رواية عشق الذئاب الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم إسراء علي


 رواية عشق الذئاب الفصل الواحد والثلاثون بقلم إسراء على 


جدّدي الحبَّ واذكري لي الربيعا
إنني عشت للجمال تبيعا
أشتهي أن يلفَّني ورق الأيكِ
وأثْوي خلف الزهورِ صريعا
آه دُرْ بي على الرِّفاق جميعاً
واجعل الشمل في الربيع جميعا
لا تقل لي أشتر المسرَّة والجاه
فإنِّني حُسنَ الربى لن أبيعا
فلغيري الدنيا وما في حماها
إنني أعشقُ الجمالَ الرفيعا
أنا من أجله عصيتُ وعُذبْتُ
وأقسمتُ غيرهَ لن أطيعا
وبطيبِ الربيع أقتاتُ زهراً
وعبيراً ولا أُكابد جوعا
فَهو حسبي زاداً إذا عَفَت الدُّنيا
وأقْوَتْ منازلاً وربوعا

الصمت الذي حل على المكان..جعله مشحون بتوتر..نظرات إسراء المُسلطة على هايدي..جعلت الأخيرة تتصبب عرقاً..وإرتعشت يدها خافت أن تُفشي إسراء معرفتها المُسبقة بها..فتساءل رائف بجدية

-أنتو تعرفوا بعض!!

وبنظرة سريعة..فطنت إسراء بعدم معرفة الجميع بما تفعله هايدي..حتى أحمد لم يتعرف عليها..لم تحيد إسراء بنظراتها عنها..بينما هايدي حاولت إستمجاع صوتها والذي ظنته أنه أختفى..

-آآآ..هى يعني..كنت..آآآ..
-قاطعتها إسراء بهدوء عجيب:كانت هتخبطني بعربيتها مرة..وإتخانقنا..

صُدمت هايدي كثيراً من موقف إسراء الغير عقلاني بالمرة..ولكنا زفرت بـ إرتياح..وقالت مؤكدة

-أه..أه..وكانت هتضربني

ثم ضحكت بتوتر..فـ بادلها الجميع الضحك..وكذلك إسراء التي جاهدت لرسم تلك الضحكة..نظرت لها هايدي بـ إمتنان ولكن إسراء لم تُعيرها أدنى أهتمام..فقال طارق بمزاح

-وأنتي لسه فاكرة يا مرات أخويا
-نظرت لـ هايدي نظرات قوية ثم قالت:الموقف ميتنساش..

هوى قلب صاحبتنا..ولكنها جاهدت لكي ترسم إبتسامة على وجهها..بينما رائف لم يقتنع بذلك الحديث..يعلم أن كِلتاهما تكذب لسبب ما..ولكنه لم يرد إفساد أُمسية أخيه..ليقول بصوت عادي

-يلا يا جماعة
-أتاه صوت أخيه الحماسي:يلا........

********************

كانت منال تُتابع الخدم من أجل إعداد الغذاء..تُلقي الأوامر بشكل تائة وعشوائي..تُخطئ ثم تعتذر..ليأتيها صوت إحدى الخادمات

-إرتاحي أنتي يا منال هانم..شكلك تعبان..أحنا هنكمل ولو فيه حاجة هاجي وأسأل حضرتك
-هزت رأسها بهدوء ودون مجادلة:طيب..أنا فـ الصالون..
-تمام يا هانم..

وخرجت منال بذهن شارد..تُفكر في قرار محي..والتي تعلمه علم اليقين..سيختار رحمة بلا أدنى شك...جلست على إحدى الأرائك..فـ أتاها صوت من خلفها

-منال!

إلتفتت منال على إثر الصوت لتجدها سعاد..فقالت بتهذيب

-إتفضلي يا سعاد هانم

جلست سعاد بجانبها ثم بدأت حديثها 

-محي قرر إيه!!
-تنهدت بيأس ثم رفعت كتفيها بعدم معرفة وقالت:قالي لما يرجع ويجيب رحمة
-هزت رأسها بتفهم وقالت:تمام..مش عاوزاكي تقلقي..محي هيتصرف صح
-ردت بخفوت:إن شاء الله
-تساءلت سعاد:أومال فين طارق
-أجابتها منال:قالي أنه رايح مشوار مهم
-أوكيه..أنا هقوم أنام..ولما معاد الغدا يجي..خلي حد من الخدم يصحيني..
-ردت منال بطاعة:حاضر يا سعاد هانم..

نهضت سعاد ببطئ..ومن ثم رحلت..بينما تركت منال في دوامة تفكيرها..عشقها لمحي تعلم أنه لم يُبادلها إياه..تعلم أن قلبه لا يزال ينبض بعشق رحمة الذي لم تستطع السنون محوه..فقررت بقرارة نفسها وعزمت على تنفذ ما خطر ببالها..ما أن تتأكد بـ خياره..........

**************

صعد الجميع..وتبادلت المشاعر ما بين سعادة..وخوف..وأخرى غامضة..فكان الخوف من نصيب هايدي..فكيف ألقى بها القدر لتواجه تلك المسكينة..ولكنها كانت مُجبرة في ذلك الوقت على ذلك العمل..والذي كان بسببه سوزي التي تعرفت عليها بـ إحدى الملاهي الليلية..وبدأت بتذكر الأحداث...

"عودة لوقت سابق"

بعد تلك الحادثة التي دُبرت لها..وتلك التُهمة التي لُفقت لها من قبل سوزي لتُجبر المسكينة على العمل معها..لتُنهي سوزي حديثها بجملة زلزلت كيان هايدي..

-هااا..يا تشتغلي معايا..يا الحبس!!..تختاري إيه؟
-ترددت في حديثها لتقول بتوتر:بس..بس.. الشغل..دا غلط..وهيوديني فـ داهية
-ضحكت سوزي بسخرية وقالت:ما أنتي كدا كدا رايحة فـ داهية

ثم تحولت نبرتها إلى الغضب

-قولتي إيه!!
-قُبض قلب المسكينة وردت بيأس:أوكيه..
-إبتسمت إبتسامة صفراء وقالت:شطوورة....

ولم تعلم أن أول مهامها ستكون زوجة رائف..لتلعن ذلك الحظ العسِر الذي أوقعها بتلك الورطة..لتتبعها ورطة أخرى..فهى أصبحت زوجة رائف الأسيوطي...فوقعت هايدي بيد من لا يرحم.....

"عودة إلى الوقت الحالي"

فاقت من شرودها على صوت المأذون الشرعي وهو يسألها..بلغة عربية فُصحى

-يا أبنتي!!
-قالت بتلعثم:هاا..حضرتك بتقول حاجة؟!

توتر طارق من شرودها وتوجس بأن تكون قد تراجعت عن رأيها..ليعود المأذون الشرعي بسؤاله

-هل تقبلينه زوجاً لكِ؟!
-نظرت لطارق بقوة..ثم قالت بنبرة خجلة:نعم أقبل..

زفر طارق بـ إرتياح..وتشكلت ملامح السعادة على وجه..وتلقى التهنئات من الجميع..وتم عقد القران..
توجهت إسراء ناحية هايدي..وعيانها ترمقها بنظرات قوية..باركت لها..ثم مالت على أُذنها بهمس

-خمس دقايق وإطلعي عاوزة أفهم كل حاجة..بدل ما أعرف طارق والكل

إبتعدت عنها لترى معالم التوتر والرهبة التي تشكلت على ملامحها..ناهيك عن تحول بشرتها إلى الإصفرار..لاحظ طارق ذلك..ليتجه ناحيتهما..ضم زوجته له..وجه حديثه لـ إسراء بمرح

-عملتي فـ مراتي إيه!!
-إبتسمت إسراء بتصنع وقالت:مجتش جمبها..هى اللي كانت هتفرمني من شهرين كدا
-ضحك طارق وقال:ميبقاش قلبك أسود
-ضحكت وقالت:مبروك يا طارق
-رد على بـ إبتسامة عذبة:الله يبارك فيكي

إنضم لهم رائف..الذي حاوط خصر زوجته بتملك..فنظرت له بخجل..لتجده يبتسم لها بخبث..ثم تحدث لطارق

-بتتكلم مع مراتي ليه!!...عندك مراتك أهيه
-رد طارق بمرح:يا سيدي ع الغيرة..بتغير من أخوك ياض
-نظر له بحدة وقال:وأغير من أمها كمان..
-شهقت بفزع وقالت بتحذير:راااائف
-نظر لها بحب وقال:عيون رائف

ذلك التحول القاتل..وتلك النبرة المُتيمة..دائماً ما تجعل الكلمات تطير من فاها..وتجعل عقلها في تخبط دائم..لتقول بصوت خجل

-إتلم
-رفع يدها ولثمها بحب..ثم قال:حاضر

إستأذنت إسراء في الخروج قليلاً..وقبل أن تخرج نظرت إلى هايدي نظرات ذات مغزى..ففهمتها الأخيرة وأماءت لها..فخرجت إسراء..ثم تبتعها هايدي..وقفت في الشرفة..لتقف بجانبها..وبدون أن تلتفت إليها..تحدثت إسراء بجمود

-عاوزة أفهم كل حاجة
-إزدردت ريقها بتوتر وقالت بصوت خفيض:حـ..حاضر......

*******************

تحدث رجدي مع أحد رجاله في ذلك المخزن بالطريق الصحراوي..ليسأله بتوجس

-طب مين قالك هاتو هنا!!
-فأجابه الرجل بجدية:دي كانت أوامر رائف باشا..وكمان قالي أخلي حضرتك..أنت اللي تتابع الموضوع..
-هز رأسه بتفهم وقال:تمام..بس الموضوع فيه ظابط
-رد الرجل عليه بعملية:متقلقش يا بوس..رائف باشا مرتب كل حاجة
-حك رجدي جبهته وقال في نفسه:منا اللي مخوفني إن رائف باشا هو اللي مرتب كل حاجة..شكل الظابط دا مش هيطلع حي..
-سأله الرجل:طب هنعمل معاه إيه
-أشاح بيده في الهواء وقال بعدم إهتمام:سيبه مرمي جوه..محدش يجي جمبه إلا بأمر مني أو رائف باشا...
-تمام يا بوس.....

رحل رجدي بعيداً عن المخزن..ثم وضع يده أسفل ذقنه وقال بحيرة

-يا ترى ناوي ع إيه يا بن الأسيوطي..ربنا يستر......

*******************

بدأت هايدي في سرد جميع ما حدث معها..إستعمت لها بـ إهتمام..فتغيرت ملامحها من الجمود إلى الدهشة إلى الإشفاق..ثم حدثت نفسها بسخرية

-هو كل حد يأذيني يطلع مأذي...

نظرت لها هايدي بتوجس علها تستشف سبب سكونها..لتسألها بتوتر

-إسراء..مصدقاني
-إبتسمت إسراء وقالت بمزاح:يلا هى هتيجي عليكي
-سألتها بعدم فهم:مش فاهمة
-ردت عليها بمرح:متشغليش بالك يا هايدي..المهم أنا متخافيش من ناحيتي حاجة..ولا كأني عرفت حاجة..
-إبتسمت لها وقالت بـ إمتنان:شكراً أوي يا إسراء
-مدت لها يدها لتُصافحها:مبروووك
-الله يبارك فيكي

وظلا بعض الوقت تتمازحان..نست تماماً ما حدث سابقاً..فتلك الهايدي مرحة..وتجعلك تعشق الجلوس والحديث معها..
بحث رائف عن زوجته ليجدها تُمازح زوجة أخيه..وتضحك كِلتاهما..نظر لها بحب..ثم تقدم ناحيتها..وحاوط خصرها بحب..ثم طبع على وجنتها قُبلة حارة..جعلت وجنتيها تشتعل..وتشع إحمراراً..خجلت هايدي من فعلة رائف..فـ إستأذنت منهما..تاركة ذلك الذئب مع زوجته

دلفت هايدي لتجد طارق يستقبلها بحب..إبتسمت هى الأخرى..ليجذبها في أحضانه قائلاً بمرح

-لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة
-إبتعد عنه و وكزته بخفة في كتفه وقالت:إتلم يا أستاذ طارق

جذبها بقوة مرة أخرى وأحاط خصرها بتملك..ليقول بنبرة مُتيمة

-يااااه..مش مصدق إنك إتكتبتي على اسمي..مدام طارق 
-بادلته الإحتضان وقالت بخجل:خلاص يا سيدي وأنا بقيت ملكك

إبتعدت قليلاً ثم قالت بجدية

-طب وأهلك!!
-تأفأف بضيق وقال:ولازمته إيه تعكير مزاجنا
-حدثته بجدية:بكلمك جد هنعمل إيه؟
-قال لها بلا مبالاه:سيبك من أهلي..المهم أهلك..هما هيعملوا إيه!!
-فردت عليه بسخرية:متشغلش بالك بيهم..المهم مبرووك

إحتضنها بحب..ثم رفعها ودار بها عدة مرات..وأنزلها إستند بجبينه على جبينها وقال وهو يُغمض عيناه

-بحبك يا هايدي....

***************

عاتبت رائف بحدة ممزوجة بخجل..وهو يحتضنها هكذا

-ينفع كدا..ينفع تحضني كدا قدامها

زرع قُبلة أخرى على وجنتها اليسرى..ولكنها أكثر عمقاً..حتى كاد يمتص وجنتها ويقتلعها مع شفتيه..ثم إبتعد ليرى أثر قُبلته..

-مـ..ر..ا..ت..ي..مراتي يا حبيبتي..مبعملش حاجة غلط

حاولت التملص من قبضته..ولكنه كان يحاوطها بتملك..يرفض إبتعادها عنه وكأنها ستتبخر..ليستند برأسه على منكبها قائلاً بنبرة عذبة

-فرحة طارق دلوقتي فكرتني بفرحتي بيكي لما قولتيلي بحبك..عارفة يا زهرة..كنت حاسس إن الدنيا دي مش سايعة فرحتي..أنتي بكلمتك دي مخلياني قادر أتخطى أي صعب..مخلياني قادر أتحدى أي حد..وأي حاجة..

إستمعت إلى كلماته التي تعزفها شفتيه بـ إحترافية..كلمات بسيطة ولكنها نابعة من القلب فجعلتها أكثر عذوبة وتجانساً مع إحساسها..الذي بدأ في الإشتعال..وكذلك جسدها الذي ما أن شعر بـ تشديد قبضة رائف عليه..حتى وصلت درجة حرارته إلى درجة حرارة البراكين..

أدارها ليُقابل بنيتها الساحرة..بزرقاوتيه العميقة..أستند بجبهته على خاصتها..وحدق بها بنظرات إخترقتها..ليقول بهمس

-الذئب عشقك..وخلتيه حمل مطيع..سرقتي قلبه وعقله..خلتيه مش شايف غير زهرته وبس..بحبك يا إسراء..والله مهما حكيت عن حبي ليكي مش هيوفيه الكلام حقه..
-ردت بخجل:وأنا كمان بحبك..

ثم أحتضنت خصره ودفنت رأسها بصدره تُخفي خجلها منه..ولكنها سمعت صخب دقات قلبه أسفل أُذنيها..إذن لها تأثير ساحق عليه..تؤثر به كما تتأثر به..الصخب النابع من كلمة بسيطة..فما بالك إن تمادت بـ أفعالها..لتخطُر ببالها فكرة حمقاء..خجلت منها ولكنها قررت تنفيذها..عضت على شفتيها بخجل..ولكنها حزمت أمرها بتنفيذها..

إبتعدت عنه..ثم حدقت به لبرهه..أحاطت عنقه ثم وقفت على أطراف أصابعها علها تصل لطول ذلك الشخص الغير طبيعي والذي يتعدى طوله الحد المعقول ليتناسب مع هيئته الطاغية..إرتفعت بوجهها..ثم طبعت قُبلة رقيقة على وجنته...إبتعدت بهدوء عنه لترى تأثير ما فعلته

كان يقف من سكب عليه دلو ماء بارد في مُناخ يناير..عكس السخونة التي إجتاحت خلايا جسده..إرتفعت ضربات قلبه بدرجة مُقلقة..وكأنه سيُصاب بنوبة..رمش بعيناه عدة مرات ثم سألها ببلاهة

-هو أنتي بوستيني ولا دا خيالي!!
-ضحكت بخجل وقالت بمزاح:هسيبك تستوعب الصدمة..

ثم ركضت لتتركه مبهوتاً مما حدث.. وضع يده مكان قُبلتها..لا زال يشعر برطوبة شفتيها..والدفئ المُنبعث من مشاعرها..أنزل يده و وضعها على قلبه ليتنهد بحرارة ويقول

-ياااارب..الصبر ع اللي هتجنني دي

*******************

وصل أحمد منزله ليجد زوجته في إنتظاره..وما أن دلف حتى هرولت ناحيته وسألته بتوجس

-مالك يا أحمد

جذبها من يدها ثم أجلسها..مسح على وجهه لكي يُهدأ من نفسه قليلاً..نظر لها بقوة ثم تشدق بجدية

-بصي يا سوزي اللي اسمها نهلة دي مش عاوزك تعرفيها تاني..ولا كأنها كانت صاحبتك..تمام
-فسألته وهى تضع يدها على يده:طب ليه؟!
-فـ أجابها بحدة خفيفة:من غير ليه..أنا قولت اللي عندي
-فردت عليه بـ إصرار:لازم أعرف يا أحمد كل حاجة..مينفعش أقول حاضر وأنا مش فاهمة..مستوقنيش زي البقرة وأنا عليا الطاعة..لو هنعيش مع بعض فلازم نحط شوية قوانين

نظر لها لبضع دقائق..هى محقة وخاصاً أنه قرر إمضاء حياته معها..فهو شعر ببذور العشق تنبُت بقلبه لها..إن أراد حبها فعليه الثقة بها..تنهد قليلاً ثم قال

-بصي يا سوزي..عشان أبقى واضح..صحيح مفيش بينا مشاعر لحد دلوقتي بس أنا واثق إنه هيكون فيه..لازم ننضف حياتنا الأول ونبعد عن هنا..

كانت تستمع له بـ إنصات وكأنها تلميذ وهو المُعلم..لم يعلم كم خفق قلبها وشعرت أنها تلمست بيدها السماء..بينما إستطرد حديثه

-وأنا هحكيلك كل حاجة..وإعتبري بعدها دي بداية حياتنا..

ثم بدأ في سرد حياته كلها..صداقته برائف الأسيوطي..وحبه لتلك الحية..وتدبير سعاد من أجل الإيقاع به هو و رائف..أنهى حديثه ثم قال بتنهيدة

-قولتي إيه!!
-إحتضنته وقالت بدموع:قولت أه طبعاً
-أحاطها بيده وقال بهدوء:تمام كدا..خلينا نبدأ على نضيف......

**************

وصلت سيارة رائف أمام قصر الأسيوطي..نزل كلاً من طارق و هايدي..حاول كثيراً لكي يجعل أخيه يدلف معه قليلاً ولكنه أصر بشدة على عدم الدلوف..وإفساد الأجواء...
إضطر طارق أسفاً أن يترك أخيه..فذهب رائف سريعاً..ليجد زوجته بجانبه قد غطت في ثُبات عميق..إبتسم بحب..فكم أُرهقت اليوم..من وقت ملئ بالمرح..إلى مواجهه أحمد..إلى عقد قران..فحقاً تستحق أن تنام عاماً كامل..

وصلت سيارة رائف إلى بنايته..صف سيارته..ثم إتجه ناحية الباب الخاص بها..حملها برفق..فوجدها تلتف بيدها تلقائياً حول رقبته..نتهد بقلة حيلة وقال بيأس

-حرام عليكي..ناوية تقضي ع اللي فاضل من عقلي..

قبل جبينها ثم صعد..فتح باب منزله بصعوبة..دلف بها إلى غرفتها..وضعها على الفراش برفق..ثم حاول الإبتعاد عنها ولكنه لم يستطع..بسبب يدها المُلتفة حول عنقه..حاول جاهداً أن يحل يدها عنه ولكن بلا فائدة..ليجدها تقول بلا وعي

-خليك معايا..نام جمبي..

إتسعت عيناه بدهشة..وكذلك إتسعت إبتسامة خبيثة على وجهه..وكأنه كان ينتظر الكارت الأخضر الخاص بها..تمدد بجانبها ثم جذب رأسها على صدره..وحاوط خصرها..ظل عقله يرسم بعض المخططات الخبيثة والماكرة برأسه..لتعود تلك الإبتسامة بـ إتساع أكبر..

سحب هاتفه..ثم تسوق عبر الإنترنت..وإشترى بعض الأشياء..ثم وضع الهاتف بهدوء جانبه..أعاد محاوطتها مرة أخرى..وخيالاته تصور له نتائج مخططاته..

بعد وقت طويل..وجدها تتململ بُنعاس..نظر لها ليجدها تتثاءب بشدة..حكت فروة رأسها ثم قالت بنبرة ناعسة

-صباح الخير
-ضحك رائف وقال بمزاح:صباح إيه..إحنا قربنا ع نص الليل..

نهضت فزعة..ثم نظرت إلى الوقت لتصرخ بدهشة

-يا لهووووووي..بالليل!!..أوووف هنام تاني إزاي..ثم ضربته بغيظ وقالت بضيق.....وأنت مصحتنيش ليه
-حدثها بنبرة متعجبة:أنت شاربة حاجة!!
-ردت عليه بحدة:أهو أنت
-وضع يده أسفل رأسه وقال ببرود:إتمسي يا إسراء..إتمسي وقولي يا مسا..

وكأنه أشعل فتيل غضبها..فأخذت الوسادة التي أسفل رأسه وظلت تكيل له الضربات..وهى تقول بضيق

-أنت رخم..رخم..مش بحب أنام بالليل..مش هعرف أنام

حاول رائف قدر المستطاع تفادي ضرباتها ليقول بضجر

-بس يا هبلة
-أنا مش هبلة..

ثم إزدادت في ضرباتها..ليقول هو بمزاح

-مبدهاش بقى

جذب الوسادة منها..ثم قذفها..وبحركة سريعة..حاوط خصرها..لتشهق بفزع..وضعها على الفراش وكبل يديها..وأعتلى فوقها..لتصرخ بقلق

-أنت هتعمل إيه يا مجنون
-إبتسم بخبث وقال بنبرة أكثر خُبثاً:هوريكي الجنان على أصوله

وبدأ يُدغدغها في جميع أنحاء جسدها..لنتفجر ضاحكة..وصرخت به

-خلاص يا رائف..والله خلاص

ولكنه لم يستمع لها وظل يُدغدغها..وهى تصرخ بضحك حتى أدمعت عيناها..وضاق تنفسها..لتقول بصوت مختنق

-أسفة..أسفة يا رائف..أخر مرة..أخر مرة

توقف عما يفعله..ثم سألها بتأكيد

-أخر مرة!!
-أخر مرة..

أفلتها لتركض بعيداً عنه..ضحك على هيئتها ثم قال بسخرية

-ناس متجيش غير بالعين الحمرا..

أما هى ظلت تُتمتم بحنق..وغيظ لما فعله..سمع صوت الباب..فعرف أن ما طلبه قد وصل الآن..كادت أن تذهب لتفتح الباب..ولكنه أشار بيده وقال بتحذير

-خليكي..أنا هفتحه
-أوكيه..

نهض وإتجه ناحية الباب..فتحه فوجد عامل التوصيل..مد يده بالحقائب الكرتونية والتي دُونت عليها اسم المحل..تحدث العامل..وهو يمد بيده بضعة أوراق

-وقعلي هنا لو سمحت
-حاضر..

فعل مثلما طلب العامل..ثم أغلق الباب..إتجه ناحية غرفتها وهو يبتسم بمكر ذئب..دلف وهو يحمل الحقائب..ثم قال لها بغموض

-الحاجات دي عشانك
-رفعت أحد حاجبيها ثم قالت بـ إستنكار:ليا أنا!!
-رد عليها بـ إقتضاب:أه

قالها ثم رحل..وإبتسامته لاتُفارق وجهه..إنتابها الفضول بما يوجد في تلك الحقائب..ظلت تُراقب الباب..ولكنه هادئ
أخذت تفتح الحقائب..لتشهق بفزع...
أما هو فجلس بـ إستمتاع مُترقب ردة فعلها..يجلس بـ أريحية..وهو يضع كلتا يديه على المسند الخلفي لـ الأريكة..فارداً إياهم..ليسمع صوتها وهى تصرخ بحدة

-راااااااائف

شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1