رواية عشق الذئاب الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم إسراء علي

رواية عشق الذئاب الفصل التاسع والعشرون 


أحبّك جدّاً
 وأعرف أنّ الطريق إلى المستحيل طويـل
 وأعرف أنّك ستّ النّساء وليس لديّ بديـل 
وأعرف أنّ زمان الحنيـن انتهى ومات الكلام الجميل
 لستّ النّساء ماذا نقول أحبّك جدّاً...
 أحبّك جدّاً وأعرف أنّي أعيش بمنفى
 وأنتِ بمنفى
 وبيني وبينك ريحٌ وغيمٌ وبرقٌ ورعدٌ وثلجٌ ونـار 
وأعرف أنّ الوصول لعينيك وهمٌ
 وأعرف أنّ الوصول إليك انتحـار
 ويسعدني أن أمزّق نفسي لأجلك أيتها الغالية 
ولو خيروني لكرّرت حبّك للمرّة الثّانية

ما أن نطقت بهذه الجملة..حتى إتسعت عيناه من الدهشة..وتسارعت دقات قلبه..وإضطربت حواسه..أحاط وجهها بيده وتساءل بدهشة

-إية قولتي إيه
-ردت عليه بخجل:خلاص بقى
-أجابها بسعادة:لأ خلاص بقى إيه..قولي اللي قولتيه تاني
-أخفت رأسها في صدره وقالت بخفوت:بحبك يا رائف

أغمض عيناه يستمتع بوقع تلك الجملة على أذنيه..وقعت بطرب رفرف لها قلبه المسكين..أحاطها بيديه في عناق ساحق..وإمتلأت عيناه بالدموع وقال

-وأنا بموت فيكي..بعشقك يا زهرتي

ثم رفعها في أحضانه وظل يدور بها..صارخاً بعشق

-بتحبني!!...قالت بتحبني
-صرخت هى بسعادة قائلة:بس يا مجنون هتفضحنا
-أجابها وهو لا يزال يدور بها:دا أنا أبقى مجنون لو مفضحتناش

أنزلها برفق وإتجه ناحية الباب..فصرخت 

-بس يا رائف..بطل هبل

ولكنه لم يستمع..وفتح الباب ليجد العاملين متجمعين بسبب صوت صراخهم الذي بلغ عنان السماء..وقال بسعادة

-النهاردة أجازة للكل..يلا كله يروح

صرخ العاملين أيضاً بسعادة..بمجرد إخبارهم بذلك القرار..أغلق رائف الباب ثم عاد إليها مرة أخرى. ليجدها تبتسم له..ليعود ويصرخ كالأطفال

-بتحبيني صح!!..أنا سمعت صح
-ضحكت بملئ فاها وقالت:لأ بيتهيألك

ثم جذبها في عناق أخر..أحاط خصرها بقوة..وكذلك فعلت هى..رفع يدها ولثمها بعدة قُبلات متفرقة..ليقول بين قُبلة وأخرى

-بحبك..بعشقك..مش مصدق نفسي..أنا أسعد واحد دلوقتي..
-أجابته:يااااه كل دا عشان قولت بحبك
-أجابها بسعادة:متعرفيش الكلمة دي عملت فيا إيه..

أبعدها قليلاً عنه..يتأمل ملامحها..ويُشبع جوعه لها..بل ويتعطش لها دائماً..إلتقت عيناهم فتعانقت بنيها بـ زرقاوتيه..ذلك الوسيم الثري إمتلكت قلبه طفلة..ذلك الذئب الشرس هزمته فريسته..لا زالت تلك البراءة الطفولية تجذبه لها..دائما وأبداً..عشقها ويعشقها وسيعشقها..

وبلا أي مقدمات..مال على شفتيها لينال جائزته المنتظرة..كبل شفاها في عناق ساحق..مُفعم بمشاعر ذاك الشاب صاحب الثامنة عشر عام..شفتيها التي حلم بها تُعانقه بحريتها..تلك الشفاه التي تجعل كيانه ينقلب رأساً على عقب كلما إقترب منها..يُقبلها بذلك النهم المتعطش لـ الإرتواء ولكن أين نقطة الإرتواء..هو لا يرتوي..دائماً ذلك العطش الذي يجعل تعقله جنون..هدوءه لضجة صاخبة...وأخيراً إستطاع الإبتعاد عن جاذبية شفتيها المُهلكة..وهو يلهث بصعوبة..وكأن الغرفة قد خلت من الأكسجين تماماً...أما هى..فـ أصبحت بلا حول أو قوة..بعد ذلك العناق العنيف..

نظر رائف لها وقال بتهدج

-ديما ببقى معاكي طفل..مش بقولك معرفتش الحب إلا بيكي...

وجذبها في عناق أخر..تلك اللحظات التي ظل يهيم بها في أحلامه..قد تحققت وها هى محبوبته بين يديه..وإعترفت بما عذبه لوقت طويل..فتستحق وبجدارة لقب.."الجلادة"

***********************

رمى طارق جسده بـ إهمال على الفراش بعد تلك الإعترافات المُشينة..من تلك الصدمات لم يستطع التفوه بحرف..فقد شُلت عضلات لسانه..وقُطعت أحباله الصوتية لذلك لم يخرج صوته..أخرجه من شروده صوت هاتفه الذي صدح..أخرج الهاتف من جيب بنطاله بـ إهمال ثم نظر بفتور ليجدها هايدي..فتح الخط ليأتيه صوت هايدي القلق 

-أنت فين يا طارق!!..حرام عليك قلقتني
-رد عليها بتعب:معلش يا هايدي تعبان
-سألته بـ إهتمام:طب أتصل بالدكتور يجيلك
-إبتسم وقال:لأ أنا كويس شوية إرهاق وهيروحوا
-فقالت له:طب نام دلوقتي..وأنا هكلمك لما تصحى
-سألها بجدية:في حاجة!!
-ردت بنفي:لأ..بس كنت حابة أطمن عليك بعد الموضوع اللي قولتلي عليه
-فأتاها صوته الساخر:عدت ع خير خالص
-فسألته بتعجب:مالك يا طارق؟!
-أخرج تنهيدة حارة وقال:مفيش يا هايدي
-ردت بتصميم:لأ فيه
-زفر بضيق وقال:مش وقته..صدقيني مش قادر أتكلم
-فردت عليه سريعاً:أنا جيالك..

ولم تدع له فرصة كي يرد..وأغلقت الهاتف..تعرف أنه بحاجة لها..تلك المشاعر الخفية والتي لم تستطع تفسيرها دفعتها لـ الذهاب إليه..
وبدأ العشق..........

إبتسم طارق فتلك المشاكسة تستطيع وبكلمة صغيرة..إخراجه من دوامة الحياة الساحقة..يعشقها مُنذ الطفولة لم ينقص ذاك العشق..بل كان يزداد بشدة..حتى سرى عشقها في النخاع..

قرر طارق في نفسه وقال بحزم

-هتجوزك النهاردة يا هايدي.....

********************

معالم الخجل المُرتسمة على وجهها ناهيك عن تورم شفاها إثر قُبلاته..فخطرت بباله فكرة..وقرر تنفيذها...

فسحبها من ذراعها وسار خارج المكتب..بل وخارج الشركة كلها دون أن يتحدث..فسألته وهى تركض خلفه علها تلحق بخطواته

-رائف إحنا رايحين فين!!
-نظر لها بغموض وقال:هتعرفي دلوقتي

حاولت جذب ذراعها ولكنه كان يُشدد أكثر في قبضته..فأعادت سؤالها بضيق

-رائف رد عليا
-وقف بها أمام المصعد وقال:أنتي بترغي كتير أوي كدا ليه
-فردت:منا لازم أعرف هنعمل إيه

وصل المصعد..فدفعها بخفة ناحيته..ودلف هو خلفها ثم ضغط على زر النزول..وبالطبع لم يجب..فزفرت بنفاذ صبر وقالت

-رائف!!
-غمزها بشقاوة وقال:سيبيلي نفسك..

إضطرب قلبها خوفاً مما ينويه ذلك الرائف..جاهدت أن تُخفي خوفها منه..وقررت الثقة به..
وصل المصعد إلى الطابق الأرضي فدلف خارجه..وقف أمام بناية الشركة..ليجد الحارس يهرول له ويقول

-المفاتيح أهيه يا رائف باشا..والعربية ودتها الصيانة
-أخذ رائف المفاتيح وقال بـ إقتضاب:ماشي...

وكالعادة سحبها خلفه دون كلمة..دلفت السيارة وهى خائفة بداخلها..ولكنها ظلت تُهدئ نفسها بكلمات صغيرة

-إهدي يا إسراء..ثقي فيه..إنتي قولتي إنك بتحبيه..فلازم تثقي فيه..مش هيأذيني...

أنهت حديثها مع نفسها ثم نظرت له وسألته بتوجس

-مش ناوي تقولي رايحين فين

أمسك يدها وقبلها بهدوء..ثم قال بحب

-خليكي واثقة فيا
-إبتسمت بتوتر وقالت بنبرة جاهدت لكي تكون مرحة:بحاول..
-فهم توترها..وجارى مزاحها المزعوم:يا ستي جربي مش هتخسري حاجة..

إبتمست بتوتر..وحاولت جذب يدها من قبضته..ليقول لها

-لأ..أنتي بتعملي إيه!!..دي إتصادرت خلاص
-ردت عليه بخجل:طب خفف إيديك شوية..حاسه إن إيدي بتتفرم..
-قهقه بشدة..ثم خفف قبضته وقال:وماله مش عيب

وقفت السيارة بسبب إشارة المرور..ليستغل ذلك التوقف ثم مال على وجنتها وخطف من زهرته قُبلة سريعة..شهقت بخجل وقالت بصدمة

-إيه اللي أنت عملته دا!!
-أجابها بمكر:باخد من مراتي بوسة
-لطمت على وجنتها بخفة وقالت:إحنا فـ الشارع
-رفع كتفيه بلا مبالاه وقال:وأنا مالي
-تمتمت بحنق وقالت:قليل الأدب

قهقه رائف بشدة..فهى لا تتوقف عن سبه..فحاول مضايقتها..وقلد صوتها

-"قليل الأدب"...
-تحولت عيناها لجمرتين من النار وقالت بغضب:راااائف
-أسبل عيناه ونطق بحب عكس ما كان عليه:عيون رائف..وقلب رائف..وكل حاجة فـ رائف

أخجلها ذلك الأحمق..رمشت بعينيها عدة مرات..ثم قالت بنبرة رقيقة

-بطّل بقى..
-إبتسم بعذوبة وقال:حاضر

إستكانت على مقعدها وأراحت ظهرها..ثم كتفت ساعديها أمام صدرها..تحركت السيارة بعد مدة...ظلت شاردة تُراقب الطريق والمارة بنظرات شاردة. أما هو فكان يختلس النظرات لها من وقت لأخر..وكل نظرة تحمل حُب وعشق لا يحد له حد...

توقفت السيارة بعد مدة..نظر لها فوجدها شاردة..إبتسم ثم نادى عليها بخفوت

-إسراء
-نظرت له وقالت:وصلنا!!
-أجابها بغموض:أه..يلا

ظلت تنظر بعينيها وتتفحص المكان علها تستشف ما هية هذا المكان..ولكن الطريق مُزدحم..سألته بـ إستنكار

-إيه دا!!
-ضحك وقال:ياستي إنزلي

تأفأفت بضيق ثم نزلت..نزل هو الأخر ودار ناحيتها..وقف قُبالتها ثم أمسك يدها بحب..وسحبها معه..وضع يده على عينيها..فقالت بضيق طفولي وهى تحاول نزع يده

-إيه لعب العيال دا!!
-رد عليها بحدة مصطنعة:عيب..إتكلمي معايا عدل
-عضت على شفاها بحرج..ثم قالت بأسف:أسفة
-عاتبها بجدية:مفيش أسف..ومتتأسفيش تاني..ثم تابع بتحذير..ومتعمليش الحركة دي تاني..
ضحكة بخفة وتناست حرجها ثم قالت بمرح:هنفضل واقفين
-لأ

وتحرك مرة ثانية بخطوات مُتمهلة حتى لا تتعثر هى..وصل إلى وجهتهم..نزع يده ببطئ..ثم مال على أذنها وقال بهمس

-وصلنا

فتحت عيناها ببطئ..فما لبثت حتى إتسعت بدهشة وسعادة............

********************

جلس محي بشرود في حديقة منزله..يتناول قدح من الشاي الساخن..عله يسترخي ليجد حلاً ما لتلك المُعضلة..جلست بجانبه منال..أخذت نفس عميق ثم زفرته على مهل..وبدأت حديثها بتردد

-محي..إحنا لازم نتكلم
-نظر لها محي وقال:نتكلم!!..فـ إيه
-نتهدت بحزن وقالت:فـ اللي حصل يا دكتور

وضع محي قدح الشاي أمامه على طاولة زُجاجية..ثم عاد ينظر لها بقوة

-إتكلمي يا منال

أخذت منال نفساً عميقاً ثم ذفرته على مهل..وبدأت حديثها بجدية

-دلوقتي مينفعش تجمع بيني وبين رحمة
-رد عليها بيأس:عارف
-فأكملت:وعارف إنك مينفعش تبقى على واحدة منا
-زفر بضيق وقال:عارف
-إستجمعت شجاعتها المسلوبة..ثم قالت:لازم نتطلق..

لم تحيد نظراته..ولكنها تحولت إلى الجمود..فـ إستطردت حديثها وقد تجمعت الدموع في مُقلتيها

-وتقدر تبقى ع رحمة

حاول محي الإعتراض..ولكنها اشارت بكف يدها إشارة بأن يصمت..ثم أكملت

-أنا عارفة إنك بتحب رحمة..وعمرك ما حبتني..أنت بتحترمني بس..وأنا مبسوطة بـ..دا..لكن صدقني كدا أحسن ليا ولك

نتهد بيأس وقلة حيلة..فهو في موقف لا يُحسد عليه..نظر لها بقوة وتساءل بجدية

-إزاي معرفش إن رحمة أختك!!..أنتو أخوات من الأب
-أجابته بنبرة جدية:هى بتستخدم إسم والدتها..

أماء برأسه وسكت..فأكملت بتساؤل

-قررت يا محي!!

حبس أنفاسه داخل صدره..ونظر أمامه بشرود..ثم نهض على حين غفلة وقال بهدوء

-قومي دلوقتي يا منال
-نهضت هى بعنف وهتفت بحدة:لأ..الموضوع لازم يخلص
-نظر لها بغضب وقال:هيخلص..بس لما أرجع وأظبط أموري
-بس..آآآ .
-قاطعها بكف يده ثم هتف بجمود:مبسش..قولتلك سبيها دلوقتي لما أرجع من المستشفى وأجيب رحمة نتكلم كلنا..مع السلامة

قالها ثم رحل..وتركها تُحدق بطيفه..ترقرقت دموعها وقالت بحزن

-حتى لو هربت دلوقتي يامحي..أنت هتختار رحمة..وأنا..أنا مليش مكان.......

*******************

ما أن رأت مفاجأته حتى صرخت بسعادة وجنون..ظلت تقفز كالأطفال..لا هى حقاً طفلة..وضعت يدها على شفتيها من الصدمة..ثم رفعتها على رأسها..تابع هو رد فعلها واضعاً يده في جيبي سرواله..وهو يتفرسها بحب وسعادة..فهى بأقل القليل تسعد..بل وتطير سعادة..ولكنه صُدم بقوة من فعلتها..فمن فرط سعادتها قفزت في أحضانه..وساعدتها قدميها في ذلك العناق..ليستوعب سريعاً الموقف ويحتضنها..غير عابئ بنظرات المارة..أو تهامس الفتيات وتلك التنهيدات الحارة التي تخرج منهن..أو ذلك السباب اللاذع الذي ألقاه بعض المسنين عن ذلك الموقف الُمشين.....
دفنت رأسها بعنقه عقب أن إستدركت فداحة عملها..وذلك الخجل والحرج الذي تمكن منها..أما هو فظل على وضعيته..يشعر بنبضات قلبها التي كادت تكسر ضلوعها..ليُبادلها قلبه تلك النبضات بنبضات أكثر عنفاً..همست له بخجل وحب

-شكراً يا رائف
-وبادلها الهمس بنبرة حالمة:أهم حاجة أشوفك فرحانة

أنزلها برفق ثم مد يده وقال لها بـ إبتسامة عذبة

-تقبلي تشاركيني الجنون
-أقبل طبعاً..

ثم تشابكت الأصابع..قبل أن تتشابك النظرات..ودلفا كلاهما مدينة الملاهي..ليبدآ المرح......

*******************

وصلت هايدي إلى قصر الأسيوطي بسيارتها..ثم نزلت سريعاً..فنادها صوته قبل أن تدلف

-هايدي

نظرت هايدي في إتجاه هذا الصوت لتجده طارق..عقدت ما بين حاجبيها بتساؤل..ثم سارت تجاهه فهتفت بنبرة متعجبة

-طارق!!..أنت واقف كدا ليه!!
-أجابها بهدوء:مستنيكي
-فسألته بجدية:في حاجة ولا إيه؟!

أمسك يدها وسألها بطريقة مباشرة

-هايدي..بتثقي فيا؟!

إنتابها القلق من نبرته الجدية وتلك العينان الثعلبية التي تُحدق بها بقوة..فسألته بتوجس

-في إيه يا طارق؟!
-أعاد سؤاله بجدية أكبر:ردي عليا..بتثقي فيا!

حركت رأسها بحركة خرقاء لا معنى لها..فضغط على يدها بقوة وسألها بضيق وحدة

-ودا معناه إيه؟
-سألته بخفوت:طارق..عاوزة أفهم في إيه؟!
-تنهد بحرارة..ثم سألها بطريقة حانية قليلاً:عاوز إجابة..
-أيوة بثق فيك..

تهللت أساريره بشدة..فظهر جلياً على قسمات وجهه..فمد يده لها وقال بسعادة 

-لو بتثقي فيا..حطي إيدك فـ إيدي ومتسأليش رايحين فين

ترددت قليلاً..ولكنها أخذت نفس عميق تُهدأ من إضطراب جسدها..وقلبها..وبعد مدة مدت يدها..فزفر طارق بـ إرتياح..لتقول بنبرة خجلة

-أنا مش عارفة إحنا رايحين فين..بس أنا قررت أثق فيك
-رد عليها بـ إبتسامة عاشقة:ومش عايز غير كدا
-فأكملت هى بـ إبتسامة:ولو رايحين برجلينا للنار أنا معاك

جذبها في عناق عقب تلك الكلمات..ليهمس لها بجانب أذنها

-بحبك..بحبك يا عمري

ثم إبتعد عنها يتأمل ملامحها الجميلة..ثم جذبها من يدها..ودلف بها إلى السيارة...وبعدها إنطلق وعيناه تُطلقان السعادة المُفرطة.......

*******************

وبدأ يومهما بالمرح..والإنتقال بين الألعاب..من الخطيرة إلى العادية..ولكنها أشارت على لُعبة "قطار الموت"..ليقول رائف بتحذير

-مش هتستحمليها
-ردت عليه بـ إصرار:لأ..هركبها يا رائف
-يا بنتي إسمعي الكلام
-ردت بعناد أكبر:قولت لأ..هجربها
-فرد عليها بحزم:وأنا قولت لأ

وبعد خمس دقائق..كان رائف قد قام بقطع تذكرتين لهما وهو يزفر بضيق كبير..يعلم أن تلك اللُعبة خطيرة ولن تستطيع تحملها..وقف أمامها وعلى وجهه ملامح الإنزعاج..جذبت من يده التذكرة الخاصة بها بسعادة تتقافز من عينيها..ثم سحبته من يده قائلة بحماس

-يلا
-ليقول رائف بـ إنزعاج:قلبي مش مطمن
-فقالت بمرح:متبقاش نايتي كدا
-رفع أحد حاجبيه وقال بـ إستنكار:نايتي!!..أنا نايتي؟..الله يسامحك يا مراتي

جلسا في العربة الخاصة بهما..وكاد العامل أن يحكم ربط الحزام الخاص بـ إسراء..ولكن رائف أبعد يده بحدة..ونظر له بنارية..نظرات غاضبة مُشتعلة بثت الرعب في العامل المسكين..ليقول رائف بغلظة

-يلا منا هنا..لو خايف ع نفسك إختفي

هرول العامل من أمامه لينجي بحياته..إلتفت رائف لتلك التي تكتم ضحكاتها ليقول لها وهو يربط الحزام الخاص بها

-أسكتي أحسنلك عشان مقتلكيش
-أبعدت يدها وقالت وهى لا تزال تضحك:هو أنا عملت حاجة..ولا الراجل الغلبان عمل حاجة
-نظرلها بشراسة وقال بغضب:نعم يا حلوة؟!..أسيبه يربطلك الحزام عادي
-فردت عليه ببرود مصطنع:طب وفيها إيه
-كز رائف على أسنانه ورد عليها بحنق:ليه شايفة نفسك قاعدة مع سوسن

وهنا وإنفجرت ضاحكة عقب تلقيبه بـ"سوسن"...لم تستطع تمالك نفسها من الضحك..ليُشاركها هو الأخر..ثم بدأ القطار بتحرك ليقول لها بجدية

-أمسكي كويس
-ردت عليه بمزاح:حاضر يا سوسن..قصدي يا رائف..

نظر لها بحدة ولكنه لم يستطع توبيخها فقد إشدت حركة القطار..ليجد يدها تقبض بشدة على يده..وتصرخ بسعادة..تأمل ملامحها السعيدة..وقلبه يكاد يقفز من فرط سعادته..وعندما إنحرف القطار مالت عليه ليستغل ذاك الموقف في جذبها لأحضانه..رفعت إحدى يديها تصرخ..وهو الأخر..

إنتهت اللُعبة..لينزلا كلاهما..و صوت ضحكاتهما قد لفت إنتباه العامة..ضربته إسراء في كتفه وقالت

-بس كفاية ضحك الناس بتتفرج..
-ليُجيبها بعبث:وأنا مالي
-رائف أنت رخم بجد
-أشار بيده على صدره وقال:أنا رخم
-أماءت برأسها بقوة وقالت:أه
-شمر عن ساعديه وقال بمكر:أنتي اللي جبتيه لنفسك
-فسألته بقلق:ناوي ع إيه؟!
-أجابها ببرود:ولا أي حاجة
-فردت عليه بتوجس:إعقل يا مجنون
-ليرد بمرح:أنا هوريكي الجنون ع أصله

فركضت لتتفادى الإمساك بها..وهو يركض خلفها..تضحك..ويُبادلها الضحك..ركضت كثيراً..ليركض هو الأخر..حتى أمسك بها من ظهرها..ثم رفعها عن الأرض من خصرها وقال بصوت عالٍ

-بحبك..

دوت صوت ضحكاتها الرنانة..والتي على إثرها بدأت أعين المارة تلتفت لهما..وتبعها الهواتف وقد بدأت بـ إلتقاط الصور وبعض الفديوهات..التي أثارت مواقع التواصل الإجتماعي لحظة إنتشارها..تحت مُسمى "العشق المجنون" وكذلك "الحب هو أن تُشاركها أكثر اللحظات جنوناً"..

خرج رائف و زوجته ثم إستقلا سيارته..وسار بها عائداً إلى المنزل..بعد تلك الليلة الجامحة..والمرح الذي حظا به كلاهما..فسألها رائف 

-مبسوطة
-أجابته بسعادة مُفرطة:جداً..جداً
-أمسك يدها وقبلها ثم قال بسعادة:ربنا يقدرني وأسعدك أكتر..

وصل رائف إلى المنزل..ثم صعدل وهما يتبادلان المزحات..والضحكات..ذلك اليوم المُفعم بالحيوية والمرح..قد جعل كلاهما يتناسيان ما مروا به..وكأنهما طفلان لا يعبئآن بمتاعب الحياه..أنار رائف المصابيح بعد أن فتح باب منزله..ليتفاجأ بذلك الجسد الذي يجلس بالصالة..دخل رائف بحذر وقد أشار لزوجته أن تصمت..تحرك بخفة..ثم وقف أمام الجالس..لتتسع عيناه من الصدمة والذهول..ثم قال بنبرة مشدوهة

-أحمد!!.........
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1