور إلى الغرفة لتراه ممدا فوق الفراش فاقدا للوعي وعبد الرحمن إنتهى من إنعاش قلبه ،
فإقتربت منه تسأله ببعض العملية التي إصنعتها :
_ الحالة إيه يا دكتور ؟
تفاجأ عبد الرحمن من وجودها وصُدم للحظات ولكنه أيقن أنها هنا كطبيبة لذا باشر حديثه بعملية :
_ غيبوبة سكر مفاجأة .
برقت عينيها بصدمة .. أين ومتى أصيب بمرض السكر .
تجاوز عبد الرحمن صدمتها رغم أنه يشعر بالشفقة والألم من أجلها وإسترسل :
_الكلى عنده شبه إدمرت ، الأوعية الدموية ونظام الترشيح تُليفوا ، الضغط عنده عالي جدا ، نبض قلبه كان ضعيف أنعشته في الطريق ، ولكن من شوية قلبه وقف لثواني ورجع ينبض بعد الإنعاش .
نظرت له حور بتشتت وجدته أشبه بالأموات ، لم تستطع السيطرة على دموعها فسقطت دون دراية أو إرادة منها .
إقترب منها شقيقها يحادثها بحنان وعتاب خفي :
_ لازم تبقي قوية ، أنتي أمله دلوقتي في الحياة ، أنا مش عارف أنتي عملتي كده ليه ضيعتي نفسك وضيعتيه .
ما إن أنهى حديثه حتى سمعوا صوت إنذار من الجهاز الموصول بقلبه .
.......
مرت عدة ساعات كانت كفيلة بجعل قلوبهم هشة ، أعين الجميع حمراء من البكاء ، الخوف يسيطر على أرواحهم .
وقفوا وإتجهوا لها عندما وجدوها خرجت أخيرا من غرفة العمليات .
كانت نظراتهم مختلفة الآن ، جميعهم خائفين منتظرين كلمة واحدة منها تُهدأ من روعهم ، ولكن من سيُهدأ من روعها هي ، كان أول لقاء بينهم في غرفة العمليات فهل سيكون آخر لقاء بينهم أيضا ذات المكان .
_إبني ..إبني حصله إيه ؟
نظرت حور لسمية بشفقة متحدثة بإرهاق قد حاصر أنفاسها :
_ أنعشنا قلبه وعملنا عملية لتسليك الشرايين المسدودة ، هو دلوقتي في العناية المركزة ، ومجرد ما تطلع نتيجة التحاليل بتاعتكم ونلاقي كِلية مطابقة ليه هنبدأ في إجراءات النقل .
رحلت من أمامهم بضعف ليلحق بها جاسر مناديا إياها لتنظر إليه بإستفهام ليتساءل بتردد :
_حور ..إنتي كويسة ؟ 
أماءت له بضعف مع إبتسامة باهتة ورحلت دون حديث ، بينما هو جلس فوق المقعد وأخذ يتذكر ما حدث منذ تلك الدعوة المشؤمة .
..............
كان الجميع قد إستمع لإتهام أدهم وعبد الرحمن لها بمحاولة قتل حمدي ، يعلمون أنها تكرهه ربما لا يعرفون السبب ولكن هل كرهها له يصل للحد الذي يجعلها تقتله .
عاد حمدي إلى المنزل بعد أن تم إسعافه بعدة ساعات ، كما عاد أدهم لشقته ليجدها تقوم بتحضير طعام العشاء .
رغم ما يحمله في قلبه من غضب إلا أنه ذهب وإحتضنها بقوة ، شعرت بأنه يعتذر عما بدر منه ببعض الندم لتسأله:
_ هتتعشى معايا ولا هتخاف أكون حطالك سِم في الأكل .
شعر بها تعاتبه ، يعلم أنها إن كانت الفاعلة ستعترف دون خوف ، ولكنه يخشى عليها والأدهى أنه يخشى فقدانها ، غمغم من بين حنايا عنقها مردفا :
_لو شوفتك بعيني بتحطي سِم في الأكل هاكله وأنا فرحان إنه من إيديكي .
خفق قلبها وشعرت أنه سيُقتٓلع من بين ضلوعها ولكن عندما نظر لها وجد عيناها تلومه فجذبها إليه يبثها آسفه وإشتياقه .
......
واقفا أمام النافذة لا يصدق ما سمعه أليس هناك أحد لم يؤذيه أبيه ، كم أن هذا ثقيل على قلبه .
للحظة شعرت بالندم عندما أخبرته بحقيقة الأمر وأنها واجهت تلك الخادمة وإعترفت لها بالحقيقة ، لم تكن تريد كشف سترها ولكن تحتاج لمساعدته ليستطيعا مساعدة تلك الشابة وأخيها 
إقتربت منه وإحتضنت ظهره متحدثة بهدوء :
_ هتعمل إيه ؟
_ في واحد كان بيشتغل في الأرض وتعب والدكتور نصحه يغير شغله ، هشوفله شغل تاني في بلد تانية وهشتريله بيت وأأمنله مستقبله ، هو شاب يتيم مالوش حد هنا ، وهطلب منه يتجوزها ويستر عليها حتى لو لمدة سنة واحدة قدام الناس ، وهي هعملها حساب في البنك لكن مقدرش أمنعها تيجي البيت لأن كده هسيب مجال للشك وخصوصا إن هي من صغرها في البيت مع أمها وبعد ما أمها كبرت وتعبت بقت هي إل تيجي تساعدهم ، لكن كل إل أقدر أعمله إني أخليها تيجي تلت أربع أيام كل شهر وأخوها هحجزله في مستشفى خاصة بحالته وهتكفل بكل مصاريف علاجه .
شددت من إحتضانه وكأنها بذلك تعبر له عن مدى إرتياحهها .
..............
بعد شهر من تلك الحادثة 
كانت الحياة تسير بروتينها المعتاد ، إقترب موعد الزفاف وكل ثنائي متحمس .
_مريم ، أنتي فين يا مريم .
تركت تلك السيدة الأنيقة صندوق مجوهراتها متأففة وخرجت من الغرفة تهتف هي الأخرى:
_ في إيه يا أشرف ، عمال تنده هكون فين سافرت مثلا .
نظر لها زوجها بضجر وأردف دون إهتمام لحنقها :
_ولادك فين يا هانم ؟
قطبت حاجبيها بتعجب ليسترسل :
_ طبعا متعرفيش عنهم حاجة ، قولتلك مليون مرة هما أه كبروا وبقوا شباب لكن لازم تتابعيهم في غيابي ، بس هقول لمين ، أنتي كل إل يهمك شكلك وصيغتك .
أنهى حديثه بنظرات غضب دفعتها لتنفعل قائلة :
_ في إيه بالظبط ، هو أنا همضيهم حضور وإنصراف دول رجالة  ، تفتكر لو قولتلهم متخرجوش هيسمعوا الكلام وإفترضنا سمعوا كلامي هيعجبك إن شخصياتهم تبقى ضعيفة .
_مش أحسن لما يبقوا رد سجون .
قال جملته بغضب يوازي صدمتها ، لتبتلع ما في جوفها بإرتياب وتساءلت :
_ ياعني إيه يبقوا رد سجون ، إنت تقصد إيه ؟
_أحمد كلمني وقالي إنه قبض عليهم وسط شوية عيال بيشربوا مخدرات ، والعيال دي كان رايح يقبض عليهم أصلا بسبب جريمة سرقة ، شوفتي بقى إهمالك هيوصلهم لإيه .
لم تعد تحتمل هذا الأمر كلما أخطأ أحدهم أو كلاهما يُلقي بالذنب فوق أكتافها ، ولكن لن تصمت تلك المرة فتحدثت بعصبية مفرطة:
_ إهمالي أنا .. أنا مبعملش حاجة في حياتي غير إني بتابعهم ، هو مين المفروض يهتم بيهم في السن ده مش أنت أبوهم رجل زيك زيهم ، كام مرة قولتلك متشدش الحبل على الآخر وسيبهم يخرجوا حتى لو مرة يغلطوا ويتعلموا من غلطهم بدل ما في أول فرصة يقدروا يخلصوا من حصارك يغلطوا ويضيعوا مننا ، قولتلك صاحبهم شيل من جواهم رهبة تعاملهم معاك .
نظر لها بلوم وأردف :
_ أنا معنديش أغلى منهم في الدنيا دي ، خايف عليهم يضيعوا مني وأحس بعمري راح هدر ، قولت لو قربتي منهم حاجز أنهم بيخافوا مني مش موجود عندك وتقدري تعرفي عنهم كل حاجة.
جلس بإرهاق لتجلس بجانبه قائلة بألم :
_ هما فين دلوقتي ؟ ياعني هيحصل فيهم إيه ؟
........
في قسم الشرطة /
_طارق وطه أشرف الدمنهوري يدخلوا الحجز التاني .
نظر له العسكري بتعجب مردفا :
_ بس دول باين عليهم ولاد ناس ومحترمين يا فندم وملهمش في السكة الممسوكين فيها ، لو نزلوا الحجز ده هيتبهدلوا وسط المجرمين إل تحت.
_وهو ده المطلوب ، العيال دي علشان متغلطش تاني لازم تخاف ، هما فعلا ولاد ناس جدا ومتربيين أحسن تربية وتعليم كويس ، لو خافوا هيبعدوا عن أي سكة مش تمام .
رحل العسكري من أمامه ليجلس هو فوق مقعده يتابع عمله ليستمع لرنين هاتفه .
_إحنا متفقناش على كده يا أحمد ، أنا مقدرش أسيب أهلي وبلدي وأروح مكان تاني ، والشقة بعد ما جهزت أخيرا وبدأنا فرش عاوزنا نسيبها .
وصله صوتها الحانق ليردف بتفهم :
_ چوري أنا قولتلك إن ده غصب عني ، إسمي نزل في حركة التنقلات ، أعمل إيه؟ وبعدين هنسيب الشقة زي ما هي ونشوف مكان نعيش فيه .
_وأنا أبهدل نفسي ليه ؟ أروح أعيش في مكان معرفش حد فيه ليه وأسيب بلدي وأهلي وناسي ، يا أحمد إنت لازم تتصرف حتى لو وصلت إنك تقدم إستقالتك .
وقف في مكانه كمن لدغته أفعى وردد بذهول :
_ أقدم إستقالتي !!
ظهر الإرتباك عليها تعلم أنها تتخطى جميع الحدود ولكن لم يردعها هذا فأكدت :
_ أيوة يا أحمد ، أنا عارفة إنك بتحب شغلك جدا لكن أعتقد ياعني لو خيرتك بين شغلك وييني هتختارني ، ما هو مش معقول برده هترضى تبهدلني من بلد للتانية وميبقاش عندنا بيت نستقر فيه ، هنا أهلنا وكل معارفنا ، أنا عارفة والله إنك مضايق زيي ويمكن أكتر بس مافيش قدامنا حل غير إنك تستقيل وتشوفلك شغلانة تانية هنا .
ظل صامتا بضع دقائق ثم تحدث بصوت خاوي متألم :
_ لازم أحمد إل يضحي ، لازم أحمد هو إل يبذل مجهود ويطلع عينه لأن چورية كتير عليه هو ياعني كان يطول بنت الحسب والنسب تبقى مراته ، أحمد يستغنى عن حلم حياته وسنين عمره وشغفه الوحيد في الحياة علشان چوري إل كان فاهم إنها هتبقى كتف بكتفه وتساعده وتقف جمبه مش عاوزة تتحمل مسؤولية إنها تسيب بلدها وتعيش معاه مكان مايروح وتكتفي بيه عن الدنيا ومافيها زي ما هو مكتفي بيها  ، إقفلي يا چوري أنا ورايا شغل .
لم يمهلها فرصة وأغلق هو لتلقي هاتفها أرضا وتبكي بإنهيار .
كانت كلا من ندى وحور واقفتان عند باب الغرفة ، فقد جاءت حور وطلبت رؤية چورية لتصعد معها ندى لتتفاجأ إثنتيهم بحديثها .
دلفتا وأغلقتا الباب لتنتبه إليهم چورية فتحاول لملمت شتات أمرها .
_قوليلي يا چوري ليه مش عاوزة تسافري مع أحمد ؟ أنا حاسة إن في حاجة ورا الموضوع ده لأن ببساطة حبك لأحمد واثقة إنه يخليكي تروحي معاه ولو لآخر الدنيا .
إرتمت چورية بأحضانها مردفة ببكاء :
_ أعمل إيه يا حور بابا قالي لو أحمد إتنقل من هنا هينهي الجوازة دي .
نظرت لها ندى بتوتر لتردف حور بحنان :
_ تبقي عبيطة لو فكرتي إن أحمد ممكن بعد ما بقيتي ملكه يسيبك ، بعد ما إتعذب علشان يتجوزك يتخلى عنك بسهولة ، قومي بلاش دموع وتعب ، إغسلي وشك وكلميه صالحيه لأنه أكيد زعلان من الكلام إل قولتيه دلوقتي .
وقفت لتترك لها الغرفة فتذكرت ما جاءت من أجله لتفتح حقيبتها مخرجة علبة صغيرة من القطيفة وأعطتها إياها ، أخذتها چوري بتعجب ففتحتها لتتفاجأ بسلسال من الذهب على شكل فراشة غاية في الجمال .
_ دي هدية جوازك ، أحمد يمكن السنين فرقتنا لكن هيفضل أخويا ده غير إنك أخت أدهم ، ودي حاجة بسيطة تفتكريني بيها .
 وقفت چوري وإحتضنتها بمحبة مردفة :
_ جميل أوي يا حور ، بجد هتبقى أغلى هدية على قلبي . 
_ لأ ثانية واحدة كده ، هو أنا مش أخت أدهم أنا كمان ولا إيه ؟ 
نطقت بها ندى بتذمر لتضحك الفتاتان عليها فإقتربت منها حور وأمسكت بيديها مرددة :
_ هديتك محفوظة ، قبل ما أمشي من البيت النهاردة هقولك هي إيه ؟  بس قوليلي أخبار مازن معاكي إيه ؟
ظهر الحزن على وجهها وتحدثت بإستياء :
_ مازن متغير جدا ، تقريبا مش بنتكلم كلمتين على بعض ، دايما عصبي ، أنا مش عارفة هو ليه واخد الموضوع بحساسية كده ، ماهو ليه في البيت ده من حق عمتو .
_مازن رجل وإنتي لازم تفرحي بيه وتشجعيه إنه يبنيلكم كيان بعيد عن هنا طالما هو حابب ده ، مازن بجد قد المسؤلية وإلا كان قال وماله بيت وتجهيزات ببلاش ، لكن هو عاوز يبني بيته بنفسه وبتعبه ، عاوز يتعب في الفلوس إل هتعيشوا منها علشان يبقى لحياتكم طعم .
_ بس إحنا كده يا حور هنتأخر في الجواز لأن طبيعي هيتأجل علشان يقدر يجهز بيت .
تحدثت ندى بحزن لتردف حور ببعض المشاكسة :
_ قولي بقى إنك مستعجلة على الجواز ، أيوة بقى يا سلام على الحب وعمايله.
ضحكت چورية على تعبيرات وجه شقيقتها التي خجلت من حديث حور .
لتستكمل حور بجدية :
_ ولو قولتلك الجواز مش هيتأجل وهتفرحي وتجتمعوا إن شاء الله على خير تبطلي كآبة وتقومي تكلميه تقوليله كلمتين حلوين تهوني عليه التعب والمجهود .
نظرت لها بتساؤل لتضع حور إصبعها فوق ثغرها في إشارة منها أنها لن تتحدث أكثر وبالفعل تركتهم وخرجت من الغرفة .
...........
هبطت حور ودلفت غرفة المكتب دون أن تطرق الباب لتجده واقفا يتحدث في الهاتف وتلك الإبتسامة المقززة تعلوا وجهه وما إن رأها أغلق سريعا ناظرا لها بحدة لتردف هي ببرود:
_ أي أب بيدور على سعادة بنته لكن إنت بقى تعمل إيه ، تبذل كل مجهودك علشان تدمر حياتها وفرحتها .
_أنتي مابتزهقيش من الكلام ده ، أنا بدور على راحتهم وكل أب أدرى بسعادة بنته بس أنتي هتعرفي ده منين وأنتي مالكيش أب .
إنكمشت ضلوع قلبها بحزن ولكنها جابهته بقوة :
_ ويا ترى مين السبب في ده ، عموما أنا مش جاية أتكلم عن جرايمك ولا أقولك إنك السبب في كل حاجة ، أنا بس جاية أقولك إن أنا مش هسيبك تدمر فرحة أحمد ومازن هحميهم منك مهما كلفني الموضوع وهنشوف مين فينا هيفوز .
خرجت حور تاركة إياه يغلي من الغيظ فثقتها بنفسها وحديثها جعلاه يشعر بالرهبة من القادم .
...................
في الجامعة /
تجمع الكثير من الطُلاب يشاهدون ما يحدث بعيون مترقبة .
_أنت إنسان مهزأ وقليل الرباية ، لما تحاول تمسك إيدي ده معناه إنك مش رجل لأن لو كنت رجل بجد مكنتش تضايق في بنات الناس وتتحرش بيهم.
كانت تتحدث بقوة رغم الإرتجافة بداخلها ، فهي ما زالت تخشاه خصوصاً بعدما تجرأ على الإمساك بذراعها .
_أنتي يظهر إل نفسك يبقى بينا حاجة وإلا مش هترمي بلاكي عليا .
كان شاب مستهترا لم يلقى رفضها الحديث معه سوى إصرار منه على أن يكسر شوكتها بحسب ظنه .
_إتقي الله ، إحنا كنا ماشيين في آمان الله وإنت جيت تضايق فيها .
_وإنتي بقى المحامية بتاعتها .
_خلاص بقى يا جماعة الدكتور زمانه على وصول وممكن الموضوع يكبر 
أردف بها أحد زملاؤهم لتجيبه صارخة:
_ يكبر ..أنا أصلا هكبر الموضوع وهشتكي لعميد الكلية .
إلتفت بجسدها ناوية على تنفيذ ما قالته لتتفاجأ به يجذبها من ذراعها مرة أخرى.
ثوان وإحتدم الأمر بينهم عندما صفعته على وجهه بيدها الحرة كرد فعل على فعلته الدنيئة .
حاول زملائه جذبه بعيدا عنها ، فقد إحتقن وجهه وعلا صوته وأخذ يرمقها بشر ويهينها بألفاظ بذيئة وحاول صفعها ليجد يد قوية تمنعه .
........
هُناك حياه يحزن الإنسان أنه لم يعيشها، وهناك حياة أخرى يتمنى أنه لم يعيشها  ولكن لا نعلم حياتنا أيا منها . 
الآن فقط إرتاح قلبه ،شعر أن حياته إكتملت بخبر حمل زوجته .
كان يقود سيارته ليستمع لرنين هاتفه أمسكه ليجيب ولكن تعجب بعض الشيء عندما وجد المتصلة هي إبنة عمه وما إن ضغط على زر الإجابة حتى أتاه صوتها متغيثا:
_إلحقني يا صالح .
...................
فاقد الشيء لا يعطيه ، يا لها من جملة خاطئة لا تنطبق عليها بتاتا ، فبالرغم من أن حياتها مهددة بالإنهيار في أي وقت إلا أنها تحارب لكي لا تنهار حياة الآخرين .
لم ترغب في فعل هذا يوما ما ولكن ها هي تستعمل مقولة الغاية تبرر الوسيلة ، وهي غايتها نقية .
كانت تتحدث في الهاتف يبدو أنها تنهي الإتصال متممة عبارات الشكر والإمتنان .
إقترب منها مازن فهي قد هاتفته وطلبت منه لقائها بالحديقة ليجدها تبتسم براحة .
_إزيك يا حور أخبارك إيه ؟
_الحمد لله يا مازن ، أنت أخبارك إيه وتجهيزات الفرح وصلت لفين ؟
شعر ببعض الحرج ولكنه أردف :
_ الحمد لله ، الله المستعان .
تعرف يا مازن لما عمو وليد سلمنا أنا وعبد الرحمن ورثنا ، كان من ضمن الأملاك بيت هو يعتبر مساحته مش كبيرة وبعيد عن هنا يمكن نص ساعة بالعربية كان البيت ده شبه مهدود عاوز إعادة عمران ، أنا إخترت البيت ده يكون من نصيبي ، وطلبت من عمو أدهم يتولى مسؤولية ترميمه ، إمبارح بس شوفته تاني بقى حاجة تانية خالص ، مبنى جديد تشطيبات أحسن حاجة ناقصه بس الفرش .
كان يستمع لها دون أن يفهم ليتفاجأ بيدها تمتد بحلقة دائرية معلق بداخلها مجموعة من المفاتيح مسترسلة بهدوء :
_ دي مفاتيح البيت خدها .
قطب حاجبيه بتعجب وتساءل :
_ مش فاهم أخدها ليه ؟
ألقت بالمفاتيح ليضطر لإمساكها فتحدثت بإبتسامة :
_ البيت ده كان بإسم والدك كل ما يملك بيت قديم مهجور ميصلحش للحياة ، لما مقدرش يدفع مهر لما جه إتقدم لوالدتك بابا دفعله المهر من غير ما حد يعرف غير عمو وليد بعدين ووالدك كتب البيت ده بإسم بابا وقاله لما ربنا يفتحها عليا هاجي أشتريه منك لأن ده بيت أبويا ويعز عليا  ، الكلام ده حكاهولنا عمو وليد لما كان بيشرحلنا كل حاجة تخص الميراث ، ورغم السنين بابا حافظ على البيت لأنه كان حابب إن والدك يسترده ، لما بابا مات عمو وليد مقدرش يرجعله البيت أو حتى ليك لأنه بقى ورث لينا ، وأنا إخترت البيت ده علشان أجهزه وأهديهولك لأنه من حقك بيت والدك وقبله جدك وبابا كان محافظ عليه علشان ميجرحش والدك لكن كان بيعتبره أمانة ، وأنا دلوقتي برد الأمانة لأصحابها .
تأثر مازن بما سمعه وأردف بصوت عميق :
_ قد إيه إنتي إنسانة قلبك كبير ونضيف ، أشكرك من كل قلبي ، لكن أنا بعتذر مقدرش أقبله ، ده حقك أنتي مش حقي .
إبتسمت له بحنان أخوي قائلة :
_البيت إتسجل بإسمك خلاص والأمانة رجعت لأصحابها ، والبناية والتشطيب هدية مني أنا وعبد الرحمن وأدهم ياعني من أخواتك بمعنى تاني مافيش قدامك فرصة للرفض ، ولا إيه ؟
أنهت حديثها ناظرة خلفه فوجد أدهم يضع كفه فوق كتفه مردفا :
_ يالا يا مازن خد مراتك وروحوا شوفوا البيت وإنزلوا شوفوا الفرش .
إرتمى مازن في أحضان أدهم ولم يستطع السيطرة على دموعه ولم يقدر على الحديث .
إبتعد ناظرا لحور وأردف بصدق :
_ يوم ما تقعي ، يوم ما تلاقي نفسك وحيدة إفتكري إن عندك أخ إسمه مازن لو هيهد الدنيا ويخسر كل حاجة علشانك مش هيتأخر .
ضحكت حور من قلبها بإمتنان سعيدة بحديثه الصادق ليردف أدهم بمشاغبة :
_ وحيدة ليه يا أخ مازن هو انا شفاف بالنسبة ليك ولا إيه ؟ يالا يا مازن روح لمراتك وسيبني مع مراتي .
رحل مازن داعيا لهم بالسعادة ليقترب أدهم منها جاذبا إياها لتلتصق به مردفا بحنان:
_ حبيبتي الحنونة الطيوبة ناوية تعمل إيه تاني النهاردة .
نظرت له وتوترت نظراتها ففهم أن هناك أمر سيء سيحدث ، فلم يشأ التعمق في الأمر وغير مجرى الحديث قائلا :
_ أنا كلمت الناس في الوزارة علشان موضوع أحمد .
إبتسمت له وأردفت :
_ من كام سنة لما كنت دكتورة إمتياز دخلت العمليات مع دكتور نعمل عملية لمسؤول كبير في وزارة الداخلية ، يومها بعد إرادة ربنا أنقذت حياته بعد ما كان الدكتور وقف وفقد الأمل هو وكل الطاقم الطبي ، لما فاق وعرف طبعا شكرني وقالي أنه هيعتبر نفسه مديونلي بخدمة وصمم إني أخد رقمه الشخصي ، الحقيقة أنا مكنتش حابة أكلمه في يوم ، لكن أحمد حياته ممكن تدمر وطبعا والدك هيعمل كل حاجة علشان يدمرله حياته ومستقبله وأنا كان لازم أحميه وأأمن مستقبله ، فكلمته والحقيقة الرجل طلع ذوق جدا ووعدني إنه طول ماهو عايش هيبقى ضهر لأحمد ومستحيل يسيب أي سلطة أو واسطة تدمرله حياته .
...............
في الجامعة /
وصل صالح بأقصى سرعة إستطاع أن يقود بها .
وتوجه مباشرة لغرفة المكتب بجانب غرفة العميد كما وُصف له وإستأذن للدلوف .
_صالح 
همست بها إبنة عمه بإرتياح لوجوده فنظر لها ثم لذلك الجالس خلف المكتب ليتحدث برسمية :
_ إتفضل يا أستاذ .
دلف صالح وجلس على الكرسي المقابل لها وتساءل بقلق :
_ خير حضرتك إيه المشكلة ؟
_أخت حضرتك كانت بتتخانق مع زميل لها في الكلية .
نظر صالح لها بصدمة لتنظر بسخط لهذا الدكتور المتعجرف من وجهة نظرها بتلك النظارة الشمسية التي يرتديها في كل الأوقات ليبتسم بداخله على حنكها ويسترسل :
_ الحقيقة بعد ما فهمت الموضوع منها ومن زميلاتها وحتى زملائها الشباب عرفت إن الولد ده هو الغلطان وإنها لما ضربته بالقلم كان عندها حق .
_ضربتيه بالقلم !! طول عمرك قادرة .
قالها صالح بصدمة من فعلتها لتردف بضجر :
_ في إيه يا صالح إنت معايا ولا معاه ، وبعدين ده ولد قليل الأدب مسك إيدي زعقتله قام ماسكها تاني ضربت بالقلم .
تكفر وجهه وسأل :
_ إسمه إيه الولد ده ؟ لازم يتحاسب على عملته دي .
_يا أستاذ صالح أنا أخدت الإجراءات المناسبة وبالنسبة للآنسه فأنا صممت حد من أهلها ييجي ياخدها حفاظا عليها ، الولد طبعا حس بالإهانة هي تقريبا ضربته قدام الدفعة كلها وإحنا هنا طبعا غير مسؤولين عن خارج الكلية علشان كده فضلت يبقى معاها حد في الطريق .
نظر له صالح بإمتنان وتحدث شاكرا :
_ أنا بشكر حضرتك جدا ، ربنا يجازيك خير .
وقف كلاهما متجهين نحو الباب ليقفا مستمعين لسؤاله :
_ هو أنتي إسمك إيه يا آنسه ؟
_نورا ...إسمي نورا أدهم الدمنهوري .
.........
وصل مازن بصحبة كلا من ندى وسمية إلى المنزل ، كانت السعادة تغمر ثلاثتهم فحقا كان المنزل رائعا بتجهيزاته .
_أنا مبسوطة أوي ، البيت جميل وهادي كده تحس إن ليه رونق خاص .
جذب مازن يدها وقبل كفها بعشق قائلا :
_ وبكرة لما تنوريه هيبقاله طعم ويبقى بيت ومِسكن وسٓكينة يا ساكنة الفؤاد والروح .
خجلت ندى من حديثه خاصة لأن والدتها إستعمت له وإبتسمت بسعادة وأردفت :
_الفرح خلاص ميعاده قرب كلها أقل من شهر إن شاء الله عاوزين بقى ننزل نجيب الخشب والأجهزة والنجف ونعمل الستاير ، أنا فرحتي بيكم ملهاش مثيل ، تعرف يا واد يا مازن إنك وإنت صغير جيت قولتلي لما ندى تكبر أنا هتجوزها  .
أنهت حديثها بضحكات وإسترسلت :
_كنت بتضايق لما تشوف جاسر ولا مؤيد أو حتى أدهم وأحمد بيلعبوا معاها وتقولي أربطيلها ضفايرها كويس علشان الهوا بيفكهم ويخلي شعرها يطير وأنا مش عاوز حد يشوف شعرها وهو بيطير علشان بيبقى حلو .
ضحكت ندى بخجل من حديث والدتها بينما هو إقترب منها ممسكا بذاعها وأردف بعشق صادق :
_ علشان كده طلبت منها تتحجب وهي لسه في الإبتدائي ، كنت عاوز أحميها من كل العيون ، ودلوقتي خلاص مبقاش لحد الحق يشوف شعرها غيري وبقت ملكي لوحدي .
علت ضحكاته هو وسمية عندما هرولت ندى من أمامه ووجها يشبه حبة الطماطم الطازجة. 
..........
وصلت سيارة صالح أمام المنزل لتنظر له نورا بتردد ليقول بمرح :
_ متخافيش يا جلابة المشاكل  مش هقول لمامتك بس إفتكري ليا عندك خدمة .
ضحكت نورا بمرح قائلة:
_ بالله أنت أجدع واحد في العيلة دي ، أنا تحت أمرك يا أستاذ بشمهندس صالح بيه .
ضحكت صالح على حديثها ثم أردف بجدية :
_ المهم دلوقتي إنك لازم تخلي بالك من نفسك ولو الولد ده إتعرضلك تاني عرفيني ، ويستحسن تاخدي البت سهر معاكي اليومين دول إعتبريها البودي جارد بتاعك .
_مين جاب في سيرتي .
قالتها سهر بعد أن أدخلت رأسها من النافذة التي بجوار نورا لتقول بإندفاع:
_ سلاما قولا من رب رحيم .
لكمتها سهر في ذراعها وسألت شقيقها :
_ سمعتك بتجيب في سيرتي يبقى في مصلحة وطالما في مصلحة يبقى لازم تبقى متبادلة ولا إيه يا شقيق .
نظر لها صالح بسخط مردفا :
_بقى في بنت تقول لأخوها كده إنتي يابنتي بتكبري وتعقلي  ولا تصغري وعقلك يخف .
فتحت باب سيارته الخلفية وجلست قائلا :
_ خلصت .... المهم هقولك المصلحة عاوزين نتفسح بدل الهدوء إل إحنا فيه ده ، أصلي بصراحة بخاف من الهدوء ده بحس إنه هدوء ما قبل العاصفة .
_يا ساتر يارب مش أختك قالت الجملة دي يبقى هنشوف شوية أيام من جمالها مش هنعرف ننام .
نظر صالح لنورا وثقة حديثها قائلا بسخرية :
_ ليه ياعني يكون مكشوف عنها الحجاب ولا حاجة .
_صالح بلاش تتريق عليا وافق إننا نروح نغير جو ونتفسح يومين في أي مكان وطبعا تقنع العيلة كلها علشان انا والله بجد قلبي مقبوض أوي .
نظرت لها نورا بقلق ثم لصالح مرة أخرى مردفة :
_ سهر كل ما تقول إن قلبها مقبوض يحصل حاجة ، مرة جدتك تفيدة ماتت ، مرة لما كريم ابن عمو أشرف إتخطف ، ومرة لما أنت عملت الحادثة وآخر مرة قالت فيها الهدوء ما قبل العاصفة بعدها بيومين ظهروا حور وعبد الرحمن .
نظر صالح لشقيقته وبالرغم من بعض القلق الذي إنتابه إلا أنه تحدث مطمئنا إياها :
_ كل حاجة بتحصل بإرادة ربنا ، لا شعور مننا أو كلمة نقدر نمنعها ولا نقدر نعمل حاجة غير المكتوب ، إطمنوا وسيبوها على الله ولو على الخروجة أوعدك أرتب الأمور وأعرفك .
هبطت الفتاتان وعلى محياهم إبتسامة جميلة فهو خير أخ لهم ، ولكن بمجرد أن صعدت كلتاهما إلى منزلها حتى إختفت إبتساماتهما عندما تلقوا رسالة على هواتفهم المحمولة
_أوعي تفتكري يا ست نورا إني هعديلك القلم ، والله لأندمك على اللحظة إل فكرتي ترفعي إيدك عليا وأخليكي تتمني إن إيدك كانت تنقطع أحسن .
جلست نورا فوق فراشها والرهبة تسيطر عليها .
بينما سهر ظلت تنظر لتلك الصور المبعوثة لها بصدمة كبيرة وعيناها تذرف الدموع .
..................
مسكين من يظن أنه يستطع فهم حواء إن لم ترغب هي أن يفهمها .
جالسا بأريحية فوق الفراش يتابعها بحيرة  فإصرارها على المكوث وتقضية هذه الليلة في هذا المنزل حيًره بل أقلقه .
إنتهت من تبديل ملابسها لأخرى مريحة تستطيع النوم بها وصعدت فوق الفراش بجانبه تسأله بمشاغبة :
_ معجب ولا إيه بقالك شوية منزلتش عينك من عليا .
جذبها لتتسطح فوقه جاعلا وجهها مواجه لخاصته وأردف بهمس :
_ أنا عاشق ولهان مش بس معجب ، في حد يبقى قدامه القمر وعينه تغفل عنه  .
داعبت أنفه بخاصتها بدلال مستمتعة بغزله قائلة :
_ هتفضل تحبني عالطول .
إحتضنها بقوة مؤكدا :
_ هفضل أتنفس حبك وأعيش بيه .
كانت نظراتهم تقص الكثير والكثير وإتحادهم في تلك اللحظة بالذات هو خير إرتواء لبرٍ تداعبه أمواج ثائرة مغلفة بغرام يتحدى غروب الشمس .
ولكن أحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .
إنتفضا من أحضان بعضهم عندما إستمعا لنداء شقيقته الصغرى :
_ إلحق يا أدهم بابا إتقبض عليه .
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1