رواية حرية مقيدة الفصل العشرون 20 بقلم شهد السيد


 رواية حرية مقيدة الفصل العشرون 

أيدي رقيقه وصغيره تضربها بخفه على وجهها وصوت منخفض بالقرب منها يتحدث:
_مامـي، مامـي أصـصحي نمتـتي هنا ليه.

فتحت أعينها ببطئ وهي تنظر حولها ليقع نظرها على الشرفه التي قد نستها أمس مفتوحه وضوء النهار وأشاعة الشمس تملئ الغرفة، أغلقت أعينها من جديد تتجنب أشاعة الشمس وتحدثت بصوت مبحوح به أثر النوم:
_صحيت يا حبيبتي.


تقدمت تولين تقبلها بأبتسامة:
_وحشتـتيني.


ضمتها تاج لأحضانها بأشتياق وحنو تقبلها برقه:
_وانتِ كمان ياروحي وحشتيني أوي.

أبتسمت تولين وهى تنظر نحو يزيد النائم:
_هو بـبابي ناام هـهنا لييه.

مسدت على رأسها وهى تطبع قبله حانيه فوق خصلات شعرها:
_كان جاي من الشغل تعبان ف نام هنا.

تابعت حديثها بعدما رفعت رأس تولين من أحضانها:
_دلوقتي بنوتي الشاطره تدخل تغسل وشها وسنانها وأنا هاجي اساعدك تلبسي يونيفورم المدرسه عشان متتأخريش ديل.؟
أبتسمت تولين تقبل تاج قبل أن تنهض:
_ديل يامامـمي.

فور أن تأكدت من مغادرة تولين للغرفة نظرت نحوه، أبتسامة حب لمعت بأعينها قبل شفتيها وهي تتأمل تفاصيل وجهة التي ترسمها أصبعها بحركه خفيفه قبل أن تختفي أصابعا داخل خصلات شعره التي أبعدها للخلف عدة مرات مستمتعه بملمسها بين أصابعها، أبعدت أصابعها تحمحم بهدوء وهى تهتف بأسمه:
_يزيد..يزيد أصحي..قوم كمل نوم جوه طيب.

-طب لو نمت جوه هتفضلي تبصي لمين وتلعبي ف شعره.

تحدث بما قاله وهو مغمض العينين ومازال على وضعه وأرتسمت على وجهه ابتسامه بطيئة جانبيه.

عضت على شفتها السفليه قبل أن تبعد رأسه عن قدمها ونهضت سريعًا تجمع خصلات شعرها للخلف متحدثه بأرتباك:
_ماا مكنتش ببصلك أو جيت جمب شعرك أصلًا.

أمال رأسه ليمين يفتح عينه وينظر نحوها وهو مبتسم:
ما أنا عارف بأمارة صابعك اللى كان بيرسم ملامح وشي.

انكمشت ملامح وجهها كأنها ستبكي قبل أن تضرب الأرض بقدمها بقوه وهي تحرك يدها:
_يووه هو كل يوم كدا..متتكلمش معايا تاني.

أنهت حديثها تركض نحو غرفة تولين وهو أعتدل بنومته يضحك عليها وبعثر خصلات شعره بيديه وارجعها للخلف وهو يمرر يده على وجهة كي يستفيق ونهض نحو غرفته يغتسل ويبدل ملابسه للذهاب لعمله.

بينما هي جهزت تولين للذهاب لمدرستها وأوقفتها أمام المرآة تنظر لما تفعله يديها بتركيز وتدقيق وبعدها أمسكت شريط مطاطي مرصع بالفوص تضعه بنهاية تلك الجديلة الفرنسيه التي جمعت بها شعر تولين الذهبي وأبتسمت لها بالمرآة وهي تحتضنها وتقبل وجنتها بقوة:
_بنوتي أحلي من القمر.

أبتسمت تولين بسعاده وحماس وهى تلتفت لتكون بمواجهة تاج:
_تعـعرفي شـشعري لوونه زي مـمين.
رفعت تاج أعينها للأعلي متصنعه التفكير وبعدها نظرت لتولين بحيرة:
_لأ معرفش.
أشارت لها تولين بالأنحناء فأطعتها وهبطت لتضع تولين يدها حول أذن تاج وتحدثت بهمس:
_زي مامـا، عـعيوني وشعـعري زي مامـا اللى عـعند ربـبنا.

أبتسمت تاج بحنين وعطف وهي تضمها لأحضانها بشده وتحدثت بصدق:
_حبيبتي ربنا يرحمها وإن شاء الله هتشوفيها ف الجنه.

دقات مُنتظمه على باب الغرفة وبعدها تم فتحه وتقدم يزيد للداخل خطوتين لتظهر طلتة بعدما ارتدي ملابسه ليذهب لعمله مرتديًا بنطال أسود وقميص كحلي يديق على صدره وذاعيه وأكمام القميص مرفوعه لساعديه بأبتسامة حانيه تحدث:
_حبيبة بابا جهزت.؟

أندفعت تولين نحوه تحتضنه وهو يحملها وبعدها أشارت على رأسها بسعاده:
_مامي تـتاج عمـملتلي ضفـفيره.
طبع يزيد قبله رقيقه على وجنتها المُحمره بلطف:
_قمر ياحبيبتي، يلا هاتي شنطتك عشان الباص تحت.
هبطت تولين وامسكت بحقيبتها تعطيها ليزيد وبعدها أحتضنت تاج بقوه:
_سلاام يا مامـي.
ضمتها تاج لأحضانها تقبل رأسها بأبتسامة:
_سلام ياروح مامي، خلصي أكلك كله يا تولي وحطتلك كيك شوكلت كمان.

قبلتها تولين بسعاده وركضت تتعلق بيد يزيد الذي أصتحبها للأسفل حيث حافلة مدرستها وتأكد من جلوسها ووقف يتابع أبتعاد الحافلة وتولين التي تلوح له من النافذه، وتاج تتابعهم بإبتسامة كبيره من شرفة المنزل وبعدها دلفت تغلق الشرفه واتجهت نحو غرفتها تخرج ملابسها تضعها على الفراش أستعدادًا لذهابها لجامعتها.

وجدت باب الغرفة يُفتح ويزيد يدلف للداخل بهدوء، صكت على أسنانها بأغتياظ وضيق وهي تشير نحو باب الغرفة:
_الباب دا لازمته أي، مش تخبط قبل ما تدخل.

أبتسم ببرود وهو يضع يده بجيب بنطالة بثقة:
_أنا مبخبطش، بدخل على طول.

كادت تتحدث ليقاطعها مشيرًا نحو ملابسها:
_رايحه فين.
أبتسمت بأصفرار وهي تعقد يدها:
_الجامعه، أمتحاناتي قربت.
هم ليتحدث هو لكنها قاطعته برفض:
_ومتقولش هتوصلني عشان مش هركب.

صدرت منه ضحكه صغيره على ثقتها وتحدث بأستفزاز وهو مبتسم:
_جايبه منين الثقه دي أنا اللى مش فاضي عشان اوصلك كنت هقولك الحرس هيروحوا معاكِ ودا شئ مفيهوش نقاش.

أنهي حديثه وغادر ومن فرط غضبها ضربت مقدمة الفراش لتصرخ بألم وهي ترفع قدمها تمسكها بيدها تتأوه وهي تجلس على الفراش من تحدثت بحقن:
_يارب قميصك اللى هيتفرتك عليك دا يتقطع.

وقفت تلتفت حولها بتوتر وأرتباك ممزوجين بالخوف تلعن نفسها وقراراتها وموافقتها على مقابلة ذلك الشبح التي لم تعرفه حتي الأن.

حسمت أمرها على العوده فقد تأخر خمس دقائق عن معاده المحدد الذي قاله برسالة أمس بعدما أعتذر بأن حدثت له ظروف طارئه منعته من مقابلتها.

التفتت وهي تخطو خطوه واحده ف طريق العوده لتجد بوق سيارة بجانبها التفتت وقلبها دقاته تتصاعد بجنون لتُفتح نافذة السيارة ورأت نادر الحارس الشخصي ليزيد شقيقها زفرت بتمهل وهي تهدئ ضربات قلبها ف حين تحدث هو:
_حضرتك رايحه فين ياهانم.

توترت سندس بالحديث تحاول أختراع أي كذبه وتحدثت بما جاء بعقلها:
_كـكنت بشتري حاجات ليا وراجعه البيت تاني.

مد يده يفتح الباب المجاور له وتحدثت بهدوء:
_اتفضلي اركبي أوصلك.

لم تتردد وصعدت لجواره وهى تزفر بقوه وتنظر من نافذة السيارة، هو من تأخر هي ليست بالمذنبه.

تحدث نادر يكسر الصمت وهو ينظر ليدها الفارغه من الحقائب:
_فين اللى حضرتك اشتريتيه.

نظرت ليدها بتوتر من جديد وصمتت لدقيقتين وتحدثت:
_ملقتش اللى كنت عاوزاه.

همهم وصمت ف تحدثت هي بأستغراب وهى تنظر حولها:
_إحنا فين.

أوقف السياره بجانب الطريق والتفت لها بكامل جسده وزفر مطولًا قبل أن يتحدث بهدوء:
_أنا صاحب الورد والرسايل ياسندس.

لحظة حتي بدأت عينيها بالتوسع شيئًا فـشئ وعجز لسانها عن الحديث، نادر.!
شخص لم تكن تتوقعه أو يأتي ببالها حتي وإن كانت ستخمن من هو الشخص، من يحبك يكوم أخر شخص تتوقعه أو لأ تتوقعه من الأساس.

أبتسامه صغيرة ظهرت علة وجهة القمحي وأكمل:
_ عارف أنك مصدومه بس الشخص اللى كان بيبعتلك ورد طول الفترة اللى فاتت وبرميلك الجوابات ف البلكونة بتاعتك، أنا بشتغل مع يزيد بقالي ست سنين كنتِ وقتها أتنين وعشرين سنه ومع جوزك لسه، طردتك من دماغي وكل مره تصادف اني اشوفك كنت بودي وشي الناحيه التانيه لحد ما مات جوزك وسمعت بمعاملته معاكِ وكنت مع يزيد باشا لما راح يجبلك حقك منه لما ضربك بالقلم ساعتها كنت عاوز أكمل عليه بعد يزيد بس منعني، دايمًا كنت شايف معاملته الجافه معاكِ وقلة كلامه لما بتيجوا زيارة البيت وكنت دايمًا بقول أنه اختيار غلط، ولما مات حسيتها أشارة من ربنا بيقولي فرصتك، أنا عارف إني مش كويس بالحد اللى تستحقيه بس مسيري أتغير، كلامي ممكن متقبليهوش ودا حقك ومش عاوز منك كلام لو قبلتي كلامي هتلاقيني.

أنهي حديثه معبرًا عما كان بداخله وأدار محرك السيارة يقودها مسرعًا حتي اوصلها المنزل وتأكد من هروبها للداخل وغادر نحو مقر شركات بعدما ألقي نظرة ع العمال وما توصلوا إليه من إقامة الحفل.

راقبت وصول تلك السيارة الباهظه التي توصلها لجامعتها يتبعها سيارة حراسه أمامها وخلفها.
أمسكت حقيبتها أستعدادًا للهبوط لتجده يدلف بالسيارة لداخل الجامعه وهذا غير مسموح سوي للمعيدين والعميد فقط.

تفاجئت واسرعت تتقدم بجلستها تهتف بتوتر:

_رايح فين اقف أنا هنزل هنا.
تحدث السائق بجدية وعمليه:
_تعليمات يزيد بيه اوصلك لحد جوه والعميد معاه خبر بـ دا.

ظلت متصنمه للحظات وقبضت على أصابع يدها ببطئ وهي تنظر بجانبها تتابع أعين الطلاب التي انتقلت على تلك السياره بأهتمام ليروا من بها نظرًا لأن زجاج السيارة مشفر هي تستطيع رؤية من بالخارج والعكس غير ممكن.

شعرت بأنعقاد معدتها والأرتباك من أنها ستهبط أمام تلك الحشود.
توقفت السياره أمام حديقة الجامعه وأول طاولة كانت طاولة نرمين ويامن الذي أنصب كامل تركيزهم على السيارة.

هبط السائق وفتح الباب لها وتنحي جانبًا، أستجمعت شتاتها وهبطت بهدوء شديد لتظهر طلتها الرقيقه بداية بحذائها الرياضي وبنطالها الأسود وتيشيرت أبيض يعلوه سترة تركتها مفتوحه بها مربعات من اللون الأحمر والاسود وخصلاتها كعادتها منسدله على ظهرها وكتفيها.

أمسكت بحقيبة ظهرها التي تضع بها متعلقاتها تضعها على ظهرها وألتفتت للسائق تشكره بخفوات وسارت بخطوات سريعه بعدما القت نظرة على نرمين التي نهضت عن مقعدها واعينها تتابع تاج بصدمه.

رأت ريهام التي كانت تشاهد هي الأخري فـ تقدمت منها على الفور تبتسم بتوتر:
_واقفه ليه.

ضحكت ريهام بخفه وهي تعقد يدها وتنظر لتاج بأبتسامه:
_بتفرج..أيوه ياعم بقينا نركب مرسيدس بكره معرفش اكلمك وتقطعي علاقتك بيا.
ضربتها تاج على ذراعها بلوم وعبست ملامحها بلطف:
_أي ياريهام اللى بتقوليه دا، أنا كدا برضوا دا أنا معنديش غيرك.
جلست ريهام قبالتها على الطاوله متجاهله الأعين التي تنظر نحوهم:
_انتِ أنضف واحده عرفتها والله سواء مستوي أو نفسيه، سيبك انتِ الحلزونه دي هتولع.

وضعت تاج حقيبتها جوارها بلامبالاه متحدثة:
_ولا تفرق معايا مش طيقاها أصلًا بعد اللى عملته.
ضربتها ريهام بمرح غامزه:
_ما انتِ خدتي حقك تالت ومتلت.
تحدثت تاج بسخريه وهي تشير لأحد العاملين بالقدوم:
_ليه شوفتيني جبتها من شعرها.

أملت على العامل ما تريد وغادر لتتحدث ريهام وهى تكمل مشروبها:
_دي لسه مخلصه الفصل اللى كانت وخداه امبارح.


عقدت تاج حاجبيها بأستغراب:
_فصل أي.؟
تركت ريهام المشروب بتساؤل:
_مش انتِ قدمتي فيها شكوه للعميد أخدت فيها فصل أسبوع.؟
اشارت تاج لنفسها بصدمه وصوت مرتفع بعض الشئ:
_أنا.!!
وضعت ريهام يدها على وجنتها تمليها ما تعرفه:
_آه والله ياختي دا اللى عرفته.

تراجعت تاج بظهرها تستند على ظهر المقعد بحيره لدقائق قصيره قبل أن تتسلل لوجهها أبتسامه بطيئه وتحدثت بهمس مسموع:
_يزيد.
عقدت ريهام يدها على الطاوله بتساؤل قرئته تاج لتكمل حديثها موضحه بأبتسامة لم تستطيع أخفائها:
_يزيد أكيد اللى عمل كدا، انا لسه عارفه منك حالًا حوار الفصل والشكوه دا.

أصدرت ريهام حركة شعبيه بفمها وهي تبتسم:
_يابختك بـ يزيد دا والله حاجه كدا سوبر مان.

ضحكت تاج على حديثها وهى تتحدث بعتاب من بين ضحكاتها:
_يابت دا ضارب اخوكِ.!
دا أنا مكسوفه أسألك عليه.

لوحت ريهام بلامبالاه وهى تنظر حولها بحثًا عن خطيبها:
_ياستي بلا مكسوفه تتكسفي من إيه ماهو حشري ويتساهل أتدخل بقلب جامد مع واحد لما شوفته قلبي وقف.

أكملت تاج ضحكها على حديث ريهام قبل أن تشعر بظل بجانبها.
رفعت أعينها لتجد رهف، تلك التي طالما أحتار أمرهم بكيفية صداقتها مع ريهام ويامن، نهضت تاج تصافحها وتقبلها لتتحدث رهف بأبتسامة:
_أي يابنتي محدش بيشوفك ليه تيجي يوم وتغيبي أسبوع دا إحنا حتي داخلين على امتحانات.

أبتسمت تاج بهدوء وهى تحاول كبت ضحكاتها على حركات ريهام بالتوعد لها:
_ظروف يارهف إن شاء الله هحاول أنتظم الأسبوع دا.

أبتسمت رهف وهى تنظر نحو ريهام التي بادلتها بأبتسامة سمجه بدون سبب:
_ربنا معاكِ، ابقي تعالي اقعدي معانا.

حركت تاج رأسها بالموافقه وودعتها بصعوبه وهي تكتم ضحكاتها لتجذبها ريهام بعنف لتجلس من جديد وضحكت بقوه أكبر وريهام تنظر نحوها بضيق.
دق هاتفها برقمه لتجيب وهي تحاول تهدئة ضحكاتها:
_أيوه يا يزيد.
أبتسم لسماعه ضحكاتها وتحدث بهدوء:
_وصلتي.
-آه بقالي عشر دقايق.
_حمدالله على سلامتك.
-الله يسلمك.
_هتخلصي امتي.
-هروح مع صاحبتي.
_صاحبتك مين.
- واحده اسمها رهف...
انقطع حديثها وتأوت وهى تضحك رغمًا عنها من انفعال ريهام الذي زاد ف ابعدت الهاتف عن اذنها قليلًا:
_وحياة أمك ضرب لأ صاحيه عضمي كله مكسر وماقادره أحرك رقبتي.
نهضت ريهام بأنفعال وهى تمسك بحقيبتها:
_اضحكي اضحكي وديني لربيكِ

وتركتها تغادر نحو المدرج قربت تاج الهاتف من أذنها و امسكت بحقيبتها تلحقها سريعًا تحاول إيقافها:
_هكلمك بعدين عشان عندي محاضره.

عادت رهف للجلوس بجانب يامن ونرمين لتهتف نرمين بغل وحقد:
_والله عال يارهف هانم رايحه تتكلمي وتضحكي مع دي.!
وكنتوا بتقولوا أي بقي.؟

أجابتها رهف بهدوء وهى تنظر بشاشة هاتفها:
_عادي يعني يا نرمين سلمت عليها وجيت.

همت نرمين أن تتحدث ليلفت أنتباهها يامن الذي ثبت نظراته فوق تاج لتضرب الطاولة بغضب شديد:
_بتبص على أي انتَ كمان.

فزع يامن وتحدث بعدم فهم:
_فى أي يانرمين خضتيني.

أمسكت بهاتفها وحقيبة يدها ومفاتيح سيارتها وتركتهم ونهضت تسير خطوتين قبل إن يلحقها يامن وامسك بذراعها يوقفها أمامه يحاول تهدئتها:
_اهدي بس يا نيرمو راحت ولا جت متجيش جمبك ولا جمب شياكتك حاجه.

هدئتها كلماته المادحه قليلًا لتزفر بقوه فـ تابع:
_وبعدين أنا بصيت عشان صوت ضحكها لفتني.

تحدثت بعصبيه من جديد وهى تشير بيدها نحو مكان جلوس تاج السابق:
_انتَ عارف كويس اني مبطقش البت دي ولو طولت اشوه وشها بضوافري هعملها ورغم كدا بصيت.

ربت يامن على ذراعها صعودًا وهبوطًا وعندما وجدها هدئت تحدث بأبتسامة ماكره:
_واللى يقولك على حاجه هيطلعلك من وراها مصلحه حلوه وف نفس الوقت مش هتشوفي وشها نهائي.

نظرت نحوه وهى تعيد حديثه بعقلها وتضيق أعينها ببطئ:
_والمقابل.
-مساعده صغيره.
خرجت من المصعد وهى تدندن وتطلع صفير خافت بأبتسامة مستمتعه وتوجهت لباب المنزل تلقى التحيه على الحارسين ودلفت لتجد المنزل مرتب ومنظم والغرف كذلك فـ خمنت بأن يزيد جلب أحد لينظف.

شهقت بقوه وصرخت بفزع عندنا أستمعت لصوت خلفها:
_آنسه تاج.
التفتت سريعًا وهي تضم يدها قلبها لتجد فتاه بمنتصف العمر تبتسم بهدوء:
_آسفه حضرتك مكانش قصدي أخضك.
لحظات وهدئت وتركت ذراع حقيبتها التي شددت عليه وزفرت مطولة:
_ولا يهمك، انتِ مين.
-مساعدة مدام ماري.
_مدام ماري مين.؟
-المسؤوله عن تجهيز حضرتك.

نظرت لها تاج كأنها برأسين لتفتح الفتاه باب الغرفة لتظهر سيدة بنهاية الثلاثين تجلس فوق مقعد بأخر الغرفة تبتسم بهدوء وفتاه أخري.
نهضت السيده تتقدم من تاج تصافحها بأبتسامة:
_أنا مدام مارجريت وتقدري تقوليلي ماري، يزيد بيه بعتني عشان أتولي تجهيزك أنا والبنات.

أشارت تاج لنفسها بعدم أستيعاب:
_تجهيزي أنا، تجهيزي لأيه.
ضحكت ماري بخفه وهى تمسك يدها:
_دي حاجه يقولهالك يزيد بيه لما يجي حاليًا سبيلي نفسك خاالص.

أتبعت تعليمات ماري وبالفعل دلفت تأخد حمامًا دافئًا وخرجت ترتدي بنطال منزلي وتشيرت ذو حمالات رفيعه لتشير لها ماري بالجلوس على الفراش وتقدمت منها واحده من الفتيات تمرر يدها على عنقها وكتفيها بحركات مدروسه لفك تشنج عضلاتها.
أغمضت تاج أعينها بأسترخاء وراحه وتحدثت بأمتنان:
_مش عارفه اقولك أي حقيقي رقبتي وكتفي وضهري كانوا تاعبني جدًا.

أجابتها ماري بأبتسامة هادئه وهى تنظر بالمجلة التي بيدها:
_يزيد بيه هو خلاني أستدعيت رئيسة قسم المساج رغم أنها ف أجازه، شكله بيحبك أوي واهم حاجه راحتك عنده.

لم تجيبها تاج وصمتت وسؤال واحد يدور بعقلها من أين علم بأنها تعاني بسبب نومها على الاريكه، أبتسمت رغمًا عنها أحبها كما تريد وكما قرأت تعلم بأنه ليس بشخص مثالي أو صالح لكنها مؤمنه بأن لأ أحد كامل وخالي من العيوب، هي معه لأخر أنفاسها حتي يتغير.
« _____ »

هندم من وضع سترته قبل أن يمسك بزجاجة عطره الفاخره واضعًا منها بسخاء على ملابسه وبعدها تركها يمسك سيجارته التي كانت بفمه ونفث دخانها وهو يتأمل طلته المهيبه بداية بخصلات شعره المصففه بعنايه وبذلته السوداء أسفلها قميص أسود ترك أول أزراره مفتوحه ليظهر قوة بناينه وساعة يده الباهظه وحذائه الذي شابه لون ملابسه.

كان عنوانًا للوسامه والرجوله الطاغيه، رغم سعادته إلا أنه لم يستطيع محو شعور القلق بداخله، أعلان زواجه منها تطلب تجهيزات كثيرة لتأمينها قدر الإمكان، لم يكن ينوي الأفصاح عن زواجهم حتي لأ يعرضها للخطر لكن والدها اللعين هو السبب.

عندما ذهب لمركز الشرطه كان هناك صحافيين وأخذوا له بعض الصور وهو يخرج برفقتها وعندما رفض الحديث لجئوا لراشد الذي أخبرهم بأنها خطيبته وسيتم عقد قرآنهم قريبًا.

يتطوق شوقًا لرؤيتها صغيرته بأبسط حلاتها وبطبيعتها جميله.
خرج من غرفتهم الذي أمر مسبقًا بتجديد ألوان الحوائط والأثاث أستقبالًا لقدومها.
وجد سندس تخرج من غرفة الجلوس بعدما تجهزت وتأنقت بثوب من اللون الأوف وايت به تطريز رقيق وخصلات شعرها معقوده بأناقه تضع لمسات خفيفه من أدوات التجميل وتحدثت بأبتسامة هادئه:
_يزيد، ماما عاوزاك قبل ما تمشي.

حرك رأسه بالإيجاب وهبط يدلف لغرفة الجلوس ليجد جليلة قد تجهزت هى الأخري وسيده غير موجودة خمن بأنها لم تهبط بعد.

تقدم يجلس على المقعد المجاور لها ينظر لها بهدوء:
_سندس قالتلي إنك عاوزاني.

أبتسمت جليلة بحنو على طلته وأناقته ولا تستطيع محو شعورها بالسعاده لأجله طالما كانت تحبه كأنها أمه وليست زوجة أبيه أو المرآه التي تولت رعايته، ربتت على يده برفق وأبتسامه:
_مبروك ياحبيبي عقبال ما أشوف أحفادي اللى يشيلوا أسمك قبل ما أموت.

رفع يدها يقبلها بأحترام وأمتنان تصحبهم أبتسامه هادئه:
_بعد الشر عليكِ يا أمي.
- فاضل ف العمر أي، أنا هموت وأنا مطمنه على سندس عشان أنتَ معاها.
شدد على يدها بدعم وطمئنينه:
_فـ عنيا متقلقيش عليها.

زفرت وتحدثت بجديه وأبتسامه هادئة:
_أنا عارفه إنك عاقل وواعي وفاهم كفايه عشان تاخد قراراتك بنفسك عشان كدا معترضتش على أنك ترجع تاج البيت تاني..

قاطع حديثها بهدوء جاد:
_تاج ملهاش علاقه بأبوها من اليوم اللى أتكتبت بيه على أسمي، أي فعل أبوها بيعمله هي ملهاش علاقه بيه.

اومأت تكمل حديثها بفهم:
_عرفت دا، كلامي ليها كان من قهرتي عليك وعلى اللى حصل وأنا هعتزلها لما ترجع، أنا مشوفتش منها حاجه وحشه بالعكس من يوم ما دخلت البيت وشوفت معاملتها مع تولين حبيتها عرفت إن دي اللى هتبقالك وهتحبك زي ما هبه الله يرحمها كانت بتحبك ويمكن تاج تحبك أكتر زي ما انتَ بتحبها، اللى عاوزه اقولهولك يابني إنك تخلي بالك عليها إحنا ف عالم مفيهوش غير الطمع والجشع وتجاره اتفرضت عليك وانتَ ملكش دخل فيها ولا أنا كان ليا الحق إني اتدخل ف اللى أحمد الله يرحمه كان بيعلمهولك، خلي بالك عليها هي وبنتك وحافظ عليهم.

نهض يقبل رأسها لتربت على ظهره برفق وحنو:
_روح هات مراتك يلا يابني عشان متتأخرش عليها، خد بالك من نفسك.

غادر الغرفة لتنظر نحو سندس التي دلفت للتو لترفع جليله يدها بتمني:
_عقبالك يابنتي يارب أشوفك مع واحد يصونك ويحافظ عليكِ.

تعالت دقات قلب سندس من دعوة أمها تلك، طالما استمعتها وتزمرت قائله بأنها أخذت نصيبها ف الزواج وانتهي الأمر، لكن الآن الأمر مختلف.

تسلل لركن هادئ حيث لا يستطيع أحد سماعه به بعيد عن الأنوار والحرس واخرج هاتفه يضغط عليه ببعض اللمسات وبعدها وضعه على أذنه وهو يراقب خروج يزيد من بوابة المنزل يتحدث مع كبير العمال، تحدث بصوت منخفض للغاية:
_أيوه ياباشا زي ماحضرتك أمرت قطعت سلك الفرامل ومحدش شافني..هو خرج قدامي دلوقتي عشان يروح يجيب مراته هيروح مش هيرجع وبدل ما تبقي حفلة جوازه هتبقي حفلة جنازته..وأنا مستني بقيت حلاوتي..سلام ياكبير.

أغلق يضع هاتفه بجيب بنطاله ورفع عينه ينظر مكان وقوف يزيد ليجده فارغ ليبتسم بأنتصار وراحه بالتأكيد صعد لسيارته وعدم عودته يعني نجاح مهمته.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1