رواية جمر الجليد ج2 (وأنصهر الجليد) الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شروق مصطفي


رواية جمر الجليد ج 2 وأنصهر الجليد الفصل الثاني والعشرون بقلم شروق مصطفي 

حاولت سيلا كتم ضحكتها، لكنها لم تستطع، فأردفت بمكر:

"أحم... سيطرة، آه، ما أنا عارفة! بس بلاش تعيشي الدور قوي، وما تردديش الكلمة دي كتير، ما تضمنيش ممكن يحصل إيه!"


ضحكتا معًا، وتابعتا حديثهما، بينما كان الحماس يزداد استعدادًا ليوم الفرح المُنتظر.


"مش فاهمة، بس ما علينا، أنا هقوم أكمل شوية حاجات بسيطة، ومعتز هيعدي علشان نروح أنا وماما نرص الحاجة دي وأتمم على الشقة وخلاص."


سألتها سيلا: "إنتِ مش عاوزة حاجة أعملهالك؟"

ابتسمت مي بحنان: "ما تحرمش منك يا حبيبتي، عايزاكي طيبة دايما."


قالت سيلا وهي تنظر نحو الباب: "بصي، هقفل لأني سامعة حد على الباب، هروح أشوف مين، مع السلامة."


أغلقت الهاتف واتجهت نحو الباب، فوجدت "فاطمة" تغلقه وهي تحمل بيدها حافظة ملابس، بينما كانت السيدة فاطمة تبتسم لها قائلة: "اتفضلي يا حبيبتي، ولا أطلعهولك فوق؟"


نظرت إليها سيلا بدهشة وسألت: "إيه ده يا داده؟"

ابتسمت فاطمة قائلة: "اتفضلي، وانتي هتعرفي."


أخذت منها الحافظة، وما إن فتحتها حتى وجدت بداخلها فستان زفاف! احتضنته بين ذراعيها، وارتسمت على وجهها ابتسامة مفعمة بالحب والسعادة.


ابتسمت فاطمة لرؤية فرحتها وقالت: "ربنا يهنيكي يا بنتي."

ردت سيلا بامتنان: "ميرسي يا داده، أنا هطلع أشوفه."


ركضت إلى غرفتها بسرعة، ثم فتحت الحافظة بحماس، وأخرجت الفستان لتضعه على الفراش، تتأمله بسعادة. كان تصميمه راقيا وأنيقا، مجسما من ناحية الصدر حتى الركبة، ثم ينسدل باتساع قليل بعد ذلك، ومطرزا ببعض حبات اللؤلؤ عند الصدر، مما منحه مظهرا جذابًا.


قطعت تأملها رنّة هاتفها، نظرت إلى الشاشة، فوجدت اسم "حبيبي" يضيء عليها. ردت بلهفة وسعادة، بينما يخفق قلبها بشدة، فهي كانت تظن أنه نسيها، لكنه فاجأها اليوم.


قالت مبتسمة: حبيبي؟

جاءها صوته الدافئ عبر الهاتف: حبيبة قلبي، وصلت الحاجة؟ عجبتِك؟

أجابت بسعادة: "وصلت! وتجنن بجد! مش مصدقة إنك فاكرني و...


قاطعها بحنان: أنا أنسى كل حاجة إلا اللي يخصك إنت يا أجمل عروسة، شوفي ناقصك إيه كمان، بعد ما أخلص شغل أعدي أجيبه، أو ممكن نشتريه سوا بكرة، عاوزك ملكة متوجة.


ردت بحب: حبيبي، ما تحرمش منك يارب، بحبك أوي! هستناك، جاي إمتى؟

أجاب: على المغرب كده، عندي شوية شغل أخلصهم، ومعتز أخذ إجازة، فأنا ووليد هنخلصه.


راودتها فكرة، فقالت بحماس: أول ما تمشي من الشركة، كلمني علشان أجهز.

ضحك وقال: حاضر يا قلبي، مع السلامة.

همست بحب: مع السلامة يا حبيبي.


أغلقت الهاتف، ثم قفزت بسعادة وهي تنظر إلى الفستان مرة أخرى. وضعته على جسدها وظلت تدور حول نفسها، تتأمل انعكاسها في المرآة، حتى دمعت عيناها. تذكرت والدها ووالدتها، وهمست بحنين:


"كان نفسي تشوفوني بفستان الأبيض، وتلبسوني الطرحة... ربنا يرحمكم، يا رب، أكيد حاسين بيا أنا وهمسة."


تنهدت، ثم وضعت الفستان على الفراش مرة أخرى، ونظرت إلى الساعة، فوجدتها تجاوزت الظهيرة.


يدوبك ألحق أجهّز نفسي!


ـــــــــــــ

مساءً، خرج عاصم من مكتبه منهكًا بعد يوم طويل من العمل. جمع متعلقاته وغادر متجهًا إلى مكتب وليد، فتح الباب وأمال برأسه إلى الداخل قائلًا:


"خلاص، أنا فصلت... مش يلا بينا؟"


ثم دخل وجلس أمام وليد بإرهاق، فهتف الأخير مازحًا:


"مين سمعك! أنا كمان تعبت، وهمسة مش سايباني، كل شوية تتصل بيا وتقول: 'أنا هولد، الحقني!'"


نهض عاصم بقلق:


"طيب، وساكت ليه؟ روح بسرعة، ممكن تكون تعبانة!"


قهقه وليد بصوت عالٍ وهو ينهض أيضًا:


"لا، ده العادي اليومي بتاعها! كل ساعة بتقول نفس الكلام، حتى لما أكون جنبها. البنت شكلها شقية شوية... يلا نروح لها قبل ما تتصل..."


قبل أن يُكمل جملته، رن هاتفه، فأشار لعاصم ضاحكًا وقال:


"شايف؟ اهي اتصلت!"


أجاب سريعًا: "جاي، جاي يا حبيبتي، مالك بس؟"


جاءه صوت همسة مُرهقًا ومتألمًا:


"حاسّة إني هولد يا وليد... البيبي بيضرب جامد!"


طمأنها بحنان:


"يا حبيبتي، دي بتلعب معاكي بس، أنا جاي لك مسافة الطريق."


أغلقت معه، ثم سارعت بالاتصال بسيلا طلبًا للدعم، فجاءها صوت الأخيرة متوترًا:


"همسة، حبيبتي، مال صوتك؟"


همسة بألم:


"شكلي هولد يا سيلا، خايفة أوي!"


قهقهت سيلا:


"تاني يا همسة! يا بنتي،ﻧ الدكتورة طمّنتك وقالت إنك زي الفل ولسه قدامك شهر! أمال لو دخلتي التاسع هتولدي على نفسك كده؟"


همسة بصوت طفولي:.... 

الفصل الثالث والعشرون من هنا

تعليقات



×