رواية أخباءت حبه الفصل التاسع والخمسون
تتراقص الدموع فى أعين ساره
وهى تقرأ تلك الجمله
( لقد مات محمود )
وتشعر بقلبها يتمزق ألمًا ..
وحسرة وحزن ...
لكن سرعان ما تماسكت ...
وحاولت نفض تلك الفكره
عن رأسها ...
وهى تهتف بقوة داخل نفسها
لا ...
مستحيل أن أصدق ..
من المؤكد أن صاحب
تلك الرساله يتلاعب بى ..
من المؤكد أنه يكذب ..
أنا لا أصدق ...
يقاطع شرودها وحالة
الصمت والحزن المسيطرة
عليها ..
صوت على الذى قال بهدوء :
يبدو بأن تلك الرساله به شىء
قد أزعجك ...
لم تجب ساره واكتفت بالصمت
وهى تمسح قطرات دموعها ..
التى تثبت بلا أدنى شك
أنها ما تزال تعشق محمود
رغم كل ما فعله ..
رغم خيانته ...
وأساءته ...
قلبها ما يزال متعلق به ...
ولا يقبل أو يصدق موته ..
أنها تشعر بوجوده ...
نعم ما يزال على قيد الحياة ..
لديها يقين بذلك ...
ولا تفهم لماذا يريد صاحب
تلك الرساله إزعاجها ...
عادت تنظر إلى على الذى
يحملق فى ملامحها بصمت ..
ثم قالت بصوت خافت :
لدى رغبه وفضول شديد
لمعرفة مصدر وصاحب
تلك الرسائل ...
ويبدو بأنه لا بديل أمامى سوى
الحضور فى الموعد الذى قلته ..
يبتسم على :
وأنا في إنتظارك ...
أشارت ساره له بسبابتها قائله
: ولكن حذار من أى تلاعب ..
فلن أسمح به ...
وسيكون الرد جراء ذلك
موجع ...
ولن يعجبك ...
هز على رأسه : نعم ...
ثم عاد ينفى برأسه :
أقصد بكل تأكيد ..
وانصرفت ساره وهو ما يزال
يحمل على شفتيه إبتسامه
مريبه ...
مريبه جدًا ...
*******
التاسعه وعشر دقائق
ماتزال ساره تفكر داخل حجرتها
فى حالة ما بين الرفض والقبول
فى الذهاب إلى منزل على
ذلك الشاب الصغير ..
والتردد والخوف ..
ماذا لو رآها أو علم أحد
بوجودها فى حجرة أعلى
سطح منزله ...!
بالتأكيد فكرة غير صالحه ..
لكنها فى ذات الوقت فرصه
سانحه لمعرفة ذلك المجهول
الذى يدفع على برسائله لها
كما يقول ..
لكن ماذا لو كان على يكذب ..؟
رغم أنها تصدقه دون أن تعرف
السبب ...
الوقت يمر ...
والموعد يقترب ...
فجأة
إتخذت قرارها الأخير دون
تردد ..
لتردى ملابسها بسرعه ...
وتنطلق نحو منزل على ...
وهناك يندس إلى قلبها شىء
من الخوف ..
لكنها أبعدته عن فكرها ..
لتصعد إلى نهاية المبنى ..
كانت تخطو ادراج السلم
بسرعه ..
كان كل ما يقلقها هو أن تصادف
أى شخص ويسألها
السؤال المرعب بالنسبه إليها ..
إلى أين أنت ذاهبه ...؟
ما هو الرد فى تلك الحاله ..؟
تتنفس الصعداء وتلتقط
أنفاسها وهى تصل
إلى قمة المبنى الصغير ..
المكان شبه مظلم ...
تدور برأسها تبحث عن ذلك
الشاب الذى جاءت له ...
( قبل الموعد بسبع دقائق )
تلتفت ساره في فزع إلى
مصدر الصوت ..
لقد كان على ...
الذى يبتسم وهو يضع يديه
فى جراب معطفه ويخطو
مقتربًا منها يقول :
لقد إنتبانى الشك في
قدومك ...
ساره بصوت حازم :
أين ستتم المقابله بينك وبين
ذلك الرجل كما تدعى ..
أخرج على يده اليمنى من
معطفه وأشار قائلًا :
فى تلك الحجرة هناك ..
إنه على وصول ..
هزت ساره رأسها : حسنًا ..
سأكون فى إنتظاره هنا ..
وأخذت تدور برأسها ثم
أشارت سأجلس هناك فى
هذا الركن البعيد ..
يبتسم على فى سخريه :
أعتقد بأنها فكرة ليست جيده
عقدت ساره حاجبيها في حيره
: لماذا ..!!
على بهدوء : السطح هنا مكان
مكشوف ..
ربما يراك أو يلمح وجودك أحد
هنا ..
ولن يكون ذلك فى مصلحتك ..
مطت ساره شفتيها :
ولكن المكان هنا شبه مظلم
من الصعب أن يدرك أحد
وجودى ..
على : أو ربما يصعد أحد
إلى هنا ..
أنا فقط أحاول إيجاد طريقه
أو حل للحفاظ على سرية
وجودك هنا ..
تتنهد ساره وهى تهمس :
يبدو بأن لديك فكره تود
طرحها ..
يبتسم على وهو يعود بالإشاره
نحو الحجره : هناك ..
داخل الحجره ..
نظرت ساره له بمزيج من
الدهشه والغضب :
وأنا أيضًا أعتقد بأن فكرتك
سيئه وربما تتسبب لى فى
أى كارثه ..
لو علم أحد بوجودى
فى حجرة شاب فوق سطح
منزله ..
ولا تنسي بأن لقاءك مع ذلك
الرجل سيكون بها ..
داخلها ..
أى أنه سيرانى داخلها بدون
شك ..
ينفى على برأسه : لا ..
هناك مطبخ صغير للغايه جانبى
داخل الحجره ..
يمكنك عند قدوم ذلك الرجل
الإختباء به ...
خلف الستاره ..
وسماع الحديث الذى سيدور
بيننا والتأكد من صدق كلامى ..
يسود الصمت للحظات بينهم
تحاول ساره التفكير ..
قبل أن يقاطع شرودها :
لم يبقى الكثير من الوقت ..
هيا ...
إنه على وصول ..
وتستجيب ساره في النهاية
لفكرته ...
ودلفت نحو الحجره ...
لقد كانت رائحتها عفنه ..
أشمأزت منها ..
بالإضافه إلى إتساخ
حوائطها ..
الكركبه التى فى كل شبر منها
تتسع أعين ساره وهي تهمس
فى تعجب :
هل هو مقلب قمامه ...!
ينفجر على ضاحكًا ..
آسف فتلك الحجرة هى ركن
مفضل بالنسبه لى ..
فغالبًا ما اجلس هنا وحدى ..
وقليل ما استطيع تنظيفها ..
تنفى ساره برأسها دون
أن تتبس بطرف كلمه ..
قبل أن يشير لها بالجلوس فى
مقعد خشبي قديم متهالك ..
لم تطمئن ساره بالجلوس عليه
لكن لم يكن لديها بديل ..
ثم يتجه بحركه سريعه لإغلاق
الباب ...
لتتسع عيناها فى خوف قائله :
لماذا أغلقت الباب ...؟
رفع كتفيه وهو يقول :
هذا أفضل ..
فهو على وشك الوصول ...
ويجب إلا يراك ...
وعندما يطرق الباب عليك
الدخول إلى ذلك المطبخ الصغير
هناك ..
أومأت ساره برأسها دون كلمه
وأخذت تنهيده طويله ...
ونظرت إلى ساعتها التى
تجاوزت العاشره وربع ...
ليهمس على بهدوء :
لا تقلقى إنه على وصول ..
ساره بلهجه حازمه :
اتمنى ذلك ..
ولا أريد التأخر كثيرًا ...
وعادت تشعر ببعض التعب
والإرهاق وهى تراه
يتطلع بالنظر إليها طيلة جلوسه
بشكل ملفت ...
ثم قال : هل تود فنجان من
الشاى ...؟
ساره فى غضب :
أنا لم أت هنا للضيافه ..
أو لشرب الشاى ..
ثم هل تريد قدومه ويجد
فى أيدينا الشاى ..؟
أعتقد بأنك تفكر بشكل
سىء ..
وقبل أن يرد على أو تتحرك
شفتاه كان الباب يصدر صوت
طرقات ويعلن بقدوم ذلك
الزائر الذى تنتظره ساره ...
وكان مفاجأة لها ...
مفاجأة مدويه ...
لم تتخيلها ..