رواية انت لي والا الفصل الرابع 4 بقلم نجلاء فتحي


 رواية انت لي والا الفصل الرابع

اللهم لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

وصل ركضا للمشفى ليجد شقيقته تجلس ولجوارها رفيقاتيها يشدان أزرها، عندما أبصرته ركضت نحوه سريعا ترتمي في أحضانه
حور: بابا تعبان اوي يا أبيه، الدكتور بيقول أزمة قلبية وحالته صعبة
أبعدها قليلا يحاول فهم ما تقول
محمد: اهدي يا "حور" فهميني بالراحة.. 
قطع حديثه خروج الطبيب من الغرفة القابع بها والده، ركض نحوه يسأله عن حالته
محمد: طمني يا دكتور بابا وضعه ايه
تحدث الطبيب بمهنية اعتاد عليها
-للأسف أزمة قلبية شديدة، وضعه خطير ادعوا له
عادت ترتمي بأحضان أخيها تبكي بشدة، استقبلها بحنان يطيب خاطرها ويهدئها بكلمات تبث الطمأنينة في قلوبهم
بقيا لجوارها إلى أن أتى والد "رهف" ليأخذها بعدما اطمأن على حالة رفيقه من ولده، وبعد دقائق وصلت "حياة" بعدما هاتفتها "روح" لتخبرها بما حدث
روح: ماما طمنيني على "نور" عاملة ايه
نظرت لها بحزن تخبرها بما حدث
حياة: هي ولدت الحمد لله; لكن حالتها خطيرة، تعالي أما اطمن على "حور" وبعدين نتكلم
توجهت نحوها تأخذها بأحضانها تربت على كتفها،
حياة: "حور" حبيبتي عاملة ايه اهدي بس متقلقيش، الدكتور قال لكم ايه
استدار لها يخبرها بحديث الطبيب فقد علم أنها طبيبة ووالدة رفيقة شقيقه
محمد: الدكتور قال أزمة قلبية والحالة حرجة
سرحت في معالم وجهه المألوفة لا تدري هل رأته سابقا أم لا، لاحظت صمت والدتها الغريب، لتضربها برفق على يدها
روح: ماما ده بشمهندس "محمد" أخو "حور"
تداركت موقفها وهي تستقيم ناهضة
حياة: طيب أنا هروح للدكتور المشرف على الحالة اشوف الوضع ايه
عادت بعد فترة تخبرهم بذات الحديث الذي أخبرهم به الطبيب، جلست معهم فترة لتضطر للمغادرة قصرا وتأخذ ابنتها معها حتى تطمئن على زوجة ابن عمها، في الطريق حادثت صغيرها في الهاتف تطمئن عليه فقد عاد من مدرسته منذ أكثر من ساعتين
حياة: "حمزة " يا حبيبي طمني عليك عامل ايه اتغديت
أجاب والدته يقدر قلقها الشديد
حمزة: انا كويس يا ماما متقلقيش عليا، بس كنت عاوز اطمن على "نور" هي عاملة ايه دلوقت
تنهدت تجيبه بحزن
حياة: هي ولدت الحمد لله بس حالتها صعبة أوي يا "حمزة" إدعي لها يا حبيبي
شعر بحزن لحال هذه الفتاة الطيبة التي يحبها ويحترمها كشقيقته
حمزة: ربنا ينجيها يارب، انتوا هترجعوا البيت امتى؟
حياة: هروح المستشفى الأول اشوف الوضع ايه واعرفك بس أكيد أختك هترجع على طول، خلي بالك من نفسك
أغلقت الهاتف وعقلها يكاد ينفجر من التفكير تحاول السيطرة على ذاتها، تعجبت من حالة والدتها غير الاعتيادية، ءاثرت الصمت فعلى ما يبدوا أنها لا تريد الحديث 
                              ★—————★
كان يجلس أمام الغرفة التي يقطن بها والده، تضع رأسها على كتف شقيقها تستمد منه القوة والأمان، قلبها يضخ دماءًا مليئة بالقلق، تشعر بالخوف الشديد على والدها، ربت على رأسها يدعمها بكل طاقة يمتلكها، فحديث الأطباء بث الرعب في قلبه، مرت الدقائق عليهم كالدهر يفنى بمن فيه، سكنت الأعين للحظات قبيل أن يرتفع صوت في غرفة الإنعاش تدل على أمر جلل، نهضوا في فزع عندما أقبل الطبيب نحوهم 
نظر نحوهم بشفقة بثت الرعب في قلوبهم، ليبادر بسؤاله عما يحدث
محمد: بابا ماله يا دكتور ايه اللي حصل
لم يكن يدري بما يخبرهم، فحالة والدهم لم يعد فيها رجاء
-في الحقيقة أنا مش عارف اقول لكم ايه; لكن والدك محتاج يتكلم معاك
نظرت لأخيها بعيون مغرورقه بالدموع، فقلبها يشعرها أنها على مشارف صدمة كبيرة، ظلت تمسك بيده تضغط عليها بقوة خوفا، حاول تهدئتها; لكنه لم يفلح
محمد: " حور" اهدي عشان خاطري أنا هدخل لبابا وهرجع لك تاني متقلقيش
هزت رأسها بنفي ترفض تصديق حديثه، كان قلبها يشعر بألم داخله، ظلت ترتجف خوفا حتى استطاع تركها بعدما حاول تهدأتها وتركها تقف أمام الشباك الزجاجي تضع يدها عليه ودموعها تهطل تباعا
دخل ليرى والده مسجي على الفراش، الأسلاك متصلة بجسده، كان وجهه شاحبا كشحوب الموتى، تحرك في تؤدة ولم يشعر إلا وقد دمعت عيناه حزنا على حالته التي كنت كالقشة التي قسمت ظهر البعير
محمد: بابا 
نظر نحوه يمد يده إليه برجاء، يشعر أن روحه تنسحب من جسده ببطء، عيناه تفيض دمعا وألما على ما اقترفت يداه، هبطت دموعه في أسى،
ليتحدث "كارم" بصوت ثقيل
-"محمد" اسمعني يا ابني أنا 
قبل يده يحثه على عدم الحديث، فحالته تنذر بشر لا بد منه
محمد: متتكلمش يا بابا عشان خاطري متتعبش نفسك
كان لسانه يثقل شيئا فشيئا، وشعر بدنو أجله، حارب حتى يجلي كلماته في ترو 
كارم: مفيش وقت اسمعني بس أنا مش أبوكم الحقيقي، أنا زمان مراتي كانت بتحب واحد غني، وهو مكنش بيحبها، حاولت تقرب منه لدرجة اشتغلت عندهم شغالة..
حاول أخذ أنفاسه بصعوبة شديدة وسط ذهوله الذي بدا عليه وكأنه قد شُل، 
عاد يحاول جمع كلماته بصعوبة
-وقتها أنا كمان كنت شغال عندهم سواق، وحبيت "مديحة" بس مكنتش اعرف حاجة، ولا هي ناوية على إيه..
اتسعت حدقتي عيناه بذهول من الكلمات التي يلقيها والده على مسامعه والتي كانت كطلقات رصاص تصيب القلب مباشرة، 
-لحد ما جات في يوم وطلبت مني نتجوز، أنا وافقت على طول من حبي لها، بعدها بفترة لقيتها جايبة طفل صغير ومعاها طفلة لسة مولودة، مرضيتش تفهمني حاجة لحد مهددتها اني هسيبها، 
 توقف يأخذ أنفاسه بصعوبة ليخبره بكلمات تدله على الحقيقة
 كل حاجة هتلاقيها في الصندوق بتاعي، انتوا ولاد..
وهنا انقطعت الأنفاس، وأغلقت الأعين عن الحياة الدنيا، لتنتابه حالة من الذهول، رجع خطوات للخلف يشعر وكأن الدنيا تميد به، كان في حالة من اللاوعي، وكأن حياته كانت كذبة قد عاشها، خدعة عاشها، تم اختطافه هو وشقيقته، هم ليسوا عائلتهم الحقيقية، أي ذنب هذا الذي كتبه الله عليهم عاد لواقعه على صوت صرخات شقيقته التي تشق الأذان، وتقطع القلوب حزنا لحالة الانهيار التي أصابتها، هرول نحوها يضمها لأحضانه بخوف وقلب يتشقق من الألم، رفع رأسه للسماء مناجيا ربه ضامّا إياها لأحضانه، يستمد منها قوة واهية، ليغزوا الوسن جفنيها وتنهار بين أحضانه تهرب من حقيقة مؤلمة لن تستطيع محوها، تركها بين يدي الطبيب يغذي يدها بمحلول مغذي حتى تعود لوعيها، ولا يدري كيف سيخبرها بالحقيقة البشعة
                                 ★—————★
انقشعت ظلمة الليل الكحيل، وسطعت أشعة الشمس كسلاسل الذهب تضيئ الكون ضياءًا، تجلس في غرفتها، تتصفح هاتفها، تتنقل بين الصفحات تلو الأخرى، أنبأ هاتفها عن قدوم رسالة يخصها بها نفخت بسقم وقررت تجاهلها، لتأتيها أخرى جعلتها تنهض بفزع من موضعها، كان فحواها يبث الرعب في قلبها، لا تدري أتجيب أم لا، قررت تجاهلها لتندلع كلماتهم في أذنيها كدقات الساعة،
رهف: يا رب ميطلعش كلامهم صح
وقبل أن تنهي حديثها، اندفع رنين هاتفها، مما جعلها تسقط الهاتف من يدها باضطراب،
أخذته بيد مرتجفة تحاول السيطرة على ذاتها بعدما قررت الرد، علّها تهدأ من روعها، ورغم محاولاتها إلا أن صوتها قد ظهر مرتعشا
رهف: ألو أيوة يا "شريف" 
تحدث بغضب وصوت مرتفع هيأ لها أنه على وشك قتلها
شريف: أنا عاوز افهم انت مبترديش عليا ليه يا "رهف"
حاولت تمالك ذاتها فمن هو حتى يحدثها بهذه الطريقة، وهنا ظهر صوتها غاضبًا تنهره عن حديثه معها  
رهف: في ايه يا "شريف" انت ازاي بتتكلم معايا بالطريقة دي، وبعدين هو أمر ارد عليك
شعر أنه قد ارتكب خطأ بحديثه معها بهذه الطريقة، فقرر إرضائها محاولا استعطافها
شريف: لا مش أمر حقك عليا يا "رهف" متزعليش مني، أنا بحبك ومش هقدر استغنى عنك
نفخت في ضيق تحاول إخراجه من دائرة الحب، فهي لا تريده أن يحبها أو يتعلق بها فهي لديها طموحات أخرى، لتقرر قطع الدائرة التي بدأ بنسجها
رهف: "شريف" اسمعني كويس أنا بعتبرك أخ ليا مش أكتر وموضوع الحب ده مش في حساباتي دلوقت، أنا لجأت ليك كأخ عشان تساعدني في المذاكرة لأنك شاطر، بس من فضلك بلاش كلمة بحبك دي
ظهر الهلع في عينيه بعد حديثها الذي ضرب بقلبه وتدا خشبيا أدماه، أبعد كل هذا تريد تركه، تخبره ببساطة أنها لا تريد حبه، لتحمر عيناه من شدة كظمه لحزنه الغاضب
شريف: ليه يا "رهف" احنا ممكن نكون زوجين كويسين جدا واوعدك عمري مهمنعك عن حاجة انتِ عاوزة تعمليها، بس عشان خاطري متبعديش عني
جلست على التخت متنهدة بنزق من حديثه،  فأي ورطة قد ذتت حالها بها، فبدا لها صدق حديث صديقاتها وأنهم كانوا يرون مالا تراه
رهف: "شريف" من فضلك كفاية كلام في الموضوع ده احنا أصدقاء وبس، انا لا في دماغي حب ولا جواز و..
قطع حديثها والدها عندما فتح باب غرفتها عقب طرقه سريعا، ليدخل وعلى وجهه علامات الحزن، نهضت في اضطراب تسأل والدها ما الأمر
رهف: خير يا بابا في ايه
تحدث سريعا بحزن لصديقه الذي تركه ورحل لجوار ربه
ابراهيم: البسي ملابس الحداد وتعالي معايا نروح ل "روح"
اتسعت عيناها بخوف فيبدوا أنه قد حدث مالا يحمد عقباه
رهف: حداد! ليه
ابراهيم: محمد كلمني وقال لي عمك كارم اتوفى الفجر، و"روح" حالتها صعبة انهارت واتحجزت في المستشفى وهو مش قادر يسيبها عشان يخلص إجراءات الدفن، فالبسي عشان نروح لها وخليكِ معاها
دمعت عيناها حزنا لما ءالت إليه حال رفيقتها،  لتنهي المحادثة المعلقة وترتدي ثيابها على عجل، 
رهف: سلام دلوقت يا "شريف" عشان هروح ل "حور" 
هدأت وتيرة غضبه متغاضيا عن حديثهم السابق، ليقرر فتحه في وقت لاحق
شريف: سمعت والدك دلوقت، خلاص روحي وانا هروح ل"محمد" عشان اعزيه
أغلقت الهاتف بنزق فعقلها غير خالٍ لتناهد في حديث لا طائل منه، فصديقتها الآن بأمس الحاجة إليها، ارتدت ثيابها على عجل وغادرت مع والدها متجهة للمشفى

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1