رواية حرية مقيدة الفصل الثامن عشر 18 بقلم شهد السيد


 رواية حرية مقيدة الفصل الثامن عشر 

« أنا التي لأ حيلة لها إلا الغرق بيك حتي وإن كان الموت هو حبي لك »

حديثها كان صادم للجميع حتي هو، لم يضحي أحدًا لأجله من قبل فعلتها المندفعه مست قلبه وهو ينظر نحو أعينها بنظرة لم تستطيع تفسيرها، تحولت أعينه لنظرة بارده حاده وهو يقف أمام الضابط يمد يديه أمامه بثبات وبرود: 
_شوف شغلك ياحضرة الظابط. 

بالفعل وضع أسامه الأساور الحديديّة بيديه وسط بكاء سندس وتاج وأهتزاز سيده مما يحدث وحسرة جليلة. 

تقدم يزيد يسير أمام أسامه الذي نظر له وهو يسير بأنتصار وتفاخر، خرج من بوابة منزلة لتتسلط عليه أشاعه الشمس الساطعه كأنها توضح هذا الحدث للجميع، سارع نادر بأجراء بعض المكالمات وهو يتابع خروجه معهم وتقدمه من سيارة الشرطه. 

توقفت قدمه عندما شعر بها خلفه ولم يخيب ظنه حين ألتفت وتفاجئ بها تحتضنه باكيه مترجيه: 
_متسبنيش يا يزيد، أنا مليش غيرك. 
رسم على وجهه أبتسامه مطمئنه وهو يرفع يده يربت على خصلات شعرها بلطف: 
_هرجعلك تاني، انتِ هنا ف أمان لحد ما أرجع. 

ألتفت نحو أسامه متحدثًا بقوه وكبرياء: 
_أنا لو هروح معاك مش هركب البوكس هروح بعربيتي أنا التهمه مثبتتش عليا وبنسبه كبيره ممكن تكون متلفقه. 

رفع أسامه حاجبه بسخريه شديده مجيبًا: 
_انتَ كدا هتبقي رايح بتشريفه مش بتهمة تجارة سلاح. 
صدرت ضحكه قصيره متهكمه من يزيد ضحكه تحمل ف طياتها الكثير وتبين منها أنه شخص لأ يسهل الوقوع به، تقدم نادر يرفع يده يالهاتف لأسامه الذي نظر له مستفسرًا فــأجابه نادر بهدوء: 
_اللوا عادلي منصور.

أمسك أسامه الهاتف يضعه على أذنه وتحدث بأحترام: 
_أيوه يا باشا مع حضرتك النقيب أسامه دهشور..بس يافندم إحنا بالفعل لقينا...تحت أمرك اللى حضرتك تقول عليه. 

أنهي حديثة بضيق شديد وهو يعطي هاتف نادر له ونظر للعساكر: 
_أركبوا انتوا أنا هسوق بالباشا عربيته. 

ظهرت أبتسامه واثقه مستفزه على وجه يزيد وهو يصعد لسيارته وأسامه يقود وسيارة الشرطه خلفهم، صعد نادر لأحد سيارات الحرس ليفاجئ بالباب المجاور يُفتح وتاج تنظر له بوجه باكي وهي تمسح دموعها المتساقطه: 
_لو سمحت خدني معاك. 
حرك رأسه بالرفض وقلة الحيله يجيبها: 
_بس يزيد بيه ه... 
قاطعت حديثه سريعًا برجاء وأستعطاف:
_أرجوك، مش هعمل حاجه والله هطمن عليه بس وكمان هقول إني مش قاعده معاه بالغصب دا ممكن يفيده. 

قالت حديثها لتحاول أقناعه وبالفعل حرك رأسه بالإيجاب وتحدث بهدوء: 
_روحي غيري هدومك وأنا هستناكِ عشان مينفعش تروحي بالشكل دا. 

أومأت سريعًا وهي تركض للأعلي وامسكت بأول بنطال وستره وقعت عليهم يديها وهبطت للأسفل راكضه لتجد جليله تنتظرها بنهاية الدرج وهي تتحدث بقوه: 
_الباب دا انتِ من يوم ما دخلتي منه اعتبرتك بنتي، بس كلوا إلا يزيد زي ما دخلتي البيت دا تخرجي منه ومشوفش وشك تاني وإذا كان على إبني ف هو هيخرج. 

أبتلعت لعابها بصعوبه تمسح بقايا دموعها بظهر يدها ولم تحاول التبرير مما جعل سيده تتحدث: 
_ملكيش عين تردي طبعًا، أنا من الأول مكنتش موافقه على الجوازه دي وقولت مفيش له أنسب من سهر انتِ اللى طاوعتيه ياحجه وخليتيه دخل واحده غريبة العيله وادي النهايه خلت يزيد الشهاوي يتقبض عليه ف قلب بيته بسبب أبوها وهي اللى حطاله السلاح دا أكيد عشان تثبت التهمه عليه. 

حديثها أشعل جليلة أكثر لتتحدث بصراخ منهار على ولدها التي لم تنجبه: 
_بــــرا، أمشي أطلعي بــــرا. 

حديثهم واهناتها لهم كانت قاسيه عليها لم تتحملها وفرت هاربه للخارج وصعدت جوار نادر وهي تخبئ وجهها بين يديها تكتم شهقاتها المرتفه بين يديها، نظر نحوها بتعاطف هو بحكم عمله مع يزيد رأي الكثير منهم الصادق والكاذب وهي لأ تشبه والدها أبدًا. 

                         «        _____       »        

توقفت سيارته أمام مركز الشرطه ليري بعض الصحافين متواجدين بأنتظاره ليزفوا خبره بالجرائد، هبط أسامه وهو يفتح له باب السياره نظرًا لعدم أستطاعته لفتح لتكبيل يديه.

حاوطوه حرسه يمنعون لأحد الأقتراب منه حتى أختفي داخل المركز وعادوا هما لسيارتهم وحينها وصل نادر، هبط وتاج معه أسرعت بالدخول وهو خلفها غير سامحًا للصحافين بأكمال اسألتهم عن صلة القرابة بينهم.

وقفت تنظر حولها عنه لتجده يقف يعطيها ظهره وأمامه ما يقارب الخمس رجال ظهر عليهم الوقار متأنقين ببذلات سوداء وكلًا منهم يحمل بيده حقيبة صغيره خمنت بأنهم محامين.

ركضت نحوه وهي تهتف بأسمه ف أستدار يستقبلها بين يديه وهو يربت على خصلاتها وظهرها محاولًا تهدئتها وينظر نحو نادر بضيق ف تحدث نادر مبررًا:
_مقدرتش أمنعها.

نظر لها وهي متعلقه به تلف يدها حوله وأظافرها متمسكه بملابسه لتظر على وجهه شبه ابتسامه حنونه وهو يقبل رأسها يطمئنها بكلمات هادئه قبل أن تتحدث هي وهي تخفض بصرها تمسح دموعها:
_أنا هشهد معاك انتَ محبستنيش ومعملتليش حاجه وحشه.

رفع وجهها يمسح بقايا دموعها بحنو وصوت منخفض:
_متقلقيش شويه وهرجع نادر هير...

قطع حديثه عندما دلف راشد لداخل المركز يتجه نحوهم مسرعًا يهتف بلهفه:
_تاج حبيبتي.

وقبل أن تمسها يده كان يزيد يخبئها خلف ظهره وقبض على يد راشد بقوه كادت تفتك به وهو ينفضها بعيدًا بقسوه:
_إيدك..إياك تلمسها.

ضغط راشد على أسنانه بعصبيه وغل وهو يمرر يده الاخري فوق يده التي كانت بين قبضة يزيد:
_انتَ أتجننت دي بنتي.

وبلحظه كان يزيد يقبض على ملابسه يقربه منه بشراسه طاغيه وملامح اجراميه متحدثًا بنبرة سوداء خافته:
_انتَ اللى تبقي اتجننت لو فاكر أنها هتمشي معاك عشان لما دا يحصل هتكون دفنتي قبلها.

أسرع احد المحامين بوضع يده فوق يد يزيد محاولًا تهدئته عندما تجمع العساكر حولهم:
_يزيد بيه بلاش عصبيه العصبيه مش ف صالحك دا يعتبر إعتاء عليه ف القسم.

تركه يزيد وهو يدفعه بعنف وبعدها ألتفت ليراها تلتصق بالحائط تضع يدها فوق فمها ودموعها تهبط تكتم شهقاتها من التعالي.

زفر بضيق شديد وهو يقترب منها يحتضنها بقوه يخفيها عن أعين راشد الذي فسر صمتها خوف من يزيد.

خرج أسامه من مكتب وكيل النيابه وهو ينظر للمحامين الحاضرين معه بإبتسامة مستهزئه وتقدم نحو راشد يتحدث معه بعيدًا عنهم قليلًا.

تقدم أحد المحامين من يزيد متحدثًا بصوت منخفض:
_شهادة المدام هتنفعنا، قبل اي حاجه تهدي واحنا هنتعامل جوه وأي شئ نقوله توافق عليه.

لم يكن يريد ان تدخل هي أو تأتي من الأساس لكنه حرك رأسه بالموافقه على مضض وهو يرفع وجهها يمسح دموعها بحزم حاني:
_أهدي ياتاج، أحنا هندخل جوه لو سألوا السلاح دا جه ف شنطتك أزاي قولي إنك متعرفيش عنه حاجه وانك شوفتيه معايا قبل كدا.

حركت رأسها بالرفض وهمت أن تتحدث لكنه قاطعها بصرامه:
_تاج.اللى أقولهولك تسمعيه عشان نخلص ونروح أتفقنا.!

أومأت بالموافقه ونظرت نحو والدها بتوتر وأعادت النظر نحو يزيد:
_طب وانك..انك حابسني.

شبه أبتسامه حزينه ظهرت على وجهه وهو يبعد خصلات شعرها خلف أذنها:
_دا شئ يرجعلك مش هجبرك إنك تقولي حاجه مش عاوزاها قولي اللى هتقوليه.

وتركها بعدما أشار لنادر بأن لأ يتركها وحدها ودلف لمكتب وكيل النيابه ودلف معه محامي واحد فقط.

سمح له وكيل النيابه بالجلوس وبدأ بالأسئلة الذي كان يجيب عليها المحامي بحرفيه وبراعه حتي يخرجه منها بأقل الخسائر حتي أنتهوا على أنها حيازة سلاح بدون ترخيص، تنهد وكيل النيابه مطولًا قبل أن يتحدث مجددًا:
_أي أقوالك على البلاغ المتقدم ضدك من راشد البنداري بيتهمك فيه بأنك حابس بنته بدون رضاها وانها طالبه منك الطلاق وانتَ رافض.
تحدث المحامي نيابة عن يزيد:
_حضرتك مدام تاج واقفه برا ممكن تستدعيها تعرف منها إذا كان دا صح أو غلط.

أومأ وكيل النيابه وهو يأمر أحد العساكر بأن يُحضر تاج وراشد أيضًا.

دلف راشد اولًا ليشتعل وجهه غيظًا من جلوس يزيد الهادئ، أشار له وكيل النيابه بالجلوس على الأريكه ف حين دلفت تاج وجلست على المقعد الموجود بجوار يزيد.

تحدث وكيل النيابه بعدما ألقي نظره على الأوراق التي أمامه:
_مدام تاج، والد حضرتك راشد البنداري مقدم بلاغ بيتهم فيه جوزك يزيد أحمد الشهاوي بأنه حابسك ف البيت بدون موافقتك وكمان أن حضرتك طالبه الطلاق.

نظر راشد نحو أبنته بثقه ف هو متيقن من موافقتها على حديثه هذا خصيصًا بأنها كانت غير موافقه على زواجها منه منذ البدايه وأيضًا بعدما علمت بحقيقة عمله أبناه ويعرف تمام المعرفه بأنها لن تتقبل العيش معه.

رفعت رأسها تنظر نحو وكيل النيابه بهدوء شديد مجيبه:
_كدب..محصلش حاجه زي دي.

أختفت التعابير من وجه راشد وعينه تتسع تدريجيًا بصدمه شلت عقله وهو ينهض بثقل يقترب منها يهزها بعنف وهي تقف قبالته:
_أزاي..انتِ واعيه لكلامك دا أنا ابوكِ

أبعدت يده عنها بقوه وألم ونظرة مُحمله بالخذلان وجهتها نحوه:
_كُنت.

التفتت تنظر لوكيل النيابه تتابع حديثها بقوه وأصرار:
_أنا واعيه وواثقه من كلامي حضرتك، أنا ويزيد مفيش بينا أي مشاكل ولا هو حابسني ولا أنا طالبه الطلاق دل بلاغ كاذب.

أبتسامه بطيئه تسلسلت لملامح وجه يزيد قبل أن ينهض  يحيط بذراعيها يقربها منه بحمايه وقوه وهو ينظر لوكيل النيابه:
_أظن كدا أقدر أمشي.

أرجع وكيل النيابه ظهره للخلف بجديه:
_البلاغ اللى الخاص حبس مدام تاج سقط، لسه حكم المحكمه بخصوص حيازة سلاح بدون ترخيص هتقضي الليله ف الحبس وتروح بكره المحكمه غير إلزامك بدفع عشر آلاف جنيه.

نظر يزيد نحو المحامي الذي أبتسم له بخفه مطمئنًا وجلس مجددًا ليتحدث مع وكيل النيابه ف حين خرج يزيد وهو يمسك بــتاج ويوقفها أمامه يبعد خصلاتها خلف أذنها وطبع قبله أعلي جبينها، أظهر بها أمتنانه لما فعلت ليس لأنها قالت ما قالته بل أمتنانه لبقائها معه.

تحدث راشد بضيق شديد وعصبيه مكتومه:
_تاج..عاوز اتكلم معاكِ شوية.

كانت تريد هذا، أبعدت يد يزيد عنها تتحدث بصوت منخفض:
_دقايق وجايه.

أبتعدت من بين يديه تذهب مع راشد لزاوية هادئة بجانب باب الدخول، زفر هو مطولًا وتحدث بلوم معاتبًا بعصبيه:
_ليه عملتي كدا وقولتي كدا، خايفه منه أنا أقدر أحميكِ ليه تقولي كدا وانتِ مكنتيش راضيه بجوازكم من الأول عملك أي ياتاج مسح بيه عقلك عشان توافقي تفضلي مع واحد زيه..ردي عليا ساكته ليه.

مررت كف يدها على عنقها وعلى وجهها بسمه حزينه قبل أن ترفع عينها تنظر له بقوه لأ تعلم من أين أتتها:
_أقولك أي..جاي دلوقتي تقولي انك قادر تحميني.!
معملتش ليه كدا من الأول بدل ما كنت روحت رمتني ومشيت وانتَ عارف إني مكنتش راضيه عن الجوازه دي من الاول، مكنتش رميت بنتك لحمك ودمك لواحد انتَ عارف حقيقته كويس، واحد اديته بنتك وسيله عشان تاخد مكان ف سوق دايره فيه تجاره قذره على حسابي أنا وحساب حياتي، فين مبادئك اللى كنت بتقعد تعيد فيها ليل نهار وتقولي الشرف والسمعه والأمانه، فين الشرف ف شغلانه سايرة ع الدم فين سمعتك وسمعتي لو أتعرف شغلك القذر نظرة الناس هتبقي ناحيتي أي، انتَ دلوقتي اللى مش قادر ترد عارف أنا رفضت كلامك دا ليه جوه عن الظابط، عشان يزيد مهما كان مش زيك كان ف إيده بدل الفرصه ألف يئذيني وانتَ مقدمني له على طبق دهب بس معملش كدا مكنتش أعرف عنه حاجه ولما عرفت عرفني القليل،كنت ببقي نايمه خايفه يعمل فيا حاجه واقول ليه عملت فيا كدا أنا أذيتك ف أي، سيبك منه هو واحد اللى يربطني بيه ورقه انما انتَ اللى يربطني بيك دم بس دم ملعون مكرهني ف نفسي، من اللحظه دي أنا أبويا مات.

نهت حديثها بعدما أخرجت كل ما بها من حديث وبكاء 
وطاقه، تحركت من أمامه بخطوات بطيئه تحاول بكل جهدها إلا تسقط صارخه الآن،تضع ظهر يديها فوق فمها تمنع بكائها وشهقاتها.

تقدم يزيد منها يحتضنها بأحتواء وندم على حالتها مُحملًا نفسه ذنب ماحدث وما جعلها تصل لحالتها، ليته لم يعرفها ويحبها ليته لم يكن.

                      «        _____       »        

وقف بشرفة غرفته بهذا الدور المرتفع بهذه البنايه الشاهقه يتذكر حديثهم وهم بالسيارة.

فلاش باك.

لاحظت أتجاه السياره ف حمحمت تستعيد صوتها:
_يزيد.

نظر لها بأهتمام لما ستقول لتكمل حديثها برجاء وأستعطاف:
_مش عاوزة أرجع القصر، وديني الشقه اللى روحناها قبل كدا.
نظر لها بأستفهام وأستغراب متسائلًا:
_ليه.
زفرت بتمهل وهي تجيبه:
_هحكيلك لما نروح بس لو سمحت غير الطريق.

باك.

مرر يده على وجهه صعودًا بخصلات شعره قبف أن يرفع وجهه نحو اللاشئ، يفكر بعمق شديد عليه أن يتغير لأجلها ولأجل أبنته وتلك العائله المعلقه برقبته، إن كانت ثبتت التهمه عليه ماذا سيكون حالهم من دونه، أعتبرها أشاره من الله ليفيق.

شعر بيد صغيرة تلتف حوله من الخلف وجسدها يلتصق بجسده ف عناق رقيق، زفر بتمل تلك الفتاه لديها عليه تأثير ساحر لم يمتلكه أحدًا من قبل سوي نور رحمها الله.

رفع كف يدها يطبع قبله رقيقه ف باطن يدها وهو يشدد من أحاطه يدها حوله، يرجع برأسه للخلف حتي لامس رأسها المستنده على صدره كـ رساله خفيه.
«لم يتبقي لي سواك».

ألتفت يكون قبالتها يخبئها بداخل أحضانه ورأسه بتجويف عنقها يستنشق رائحتها الناعمه كـورده رقيقه.

وعلى آثر أنفاسه الدافئه على بشرتها شعرت بتوتر شديد بمعدتها ورجفه داخليه سرت بسائر جسدها، رفعت يدها تحيط بعنقة تزيد من تخبئة نفسها داخل أحضانه، حركاتها الرقيقه واللطيفه تكاد تفقده عقله لكن لم يحين الوقت بعد.

انحنت يده يحملها بخفه لفراش الغرفة وأستلقي بجوارها يجذبها ليقربها منه ورأسها موضوعه فوق صدره ويدها مُلتفه حوله تغمض أعينها بسلام واسترخاء، طبع قبله حانيه فوق وجنتها وهو يمسد على خصلات شعرها ذات الملمس الناعم وأحكم وضع الغطاء فوقها نظرًا لبرودة الغرفة الذي تسبب بها المبرد الهوائيّ.

أغمض عينه براحه وسلام داخلي دقائق مرت لم يحتاج بهم ايًا منهم سوا قرب الآخر منه.

كسر صمت الغرفة متحدثًا بهدوء وكأنه يحادث تولين:
_أحكيلك حكايه.
-بتعرف.؟
_ مش أوي.
-طب أحكيلي.

أرتفع صدره بتنهيده بطيئة قبل أن يتحدث:
_كان فيه ولد صغير حوالي أتناشر سنه الولد دا كان عايش ف منطقه شعبيه وحالتهم تحت الصفر، كان بيحب أخته الصغيره بطريقة متتوصفش وبيحب أمه برضوا بس كان على خلاف دايم مع ابوه بسبب شغله مع واحد مش كويس وابوه أصر عليه يسيب التعليم لأنه مش هيصرف عليه تاني بس الولد موافقذ وكان بيشتغل ويصرف على نفسه وعلى تعليمه، دارت الأيام وأخت الولد ماتت...الولد حاله اتشقلب 360 درجة وبقي وحيد ف حياته ملقاش غير مرات ابوه وجوزها اللى فتحوله بيتهم وجوزها رباه على انه ابنه والولد نسي ماضية وبقي شخص تاني بأسم تاني بحياة مُجبر يعيشها..

نظر نحوها ف وجدها ذهبت ف سبات عميق طبع قبله فوق رأسها قبل إن يتحدث بصوت هامس:
_الولد دا هيرجع ف يوم بس وهو نضيف زي ما كان الأول عشانك وعشان بنته والعيله اللي متعلقه ف رقبته.

أغمض عينه لدقائق قليله قبل ذهابه ف نوم عميق مريح وهادئ لقربها بجواره.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1