![]() |
رواية أسيرة الجاسر الفصل الثاني بقلم أميره موسي
قبل نص ساعه
ليل هادي في الحارة، الناس قاعدة على القهوة، الستات بتتكلم من البلكونات، والعيال بتجري في الشارع. فجأة صوت عربيات دفع رباعي كسر الهدوء، عربيات سودا كبيرة دخلت الحارة بسرعة، أبوابها اتفتحت ونزل منها رجالة مسلحين .
واحد بصوت عالي: الكل يقف مكانه ولا كلمة ولا حركة، اللي هيحاول يهرب هنمسحه من على وش الأرض
الناس في الحارة صرخوا، الستات جريت تقفل البلكونات، والرجالة اتجمدت مكانها.
راجل من الحارة: إنتو مين عايزين إيه مننا
الشخص: إحنا مش جايين نسأل! خدوا الكل، رجالة، ستات، عيال... ما تسيبوش ولا نفس هنا
الرجالة المسلحين بدأوا يجروا الناس من بيوتها ومن الشوارع، الستات تصرخ والرجالة تحاول تقاوم، بس الكلاشات مرفوعة.
ست بتعيط: حرام عليكم! إحنا مالنا ومالكم؟"
راجل مسلح: يلا يا حاجة، ما تخليش دماغنا توجعنا
شاب صغير حاول يجري بعيد عنهم.
راجل مسلح: يا ابن***** تعال هنا
مسكه من هدومه ورماه في العربية.
راجل كبير بتوسل: خافوا ربنا يا ولاد، إحنا ناس غلابة، نعمل إيه فيكم
زعيم العصابة: "غلابة ولا أغنيا مش فارقة اللي عنده كلمة يزيدها، هيشوف رصاص مش كلام
العربيات اتملت بالناس غصب، الرجالة مربوطين، والستات متشحين بالخوف، والأطفال بيصرخوا.
في نفس الوقت:
جاسر رفع نظره ناحية ليليان، ولما شافها، ليليان اتصدمت لما عينيها جات في عينه، لأنه نفس الشخص اللي وقفها امبارح.
جاسر بزعيق: إنت ماسكها كده ليه سيب إيدها
ساب الراجل إيد ليليان.
جاسر بص للرجالة وقال: "حطوهم في العربية."
صبري حاول يقاوم وقال بتحدي: "ابعدوا عننا! فاكرينها سايبة؟ لا، ابعدوا أحسن لكم
قرب جاسر منه وقال بسخرية: هتعمل إيه يعني
صبري: هنغلب الشرطة! إنت عارف معاها إيه اللي عملته
جاسر رد ببرود: آخرك هاتوا الكلام
بص لرجالته وقال: "خدوهم كلهم على العربيات
رفع نظره ناحية ليليان وقال: بس دي معايا في نفس العربية
راجل من العصابة: تحت أمرك يا باشا
رجالة جاسر شدوهم غصب عنهم، وركبوهم العربيات. أم ليليان بتصوت، ومي ماسكة فيها وهي خايفة.
قرب جاسر من ليليان وشدها من إيدها رغم اعتراضها.
ليليان: ابعد عني يا حيوان! سيب إيدي
شدها جاسر وركبها غصب عنه في العربية، وقعد جنبها.
قال للسواق: اتحرك.
العربيات اتحركت بسرعة من الحارة، صوت الموتور مليان المكان، وسابوا وراهم شارع فاضي غرقان في الظلام
في بيت رحيم، كان بيرن على ليليان، لكن التليفون كان مقفول وبيقول إن البطارية فاضية. استغرب جدًا، هو يدوب لسه قافل معاها قريب، وبدأ يمشي رايح جاي في الأوضة وهو قلقان.
في عربية جاسر، ليليان كانت قاعدة جانبها باصة له بقرف، وكل شوية تحاول تبعد عنه وتخلي مسافة. جاسر بصلها وقال بسخرية:
أنا لو عايز أقعدك على رجلي أقعدك، بس سايبك على راحتك
ردت ليليان بغضب:إنت مفكر نفسك إيه بكرة الدنيا كلها تعرف وتتقلب فوق دماغك."
جاسر :طب لمّا نيجي لبكرة، تفرجي.
ليليان بصت له بقرف أكبر، وزعلت من نفسها إنها كانت بتديله أخبار عن الحارة، وإنه استغلها. في الوقت ده، في العربيات التانية، الناس كانت قاعدة مرعوبة. كل عربية فيها خمس أو ستة مسلحين، وأهل الحارة كانوا متوترين.
رانيا، اللي كانت قاعدة في واحدة من العربيات، كانت خايفة على بنتها جدًا. دموعها نازلة وقالت لواحد من الرجالة اللي معاهم:
طمني على بنتي، عايزة أطمن عليها. كلم كبيركم يخليني أشوفها
الراجل بص لها وقال:بنتك أنهي فيهم
ردت بسرعة:البنت اللي راكبة في عربية الكبير بتاعكم
الراجل طلع تليفونه ورن على جاسر وقال له:جاسر بيه، أم البنت اللي معاك يا باشا قلقانة عليها وعايزة تطمن.
جاسر رد ببرود:اديها التليفون.
ناول الراجل رانيا التليفون، وبعدها جاسر عطى التليفون لليليان وقال:مامتك عايزة تكلمك.
ليليان أخدت التليفون منه ولفت وشها وهي بتقول:ماما، إنتِ كويس
رانيا بصوت مليان خوف:ليليان، حبيبتي حد عملك حاجة
ليليان:أنا بخير يا ماما، اطمني. المهم إنتِ ومي وبابا أخباركم إيه
رانيا:مي كويسة، بس باباكي مش معانا."
ليليان بان عليها القلق وقالت:أنا عايزة أطمن عليه، أنا خايفة عليه قوي."
رانيا حاولت تهديها:الراجل اللي معانا طمّن عليهم، متقلقيش. أهم حاجة إنك بخير."
ليليان:متقلقيش يا ماما، أنا بخير.
الراجل اللي كان مع رانيا أخد منها التليفون وقال:كفاية كده، هو سنترال.
ليليان رجّعت التليفون لجاسر، وقالت له وهي بتبص له بحدة:"أنا مركبتش لي مع أهلي عايزة أركب معاهم.
في العربية، جاسر رد على ليليان بحدة لما طلبت تركب مع أهلها:مينفعش.
ليليان بصت له وقالت:وليه مينفعش
جاسر:متسأليش كتير، قولتلك مينفعش.
سكتت ليليان، باصة من شباك العربية، مستغربة المكان حواليها. كانت الصحرا فاضية تمامًا، مفيش أي ناس. الإحساس بالدوخة كان مسيطر عليها لأنها بقالها فترة كبيرة من غير نوم. بعد لحظات، نامت مكانها ودماغها على الشباك.
جاسر بص عليها بابتسامة مليانة حب، فضل يتأمل ملامحها بهدوء. حط راسها على كتفه ولمس وشها بإيده، كأنه بيحاول يحفظ شكلها في دماغه. حضنها بلطف وهو بيشم ريحتها وكأنه نسي نفسه تمامًا.
فضلوا ماشيين بالعربيات حوالي ساعتين. بعد وقت طويل، فتحت ليليان عنيها وهي لاقية نفسها نايمة على كتف جاسر وإيدها ملفوفة حواليه. بسرعة بعدت عنه وقالت بغضبب إنت إزاي تمسكني كده يا حيوان
جاسر رد ببرود:محدش قالك إن الشتيمة حرام يا شيخة ليليان
ليليان بعصبية:مالكش دعوة، بس خلي إيدك بعيد عني، فاهم
بصت ليليان قدامها وهي متوترة وبتفرك في إيديها بغضب. جاسر بص لها وقال:جعانه
ليليان تجاهلته، لكنه جاسر كان عارف إنها جعانة لأنه لما بتكون جعانة بتتوتر.. أمر السواق:انزل هات أكل من التلاجات اللي في العربيات.
فتحي:بس يا باشا العربيات كتير، وكل تلاجة في حاجة، ووراها خمسين عربية."
جاسر ببرود:وإن شاء الله مليون عربية، انزل وهات أكل.
ليليان بتحدي:أنا مش جعانة
جاسر تجاهلها وبص لفتحي وقال:مستني إيه؟ انزل
نزل فتحي ومعاه يوسف، صاحب جاسر، اللي استغرب وقال:فيه إيه
فتحي:ليليان هانم جعانة، وجاسر باشا بعتني أجيب أكل
يوسف لف على أول عربية وفتح بابها بعنف، الناس صحت من النوم بخضة وصراخ. واحد من رجال جاسر قال:فيه إيه
يوسف :هات أكل من التلاجة، ليليان جعانة
الراجل عطى يوسف الأكل باستغراب. كل اللي في العربيات كانوا مستغربين إن جاسر بيوقف خمسين عربية في نص الصحرا عشان ليليان.
وصلوا لعربية رانيا وبنتها، فتحوا الباب بخضة لأن العربية كانت كبيرة وبابها حديد زي عربيات النقل.
واحد من الرجال قال:
فيه حاجة يا يوسف بيه
يوسف:افتح التلاجة وهات أكل منها البت ل مع جاسر جعانه
الراجل الكبير اللي كان مع رانيا قال وهو مستغرب:يعني مواقف خمسين عربية عشان البنت جعانة
يوسف بهدوء:أوامر لازم تتنفذ
مي بصت لرانيا برعب وقالت:ماما، هما يقصدوا ليليان
رانيا حذرتها:ششش، اسكتي، أحسن حد يسمعك ويعمل حاجة في أختك."
بعد ما يوسف أخد الأكل، رجع لعربية جاسر وأعطاه الأكل. جاسر خد الأكل وهو ساكت، وبعدها العربية اتحركت ومعاها الخمسين عربية وراها.
عطا جاسر الأكل لليليان، لكنها بصت له وقالت:قولتلك مش جعانة
جاسر رد بابتسامة خفيفة:مينفعش النعمة تترد يا شيخة ليليان
حط الأكل جنبها، ولأنها فعلاً كانت جعانة، بدأت تبص للأكل بطرف عينها. جاسر كان شايف نظراتها وحاول يكتم ضحكته، لأنه حافظها أكتر ما هي حافظه نفسها. ليليان استسلمت وقالت وهي محرجة:أحم... عندك حق، حرام النعمة تترد.
ابتسم جاسر بحب وبصلها بنظرة مليانة عشق. ليليان حست بنظراته واتكسفت، حطت وشها في الأرض وبدأت تاكل. بعد ما خلصت الأكل، قالت:عايزة أغسل إيدي."
جاسر :إيدك مفيهاش حاجة فيها لحوم عشان تغسليها
ليليان:أنا متعودة أغسل إيدي بعد كل أكل.
عطاها جاسر مياه، لكنها قالت: فين الصابونة
جاسر: ليليان اغسلي بقى، مش لازم صابونة
ليليان:أغسل بمياه بس
جاسر:هجيبلك صابونة منين دلوقتي
فتح الشباك وسكب مياه على إيديها علشان تغسلهم، ولما خلصت قالت:عايزة منشفة
جاسر: مش هنخلص النهارده
حس ان ليليان زعلت من كلامه، فسكت جاسر لاحظ إنها مضايقة، فقلع الجاكيت بتاعه وادهولها وقال:امسحي إيدك بيه.
ليليان:لا، شكراً، اعتبرني مسحتهم.
جاسر بحزم:اسمعي الكلام وخدي.
اضطرت تاخد الجاكيت وتمسح إيديها، وبعد ما خلصت رجعته له. جاسر لبس الجاكيت من غير تردد، ليليان بصت له باستغراب وقالت:ده عليه مياه من إيدي، إزاي تلبسه
جاسر ابتسم وقال:فيه ريحتك، وده سبب كفاية عشان ألبسه.
استغربت ليليان كلامه بس ما علقتش. النهار بدأ ينور، ولما وصلوا القصر، الناس بدأت تنزل من العربيات.
نزلت ليليان من عربية وجاسر، نزل وراها. طلعت تجري بسرعة ناحية مامتها، وراجلت جاسر رفعوا أسلحتهم عليها. لكن ليليان مهتمتش، فضلت تجري من غير ما تبص وراها. جاسر اتعصب وقال بغضب:نزّلوا أسلحتكم يا بهايم
الرجالة نزلوا الأسلحة على طول. وصلت ليليان لمامتها وحضنتها وهي بتقول:إنتو كويسين
رانيا حضنتها وقالت بخوف:كويسين يا حبيبتي أهم حاجة إنتي بخير، حد عملك حاجة
ليليان طمّنتها:أنا بخير يا ماما، متقلقيش
جاسر بص عليهم بنظرة مكر وقال:أهلًا بيكم في جحيم الجاسر
بعدين بص لرجالته وقال:خدوهم على القصر جوه
الناس مشيت معاهم بهدوء، لكن كانوا خايفين، وبصّين حواليهم على المكان الغريب. قصر كبير محاط بسور حديد ضخم، وبوابته برضه من الحديد. لما وصلوا، رجالة جاسر دخلوا الناس في صالة كبيرة، وناموا كلهم على الأرض. معظم اللي كانوا معاهم ستات، وكلهم متوترين وخايفين.
في الصالة كان فيه سرير واحد. ليليان بصت لمامتها وقالت:ماما، نامي عليه، إنتي تعبانة وظهرك بيوجعك.
رانيا بصت للسرير بتردد وقالت:ممكن يكون بتاع حد من عندهم."
ليليان:هما قفلوا الباب، نامي إنتي، متقلقيش."
في جناح مرفت، ندهت على الخدامة، فدخلت وقالت:نعم يا مرفت هانم
مرفت:إيه الصوت اللي بره ده
الخدامة:دول ناس جابهم جاسر بيه.
مرفت:جابهم يعملوا إيه
الخدامة:معرفش يا هانم
مرفت بغضب:روحي اندهيلي جاسر
الخدامة طلعت وندهت على جاسر. بعد لحظات، وصل جاسر عند مرفت وقال بهدوء:محتاجة حاجة
مرفت:مين الناس دول يا جاسر بيعملوا إيه هنا؟"
جاسر:دول ناس هيشتغلوا عندي.
مرفت:هيشتغلوا إيه
جاسر:هيشتغلوا مع الناس اللي في القصر.
مرفت:القصر مليان ناس يا بني، مش محتاجين حد."
جاسر بحسم:لا، محتاجين، ودول أكتر ناس أنا محتاجهم... عن إذنك."
طلع جاسر من عندها وقرر يروح يشوف ليليان. اتحرك ناحية الصالة اللي في الجناح. لما وصل، وقف قدام الباب، والحراس فتحوا له. دخل ولقى الناس نايمة على الأرض. أول ما شافوه، الكل اتعدل في مكانه. جاسر بص للسرير، لقى رانيا نايمة عليه، عيونه احمرت وقال بغضب:إنتِ بتعملي إيه على السرير مين سمح لك تاني عليه؟
رانيا ارتعبت من شكله وردت بتوتر:أنا لقيته فاضي.
ليليان شافت ضعف مامتها قدام جاسر، قامت بسرعة ووقفت قدامه وقالت بغضب:
إنت إزاي تكلمها كده؟ دي قد والدتك، احترمها! وبعدين السرير موجود عشان يتنام عليه مش عشان نتفرج عليه
جاسر بص لليليان بنظرة مليانة عشق وسرح في عيونها الزيتونية اللي مش قادر ينسى شكلها من أول يوم شافها. قال بهدوء:أنا جايبه ليكي يا زيتونة
ليليان زعقت بغضب:اسمي ليليان! إيه زيتونة ده
جاسر قال بنبرة مهووسة:
عيونك بلون الزيتون، مزيج من الأخضر والبني يلمع كحبات الزيتون الناضجة
ليليان سكتت للحظة، وبعدين بصتله بغضب وقالت:ماما هتنام على السرير هي تعبانة ومينفعش تنام على الأرض
جاسر، اللي كان سرحان بسبب قربها منه، حاول يلمس خدها، لكن ليليان زقت إيده بسرعة وقالت بغضب:إياك تلمسني، فاهم
بص جاسر حواليه وقال بحدة:لو حتى بتموت، مفيش حد هينام على السرير غيرك
كانت ليليان هترد عليه، لكنه قطعها وقال:
ولو عاندتِ كلامي، أهلك هيتنقلوا لمكان تاني بعيد عنك، وممكن ما تشوفيهمش تاني
طلع جاسر وسابها، فالتفتت رانيا لليليان وقالت بخوف:اسمعي كلامه يا بنتي، خلينا نخلص من اللي إحنا فيه
تاني يوم الصبح كان رحيم واقف قدام بيت ليليان وبيضرب جرس العربية عشان يسمعوه، لكن مفيش أي صوت. فكر ينزل، نزل وخبط على الباب بس مفيش حد. نزل يسأل الجيران، محدش موجود، الحارة كلها فاضية. استغرب وقال: إيه اللي بيحصل رن عليها تليفون، لكن مفيش رد، فاركب عربيته وطلع على شغله.
في القصر، دخلوا الصبح عشان يصحوا الستات علشان الفطار، وكانوا جايين عليهم. حطوا الأكل وطلعت واحدة من الخدم قربت من ليليان وهي نايمة على السرير وقالت: اصحي، اصحي
رانيا: براحه عليها، طول الليل كانت صاحيه مش قادرة تنام
الخدامة: قوم وانتي ساكته، الباشا عايزك.
فتحت ليليان عنيها بصعوبة وقالت: فيه إيه
الخدامة: جاسر بيه عايزك، روحي له
ليليان: عايزني ليه
الخدامة: مش عارفة، يلا اصحي.
قامت ليليان من النوم ودخلت الحمام وتوضت، ولسه هتصلي، قالت الخدامة: بتعملي إيه؟
ليليان: هصلي، ولا الصلاة كمان ممنوعة
الخدامة: خلصي نفسك.
صلت ليليان وقعدت على السجادة سبحت ربنا وقرأت جزء من اللي حافظاه من القرآن، ثم قامت وروحت مع الخدامة. وصلت قدام غرفة جاسر، خبطت، وقالت الخدامة: "جاسر بيه، ليليان هانم معايا
بصت ليليان وقالت: اسمي ليليان بس
الخدامة: دي أوامر يا ليليان هانم، لازم نقول كده.
فتح جاسر الباب وقال: روحي، انتي يا سماح
جاسر: ادخلي.
ليليان: مينفعش نبقى أنا وانت في مكان واحد.
جاسر: لا، هاكلك.
ليليان: من اجتمع رجل وامرأة والشيطان ثالثهم.
جاسر: ماتقلقيش، مش هيجي غير لما أقولها. وشد من إيدها ودخلها غصب عنها.
ليليان بغضب: قولتلك مليون مرة، متلمسنيش! إنت فاهم
مردش جاسر وقال: "كنت مخطوبة قبل كده صح
ليليان: بتسأل ليه
جاسر: ردي عليا
ليليان: ماكنتش مخطوبة، أنا لسه مخطوبة.
جاسر: لا، أنتِ سيبتي
ليليان: سيبت مين أنا ما سبتش حد
جاسر: أنا لما بقول إنك سيبتي، يبقى سيبتي.
ليليان: يعني إيه
جاسر: يعني تقعدي زي الشاطرة كده، تعرفيني هو جابلك إيه، والشبكة كانت بكام، عشان أرد لك كل شي
ليليان: إنت متخلف، عايزني أسيب خطيبي أنا فرحي كمان شهور
جاسر: شش، مش عايز أسمع اسمه على لسانك تاني، أنت سامعة؟ محدش خطيبك غيري."
ليليان: إنت عبيط، هو أنا أعرفك
جاسر: "هنتعرف مع الأيام، وهتحبيني أوي."
عيطت ليليان وقالت بدموع: "إنت عايز مننا إيه حرام عليك، أنا واحدة مخطوبة، الناس هيتكلموا علينا.
قرب جاسر منها ومسح دموعها بإيده وقال:ما عاش ولا كان اللي يتكلم عليكي محدش هيتكلم عليكي أنا جايبهم كلهم عشان كده، عشان محدش يجرا يتكلم عليكي يا زيتونه.
زقت ليليان إيدها وقالت: قولتلك، اسمي ليليان، مش زيتونه! إنت فاهم
جاسر: عيونك... عيونك زي الزيتون، نظرة مميزة تجمع بين العمق والدفء.
ليليان: إنت عايز منا إيه؟ إحنا ناس غلابة، حرام عليك اللي بتعمله ده
جاسر: عايزك، مفيش ست في الدنيا هتجن عليها زيك
ليليان: إنت تعرفني عشان تعوزني
جاسر: طبعًا، أعرفك من أول يوم شفتك فيه في المستشفى، وأنتي نازلة من فوق، بتضحكي، عيونك لمّا جات في عيني، انسحرت فيكي
ليليان: ربنا يعوضك بحد أحسن مني، عشان خاطر ربنا، تبعد عننا. إحنا ناس على قد حالنا وساكنين في حالنا."
جاسر: إنتِ حالي يا ليليان، مقدرش أصدقك، مقدرش."
ليليان: لا يجوز يخطب المسلم على خطبة أخيه فهذا حرام
جاسر: ما انتي هتسيبيه
ليليان: مش بمزاجك
جاسر: لا بمزاجي. لو مش بمزاجك يبقى غصب عنك.
ليليان: إنت مريض، مجنون، أنا بحب خطيبي، ابعد عننا بقى
جاسر عينيه احمرت من الغضب وعروقه بانت. قرب جاسر منها وقال: بتحبي
ليليان: ابعد عني، إياك تقرب
فضل يقرب منها، وهي بترجع لحد ما لازقت في الحيطة وقالت: لو قربت مني، هصرخ وأفضحك قدام الناس
جاسر بسخرية: "ومين بقى هيلحقك الناس اللي معاك، محبوسين زيك ولا الرجالة اللي بتاعتي
ليليان: ابعد عني، أحسن لك
قرب جاسر عليها، مسك إيديها وثبتهم فوق دماغه وقال: مش قادر، في حاجة جوايا عايزك. لو كنت قادر أعيش من غيرك كنت بعت من زمان."
دفن رأسها في رقبته وهو بيشم ريحتها.
حولت ليليان تشد نفسها منه وهي بتتوسل ليه يسيبها. نزل جاسر على شفايفها وكان بيحاول يبوسها، وليليان كانت بتبكي وتحاول تتخلص منه. فضلت تزق فيه لحد ما الباب اتفتح ودخلت الخدامة وقالت: جا...
مكملتش الكلمة لما شافت جاسر بيحاول يبوس ليليان غصب عنها. بعد جاسر عن ليليان وهو بياخد نفسه وقال: مش تخبطوا، يا بهايم.
اتكلمت الخدامة وهي حاطة وشها في الأرض: "مرفت هانم تعبانة قوي، محتاجة حضرتك.
طلع جاسر بسرعة من الأوضة وراح على جناح مامتها. أخدت ليليان نفسها وشكرت الخدامة، فردت الخدامة: اسمي شمس، مامتها مش محتاجة ولا حاجة، بس أنا سمعت صوتك واتأكدت إنه كان بيحاول يعملك حاجة عشان كده جيت
قربت ليليان منها ومسكت إيدها وقالت: شكرًا قوي، مش عارفة أقولك إيه
شمس: متقوليش حاجة، أنا عملت الواجب. عن إذنك عشان ما يشكش في حاجة.
طلعت شمس من أوضة جاسر، فضلت ماشية وطلعت ليليان وراها على طول وهي بتتمشى. سألَت عن أوضة مرفت هانم وعرفت مكانها، الحراس قالوا ليليان على المكان لأن جاسر مديهم تعليمات محدش يرفض لها طلب.
وصلت الجناح ودخلت على الأوضة من غير ما تخبط ، كان لسه جاسر هيزعق ليها بس لم شاف ليليان قدمه ساكت دخلت ليليان وقعدت جنب مامتها على السرير وقالت: حضرتك مرفت هانم
مرفت استغربت وقالت: أيوة يا بنتي، في حاجة
بصّت ناحيته وقالت: ابن حضرتك خطفني عنده ومش راضي يروحنا بيتنا
مرفت بصّت ناحيته وقالت: "صح الكلام ده يا جاسر
جاسر كان ساكت مش راضي يتكلم، فقالت مرفت: رد عليها، صح الكلام ده
جاسر: أيوة
مرفت: من إمتى واحنا بنخطف بنات الناس يا جاسر
جاسر: من دلوقتي، هي رافضة تكون معايا برضاها، فهتبق معايا غصب عنها
ليليان: حضرتك أنا مخطوبة
جاسر: إن شاء الله، حتى لو متجوزة، أنا قلت للي عندي
ليليان: حرام عليك اللي بتعمله فينا
جاسر ببرود: "ماشي."
ليليان: اتكلمي معاها، خليها تسيبنا في حالنا.
مرفت: "حاضر يا حبيبتي، متقلقيش، روحي إنتِ عند أهلك دلوقتي، وأنا هتكلم معاها."
طلعت ليليان من عند مرفت وراحت ناحيت مامتها وأخته، بصّت مرفت لجاسر وقالت: "دلوقتي حالًا ترجعهم بيتهم.
جاسر: "أنا آسف، مش هقدر. المرة دي هينفذ طلبك، ليليان مش هتكون لغيري بعد إذنك
وطلع وسابها
في بيت رحيم، استغرب لما لاقى ليليان بعت له حاجاتها ورق مكتوبه عليها: كل شيء قسمه ونصيب".
رحيم ماكنش مصدق، وقال لنفسه: "طب هو عمل إيه عشان تخليه تقول كده؟". كان زي المجنون، عارف إنها مش بتحبه، بس وعدته إنها هتديله فرصة، لكنه شاف الفرصة خلصت.
رن عليها مرارًا وتكرارًا، وعشرة مرات، ومفيش رد. قرر يروح بيتها.
وصل لبيت ليليان وفضل يطرق الباب زي المجنون، لكن مفيش حد بيرد. الحي كان فاضي، واستغرب: "فين الناس؟ إزاي الحارة فاضية كده
في الليل، كان جاسر طالع على مكان زي الغرزه كان بيشرب بشكل غريب، وكل ما يفتكر ليليان وهي بتقول له مش عايزاك، كان يشرب أكتر. وكان دايمًا بيشيل في ذهنه كلامها وهي بتقول إنها بتحب خطيبها وعايزاه.
في نفس الوقت، كانت ليليان نايمة على السرير، وفاتحة عينيها شوية وبتفتكر رحيم، وبتقول لنفسها: هي فعلاً مكنتش عايزاه لكنها حاسة إنها مش عايزة تكون في الموقف ده. مش بالطريقة دي، إن يتم خطفها وتنجبر تكون مع واحد زي جاسر.
في اللحظة دي، الباب خبط ودخلت شمس وقالت: ليليان، جاسر بيه عايزك.
ليليان ردت بتعب: عايز إيه".
شمس: "لا، مش عارفة، لكن روحي له".
ليليان قالت بزهق: "مش هنتخلص من سي زفت
شمس همست: "شششش، اسكتي، لو حد سمعك هيدبحك
ليليان: ياريت، زهقت من كل ده
وصلت ليليان لجناح جاسر ودخلت، كانت الغرفة مظلمة شوية، وكلها حاجات غير مرتبة. دخلت وكانت بتدور عليه في المكان، وفجأة الباب اتقفل وراها. اتخضت لما سمعت صوت جاسر بيقول: "ساعة عشان تجي
ليليان: عايز إيه
جاسر قرب منها وقال بسكر: عايزك.
ليليان: وأنا قولتلك انساه أنا أفضل أموت ولا أتجوز واحد زيك.
جاسر بسكر:اللي فيه كويس مش فيه
ليليان: ده مش متقارن بحد زيك.
جاسر بغضب: بقا أنا جاسر البحراوي، يتقالي كده
ليليان: على أساس إنت ملاك من الملائكة يعني
جاسر: تو عاشق مهوس.
ليليان: وأنا قولت للي عندي لو كان آخر واحد في الدنيا، مش هتجوزك.
جاسر: أنا بحبك.
ليليان: وأنا لا. أنا مش عايزاك، ابعد عني.
جاسر قرب منها، وكان بينه وبينها مسافة صغيرة
جاسر: مقدرش. لما بشوفك بحس إني بنسى نفسي. أنا جاسر الكبير، قبل الصغيره بيخاف مني لكن باجي قدامك بكون زي الطفل.
ليليان: الحب من طرف واحد مش حب.
جاسر: بالنسبة لي ده حب. مش عايزك تحبيني، بس عايزك تكوني معايا. حبي ليكي يكفي
ليليان: وأنا قولتلك أنا بحب خطيبي. بس إنت مصمم، أعملك إيه
جاسر شدها من وسطها وقرّب منها وقال بهوس.: ما تقوليش اسم راجل تاني غيري. لو قلتِه، عقابك هيكون شديد.
ليليان: هتعمل إيه أبعد عني يا حيوان
جاسر بغضب: عايزة تحافظي على نفسك عشانه ده في أحلامك، مش هتكوني لحد غيري.
جاسر بيرجع بيها لوره عند السرير. بيحاول ينيمها عليها غصب عنها. ليليان كانت بتدفعه وهي بتتوسل
ليليان: ابعد يا حيوان! ده في أحلامك ما تلمسني
(ليليان جمعت قوتها وزقّته من عليها على الأرض وقع بسهولة لأنه كان سكران، واتخبط في القومدينه اتعور في دماغه."
شافت الدم نازل من دماغه، وأصيبت بالصدمة. نزلت بجانبه، وهي بتعيط.
ليليان: جاسر! رد عليا متهزرش معايا
حاولت تكتم الدم وهي بتعيط، مش مصدقة إن هي قاتلت حد. كانت خايفة تنادي على حد من الحراس، لكنها قررت تساعده. جابت حاجة تكتم الدم، لقيت نبضه.
ليليان : الحمد لله... لسه عايش.
فضلت تدور على حاجة للمساعدة لحد ما لقيت حاجة لتسكين الجرح، وجلست بجانبه وهي خايفة يحصله حاجة. بعد ساعة أو أكتر، جاسر بدأ يفوق وفتح عينيه بصعوبة
وبصت ناحيته، لقت ليليان قعدة جنب السرير. أول ما شافتها قالت:
إنتِ كويسة
جاسر بحب: كنتِ قلقانة عليَّ
ليليان: ردي عليا، إنت كويس
جاسر: تمام
قربت ليليان منه وفضلت تضربه على صدره وقالت:مِنك لله، حرام عليك. طالما إنت كويس، ليه مفوقتش بدري
مسك جاسر إيدها وقال:بسبب الشراب، معرفتش أفوق."
ليليان: مِنك الله، هتولع في جهنم بسبب أفعالك.
جاسر بحب: لو هتكوني مبسوطة وده يريحك، ما عنديش مانع
شدت ليليان إيدها وأخذت نفسها وقالت:
الضربة دي معملتش حاجة
جاسر: حاجة زي إيه
ليليان: تفقد الذاكرة مثلاً عشان تبعد عننا
جاسر: لو فقدت الذاكرة، قلبي هيفكر عقلي بيكي
ليليان: إن شاء الله تفقدهم الاتنين قريب يا جاسر
جاسر حس إن الدنيا مش سايعة، وهو سامع اسمه من شفايفها وقال:
قولتي إيه
ليليان: إن شاء الله تفقدهم الاتنين قريب.
جاسر: لا، للي بعدهم.
ليليان: "إيه، عجبتك
جاسر: أوي.
ليليان: طالما عجبتك، يبقى من عيوني، إن شاء الله تفقدهم الاتنين قريب يا جاسر.
شدها جاسر على رجله، ما ادهاش فرصة تتكلم حتى وباسها من شفايفها بشغف وعشق. فضلت ليليان تزق فيه، لكنه كان ماسكها جامد. فجأة الباب اتفتح ودخلت بنت جميلة وقالت:
مفاج..."
مكملتش الكلمة وانصدمت من اللي شافته