رواية عشق الذئاب الفصل الثامن والعشرون
أحبّيني.. بلا عقد
وضيعي في خطوط يدي أحبّيني.. لأسبوع.. لأيّام.. لساعات..
فلست أنا الذي يهتمّ بالأبد..
أنا تشرين.. شهر الرّيح، والأمطار.. والبرد..
أنا تشرين فانسحقي كصاعقة على جسدي..
أحبّيني.. بكل توحّش التّتر.. بكلّ حرارة الأدغال كلّ شراسة المطر
ولا تبقي ولا تذري.. ولا تتحضّري أبداً..
فقد سقطت على شفتيك كل حضارة الحضر
أحبّيني..
نزل قول محي على مسامعهم وقع الصاعقة..لم تستطع أفواههم التحدث من الصدمة..و وسط الذهول الذي عم المكان..إنفجر رائف ضاحكاً بطريقة هستيرية..وأخذ يضرب على فخذه بشدة..فتحولت النظرات من الصدمة والذهول..إلى التعجب من تصرف رائف..توجه محي بحديثه لرائف محاولاً الحفاظ على هدوءه
-أنا قولت إيه يضحك يا سي رائف
نظر له رائف وقد أدمعت عيناه من فرط الضحك..ليقول من بين ضحكه ذاك
-بجد!!..يا راجل..يعني مطلعتش ابن حرام
-نظرت له إسراء وقالت بحدة:راااائف
أما والده فقد نهض وفقد لجام التحكم بغضبه..فإتجه ناحية إبنه و دون مقدمات..صفعه محي بشدة..وقال من بين أسنانه بغضب جام
-أنا مشوفتش أوسخ منك..الظاهر دخولك السجن نسّاك نفسك..لأ فوق..فوق أنت ابن محي..
-تحدثت رحمة بصوت مُعاتب:محي..متحاسبوش ع غلط كلنا غلطنا فيه
-نهرها محي بحدة:أسكتي يا رحمة
أما رائف..فبعد تلك الصفعة..بقى جامد كالصخر..لم يهتز أو يرمش بعيناه..نظرت له إسراء بحزن ولكنها لم تتحدث..نهض طارق عن مقعده بحدة بعدما لاحظ تجمد منال ودموعها التي إنهمرت بصمت..ليقول بغضب
-بس..كفاية إيه العيلة دي..متخيلتش إن أخلاقنا منحدرة أوي كدا..وأنا اللي فكرت إن ****..بس طلعت عيلة الأسيوطي هى الأستاذة
-بس يا طارق..أسكت
كانت تلك الكلمات منطلقة من منال التي نطقتها بحدة..فأكملت بنفس الحدة
-أنا كنت عارفة يا محي..وساكتة..وإستنيت اليوم اللي هتقول فيه كدا..بس متخيلتش إنها تكون بالشكل دا
-ماما أنتي بتقولي إيه..مش الست دي..أشار على رحمة...هى السبب فـ كل اللي حصل
-ردت على إبنها بشراسة:إخرس..متقولش عليها كدا..رحمة تبقى..آآآ
-قاطعتها رحمة بقوة:بس يا مدام منال مش وقته
-وأخيراً نطق ذلك الجبل:هو إيه اللي مش وقته..لأ كل حاجة توضح عشان القعدة دي مش هتتكرر تاني..
-فهمست إسراء بخفوت:خلاص يا رائف بلاش..وكفاية كدا
-قال بجمود:لأ..مش كفاية عاوز أعرف أسرار العيلة اللي مبتنتهيش
-فنطقت منال قبل أن تخونها الثقة:رحمة تبقى أختي.........
****************
ذهبت سوزي لذلك المنزل بناء على طلب أحمد ثم دلفت مكتبها..وتوجهت لخزينة..وضعت الأرقام السرية وأخرجت بعض الملفات..ظلت تبحث فيهم حتى وجدت مُبتغاها..فزفرت بـ إرتياح
-أهوو..
وضعته جانبها ثم أعادت الملفات الأخرى مكانها..أخذته ووضعته بحقبيتها..ثم نهضت وخرجت..وفي طريقها قابلت إحدى العاملات بالمنزل لتسألها
-في حاجة يا مدام سوزي!
-أجابتها سوزي بثقة:مفيش..كنت بطمن ع البيت فـ غيابي
-ردت عليها العاملة بهدوء:تمام يا مدام..لو عوزتي حاجة ناديلي
-أكملت سوزي حديثها وهى تنزل على درجات السُلم:لأ..أنا اصلاً ماشية..
ولم تضف كثيراً..وخرجت من المنزل سريعاً..تتنفس الصعداء..لا تعلم لما أحمد يصر كُل ذلك الإصرار على تلك الفتاه بذاتها..دلفت سيارتها وأدرات المحرك وإنطلقت...أخذت هاتفها وحدثت أحمد..فقالت ما أت فتح الخط
-جبت اللي أنت عاوزه
-فجاءها صوته بجدية:تمام تعالي بسرعة
-أنا فـ الطريق..يلا سلام
-ماشي..سلام.................
******************
تلك المرة عم السكون في أرجاء الغرفة الجميع تحت مفعول الصدمة..لتتساءل سعاد والتي تابعت ما يحدث بصمت لتقول
-أخوات إزاي يعني
-أجابتها منال بخفوت:إخوات من الأم بس..والدي كان متجوز مامتها..وبعدين لما مامتها إتوفت إتجوز ماما..ورحمة عاشت معانا فترة وبعدين سابت البيت بعد أما والدتي طردتها..
-فسألها محي بدهشة:وليه مقولتليش:عشان مكنش ينفع
-سألتها سعاد بهدوء:ليه!!
-فردت منال بكره:وتفتكري حمايا الظالم كان هيسبني..ولا هيسيب رحمة..ولا كان هيسيب إبني..ولما رحمة فكرت تدافع عن حياتها وإبنها عمل فيها إيه..مش دخلها السجن..كنتي عاوزة مصيري يبقى زيها
-دمعت رحمة وقالت بيأس:كفاية..
-سعاد وهى تضرب بعصاها الأرضية الرخامية:لأ مش كفاية..
نظرت لرائف الذي وضع يده أسفل ذقنه يُتابع تلك المسرحية الهزلية..وقالت بنبرة جامدة
-طالما القعدة دي مش هتتكرر تاني..فـ رائف لازم يعرف أنا عملت كدا ليه..
إنتبهت إسراء لحديث سعاد والذي إسترعى إنتباه رائف أيضاً..فأكملت
-عشان أنت ابن رحمة..رحمة اللي فكرتها هتاخد ابني وهتسرق فلوسه..بس طلعت غلطانة..ولما عرفت إنها دخلت السجن بتهمة السرقة والتزوير..إتأكدت إنها واحدة مش كويسة..مكنتش لسه عرفت إن جدك هو اللي عمل كدا..فطلعت إنتقامي منها فيك..أنت كنت ضحية لـ لعبة..إتلعبت صح
-إبتسم بسخرية وقال:بس كدا!!
-هزت رأسها بنفي وقالت:لأ..مش بس كدا..جدك كان عاوز يتجوز رحمة عرفي..ولما رفضت وقالتله إنها متجوزة عمل فيها كدا..كنت عارفة بعلاقات جدك بس رحمة أول حد يعرض عليها الجواز العرفي وعشان عارفاه..كنت عارفة إنه هياخد فلوسي ويطلقني ويتجوز رحمة..بس شاء القدر ومخططاته كلها تفشل..بسبب جوازها من إبنه..فدفعت هى تمن تحديها جدك..وأنت دفعت تمن غلطة ملهاش أساس..
وهنا نهض رائف بحدة عن مقعده..وجذب زوجته معه..وقال بـ إشمئزاز
-إيه القرف دا..أنتو معجونين من إيه بالظبط..تخطيط وإنتقام..وأنا اللي ضعت فـ النص..أنا اللي دفعت تمن وساختكوا..إنضفوا شوية..
رفع سبابته وقال بحدة
-مش عاوز أشوفكوا ولا أعرفكوا تاني..أنتو أنتهيتوا من حياتي..إعتبروني مت..أو متولدش من الأساس
نظر لطارق أخيه وقال
-الكلام دا مش ليك يا طارق..أنت أخويا..بيتي..وشركتي..وفلوسي..
مفتوحينلك فـ أي وقت..
تحرك ناحية الباب..وضع يده على المقبض..ثم قال قبل أن يدلف خارجاً
-يُستحسن مشوفش خلقكم مرة تانية..عيلة تعر بجد.....
ثم دلف خارج الغرفة كالإعصار وهو يسحب زوجته خلفه..التي فضلت الصمت عقب ما سمعته بالداخل..دلف المصعد..وهو ينتفس بسرعة وصعوبة...حاول جاهداً كي يمنع دموعه من الإنهمار..بالنهاية كان أُضحية شهوات...وضع كفه على وجهه..كي يمنع رؤيتها له بهذا الضعف
شعر بكفها الرقيق يُبعد يده..نظر لها فوجدها تبتسم بعذوبة..وبعدها نطقت بكلمات جعلته يضرب بعرض الحائط ما سمعه بالداخل
-أنا جمبك يا رائف..ومش هسيبك
ثم ضغطت على يده لتُوكد له كلامها..كاد أن يحتضنها ولكن إنفتح باب المصعد..فجذب يدها ودلف خارجاً..وعيناه تتراقص فرحاً..فزهرته قد أعلنت إطلاق سراح الحب..ركب سيارته ثم إنطلق بها سريعاً..وهو يشعر أنه يُحلق في السماء لا يسير على الأرض.......
****************
جلست صفاء شاردة الذهن عقب ما ألقى الحاج لطفي على مسامعها..يُريد التقدم لـ الزواج من إبنتها..سمعت طرقات على الباب فنهضت سريعاً ظناً منها أنه زوجها..فتحت الباب لتجدها جارتها سعدية..فرحبت بها صفاء بفتور
-إتفضلي يا سعدية..
دلفت المدعوة سعدية وهى تتصنع الحرج..ثم قالت مجاملة
-يزيد فضلك يا ست صفاء
-الله يخليكي
جلست السيدتان على الأريكة..فبدأت سعدية حديثها
-حقة اللي سمعته دا
-عقدت صفاء ما بين حاجبيها وقالت:سمعتي إيه يا دلعادي
-مالت على صفاء قليلاً وقالت:إن الحج لطفي عاوز المحروسة بنتك
شهقت صفاء وصكت صدرها ثم قالت بفزع
-نهار أسود..عرفتي منين يا ولية
-مصمصت سعدية شفتيها وقالت بمكر:دي الحتة كلها عارفة
-ضربت فخذها وقالت بحسرة:كمان
-وكزتها سعدية في كتفها وقالت بضيق:وأنتي زعلانة ليه..دا الراجل هينغنغها..
إشرأبت بعنقها وأخذت تدور بعينيها عن إبنتها
-أومال بنتك فين..بقالها مدة لا حس ولا خبر
-توترت صفاء وقالت بـ إرتباك:هى..هى عند قرايبها فـ إسكندرية
-قالت سعدية بعدم تصديق:اااه..طايب يا ختي..ع العموم فكري كدا وأنتي هتاكلي الشهد
-نظرت لها صفاء شزراً وقالت:شهد إيه!!..وإفرضي البت موافقتش
-ضربت صدرها عده ضربات خفة وقالت بثقة:سبيها عليا..أول أما ترجع هقنعها..يلا فتك بعافية
-نهضت صفاء وقالت مجاملة:لسه بدري
-عدلت سعدية من حجابها وقالت:بدري من عمرك..الراجل زمانته جاي..وعاوزة أحضرله غداه..
توجهت كـلتاهما ناحية الباب..فإلتفت سعدية مرة أخرى وقالت
-فكري يا ست صفاء..دي فرصة من دهب
-ماشي يا سعدية..
-يلا أنا بقى..
خرجت سعدية وأغلقت الباب من خلفها ثم قالت صفاء وهى تشيح بيدها
-أسترها لجل حبيبك النبي......
*****************
وصلت سيارة رائف أمام مبنى شركته..فتساءلت إسراء عقب رؤيتها لذلك الصرح الضخم
-إحنا جايين هنا ليه!!
-أجابها رائف:عندي شغل..ومش مأمن أسيبك لوحدك
-قالت بضيق طفولي:طب وأنا هعمل إيه فوق
-أجابها بعبث:إتفرجي عليا
أشاحت بوجهها بعيد عنه ولم ترد..نزل من السيارة ثم توجه ناحية بابها وفتحه..ثم قال
-إتفضلي يا سيندرلا
-نظرت له بطرف عيناها..ثم تأفأفت وقالت:ماشي
ضحك رائف على زوجته العنيدة..تحرك ناحية المبنى فرحب به الحارسين..فدنى من أحدهما وقال
-ودي العربية دي الجراچ..لحد ما أجيب المفاتيح وتصلحها..وطلعلي التانية...
-أجابه الرجل بعملية:أوامرك يا رائف بيه
ثم دلف إلى الداخل فتساءلت إسراء
-هو صحيح إيه اللي حصل ف العربية
-نظر لها وقال بعبوس زائف:أنتي السبب
-شهقت وقالت:أنا!!
أماء برأسه بقوة مؤكداً:أه
وقفا أمام المصعد لتتساءل بجدية
-أنا إزاي!!
-رد عليها:لما نزلت بيكي..نسيت مفاتيحي فوق..فكسرت الإزاز ومشينا
-فتساءلت بغباء:وشغلتها إزاي
-ضحك على سؤالها وقال ببديهية:بتعرفي تلمسي سلوك
-لأ
-أجابها بمزاح:أنا بقى بعرف عشان كدا إشتغلت
-فعاودت السؤال:طب والحارس هيشغلها إزاي
أتى المصعد ليدلف كلاهما..فـ أجابها وهو يضغط على زر المصعد
-زي ما عملت يا أم مخ ضِلم (بمعنى الغباء)
-فردت عليه بضيق:طب مش تشتم الله..
-ضحك وقال:حاضر يا زهرة...
وصل المصعد..إلى الطابق المطلوب..فدلفا خارجه..مر من أمام ااسكرتيرة الخاصة به وسألها
-فين نادر وعماد
نهضت السكرتيرة إحتراماً لمديرها ولكن عيناها تتفص تلك الصغيرة التي معه والممسك بيدها بشدة وكأنه يخشى ضياعها..
-فـ مكاتبهم يا فندم
-فرد عليها بعملية:طب قوليلهم يجوا المكتب..وإبقي هاتي الملفات اللي عاوزة إمضتي
-تمام يا فندم
ثم تركها ورحل..دلفت إسراء لمكتبه..وكم إنبهرت بمساحته الشاسعة..والمكتب الزجاجي الضخم..والأثاث الوثير..وبعض التحف واللوحات الثمينة..أخرجها من تأملها صوته وهو يقول
-إقعدي هتفضلي واقفة كتير
-ردت عليه بشرود:هاا
-جلس على مقعده..ثم ضحك:ها إية..بقولك إقعدي
-زمت شفتيها بضيق وقالت:طيب
ثم توجهت لتلك الأريكة ذات اللون البني الداكن..وجلست عليها..وضعت ساق فوق أختها وهى تتأمل المكان..طرقات ثم تبعها دلوف السكرتيرة..توجهت بخطوات مُتغنجة ناحية مكتبه..و وضعت بعض الملفات أمامه..وأخذت تشرح لمديرها بعض الملاحظات..ولم يخفَ على تلك..دلال السكرتيرة وميلها الزائد عن الحد..لتزفر بضيق ثم قالت بصوت خافت ولكنه مسموع
-ياختي ع السهوكة
-إلتفت لها السكرتيرة ونظرت لها شزراً ثم قالت:بتقولي حاجة يا أنسة
-إبتسمت إبتسامة صفراء وقالت:مدام لوسمحتي
-ردت السكرتيرة إبتسامتها الصفراء وقالت:كنتي بتقولي حاجة يا مدام
-ضيقت عينها وقالت:مبقولش...
تابع رائف هذا الحديث وإبتسامة عريضة إرتسمت على وجهه..نظرت السكرتيرة مرة أخرى لتُكمل عملها بجدية..إنتهت السكرتيرة وحملت الملفات وقالت
-كدا تمام يا فندم..
-تمام..ثم سألها...قولتي لنادر وعماد
-أه يا فندم قولت لمستر عماد وهو هيبلغ مستر نادر..أي أوامر تانية
-لأ..تقدري تتفضلي
تابع خروجها من المكتب..ليسمع تأفأف الجالسة هناك..إبتسم وقال ببراءة
-مالك يا إسراء
-نظرت له نظرات مشتعلة وقالت بشراسة:بتسألني مالي..إيه البت الملزقة دي..
ضحك رائف ثم نهض وتحرك في إتجاهها..دس يديه في جيب بنطاله وقال بمكر
-إية دا..دي غيرة ولا إيه!!
توترت من سؤاله الماكر..وأخذت ترمش بعينيها وقالت بـ إرتباك واضح
-غـ..غيرة..غيرة إيه..هى..هى بس اللي بتدلع وأنا مبحبش كدا
-رفع أحد حاجبية وقال بعدم تصديق:ياشيخة
-قالت بقوة:أه
دلف كلا من عماد ونادر..فـ إبتعد عنها..ليقول نادر مرحباً
-المكتب منور يا مدام
-وكذلك أضاف عماد:أها فعلاً
ليسمعا من خلفها..صوت رائف الغاضب من خلفهما
-طب بصلي أنت وهو يا روح أمك بدل ما أخليه يضلم دلوقتي
تنحنح عماد وقال بمزاح
-أسفين يا باشا
ثم جلسا ثلاثتهم فأخذوا يتحدثون عن العمل..ورائف يختلس النظرات من وقت لأخر لتلك الجالسة بهدوء..تتابعهم بـ إنتباه إنتهى إجتماعهم بقول نادر
-بااااااس كدا..وبكرة هنبدأ التنفيذ..
-أضاف عماد:شهر بالكتير ويكوم فرع لندن خلص ونقدر نفتتحه
-فقال رائف برضا:تمام يا رجالة..
نهض نادر وعماد..فدنى منه الأخير..مال على أذنه وقال بهمس
-الراجل الصحفي كلمني وقالي إنه جاب معلومات عن اللي بعت الخبر للجريدة بتاعه
-نظر له رائف بـ إهتمام وقال:وبعدين
أخرج عماد ورقة مطوية..مد يده بها لرائف وقال
-دي معلومات عنه
-أخذها رائف وقال:تمام
-فأكمل عماد:والرجالة اللي فـ المخزن قالولي إن الرجالة اللي مسكتهم إعترفوا بكل حاجة..وطلع أحمد هو اللي ورا اللي حصل
-هز رائف رأسه بيأس وقال:مش هيبطل جنانه اللي هيوديه فـ داهية دا
-فسأله عماد:طب بالنسبة لـ أبو مراتك يا رائف..الراجل بيقولو إنه بيموت
نظر لزوجته التي أخذت تقرأ أحد الكتب..ثم عاد بنظره مرة أخرى إلى عماد وقال
-خليهم يسبوه..عشان خاطرها بس
-ربت على كتفه وقال:ماشي يا رائف
إبتعد عنه وإتجه ناحية نادر فسأله الأخير
-قولتله
-أه..ويلا إحنا بقى
تحرك كلاهما إلى الخارج..فتوجه إليها وجلس بجانبها..سحب من بين يديها الكتاب وقال
-زهقتي
-هزت رأسها بنفي وقالت:لأ..بالعكس إستفدت من كلامكوا
-نظر لها بدهشة وقال:فهمتي
-أماءت برأسها بقوة وقالت:أه..وتحب أشرحلك..واقولك ع ملاحظات كمان
-هز رأسه بـ إعجاب وقال:قولي
أخذت تشرح له ما دار بينهم..وأضافت بعض الملاحظات الرائعة التي نالت إعجابه..وإستخدمت يدها لتساعد على الشرح..بالرغم من تقلص عضلات وجهها بالألم قليلاً..ليقول بـ إعجاب
-برافو..لا شطورة
-ردت عليه بفخر:شوفت بقى
-ضحك وقال:شوف
نظرت له بقوة..وتساءلت بحنان
-أنت كويس
-أمسك كِلتا يديها وقبلهم برقة:طول ما أنتي جمبي أنا كويس
إبتسمت ولم ترد..نهضت ووقفت أمام النافذة الزجاجية الكبيرة وقالت
-حلو المنظر من هنا
نهض ورائها ووقف جانبها وقال بجدية
-عمري ما حسيت بحلاوة المنظر إلا معاكي
إبتسمت بخجل على مُغازلته..أمسكها من كتفيها وأدارها له..وقال بحب
-بحبك يا إسراء..وبحب أي حاجة بتحبيها..خليكي معايا
نظرت لزرقتيه التي تلمع بصدق..وتزداد لمعاناً مع عشقه لها..
أحاط وجهها بكفيه ثم مال على وجنتها وقبلها بحب
-بحبك
ثم مال على وجنتها الأخرى وبقُبلة أشد
-وبموت فيكي
ثم مال على شفتيها يلتقط رحيقهما بشفتيه..والذي إهتز كيانه عندما شعر بها تبُادله قُبلته..فـ قام بلف يديه حول خصرها يُقربها منه أكثر..يُريد الإستمتاع أكثر بقربها الذي يُهلكه ويستنفز أخر ذرات تعقله..وأخيراً إستطاع الإبتعاد عنها..ليجد جفنيها مغلقين..وتلهث بأنفاس متهدجة..نادها بخفوت
-إسراء
فتحت عيناها..ببطئ..لتجد تلك اللمعة قد إزدادت..كما شعرت هى أيضاً أنه لمح تلك اللمعة التي ظهرت بينيتها..إحنت برأسها لأسفل بخجل..ثم رفعتها بـ إصرار..
عاودت النظر بعينيه وقالت بخفوت..ونبرة خجلة
-بحبك يا رائف............