رواية بطل من رواية الفصل السادس والعشرون بقلم سوما العربي
بعدما تأكدت نعيمه من مغادرة فتاتيها المكان وأنها اصبحت بمفردها مع لطفى تحركت تحاول تلاشى بقايا حطام الكؤوس والاطباق الخزفيه من النيش المحطم.
اتجهت لأول مقعد وجلست عليه تنظر للطفى الواقف تعرف انه مترقب لحديثها فقالت:أقعد يابو فاطمه خلينا نتكلم.
ظل ينظر لها مترقب... مصدوم قليلاً من ردة فعلها الهادئه على عكس ماتوقع فرددت بنفاذ صبر:أقعد ياسيدي خلينا نقول الكلمتين.
جلس لطفى على الفور فتنهدت بعمق تشبك اصابعها ببعض وهى تميل بذراعيها تتكئ بهم على فخذها للإمام قليلاً تقول :بقا شوف يا خويا خير في سلامه وسلامه فى.. والمثل بيقولك ان كنتوا اخوات اتحاسبوا.
صممت تشعل الأجواء وهو زاد ترقبه فتحدث فجأة :بس انا بقا مش هحاسبك يالطفى.
نظر لها باستغراب واضح جدا فقالت بسخرية :لا مانت ماتستغربش.. اصل الحساب عتاب.. والعتاب للأحباب.
بهت وجهه وهو يسمعها تتكئ على كل حرف قائله :واحنا عمرنا ما كنا احباب يالطفى... انا عمرى ما حبيتك.
صمتت تضحك بسخرية تقول :ههه أو يمكن مالحقتش احبك.. ما اصل احنا اتجوزنا على طول...الكدب خيبه انت كنت عريس متريش.. قولت لامى ياما ده مش بيقولى كلمه عدله قالتلى جيبوا يحلى عيبوا.. اتجوزتك وكنت عايله صغيره ماعرفش حاجه فى لؤم الحريم... يمكن غلط لما ماعرفتش ارجعك وماحاولتش.. بس غلطتى الكبيييره اوى والى بتكثف ابص فى لنفسى فى المرايه بسببها هو انى لامنى عافرت ورجعتك لبيتك ولفرشتى ولامنى صونت قيمتى وكرامتى وطلبت الطلاق وعيشت راسى مرفوعة... ماوعتش على نفسى الا اما كبرت والعمر جرى بيا.. بس انا كمان معذوره... عيله صغيره من ارياف الأرياف جالها شاب مقرش من القاهره عينها لامعت وفرحت بكلام امها وأنها هتطلع خلاص من عيشتها دى وجيت ورضيت هووووووووب خلفت اول بت وبعدها زن على الواد لما حملت عشان اجيبه بس جت بت بردو... بقا معايا عيلتين كنت هروح بيهم فين.. يمكن ده الى سكتنى.. بس خلاص بقا يالطفى.. انا عايزه اعيش وانا حاسه انى بنى ادمه انى عايشه وبتنفس.. لاجل بناتنا يالطفى ولاجل شرفك الى انا صايناه كل السنين دى تطلقنى ...مش عايزين نسمع الناس بينا على كبر بناتك بقوا عرايس ماشاءالله.
اغمض عينه بأسى يقول :يعنى مافيش اى فرصة يا نعيمه... انا باقى وشارى وربي يعلم... انا فوقت من سنين يانعيمه وجيتلك لو تفتكرى بس انتو كنتوا بتعاملونى زى الغرب... حسيت اني عامل زى الى رقص على السلم لا طايل ارجع ولا عدت طايق اعيش فى البيت التانى.. كل الى مصبرنى عليه هى بنتى.
نعيمه :انت حتى بنتك مش رابطها باخواتها ومايعرفوش عن بعض حاجة.
لطفى :لسه صغيره.. صغيره وامها محرجة عليها تيجى هنا بس بكرا تكبر وتفهم.
نعيمه :وانت مش قادر تقول للمدام لأ بنتى لازم تعرف اخواتها.
صمت بحرج وسلبيه فقالت :بخاطرهم... هى الخسرانه... هى الى وحدانيه لكن بناتى مع بعض.
أخذت نفس عميق تتنهد قائلة :قصروا... العايط على الفايت نقصان عقل... الى حصل حصل والعمى ولى.. خلينا نعيش الى فاضل بقيمتنا.. يمكن لما نطلق اعرف اعاملك احسن شويه من كده.. بس الى فى القلب فى القلب انا عمرى ما هسالك ركنتى جنبك زى البيت الواقف وانت هاجرنى فى عز شبابى... لكن زى ما قولتلك خلينى اعيش إلى جاى بقيمتى.. أظن حقى.. المحاكم تطلقنى منك فى اول جلسه لو بس قدمت قسيمة جوزك واقول طلاق للضرر.. ولا لو جبت اى شاب من عيال الحته الى كلها عارفه وشاهده على حكايتى ويعرف انك هاجرنى اديلك ولا عشرين سنه ف هتحكملى بالطلاق بردو.. بس ربك والحق انا مش عايزه اعمل كده.. خلينا نختمها بالأدب بقا يالطفى وبكفايه قلة قيمة ماعدناش صغار خلاص.
صمت قليلاً وقال :يعنى خلصت كده؟ مافيش اى أمل؟
نعيمه :خلصت يالطفى.. طلق وخلصنى وخلص نفسك.. يمكن ساعتها تعرف تعيش هناك عادى ويمكن انا اقدر اخلى بناتى شداد شويه عن كده... عمرهم ماهيبقوا شداد وهما شايفين امهم لا رجعت ابوهم وحافظت على بيتها ولا خدت موقف واطلقت... اعمل الصح مره واحده فى حياتك يالطفى.
تأثر كثيرا بحديثها وقال :حاضر.. بس تخلى البنات ييجوا يشتغلوا معايا.. فاطمه ماشاءالله عليها كانت شيلانى فى الشغل جامد.. بالك انتى لما جت تشتغل عندى شغلتها عشان كنت مكسوف من نفسى ومنها على الى حصل ليلتها وقولت سيبها ماتكسرش بخاطرها حتى لو هتعك الشغل وابقى اعدل انا وراها... بس اتفاجئت بيها ماشاءالله شاطره وعدلت علينا كتير.. واهو بردوا عشان يقربوا منى.
ابتسم باشراق يقول بحماس شديد :طب انتى عارفه... عشان بس تعرفى انى بفكر فى بناتى... انا حاطت عينى على محل كبير اوى فى الشارع وعلى الرئيسى على طول فيه كل مواصفات الصيدلية.. حاجزه للبت عاليا عشان افتحولها كده جنبى وتعلق عليه يافته باسمها كده واتفشخر بيها... عاليا لطفى المحمدى.. حاجه تشرف بصحيح... هى تفتح الصيدلة وفاطمه تمسك شغل المحلات عندى... ايه قولك؟
ابتسمت بود قائله :وماله ياخويا.. ماهم بناتك بردوا والضفر عمره ما يطلع من اللحم.
لطفى :مش هتراجعى روحك يانعيمه؟
تنهدت بعمق وتحدثت بحزم:لا ده آخر قولى يا لطفى.
اغمض عينه بأسى ثم وقف يتجه إليها يميل يقبل رأسها باحترام واجلال ثم قال :انتى طالق يانعيمه.. طالق بالتلاته.
قال أخر كلماته وغادر سريعاً لكنه توقف عند الباب يقول :البيت ده بيتك وهيفضل بأسمك وكل الفلوس الى بتطلع من ايجاره ليكى وده أقل من حقك.
ابتسم بصعوبة يكمل:زى ماقولتيلى قبل كده وانا اهو بقولك انتى عندك حق... ده أقل من حقك عليا... سلام.
غادر أخيراً يغلق الباب خلفه تاركا اياها بصدمه كبيره.. كلمة طالق كبيره على اى أنثى حتى لو ظلت سنوات تتمناها.
بخطى متثاقله وقفت تجر قدميها تتجه الى غرفتها... فقد كان يوما عصيبا عليها وعلى ابنتيها.
بعد مرور أيام
هدأت فيه الأجواء كثيرا خصوصا بعد إلقاء القبض على سليم وريان.. ومنع نعيمه لأى فرصة اقتراب مراد فقد إهانته كثيراً بضربها له لأكثر من مرة.
والفتيات بدأن يفقن من تلك الأحداث المتعاقبة التى حدثت فى فتره قصيره.
خرجت نعيمه من المطبخ على صوت جرس الباب وهو تقول :حاضر حاضر... جايه ياخويا فى ايه هو احنا عايشين ورا الباب.
خرجت على الصوت عاليا من غرفتها تقول :فى ايه يا ماما.
نعيمه :انا عارفه... هشوف اهو.
فتحت الباب فوجدت أمامها لطفى يقول :ماجاليش قلب ابعتهالك مع حد... ده مش مقامك ابدا.
نظرت له باستغراب فقال وهو يمد يده بإحدى الأوراق قائلا :ورقه طلاقك يام فاطمه... بالإذن.
غادر سريعاً وهى أغلقت الباب تتجه نحو احد مقاعد السفره في الصاله تجلس عليه وهي تنظر بشرود لتلك الورقه.
تقدمت عاليا تنظر لها باستغراب قائله :مين اللي كان على الباب؟ .. وايه الورقة دى؟
ظلت نعيمه على صمتها تزامناً مع خروج فاطمه من المرحاض تتقدم منهم باستغراب تقول لاختها وهى تنظر لأمها :هو فى ايه؟!
عاليا :أنا عارفة!
نظرت لنعيمه مره أخرى تقول :يااااماااااامااااا... مااامااا... انتى ياست.
انتهبت لهم قائله :ها.. هو انا ماقولتلكوش!
فاطمه وعاليا بصوت واحد :لأ.
نعيمه :يقطعنى.
ضحكوا باستغراب فقالت هى بلامبالاه :اصلى اتطلقت.
ضحكت ببلاهه مكمله :ههههه.. ابوكوا طلقني.
صدمة الجمتهم رغم كل ماحدث لم تتوقع اى منهن ان يطلق والدهم امهم يوما.
صمتت برهة ثم تحدثت بجديه تقول :اقعدوا عايزه اكلمكوا.
جلست كل منهن ينظرن لها بترقب فقالت :انا الى زنيت عليه عشان يطلقنى.. وإلى فات فات مش هتكلم فيه تانى ده مقدر ومكتوب... دلوقتي ده ابوكوا وبيحبكوا وانتو بناتوا والدم عمره ما يبقى مايه.. يمكن بتفوتو حاجات ومابيهتمش بحاجات بس هنغضب عليه؟ بمزاجكوا غضب عنكوا ابوكوا...عشان كده من بكرا ان شاء الله هتنزلى تانى معاه يا فاطمة تمسكى شغل المحلات.. وانتى يا عاليا تركزى فى كليتك وبعد اما تخلصى هيفتح لك اكبر واحسن صيدلية.
فاطمه بتأثر كبير :وانتى يا ماما؟!
نعيمه :مالى... مانا زى الفل اهو....قطع حديثهم صوت جرس الباب.
نظرت كل منهم تجاه عاليا التى قالت :والنبى ماتقولوا قايمه من سكات.
اتجهت للباب تفتحه وجدت رجل ثمين قليلاً بيده دفتر كبير يقول :الآنسة فاطمه موجوده؟
عاليا :ايوه انا اختها.
الرجل :ده استدعاء من النيابة باسمها.. تكون موجودة بكرا... ممكن تمضى بس بالاستلام هنا؟
تناولت منه القلم قائله :حاضر.
دلفت للداخل على صوت نعيمه تسأل :مين ياعاليا؟
عاليا:ده محضر جايب استدعاء للنيابه لفاطمه.. مطلوبه للشهادة.
بهت وجه فاطمه... بعد كل ما بدر منه لا تريد الشهادة ضده.
تحدثت عاليا :مش غايظنى ومفور دمى غير الكلب ابن الكلب الى ضحك عليا وسبك الدور جاى عامل فيها عامل توصيل وانا قولت يابت خودوهم فقرا يغنيكم الله عملنا ايه بالغنى اتاريه داخل بالحنجل والمنجل وجاى يمثل عليا... قال وصعب عليا كمان... اما انا هبله صحيح.
اخدت تثرثر تندب حظها وفاطمه مبعثرة الكيان... كذلك عاليا تشعر بمتاهه كبيره خصوصا وهى تتذكر استفسارات عماد الكثيره حول ما قالته والدتها وهى حقا لا اجابه لديها ترواغ فى الاجابه فهى حقا لا تملكها حتى الآن.
قطع طوفان الأفكار هذه صوت نعيمه تقول :انتى يابت انتى وهى.. سرحانين فى إيه.
نظرت لفاطمه وقالت :قومى البسى عشان تنزلى المحل مع ابوكى زى ما قولتلك... وانتى يابت ياعاليا مش قولتى عندك امتحان عملى النهاردة!
اتسعت أعين عاليا تقول بذعر:يالهوووى... وانا بقول انا ناسيه ايه.. الامتحاااااااان.
قلبت نعيمه كف بأخر تقول :عوض عليا عوض الصابرين يارب... انتى يا بطه قومى البسى يالا.
فاطمه :حاضر حاضر قايمه.
_____________________________
وقفت عاليا بالمختبر تحمل بيدها أنبوبة اختبار بها عنصر الهيدروجين لا تعلم هل تضيف عليه العنصر الآخر ام تقم بتسخينه أولاً.
تسحبت قليلاً تحدث شخص يقف بجوارها قائله :بس.. بس بس.. كابتن.. احط الحمض الأول ولا اسخن؟
استدار لها ذلك الشاب فظهرت واسامته يقول باستغراب:افندم!!
عاليا :انت لسه هتنبهر قولى بسرعه قبل ما المعيد يدخل ووعد هردهالك الامتحان الجاى.
زم شفتيه يقول :اممم.. قبل ما المعيد ييجى.. طب خدى الصدمه بقا.. انا المعيد.
اتسعت عينيها وفما تردد:هاااا؟!!!
نظر لها بغضب قائلاً :والانسه الدكتورة المحترمه بقا كانت بتغش.
عاليا :لأ والله.. هفهمك.. ده انا مجتهده جداً بس اصل انا امى اتطلقت اختى.. قاطعها بحزن يقول :بس بس ايييه.. مش ناقص غير تقولى طابخين ايه على الغدا النهاردة.
عاليا :باميه... ماتكترش عليك والله.
زم شفتيه بضيق وقال :ركزى فى إلى انتى فيه وانا هعديها المره دى.
ثم رحل بغضب وتركها تنظر له بانبهار غير عادى إطلاقاً.
بعد انتهاء الامتحان وخروج كل الطلاب ذهبت له وهو يقف يجمع اشياؤه تقول :احمم.. انا عايزه اعتذر على الى حصل.
نظر لها نظره عابره وأكمل اهتمامه بجمع متعلقاته يقول :حصل خير يا انسه.. بس لو اتكررت تانى مش هتأخر ثانيه عن انى اعملك محضر غش.
تحرك يغادر بعمليه فذهبت خلفه توقفه بلهفه قائله :لأ لأ... ده انا عشان بس اليومين الى فاتوا كان عندنا مشاكل وو.. قاطعها وهو ينظر بمعنى هل انتى بلهاء يقول :خلاص خلاص يا انسه خلصنا.
غادر وتركها بضيق من ثرثرتها وهى تقف مبهوته من احراجه لها... لم تعتد على ذلك ربما..
_____________________________
فى شارع عبد العزيز
سياارت نصف نقل تحمل بعض الأجهزة الكهربائية... صوت بائع المجلات يسير فى الطرقات واخرى تبيع الورد.
عمال هنا وهناك كل أمام المحل الذى يعمل به يحمل أجهزة ثقيلة يرفعها او ينزلها من على سيارات النقل.
زبائن هنا وهناك من مختلف الأشكال.. وباحد المحال التجارية الكبيره نسبياً جلس رجل ثمين حدا ذو جسد ضخم ومعده متهدله خلف مكتبه يدخن ارجيلته قائلا بغلظه لابنه :اسمع بقا... انا طول عمرى مكبرك قدام الكل يا عبد الرحمن... سبت شغلى وروحت عملت مشروع البرمجة ده مع زوملاتك وشغلت عربيتك فى أوبر وقولت ماااشى.. ومااله خلى الولا يتعب على القرش ويعرف جاى ازاى عشان يتعلم ازاى يصونو... رفضت طابور البنات الى امك بتجيبها وقولت وماااله الجواز ده مزاج مش غصبانيه.
صمت يضع مبسم ارجيلته بعنف على سطح المكتب يقول بحده:لكن طلاق تلاته من امك أن ما اتجوزت قبل طالعة الصيف لايكون ليا معاك حساب تانى انت سامع.
عبد الرحمن :فى ايه بس يا حاج ماتهدى فى ايه صحتك.
عبد القوى:ولاااا... انت ايه حكايتك بقا انا عايز افهم القصة.. تعالالى على السكه والدوغرى كده بقا.
نظر له عبدالرحمن باستغراب يقول :حكاية إيه يا حاج؟
عبدالقوى:الا عمرنا ماشوفناك بتكلم واحده ولا جالى شكوى ولا حتى خبر عنك إنك مرافق واحده كده ولا كده ولا سمعناك مره بتكلم بت فى التليفون حتى ولو شغل... صارح ابوك ياولا.. ولاااا... اوعى تكون مالكش فيهم ياولاااا ده انا اطب ساكت فيها.
اتسعت أعين عبدالرحمن يدرك مقصد والده قائلاً :يانهار اسود ومهبب.. فى ايه يا حاج.
عبدالقوى:انا الى عايز فى ايه عشان انا كده ماخبيش عليك اتوغوشت اكتر.
عبدالرحمن :لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم فى ايه يابا هو المستقيم دلوقتي بقا مخالف ولا إيه.. انا ماليش فى الحرام وبتقى الله خصوصاً انى عندى اخوات بنا.
عبدالقوى:لا انا كده اتوغوشت اكتر... ولااا.. انت تبع الجماعه إياها يالا؟!
قلب عبدالرحمن اهدابه ببلاهه لشطحات خيال والده العجيبة يضرب كف بآخر قائلاً :يابا هو ياشمااال اوى يا نحدف يمين من ابو داعش... مافيش وسط.. بقولك بتقى الله عندى اخوات بنات.
عبدالقوى بنفاذ صبر:قوم يالا.. قوم من قدامى انت طيرت الحجرين... قوووم.
ضحك عبدالرحمن يقف يهز رأسه بيأس يقول :اقوم حاضر وماله بس ماتبقاش تتصل تقولى احضر وقتى.
عبد القوى بغلظه :لا ياروح امك ماليمين لسه شغال وقدامك لآخر الشهر الا اذا كنت عايز تخرب على أمك بقا.
غمر عبدالرحمن له بعبث قائلاً :ولا انت الى عايز تجدد فراشك يا حاج.
عبد القوى :اتلهى على خيبتك واتشتر بس واعملها.
خرج من عنده يهز رأسه بيأس يهم للمغادرة لكنه توقف امام احد المحال التجارية وهو يجد رجل يقم بتعنيف احج صبيانه فتوقف يفصل بينهم قائلاً :صلوا على النبي يا رجالة فى ايه مش كده.
تحدث الرجل والذى على مايبدو صاحب العمل يقول بغلظه :اتكل على الله ياهندسه وماتتدخلش فى الى مالكش فيه مش ناقصه على المسا.
عبد الرحمن بحلم:استهدى بالله بس كده وكل مشكله وليها حل هو عمل ايه بس؟
استدار للرجل العامل قائلاً :ايه اللي حصل ياريس.
العامل :والله ياباشا ماحصل انا اتاخرت هو يادوب عشر دقايق على تحميل العربية.
استدار لصاحب المحل قائلاً :طب ما بسيطة ياريس حبه عليك وحبه عليه الدنيا تمشى الحكاية مش مستاهله.
تعالى صوت الرجل يقول بتجبر جعل الكل يلتف حوله وجذب انظار الجميع حتى فاطمه التى خرجت من محل والدها يقول :انت مين ياض انت كمان مش نقصاك عل المسا... اتكل على الله طريقك أخضر.
لكزه بصدره يكمل :يالا ماتتنحش لا ديك على وشك.. زوق عجلك لاعلقك جنبه على باب المحل.
اخذ عبد الرحمن نفس عميق يقول :عيب ياباشا كده احنا قدام محلك.. عييب.
الرحل:انت كمان جاى تركبنى الغلط لا ده انت عيل قليل الربايه بقا وعايز إلى يربيك وماحدش هيعمل كده غيرى.
هم لضربه لكن عبدالرحمن قبض على يده يثنيها خلف ظهره يسدد له لكمه قوية تبعها أخرى ادمت فم الرجل وصاح بعلو صوته يقول :عمال تتكلم كأنك الى بترزق وانا مطول بالى عليك وانت سايق فيها... اييييه ده الأرزاق على الله.
نظر للعامل وقال :من بكره شغلك عند الحاج عبدالقوى شديد ويوميتك النهاردة عليا.. روح النهاردة لعيالك.
تحرك وسط تهليل الجميع فرحين به فذلك الرجل يفعل ذلك يومياً لذلك العامل ولا أحد يقف امامه.
صعد لسيارته يبدأ عمله على تطبيق أوبر غير منتبه لفاطمه المبهوره به حالها حال الجميع.