البارت الثالث والعشرين "_حرية مقيدة_"
دندن بأستمتاع وهو ينظر لكوب القهوه الذي أشتراه منذ دقائق رفع رأسه ليسير بأتجاه السياره الذي ينتظره بها صديقه لكن تجهم وجهه وأنعقد حاجبيه وهو يسرع بخطاه يقف أمامهم يتحدث بجدية وأحترام:_تاج هانم حضرتك رايحه فين.
تحدث وهو يتابع حركاتها البطيئه وأعينها التي من الواضح أنها تجاهد لفتحها وتلك الفتاه التي تصتحبها وتحاوط جسد تاج تعاونها على السير..تحدثت نرمين بأرتباك فـ هى تعلم أن الحرس يقفوا أمام البوابه الرئيسية وليست الخلفيه:
_رايحين نشتري برشام للصداع عشان تاج مصدعه شويه.
أحتد وجه الحارس وهو يجيبها بنفي قاطع:
_عندنا أوامر بعدم خروج الهانم من الجامعه لوحدها.
نظرت له تاج بأستنجاد وهى تجاهد لرفع يدها وتحرك شفتيها بهمس منخفض للغايه:
_يزيد.
ضغطت نرمين بأظافرها على جسد تاج بقسوه وعنف وهى تبتسم بأصفرار:
_بتقولك أنها معرفه يزيد وسع بقى عشان حالتها متسمحش أنها تفضل واقفه أكتر من كدا ولا عاوزها تشتكيك ليزيد وهو يتصرف معاك.
نظر لها الحارس بتذبذب وشك الوضع غير مطمئن بالمره لكن فكر للحظات ماذا سيحدث إن أشتكته ليزيد وهو يعلم بأن رب عمله لأ يتهاون مع من يتعدي حدوده، لكن مهلًا هو ليس بالأحمق أن كانت تشعر بالصداع لم ليكن هكذا مظهرها لذلك زفر مطولًا وتحدث بهدوء:
_تاج هانم..
لم يكمل حديثه حتى وجدها تسقط أرضًا من بين أيدي نرمين التي أنحنت وهي تنظر حولها برهبه تبحث عن يامن لكنه غير موجود أسرع الحارس بالركوع بجانبها يربت على وجهها برفق لكنها لأ تتحرك أو تستجيب وضع أصبعه أسفل أنفها ليشعر بتنفسها البطئ، أسرع بأخراج هاتفه والضغط عليه ووضعه على أذنه:
_تعالا بسرعه عند البوابه الخلفيه تاج هانم مغمي عليها.
أنهي حديثه واغلق لكنه رفع نظره على صوت صراخ فتاه واقتربت بلهفه تركع جوارهم وهى تتحدث بفزع:
_تاج.
نظرت ريهام نحو نرمين بغضب أعمي وهى تدفعها بعيدًا عن تاج بعنف:
_عملتي فيها أي.
صمتت نرمين ونظرت نحو تلك السياره التي توقفت بعنف أمامهم وهبط سائقها التي خمنت بأنه حارس أخر.
أقترب منهم وهو يتحدث بقلق:
_يلا نشيلها بسرعه نوديها المستشفى.
أمسك الآخر بيده يتحدث بهمس من بين أسنانه:
_عشان يزيد بيه يقطع ايدينا.
أعتدل الحارس بوقفته بينما ريهام صرخت بنرمين:
_انتِ بتتفرجي اتنيلي ارفعيها معايا.
توترت نرمين لكن لم يكن أمامها سوي أنها عاونتها برفع جسد تاج ووضعوها بمقعد السياره الخلفي وصعدت ريهام تجلس بالخلف تسحب رأس تاج تضعه على قدمها تبعد خصلاتها للخلف وهى تتابع سكون حركتها وثقل تنفسها لتتحدث للحارس بقلق:
_سوق بسرعه لو سمحت.
« _____ »
خرج هو أولهم لكن بحال مختلف يشعر بثقل وضيق يحتل قلبه لكنه أذا أراد أن يبتعد عليه فعل بعض الأشياء أولًا..أخرج هاتفه وهو يتقدم من سيارته ليجد خمس مكالمات فائته من سعد أحد حراسه الذين يقفوا بأنتظار أنتهاء دوام صغيرته.
أعاد الأتصال عليه وهو يصعد لسيارته يديرها حتي أجابه فـ تحدث بهدوء ظاهري يعاكس قلقه الداخلي:
_فـى أي ياسعد.
أتاه صوت سعد القلق يجيبه:
_تاج هانم كانت خارجه من الجامعه مع واحده صاحبتها و..وقعت مغمي عليها..
قاطعه بصياح حاد غير تاركًا له المجال بقول المزيد من الحديث:
_أنتوا فيـــن.
أخبره الحارس بأنهم متوجهين لأقرب مشفي ليغلق بوجهه وأمسك المقود بيديه وأداره لليسار بعنف وقوه وهو يحرك عصاة الاتجاهات وأنطلق بسرعه جنونيه ومن خلفه حرسه الذين أستغربوا فعلته وبالأخير أتبعوه.
بعد مرور نصف ساعة.
أوقف سيارته بعنف حتي أصدرت الأطارات صوتًا مزعج وهبط بخطوات شبه راكضه للداخل ليجد أحد الحارسين بأنتظاره أستعلم عن رقم الطابق وصعد على الدرج سريعًا وقلبه يكاد يسبقه يشعر بقلق وخوف شديد من أن يكون أصابها مكروه وكان هو سببه لأنها زوجته.
وجد الحارس الأخر أمام الغرفة ومعه صديقتها التي رأها عندما ذهب لجلب تاج من منزلها.
فتح باب الغرفه يدلف بأندفاع ليجد الطبيب يقف جوارها يمسك بمعصم يدها وهو ينظر بساعة يده ورفع نظره واقترب من يزيد يحيه بأحترام:
_أهلًا يزيد باشا.
لم يرد عليه التحيه بل توجه للوقوف بجانبها يمرر يده على خصلات وجهها ويتفحص وجهها الباهت بألم أعتصر قلبه ورفع نظره للطبيب يسأله بصوت هادئ قدر الأمكان:
_مالها.
زفر الطبيب بتروي وهو يجيبه بعمليه وهدوء:
_متخدره.
نظر له للحظات كأنه تحدث بكلمه غير مفسره وارتفع حاجبه الأيسر بحده، ليكمل الطبيب حديثه وهو يشير لتاج:
_صاحبتها اللى معاها بره لأنها كانت قريبه منها حست بدوخه بس مفقدتش الوعي لأن المخدر مكنش تأثيره قوي لأنه كان مرشوش عليها بقاله فتره ودا نوع مخدر غالي جدًا بيفقد الجسم أعصابه الأول يعني بتبقي صاحي بس مش قادر تتكلم أو تتحرك وبعد فتره زمنيه قليله جدًا بتفقد وعيك تمامًا..أنا أديتها حقنه هتساعدها على أستعادة وعيها بس دا ممكن ياخد وقت شويه.
لو أقترب أحدًا منه لكان أحترق من فرط الحمم البركانيه التى تدفقت بداخله لتشعل صدره وقلبه بتوعد قاسي مُهلك لفاعلها.
أتت بعقله العديد من السيناريوهات التي كان من الممكن حدوثها ومن الأكيد أن ماحدث لأنها زوجته.
لم يتفوه بحرف واحد عيناه شرحت ما يدور بداخله من عواصف غاضبه، نظر نحوها متجاهلًا الطبيب الذي غادر الغرفه، عينيه مُثبته فوقها وعقله يدور به مخططات سوداء للفاعل.
انحني طابعًا قبله هادئه على رأسها وخرج ليجد ربهام مازالت موجوده والحارسين أيضًا.
أغلق باب الغرفه برفق والتفت لهم بثبات وهدوء مريب متحدثًا:
_أي اللى حصل.
بدأت ريهام الحديث أولًا تخبره بأن بعد أنتهاء أختبارهم أتت نرمين وأصتحبت تاج لمرحاض الجامعه وهى ذهبت بأنتظار عودتها وعندما تأخرتان ذهبت لتراهم لكنها لم تجدهم وأخبرتها أحدي الطلاب بأنها رأت نرمين تسير برفقة تاج للباب الخلفي لتجدها ملقاه أرضًا.
ظلت تعابير وجهه ثابته يستمع لحديثها بتدقيق شديد وبعد أن انتهت نظر نحو الحارسين ليتحدث الحارس الذي رأها أولًا واخبره بأن عند عودته حاملًا كوب قهوته قابلها هى والفتاه الأخري وأخبرته بأنهم ذاهبون لجلب حبوب مسكنه وأكمل متنهدًا:
_بس حالة مدام تاج مكانتش تدل على أن دا صداع أبدًا كانت مش قادره تفتح عينيها وشبه مبتتحركش ولما قالت أسم حضرتك البنت اللى معاها قالت إن حضرتك عندك علم واني لو مسبتهمش يتحركوا الهانم هتشتكيني لحضرتك ومسافة ما خرجت التليفون عشان أكلم سعادتك الهانم أغمي عليها..والباقي سعد قالك عليه.
عقله بدأ بربط جميع الخيوط ببعضها لتتضح واجهة واحده الواجهة الأخري سيعرفها من تلك المدعوه نرمين.
نظر لريهام الصامته بأنتظار حديثه ليتحدث بهدوء شديد لكنه غير مطمئن بالمره:
_أسمها نرمين أي وساكنه فين.
أجابته ريهام سريعًا:
_نرمين أسماعيل اللى أعرفه إن ابوها شغال فـ دبي وانهم ساكنين فـ مدينة الرحاب.
أرتفع صدره أثر أخذه لشهيق عميق وبعدها نظر للحارسين:
_مش هتأخر عن ساعتين محدش فيكم يتحرك من قدام باب الأوضة ومفيش جنس مخلوق يدخلها.
أسرعت ريهام بالوقوف تتحدث بضيق:
_أنا صاحبتها ومن حقي أدخل.
توقف بعد أن سار خطوتين وألتفت لها بهدوء بارد:
_مش هأمن إن حد يكون موجود معاها..
قاطعته بأستهزاء وسخريه:
_دا أنا اللى مأمنش عليها وهى معاك مش العكس، وأنا مباخدش أذنك أنا بعرفك.
وتركته تدلف للغرفه مغلقه الباب خلفها، زفر بعنف وهو يتمني تحطيم رأسها إلا أشلاء الآن على طريقتها تلك لكنه يعلم بأن تاج تحبها وستحزن منه بالتأكيد إن علمت بأنه جعلها تغادر صارخًا بها.
ألتفت يكمل سيره للأسفل وعقله يعمل كعقارب الساعه بدون توقف أول خطوه سيفعلها ألتقاء نرمين تلك.
وجد نادر يقف يتحدث بالهاتف مع والدته أشار له بالأسراع بضيق ولم تمر دقيقتين وكان أغلق والتفت له بأهتمام متحدثًا:
_مدايق ليه.
قص عليه ماحدث بإختصار شديد وانهي حديثه:
_أول حاجه لازم أشوف نرمين دي.
همهم نادر بالإيجاب وتسائل:
_هتستني الصبح وهى رايحه الجامعه.؟
أخرج أحد أعواد الثقاب يشعله واضعًا إياه بفمه يأخد نفس عميق من ثم أخرجه على هيئة سحابه رماديه كثيفه وعيناه تلتمع بالكثير متحدث بهدوء خطير:
_هروحلها بيتها..دلوقتي.
« _____ »
حرك قدميه ببعض الأنفعال وهو ينظر نحو ناجي الهادئ يمسك بكوب من المشروب بيده يتابع سير أعماله على الحاسوب، تحدث بنفاذ صبر وغضب طفيف:
_فين أبنك ياناجي تليفونه متنيل مقفول والساعه قربت على تسعه والباشا لسه مظهرش ولا نعرفله طريق.
لم يتحرك ناجي قيد انمله وأجابه بعدم أكتراث:
_زمانه جاي.
زفر راشد بعنف ليسمع لصوت اغلاق الباب يتتبعه صوت دندنه مستمتعه لينهض سريعًا ليجد يامن يتقدم صوب الدرج وهو يلهو بمفاتيح سيارته مبتسمًا ويدندن ليذهب نحوه سريعًا يتحدث ببعض القلق الممزوج باللهفه:
_فينها..فين بنتي.
تنهد يامن وهو يرفع كتفيه بأسي مصتنع ولم يتحدث لم يستوعب راشد فعلته وتسأل بتوجس وغضب:
_فين بنتي بقولك.
تحدث يامن ببساطه:
_معرفتش..جوزها طلع سايب حرس كتير حوالين الجامعه البت معرفتش تمشي بيها خطوتين من قدام البوابه ولقيت واحد من الحرس طلعلها زي عفريت العلبه منعها.
أطلق راشد سباب لاذع ودفع يامن بغضب:
_أمال واخد مني فلوس وعاملي فيها اللى مفيش منك أتنين ومحدش هيجيبها غيري وسيبها عليا وقافلي تليفونك وف الأخر طلعت حتة عيل ولا تسوي.
خرج يامن على صوت صياح راشد يتحدث بتساؤل:
_فيه أي.؟
أجابة راشد بأنفعال ساخر:
_اتفضل شوف أخرة خلفتك المهببه معرفش يجيبها.
أبتسم يامن بسخريه لاذعه متحدثًا:
_انتَ عامل دوشه ليه مش انتَ اللى جوزتهاله جاي دلوقتي بتدور على حد يرجعها ليه ماترجعها انتَ منه ولا أنتَ مش راجل.؟
أوبس نسيت معلش اللى يعمل كدا ف بنته ميبقاش راجل.
نصيبه كان صفعه هوت على وجهه من يده راشد ليصيح يامن بأنفعال:
_انتَ بتمد إيدك عليا بتاع أي روح أعمل راجل على اللى بكلمه منه بتسكت بس انتَ أضعف من أن انتَ تقف قدامه..وأنا مش هحط نفسي ف ورطه مع واحد زي دا عشانك.
تحدث ناجي بحزم شديد:
_أطلع اوضتك يا يامن.
نظر نحو راشد بأستهزاء وهو يصعد:
_طالع.
تقدم ناجي نحو راشد يسحبه برفق إلي مكان جلوسهم السابق ليبتعد راشد بضيق شديد:
_أنا همشي..بس أعرف كويس وعرفه إني هرجعها لو هبيع عمري كله هرجعها.
وترك ناجي وغادر المنزل يغلق الباب خلفه بحده وصعد لسيارته يديرها مغادر المنزل سريعًا وهو يزفر بغضب وبداخله تصميم كبير على جعلها تعود له حتى وإن لم تكن تريد العوده.
أمسك بهاتفه يضغط عليه من ثم وضعه على أذنه بأنتظار الأجابه حتي أتاه الصوت ليتحدث بأنفعال:
_أييي ساعه عشان تردي.
-كنت قاعده معاهم وبعدت عاوز أي ياراشد أظن مفيش بيني وبينك مصالح تاني.
_لأ فيه لو انتِ أكتفيتي فـ أنا مكتفتش ومش هكتفي غير ما أخد بنتي.
-يوووه بنتي بنتي ماتخلي عندك دم ياراجل انتَ بنتك ذات نفسها مش عاوزاك انتَ عاوزاه هوو فضلته عليك وعاوزه تعيش معاه.
_مش بمزااجها مش هسيبها لوحد زي دا على جثتي تكمل معاه.
-والمطلوب متصل بيا ليه.؟
_تتصرفي وتقلبيهم على بعض ولا هى تبقي طيقاه ولا هو يبقي عاوزها.
-لااا دي شكلها هبت منك ع الأخر هو عشان وافقت اساعدك واحط السلاح ف أوضتهم هتستحلاها ولا أي.؟
_لو منفذتيش قسمًا بالله لأكون متصل بيه وقايله إنك انتِ اللى ساعدتيني.
صمت يستمع لصوت تنفسها الغاضب بعدما ابعدت الهاتف ومن المؤكد أنها تسبه الآن وبعدها أتاه صوتها:
-ودول أوقع بينهم أزاي بقي إن شاء الله.؟
_أتصرفي انتِ مش هتلغبي هستني منك تليفون تقوليلي إنه تم.
ولم ينتظر ردها وأغلق ومن بعدها أعاد الإتصال بشخص أخر مجبورًا على التعامل معه لكن كل شئ يهون بمقابل عودة أبنته، أعاد الأتصال مره وأثنين وثلاثة حتي أتاه صوته البغيض يتخيله الآن يبتسم تلك الأبتسامه المختله وهو يجيبه:
_بنسوار ياراشد.
ضغط على أسنانه وهو يحاول التحلي بالصبر متحدثًا بهدوء:
_عملت أي ف موضوعنا أنا شايفك مأخدتش أي خطوه أيجابي من ساعة آخر مره كنت عندك فيها فـ البيت.
قابله الصمت لدقيقتين قبا أن يأتيه صوته بنبره سوداويه ماكره:
_شعلان لما بيخطط لحاجه تخطيطه بيتلخص ف ضربه واحده انما شغل الخطوات دا للعيال اللى أنتَ بتتفق من ورايا معاهم واديك شوفت بنفسك معرفش يعمل حاجه.
تمني بهذه اللحظه بأن يسبه بكل مايحمل من عصبيه لكن صبرًا:
_اهى تجربه وفشلت وأنا عارف إن محدش هيقدر على مواجهة يزيد غيرك عشان كدا لو تسمح تعجل شويه ف تخطيطك دا.
-هانت..قريب، حاليًا هقفل عشان عندي حاجات اهم منك.
أنهي حديثه يغلق بوجهه ليلقي راشد الهاتف بحده على المقعد بجواره وهو يحاول تهدئة نفسه هو بطريقة للتقدم والتخلص من ضعفه سيصبح لديه الكثير من الأموال والعلاقات بعد أن تمعق أكثر بهذا العالم الأسود ولم يقف نشاطه على تجارة السلاح فقط لأ بل أصبح فـ تقدم وأشترك بعملية أثار ستتم قريبًا ومن بعدها سينتظر الخبير الأمريكي والمشتري الذين سيأتوا ليقوم ببيع تلك الأثار بأسعار باهظة وبعد أن يقم بتصفية كل اعماله هنا ويحصل على أبنته سيأخذها ويسافر لأحد البلاد الأجنبية هو واسرته هذا ماخطط لسه وسيسعي لتحقيقه.
« _____ »
أسرعت بأطفاء سيجارتها التي كانت تدخنها بالشرفه وهى تلوح بيدها فـ الهواء لتخفي أثار الدخان قبل أن تدلف سريعًا تمسك لبخاخ مخصص لرائحة الفم ووضعت منه حتي لأ يكشف امرها وذهبت تفتح الباب لتجد والدتها تتحدث بأستغراب:
_فى واحد جه تحت بيقول أنه يعرفك وعاوزك.؟
عقدت نرمين حاجبيها بأستغراب شديد تجيبها بعدم فهم:
_عاوزني أنا.؟
أومأت والدتها وغادرت لتمسك نرمين بالجاكيت ترتديه فوق ذلك التشيرت الذي بدون أكمام ويظهر عنقها وما بعده ولم تهتم بأغلاقه كله وهبطت لتري ذلك الزائر الغريب الذي ينتظرها.
دلفت لغرفة الصالون لتجد ما جعل قدمها تتخشب بمحلها، رؤيتها له جالسًا بهيبته تلك وملابسه السوداء يضع قدم فوق الأخري وهو يرتشف من كوب قهوته الذي،أحضره له أحد العاملين ينظر نحوها بنظرة لم تستطيع تفسيرها، فاقت على صوت والدتها وهى تتحدث بشك:
_أي يانرمين انتِ متعرفيهوش.؟
وجدت منه نظرة متحديه أن تنكر عدم معرفتها به لتفرك يدها بتوتر وهى تلعن يامن ألاف المرات ونظرت نحو والدتها تجيبها بتقطع:
_ا..اعرفه.
تقدمت تجلس بجانب والدتها على الأريكه وهى تتحاشي النظر له لتتحدث والدتها بهدوء وجدية:
_مقولتليش يانرمين أي صلة معرفتك بـيزيد بيه.
جف حلقها وهى لأ تجد أي شئ تخبرها به ليتحدث هو بصوته الهادئ الرزين:
_آنسه نرمين تبقي زميلة تاج مراتي ف الجامعه، تاج تعبانه شويه وكانت عاوزه ورق ومحاضرات من نرمين ف جيت عشان أخدها مش أكتر.
زفرت نرمين ببعض الراحه من أنقاذه للموقف وظهور الأقتناع على وجه والدتها لتأتي أحد العاملات تخبر والدتها بأتصال من والدها الغائب، أستأذنت والدتها تنهض مغادره الغرفة لتغلق العامله الباب وتغادر هى الأخري.
مال بجزعة العلوي للأمام وهو ينظر لها بخطوره شديده وهدوء مريب:
_من غير لف ولا دوران لو مقولتليش مين اللى خلاكِ تعملي كدا فـ تاج هتبقي انتِ الجانيه على نفسك.
حاولت التهرب وهى تنهض من فوق الأريكه حتي تغادر الغؤفة تحتمي بوالدتها وهى تتحدث بكذب وارتباك:
_ا.انا معملتش حاجه هى داخت و اااه.
أطلقت صرخه حاولت كتمها عندما نهض يسبق حركتها وقبض على ذاعها الأيسر يلويه خلف ظهرها ببعض القوه وتحدث بخطوره وقسوه وهو يزيد من ضغط يده شيئًا فـ شئ:
_ف بداية الكلام قولت من غير لف ودوران، هتلفي وتدوري هدفنك مكانك ومش هيهمني حد..أنطقي.
هدر بها بقوه وهو يهزها بعنف لتبكي بألم امتزج بالخوف وهى تتحدث من بين بكائها:
_هقولك..هقولك كل حاجه والله بس سيبني.
ترك يدها لتلتفت هى تضع يدها اليمني فوق يدها اليسري محاولة تخفيف ألامها وهى تحاول كبح بكائها:
_أنا وتاج مفيش بينا علاقه أصلًا ومبنحبش بعض..ويامن عارف كدا وجه ف يوم قالي إني مش هشوف وشها ف الجامعه تاني لو..لو ساعدته وادني ازازه صغيره قالي ارش عليها منها وبعد كدا اخدها ونخرج من بوابة الجامعه الخلفيه عشان الرئيسيه انتَ بتسيب عليها حراسه دايمًا، حطيت المخدر ف ازازة برفيوم واخدتها معايا الحمام و..ورشيت عليها.
أنهت حديثها بخوف وتراقب لتجد مظهره يشبه الوحوش الضاريه بعدما برزت عروقه وقتمت أعينه وهو يضغط على يده بقوه وتحدث بوعيد من بين أسنانه:
_أنا ممكن جزاء فعلتك دي أعمل فيكِ حاجات كتير، منها أخطفك وزي ماكنتوا هتعملوا معاها هيحصل معاكِ، ومنها أضيعلك مستقبلك.
تحدثت نرمين بخوف شديد وهى تضم يدها لصدرها برجاء باكيه:
_لا لا بلاش وحياة تاج عندك بلاش أنا..أنا والله مش هعمل حاجه زي دي تاني ومش هحتك بيها خالص بس لأ ارجوك بلاش مستقبلي.
رمقها بأشمئزاز وأحتقار، هل من الممكن أن يفعل الكره بأحد هذا ويجعله يشارك بأيذائه.!
التفت يمسك بهاتفه من أعلي الطاولة وتوجه للخروج لتتمسك بيده برهبه:
_انتَ مش هتعمل حاجه من اللى قولت عليها صح.!
نفض يده بعيدًا عنها بحده وتحدث بوعيد:
_مش هاجي على حتة عيله خايبه زيك، بس وعزة وجلالة الله لو عرفت إنك بس اتكلمتي معاها لهخليه أخر يوم ف عمرك وأنا مبديش للشخص فرصتين.
وتركها يغادر المنزل بأكمله بينما هى مسحت دموعها وفرت هاربه للأعلي تسب يامن ونفسها قبلًا منه.
« _____ »
ظلت جالسه بجانبها ولم تتحرك بعدما تحدثت مع والدتها واخبرتها إن تاج متعبه قليلًا وستظل معها، ودلفت لشرفة الغرفة تحادث محمود خطيبها وتقص عليه ماحدث.
بينما تاج بدأت بأستعادة وعيها شيئًا فـ شئ وهى تشعر بغمه من الضباب تحيط بعقلها وبدأت بالتلاشي، حركت أصابع يدها أولًا وضغطت على كف يدها تحاول أستجماع طاقتها لتتحرك أو لفتح أعينها.
واخيرًا نجحت بفتح أعينها وهى تشعر بتشوش ببصرها، أغمضت أعينها وأعادت فتحها وشعرت بتحسن طفيف لكن السؤال الأهم الآن أين هي.!
فتحت أعينها من جديد وهى تتحامل لتنهض لتري شخصًا بالشرفه، دققت بالنظر لتحمحم تستعيد صوتها وتحدثت بصوت مرتفع بعض الشئ:
_ريهاام.
التفتت ريهام سريعًا وهى تنهي الحديث مع محمود تعده بالأكمال بوقت لاحق واسرعت نحوها تجلس جوارها تحتضنها:
_حمدالله على سلامتك ياحبيبتي، انتِ كويسه حاسه بـ اي.؟
وضعت يدها على مؤخره رأسها وهى تتحدث بوهن:
_دماغي وجعاني اوي.
مسدت ريهام على رأسها بحنو وهى تجيبها:
_يمكن من الوقعه.
فُتح الباب بدون سابق أنظار ليجدها فاقت أخيرًا أبتسامه هادئه ظهرت على وجهه وتقدم يقبل رأسها بحب وحنو متحدثًا بهدوء:
_حمدالله على سلامتك ياحبيبتي.
نظرت تاج له ثم لريهام وتحدثت:
_هو مين دا.؟