![]() |
رواية جمر الجليد ج 2 وأنصهر الجليد الفصل السادس والعشرون
في أمسية دافئة يملؤها الحب، جلست سيلا أمام الطاولة وقد أعدّت كل ما يعشقه عاصم من أطباق شهية، وضعت أمامه المائدة بكل حب، تراقب ردود أفعاله وهي تملؤها سعادة خفية.
رفع عاصم نظره إليها فور أن وقعت عيناه على الأطباق الشهية، فابتسم بسعادة واندفاع قائلاً:
"واحشني أكلك أوي بجد، نفسك حلو جدًا، تسلم إيديكِ يا حبيبتي، أكيد طالع نفسك زي مامتك، صح؟"
ضحكت سيلا برقة وهي تجلس أمامه، وقالت بحنو:
"الله يسلمك يا حبيبي، فعلاً، صح! وهمسة كمان زيي وأحسن مني كمان، كنا بنساعد ماما كتير، وهي كانت صبورة معانا جدًا... الله يرحمها."
ساد بينهما لحظة صمت قصيرة، تسلل إليها الحنين والذكرى، قبل أن يقطعه عاصم بنبرة صادقة:
"الله يرحمها يا رب... على فكرة، خلال يومين هنجهز حاجتنا ونروح نزور معتز ومي نباركلهم، وكمان نظبط شوية حاجات، وبعدها نتوكل على الله. أنا وعدتك إننا هنعمل عمرة لأهلينا، وأنا كمان هعمل لوالدي، رحمه الله."
تأثرت سيلا بكلماته، فربتت على كف يده برقة وهمست:
"إن شاء الله، حبيبي."
وضع عاصم أول لقمة من المكرونة بالبشاميل في فمه، فاندمجت طبقاتها الكريمية مع مذاق اللحم المتبل والجبن الذائب. كانت الصلصة ناعمة، تغلف المكرونة بسلاسة، بينما أضفت القشرة الذهبية المقرمشة لمسة مثالية. شعر بدفء النكهات يملأ حواسه، فاستسلم للاستمتاع، يأخذ لقمة تلو الأخرى بنهم وسعادة. لم يستطع مقاومة التعبير عن إعجابه، فهتف بحماس: "تسلم إيديك!"
نظرت إليه سيلا بحب وسعادة تغمر ملامحها، ثم همست برقة:
ألف هنا على قلبك، حبيبي.
لم تكتفِ بكلماتها، بل أخذت قطعة من البطاطس المقرمشة وأطعمته إياها بيديها، فالتقطها بابتسامة محبة، مستمتعًا ليس فقط بالمذاق الشهي، بل بوجودها الدافئ في حياته.
تفاجأت مي بأن الأرز قد امتص الماء وأصبح شكله غريبًا بعض الشيء، فظلت تتمتم بقلق:
— "هو شكله كده ليه؟ ليه معجن كده؟!"
بدأت تقلّب الأرز في القدر، وهي تحدّث نفسها:
— "ده لا ينفع حتى أكل البط! لازم أعمل غيره بسرعة."
بحركة سريعة، تخلّصت من الأرز وأعادت الكرّة، هذه المرة أضافت الزبدة وقليلًا من الزيت، ثم وضعت الأرز في القدر مجددًا، ولكن فجأة شهقت بصدمة، وضربت الأرض بقدميها بانزعاج:
— "ياااااه! أنا إزاي نسيت أغسله؟! لساني كان لازم يفلت وأقول إني هعمل الغدا؟!"
وبدون تفكير، تخلّصت منه مجددًا، ثم أخذت كمية جديدة، قائلة بإصرار:
— "الثالثة ثابتة... هيأكلوا يعني هيأكلوا! مش هتعب كل ده وفي الآخر محدش يأكل! اصبر عليا يا معتز..."
وبعد معركة طويلة في المطبخ، انتهت مي من الطهو، لتجلس منهكة كأنها خرجت من حرب وليس من إعداد وجبة.
شعرت بحاجة ملحّة للاسترخاء، فاتجهت إلى الحمام لتأخذ حمامًا دافئًا وتبدّل ثيابها. بعد ذلك، حاولت إيقاظ معتز ليشاركا الطعام معًا:
— "زيزو، اصحى بقى، يلا!"
لكن معتز تململ في نومه وقال بتكاسل:
— "امممم... سيبيني نايم شوية كمان."
ردّت مي بنبرة شبه غاضبة:
— "لا، يلا بقى، أنا جعت أوي! هنزل، وانت انزل ورايا بسرعة!"
نزلت إلى المطبخ وبدأت في تزيين الأطباق بطريقة تبهر العين، مقتدية بالمقولة: "العين تأكل قبل الفم."
وضعت الأرز في الصحون على هيئة نجمة، وأعدّت قالب بطاطس مزينًا ببعض الأوراق الخضراء، إلى جانب كأسين من المشروب الطبيعي.
دخل معتز في اللحظة التي كانت تضع فيها اللمسات الأخيرة على المائدة. وما إن رأى الأطباق حتى أطلق صفيرًا طويلًا إعجابًا بجمالها، ثم اقترب ليطبع قبلة خفيفة على وجنتها، قائلاً:
— "واااو! إيه التحفة الفنية دي؟! تسلم إيديك مقدّمًا."
جلست مي إلى جانبه، وهي تشعر بالفخر لإنجازها الأول في عالم الطهي. راقبته بترقّب بينما بدأ بتناول الطعام، لكنه سرعان ما توقّف عن المضغ، وبدأ يقلب بالملعقة، يبحث عن شيء ما.
نظرت إليه مي باستغراب:
— "احم... بتدور على إيه يا حبيبي؟"
أجاب معتز بعفوية وهو يحاول اصطياد قطعة بطاطس عائمة داخل الصلصة:
— "مش عارف، يا مي... بس بالله عليكي، ساعديني بالمعلقة! بحاول أمسك البطاطساية دي، وهي مش عاوزة تتثبت! ده غير الحاجات اللي عايمة معاها!
شعرت مي بإحراج شديد، لكنها تمالكت نفسها وقالت بحماس مصطنع:
— المهم جرب الأرز! هتحبه أكيد!
وما إن وضع معتز الملعقة في فمه حتى واجه معركة جديدة، إذ كان الأرز غير ناضج تمامًا. لكنه لم يشأ أن يحرجها، فابتلعه بصعوبة، وقال بصوت مختنق:
— جمييييل... بس، هاتي الفراخ بسرعة! يمكن تكون نجت من الليلة دي!
ثم أمسك بالسكين والملعقة، وقال بنبرة محاربة:
— ولا، بلاش... هاصطادها بنفسي! شكلها غرقت في الصلصة، بس أنا مش هسيبها... عليَّ وعلى أعدائي!
ضحكت مي بحرج، بينما ظل معتز يحاول جاهداً إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوجبة، وسط مغامرة طريفة لا تُنسى.
خلال اليومين التاليين، خاضت مي مغامرة طهو جديدة، جربت خلالها إعداد العديد من الأطباق. بعضها نجح، وأثار إعجاب معتز، بينما شهد البعض الآخر إخفاقات طريفة، فتارة تضع الملح بزيادة، وتارة تحرق الطعام، وأحيانًا لا يكون الأكل قد نضج بالكامل. ورغم ذلك، كانت عزيمتها قوية، وأخذت تستمتع بالتجربة رغم الأخطاء.
في خضم انشغالها بالمطبخ، زارها سيلا وعاصم لمشاركتهما فرحة الزواج، وكانت الجلسة مليئة بالأحاديث والضحكات. لم يمر وقت طويل حتى انضم إليهم وليد وهمسة، التي كانت قد دخلت في شهرها التاسع، وقد قلت حركتها بشكل ملحوظ بسبب ثقل الحمل.
وسط أجواء دافئة، ناقش الجميع خطط السفر، وتم الاتفاق على موعد الانطلاق في اليوم التالي لأداء مناسك العمرة.
انشغلوا بتجهيز الحقائب وترتيب كل ما يلزم، وقضوا المساء معًا في وداع همسة ووليد، اللذين بقيا في المنزل، بينما استعد معتز ومي للرحلة الروحانية.
وفي الصباح، انطلقا معًا، مليئين بالشوق والرهبة، متوجهين إلى بيت الله الحرام، في رحلة طال انتظارها، يملؤها الأمل والخشوع.
...
بعد مرور خمسة عشر يومًا من أداء العمرة، أنهى وليد وزوجته همسة رحلتهما المباركة، وعادا إلى ديارهما، حيث كان من المفترض أن يكون وليد بانتظارهما. ولكن عندما وصلا، لم يجداه في استقبالهم.
حاولوا الاتصال به مرارًا حتى رد أخيرًا، وكان صوته يحمل توترًا وقلقًا شديدًا:
عاصم، آسف جدًا، كنت جاي بس... همسة بتولد! مش عارف أتصرف، أخدوها مني ولسه ما طلعتش... أنا خايف جدًا عليها.
حاول عاصم تهدئته وهو يسأله عن اسم المستشفى التي يوجد بها، وما إن أخبره وليد حتى قال له بطمأنينة:
خلاص، اهدأ، كل شيء هيكون كويس، إحنا جايين في الطريق ليك.
تأسف وليد مرة أخرى، لكن عاصم وبّخه بحزم وود:
انت عبيط يا بني؟ إحنا إخوات، مفيش آسف، يلا سلام.
أغلق وليد الهاتف بتوتر، وخاصّة عندما عاد ببصره إلى همسة، التي كانت ممددة على السرير، غارقة في سائل الماء الذي انسكب حولها، فاقدة للوعي تمامًا. شعر برعب شديد، وجلس على أقرب مقعد، غير قادر على حمل نفسه من الصدمة، واضعًا يديه على رأسه، بينما يتمتم بدعاء متضرع:
يارب تقوم بالسلامة... يارب هي والبيبي يكونوا بخير، يارب.
استعاد بعضًا من شريط الأحداث، متذكرًا ذلك الصباح عندما استيقظ بجانبها وهو يرتدي ملابسه استعدادًا لتوصيل أولاد عمه، عندما رن هاتفه وكان المتصل معتز، يخبره أنهم اقتربوا من الوصول. التفت حينها إلى همسة، التي كانت غارقة في النوم، فعدل من ثيابه بهدوء، لكنه فجأة سمع تأوهات خافتة تخرج منها، فتوقف، واقترب منها هامسًا بقلق:
همسة... مالك؟ تعبانة؟
لم ترد عليه، وكأنها في عالم آخر. فزاد قلقه، وأخذ يهزّها برفق وهو يناديها:
حبيبتي فوقي، انتي بتحلمي ولا إيه؟ همسة، فوقي!
بدأت ملامح وجهها تنكمش بألم، ثم فتحت عينيها بصعوبة وهي تتأوه قائلة بوهن:
مممم... وليد، خليك جنبي، ما تسبنيش.
شعر بالقلق أكثر وسألها:
حاسّة بإيه طيب؟
أجابت بصوت ضعيف:
مش عارفة... حركات غريبة، كأنه بيعوم جوه بطني، وبيتشقلب.
حاول تهدئتها وهو يمسك يدها:
مش هتأخر، هجيبهم وأرجع على طول، بكتير ساعة.
ابتسمت له همسة رغم ألمها، واستدارت على جنبها محاولة تحمّل الوجع، فوافقته:
حاضر.
لكن بعد رحيله شعرت بركلة قوية داخل بطنها، فتقلبت على ظهرها من شدة الألم، ثم انفجرت في بكاء صامت. زاد الألم أكثر، وشعرت بنزول السائل دفعة واحدة، بينما وليد كان قد اتجه نحو الباب للخروج. حاولت مناداته لكنه كان قد غادر بالفعل، ولم تملك سوى إطلاق صرخة عالية:
آه...!
ثم صمتت فجأة، وفقدت وعيها تمامًا.
بمجرد أن سمع وليد صرختها، انتفض في مكانه، وكأن لدغة عقرب أصابته، فهرول عائدًا إليها، ليجد السرير مبللًا بالكامل تحتها، وهي تأخذ أنفاسًا متقطعة، بينما صدرها يعلو ويهبط بسرعة. تمتمت بصوت متحشرج:
أنا بولد... وليد... وليد اسمعني، لبسني أي حاجة...
حاولت أن تكمل كلامها لكنها شعرت بروحها تنسحب، فحاولت أن تفيقه من صدمته وهي تشير إلى حقيبة صغيرة بجوارها:
وليد، لبّسني... وهات الشنطة دي...
أشارت إلى الحقيبة التي وضعا فيها ملابس المولود التي اشترياها معًا. ثم همست بصوت خافت قبل أن تغيب عن الوعي مجددًا:
ودّيني المستشفى... بسرعة...
شعر وكأن قلبه سينفجر من الرعب، فأسرع يُلبسها أي شيء وجده أمامه، ثم حملها برفق وركض بها إلى السيارة، واضعًا الحقيبة بجانبها. أثناء القيادة، هاتف طبيبتها، التي أخبرته أنها بالمستشفى وستجهز غرفة العمليات فورًا.
ما إن وصل حتى استلمها الطاقم الطبي بسرعة، وذهبت إلى الداخل، بينما وقف في الخارج متوترًا، لا يستطيع التحكم في مشاعره. لم يكن يعي الوقت، فقد مرّ كأنه دهور، حتى أيقظه من شروده صوت بكاء طفلٍ عالٍ قادم من الداخل.
وقف فجأة، واقترب من باب الغرفة، وقلبه ينبض بسرعة غير مسبوقة. لحظات قليلة، ووصل عاصم، وسيلا، ومي، ومعتز، الذين حضنوه محاولين تهدئته.
سألت سيلا بلهفة:
وليد، محدش خرج لسه؟ معقول كل ده؟
أجاب بصوت مرتعش، وعيناه ممتلئتان بالدموع:
أنا سمعت صوت البيبي بيعيط جامد أوي... بس لسه محدش خرج... هموت من القلق... حد يطلع!
ربّت عاصم على كتفه مهدئًا:
معلش، دلوقتي يطلعوا ويطمنونا، اهدى.
تدخلت مي بابتسامة مشجعة:
إن شاء الله خير.
ثم قال معتز:
اهدأ، هنطمن عليها دلوقتي.
بعد دقائق، خرجت ممرضة تحمل بين يديها لفة صغيرة ملفوفة بغطاء وردي، فابتسمت قائلة:
تتربى في عزكم، يارب... حد يأذن لها في أذنها.
لم يهتم وليد بأي شيء سوى همسة، فسألها بلهفة:
وهمسة؟ ليه مخرجتش كل ده؟ طمنيني أرجوكِ!
أجابته الممرضة بعملية:
هي كويسة، الحمد لله، كانت ولادتها صعبة شوية، الدكتورة هتشرحلكم، هي دلوقتي بتفوق، وهتتنقل غرفتها قريبًا. يلا، أذّن للبنت.
أخذ وليد ابنته بين ذراعيه بحب، وقربها من وجهه، وأذّن في أذنها، ثم سلّمها مجددًا للممرضة، التي أخبرته أن طبيب الأطفال سيكشف عليها قبل أن تعود إلى والدتها.
هنّأه معتز بابتسامة:
مبروك حبيبي، تتربى في عزك.
أخذه عاصم في حضنه قائلًا بفخر:
بقيت بابا يا وليد.
هتفت مي وسيلا في نفس اللحظة:
مبروك، مجالك!
مسح وليد دموعه وهو يقول بسعادة:
عقبالكم يا رب، وشكرًا بجد على وقفتكم جنبي.
أخبرهم معتز أن عامر قادم بأول طائرة من الغردقة مع الأولاد.
بعد قليل، انفتح الباب، وخرجت الطبيبة، وعلامات الإرهاق واضحة عليها، لكنها ابتسمت لهم قائلة:
مبروك، مجالك تتربى في عزكم.
سألها وليد بلهفة:
الله يبارك فيكِ، بس طمّنيني، هي عاملة إيه دلوقتي؟
أخذت الطبيبة نفسًا عميقًا، ثم زفرته قائلة:
كانت ولادة صعبة، المياه نزلت كلها، والحبل السري التفّ حول البيبي، ولو ما جت بسرعة كان البيبي في خطر، لكن الحمد لله، قدرنا نلحقها، وهي بخير دلوقتي، في حالة الإفاقة، وشوية وهتنتقل لغرفتها.
تنهد وليد براحة، ورفع يديه للسماء داعيًا:
يا الله، الحمد لله، يا رب... ألف حمد وشكر ليك على نجاة زوجتي وبنتي.
ثم التفت إلى أصدقائه قائلًا:
أنا رايح أصلي ركعتين شكر لله في الجامع القريب.
وتركهم، وقلبه ممتلئ بالامتنان والخشوع.
.ذهبت كلٌّ من مي وسيلا إلى غرفة حديثي الولادة، حيث اصطفّت الأسرة الصغيرة خلف الزجاج الشفاف، ينام عليها أطفال في منتهى البراءة، بعضهم يغطّ في نوم هادئ، بينما يبكي آخرون، ومنهم من يتلوّى جوعًا ويفتح فمه الصغير كأنه يبحث عن طعام. كانت أسِرّة الذكور مغطاة بملاءات بلون السماء، بينما كانت الإناث تستلقين على أسرّة مزينة بأغطية وردية ناعمة، ومن بينهم كانت الطفلة الصغيرة، ابنة وليد وهمسة، نائمة كالملاك، وجهها المستدير محاط بزغب ناعم، وشفتيها الصغيرتين مزمومتين في هدوء.
وقفت مي وسيلا تحدقان بالمشهد بعيون مليئة بالمحبة والانبهار، حتى شعرتا بيدين دافئتين توضعان على أكتافهما، فالتفتت سيلا لتجد عاصم يبتسم لها، وهو يهمس بحماس:
عقبالنا، بس أنا عاوز دُستة، أقل حاجة!
قهقهت سيلا مرة واحدة، ثم نظرت إليه بتحدٍّ:
دُستة؟! ده العيل الواحد بيجي بعد طلوع الروح!
ابتسم عاصم وهو يعقد ذراعيه أمام صدره، ويرد بإصرار طفولي:
ملّيش دعوة، أنا عاوز عيال كتير حواليا!
ضحكت سيلا وهي تهزّ رأسها في مزاح، وعاد كلاهما ينظران إلى الأطفال بنظرات حالمة، كأنهما يرسمان في مخيلتهما صورة لطفلهما المستقبلي.
على الجانب الآخر، كان معتز قد سحب مي إلى حضنه برقة، وعيناه تتأملان الأطفال بإعجاب، ثم همس لها وهو يشدّها إليه أكثر:
نفسي في بنوتة شبهك...
ابتسمت مي وهي تضع يدها فوق يده التي تحيط بها، ثم همست بصدق:
وأنا كمان بحب البنات أوي... ربنا يرزقنا، ويرزق كل مشتاق، يارب.
غرقا في لحظة من الأمل، بينما كانت أصوات الأطفال الصغار تتردد من خلف الزجاج، وكأنهم يباركون تلك الأمنيات الصادقة.
انتظرو الجزء الثالث الفصل الاول من هنا