رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الخامس (نصال الهوى) الفصل الخامس
بالنسبة للعالم فإنك مجرد شخص،
لكنك بالنسبة لشخص ما قد تكون العالم كله…
لم يجفل عندما إكتشف هوية مُقتحم السيارة بل إبتسم وقال بـ هدوء
-إزيك يا حمايا!...
إبتسم جاسر بـ قساوة وإزدراء ثم أردف وهو يعتدل بـ جلسته واضعًا حول جسده حزام الآمان
-طب إطلع يا خويا…
أدار صُهيب المُحرك وإنطلق بـ السيارة حتى وصلا إلى مكانٍ يخلو تمامًا من البشر.. ليترجل جاسر من السيارة تبعه صُهيب وساد صمت مُهيب وكِلاهما يتكئان إلى الجزء الأمامي من السيارة
حينما مِلّ صُهيب ذلك الصمت القاتل أردف بـ جدية واضعًا يديه بـ جيبي بنطاله وهو يواجهه جاسر بـ عينين شرستين
-بطلت أعد السنين من أول مرة شوفتك فيها..وقتها بيتي اللي إعتبرته حصني ولع قدام عنيا وتحول لكوم رماد…
رفع جاسر عينين قاتمتين ولا تزال إبتسامته القاسية ترتسم على وجههِ في حين أكمل صُهيب حديثه وذكرى ذلك اليوم ترتسم أمامه
-عديت الأيام عشان أكبر وأخد طاري منك.. بس لما كبرت وفهمت إن أبويا مكنش غير مُجرم ساعتها قدرت اللي عملته…
صمت قليلًا ثم إستدار عن جاسر ليُكمل حديثه وهو ينظر إلى الفضاء الواسع أمامه
-يمكن مش هتفهم ولا هتصدق كلامي بس أنا هنا عشان أنقذ اللي ممكن يحصل لجُلنار أو لحد من بناتك…
لم يستدر صُهيب بل ظل كما هو يتطلع إلى الفضاء يُخفي تلك النيران التي تندلع بـ خُبث في عينيه وذلك الألم الحارق الذي يكوي صدره عن جاسر
إختفت إبتسامة جاسر ليردف بـ صوتٍ قاس، قاتم، مُرعب كـ زمجرة الوحوش
-فين سُليمان؟…
لم يجفل صُهيب أو يفقد هدوءه بل إستدار إليه ثم قال وهو يمط شفتيه بـ جهل
-معرفش…
أمسك جاسر بـ تلابيبهِ وهدر بـ صوتٍ جهوري صدى صوته بـ ذلك الهواء مُمتزج مع صوت الرياح فـ خرج مُظلم ومُخيف
-شوف.. دا أنا أقطع بـسناني أنت وأي كلب من عيلتك لو مسوا بناتي بـ سوء…
تنهد صُهيب ثم أردف دون أن يفقد إتزانه لغضب جاسر وعينيه المُشتعلتين بـ نار لفحته لهيبها
-وأنا هنا عشان أقولك إن نيتي مش وحشة.. أنا هنا عشان أمنع كارثة
-هزه جاسر بـ عُنف وقال:أنت مفكر نفسك هتضحك عليا!
-زمجر صُهيب بـ غضب:أنا مبضحكش عليك..تقدر تقولي ليه أنا بقولك على كُل حاجة؟
-أجاب جاسر بـ قتامة:لأني هعرف كُل جاحة…
حينها أبعد يد جاسر عن تلابيبهِ وقال بـ إبتسامة
-عرفت انا بدأت بـ الخير ليه؟…
ظل جاسر يرمقه بـ تلك النظرات السوداوية ليزفر صُهيب بـ تعب ثم قال بعدما فرغ صبره
-أنا مش جابر ولا هلبس توبه أبدًا.. أنا صُهيب البنداري.. ابن زينب البنداري.. يعني الهوارى دا اسم عيلتي هضطر أستخدمه فـ يوم عشان أنتقم منك…
بل تهتز عضلة واحدة من جاسر بل ظل على تلك النظرات السوداوية فـ أكمل صُهيب حديثه
-ولحد اليوم دا سبني أساعدك.. هيبة جاسر الصياد مش هتروح لما حد زيي يساعدك…
حدجه جاسر بـ نظرة أخيرة قبل أن يستدير ويصعد السيارة ثم أمر صُهيب بـ عنجهية أغضبته
-يلا عشان إتأخرت على الشركة
-رد صُهيب بـ عصبية:سواق حضرتك أنا؟…
وضع جاسر نظارته الشمسية ثم قال بـ لؤم ولا تزال عينيه الطاغية تحدج صُهيب بـ نظرات مُرعبة
-إثبلتي حُسن نيتك…
أخرج صُهيب زفيرًا حار من فمه ثم تمتم بـ إمتعاض وهو يتجه إلى مقعدهِ
-كان لازم أتولد ضميري صاحي!.. ما كُنت إنتقمت وريحت نفسي…
وضع هو الآخر نظارته ثم أدار المُحرك وإنطلق بـ سيارتهِ في صمت كـ الذي حضرا به
*************************************
أطلق صفيرًا مُستمتع وهو يضع عطره المُفضل بـ غزارة كـ عادته ثم أخذ متعلقات الشخصية وخرج
هبط الدرج وكاد أن يخرج ولكنه تفاجئ بـ عودة والديه ليبتسم بـ إتساع ثم ركض إليهم هاتفًا بـ تهليل
-وأنا أقول البيت منور ليه!...
حدجه صابر بـ مكر ثم أردف وهو ينظر إلى بسنت الغابة بـ نظراتٍ ذات مغزى
-يا بكأس..طب متصلتش ليه بـ أُمك اللي ياعيني مشوفتهاش من إسبوعين!...
صر حمزة على أسنانهِ ثم إستدار إلى والدتهِ المُتجهمة وإتجه إليها مُهللًا
-يا حبيبتي يا بسنتوتي.. تصدقي بالله وحشاني بس قولت لأ قوي قلبك ومتتصلش بيها عشان متضعفش وتسافرلهم
-نظرت إليه بسنت بـ نصف عين وقالت:وحياة أبوك!
-إعترض صابر قائلًا:الله وذنب أبوه إيه بس؟
-ضحك حمزة ثم قال بـ عبث:طالع لعيب زي أبوه…
كبح صابر ضحكة كانت على وشك أن تفلت ثم نظر إلى بسنت التي رفعت حاجبها الأيسر بـ إستهجان وقالت
-لعيب!.. قصدك هلاس بتلعب بعقول البنات
-بسنت!...
خرجت من صابر بـ عصبية لتُشيح بـ يدها بـ وجههِ فـ تقدم حمزة منها جاثيًا على رُكبتهِ أمامها ثم أمسك كفيها وأردف بـ إبتسامتهِ الساحرة التي لا يستطعن الإناث مقاومتها حتى والدته
-وحشتيني يا ست الكل
-عاتبته قائلة:لو كُنت وحشتك كُنت إتصلت.. بس بنت جاسر واخدة عقلك
-غمزها بـ عبث قائلًا:وبنت روجيدا برضو ولا جاسر باشا الصياد جابها لاسلكي؟…
ضحكت بسنت ضاربة إياه على كتفهِ فـ جذب رأسها وقِبّلها ثم أردف بـ نبرةٍ صادقة
-والله وحشتيني يا أمي..بس البوس بتاعنا رامي علينا شُغل لحد أما قطم ضهرنا
-لتقول بسنت بـ نبرةٍ ذات مغزى:وجويرية!...
إتسعت إبتسامته ليقول بـ عبث فـ أصبح كـ نُسخة مُصغرة لصابر وهو بـ العشرين من عمرهِ
-ما هي تُعتبر شُغل برضو…
ثم نهض ونظر بـ ساعتهِ ليقول على عجلة
-شوفتي بقى هتأخر على الشُغل…
تحرك خطوتين ثم تساؤل بـ عقدة حاجب
-أومال فين ريتاج؟
-أجابه صابر:مستحملتش يا سيدي وراحت على المنيا عشان تشوف جويرية
-طيب…
إستدار وإتجه ناحية الباب وقبل أن يرحل أردف وهو يغمز والده
-بلاش شقاوة يا صبورة عشان النهاردة في حفلة على شرف رجعكوا
-إبتسم صابر بـ عبث وقال:فيه بنات؟
-ضحك حمزة وقال:ياجدع الليلة خمرًا ونساء
-حمزززززة!!!...
خرج اسمه كـ زمجرة غاضبة من بين شفتي والدته لتتعالى ضحكاته ثم هتف قبل أن يرحل غامزًا والده
-إتعامل بقى يا صبورة…
ثم رحل ليلتفت صابر إلى بسنت التي ترفع حاجبها الأنيق بـ تحفزة ونظرها الشرسة.. ليبتسم ثم تقدم منها وقال بـ نبرتهِ العابثة
-والله أنتِ اللي فـ الحتة الدوانية؟…
نظرت إليه بسنت بـ تهكم ثم تركته وصعدت إلى غُرفتها ليستعيد عبارة وهو يُتابع إبتعادها عنه
-طب وربنا غزااال…
وصله ضحكتها المكتوم لتتسع إبتسامته بـ شقاوة لم تستطع السنوات دحضها ثم تبعها عازمًا على مُصالحتها بـ أكثر الطُرق تفصيلًا الخاصة بـ صابر
*************************************
سمع طرقات هادئة على باب مكتبه ليأمر بـ الدلوف دون أن يرفع عينيه عن الأوراق التي بـ يدهِ
مِن صوت الخطوات المُترددة عَلِمَ هوية الطارق فـ رفع عيناه إليها بـ حزم ثم أردف
-خير يا جُلنار!...
إبتلعت جُلنار ريقها بـ توتر ولم تقدر على الرد.. بينما جاسر رمقها بـ نظرة تفصيلية منها تهكن توترها و خوفها..تنهد ثم قال وهو ينزع نظارته الطبية
-تعالي إقعدي وإحكيلي…
ولكنها لم تتحرك قيد إنملة ليعقد جاسر حاجبيه فـ هتفت جُلنار بـ صوتٍ مبحوح، خافت
-أنا أسفة…
صمت جاسر قليلًا ثم قال بعد مدة وهو بضع يده أسفل ذقنهِ
-بتعتذري على إيه!
-نظرت إليه بـ توتر وقالت بـ تلعثم حاد:عـ.. على غلطة.. مش.. معرفتش أعتذر عنها…
طالعها جاسر بـ تعبير مُبهم فـ هوى قلبها رُعبًا ألا تقرأ ما يموج داخله ولكنها تفاجئت عندما فتح ذراعيه فـ إرتمت تحتضنه بـ قوة ثم بكت.. بكت كما لم تبكِ من قبل
وجاسر بـ دورهِ عانقها ثم جذبها لتجلس فوق ساقيه وهو يربت على ظهرها كـ طفلة لم تبلغ السبع سنوات من قبل
وبعد طول صمت تكلم جاسر وهو يربت على خُصلاتها بـ حنان أبوي إفتقدته كثيرًا
-عارفة يا جُلنار؟.. أنتِ كُنتِ هدية من ربنا ليا.. ربطيني بـ أُمك.. علمتيني إزاي أدافع عنكم بـ كل ذرة فـ كياني.. يوم أما شيلتك لأول مرة عارفة حسيت بـ إيه!!...
رفعت رأسها إليه وحركت رأسها نافية ليبتسم إبتسامته الرائعة ثم أكمل
-حسيت إني شايل روحي..روحي بمعنى الكلمة يا جُلنار.. روحي اللي لو جرالها حاجة هموت معاها مش وراها.. عشان كدا حافظت عليكِ بـ إيديا واسناني…
حدثت به جُلنار بـ إنبهار وهي تستمع إلى حديثهِ الذي ولأول مرة تختبره ليُكمل جاسر وهو يربت على وجنتيها
-لما كُنت هخسرك فـ يوم.. إخترت إني أخسر أُمك.. أخسر حياتي عشانك يا جُلنار.. ساعتها لو تعرفي حسيت بـ إيه مُكنتيش وقفتي فـ وشي عشان واحد جبان…
تخضبت وجنتيها بـ خزي وأخفضت رأسها..ليرفع جاسر رأسها ثم أكمل
-وبعدين لما كان عندك خمس سنين عشت الإحساس دا تاني.. بس الفرق إنه كان قُدام عيني..والله قلبي وقف و وقتها فعلًا كُنت هموت لو حصلك حاجة.. أو كُنت هقتل نفسي…
عانقته جُلنار بـ تشبث ليربت جاسر على ظهرها لتهتف من بين عبراتها التي تهطل بـ غزارة
-أسفة يا بابتي.. والله غلطة ومش هتتكرر.. متزعلش مني
-أنا مزعلتش منك.. أنا زعلت عليكِ.. بس منكرش إني فقدت الثقة فيكِ…
إبتعدت عنه تُحدق به بـ هلع ليقول بـ نبرةٍ ذات مغزى وهو يبتسم بـ خُبث صيادي
-بس تقدري تكسبيها تاني…
حمحمت بـ إرتباك ثم قالت بعد عدة لحظات وعينيها تنظران إلى جميع أنحاء الغُرفة عدا والدها
-بـ مُناسبة الثقة.. أنا النهاردة عملت حاجة من وراك ولازم أعرفك…
تطلع إليها جاسر بـ إهتمام.. لتُجلي جُلنار حلقها ثم تمتمت بـ توتر
-النهاردة قابلت نفس الشخص اللي قابلته فـ النادي…
إرتفع حاجبي جاسر بـ غضب لتُكمل بـ سرعة وهي تضع يديها على عينيها
-والله مامي كانت عارفة..أنا خوفت أقولك تزعل مني ويحصل مشاكل بينك وبين مامي
-شيلي إيدك يا جُلنار…
أبعدت إصبعيها السبابة والوُسطى تنظر إلى والدها من خلالهما ثم أبعدتهم وهي ترى نظرته الشرسة تُظلل ملامحه المُرعبة
-طب متقابلهوش ولا حتى لو شفتيه صظفة فـ شارع تغيريه.. فاهمة يا جُلنار!.. إبعدي عنه نهائي
-تمتمت بـ بؤس:ليه بس يا بابتي؟..دا أنا حتى حبيته
-زمجر جاسر بـ غضب:جُلنااااار!!
-هتفت سريعًا:خلاص ننساه.. طالما جاسر الصياد أمر بـ كدا يبقى خلاص ننساه…
دفعها لتنهض ثم قال وهو يعود ليرتدي نظارته الطبية
-يلا روحي على شُغلك
-غمغمت بـ فتور:طيب…
ثم تحركت ناحية الباب وقبل أن تخرج إستدارت لتقول بـ تردد
-طب مفيش فُرصة تانية؟…
صرخت وهي تخرج مُغلقة الباب خلفها حينما عاجبها جاسر بـ قذف تُحفة فنية بها هادرًا بـ عُنف
-برة يا بنت الـ*** يا تربية قذرة…
************************************
صفّ سيارته وحمد الله إنه إستطاع اللحاق قبل موعد رحيلها لينظر إلى إنعكاسه بـ مرآة السيارة ثم صفف خُصلاته التي تشعثت بـ فعل الرياح بـ أصابعهِ وبقى يُحدق بـ الجموع الوافدة خارج بوابة المدرسة ينتظرها
وجدها تخرج كـ عادتها بـ زيها الموحد الرائع وخُصلاتها التي تعقدها بـ جديلة موضوعة على كتفها الأيسر.. فـ إبتسم بـ سعادة و ولهة
ولكن سُرعان ما ان كشر عن أنيابهِ وهو يرى شخصًا ما يبدو أنه أُستاذها يتجاذب معها أطراف الحديث والنكهات التي تضحك عليها المعتوهة بـ ملئ فِيها فـ يصله صوت ضحكاتها الرنانة ذات الصوت المغوي
لـ يترجل من السيارة والشياطين تتراقص حول نقطة ضعفه..اليوم ومرةً أُخرى العابث سيفقد هذا العبث ويتحول إلى أحد البربريين
تقدم منها بخطوات واسعة ، غاضبة حتى وصل إليها ثم جذبها من ذراعها بعيدًا عن هذا اللزج الذي يتحدث معها
وبدون مُقدمات جذب حمزة الآخر من تلابيبهِ وهدر بصوتٍ جعل الجميع يلتفتون إليهم ، مُحدقين بـ فزع
-عارف بـ روح أُمك لو شوفتك بتكلمها!..هقطع لسانك وهأكلهولك…
نظر إليه الآخر بـ رُعب ثم نظر إلى جويرية المذعورة خلف حمزة ليلكمه هادرًا بـ حدة
-وبتبصلها كمان؟
-هتف أُستاذها بـ توتر:يا كابتن.. آآ.. دي اد.. أختي.. وآآآ.. مفيش حاجة أنا بس
-حدجه حمزة بـ نظرة نارية هتف:مبسش.. حذاري أشوفك بس قُريب منها…
دفعه بـ عُنف إلى الخلف ثم إستدار إلى جويرية التي ما أن نظر إليها حتى صرخت وركضت إلى السيارة تصعدها بـ هلع
مسح على وجههِ يُهدئ نوبة الغضب التي إجتاحته ثم تبعها وهو يحدجها بـ نظرات مُرعبة أذابت مفاصلها
صعد السيارة وساد الصمت القاتل.. كانت جويرية تعض أناملها خوفًا وبـ داخلها قلبها ينتفض رُعبًا من الآتي
توقفت السيارة بـ مكانٍ شبه مهجور فـ تلفتت جويرية حولها بـ فزع ثم صرخت بـ جنون
-إحنا وقفنا هنا ليه؟.. رجعني القصر أنا عاوزة أروح…
صرخت بـ هلع وهي تراه يميل إليها وعيناه السوداوين تُحدق بـ بُندقيها المُرتعب بـ نظرات أدمتها ثم هتف بـ فحيح مُرعب
-مين اللي كُنتِ واقفة معاه دا!
-أجابت مُسرعة:دا مستر الكيميا
-ومستر الكيميا عاوز منك إيه!...
إبتلعت ريقها بـ خوف تُبعد عيناها عنه مُحدقة بـ صدرهِ العضلي غيرِ قادرة على مواجهتهِ ثم قالت بـ نبرة على وشك البُكاء
-والله كان بيكلمني عشان أشد حيلي لأن الأمتحانات قربت مش أكتر
-الضحك!!...
رفعت عينيها البريئتين اللتين جعلتا قلبه ينتفض من بين ضلوعهِ بـ تمرد على ذلك الرُعب الذي يُعيشه لصغيرتهِ وأكملت حديثها دون أن تدري ما يموج داخله
-والله قال نكتة حلوة أوي
-تمام بـ إستنكار:نُكتة ااااه…
ترقبت رد فعله الذي لم يتأخر وهو يضرب على مقعدها من الخلف ثم هدر بـ حدة
-والله دا أنا اللي هعمل منك بوفتيك لو شُوفتك واقفة مع راجل يا جويرية
-زمت شفتيها بـ عبوس وغمغمت:حاضر…
تحركت عيناه إلى تلك الحركة العفوية منها ولكنها أشعلت دماءهِ الحارة التي إرتفعت إلى رأسهِ فـ جعلته يزفر بـ حرارة طالت وجهها ليتخضب بـ حُمرة خجل.. هتفت جويرية وهي تُبعد وجهها عنه
-حمزة؟
-همس بـ حرارة:اااااه من حمزة اللي هيضيع دلوقتي وهيضيع مستقبلي معاه…
وضعت يدها على فمها تُخفي إبتسامة خجلة ثم هتفت دون أن تنظر إليه ودون أن تُبعد يدها عن شفتيها
-لازم أروح.. كدا إتأخرت وهيقلقوا فـ البيت
-أوامر البرينسيس…
إعتدل بـ مقعدهِ ثم أدار المُحرك وأنطلق ليردف دون النظر إليها بـ نبرتهِ العابثة
-لولا إني مش ضامن شيطاني.. مكنتش سيبتك تفلتي من تحت إيدي…
*************************************
قذف مفاتيحه فوق الطاولة أمامها لترفع رأسها إليه مصعوقة أول الأمر ولكنها إبتسم بـ سعادة وهي تراه يجلس أمامها ثم ثم هتفت بـ سعادة
-أنت جيت
-إبتسم شهاب وقال:طالما أنتِ عاوزني ليه مجيش…
إبتسمت بـ خجل ثم أخفضت رأسها.. لتعود وارفعه بعد عدة لحظات ولكن قبل أن تتحدث عاجلها وهو ينظر إلى عينيها بـ تركيز
-أنتِ مش لابسة اللينسز ليه!...
أصابها الحرج ولكنها أردفت بـ تعلثم وهي تُغمض عينيها
-نـ.. نسيت
-أشاح بـ وجههِ بعيدًا عنها وأردف:طب إلبسي نضارتك.. قولتلك مليون مرة مبحبش أشوف عينك كدا…
قبضة أثلجت قلبها ولكنها أسدلت القناع الجليدي و إرتدت نظارتها ثم أردفت وهي تنظر إلى الخارج
-تمام.. أسفة…
حك شهاب خُصلاته ثم عاود النظر إليها.. صحيح چيلان تمتلك جمال مُهلك، مُذيب للأعصاب ولكن عيناها تُفسد هذا الجمال من وجهة نظرهِ
صحيح أنه لم يُحبها لجمالها أو أنه لا يُحبها من الأساس ولكن تلك الأموال التي سيحصل عليها ما أن يتزوجها ستشفع لحياتهِ معها
ولمَ لا وهي تعشقه بـ هذا الجنون بعدما نسج شباكه حولها فـ وقعت الفريسة في مصيدة الصياد
حرك رأسه ينفض تلك الأفكار عنه ثم أردف بـ جدية جعلها تلتفت إليه
-وصلتي إيه لموضوعنا يا چيلان؟…
أرادت أن تُحبطه..أرادت أن تصمت أو تُجيب كـ عادتها ولكن حُبها له تغلب مرةً أُخرى وهي تقول بـ إبتسامة باردة
-هكلم بابا النهاردة…
إبتسم شهاب بـ إتساع ثم تمتم بـ سعادة لم يستطع إخفاءها
-هايل…
دق قلبها بـ طرب هي ترى سعادته وبـ سذاجتها حللت أنه مُتلهف لزواج منها لأنه….. يُيُحبها مثلًا
أشرق وجهها بـ سعادة جعلت ملامحها تزداد حلاوة ثم تساءلت بـ خجل أنثوي فطري
-مبسوط يا شهاب؟
-نظر إليها وقال بـ صدق:جدًا…
أمسك يدها ثم رفعها يُقبلها ولكن قبل أن تصل إلى فمهِ أحالت قبضة قوية بينه وبين يدها ليخرج صوتًا مُرعب وهو يحدجه بـ غضب أسود، ناري
-نارك أبوك أسود عليك وعلى اللي خلفوك…