البارت الرابع والعشرين"_حرية مقيدة_"
بعد جملتها تلك وكأن خرج لها قرون من رأسها، نظرتهم أوحت بذلك.
نظر لها وكأنه يحاول أستيعاب ماقالته للتو وأقناع نفسه بأنه استمع لشئ خاطئ، بينما ريهام لم تستطيع السيطره على دهشتها وصدمتها وهى تشير نحو يزيد:
_انتِ مش فكراه.
رفعت رأسها تنظر له ومن ثم نظرت لريهام تحرك رأسها بالنفي، رتبت ريهام على ظهر تاج بأبتسامة متسعه:
_خير مافعلتي يابنتي أحسن حاجه عملتيها روحي معايا بقى.
ضغط على أسنانه يحاول السيطره على أنفعاله وتحدث بنفاذ صبر:
_تعرفي تخرسي.
نظر يزيد نحو تاج وقد أحتل القلق قلبه من فكره لأ يريد الأعتراف بها:
_تاج حبيبتي..أنا يزيد مش فكراني.؟
أبتسمت ريهام ببرود وسماجه تجيبه هي بدلًا عنها:
_لأ مش فكراك.
ضغط على أسنانه يحرك فكه بنفاذ صبر محاولًا التحكم بذاته وعدم لكمها وربت على ظهر تاج برفق وتحرك نحو باب الغرفة:
_هجيب الدكتور وجاي.
فتح باب الغرفة ليلتفت عندما أستمع لصوت صغيرته الذي ظهر به محاولة عدم ضحكها:
_استني.
التفت لها وهو يضيق عينيه بشك وقد تحول ليقين عندما رأها تضع يدها فوق فمها تحاول عدم الأبتسام والضحك وهى تنظر نحوه وقد ظهرت أبتسامتها بأعينها، زفر بتروي وأقترب منها وقد أيقن أنها لم تكن سوي كذبه من تلك المخادعه الصغيره.
رفعت تاج يديها تفتحهم وقد ظهرت أبتسامتها التي لم تستطيع أخفائها أكثر من ذلك:
_أنتَ حبيبي مقدرش أنساك.
شعرت عقب جملتها تلك بضربة عنيفه مغتاظه على ذراعها جعلتها تصرخ بألم وهى تضع يدها مكان ضربة ريهام التي نظرت لها بأغتياظ:
_فكراه ليه هاه.!
وكمان بتقوليله حبيبي قدامي أي مش ماليه عينك وعاوزه تحضنيه.؟
نظر لها وهو على وشك الجنون من أفعالها يصرخ بها بأنفعال جعلها تنكمش على نفسها تتمسك بـ تاج تحتمي بها:
_انتِ غبيه يابت انتِ.
ظهر العبوس على وجه ريهام وهى تتحدث بضيق:
_أنا مش غبيه متشتمنيش مش عشان ربنا مديك شوية هيبه تخوفني.
فلتت ضحكه صغيره من تاج على مظهر ريهام النافي تمامًا لحديثها ورفعت يدها تمسك بيد يزيد تحاول تهدئته بأبتسامة رقيقه أفتقدها طوال يومه:
_خلاص يا يزيد هي بس إيديها سبقاها شويه.
زفر محاولًا تهدئة أنفعاله ليجد تلك الكائنه المستفزه تتحدث من جديد وكأنها زوج أخر لتاج:
_متمسكيش إيده قدامي.
نظر يزيد لتاج بأنفعال من بين أسنانه:
_هضرب دماغها ف ضهر السرير.
تمسكت بيده أكثر ونظرت لريهام:
_روحي ياريمو ياحبيبتي اندهي الدكتور معلش عشان الصداع زاد.
ضيقت ريهام أعينها بشك وهى تتحدث بتلقائيه وغيره:
_وميروحش هو ليه ولا عاوزاني أخرج عشان يفضل معاكِ يحضنك ويمسك ايدك وتقوليله حبيبي.
نظرت لها تاج وهى تسبل أعينها ببراءة:
_أنا عاوزاكِ انتِ عشان عارفه إنك مش هيهون عليكِ أفضل تعبانه.
زفرت ريهام بضيق ونهضت تخرج ليزفر يزيد بضيق وأفلت يديه من بيد يديها يضمها لأحضانه ليجد الباب يفتح من جديد وظهرت ريهام هى تصيح:
_متحضنهاااش.
طفح الكيل، أبتعد عن تاج يمسك بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز يقذفه بقوه صوب الباب لكنه لم يصيبها لأنها أغلقت الباب وركضت هربًا.
نظر نحو تاج بغضب لترفع يدها تربت على ذراعه برفق:
_معلش حقك عليا أنا..أقعد.
جلس بجانبها وهو يجذبها لأحضانه يحاصرها بين ذراعيه ويده تمسد على خصلات شعره، شعر وقتها براحه وهدوء قد أراح قلبه لرؤيتها مستيقظه تشاغبه وتضحك.
أرجع ظهره للخلف وهى مازالت بأحضانه يطبع قبله عميقه على رأسها متحدثًا بألم أستشعرته بصوته ونبرة مختنقه يكاد الذنب يفتك بقلبه:
_وحشتيني..أنا آسف اللى حصلك دا بسببي أنا عارف إني وحش ومنفعلكيش وقربي منك هيسببلك ضرر وإن دي مش أول مره تتعبي بسببي وانك ندمانه...
رفعت رأسها وهى بأحضانه تضع يدها على فمه تمنعه من أكمال حديثه أو سماعها لنبرته التي ألامت قلبها تلك تنظر له بعتاب وهى تتحدث بلطف وتنظر بأعينه:
_أنا عمري ما أندم إني معاك، أنتَ شخص كويس بس انتَ مش عارف دا أنا محدش هينفعلي غيرك ومهما كنت دورت وقابلت مكنتش هلاقي حد يحبني وعنده أستعداد يضحي بجزء من حياته عشاني وعشان يكمل معايا وبعدين دا قدري ومكتوبلي إن يحصلي كدا هعترض على قدر ربنا يعني.؟
خد تعالا هنا صح انتَ صليت النهاردة.؟
أبتسامه بطيئه ظهرت على وجهه وأبتعد عن يديها يقترب منها بقدر كبير طابقًا على شفتيها بقبلة رقيقه كأنه يعبر بها عن أمتنانه لوجودها ولحديثها.
خبئت وجهها بعنقه وبأحضانه بعدما أبتعد تتهرب منه بأحراج وخجل شديد بعدما تجمعت الدماء بوجهها كأنها كانت بمارثون وركضت لأميال لأرتفاع دقات قلبها بهذا الحد، أبتسم بهدو على حرجها اللطيف هذا وهو يمسد على خصلات شعرها وظهرها بحنان أبوي أفتقدته وتحدث كأنه أبن يسرد لوالدته مافعله:
_صليت الضهر والعصر وبعد كدا خرجت من الشغل وروحت مشوار كدا وبعدين عرفت إن حبيبتي تعبت ف جيت بسرعه ولما نروح أصلي اللى فاتني.
تناست خجلها وحرجها ترفع أعينها بتساؤل:
_مشوار أي.
صمت ولم يدري بماذا يجيبها لأنه يعلم أنها ستحزن منه لكنه مُجبر على الأستمرار مؤقتًا، أبتسمت تاج برفق وهدوء:
_أنا عارفه..ومش زعلانه، واثقه فيك إنك قولت كلمه وهتطلع قدها وهتتغير..المهم هنروح أمتي.
أبعد خصلات شعرها خلف أذنها وانحني بوجهه يقبلها على وجنتها وهو مبتسمًا بهدوء:
_لما أطمن عليكِ.
وجدته يقبض على وجنتها بأصابعه ببعض القوه يحرك وجهها يمينًا ويسارًا:
_بتضحكي عليا وعملالي فيها فاقدة الذاكره..انتِ عارفه قلقتيني عليكِ إزاي وانتِ بتقولي مين دا.!
وضعت يدها فوق يده تحاول تخليص وجهها من يده بتزمر شديد:
_أي يا يزيد بهزر معاك.
مررت يدها فوق وجنتها بعدما تركها ووجهها ظاهرًا عليه العبوس:
_والله لقول لريهام.
أبتسم بسخريه وقبل أن يرد عليها فتحت ريهام باب الغرفه والطبيب من خلفها تتحدث معه بأهتمام شديد:
_زي ما قولتلك انتَ تكتب ف التقرير أنها تروح مع صاحبتها اللى هى أنا عشان لو مروحتش معايا ممكن تدوخ تاني.
أعتدل يزيد بجلسته ونظر لتاج بنظرة سوداويه متوعده وهو يشير نحو ريهام:
_اقتلها.!
رتبت على ذراعه تحاول تهدئته وتقدم الطبيب يتفحص رأسها وهو يطرح عليها بعض الأسئله ليتأكد من تحسن حالتها وبعدها نظر ليزيد:
_كدا تمام المدام تقدر تخرج يايزيد بيه بس محتاجه راحه على الأقل يومين.
تحدثت تاج بأعتراض وهى تنظر للطبيب ثم يزيد:
_مينفعش انا لازم اروح جامعتي الفاينال قرب.
زفر الطبيب بتروي وهو يجيبها:
_خلاص تقدري تروحي بس ياريت تخلي بالك من الناس اللى بتتعاملي معاهم بعد كدا، عن اذنكم.
وتركهم يغادر الغرفة لتقترب ريهام من تاج تعاونها على النهوض:
_يلا ياحبيبتي عشان تروحي معايا.
أمسكت تاج بيدها ونهضت تميل عليها تتحدث بصوت منخفض بعض الشئ:
_جاب أخره منك ومش هقدر اسكته عليكِ أكتر من كدا أتقي غضبه ياريهااام وبطلي أستفزاز.
ورغم قلقها إلا أنها تركتهم سويًا ودلفت للمرحاض الملحق بالغرفه.
زفرت ريهام بحقن وجلست على المقعد تضع يدها على وجنتها وهى تنظر نحوه بأغتياظ شديد، شعر بها تنظر نحوه ليدير رأسه نحوها بنظره قاتمه تحمل كل غضبه منها لتبتعد بنظرها عنه بريبه وهى تحادث نفسها بصوت تكاد هي تسمعه:
_تاجر سلاح هستني منه أي يعني.؟
« _____ »
زفرت سندس بضيق من الوضع السائد لطالما شعرت بالضيق بوجودهم وتعاملهم كأنهم أصحاب المنزل.!
مالت عليها جليلة تتحدث بهمس شديد:
_عيب كدا يابنتي فكي وشك الناس واخده بالها.
نظرت لها سندس بضيق ورفض تجيبها:
_ما انتِ عارفه إني مش بحبهم وبعدين مش يخلوا عندهم دم هما كانوا جايين على أساس غدا بس وهيمشوا قاعدين ليه بقي ومعاد العشا جه.!
زفرت جليلة بتروي تجيبها بجديه:
_مستنين أخوكِ عشان يسلموا عليه ويباركوله واهو مختفي ولا هو بيرد ولا تاج بترد.
لاحظ أنشغالهم بالحديث سيده لتهتف بأبتسامة صفراء:
_أمال يزيد فينه دا كله ياجليله مش كان المفروض يرجع بدري عشان ضيوفه ومراته محدش شافها ولا رجعت.
_عرسان بقي ومن حقنا نتأخر أنتوا مش أغراب ولا أي سمير.
أتاها الذي جعل الدخان على وشك الخروج من أذنيها هي أو سهر ماذا يقصد بحديثه.!
ألتفتوا ليجدوه يصافح سمير من بعده رمزي وجلس بعدما القي التحيه على والدته وجلست تاج على الاريكه الصغيره بجواره وهى تنظر حولها بهدوء وسكون لأ تعلم حتي من المتواجدين.
أبتسمت سيده بتهكم ونظرت لسهر وأعادت النظر لتاج تتحدث بأبتسامة صفراء:
_أعرفك ياتاج..رمزي أبني أخو سهر ويبقي أخو هبه مرات يزيد الله يرحمها من الأم ودا سمير جوزي التاني وابو سهر ورمزي.
أومأت تاج بحركه بسيطه وهى تنظر إلا ما تعرفهم سيده حيث هذا الشاب الذي بدي بمنتصف عمره ذو بشره سمراء ولحيه خفيفه سوداء وشعر أسود قصير يظهر عليه طول القامه، ومن ثم نظرت نحو والده لتجد بينهم شبه كبير لكن والده يختلف بلون شعره الذي غزاه الشيب.
أبتسم سمير لها وتقدم قليلًا بجلسته وهو يفتح علبه صغيره سوداء ليظهر بها خاتم لامع من السوليتير على هيئة فراشه منقسمه إلا نصفين وهو يبتسم:
_أنا أحتارت أجيبلكم هدية أي بمناسبة جوازكم ف ملقتش أنسب من أني اجيب حاجة خاصه بمجال شغلي.
نظرت ليزيد أولًا، مظهرها شابه طفله صغيره تسائل والدتها أتأخذ ما يُقدم لها أم لأ.؟
حاول عدم الأبتسام على فعلتها اللطيفه تلك من وجهة نظره وأمسك بالعُلبة من يد سمير يعطيها لها وهو يتحدث لسمير بهدوء:
_هديه مقبوله ياسمير عقبال ما أردهالك يوم جوازة سهر.
أبتسم سمير بمجامله ونظر نحو أبنته وكأنه يخبرها أرئيتي.!
نظرت تاج حولها بحثًا عن تلك الجنيه الصغيرة ونظرت لسندس بتساؤل:
_تولين فين.
أجابتها سندس بأبتسامة لطيفه ودوده:
_كانت قاعده مع صفا جوه بتتغدي عشان جت من المدرسه نامت.
أومأت تاج وصمتت تتابع الأحاديث الدائرة بين زوجها وسمير هذا بشأن العمل وبعض الأحاديث الأخري بين سيده وجليله وسهر وفضلت عدم التدخل فيها حتي رأت صغيرتها تخرج ركضًا نحوهم لتبتسم فور رؤيتها وهى تفتح ذراعيها تستقبلها بحنو واشتياق:
_حبيبة مامي اللى وحشتها قد البحر.
بادلتها تولين العناق بسعاده لرؤيتها وحب وهي تجيبها:
_وانتِ كـكمان يا مـمامي وووحشتيني.
نظر يزيد لهم بأبتسامة حانيه وكأنهم..لأ هما بالفعل أغلي الكنوز الموجوده معه الآن ويستحقون كل ما يفعله وسيفعله حتي يكون معهم بحياة هادئه مستقره وبعيده عن الضرر وعن عالمه الأسود وعيون تلك الوحوش التي تلاحقه.
شعرت سهر بيد سيده تضربها برفق وهي تشجعها على ما أتفقوا عليه لتبتسم سهر بأصتناع متحدثه:
_تونه حبيبتي كدا متسلميش على خالتو موحشتكيش ولا أي.؟
ودت تولين الرفض وقد علمت تاج مايدور بعقل تلك الصغيره عندما نظرت لها، رغم شعورها بالأختناق الشديد لرؤيتها لسهر وقد تجدد أمامها ما رأته سابقًا منها واقترابها من يزيد لكنها بالأخير أنحنت قليلًا تهمس بأذن تولين بلطف:
_روحي سلمي على خالتو ياتولي.
بدي الرفض واضح على وجه تولين لكن تاج شجعتها بدفعه بسيطه لتتقدم على مضض تتحدث بأقتضاب:
_ااهلًا ياخالتـتو.
ورغم أشتعال سهر من فعلة تلك الصغيره الوقحه كما قالت بنفسها لكن بالأخير جذبتها لأحضانها تربت عليها ببعض القوه وتحدثت من بين أسنانها:
_أهلًا بيكِ ياروح قلب خالتو كدا متسأليش عليا ياتونه زعلانة منك.
لم تجيبها تولين وصمتت بأنتظار أنتهاء هذا العناق اللزج من وجهة نظرها وعندما لم تجد منها أجابة ابعدتها سهر بنفاذ صبر، لتتدارك سيده الموقف وجذبت تولين تضعها فوق قدمها تنظر بشاشة الأيباد الذي بيدها:
_بتعملي أي ياحبيبتي..الله حلوه اوي الرسمه دي فرجيني على الباقي كدا.
رغم عدم اختلاط تولين بـ سيده رغم أنها جدتها لكنها بدأت بعرض رسوماتها فـ هى عاشقه للتلوين والرسومات.
نظرت تاج نحوهم بأبتسامة هادئة وعقدت يدها واغمضت اعينها للحظات شاعره بالأرهاق بسائر جسدها تتمني حمامًا دافئ ونومًا عميقًا.
لاحظت جليله الأرهاق البادي على وجهها لتبتسم بهدوء عليها، تحدث سمير بعد مده وهو يستعد للنهوض:
_كفايه كدا نستأذن أحنا يلا ياسيده.
تحدث يزيد بهدوء مجاملًا فـ هو لأ يرغب ببقائهم أكثر من ذلك:
_نورتونا.
تحدثت جليله بعرض عابر ومجامله:
_خليكوا بايتين معانا النهارده.
من المفترض أن احدًا بمحلهم لكان رفض بلباقه وأنصرف لكن مع سيده أختلف الوضع وقد استحسنت العرض ونظرت لسمير:
_صح ياسمير خلينا هنروح نعمل أي.؟
نهض سمير يلملم أشيائه وتحدث بجدية:
_عاوز أرجع بيتي كفايه كدا مشبعتيش، قاعده هنا يلا خلينا نمشي.
زفرت سهر بحقن شديد ونهضت تمسك بحقيبتها ونهضت تودعهم واقتربت من يزيد الذي يقف مع والدها وهى تمد يدها نحوه بأبتسامة ملتويه:
_سلام يا يزيد.
بواقع معرفته عَلم الآن بأن تاج تنظر نحوهم وحتي إن كانت لأ تنظر لم يرفع يده لها وتحدث بهدوء شديد وهو لأ ينظر نحوها:
_سلام.
قبضت على يدها من الأحراج الذي شعرت به ورمقت تاج التي تقف خلفه بنظرة مشتعله كارهه وخرجت معهم مغادرين المنزل.
ولم يمر الكثير وأنصرف كلًا منهم لغرفته، أمسكت بملابسها ودلفت للمرحاض مستنعمه بحمامًا مريح يزيل أرهاق اليوم بأكمله تحاول تطرد جميع الأفكار من رأسها عندما شعرت بصداع طفيف.
أرتدت ملابسها وخرجت وهى تجفف خصلات شعرها بالمنشفه تأخذ نفسًا عميقًا شعرت به يقف أمامها لتفتح أعينها فـ حين طبع هو قبلة على وجنتها وقرص أنفها برفق وتحدث بأبتسامة:
_فـ حد قمر كدا وهو مرهق.
أبتسمت بلطف وتوجهت للمرأة وبدأت بتصفيف خصلات شعرها وتركتها مُنسابه على ظهرها بحرية ووضعت عطرًا هادئ وتوجهت للفراش بعدما نظرت لنفسها بملابسها المنزليه المريحه المكونه من تيشرت أبيض وبنطال رمادي.
جلست على الفراش وهى تستند بظهرها على ظهر الفراش تغمض أعينها بعد تنهيده حاره، لأ تعلم كم مضي من أفكار بطيئه وكثيره بعقلها وهى مغمضة الأعين تشعر بوقت طويل قد مضي قبل أن تفتح أعينها عندما شعرت به يخرج من المرحاض يرتدي ملابس مريحه للنوم مكونه من تيشرت وبنطال أسود وهو يجفف شعره بالمنشفه وبعدها تركها وهو ينظر نحوها بأبتسامة هادئه وتقدم لركن من أركان الغرفه وبدأ بقضاء الفروض التي فاتته.
أبتسامه رقيقه أرتسمت على وجهها وهى تتابع كل حركه تصدر منه، تشعر بالسعاده والفخر معًا لبدأ تغيره وتقربه من الله وانها لو كانت أستسلمت واستمعت لحديث ريهام بالسابق بأنه لم ولن يتغير وإن عليها الأستسلام من أمره لكان لم يحدث كل هذا ولم تصبح علاقتهم لطيفه ومتفاهمه إلا حدًا ما.
أنتهي ونهض وهو يأخذ شهيق عميق يشعر براحه واسترخاء يسيطر على كيانه بـكل لقاء بينهم يشعر بأن الثقل الموضوع على قلبه يخف تدريجيًا يشعر بأن الله يتقبله.
تقدم نحوها ينام بعرض الفراش لتستقر رأسه فوق قدمها يغمض أعينه براحه تامه زادتها لمست يدها الرقيقه التي تمررها بخصلات شعره بلطف ورقه تنظر له بأبتسامة شع بها الحب.
طال صمتهم حتي قطعه هو ولم يتحرك أنشًا واحدًا أو يفتح أعينه:
_قولي السؤال اللى شاغل تفكيرك.
زفرت بتروي وكأنها كانت بأنتظار حديثه لم تريد ف بادئ الأمر إن تقلق راحته وسكونه لكنها تحتاج لأجابه وبشده:
_احكيلي اللى حصل..ولو ليا مكانه ف قلبك بجد يا يزيد متكدبش عليا وعرفني كل حاجه.
فتح أعينه ومال برأسه نحوها لتستطيع قراءة الضيق الواضح على وجهه وهو يتحدث بهدوء تام:
_أبوكِ بيحاول يرجعك..فى واحد أسمه ناجي ودا تاجر من التجار ويبقي صاحب أبوكِ عنده أبن معاكِ فـ الجامعه واسمه يامن أبوكِ أتفق معاه يخطفك ويوديكِ له وشاركت ف دا نرمين بأنها أستدرجتك لحمام الجامعه ورشت عليكِ مخدر واخدتك عشان تخرجوا من بوابة الجامعه الخلفيه بس لحسن الحظ واحد من الحراس كان بيشتري حاجه وشافك ومنعها وقبل ما يتصل بيا مفعول المخدر اشتغل بشكل كامل واغمي عليكِ.
تابع كل تعبير ظهر على وجهها بداية من تجمع الدموع بأعينها نهايةً بأخذها لنفس عميق تحاول منع نفسها من البكاء وتحدثت بصوت منخفض متألم:
_أنا عارفه أنه مش هيسبني فـ حالي..غصب عني مبقتش أحس إني بحبه أو أني هأمنله لو رجعتله زي ماهو عاوز..كان يقدر ميدخلش ف تجاره زي دي وكان يقدر ميعملش فيا كدا ويسيب فيا كسر مش هيتصلح..كان يقدر ميخذلنيش بس هو أختار الطريق الأسهل للفلوس وفضلها عليا وعلى حياتي..وساعات كتير بسأل نفسي لو مكنتش انتَ وكان حد غيرك كان هيبقي مصيري اي، انا مبقاش ليا حد خلاص.
أنتهي حديثها بتساقط دموعها ببطئ قاتل على وجنتيها بعدما جاهدت كثيرًا لمنعهم.
أعتدل بجلسته يمسح دموعها برقه وجذبها لأحضانه يربت على ذراعيها بحنو بالغ ورفق:
_وأنا روحت فين يعني ما أنا معاكِ أهو وهنا كلهم بيحبوكِ ولو فضلتي تعيطي أنا مش هكمل اللى كنت هقولهولك.
لم تجيبه وانما تمسكت به وهى مستمره بالبكاء بضعف وصوت مكتوم بينما تركها هو لتخرج مابها من ضغوط وطاقه سلبيه وهو يحاول طمئنتها بكلمات لطيفه يحاول تهدئتها، صدح هاتفها بصوت مرتفع لينظر للساعه اولًا ليجدها تشير للثانيه بعد منتصف الليل، مد يده يمسك بهاتفها ليجدها تلك الكائنه المستفزه التي تفننت اليوم بأغضابه ليتحدث بسخط:
_عاوزه أي دي دلوقتي، متصله تقولك متناميش معايا ف اوضة واحده.!!!
صدرت من تاج ضحكه منخفضه وهى ترتفع قليلًا بجلستها وامسكت الهاتف منه:
_يمكن هتقول حاجه مهمه.
أجابت على أتصال ريهام ووضعت الهاتف على أذنها لتصيح ريهام بصوت مرتفع خرج من الهاتف ووصل لمسامعه:
_طبعًا مش فضيالي وقاعده معاه صح.!
لأ ياحبيبتي هو مشتراكيش ياماما من بعد الساعه 12 أنتِ بتاعتي أنا تكلميني وتسهري معايا أنا اللى هصوت عليكِ مش هو ماهو مش محمود يقولي أنا راجع من الشغل تعبان وينام وانتِ قاعده مع الاستاذ وسيباني.
لن تنكر بأنها ضحكت وضحكت أكثر ف حين أنتشل يزيد الهاتف من بين يديها يفتح مكبر الصوت متحدثًا بحده وعصبيه:
_قسمًا بالله لو مقفلتي لخليهم يصوتوا عليكِ انتِ، فـ حد يتصل بحد دلوقتي ياعديمة الدم انتِ طلعتيلي من أنهي داهيه دا محمود دا ربنا باعتله بلاء.
صاحت ريهام من الجانب الآخر بأنفعال رغم تفاجؤها ورهبتها:
_أي داهيه دي إن شاء الله وبلاء أي دا أنا ألف مين يتمناني وبعدين دي صاحبتي قبل ما تكون مراتك يعني صاحبتي أنا من الأول..
أنقطع صوتها نتيجة أغلاقه للمكالمه ومن بعدها أغلق الهاتف كليًا ووضعه على الكومود بحده وبعض القوه وتاج لأ تفعل شئ سوي الضحك ورغم سعادته لأنه رأي ضحكتها إلا أنه تحدث بضيق:
_عيله مستفزه وتحرق الدم.
تحدثت تاج بعدما هدئت ضحكاتها قليلًا ومازالت مُبتسمه:
_بس طيبه جدًا والله.
صمتت لدقيقتين ورفعت وجهها له بشبه أبتسامه هادئه:
_كمل اللى كنت هتقوله.
« _____ »
صباحًا.
كان يتابع أعماله بتدقيق وتركيز تام ليقاطعه صوت طرقات مُنتظمه على باب مكتبه أذن بالدخول لتدلف السكيرتيره الخاصه به بخطوات هادئه ووقفت بجانب، المكتب تضع أمامه ظرف أبيض كبير وتحدثت بجديه واحترام:
_فى واحد من الحرس طلع الظرف دا وبيقول إن حد سابه لحضرتك معاهم ومشي ومقالش أسمه.
ترك مابيده بأستغراب وأمسك بالظرف وأشار لها بالأنصراف ورغم أنه مُغلق جيدًا إلا أنه شقه لنصفين ليستكشف محتوياته.
أخرج مابه ليجدها صور فوتغرافيه تضم تاج وهي جالسه على طاوله مع ناجي ويامن بأحد الكافيهات وصوره أخري شاركهم بها راشد.
بدأت أعينه بالتوسع ويده تزيد من شدة ضغطها فوق الصور التي بيده وهو يشعر بغضب مُهلك يكاد يخرج من قفصه الصدري على هيئة حمم بركانيه وهو يقرأ ما دُون خلف أحد الصور"عرفت تخدعك"