رواية زهرة الجزء الثاني (ملحمة العشق والعذاب) الفصل التاسع بقلم رانيا عثمان البستاني
في الأسفل /
في الحديقة وقف نبيل يحادث والده هاتفيا وما إن أنهى حديثه عاد ليجلس بصحبة سلوى وجاسر وأسيل ومؤيد وندى ورقية ، ومن دون مقدمات وجه سؤالا لطالما أرقه :
_ إلا قوليلي يا سوسو ليه بابا متخاصم مع جدي .
تسلطت الأنظار على سلوى التي أغروت عيناها بالدموع وأردفت بحزن وندم :
_ لما إتجوزنا أنا ومحمود كنا صغيرين جدا ، أصغر منكم بكتير ، كان أبوه صاحب أبويا الله يرحمهم الإتنين بقى كانوا فاهمين إنهم كده بيطمنوا علينا وخصوصا محمود لأنه كان ابن من الزوجة الرابعة وكانوا نسوان أبوه بيكرهوه فقال يجوزه وهو عايش يطمن عليه ، حملت بسرعة جدا وخلفت أمير ، أخويا نبيل الله يرحمه هو إل سماه أمير وقال ده أول حفيد ، أنا ومحمود مفهمناش المسؤلية ولا عرفنا ياعني إيه بقى عندنا إبن ، لما يتعب نسهر ولا يجوع نأكل ، لكن نبيل عمل كل ده وأكتر ، أمير كنا بنشوفه يمكن مرة أو إتنين في الأسبوع زينا زي الغريب ، كان نبيل واخده دايما معاه بينيمه جمبه بيراعيه في تعبه ، لما كان بيطلع أسنانه يسهر بيه ، لما كان يحتاج يغير هدومه كان بيعمل ده بنفسه ، وكبر أمير وكبرنا على كده لغاية ما أمير بقى مصدق إن نبيل هو أبوه ، ولما نداه بابا نبيل على قد ما فرح لكن خاف على زعل محمود وجابه في يوم وقالنا لازم يتعود على وجودكم جمبه ويعرف أنكم أهله ، وقتها كنت حزينة لأني مخلفتش تاني فقولت فرصتي أعوض تقصيري في حقه ، لكن أمير رفض وجودنا ومنع الأكل وتعب جدا ، وجه نبيل أخده تاني وعدت كام سنة والأمور زي ما هي نبيل كل عالم أمير وإحنا سافرنا وحملت تاني وإعتبرنا الطفل ده أول ولادنا وكانت غلطة ، نبيل لما نزلنا أجازة طويلة صمم إن أمير يعيش معانا وطبعا كان بيقارن بين معاملتنا لجاسر وبعديها مؤيد وإننا سيبناه وده خلق فجوة بينا .
لما طلب يعيش مع نبيل تاني ، ومحمود كان عاوزه يسافر معانا وراح إتخانق مع نبيل وقاله أنت بتعصيه علينا وعاوزه يكرهنا وكلمتين من دول ، نبيل لقى الحل إنه يسيب البلد ويقبل يستلم وظيفته بعيد .
المهم عاش أمير معانا وبدأ واحدة واحدة يتأقلم .
لما جه يتجوز ويومها نبيل لقى زهرة و وولاده ، نبيل من فرحته عمله فرح سبع ليالي في البلد وحجزله في الغردقة شهر ولما عدت الأيام والشهور ونبيل مات أمير إدمر كان بيبكي ليل ونهار ، حالته ساءت بعد عن الكل حتى عن نيڤين الحاجة الوحيدة إل خرجته من حزنه خبر حمل نيڤين ساعتها بدأ يعيش حياته تاني .
ولما جيت إنت محمود زيه زي أي أب كان متوقع إنه هيسميه على إسمه لكن إتفاجأ بأنه سماك نبيل .
يومها أول مرة أشوف محمود بيبكي ، ولما جه أمير إتخانق معاه خناقة كبيرة وكل واحد طلع إل جواه وقالوا كلام كتير ، كلام سنين القلوب قافلة عليه ، يومها أمير قاله لو كنت أنت إل مت كان أحسن ، أنا إتيتمت من بعده ، متحملش الكلام وضربه بالقلم وطرده من البيت والبلد كلها .
ومن يومها وأمير عايش في الغردقة بييجي زيارات زيه زي الغريب ، ورغم إنهم بيكلموا بعض لما ييجي إلا إن قلوبهم إتغيرت ونفوسهم مش صافية .
حزن الجميع وظهر تأثرهم بوضوح لتتساءل أسيل :
_ طيب دلوقتي لما الأمور هدت شوية والعمر فات مبيفكرش يرجع تاني بلده ويعيشوا في وسطنا .
_أمير الأم والأب بالنسبة ليه كان نبيل ، والواحد لما يتيتم مبيعترفش بأي بلد تكون بلده وداره ، لأن يابنتي الأهل هما الدار .
أنهت سلوى حديثها بتنهيدة عميقة تحمل الكثير من الألم .
_ ولما أنتي عارفة كده ليه كنتي بتلومي علينا في الأول ؟
نظر الجميع لمصدر الصوت فوجدوا عبد الرحمن واقف بشموخ لتردف سلوى بطيبة :
_ تسمع عن المثل إل بيقول القطة كلت ولادها ، أنا من كتر فرحتي بيكم خفت تبعدوا ، ما شاء الله أنتوا الإتنين جمال وأدب وأخلاق وتعليم ، إتعلقت بيكم بس أنا زي ما سمعت كده مقدرتش أظهر حبي لإبني متوقع إيه ؟ تعرف يا عبد الرحمن أنا يوم ما زعقت مع حور فضلت طول الليل أعيط وأدعي ربنا إنها متكرهنيش ، دي عزيزة على قلبي أوي ، إسمها على إسم أمي ، بنت أخويا إل إتحرمت منه وإتيتمت تاني من بعده ، متستغربوش وليد يمكن هو المسؤول عني طول العمر لكن محمود جوزي مكنش بيخاف غير من نبيل ، كان بيعمله حساب وميقدرش يزعلني لو بكلمة أو نظرة بسببه ، بعد ما مات كان سهل عليه يزعلني أو حتى يضربني خصوصا بعد ما أمير سابنا ، بس والله كنت عذراه أصل جرحه صعب إبنه الكبير بيعتبر نفسه يتيم وهو عايش ، وبعد موضوع أخته زاد عذري ليه ، لأنه عاش عمره الكره والحقد ورغبة الإنتقام هما المسيطرين على قلبه ، صعب حد يتغذى على الكره وميفقدش أعصابه.
_طب ممكن تحكيلنا شوية عن عمو نبيل وعمتو زهرة ؟
أردفت بها رقية لتبتسم سلوى بحنين قائلة :
_ عشنا وعايشين وهنعيش وبنسمع عن الحب ، أنا حبيت وأنتوا حبيتوا وغيرنا وغيرنا لكن حب زي حب نبيل وزهرة مش موجود ، بشوف في عيونكم الحب مش هنكر أو أقلل من مشاعركم بالعكس أنتوا مشاعركم جميلة ونقية ، بس هو حبهم كان كبير أكبر مما تتخيلوا ، كنت أبص في عيون زهرة أشوف صورة نبيل حتى وهو مش موجود ، ولما كان إسم زهرة يتقال كنت أسمع دقات قلب نبيل وأحس بروحه بترفرف ، الوقت إل عاشوه معانا بعد خطوبة أمير ولا يوم زعلوا من بعض أو إختلفوا في الرأي ، ولا مرة غابت ضحكة زهرة طالما نبيل موجود ، ولا لحظة كانت تتحرك في البيت غير وعيونه بتابعها ، تعرفوا كنت بحس أنهم بيحبوا بعض أكتر ما بيحبوا ولادهم ، كنت أحب أبصلهم ، وجودهم في المكان بيبقى بهجة وفرحة من نوع خاص ، لكن كل ده إتبدل بعد موت أبويا الله يرحمهم جميعا .
آمن الجميع ورائها بينما عبد الرحمن يزيل دمعة سقطت من عينه رغم محاولاته من أجل الصمود .
_بس أنا كده عرفت هقنع أمير يرجع البلد إزاي ؟
أردف بها نبيل بإبتسامة عريضة كمن فاز بجائزة كبرى لينظر له الجميع بتساؤل ليسترسل :
_ هقوله إني بحب وإن مينفعش أبقى في بلد ونصي التاني في بلد ، إيه رأيكم في الفكرة دي ؟
ضحك الجميع بتسلية بينما تساءلت سلوى بنفاذ صبر :
_ طيب لما يقولك مين نصك التاني هتقوله إيه يا ناصح ؟
ما إن أنهت حديثها حتى وجدت نوارة وإبنتها زهرة يدلفون مُلقيين السلام ليهمس نبيل بإبتسامة :
_ حاسة بيا والله يا سوسو .
نظرت الفتيات لزهرة بصدمة بينما الشباب سقطوا أرضا من شدة الضحك بعدما إستمعوا لهمسه ليشعر بالخجل وينسحب من بينهم سريعا .
...........
بعد ساعتين /
إستيقظ أدهم من النوم المرهق الذي هرب به من تلك الحقيقة المؤذية .
رفع نظره إليها ليجدها شاردة فتساءل :
_ عرفتي إزاي ؟
إنتبهت له لتقترب منه داسة رأسها فوق صدره ليحاوطها بذراعه ويستع لحديثها المُرهق :
_ في واحدة معرفة شافته ، مكنتش تعرف هو مين ولا بيعمل إيه بالظبط وإتكلمت معايا بسلامة نية وقالتلي إنها شكت في تصرفاته وقالت لأمي وأمي كان ردها الوحيد بعد ما قالتلها ربنا ينتقم منه وبعدها دخلت في نوبة بكاء هستيري لمدة أيام من غير أكل أو شرب ، وطبعا بعد ما قرأت مذكراتها كان سهل عليا أتوقع هو مين ، وقولت أوقعه في الكلام وده حصل ومأنكرش .
_ناوية تعملي إيه ؟
كان سؤاله مرتجف دون قصد فشعرت بنغزة في قلبها وضيق في التنفس من أجله ، ولكنها أجابت بأكبر قدر من الثبات إستحضرته :
_ مش عارفه ، لكن الأكيد إني هعمل حاجة .
نظرت له ولم تتحكم بدموعها ليحتضنها قائلا :
_ حاسس إني متقيد ، مش عارف هبص في وشه تاني إزاي ، الألم جوايا أكبر من إني أوصفهولك ، أنا آسف .
...........
في القاهرة /
في هذا الحي الراقي المليء بالشقق السكنية الأشبه بالڤيلات ، تحديدا في تِراس (بلكونة / ڤراندا ) إحدى تلك الشقق تجلس سيدة تبدوا عليها الأناقة والرقي بجلستها وتصفيفة شعرها المغطى بطريقة عشوائية بحجاب شفاف تتناول قهوتها في هدوء .
ليدلف لها شاب يملك جسدا رياضيا جذاباً ، شعره ناعما لونه بني براق يرتدي نظارة شمسيا.
إنحنى فوق كتفيها مقبلا إياها من رأسها قائلا :
_الجميل بيشرب قهوته من غيري .
إبتسمت بحنان قائلة :
_ شايفاك سهران طول الليل قولت أشرب قهوتي لما تصحى براحتك نفطر مع بعض .
جلس قبالتها وأردف بمشاكسة :
_ والله يا آيات يا حبيبتي لو وافقتي تكمليلي باقي الحكاية أنا موافق أفطر معاكي .
ضحكت بأناقة توازي أناقتها وتساءلت :
_ هتعمل إيه بعد ما تعرف نهاية حكايتهم.
أرجع جسده متكأ على الكرسي وأردف بتأثر:
_ مش عارف يا أمي ، لكن قلبي واجعني على حب زي ده ، وبصراحة أنا بكتب كتاب يحكي قصتهم .
تنهدت آيات بألم قائلة :
_يمكن وقت إجتماعهم قليل ، لكن إل بينهم ينكتب في ألف كتاب .
نظر لها ولدها بترقب لتسترسل:
_ أكتر حاجة ندمانة عليها في حياتي إني إفترقت عن زهرة وإني مشهدتش بإن الأستاذ نبيل مات مقتول ، قلبي واجعني على ولادهم ومش عارفة عاملين إيه دلوقتي.
_هلاقيهم ..أوعدك إني أقلاقيهم .
.............
هبط الجميع ليجتمعوا ويتناولون وجبة الغذاء ، كانت الأجواء جميلة إلى حد ما ، الجميع وضع برأسه الإستمتاع بهذا الإجتماع .
_دكتورة حور في واحد جايب الحاجات دي وبيقول حضرتك طلبتيها.
أنهت الفتاة التي تساعدهم في أعمال المنزل حديثها وهي تعطي حور حقيبة بلاستيكية لتأخذها حور متمتمة :
_ شكرا ليكي .
نظر لها أدهم بإستفهام لتهمس له :
_ ده علاج وحاجة خاصة ليا بعت أشتريها ، مامتك طلبت مني أننا نفضل يومين وأنا رفضت لكن لقيتها إضايقت وبتقول كانت عاوزاني أنزل مع البنات وهما بيشتروا جهازهم ، فبصراحة قولت فرصة أتقرب منهم لأنهم واخدين جمب مني .
تبسم لها مشجعا وأردف هامسا:
_ لو لقيتي نفسك مش قادرة تفضلي قوليلي .
نظرت له بإمتنان وشرعت في إكمال طعامها .
بعد الطعام دلفت الفتيات إلى المطبخ يتساعدن في تحضير المشروبات ومن ثم خرجن مرة أخرى .
كان الجميع جالسون يتحدثون في مواضيع عامة مثل الزواج .
_ طيب بما إنكم مجتمعين وبتتكلموا عن التجهيزات ،ياعني أنا راضي ذمتكم أنا بقيت مغير دهان الشقة مرتين وتقول مش عاجبني أعمل معاها إيه ؟ ألقى أحمد سؤاله ثم جلس بجانب مؤيد ليستمع لهمسه :
_ إحمد ربنا إنك هتتجوز السنة دي ، أنا رقية مقررة الفرح السنة الجاية إن شاء الله .
_والله براحتي لازم أكون مستريحة نفسيا في المكان إل هعيش فيه ، أنت هتبقى أغلب الوقت بره .
قالتها چورية ببعض الدلال لتؤكد على حديثها أسيل :
_ بالظبط كده ده حقك .
نظر لها جاسر ورفع حاجبه لتخجل وأردف :
_ أيوة حقها وأنا برده إخترت الألوان إل بحبها .
تهلهلت أساريره فرحا ليردف بمشاغبة :
_طالما وافقتي نتجوز السنة دي إدهنيها زي ما تحبي إن شاء الله كل جدار خمس ألوان .
تعالت الضحكات المرحة على حديثهم .
ليقاطعهم صوت صرخة مكتومة لحمدي وسقوطه أرضا .
حدث هرج ومرج وتفاجأ الجميع بتقيؤه ليردف عبد الرحمن بصوت عادي :
_ شكلها حالة تسمم ومن اللون والشكل غالبا من علاج معين ، لازم يروح المستشفى يتعمله غسيل معدة .
ساعده بعضهم بينما أدهم إقترب من حور قائلا بتشتت :
_ ولما تقتليه هتستفادي إيه ؟
نظرت له حور ولم تتحدث لتتفاجأ بشقيقها يقترب منها متحدث بغضب :
_ هتبقي مجرمة وقتالة قتلة يا حور ، نسيتي القٓسم هضيعي تعب عمرك كله في الدراسة يا دكتورة .
وللمرة الثانية لم تتحدث ولكنها تفاجأت بأدهم الذي يقول من بين أسنانه
_تعالي معايا
أخذها أدهم بإتجاه الغرفة ساحبا إياها من ذراعيها بقوة وما إن دلفوا للداخل وأغلق الباب بقوة إسترسل بغضب :
_لما قولتي علاج قلقت عليكي وسمحت لنفسي أشوف علاج إيه لقيتك جايبة مانع حمل على قد صدمتي ووجعي لكن عذرتك وقولت ممكن مش مستعدة ، لكن مش قادر أتحمل الألم في قلبي ، ليه يا حور ؟ أنا متأكد من حبك وإلا في لحظة كنت نهيت أي حاجة بينا ، مش قادرة تشوفي نفسك أم لطفل مني .
بس المفاجأة الكبرى بقى لما لقيت نوع برشام غريب ولما بحثت عنه يطلع مُبسط عضلات في نسبة مخدر ، تفتكري يا دكتورة لو حد أخد أكتر من قرص من البرشام ده يحصله إيه ياعني ....تسمم مثلا .
صرخ في آخر حديثه لتنظر له بخيبة أمل ، لم يفهم نظرتها ، أربكته ، كان مضطرباً بما يكفي لا يعلم ما عليه فعله .
لذا وجد أنسب حل هو الإنصراف من أمامها لألا يحدث شيء يندم عليه فيما بعد .
عام ٢٠٢٠ /
عاد عبد الرحمن من ذاكرته ليجد الصمت يحل على المكان .
كانت نظرات الجميع كفيلة لتعبر عن مدى تخبطهم .
في تلك اللحظة بالذات دلف أدهم لتُسلط الأنظار عليه وعلى هيئته الغريبة .
كان مشعث الشعر ، غير مهندم ، وجهه شاحب ، عيناه شديدة الإحمرار وشفتيه بيضاء ، يده ترتعش بشكل ملحوظ ، وقدماه لا تحمله جيدا ، تنفسه عاليٍ وصل إلى مسامعهم .
إرتعب الجميع من هيئته ، ولكن جذب إنتباههم تلك الفتاة العاملة التي تساعدهم في أعمال المنزل عندما وقفت أمامهم تبكي بإنهيار قائلة :
_ دكتورة حور مظلومة ، يومها أنا إل سٓمِمته ، يومها أنا حطيت علاج أخويا في حاجة دكتورة حور قولت مش معقول تشكوا فيها ، لكن ظلمتوها ، وهي كانت عارفة إن أنا إل عملت كده لكن فضلت إنها تتحمل الذنب وتحميني ، مستحيل تكون هي إل قتلته إل عندها قلب زي قلبها متقدرش تجرح إزاي تقتل .
أنهت حديثها الصادم للجميع وجلست أرضا بإهمال تنتحب بصوت عالٍ مسترسلة بألم :
_ والله أنا مش مجرمة أنا ضحية ، إستغل ضعفي وإني محتاجة لفلوس كتير علشان العلاج الطبيعي لأخويا وبعد ما أخد إل هو عاوزه رفض يدفع فلوس العلاج وهددني لو قولت لحد هيقتل أخويا ، دمرلي حياتي كان لازم أموته وأخلص عليه ، لكن مقدرتش وأنقذتوه .
كانت أوجههم مُبهمة ، لا يستطيعون التصديق بالرغم من أن بعضهم بداخله متيقن أن تلك الأفعال تصدر من حمدي دون خجل ، ولكن ما زاد من صدمتهم وفزعهم وعلا صوت صراخهم هو سقوط أدهم مغشيا عليه .