رواية بنت الذئاب الفصل الثالث بقلم منه محمد
ميار بثقه : نعملها
رفع رامى حاجبه فقد صدمه تغير قرارها ....فأردف بإندهاش : مش كتى .....
قاطعت كلامه ببرود وامسكت لياقه عبائته بيدها الاثنتين فنظر ليديها الممسكه به بإستغراب ثم نظر لها برفع حاجب على جرأتها فقالت بدلال : هلاجى احسن منك فين يا إبن عمى هلاجى فى هيبتك ورجولتك فين بس وبعدين لو مش هتجوزك هتجوز مين هو فيه ارجل ولا أعظم من عيال عمى جمال برضك ...
نظر لها رامى بإعجاب ثم قال : سبحان من مغير الاحوال شوفى يا بت عمى كلامك ديه مش هيفرحنى انى حاسس إن فيه مصيبه جوليلى ليه
ميار بدلال : ليه ...ليه يا روميو
رامى : جرا اى يا بت روميو اى ديه متتعدلى اكديه فى الكلام اسمعى تغير جرارك المفاجأ ديه يخوف ثانيا انتى دماغك ناشفه وكونك تتنازلى اكديه بسهوله فا دى فى حد ذاتها مصيبه ثالثا بجى انتى مبيجيش من وراكى غير المصايب
- كل ديه عشان وافجت خلاص بلاها دى جوازه
ابتسم رامى وهو يقول : لاه متزعليش بهزر وياكى عاد
نظرت ميار الى سلمى التى كانت تنظر لهم من الاسفل نظره خفيه ثم تركت لياقته وقالت بصوت مرتفع ليصل إلى أذان سلمى : بس اوعى تجيب سيره لمرت عمى على الكلام ديه يا رامى
ثم اقتربت من إذنه وقالت ببرود : احسن انت بتاع امك
رامى برفع حاجب : عيب عليكى يا ميار وبعدين اللى بينى وبينك مستحيل اجوله لحد مهما كان مين
ميار والتى باتت تنظر الى سلمى بنظرات خفيه : افاهم عليك انى هنزل بجى احسن حد يوعالنا
رامى وهو يعدل لياقته بغرور بعدما نزلت : دى بينلها الدنيا احلوت يا ولاا وادى العروسه وجعت فى دباديبك
وقفت معهم فى المطبخ ولاحظت نظرات سلمى لها بإستمرار خرجت نعمه من المطبخ فوجدت سلمى فرصتها ووقفت بجانب ميار ثم قالت بهمس : ميار هو فى ايه مابينك وبين رامى اخوى
مثلت ميار التوتر وقالت : كلام اى ديه مافيش حاجه مابينى وبينه
سلمى : متنكريش منى انى شوفتكم وانتم واجفين مع بعض ...
ميار بخبث : وسمعتى حاجه
سلمى : يعنى مش كله طراطيف كلام اكديه
ميار : ابدا يا ستى انى وافجت على اخوكى رامى خلاص
سلمى : ومش غريبه ديه
ميار : غريبه ليه يا سلمى إذا كان انى وهو بنحب بعض من واحنا عيال
سلمى : ولما هو الموضوع اكديه ايه لازمته اللى عملتيه مع جدك
ميار : كنت بدلع على اخوكى شويه ايه بلاش وبعدين يعنى اعرف غلاوتى عنده كيف واعرف منين أنه بيحبنى مش لما اشوفه هيعمل اى لما ارفضه ...
سلمى بإعجاب : يااااه أبوى عليكى ده انتى طلعتى مية من تحت تبن
______________________________________
وقفت مبروكه خارج باب السرايا تنادى على احد ليفتح لها ......
البواب : مين هناك ؟
مبروكه : افتح انى مبروكه
البواب : خير يا مبروكه ايه اللى جايبك السعادى مش غريبه دى
مبروكه : ما غريب الا الشيطان افتح عاوزه ابراهيم بيه فى كلمتين
البواب : اهاا ومعاكى إذن
مبروكه : جرا ايه يا راجل هتحجج معايا ولا اى متفتح يكش تنفتح راسك
البواب : وه وه وايه لازمته الغلط عااد
دخلت مبروكه الى السرايا فركض خلفها ليمنعها من الدخول كما اقترب منها رجاله منصور أيضا يحاولون منعها
البواب : انتى رايحه فين يا مره هى وكاله من غير بواب
مبروكه : سيبونى انى لازم أجابله
امسكوها من يدها وهى تصرخ بتلك الكلمات فخرج ابراهيم على صوت صراخها فقالت له بنجده : ابراهيم بيه الحجنى خليهم يسبونى انى جايالك فى موضوع مهم
ابراهيم : سيبوها يا رجاله
البواب : معلش جنابك مكنتش اعرف إنك عاوزها
ابراهيم : روحوا على شغلكم يلا اتحركوا
ثم أشار لهااا برأسه أن تأتى خلفه دخلت الى الغرفه فتحدث ابراهيم بتنهيده : خير يا مبروكه الموضوع ديه بخصوص مين
مبروكه : ليلى ليلى يا بيه
ابراهيم : اهااا هى الاحلام رجعتلك تانى
مبروكه : انى جولت اجولك شوفت اى فى المنام
ابراهيم : وايه الجديد يا مبروكه ما انتى كل مره تجولى نفس الحلم
مبروكه : لا المرادى الحلم مختلف المرادى جبل مد يده عليها وكانت حامل وجابت دم يعنى سجوط وغير اكديه اخر كلمه جالتها انى بموت وبعديها انى فوجت ....
وقف الدم فى عروقه ووقف ينظر لها ببتلاع ريق هزت رأسها ثم قالت بتأكيد : الحج بتك يا ابراهيم بيه بتك أمانه فى يدك متجفش وتتفرج عليها متودهاش للنار بيدك
ابراهيم بضعف : يا حبيبتى يا بتى
مبروكه : اعمل حاجه الله يخليك اعمل حاجه توجف بيها الجوازه ديه موت بتك هيبجى على يده
أدمعت عينا ابراهيم وهو يقول : وانى كان فى يدى ايه ومعملتوش يا مبروكه كان فى يدى ايه انى خلاص مافيش حاجه اجدر اعملها
مبروكه : يعنى اى! مخلوج من ايه انت تبجى عارف اللى هيحصل لبتك وعارف إن نهايتها الموت على يده وتجولى مش بيدى حاجه لاه انت بيدك حاجات بس اجولك اى انت عديم الاحساس هتفرج اى يعنى عن الديابه زيك زيهم
ابراهيم : متظلمنيش يا مبروكه
مبروكه بحسره : لا وانى اللى جايه وعندى امل فيك ما انت وافجت إن مرتك وبتك اللى لسه مجتش على وش الدنيا يموتوا من جبل هتفرج معاك ليلى ولا ميار حسبى الله ...حسبى الله فى كل واحد مبيفكرش غير فى نفسه
ابراهيم بصراخ : وانى ايه اللى بيدى يا مبروكه ايه اللى ينفع اعمله ومعملتوش
مبروكه بصراخ مماثل : عارض ...فيك تعارض يا إبن منصور الديب ..
ابراهيم بضعف : مجدرش ...مجدرش أعارض يا مبروكه دى فيها موتى وموت عيالى جوانين العيله يا عالم
مبروكه : لا تجدر ما انت عارضتهم جبل اكديه عارضتهم عشان مرتك وصممت إنك تدخل غريبه داركم وخلفت جوانين العيله وهما اتجبلوا بالامر الواجع حوصل ولا محصولش ولا هو لنفسك بس ولغيرك يدى بتوجعنى
ابراهيم بتذكر : وكانت ايه النتيجه كنت هشوف موت بتى ومرتى جدام عنيا تفتكرى فيه اصعب من جرار زى ديه فى العالم ...حكموا عليا اشوف جثه مرتى وعيالى وديه كان ليه ....عجاب ....عجاب يا مبروكه عشان يورونى نتيجه جوازتى
مبروكه : بس انت مسكتش وهربتها ....
ابراهيم : وطى صوتك حد يسمعك بالك انتى لو حد عرف انى انى اللى هربتها بنفسى مش بعيد اتعدم دلوجت
مبروكه : مش الجصد يا ابراهيم بيه الغرض من كلامى إنك عارضت برضك الجوانين عشانها والهرب فى حد ذاته جريمه تانيه أنت ياما عملتها اعمل حاجه عشان عيالك دى مش حياه ليلى وبس اللى هتتدمر لاه وبتك ميار
ابراهيم : عاوزانى اجف جدام أبوى واجوله لاه ...حاضر هعمل اكديه بس هو هيطوعنى؟؟؟ هيجولى حاضر هيسيب بناتك فى حالهم
مبروكه : تهرب ...تهرب زى ما هربت مرتك تروح بعيد عن الديابه دول عيالك اصلا ملايكه ودى مش عيشتهم اهرب يمكن تجابل مرتك اللى اتحرمت منها سنين بتك إللى اتحرمت منك وبناتك إللى اتحرموا من أمهم
ابراهيم بانهيار : انتى مش فاهمه حاجه يا مبروكه مش فاهمه
مبروكه : هو ايه اللى انى مش فهماه ما كل حاجه واضحه اهى اعمل اللى بجولك عليه خد ليلى وميار واهربوا الجوازه دى مش لازما تتم
ابراهيم : ليلى تبجى مرت جبل يا مبروكه ليلى مرته من وهما عيال ...
______________________________________
فتحت آيه باب غرفتها نصف فتحه ودلدلت رأسها من خلاله ترى ما يحدث بالخارج ثم وجدت ابنتها سلمى فنادت عليها بلهفه لتأتى لها ومن ثم لمحت ميار التى تقف بجانبها ....أسرعت سلمى لها وهى تتساءل عن الذى تريده منها لكن الاخرى ظلت تنظر لميار بدون مشاعر وأغلقت الباب بعد أن دخلت سلمى ....
آيه : وبتعمل ايه فى المطبخ ديه أنى مش جولتلها متتحركش من فوج ...
ابتسمت سلمى بخجل وهى تتذكر حديثها مع شقيقها : لاه يمه مافيش داعى أنها متنزلش خلاص
عقدت آيه حاجبيها ثم قالت : كيف يعنى؟
سلمى : يعنى ميار بتحب رامى اخوى يمه ورامى كمان بيحبها
خبطت بيدها على قلبها وقالت بعدم تصديق : من ميته الحديث ديه كيف مين جالك الكلام ديه يا بت عرفتى منين يا وش المصايب
استغربت سلمى من طريقه والدتها فقد ظنتها انها اول من سيسعد بذلك الخبر ثم أكملت بخوف فمن الواقع أن ايه لم تفوتها لها : هى ....ميار اللى جالتلى
ايه بصراخ : يا سلام يعنى هى خلتك واجفه وجالتلك تعالى يا بت أما احكيلك اهو ده اللى مستحيل اصدجه البت دى ميه من تحت تبن ومبتحكيش لحد على حاجه اللى لو كانت بتلعب لعبه من ورا ضهرنا
سلمى بنفى : لاه يمه هى مكنتش عاوزه تحكيلى حاجه انى اللي سمعت كلامهم هى ورامى
مسكت آيه شعر سلمى بغل والتى ظلت تصرخ تحت يديها وقالت بخوف : سمعتى اى يا بت سمعتى ايه إن شاء الله تسمعى الرعد فى ودانك انطجى يا بت
سلمى بتوجع وهى تحاول سحب يدها من على شعرها : آآآه ...يمه حرام عليكى سيبى شعرى هتجطعيه فى يدك
آيه بصراخ : جولى جبل ما اتهور واجطعه
سلمى : والله زى ما بجولك يمه هو ده اللى حوصل مافيش حاجه تانيه
تركتها ايه ثم ظلت تحدث نفسها وهى تضرب على فخذيها بحسره وتساؤل : البت دى مش ناويه تجبها لبر البت دى لازم أحرز منها ااااااه وانى اللى كنت بجول عليهم غلابه بس دم الديابه بيجرى فى عروجهم مافيش حد غلبان فى العيله ديه انى خايفه على ابنى منها موافجتها المفاجئه دى وراها حاجات
سلمى : يوه يمه متعمليش من الحبه جوبه عاااد كل حاجه مكبراها يعنى انى لما اوافج على عريس أمه هتعمل اكديه لما اوافج ....
جزت آيه على أسنانها وقالت بتوبيخ : انى مش عاوزه اسمع حسك بدل ما اطلع غضبى كله عليكى سامعه يا بت فيه فرج لو كانت وافجت من الاول كنا جولنا ماشى....
سلمى بتذكر : اهااا انى مجولتلكيش على سبب رفضها فى الاول هى كانت عاوزه تشوف رده فعل رامى وتشوف بيحبها ولا لأ ميار ذكيه برضك يمه
نظرت آيه الى تلك الغبيه ثم حركت يدها بأسف : يا بت الغبيه انتى اى كلمتين بيضحك عليكى بيهم
سلمى : خلاص يمه انى مش متكلمه خالص اهااا اهاااا
ثم ظلت تضع يدها على فمها لتغلقه بينما تحدثت آيه بتوعد : بس انى مش هسيبها تعمل اللى فى دماغها مش هخليها تلعب بإبنى ويانى يا هى فى السرايا ديه
سلمى : هتعملى اى يعنى يمه
آيه : هوجف الجوازه ديه
رفعت سلمى حاجبيها بتعجب وقالت بنفى : مستحيل ! يعنى على اخر الزمن انتى اللى هتكسرى كلمه جدى كان غيرك اشطر وبعدين ده ميار كانت هتموت جدامه ومعملهاش اللى هى عاوزاه ما بالك انتى
ايه : ماهو جدك لما اوجعها فى مصيبه حلوه اكديه ساعتها هيطردها بره الدار هيطردها ده ايه ساعتها هيجتلها وساعتها ابجى خلصت منها ومن جرفها.....
سلمى : ناويه على ايه يمه
آيه : ..................
وقفت تساعد نعمه فى المطبخ ودار بينهم حوار دخلت الداده ونظرت إلى ميار بحب وقالت : هااا يا نعمه الوكل جدامه كتير عاوزه اكل
نعمه : خلاص ربع ساعة وارصه لكن مش غريبه إنك عاوزه تاكلى برضك ...
نقلت ميار نظرها إلى نعمه والداده بشك ثم قالت والشك يتلاعب بها : تجصدى ايه يا نعمه هى مبتكلش ولا اى ؟
نعمه : ايوه يا ست ميار بجالها كام يوم مبتحطش حاجه فى بوجها ورافضه الوكل وحاولت معاها كتير ...
تركت ميار ما بيدها ووقفت أمامها وقالت بعتاب : ليه اكديه يا داده كيف تعملى اكديه مش انتى اللى دايما كنتى تجوليلى اهميه الاكل وانى اللى مبيكلش مش هيكبر ...
الداده بضحك : اهو يا بتى مش عاوزه أكبر خلينى شباب
وجهتها ميار الى أحد المقاعد وجلست أمامها ثم قالت : اجعدى هنيه بس اكديه وانا هأكلك بيدى
- بيدك مره واحده
- ما انتى ياما اكلتينى بيدك يا داده مينفعش يعنى نرد اى حاجه من الجميل ديه
ابتسمت الداده بمراره عندما تذكرت حينما كانت ميار صغيره
Flash back.....
الداده : يالا افتحى بوجك اومال يا بتى متغلبنيش
ميار بعناد طفولى : مش هفتح... خلاص خلاص متزعليش اهااا فتحت
الداده : شاطره .....هعملك من الحاجات دى كتير عشان تكبرى
ميار وهى تشاور بإصبعها : تعالى نجعد على السفره ديه
الداده بصوت مهموس : مينفعش روحى انتى اتعشى هناك وانى هدخل اكل فى المطبخ جدك جاعد
ربعت ميار يدها بعناد وقالت : خلاص مش واكله لو مجتيش جنبى ....
الداده بتنهيده : خلاص تعالى يا ميار مجدرش على زعلك يا صغيره ...
ثم أمسكت ميار بيد الداده وتوجهوا ناحيه السفره وقفت الداده تنظر لهم بخوف ثم سحبت لهاا ميار كرسى وجلست الداده وركبتيها ترتعشان ...كان يضع المعلقه فى فمه لكنه رفع عيناه وحاجبيه تجاه من جلست نظر إليها ووجدها مشغوله مع الفتاه
فتحدث ببرود : جومى من هنيه يا سميحه اللى بيجعدوا هنيه بس عيله الديابه الخدم هنيك
الداده : انى ...انى اسفه بس ميار ...
منصور بمقاطعه : جولت جومى ....ومخصوم منك شهر كامل على العمله دى
لم تجد الداده الفرصه التى تشرح له عن سبب وجودها حتى وجدت من يدفعها من المقعد واوقعها أرضا ثم قال بصراخ : انتى لسه هتشرحيلوا لما منصور بيه يجولك حاجه متجاوحيش جصاده ....
كانت مرميه بالأرض تنظر له بعينان باكيتان ثم ضربها هو بقدمه فصرخت هى وركضت الطفله إليها ثم أخذت تبكى احتضنتها الداده وبعد أن هدأت جلست على أحد المقاعد لتأكل طعامها فوجدت ميار تمسك بطبقها وتقف أمامها
ميار ببكاء وخوف : انى هاكل معاكى علطول ومش واكله معاهم تانى
ابتسمت الداده ثم وضعتها على حجرها وظلت تتحسس على شعرها فى دلال وحنيه ظلت تلمس ذلك الشعر الحرير صاحب اللون الاسود .......
أفاقت من شرودها عندما وجدت ميار تمسح دمعتها بيدها وتمسك المعلقه المملوئه بالطعام : مش انتى اللى جولتيلى متفكريش فى الماضى وبصى لجدام وجولتيلى إن كل حدث وجعنى فى الماضى اوجعه فى الحاضر ولما سألتك اوجعه ازاى يا داده جولتيلى إنك تضحكى تضحكى اول ما تفتكريه واوعى تبينيله إنك ضعيفه أو أنه هزمك واوعى دمعتك تنزل غصب عنك
قالت جملتها هى تدوس على شفتيها بوجع فهزت الداده رأسها فأكلمت ميار : يبجى ايه لازمتها الدموع ديه ...
لكن لاحظت ميار مرور زوجه عمها ايه من غرفتها إلى غرفه جدها رفعت حاجبيها وقالت : يا ترى رايحه لجدى تعمل اى ديه
حركت الداده يد ميار بمعنى أنها تنتظر المعلقه الأخرى فابتسمت ميار وتناست زوجه عمها ....
______________________________________
طرقت آيه الباب فسمح لها منصور بالدخول ...دلفت للداخل وهى مشبكه يدها ببعضها بصيغه الاحترام ثم قالت وهى تنظر إلى الأرض : ينفع اخد من وجتك خمس دجايج يا عمى
منصور : اكيد يا آيه خير
آيه : يا عمى انى حابه اكلمك فى موضوع بس اتمنى إنك تفهمنى يا عمى وتحس بيا
منصور بحده : آيه !! انتى عارفانى محبش اللف والدوران فى الحديث ادخلى فى الموضوع علطول
ايه بخوف : حاضر حاضر هدخل فى الموضوع علطول بصراحه يا عمى انى طالبه منك إنك توجف جوازه رامى إبنى من ميار ...
رفع حاجبه لكن اكملت ايه بهدوء : ....وديه مش معناته انى عاوزه اعارضكم لاه يا عمى رامى ابنى يتجوز اى بنت من العيله لكن ميار لاه
منصور بتساؤل : واشمعنى ميار
ايه بحزن مصطنع : ياعمى ميار عمرها ما هتسعد ابنى عمرها مهتريح باله وانى نفسى فى راحه ابنى عمرى ما هبجى مبسوطه وانى شايفاه بيتعذب جدامى بالله عليك تحس بيا يا عمى انى ام وطول ما ميار فيه فى حياتها ..
منصور : كملى فيه فى حياتها ايه ؟؟!!
ايه بخوف : واحد تانى .....ميار بتحب واحد تانى يا عمى وديه السبب اللى مخليها رافضه ابنى
منصور بصدمه : مع...معجوله
ايه : وبتجابلوا كمان
________________________________
فى مكان آخر يجلس أحدهم على أحد مقاعد الجامعه يضع الكتاب على قدميه ويقرأ فيه بتمعن يداعب الهواء خصلات شعره يعشق القراءه والكتابه ...ولكنه لم يتمكن من فهم ما يقرأه بسبب تلك الضوضاء التى بجانبه ...شباب وبنات يجلسون مع بعضهم وهم يستمعون إلى المهرجانات ويغنون معها ...وتتمايل البنات بشعرها وهى تصفق إنداماجا مع الاغانى ....
ياللى سيرتى تعباك قلبك اسود بلاك.....ياللى سيرتى تعباك قلبك اسود بلاك ....
إسمى مسمع غصباً عنك واسأل هنا وهناك ...
انا بالرجوله مشهور مش شبهكم مغرور ...انا بالرجوله مشهور مش شبهكم مغرور يا تعبانين يا مش سلكانين روحوا تابعوا عند دكتور .....ومن هنا على الصوت أكثر وفى نفس واحد ....
خطر ......خطر ...خطر انا انا انا ....خطر
العيون جابت اجلنا كله ليه راشج فى حالنا ياللى عامل فيها فارس احنا كوكب الفوارس وانت صعب عليك تطولنا
ومن هنا طفح الكيل به ضرب بيده على الكتاب ثم ذهب إليهم ووقف أمامهم وقال ببرود : ممكن تقفلوا الزفت ده انا مش عارف اذاكر كلمتين
تحدث ولد منهم ببرود : وانت جاى تذاكر هنا مش قفلينه ولو عاوز تذاكر روح اقعد فى اى حته تانيه
رد اسلام بعناد : مش قاعد فى حته تانيه وبعدين انا هنا من قبليكم يعنى انتوا اللى تقوموا
فأردفت فتاه تدعى رشا : براحه علينا يا كابتن وبعدين ما تيجى تقعد معانا كده وتسمع وفرفش على نفسك بدل ما انت مقفلها كده
نظر لها بإشمئزاز قائلا : اسمع ايه ...اسمع الحاجات الهابطه دى
_ لا مسمحلكش لحد هنا واستوووب حوده بندق ومسلم متجيبش سيرتهم على لسانك
رد اسلام بإشمئزاز اكبر : انتى متأكده إنك بنت
وقف الولد أمام اسلام مباشرا ثم دفعه فى كتفه فنظر إليه اسلام بغل وتكلم الولد بسرسجه : لا يا حبيبى ملكش دعوه بيها دى فاهم وغور بقى من وشى بدل ما العب فى وشك البخت ....
نظر له اسلام وهز رأسه فهو لا يريد أن يشتبك مع هؤلاء البلطجيه وتراجع خطوتين للخلف ثم اشعلوا الاغانى من جديد وهم يشيروا اتجاهه ...
انتوا حزب اسمه النداله ....انتوا ذكريات زباله سنكيو لحبيب اخوه ....
كانت تقف فتاه بنظرات طبيه وتتابع حديثهم ثم ركضت خلف اسلام وهى تناديه ...
: لو سمحت لو سمحت ممكن دقيقه
وقف قليلا يستوعب إن كان هو المراد أو لا ثم استدار إليها وهو يتسائل : خير عاوزه حاجه يا انسه
ردت امانى عليه : أنا شوفت اللى حصل هناك وعاوزه اعتزرلك بالنيابه عنهم ...
-وتعتزرى ليه انتى معملتيش حاجه
- ايوه بس يعنى انت معاك حق اللى بيعملوه ده غلط وبعدين عاوزين يسمعوا حاجه زى دى بره الجامعه مش كده
اومأ اسلام وهو يشعر بإحترام اتجاه تلك البنت : المفروض
امدت امانى يدها له لتصافحه ثم قالت برسميه : انا امانى معاك علفكره نفس الدفعه ...
صافحها اسلام : اهلا يا امانى
ابتسمت امانى وحاولت مداعبته قائله : علفكره انا مبحبش حوده بندق ولا مسلم
فهم اسلام مقصدها ثم ضحك عليها بشده وذهب أما هى فظلت واقفه تتأمل خطواته بهيام
ذهب اسلام إلى منزله اخيرا ثم وضع مفتاح بيته بالباب وهو يغنى ياللى سيرتى تعباك قلبك اسود بلاك ...
ثم وقف مصدوم من نفسه وهو يستغفر ربه ...هل يوبخهم من فعلتهم ثم يقلدهم هل تنطبق عليه الآن ايه " اتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم " نفض تلك الأفكار من عقله : ايه اللى بقوله ده أدى آخره الفاسدين صحيح الحاجات دى بتتعلق فى دماغ الواحد حتى ولو مكنش عاوز يقولها
دخل ...ووجد والدته نائمه على فراشها وبمجرد أن رأته حتى طلبت منه أن يساعدها فى الجلوس اسندها اسلام ثم وضعها على كرسيها المتحرك
: معلش يا ماما اتأخرت عليكى
ناهد : لا يا حبيبى ده انت جاى انهارده بدرى حتى
اسلام : معلش يا حبيبتى بس انا حابب اقولك على حاجه
ناهد : خير يا حبيبى
ركز اسلام على ركبته وأكمل : انا ناوى اخد قرض من البنك وتعملى العمليه فى رجلك
ناهد بشهقه : لا يا حبيبى اوعى تعمل كده عشان خاطرى
اسلام : انا نفسى ترجعى تمشى على رجلك تانى يا ماما نفسى اشوفك وانتى واقفه على الباب ومستنيانى لما اجى عشان تاخدينى بالحضن
ناهد بدموع : لما تتخرج يا حبيبى وتشتغل ويبقى معاك قرش لكن اوعى تعمل فى نفسك كده يا اسلام
قبل اسلام يد والدته ثم قال : عارفه يا ماما لما اتخرج واشتغل بشهادتى ويبقى معايا مرتب محترم ساعتها هملالك البيت خدم واخليهم يعملولك كل اللى انتى عاوزاه
ناهد ببتسامه : تملاه خدم !!
اسلام بأمل : مش بس كده يا ماما ده انا هلف بيكى دول العالم كلها وهتعملى العمليه لو كلفنى الأمر حتى اروح بيكى هناك فى امريكا ...إن شاء الله هترجعى زى الاول واحسن
ناهد : ربنا يحققلك اللى نفسك فيه يا ابنى واشوفك ناجح دايما يارب واحسن كاتب فى الدنيا
اسلام : امين يا رب فكرتينى انا فيه موضوع عاوزه اتكلم فيه مع الفانز بتوعى هروح بقى اغسل وشى واتكلم مع متابعينى فيه
ناهد : روح يا حبيبى بس متنساش نفسك زمان الواد بتاع العيش جاى عشان تطلع تاخده منه
اسلام : حاضر يا حبيبتى
فتح هاتفه ثم ظل يكتب .....
بعنوان ادمان المهرجانات ....
اولا كده انا حابب اتكلم عن موضوع المهرجانات ده ....انا واحد مبطقش حاجه اسمها مهرجانات وعارف إن فيه ناس مبتحبهاش لكن ساعات بتلاقى نفسك بتقولها لوحدك وتلاقى نفسك عاوز تسمعها وتشغلها مره ورا التانيه ورا التالته وتلاقى نفسك دخلت على مهرجان تانى وتالت ورابع ومن هنا تبدأ رحله ادمان المهرجانات لدرجه إنك بتبقى عاوز تسمعها فى اى وقت حتى لو فى عزاء ولما تبقى ماشى فى الشارع وتسمع بس صوت مهرجانات بتبقى حاسس إن قلبك بيرقص وتفضل تغنى معاه .....
كلنا بقى عندنا المرض ده ولو انت عاوز تتعالج منه مش هتعرف لو قررت إنك متسمعهوش برضو مش هتعرف لانك ببساطه هتنزل الشارع الصبح هتلاقى بتوع التكاتك والعربيات مشغلينها هتروح تشرب كوبايه قهوه هتلاقى الكافيهات مشغلنها هتروح تعمل شوبنج وتشترى طقم هتلاقى المحلات مشغلنها هتعدى من قدام فرح هتلاقيهم مشغلنها عندك حد نجح هتلاقيهم مشغلنها ده انت حتى فى الجامعه اللى هو مكان لدراسه العلم .... لا هناك هتدرس المهرجانات برضو ولو وقفتلهم هيبلطجوا عليك.....والخ
عشان كده مش هتعرف لكن احنا لو منعنا نفسنا ساعتها يبقى حلينا المشكله يعنى مثلا بتوع التكاتك يمنعوا يشغلوها وساعتها مش بس هيساعد نفسه ده هيساعد الناس كمان.... فيها اى لما تشغل قرآن واهو تعمل حاجه حلوه تاخد حسنات بدل الذنوب اللى بتاخدها من نفسك ومن غيرك ....
وده كان تقرير انهارده اتمنى يكون عجبكم ولو فيه اى انتقاد فأنا معنديش مانع .....
أغلق هاتفه ولكنه تفاجأ عندما وجد فتاه بإسم امانى تعجب بتقريره وتشاركه كما أنها ظلت تعلق له عن مدى حبها لكتاباته شك انها نفس البنت التى قابلته ولكن عندما دخل على صفحتها لم يجد اى معلومه تدل على كونها هى .....سمع صوت طرقات الباب فخرج بسرعه وأخذ من الطارق الخبز ووضعه على المنضده .....
_____________________________________
ابراهيم : ليلى تبجى مرت جبل يا مبروكه ليلى مرته من وهما عيال ...
مبروكه : يعنى ...يعنى الرؤيه اللى شوفتها مكنتش وهم يا ابراهيم ولما اتهمتونى انى ابتديت اخرف كنتوا عارفين صدج كلامى يعنى ...آآآآآ ...يا حبيبتى يا ليلى
ابراهيم : ماهو ديه السبب اللى خلى ناهد متخدش بناتها معاها عشان اكديه يا مبروكه ...ويمكن ديه كان خير ليا عشان يتبجالى حاجه من ريحتها على الأجل
مبروكه : وديه معناه إن ميار كمان متجوزه رامى !!!!
كانت تقف خلف الباب وتستمع لما يقال لكنها وضعت يدها على فمها تمنع صوت بكائها من الخروج ظل صدرها يعلو ويهبط من ما سمعته الان ركضت الى غرفتها لم تستطع سماع المزيد أغلقت بابها خلفها واسندت ظهرها عليه ثم ظلت تنزل ببطأ وهى تحتك بالباب وتشهق
..تشهق وتشهق بغل تشهق بوجع وهى تقنع نفسها بأنها تحلم وبأن ما سمعته الان وهم ....ثم فتحت الباب ونزلت وهى تركض خارج السرايا بأكملها وتوجهت إلى حصانها وركبت على ظهره وركض بها خارج السرايا ......
ابراهيم بنفى : لاه لاه ...ميار لاه هى ليلى بس ولما حوصل اللى حوصل وكانوا مشغولين بهروب ناهد انشغلوا عن ميار بتى
مبروكه : على العموم اكديه مافيش حل
ثم وقفت وهى تقول بحرص : ...وجعادى ديه ملوش لازمه انى همشى دلوجت يا ابرهيم بيه تأمر بحاجه جنابك
ابراهيم : لاه الف شكر ......
وما إن قال جملته الاخيره حتى سمع صوت ضوضاء بالخارج
ابراهيم : وه !! إيه الصوت ديه
خرج ووجد منصور يقف فى منتصف السرايا وهو ينادى بإسم ميار والجميع حوله قلقين يعتقدون أنه علم بشفائها يريد أن يتم خطبتها الان لكن لا احد يعرف السبب الحقيقى غير ايه ..التى وقفت وهى تنظر بخبث
ابراهيم : فى ايه يا أبوى
منصور : فين بتك فين ....بت يا نعمه اطلعى شوفيها فى اوضتها
نعمه : حاضر يا بيه ...
اتجهت الى غرفتها تبحث عنها ....بينما اردفت ليلى : خير يا جدى هى عملت ايه
آيه : عملت كتير يا ليلى وجدك سكت كتير برضك
رامى بغباء : لاه يا جدى ميار موافجه على الجواز متجلجش
نظروا الجميع بتجاهه بسخريه فطأطأ رأسه أسفل وظهرت نعمه وهى تهز رأسها يمينا ويسارا أنها ليست بالداخل ...
منصور : وهتكون فين دى ...راحت فين
ايه : شوفت ...شوفت يا عمى عشان عاندت معايا وجولتلى أنها مبتخرجش من السرايا عاااد تلاجيها دلوجت بتجابله
منصور : سدى خشمك يا مرت ابنى واد يا حامد انت يا زفت
حامد بخوف : نعم ...اوؤمرنى جنابك
منصور : عاوزك تجلبلى الدنيا كلها على البت دى وتشوفهالى فين اخلص
حامد : يلا يا رجاله جدامى
منصور : حماده خليهم كلهم يدوروا فى الجنينه وورا السرايا يمكن تكون هنا ولا هنيه
حماده : أوامرك ...
جمال : طيب فهمنا فيه ايه يا ابوى
منصور بشرود : لو طلع اللى فى دماغى ديه صوح هجتلها .......ثم نظر اتجاه يده وقال بتصميم مضاعف : هجتلها بيدى
ابراهيم بقلق : انطجى جولتيلوا ايه انطجى يا مرت اخوى
ايه : جولت اللى انى شيفاه بتك بتحب واحد وبتجابله وعشان اكديه مش عاوزه ابنى
رامى : لاه ..هى بتحبنى يمه
ابراهيم : وانتى كيف تطلعى سمعه على بتى اكديه يا مرت اخوى تحبى اطلع عليكى سمعه دلوجت
نظر جمال اتجاه اخوه ثم نظر لزوجته ليرى رده فعلها فقالت بخوف : انى ماليش صالح يا ابراهيم البت سلمى هى اللى جالتلى الكلام ديه حتى اسألها
ارتعبت ملامح سلمى كيف لامها أن تسببها فى شئ مثل ذلك نظرت لها والدموع تكاد تتساقط لكن نظرت لها ايه نظره محذره تمنعها من الإنكار خافت سلمى من نظراتها ثم قالت : ايوه ...انى اللى جولت بس مكنتش متوكده
ابراهيم : شايف يا أبوى كلهم نكروا دلوجت عند سمعتهم ونكروا متبجاش تصدج اى حاجه والسلام
حماده : يا بيه مافيش اى اثر ليها فى السرايا
منصور : ولما هى اكديه تجدر تجولى هى فين..
ابراهيم : يا أبوى ....
منصور بصراخ وأمر ارعبهم جميعهم مما تفوه به : حماده بلغ حامد أنه لو عثر عليها فى الجبل يج *تلها.....عاوز روح *ها تجيلى اهنيه