البارت الواحد والعشرين"_حرية مقيدة_"
يزيد بيه يزيد بيه.ألتفت عندما سمع صياح أحدهم بأسمه وهو يركض، ليجد أحد حرسه فـ توقف ليتوقف أمامه الحارس وهو يلتقط أنفاسه سريعًا:
_متركبش العربية.
تجهمت ملامح يزيد وأرتفع حاجبه الأيسر بحده متسائلًا:
_عربية أي.!
زفر الحارس بقوه وهو ينظر نحو يزيد:
_عربية حضرتك، سمعت واحد واحد من الحرس بيتكلم ف التليفون مع حد وكان بيقوله أنه قطعلك سلك الفرامل عشان تروح مترجعش.
أشتدت ملامح وجه يزيد بقسوه وتوعد بينما أحتدت نظراته من هادئة لأخري قاتله وصاح بأسم نادر الذي أتي على الفور ليتحدث بأمر وحده:
_تسمع منه الكلام اللى هيقولهولك وتجيب الكلب اللى عمل كدا ترميه ف الجراچ لبعد الحفله وحد يجبلي عربيه تانيه..بسرعه أتحرك.
أنهي حديثه بنفاذ صبر ليؤمي نادر وأستدعي احد الحراس ليجلب سياره اخري ليزيد من سياراته العديده وتنحي هو جانبًا مع الحارس يفهم منه الأمر.
صعد للسياره يغادر بها مسرعًا يمر من بين السيارات بسلاسه وسرعه وقبضة يده مشتده على المقود وملامح وجهه منعقده يقسم للفاعل بأن يذيقه من العذاب كؤس.
« _____ »
مررت أصابع يدها على قماش الثوب بلمسات رقيقه وعلى وجهها أبتسامه سعيده وقلبها يتراقص فرحًا بطلتها الهادئة، كانت كـ عروس الباربي رقيقه وناعمه.
دارت يمينًا ويسارًا تتأمل طلتها من كافة الأتجاهات كانت تشبه طفلة سعيده بثوب العيد الذي أحضره والدها.
ورغم أنها لأ تعلم لما كل هذا إلا أنها سعيده، أنتبهت على دقات صغيره على باب الغرفه قبل أن يُفتح وتطل من خلفه مساعدة ماري التي تحدثت بأبتسامة هادئه:
_إحنا ماشيين يا آنسه تاج.
أومأت بأبتسامة رقيقه وذهبت تغلق الباب خلفهم وألتفتت ترفع أطراف ثوبها عن الأرض تتحدث بأبتسامة وصوت مرتفع بعض الشئ:
_تولي..تولين حبيبتي.
-أيـيوه يا مامـمي.
سارت تاج نحو مصدر الصوت لتجدها تجلس فوق الأريكه تشاهد فيلم كارتوني بحماس، تقدمت تجلس بجانبها وهي تضمها لأحضانها بحنان طاغي تتأمل طلتها الملائكيه:
_روح قلب مامي.
أشارت تولين نحو ثوبها وهي تضحك بسعاده:
_شبـبه آلسا.
-بنوتي أحلي.
تحدثت بها تاج وهي تعدل من وضع التاج الموضوع فوق رأس تولين وخصلات شعرها التي جمعتها لها مساعدة ماري بعقده أنيقة وثوبها السماوي المشابه للون أعينها.
تركتها ونهضت لجلب هاتفها لتحادث يزيد لكن فور خروجها لساحة المنزل وجدته يغلق الباب خلفه بعدما دلف بهدوء وألتفت لتثبت أعينه فوقها فور رؤيتها وقد دق قلبه بنغمات الحب التي عُزفت لها وحدها، تقدم منها بتروي شديد حتي أصبح لأ يفصلهم فاصله وأعينه معلقه بأعينها التي طغي سحرها على قلبه فـ جعلته أسيرًا لـحب سيحميه وأن كلفة الأمر حياته، أمتدت يده بسلاسه تحيط بخصرها تفصل تلك السنتيمترات التي بينهم لتصتدم بجسده وبحركه تلقائية رفعت يدها اليمني تضعها على ذراعه ويدها اليسري تمسكت بقميصه وأعينها مازالت مُثبته فوق وجهه تتابعه وهو ينحني ببطئ طابعًا قبله رقيقه على شفتيها كأنه يخشي جرحها ومن بعدها أقترب من أذنها متحدثًا بهمس وأنفاس ساخنه شعرت بها فوق بشرة وجهها الرقيقه:
_تـاجي.
ولنبرته العاشقة وأضافتة لأسمها صكوك الملكية شعرت بأنعقاد بمعدتها وزيادة معدلات ضربات قلبها وهى تغمض أعينها ببطئ غير قادره على فعل شئ أمام سيطرة حضوره الطاغي عليها، شعرت بشئ يوضع على عنقها ولكنه لم يبتعد تركت قميصه تضع يدها على عنقها تتحسس ذلك الحجر الصغير من الماس الأخضر مرصع بفصوص من الماس الأبيض.
رفعته قليلًا تتأمله بأبتسامة سعيده ورقيقه قبل أن ترفع يدها تحتضنه بأمتنان وبعدها أبتعدت قليلًا تنظر للقلاده ثم له:
_أخضر لون عيونك.
تأمل أبتسامتها وفرحتها بأبتسامة زينت وجهه شاعرًا براحه وسعادة للمعة أعينها السعيدة وأبتسامتها تلك، التفت على صوت أقدام تركض صائحه بسعادة:
_باابي شـشوفت فستـتاني.
انحني ليصبح بمستوي طول تولين يتأمل سعادتها هى الأخري بأبتسامة وهي تدور حول نفسها وترفع أطراف ثوبها ليظهر حذائها اللامع:
_شـشوفت يا باابي فستـتان زي آلسا وو زي جززمة سـسندريلا وو تـتاج أميـيرات.
أحتضنها بأبتسامة يربت على ظهرها بحنو بعدما طبع قبله لطيفه حنونه على وجنتها المتورده:
_أحلي أميره شوفتها.
ضحكت تولين بسعادة وهي تبادله العناق بحب وتاج تتابعهم بأبتسامة سعيدة، مظهر ثلاثهم مريح للأعين والقلب السعادة والحب بينهم كفيلة لأضاءة أعتم القلوب لكن..هناك من لأ يملكون قلوب من الأساس.
أبتعد قليلًا عن تولين التي تحدثت بحماس:
_هـهنروح فيـين.
قربها منه يتحدث بهمس منخفض بأذنها:
_عملت حفله كبييره لمامي تاج عشان بعد كدا كل الناس تبقي عارفه إن تولين عندها مامي، هاخدك واخدها ونروح أي رأيك.؟
وكما توقع سعادتها البالغه وهي تضحك وتعلقت بأحضانه من جديد:
_حلووه أويي.
أعتدل بوقفته يخرج علبه صغيره من جيب بنطاله ليظهر بداخلها خاتم ماسي على هيئة تاج لامع ومرصع بالفصوص تصحبه دبلة عريضة بعض الشئ من الماس اللامع وبأبتسامة هادئة تحدث:
_اعتبريني النهاردة بطلب إيدك من جديد، لو وافقتي تتجوزيني هكون أسعد أنسان النهارده.
تجمعت الدموع بأعينها وهى تضحك بعدم تصديق لحديثه وأفعاله، الآن شعرت بأنها حرة نفسها ولها قرار ورأي عكس ما فعله والدها حيث ألقاها وغادر كأنه تخلص من حاوية قمامة للتو!!
نظرت لها تولين بأمل وحماس أمتزجوا بالسعادة وهى تقفز بخفه:
_يلا يـيلا قوولي.
ضحكت وهى تمسح تلك الدمعه التي تسلسلت لطرف عينيها ونظرت نحوه بأبتسامة أضائها الحب:
_موافقه.
نزع الخاتم يضعه بـ بنصر يدها اليسري تبعته الدبلة برفق ولطف كأنها أغلي من الماس ورفع يدها يطبع قبله رقيقه على ظهر يدها وهى سعادتها تكاد تجعلها تحلق بالسماء، أمسكت خاتم الزواج الرجولي الموضوع بالعلبه تضعه بيده اليسري، فتح لها ذراعيه لترتمي بينهم تحتضنه بقوه، قوه أشعرته بأنه من تبقي بحياتها وتخشي فقدانه
أبتعد عنها عندما صدح هاتفه برقم نادر أجاب عليه ليتحدث نادر:
_يزيد باشا، أهل مدام تاج جم بس لسه ع البوابه ادخلهم ولا أمشيهم!!
أنزعجت أبتسامته قليلًا قبل أن يجيبه على مضض:
_دخلهم.
أغلق معه ورسم أبتسامه هادئة على وجهه وهو يمد يده لها:
_يلا.
أمسكت بيده وتولين باليد الأخري وخرجوا سويًا من البناية وساعد تولين على الصعود بالمقعد الخلفي وتوجه نحو مقعد السائق يدير محرك السيارة وانطلق بها عائدًا بهم لقصر الشهاوي.
« _____ »
رسمت أبتسامه متكلفه على وجهه توزعها على المتواجدين بثقة وتباهي وهى ترتشف من الكوب الذي بيدها ويدها الأخري تحركها بحركات خفيفه كـ علامه على التحيه برقي وبعدها أمالت قليلًا على راشد تهتف من بين أسنانها:
_مقولتليش رأيك ف فستاني.؟
نظر لها راشد بنظره عابره لم يلحظ بها لون الثوب حتي وهو يبتسم بضيق:
_حلو يانسرين، هما كل دا منزلوش ليه ولا هو ظهر حتي.
لم تجيبه وتقدمت تصافح أحدي السيدات الذي كان حديثهم دائر حول التباهي بما يملكون ويجلبون لهم أزواجهم وبالحقيقه نص الحديث كاذب.
ألتفت راشد برأسه نحو بوابة المنزل الداخليه ليجدها مازالت مغلقة وللعجب شقيقته ووالدته وعمته يجلسون على أحدي الطاولات، اللعنه عليه أين هو وأين أبنته.
تجول بنظرة بهذا الحفل الضخم الذي ضم العديد من أصحاب الطبقات المخمليه الراقيه، كان حفلًا رائعًا وهذا لم يستطيع أنكاره، نظر نحو بوابة الدخول التي فُتحت على مصراعيها ودلفت منها سياره سوداء ذات ماركه عالميه شهيرة، فُتح باب السائق وترجل منها يزيد بطلته القويه ذات الهيبه الدائمه وتقدم من الباب المجاور له يفتحه ويمسك بيد تاج يعاونها على النزول برفق ورقه بالغه.
تأملت المكان حولها بأنبهار شديد فقد كان حفلًا اسطوريًا يليق بأميرة مثلها، تعلقت يدها بساعد يده ويده الأخري أمسك بها تولين وتقدم بهم للداخل بخطوات واثقه وقوية كـعادته، تركت تولين يده تركض نحو سندس وجليلة الذين كانوا يجلسون بالقرب منهم تعرض عليهم ثوبها بسعادة.
تحدثت تاج بصوت منخفض بعض الشئ وهى تلتفت حولها كأنها طفلة تائهة:
_أمتي كل دا..ومين كل دول.
شبك يده بيدها ورفعها يطبع بباطنها قبلة رقيقه وعميقه بأبتسامة هادئه:
_دي حفله بسيطه عملتها أحتفالًا بأن أميرتي وافقت تتجوزني.
قطع سيرهم وقوف والدها أمامها وهو يتحدث بلهفه لم يستطيع أخفائها:
_تاج.
شعر بأصابع يدها تضغط على يده بأرتعاش ف حين أكمل راشد:
_متتخيليش أنا فرحان قد أي وأنا شايفك قدامي كبرتي واتجوزتي فرحانه وفـ حفله كبيره زي دي بيتعلن جوازك.
أبتسامه متسعه أحتلها الحزن ورغم تجمع الدموع بأعينها لم تختفي أبتسامتها:
_ياااه لسه واخد بالك إني كبرت أو أتجوزت.!
تعرف الفرق دلوقتي أي إنك فرحان عشاني وأنا مكسوره منك.
شدد يزيد على يدها بدعم وتحدث بجمود وقوة ملئهم التحذير:
_أنا لو وافقت أنك تدخل الحفلة دي فـ أنا وافقت لأجلها هي ومنظرها قدام الناس لو مكنتوش حضرتوا من هنا لأخر الحفلة لو أحتكيت بيها مش هتخرج من هنا سليم ياراشد.
أنهي حديثه يسحبها خلفه بهدوء وتقدم نحو جماعه من الناس يصافحهم ويعرفهم لها بفخر وحب وراشد يتابعهم بسكون لأ يتسمع أو يري أي شئ سواها، أيقن الآن أنه أفتقدها للأبد ولن تعود أبنته التي أحبها حب لم يحبه لأحد مطلقًا، أيقن بأن رغبته بالسلطه والمال كان حسابها أبنته، أعز ما أمتلك يومًا والآن هو نادم لكن ماذا يفيد الندم بعدما تهشم الزجاج.؟
أما هي فقد كانت تشعر بالتيهه متمسكه بيد يزيد كأنها تخشي تركه لها فـ تسقط تستقبل تلك النظرات الموجهه نحوها التي تنوعت بين المجامله والرسميه، الحقد والنفور، الأعجاب والتمني.
كأنها داخل دائره لأ تشبهها تشعر بها تطبق على رئتيها تشعرها بعدم الراحه، توقفت أمامه ليضع كف يده فوق وجنتها يتفقدها بتساؤل:
_مالك ياحبيبتي.
أبتسمت بزيف وهى تنظر نحو تولين الممسكه بالأيباد منشغله به ف أيقنت بأنها ترسم:
_مفيش أنا كويسه بس مش متعوده ع الأجواء مش أكتر.
رأي ناجي وسلطان أحد التجار الذي يعرفهم يقتربوا منه ليبتسم لها بلطف وهدوء:
_روحي اقعدي مع تولين وأنا دقايق وهرجعلك.
اومأت ترفع أطراف ثوبها وغادرت نحو الطاولة وهو تقدم منهم مرحبًا بهم.
تحدثت مع جليلة وسندس لبعض الدقائق وبعدها غادرت نحو ركن المشروبات لجلب عصير منعش ووقفت بأنتظار أنتهاء العامل من أعداده.
شعرت بأحد جوارها التفتت لتجد رجل طويل ذو قامة طويلة ومنكب عريض يرتدي قميص من اللون النبيذي القاتم أغلق منه ثلاثة أزرار فقط ليظهر وشم الثعبان المرسوم على جسده حتي عنقه وبنطال أسود يرتدي قباعه تشبه قباعات السائحين يرفعها وأنحني قليلًا بحركه مسرحيه وأبتسامه مريبه لم تستطيع تفسيرها:
_بونسوار مدام تاج.
أبتعدت للخلف خطوة تنظر لفعلته وأبتسامته تلك بعدم أرتياح وأرتياب شديد من هيئته ولم تجد ما تقوله فـ اومأت بحركه بسيطه متوتره، مد يده يمسك بأصابع يدها اليمني يرفعها يقبلها وهو ينظر بداخل أعينها:
_ستيڤ روبرت.
سحبت يدها من بين بيديه تفركها بتوتر وارتباك وخوف ملحوظ تؤمي بالإيجاب وتحدثت بصوت منخفض رقيق:
_أهلًا.
نظر حوله يمينًا ويسارًا وأعاد النظر لها بذات الأبتسامه المتسعه:
_حفلة جميلة زي صاحبتها.
جاهدت للتحدث بصوت جاهدت لجعله واضحًا:
_من ذوقك، عن أذنك.
لم تنتظر لأخذ كوب العصير وسارت خطوتين سريعًا تفر من الوقوف معه لتجد عصاه رفيعه حمراء لها رأس من الفضه على هيئة ثعبان ذو أعين حمراء توضع أمامها وتحدث من جديد:
_ويت ويت، متعرفتش بيكِ.
أستدارت ورجعت للخلف خطوه بريبه ولم تقوي على الحديث لتجد حائط بشري أحال بينها وبينه ويزيد يبتسم بهدوء شديد:
_روحي ياحبيبتي اقعدي وأنا هخليهم يجبولك اللى عاوزاه لحد عندك.
زفرت بتروي واومأت بالإيجاب وابتعدت حتي عادت تجلس بجانب تولين مره أخري، أطمئن عليها والتفت بنظره سوداوية قاتلة نحو شعلان الذي تابع ما حدث بأبتسامة تسلية وتحدث:
_مع أنك معزمتنيش بس أنا عذرتك وقولت أنك نسيت تعزمني ف جيت من غير عزومه.
ضغط يزيد على فكه بقوه وحده متحدثًا من بين أسنانه:
_وجودك مش مرحب بيه.
أختفت أبتسامة شعلان لدقيقه وعادت بتوسع أكبر:
_هعتبره هزار، مبروك مراتك...
قطع يزيد حديثه وقد أشتعلت النيران برأسه ودفع شعلان بقوه بصدره أرتد على أثرها للخلف خطوتين وتحدث بتحذير قاسي:
_أياك تجيب سيرتها، مراتي وأهلي برا الدايره ياشعلان سامع!!
نظر له شعلان بنظرة لأ تمت للبراءه بصله بل كانت خبيثة ماكره:
_كنت هقولك إنك محظوظ بيها.
أنتشل تلك العصاه من بين يده يضغط عليها بيديه بقسوه لتنقسم لنصفين ومن ثم ألقاها بحده أرضًا وتحدث بوعيد وتهديد:
_لو مقصرتش الشر ومشيت رقبتك هتحصلها.
أنهي حديثه والتفت بخطوات غاضبه وتركه واقفًا، أبتسم شعلان بجانبيه وهو ينظر نحو راشد الذي بادله بنظره مستفهمه عن سبب غضب يزيد الظاهر عليه.
« _____ »
وقفت تبحث عنه يمينًا ويسارًا هى كانت تراه منذ ثواني معدوده أين اختفي.
لتجده لبي النداء ووقف بجانبها يضع يديه بجيوب بنطاله وتحدث بهدوء:
_بتدوري على حاجه.؟
شعرت بالخجل يشتعل بوجهها وهي تحمحم بتوتر مجيبه:
_عليك، كـكنت عاوزه اقولك يعني على كلامك إني..إن ممكن تقول ليزيد.
قالت أخر حديثها بسرعه وغادرت من جواره تعود لجوار والدتها بينما أرتسمت أبتسامه بطيئة وسعيده على وجهه نادر وزفر بعمق واتجه نحو أحد الحراس الذي أشار له بالقدوم.
وقف لجانبها بنهاية الحفل يحيط خصرها يقربها منه بحمايه وتملّك شديد والصحافه تلطقت لهم بعض الصور الفتوغرافيه التي ستملئ الأخبار غدًا، أقتربت منهم تولين تقف أمامهم بأبتسامة لطيفه ليبتسم يزيد بهدوء ووضع يده فوق كتف تولين لتضئ عدسات المصوريين ألتقاطًا لتلك الصوره العائليّة الصغيرة.
لم يطول الوقت بعدها حيث ذهب الناس وراء بعضهم، رأها وهي تدلف مع أمه وشقيقته وبعدها أتجه لجانب المنزل لتظهر تلك البوابه الحديديّة القصيره، فتحها الحارس الواقف لتظهر تلك الأرضيه المنخفضه وبعدها السيارات المصفوفه بنظام وبالفراغ الذي بالمنتصف جلس نادر على أحد المقاعد يعبث بهاتفه وأمامه الحارس الذي قطع أسلاك الفرامل بسيارته.
وقف أمامه بطوله الفارع وتقاسيم وجهه مشتده بقسوه واعينه الزيتونيه أصبحت داكنه ذات نظره قاتله وضرب قدم الحارس بقدمه بحده:
_مين اللى خلاك تعمل كدا.
نظر له الحارس بريبة وهو يحرك رأسه بالنفي بشده غير قادر على التكلم بسبب اللاصق الموضوع على فمه، حرك يزيد فكه بضيق ونفاذ صبر ومد يده خلف ظهره يجذب سلاحه وجهزه للأطلاق وهو يوجهه نحو الحارس:
_أنا مليش خلق للجدال هتقول مين اللى خلاك تعمل كدا ولا ابعتك لعيلتك عشان يعجلوا ف أجراءات الدفن.!
نظر الحارس للسلاح وله بخوف يعلم مدي قسوته وجبروته وبأنه لن يتفاني بقتله بالحال ف حاول التحدث لكن حديثه خرج على هيئة همهمة بسبب اللاصق الموضوع على فمه، اقترب منه نادر يجذب اللاصق بعنف ف تأوي الحارس وهو يلهث ويبتلع لعابه بخوف:
_هما..هما كانوا أتنين مع بعض واحد اللى أتكلم معايا والتاني كان ف العربيه منزلش وكان مغطي وشه بـ طاقيه ولما نده على اللى كان بيتفق معايا قاله يامينا، بس والله وأنا معرفش عنهم حاجه ولا شوفتهم من بعدها غير كدا كانوا بيكلموني ف التليفون.
تحدث نادر بهدوء وهو ينظر ليزيد:
_فتشت ف تليفونه وأستعلمت عن الرقم بس طلع مش متسجل بأسم.
همهم يزيد بضيق ورفع يده بحركه مفاجأة يطلق على ذراع الحارس الذي أطلق صراخًا متألمًا وهو يتلوي فـ تحدث يزيد ببرود شديد:
_دي قرصة ودن بسيطه عشان فكرت تيجي ف طريق يزيد الشهاوي، أحمد ربنا إني راعيت إن عندك عيال ومضربتهاش ف نص دماغك، أبعت حد يرميه عند بيته.
وتركهم وغادر الجراچ ودلف لداخل المنزل ليجده هادئ وساكن استمع لصوت خطوات هادئه حذره تخرج من غرفة الجلوس، نظر فـ وجد سيده التي حاولت عدم الأرتباك ولم تتحدث وصعدت، صعد هو الأخر بعدما أبتسم باستهزاء تظنه غير عالم بما تفعل وهو يعلم من قبل أن تفكر هي.
وجد نور غرفة تولين مضاء، طرق على الباب بهدوء شديد وفتحه ليجد تولين قد أبدلت ملابسها تنام على فراشها وتاج بجانبها تمسد على خصلاتها مازالت بثوبها.
أشارت له تاج بعدم التحدث ونهضت بحرص تضيئ نور خافت بجوار تولين واغلقت الاضاءة الأساسيه وخرجت معه تغلق الباب خلفها:
_كنت قاعده معاها لحد ما تنام.
حرك رأسه بالأيجاب وسار الخطوتين الفاصليين بين غرفته وغرفة تولين وفتح باب الغرفة ودلف وهو ممسك بالباب، تقدمت للداخل لكنها عقدت حاجبيها بأستغراب وعادت للخلف خطوه تُعد أبواب الغرف للتأكد من كونها غرفتهم.
ضحك بخفه على فعلتها وامسك يدها يسحبها للداخل واغلق باب الغرفة وتحدث بأبتسامة هادئة:
_غيرت ديكور الأوضة عشان تبقي لايقه لأستقبالك.
أبتسمت وهى تتفحص الغرفة ذات الألوان المبهجه المختلطة بالأبيض والسماوي والأثاث الذي تغير لأخر باللون الأبيض، التفتت نحوه تقترب منه الخطوتين الفاصلتين تحتضنه على كل ما يفعله من أجلها.
بادلها العناق وهو يزفر براحه ويشدد من ضمها له، شعرت بشفتيه تتجول على عنقها بقبلات رقيقه وعميقه متمهله ويده اتجهت لسحاب ثوبها، وضعت يدها على صدره تبتعد عنه قليلًا وهى تتهرب بأعينها منه وتحدثت بتلجلج:
_انتَ وعدتني أنك هتتغير..لما تتغير أعتبر ساعتها إن جوازنا بقي رسمي.
أبتسم بخفه وطبع قبله حانيه على جبينها وتحدث بهدوء:
_ادخلي غيري هدومك وأنا هستناكِ هنا.
اومأت ورفعت أطراف ثوبها واختفت داخل غرفة تبديل الملابس الملحقه بالغرفه وخرجت بعد قليل هى تشبك اصابعها ببعضها بأحراج، تأملها بأبتسامة بعدما أبدلت ملابسها لمنامه من الحرير ذات لون أخضر غامق وحمالات رفيعه مطرزه من الأعلي بطبقة رقيقه من الدانتل الأسود وفردت خصلات شعرها.
تقدم يقف أمامها ورفع رأسها لتنظر له وتحدث بمشاغبة ليخرجها من صمتها وحرجها:
_عجبني فيكِ ذوقك مختاره البيجامه لون الحجر اللى ف السلسه.
ضحكت بخفه لينحني طابعًا قبله رقيقه على وجنتها ودلف لغرفة تبديل الملابس، أختفي بداخلها قليلًا وخرج بعدما أبدل ملابسه لملابس منزليه مريحه ليجدها أرتدت
أسدال صلاة من اللون الأبيض الذي أضاف لها بهجه واشراق وتحدثت بأبتسامة:
_روح اتوضي عشان نصلي سوا.
بادلها الأبتسامه بهدوء واومأ ودلف للمرحاض وغاب لدقائق وخرج مجددًا وهو يأخذ نفسًا عميقًا.
أمسك بسجادة الصلاة يضعها وهى تضع خاصتها خلفه ووقف يأمها بالصلاة شاعرًا بقلبة ينتفض بين ضلوعه وبثقل شديد يتساقط من فوقه، أطال السجود بأخر رقعه وهو يفيض بما بقلبه لـربه طالبًا منه العفو والمغفره.
أنتهوا من صلاتهم وظلت جالسه ألتفت لها يقبل رأسها بأبتسامة ظهر بها الراحه:
_حرمًا.
-جمعًا.
قالتها بأبتسامة رقيقه وصمتت قبل أن تكمل بتساؤل هادئ:
_حاسس ب إيه.
نظر لأعينها بعمق وزفر مطولًا وهو يفصح عما يشعر به:
_حاسس إني بتنفس براحه، وإني مش وحش ولقيت حد هيفهمني حتي لو معبرتش عن اللى جوايا بشكل كافي..كأن فيه حجر فوق ضهري ووقع..حسيت أنه قبلني ووافق يديني فرصه أتغير.
أبتسمت بتفهم وهى تربت فوق يده وتحدثت ببعض الحزم:
_بعد كدا تصلي بأنتظام يا أما هزعل منك لو عرفت إنك فوت فرض، وأنا زعلي وحش أوي.
ضحك على حديثها وهو يقرص أنفها بمشاغبة:
_أوي أوي، ما أنا جربته أمبارح.
أبتسمت لكنها ضربت يده تتصنع الحده التي لم تليق بها:
_يزييد..أنا بتكلم بجد أوعدني تصلي دايمًا.
مرر يده على وجنتها بأبتسامة هادئة:
_أوعدك.
لم يمر سوي القليل وكان يستلقي بجانبها أسفل الغطاء ويد موضوعه خلفها والأخري تحيط بخصرها يقربها منه بشده يخبئها بأحضانه، بادلته العناق وهي تتمسح بصدره كأنها قط أليف قبل أن تتحدث بهدوء وصوت منخفض:
_زيزو.
رغمًا عنه ضحك، لم يسبق وأن أطلق عليه أحدًا لقب كـ هذا، مسد على خصلات شعرها وهو يجيبها:
_قلب زيزو.
تسائلت ببراءة ولطف ورفعت وجهها من أحضانه بتساؤل:
_هو الولد بتاع الحدوته اللى حكتهالي كان أسمه يزيد زيك.؟
همهم بأبتسامة هادئه لتكمل حديثها:
_وانتَ كان عندك أخت أسمها نور زيه.؟
حزنت أبتسامته قليلًا وهو يجيب بالموافقه:
_أيوه.
عاودت احتضانه وهى تهتف بلطف:
_ربنا يرحمها، هتشوفها ف الجنه وهتبقي فرحانه منك.
-أتمني دا.
ظل يمسد على خصلات شعرها حتي شعر بأنفاسها تنتظم دلالة على سقوطها بالنوم، طبع قبله حانيه على رأسها وأراح رأسه على الوساده يغمض عينه، لم تأتيه نور منذ فتره هل تخلت عنه ولن يستطيع رؤيتها مجددًا.
أم ستعود بعدما يتغير وربما حينها ستكون مشرقه وسعيده، دعي لها بالرحمه قبل أن يسقط بنوم عميق خالي من الكوابيس يملئه الراحة وفقط.
شوفتوا ربنا هداني ومقلبتهاش نكد أزاي.؟😂💙
رأيكم فـ زيزو وتاجه.😉💙
رأيكم ف علاقة سندس ونادر.؟
متوقعين أي من شعلان"أستيڤ روبرت".
وفـ شوكلاتة الرواية تولين.👸🏻💙