رواية زهرة الجزء الثاني (ملحمة العشق والعذاب) الفصل الحادى عشر11 بقلم رانيا عثمان البستاني

رواية زهرة الجزء الثاني (ملحمة العشق والعذاب) الفصل الحادى عشر  بقلم رانيا عثمان البستاني 

العجز شعور قاتل ، تشعر بأن أنفاسك ثقيلة مثقلة بهموم وآلام لا تستطيع مجابهتها ، عندما ترى في أعين أحدهم الألم وتريد محوه ولا تستطيع .. عندما تجد عزيز عليك يتمنى شيئا ولا تُطاله يداه وأنت ممسك به ولكن لا تستطيع منحه إياه .
عام ٢٠٢٠ /
مرت ساعات منذ أنهت الجراحة الخاصة بنقل الكِلية له ، وهاهي تجلس معه بغرفه العناية المشددة تراقب دقات قلبه وأنفاسه ، تعلم أن كلها لحظات بعد إستيقاظه وإتمام عملها كطبيبة وستبتعد عنه نهائيا ، لذا فلتنعم بتلك الساعات المتبقية بجواره وإن كان نائماً لا يشعر بوجودها يكفيها هي أن تشعر بأنفاسه .
بينما بالخارج /
كان الوضع متأزمنا فبالرغم من تحذيرات الأطباء والعاملين بالمشفى لهم بسبب كثرتهم إلا أنه لم يرحل أحد .
_هي بتعمل إيه عنده كل ده ؟ 
_دي دكتورة يا ندى ووجودها دلوقتي معاه أفيد حاجة ليه .
_ والله يا عبد الرحمن متزعلش مني بس أختك قتالة القتلة متتآمنش على حد وخصوصا أخويا مش بعيد بعد ما قتلت أبويا تقتله هو كمان .
_حور بريئة يا ندى .
نظر الجميع بإتجاه الصوت ليجدوا أحمد قادم في إتجاههم ، ليتساءل وليد بلهفة :
_بريئة ؟ ياعني مش هي صح ؟ أنا كان قلبي حاسس .
نظر لهم أحمد بإرهاق وأردف بتريث :
_ حور جتلها بدل الفرصة عشرة علشان تقتله ومع ذلك مخسرتش نفسها ، مستحيل تكون هي إل قتلته .
_أه ياعني إنت ماشي بإحساسك يا حضرة الضابط ؟ إنما أنا مصدقة إنها مجرمة وقتلته زي لما لقت نفسها مش قادرة تنهييه وتشوه سمعته قالت تخلص عليه وحاولت قبل كده ولا نسيتوا ؟  لو كنتوا نسيتوا إفتكروا لما بلغت عنه وبعدها حاولت تقتله أكتر من مرة وكل مرة كان أدهم يدافع عنها ، وفي الآخر تبقى السبب في نومته دي ، كلنا حاولنا وعملنا التحاليل حتى سلمى وهي حامل ومينفعش وأسيل وهي يادوب لسه والدة لكن هي حتى مفكرتش من باب تأنيب الضمير تعمل التحاليل يمكن تقدر تنقذ حياته  ، حور دي أبشع وأقذر إنسانة على وجه الأرض.
كانت تتحدث بحدة وكره ينبثق من عينيها ليندفع مازن دون السيطرة على نفسه ويصفعها على وجهها مردفا بقوة :
_ إنتي طالق .
توقف الزمن بهم جميعا ، الوضع كان أشبه بحقل ملغم ، كانت نظرات الصدمة والجزع واللوم موجهة له لم يهتم بأحد ووجهة حديثه القوي لندى :
_ حور دي أنضف وأحسن بنت في العيلة دي وفي الدنيا كلها ، ياريتك بس عندك نص قلبها ، لكن أنتي قلبك أسود .
_خلاص يا مازن عيب كده ميصحش ، ماما الله يرحمها لو كانت سمعتك كانت هتتقهر .
نظر مازن لشقيقته وإسترسل :
_ ماما الله يرحمها يا أسيل لو كانت شافت ظلمكم لحور كانت وقفت في وشكم ودافعت عنها ، حور إل الهانم واقفة تعيب فيها كانت بتدافع عنها لما قصرت في حق أمي كنت أرجع من الشغل أقلاقيها حتى مفكرتش تدخل تطمن عليها أو تساعدها في أخد العلاج ، لما كان يبقى يومها في مراعتها كنت أجي وأنا كل أمل إني أقلاقيها الزوجة الصالحة الطيبة ذكية الأخلاق هتخلي بالها من حماتها إل هي قبل ما تكون أم زوجها فهي عمتها لكن كنت بلاقي حور هي إل جمبها.
جلس فوق المقعد بإرهاق مردفا :
_ أنا إستحملت كتير ، كل مشكلة أقول معلهش بكرة تعقل وتفهم ، إصبر يا مازن دي حب حياتك ، لكن هي كل مرة كانت بتتفوق على نفسها في إنها تخلي الحياة بينا مستحيلة ، ودلوقتي الحقد والكره ملوا قلبها لدرجة إنها تعيب وتجرح في أكتر إنسانة ليها فضل علينا ومش إحنا بس وعليكم كلكم كمان ، بس إنتوا بتكافؤها بالنفي والكره ، تنكر يا جاسر ولا أنت يا مؤيد ، ولا أنتي يا سهر ولا أنتوا كلكم أنها ساعدتكم بكل طاقتها ، دي حتى لآخر لحظة لآخر يوم إل هو النهاردة مع إنها عارفة كرهكم جت وأنقذت حياته وبعد ما كلنا فقدنا الأمل نلاقي حد فينا مطابق لأدهم جابت هي متبرعة وعملتله العملية علشان تنقذه ، وقبلها وفرت على صالح مشوار محاكم كان هينتهي بخسارة .
_ياعني إيه ؟
تساءل صالح بتعجب ، ليسترسل مازن :
_ ياعني حور وهي في عز أزمتها وألمها أقنعت ريم تتنازل عن الحضانة و...
قاطع حديثه سقوط ندى أرضا ليقف مشدوها ، فهو لربما نفذ صبره من تصرفاتها ولكن قلبه مازال ملكا لها .
...........
في الداخل كانت حور في عالم آخر .. عالم مليء بذكرياتهم معا ، عالم حُفر فيه عشقهم وألمهم وعادت بذاكرتها لأحداث سطُرت جرمها المزعوم بين عائلتها .
إنتفض أدهم مصعوقا مما سمعه من شقيقته وإرتدى ملابسه على عجالة وإقترب من الباب ولكنه توقف وأعاد نظره لحور التي ظهر على وجهها التعجب فعلم أن ليس لها علاقة بهذا الأمر ولكن أراد التأكد ليتساءل :
_ حور إنتي ليكي علاقة بالموضوع ده ؟ ياعني إنتي إل دبرتي إنه يتقبض عليه ؟
لم تمهلها ندى فرصة للرد بل إندفعت للداخل فور سماع سؤال شقيقها وأخذت تصرخ قائلة :
_ عملك إيه علشان تتبلي عليه ؟
أخرج أدهم شقيقته التي ظلت تصرخ وإجتمع أفراد العائلة ، ولكن ليس هنالك وقت لتهدئتها ورحل الرجال لمعرفة ما حدث .
في قسم الشرطة /
دلفوا لأحمد متسائلين عما يحدث لينظر لهم ببعض الخجل وتحدث بتردد :
_ الحقيقة أنا مش عارف أقولكم إيه ، جالنا بلاغ عن بيت في وسط أرض بعيدة وإن البيت ده بيحصل فيه أشياء مخلة بالآداب .
نظر الجميع لأدهم الذي تيبس جسده بينما إسترسل أحمد :
_أخدنا قوة وروحنا وفعلا لقينا في البيت ده اتنين ستات ليهم ملف آداب وكان في خمرة ومخدرات وطبعا الستات كانوا في وضع وهيئة تدل على صحة البلاغ ، وكانت الصدمة ليا لما لقيت عمو حمدي هناك وهو إل مأجرهم .
إمتعضت أوجههم ليتحدث أشرف بغضب :
_ هو مش هيعقل في حياته ، كل مصيبة ليه أكبر من التانية وما خفيّ كان أعظم.
بينما وليد حاول جاهدا ضبط هدوئه وتساءل :
_ وهو دلوقتي هيحصل فيه إيه ؟
_هو أنكر طبعا ، وقال إنه كان رايح هناك يقابل شخص تاني ، وإن البيت ده مهجور وإن الستات دول إستغلوا النقطة دي وعايشين فيه من غير ما حد يحس بيهم .
_طب يابني مش ممكن يكون الكلام ده صح ؟
نظر أحمد لمحمود نظرات ذات معنى ليجلس محمود بقلة حيلة مردفا :
_هنودي وشنا من الناس إزاي ، ده معملش حساب لأي حد ولا حتى لسمعة ولاده.
_هو فين دلوقتي ؟
تساءل أدهم بروح خاوية ليجيبه أحمد بشفقة :
_ هو طلب يتكلم في التليفون وبعدها نزلته حجز إنفرادي ، مكنتش أقدر أعمل أكتر من كده ؟
_ يكلم مين ؟
_ أنا .
نطقت بها حور مجيبة على سؤال صالح ليتفاجأ أدهم كالجميع من وجودها .
_ أحمد عمو حمدي كان متفق معايا أقابله هناك لكن أنا نسيت الميعاد بسبب الإرهاق .
صُعق أدهم من حديثها بينما نظر لها شقيقها بغضب مردفا :
_ حور أنا مش عيل صغير ، أنا قادر أعرف الصادق من الكاذب المجرم من البريء وعارف ومتأكد إن هو ...
سكت عن الحديث عندما نظر له أدهم  وأردف :
_ حور فعلا قالتلي أعتذر منه إنها مش هتقدر تقابله لكن أنا نسيت وقبل ما تسأل مكلمتوش هي ليه فده علشان تليفونها كان فاصل وقتها .
نظرت له حور بإمتنان ليترك الغرفة ويتركهم جميعا ويرحل .
إقترب وليد منها قائلا :
_حصليه يابنتي .
نظرت حور لأحمد مردفة :
_ صدقني يا أحمد هي دي الحقيقه ، لكن علشان أكون صريحة معاك فالحقيقة مش كاملة.
خرجت منتوية العودة للمنزل لكنها رأته يجلس في سيارته فذهبت بإتجاهه وصعدت بجانبه لينطلق دون حديث .
لم يتوجه للمنزل بل لمسكننم الخاص ، وبعد أن صعدا دون أن يتفوه أحدهم بكلمة نفذ صبره ليتساءل :
_ ممكن أفهم إيه الحكاية ؟
جلست بإرهاق فوق الأريكة وأردفت :
_ هو فعلا كان بيستناني هناك لكن أنا منسيتش ، أنا قررت مروحش .
نظر لها بنفاذ صبر لتبتسم له قائلة :
_ البيت ده يبقى البيت إل كان بيقابل فيه أم جاسر ، أنا فهمته إن معايا دليل ضده وبصراحة دي حقيقة لكن أنا كنت بلعب عليه لعبة صغيرة ، كنت مفهماه إني هديله الدليل قصاد ورقة الجواز العرفي إل بيها يقدر يثبت جاسر نسبه من غير المساس بسمعة أمه ، لأن لو طلب حكم من المحكمة بتحليل أبوة هيتعرف في البلد كلام مش كويس على أمه ووقتها الاستاذ محمود هيعيش في ذل وحسرة لآخر عمره وبالتالي حياة عمتو سلوى وولادها هتدمر .
فكان لازم إثبات النسب يبقى بالتراضي ، أو على الأقل بالأمر الواقع وده كان هيسهله ورقة الجواز العرفي ولأني عارفة إنه ممكن يكون بيكذب عادي أوهمته إني موافقة أقابله وأسلمه الدليل لكن الحقيقة أنا إتفقت مع الستات دي يجيبولي الورقة بعد ما يخلوه يعترف بمكانها بعد ما المخدر يغيبه عن الوعي .
_إنتي بتتصرفي من دماغك ليه ؟ بتخاطري دايما بنفسك وبكل حاجة ؟ 
كان يتحدث بغضب شديد جعلها تتخلى عن ثباتها متحدثة :
_أنا عاوزة أنتقم منه ، وأفضل إنتقام إني أحمي الناس من شره ، جاسر أخوك ليه حق يتعامل على هذا الأساس ، إن جاسر يملك هويته الحقيقة ده عقاب لأبوك هيفكره بندالته باقي العمر .
وقف مشدوها من حديثها ثم تحدث بمعاتبة :
_ هو أنا مش عاوز جاسر ياخد حقه ؟
_ عملت إيه علشان ياخد حقه ؟ جاسر هو إل بلغ عنه تعرف كده ؟
كانت تجيبه بغضب موازي غضبه ليتفاجأ بحديثه وينظر لها بصدمة لتسترسل :
_ جاسر كان بيراقبه .
عادت بذاكرتها لساعتين/
خرجت بعد أن إرتدت ملابسها على عجالة بعد أن تحدث إليها البغيض بنبرة لئيمة :
_ أنا عارف إن الحركة دي منك ، بس لعبتيها غلط ، البيت ده إشتراه وليد من زمان من محمود أبو أمير ولعلمك لو القضية دي إستمرت خالك حبيبك هيشرف في السجن باقي عمره لأن ببساطة غير الدعارة البيت فيه مخدرات .
كانت متلهفة لتلحق بهم لتنهي تلك القضية قبل أن تتسع لتتفاجأ بجاسر واقفا بعيدا نسبياً عن أهل البيت وإبتسامته مشرقة على وجهه ، توجست من تلك النظرات الشامتة في عينيه وإقتربت منه قائلة بهمس:
_ إنت ليك إيد في البلاغ ده ؟
كان سينكر ولكن بنظرة منها أعلمته أن لا يكذب ليردف بفخر :
_ أيوة أنا ، كان لازم أنتقم منه لأمي وللراجل إل رباني ، مشيت وراه ولما شوفته دخل البيت الغريب ده فكرت في الأول أولع في البيت وهو جوة وأخلص منه لكن لقيت أصوات غريبة وأنوار قربت وطلعت فوق شجرة وبصيت من الشباك لقيت الستات دي معاه فقولت أحسن حاجه أبلغ عنه .
إمتعض وجهها وأردفت من بين أسنانها :
_ ضيعت كل حاجة ، إسمع الكلام إل قولته ده محدش يعرفه فاهم ، إسمع مني يا جاسر وياريت تثق فيا وبعد كده بلاش تتصرف لوحدك .
أنهت حديثها وتوجهت لقسم الشرطة .
إنتهت من سرد ما حدث وأردفت :
طبعا مش محتاج أقولك محدش يعرف الحقيقة ، وياريت نمشي من هنا علشان لازم نبقى معاهم دلوقتي.
يشعر بنفسه مرهقا ومقيدا بما يكفي فلم تعد له رغبة في الحديث فتقدم من الباب وهبط وتبعته هي في هدوء كما جاءا بهدوء .
ولكن بالطبع هذا الهدوء هو ما يسبق العاصفة ،  وصلوا إلى المنزل لتجد عبد الرحمن واقفا بالحديقة كمن ينتظرهم وبالطبع ما إن هبطوا من السيارة أردف  :
_ أدهم عاوزك في كلمتين .
تركتهم حور ليتحدثوا على راحتهم وأكملت سيرها ما إن خطت بقدمها منزل آل دمنهور حتى لُطِم وجهها .
صرخت الفتيات بجزع بينما الرجال والشباب وقفوا مشدوهين .
_ القلم ده لو كان نبيل عايش كان إدهولك هو طبعا لو كان ساعتها عارف يربي ، بس أنا هعتب على واحدة إتربت في الشارع ، بقى بت زيك تزق عليا ستات وتبلغ عني وتحاول تعملي قضية آداب ، عاوزة تشوهي صورتي وتضيعي سمعتي وسمعة العيلة كلها .
إقترب منه وليد وتحدث بغضب :
_ إنت إتجننت بتمد إيدك عليها .
_إنت إزاي تعمل كده ؟ فاهم أدهم هيعديلك إل حصل ده ؟
تساءل مازن بصدمة ليجيبه بلامبالاه:
_ هيعمل إيه ، المفروض يشكرني إني بربيله مراته .
صدعت ضحكاتها الخاوية من المرح لينظر لها الجميع بترقب ، فعلى حد علمهم بها لن تمرر ما فعله مرور الكرام ولكن لم يكن ليخطر ببال أحدهم ما فعلته .
إقتربت منه حور وهي ما زالت تضحك مردفة بوعيد بعد أن رأت في عينيه التوجس من ضحكاتها :
_ إنت فاكر نفسك مين علشان تفكر ترفع إيدك عليا ، بتكلمني أنا على الأدب ده أنت أكبر مثال لقلة الأدب ، تعرف يا عمي العزيز أنا إل يرفع إيده عليا يحصله إيه ؟؟
دلف كلا من عبد الرحمن وأدهم ليتساءل الأخير :
_ هو في إيه ؟
لم تعير أحد إهتمام وأكملت وهي تقترب من حمدي أكثر :
_ أنا إل يديني قلم أرده عشرة بتعرف تعد ؟
كانت نظراته حقا متوجسة خائفة وبدون سابق إنذار هبطت صفعة قوية على وجهه أسقطته أرضا .
صُعق الجميع لم يقدر أحد حتى على التفوه بكلمة ، توقفت أنفاسهم ، كان المشهد أكثر من مفجع وموتر ولكن هذا لم يردعها بل أكملت حديثها :
_ ده أول واحد ، ثم نظرت لوليد الذي ناظرها بغضب وقبل أن يتحدث قاطعته قائلا :
_ أخوك كان يعرف طريقنا من سنين ، وكان بيساوم أمي على ورثنا وعلى حاجة تانية هو يبقى يقولك عليها، نظرت لحمدي مرة أخرى قائلا بعنف:
_ عد ...عِد لأن من كتر الضرب هتوه
أنهت حديثها وتوجهت للخارج .
_إيه قلة الأدب دي ؟
_في واحدة محترمة تضرب عمها والمفروض إنه حماها كمان ، إنت واقف تتفرج يا أدهم ما تشوف مراتك جاية بعد السنين دي تعلم بناتنا قلة الأدب ، مش دي بنت أختك يا وليد .
نظر وليد بخزي لشقيقتيه بينما عبد الرحمن تحدث منفعلا:
_ ياعني إيه الكلام إل قالته ، إنت ضربت أختي ؟
كان تساؤل متوعدا ليقف حمدي ويتحدث بهواجية :
_ أختك مشافتش ساعة تربية ، أختك بترفع إيدها عليا ولا عملت حساب للكبير ولا صغير ولا حتى جوزها أنهى حديثه بسخرية ونظرة دونية لإبنه الذي كان يشعر كأن دلو من الماء المثلج اُنزل فوقه .
_ إيه يا كبير العيلة هو ينفع تسيب مراتك تغلط في أبوك ، حتى لو كان هو غلط وضربها المفروض تحترمه ده مهما كان أكبر منها وعمها .
أنهى أشرف حديثه بغضب 
_ضربتها ليه ؟
خرج سؤاله بصعوبة ، فهو يعلم جميع أسبابها ولكن ما سبب فعلة والده .
_ هو ده إل ربنا قدرك  عليه بدل ما تروح تربيها ، دي حتى معملتش حساب ليك .
كان يعلم في قرارة نفسه أنها مخطئة ، كان غضبه منها يقتد بداخله ، لكن هيهات لن يبديها لهم ، لن يقدمها لهم ككبش فداء ، سيدافع عنها مهما كان ، لذا وجد نفسه يردف ببرود مصطنع :
_ إذا كان إنت معملتش حساب ليا ولا إحترمتني ولا قولت في نفسك عيب أمد إيدي على مرات إبني ولازم أرد على إبني ، هي هتحترم ده وتعملي حساب زي ما بتقول ، مش أنت عمها ما طبيعي تاخدك قدوة ، وطالما شافتك تجاوزت حدودك ولغيتني طبيعي هي كمان تتجاوز وتلغيني ، مش لكل فعل رد فعل ؟
كان حديثه صادم للجميع ولكن كلا منهم آثر الصمت بعد أن رحل أدهم وأردف وليد بقوة :
_ كل واحد على أوضته مش عاوز أسمع صوت حد ولا أسمع كلمة في الموضوع ده.
...........
وصل أخيرا لمسكنهم الخاص وقبل أن يصعد وجد هاتفه يهتز ، لم يكن يرغب في الإجابة ولكن إهتزازه مرة أخرى جعله يجيب بتأفف :
_ أيوة يا جاسر ، في حاجة ؟
_ إلحق حور يا أدهم .
.........
بإختصار ومن دون مزايدة الهواء يساعد على إنتشار لهيب النيران ، وهذا هو حالها .
وصل أخيرا للمكان الذي أخبره به جاسر  ليجد النيران تندلع من كل مكان .
وجد جاسر واقف مشدوها ليقترب منه في لهفة متسائلا :
_ فين حور ؟ إيه النار دي ؟
ما إن أنهى حديثه حتى تفاجأ بوالده الذي يصعد للمنزل المجاور لتلك الأرض المحترقة غير عابىء بالنيران ، حاول اللحاق به ولكن يد جاسر منعته متمتم :
_ حور جوة ، وهي إل ولعت في الأرض ، معرفش ليه كل ده ، بس هي بتقول محدش يدخل غير لو مخرجوش بعد خمس دقايق.
نظر في ساعته ثم لجاسر بعنف مردفا بغضب :
_ سيب إيدي ، أفلت يده منه بقوة وتوجه للمنزل ليتفاجأ بها تهرول للخارج ومعها صندوق خشبي ووالده يلحق بها وهو يسبها بأبشع الألقاب .
كان الدخان يتصاعد وإجتمع أهل المنطقة ، الرجال يحاولون إخماد النار والنساء تولول .
شعر حمدي بهذا الإزدحام قبل أن يصل لباب المنزل الرئيسي ، فتوجه سريعا للباب الخلفي وخرج منه وبالطبع لم يلاحظ كلا من أدهم وجاسر  ، اللذان ما إن سمعا حديث حور حتى رحلا:
_ هو خرج من الباب التاني ، يالا بينا بسرعة من هنا .
صعدت حور مع أدهم في سيارته ولحق بهم جاسر .
_ إنتي إتجننتي ؟ ردي عليا ، أنا تعبت من التصرفات دي ، مش لاحق عليكي ولا أفعالك .
جُرحت ولكن لم تتحدث حتي أنها لم تجاوبه أبدا مما جعله يلكم تارة السيارة أكثر من مرة بغضب .
.................
في منزل آل دمنهوري/
منذ وصلتها تلك الصور وهي منطوية على حالها ، حتى أنها لم تأكل .
دلفت لها والدتها مردفة بإنفعال :
_ خليكي إنتي حابسة نفسك طول اليوم ومتعرفيش حاجة عن إل بيحصل ، البيت التاني مولع وكله بياكل في بعضه والبت حور دي طلعت حكاية أنا مشوفتش في جرأتها حد في حياتي .
تأففت سهر بإنزعاج فهي ليست بحمل أي حديث أو نميمة من والدتها الآن التي لم تميز حالتها أو تسألها ولكن لا تستطيع الاعتراض فتساءلت ببهوت : 
_ ليه حصل إيه ؟
أخذت والدتها تسرد لها ما حدث بحماس وكأنها تخبرها أحداث فيلم سينمائي شيق .
.............
وصل أدهم لمسكنهم لتهبط سريعاً وهي تشير بيدها لجاسر في سيارته متحدثة :
_ إطلع يا جاسر .
وصلوا جميعا ودلفوا مغلقين الباب 
_أنا عاوز أعرف إنتي مش عاملة حسابي خالص ولا ناوية تحترميني ، عمالة تتصرفين زي العيال من غير تفكير .
شعرت بالألم من أسلوبه في الحديث معها خاصة مع وجود جاسر الذي شعر بالحرج وحاول أن يذهب ويتركهم ليتفاجأ بها تردف :
_ أنا قولتلك كتير هتتعب قولت هتحمل ، قولتلك مش هتنازل عن إنتقامي قولت وأنا مش هتنازل عنك .
أنهت حديثها الذي إخترق قلبه خاصة مع نظرة عيناها المعاتبة له ، ثم نظرت إلى جاسر وطلبت منه الجلوس .
دلفت إلى الداخل وجاءت بأداه حادة ثم حاولت أكثر من مرة كسر قفل الصندوق إلى أن نجحت .
رأت الكثير من الأوراق ، ظلت تبحث عن مبتغاها إلى أن وصلت له لتبتسم بإشراق .
رغم غضبه منها وجد نفسه يبتسم لفرحتها تلك لينظر له جاسر المتابع لهم بسعادة ويتبادلا إبتسامات الرضا لتقاطعهم هي قائلة :
_ إتفضل يا جاسر ده عقد جواز والدتك تقدر بيه تثبت نسبك وتاخد حقك .
صُعق جاسر من حديثها وإنتزع الورقة من يدها بقوة غير مصدق ليتأكد منها بعدما قرأ محتواها ودون سيطرة منه سقطت دموعه .
نظر له أدهم بحنان وشعر بالشفقة عليه ليقترب منه جاذبا إياه في أحضانه .
مرت عدة دقائق وحور تستمتع بذلك المشهد أمامها .
إبتعدا وجلسا مرة أخرى وعلى أوجههم إبتسامات ليتساءل جاسر بحيرة :
_ إنتي عملتي كل ده علشاني ؟
_ عاوز الصراحة ، ده جزء من خطتي ، أنا بيبني وبين أبوكم تار مستحيل هفرط فيه ، وأول خطوة في التار ده أحمي إل حواليه من شره وأرجع حقوق إل ظلمهم وإنت جه الدور عليه تاخد حقك .
أنهت حديثها بإبتسامة ليتحدث أدهم بإنفعال :
_ عاوزة تاخدي حقك منه وقولت ماشي لأني لو مكانك هفضل متمسك بحقي ، عاوزة تساعدي إل حواليكي قولت تمام ومش هتأخر لو إحتجتيني ، لكن تظلمي الناس وتحرقي أرضهم والأدهى تعرضي نفسك للخطر  منتظرة مني أشجعك ولا أعمل إيه ؟
نظرت له بتفحص ، فهو حقا كما أسمته نصيبها من سعادة الدنيا فحتى وهو في أوج غضبه يخشى عليها .
تبادلت النظرات بينهم وتحدثت بصوت هاديء :
_ البيت ده كان بيتردد عليه من غير علم حد تقدروا تعتبروه الوقر بتاعه ومكانه البعيد ومافيش حواليه بيوت كان مساعده على كده ، البيت ده يا جاسر بتاع والدتك والاستاذ محمود ولكن عمو وليد إشتراه منه من كام سنة وسابه مقفول ، هو كان هدفه يساعده ماديا ، المهم الأرض إل ولعت فيها مش بتاعة ناس غلابة وبيزرعوا ويتعبوا علشان قوت يومهم زي ما بتتهمني إني جنيت عليهم ، الأرض دي كانت مزروعة فعلا بس في جزء منها مزروع حشيش .
صُعقوا ووقفوا مذهولين من حديثها لتسترسل :
_ زي ما سمعتوا كده حتى المتاجرة في المخدرات معدتش من تحت إيده .
_وإنتي عرفتي الكلام ده إزاي ؟
كان تساؤل خطير يحمل في طيه التشكيك لتقف بثبات مواجهة له مردفة :
_مين بيصرف عليا من يوم ما إتجوزنا ؟
قطب حاجبيه ولكنه أردفه :
_ طبيعي أنا .
_ بالظبط كده ، إنت صممت وبتسلمني مصروف شهري خاص بيا ، تقدر تقول مرتبي فين .. طب بلاش الفلوس إل سحبتها من ورثي راحت فين ؟ 
نظر لها إثنيهم بتساؤل لتستكمل بسلاسة :
_انا من يوم ما دخلت بيتكم وأنا براقبه ، ناس متخصصين زي المحققين  وناس تانية كانت بتشتغل عندكم وغيرهم ، وقدرت أوصل لكل تحركاته ، أنا ولعت في الأرض وده القلم التالت لأن الخسارة ليه كبيرة ، مش خسارة فلوس بس لكن خسارة مكانه بين التجار وإسم بيحاول يعمله بين الناس الكبار إل لما يعرفروا إل حصل ده هيبقى ليهم رد فعل وده هيبقى القلم الرابع .
وقفا مشدوهين من حديثها لتقف أمامهم قائلة بإعتذار :
_ أنا بعتذر منكم ، أنا عارفة إنه والدكم وهتخافوا عليه وتزعلوا ، لكن هو إنسان مؤذي ويستاهل العقاب .
_ولو حصلك حاجة ؟
قالها بخوف ولهفة أطربت دقات قلبها لتجيبه بإبتسامة :
_ تكمل حياتك وتعيش وتفرح ، إنت متستاهلش غير الفرح .
شعر جاسر بقرب إنهيار أدهم ليضع كفه فوق كتفه وأردف :
_أنا لما خرجت وراكي علشان ألحقك بعد ما ضربك كنت عاوز أسألك ليه سيبتيه يتهمك بحاجة أنا عملتها وإنتي عارفة ، لكن دلوقتي عرفت وفهمت ، إنتي قلبك كبير أوي ، لكن لو كملتي إنتوا الإتنين إل هتدفعوا التمن بلاش تخسروا بعض .
أنهى حديثه ورحل تاركا إياهم يتخبطون في مشاعرهم .
...........
الهدوء والحكمة قد يتحولا في لحظة إلى غضب وثورة مقتدة ، فلا ينبغي الإستهانة بالشخص الذي يفضل الحديث في غمرة غضبه قد يتحول لوحشٍ كاسر لا يجعله يهدأ سوى الدماء .
صباح اليوم التالي/
جميع من في المنزل إستيقظ فزعا فأصوات المجاذبة الكلامية بينهم تحولت لعراك لأول مرة يشهده هذا البيت .
_إنت إيه ؟ شيطان جالك قلب يعيشوا بعيد وإنت عارف مكانهم ؟ قدرت إنك تحرمهم يتمتعوا بمال أبوهم ؟ 
كان وليد يتحدث بغضب فبعد أن سأله عن حقيقة ما قالته حور وإعترف له بكل برود أنه كان يعلم حقا مكانهم ، لم يتمالك نفسه وأخذ يجذبه من ملابسه بعنف متحدثا بغضب ونفور منه ليتفاجأ بحمدي يدفعه بقوة دفعة  كاد أن يسقط أرضا بسببها لولا يد عبد الرحمن الذي صُعق من حديث حمدي مِثله مثل الجميع :
_ أنت هتعيش دور الكبير وعاوزني أترمي تحت رجليك وأقولك سامحني ، أنا معملتش حاجة غلط أنا عرضت عليها أتجوزها لكن أختك دماغها أنشف من الحجر رفضت ، وبعدين أنا كنت بهددها بورثهم علشان أميل دماغها وتوافق ، ولما صممت على رأيها قولت هعرفك مكانها لكن هي أخدت ولادها وإختفوا .
أنهى حديثه بكذب غير مكترث للصدمة البادية على أوجه الجميع .
_ياعني إيه الكلام ده ؟ أنت كنت عاوز تتجوز مرات أخوك ؟ إنت إتجننت ؟
تساءلت منى وهي في حالة من الذهول التام ، فبالنسبة لها كيف لأخٍ يفكر في زوجة أخيه ؟ وأهٍ لو تعلمين ما خفيّ ؟ 
نظر لشقيقته بغضب من حديثها ولم يجيبها بل رحل من أمامهم تاركا إياهم يتخبطون فكل يوم تظهر أسرار جديدة.
إقترب مازن من عبد الرحمن الذي تشنج جسده وتصلبت معالم وجهه منذ إستمع لحديثه وأمسك بذراعه ، بينما وليد جلس فوق الأريكة وتحدث بصوت باكيا :
_ ضيع مني أختي ، لو كان قال على مكانها كان زمانها عايشة بينا .
_تقصد كانت إتعالجت .
رفع وليد نظره بإتجاه عبد الرحمن الذي إمتلأت نبرته بالألم والغضب وهو يسترسل :
_ أمي لو كانت جت وأخدت ورثنا كان زمانها إتعالجت ، أمي كانت مريضة سرطان ، كانت محتاجة علاج وجلسات ، كانت رافضة تاخد جنيه واحد من الفلوس إل معانا علشان نقدر نكمل تعليمنا من غير ما نحتاج لحد ، كنت أغضب وأثور إنها رافضة ترجع تاخد فلوسنا وحقنا وتتعالج ، دلوقتي عرفت ليه ؟
كانت تلك هي القشة التي قضمت ظهر البعير لم يحتمل وليد ما سمعه ليسقط أرضاً مغشياً عليه .
مرت الثلاثون دقيقة التالية في حالة من الهرج والمرج والفتيات تبكين .
وصل أدهم بصحبة حور لترى الجميع منتظر على باب غرفة وليد وبالداخل فيروز التي لم تتوقف عن البكاء ولكن لم تنطق بكلمة واحدة تتساقط دموعها بصمت بينما منى تنتحب بالخارج .
وقفت حور تناظرها بألم ظنا منها أن وليد لم يعد على قيد الحياة .
فهم مازن نظراتها الملتاعة ليتحدث بهدوء :
_ عبد الرحمن بيفوقه .
سقطت دمعة لم تستطع السيطرة عليها وناظرته بإمتنان بينما إقتربت أسيل منها متسائلة :
_ علشان كده بتكرهي عمو حمدي ؟ حاسة إنه السبب في موت مامتك ؟
_عمو حمدي قال قدامنا كلنا إنه كان عاوز يتجوز طنط زهرة ولما رفضت ساومها على ورثكم ، وبعدين عبد الرحمن قال إن بسبب إنكم مأخدتوش ورثكم متعالجتش وماتت .
أنهت سلمى حديثها ببكاء وتأثر لتربث حور على ذراعها مردفة بإبتسامة باهتة :
_ حور البنت بتلومه وشايفة إنه سبب من أسباب موتها زيه زي المرض بالظبط ، و حور الدكتورة شايفة إن الأعمار بيد الله وإنها حتى لو كانت إتعالجت كانت هتموت في نفس اليوم والساعة لأن أمر الله نافذ وكل واحد ليه ساعة لا هتتقدم ولا هتتأخر .
_ولما أنتي عارفة كده ليه بتكرهيه وليه عملتي فتنة بينه وبين عمو ؟
نظرت حور لندى وأردفت :
_ الفرصة ... هو أخد منها الفرصة ، الفرصة إنها تحارب وتتعالج ...الفرصة إنها تشوف أخوها ...الفرصة إنها تطمن على ولادها ..الفرصة إنها متموتش وحيدة ... عارفة ياعني ايه الفرصة ؟ 
كل واحد فينا محتاج فرصة هو حرمها من فرصتها .
......
عام ٢٠٢٠/ 
كانت تتململ تسمع أحاديث مشوشة ، وبعد لحظات إستطاعت أخيرا أن تفتح عيناها وتستمع لما يقولون .
_أنتي متأكدة يا دكتورة ؟
تساءلت  سمية بتوتر 
فنظرت لهم بإبتسامة وأردفت :
_ طبعا متأكدة  .
_بس يا دكتورة حضرتك كنتي قولتي عندها مشكلة ؟
أدرفت بها فيروز بإرتباك فخبر كهذا في وقتٍ كهذا لهو معجزة من عند الله 
_في إيه يا جماعة ما هي بتاخد علاج بقالها أكتر من سنة وربنا مسبب الأسباب ودي إرادته.
أجابتهم بتعجب وهي تناظر حور التي دلفت للتو تخبرهم :
_ الحمد لله على السلامة ، أدهم فاق وحالته مستقرة يومين إن شاء الله وهيتنقل غرفة عادية .
تهلهلت أساريرهم بينما هي لا تتذكر سوى نظراته الحنونة المشعة بالحب عندما إستيقظ ورأها أمامه ولكن حالته لم تسمح له بالحديث .
وقعت عين حور على ندى لتردف بهدوء :
_ ألف مبروك يا ندى ربنا يكملك بخير .
_وإنتي عرفتي منين ؟
خرج السؤال متعجبا من أسيل ليجيبها مازن :
_ أنا قولتلها ... هي أكتر إنسانة تستحق تسمع الخبر ده ، لولا حور بعد إرادة ربنا الحمل ده مكنش هيحصل ، حور كانت مواظبة ومتابعة أدويتها وتحاليلها ، كانت بتعمل كل حاجة بنفسها .
_حتي في وقت زي ده كل تركيزك فيها مش فيا ، أنا الحامل عالفكرة مش هي ، أنا واحدة كنت بدعي ربنا ليل نهار يرزقنا بطفل ينور دنيتنا لكن هي واحدة قتلت إبنها بنفسها .
كان حديثها قاسيا جعل الجميع يشعر بالحيرة فبأي صف سينحازون .
_لحظة يا جماعة هي مين إل قتلت إبنها ؟
كان تساؤل مصدوما من قبل الطبيبة لتدخل حور سريعاً وهي تتجه نحو الباب :
_ شورى تعالي معايا عاوزاكي ضروري .
وقفت شورى بصدمة وبعيون جاحطة ولسان ثقيل مردفا :
_ هو الأستاذ أدهم كان فاهم زيهم كده ؟
إلتفتت حور لها وبعينيها توسل قابله شهقة عالية وحديث متألم :
_ أنا آسفه ...أنا آسفه ....ياعني هو في الحالة دي بسببي .... أنا آسفة يا حور ، والله كنت فاكرة إنه عارف الحقيقة ، ولما جالي إمبارح يسألني عنك إتكلمت معاه عادي ...أنا آسفه .
في تلك اللحظة بالتحديد وكأنها كانت تقف فوق هرم سكني لا تعلم حتى عدد طوابقه ومن دون سابق إنذار سقطت أرضا دون رحمة .
في هذه اللحظات كانت هناك قلوب يملؤها الأمل في أنها محقة بأن حور لم تفعل ذلك وقلوب أخرى تملؤها الحيرة كيف وماذا حدث وما هي تلك الحقيقة ؟
ولكن تلك القلوب وإن علمت بكل شيء هل تحتمل ؟
بالنسبة إلى حور لم تحتمل وفي لحظات كانت ساقطة في دوامة سوداء  .

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1