رواية حدود القدر الفصل العاشر 10 بقلم شيماء عبد الحميد

 

رواية حدود القدر  الفصل العاشر بقلم شيماء عبد الحميد

مسكت فون ود وطلعت رقمه منه واتصلت بس للأسف مسمعتش غیر جمله واحده

هذا الرقم غير متاح الآن

سابت الفون

اي؟

الفون مقفول يا طنط

شیم

قعدت فالارض ودموعها بتنزل

مينفعش يروح يا ملك لازم يرجع لازم اشوفه

صحيت ود علي صوت امها وهي بتبكي

في اي ياماما ؟

مينفعش يروح لازم اشوفه

هو مين ده؟

همستلها ملك

طنط عايزة تشوف أحمد وباقي ساعه بس علي طيارته وفونه مقفول يعني اكيد دلوقت فطريقة

للمطار

بصت لمامتها وشافتها في حالة حزن بشدة وكان آدم رجع مات من تاني فهمست لملك غيري هدومك بسرعه لازم تلحقه

غيروا هدومهم بسرعه ونزلوا خدوا تاكس للمطار

هوصلك يعني هوصلك.

بلاش يا علي
سبني لآخر مره اعمل اللى المفروض يتعمل يابن عمي

مسك شنطة أحمد وحطها فعربيته وركب جمبه ومشيوا على المطار، طول الطريق على بيحاول يقنعه يتراجع عن قراره بس للأسف إنك اسمعت إذ ناديت حيا لكن هو شبه ميت ، كان بيبصله بحزن ورافه شايف قدامه ابن عمه اللي الدنيا مش قابله تحضنه ولو للحظه حس انه شايف جنه مفيهوش اي شغف للحياة اشبه بميت بيحارب عشان يندفن بكرامه ويرتاح بس الدنيا رافضه تديله حق دفئته ، دموعه نزلت على حاله واتمني للحظه انه يحضنه ويترجاه ميمشيش بس حس انه لو طلب منه كدا يبقا بيفرض عليه يدقته بأيده ، ظهرت قدامه ملامح الأمل انه يتحسن لما يبعد وأن بره يقابل شخص يغير شهادة وفاته ويرجعه للحياة من ثاني فقرر يسيبه يسافر على الامل ده ، بعكس أحمد اللي طول الطريق بيفكر ازاي هيموت بره بدون أهل جمبه او حد يعرفه ، كان بيموت هنا بس كان عارف ان وقت دفئتة هيلاقي اللي يريحه واهله جمبه لكن بره مكان غريب مفيهوش اللي هيكون متطمن بيه وصلوا

المطار نزل علي خرج الشنطة وكان داخل معاه

لا يا علي لحد هنا وبس مش هتدخل معايا

ليه يا أحمد؟

خايف اتراجع قبل ما أوصل طريق الطيارة واتمسك بأمل وجودك وأنا مش عايز كدا امشي يا علي .

عشان خاطري

حضنه جامد

هترجع يابن عمي ، صح؟ أنا هستناك.

لو ربنا أراد اني أرجع فهرجع يا علي

اشوف وشك بخير

حمد

ركب على عربيته وهو بيبكي وودعه بنظرة اخيره ومشي ، فضل يبص عليه لحد ما اختفي بعربيته عن انظاره ، فجأه حس انه مش قادر يتحرك فقعد على مقعد كان جميه وهو بيردد

اه ، الوداع الأخير
طول الليل بتفكر ، ياترى اللي شافته فعيونه كان صح باتری احساسها كان صح ، يعني أحمد حب ود وهي لا ، عمل كدا عشان ود ، معقول الكره يكون بدايه للحب ، وأن اثنين يتقابلوا على خناق وكره يتبني جوا كل الحب ده ليها ومش اي حب شافت فعيونه اللي على مراحل الحب بكتير ، متعرفش ان الحب اللي بيبدأ بكره بيكون أقوى أنواع الحب وأصدقهم مشاعر ، كانت بتسأل نفسها ازاي قدر يحب ود كل الحب ده لدرجه انه يسبب كل حاجه وراه ويمشي وازاي يقدر يحب البنت اللي كان السبب في موت اخوها ولا ياترى مكنش يعرف ، طب وود ، هي كمان حبته ولا فضلت مشاعرها ليه زي ماهي كره وبس ، لا لا معتقدش انها حيته مش معقول انها تحب اللي كان السبب في موت أخوها ، ولو كانت بتحبه مكنتش اتجوزت مصطفى ، ولا هي اتجوزت مصطفى لما حست انها بتحب أحمد وأن حبها ده محكوم عليه بالفشل

فضلت طول الليل بتسأل نفسها مليون سؤال بيدور في عقلها بس للأسف موصلتش الأجابه. الصبحغيرت هدومها نزلت على المول

وصلت المول دورت على عمر مكنش موجود، دخلت مكتبه ومكنش موجود واتفاجأت أن المكتب قاضي من كل حاجه مفيهوش اي ورق أو ملفات وقعت عينيها على ظرف على المكتب قربت ومسكته شافت اسمه مكتوب عليه

فتحته وبدأت تقرأ اللي جوا

صباح الخير ياحور، الكلمة اللي طول الوقت كنت بستنى اسمعها منك ، صباح الخير ، اللي بتستني أحمد بس عشان تقوليها ، صباح الخير ، اللي كانت هيبدأ بيها صباحي ، ليا كتير اوووي عايش فليل وصباحي بس كان هيبتدي بيها بس انتي محبتيش اني يبدا يوم جديد ، قصباح الخير ليكي ، طبعا انتي مستغربة كلامي ومستغربه اني سايبلك الظرف ده وكمان مستغربة ان المكتب فاضي ، أنا خلاص مشيت يا حور، مشيت لأني مكنش ليا مكان هنا من الأساس ، كان حلمي يكون ليا مكان جواكي بس للأسف . أنتي كنتي شايفه أحمد وبس ، القدر لعب بينا كلنا ، وحدوده صعب نتخطاها ، حاولت كثير اتخطى الحدود دي وأوصلك بس مقدرتش ، قلبك كان ابعد ما يكون عني ، انا زي أحمد مليش حد هنا ولا حتى اهل ، مليش غير أحمد وعلي وأحمد خلاص مسافر فمبقاش ليا وجود ، أنا بكتب كل ده عشان بس أقولك اني كان نفسي صباحي يبدأ بيكي ، فصباح الخير

قعدت على الكرسي مصدومة من اللي قرته ، رجع دار في عقلها كل الايام اللي فاتت وبدأت تفتكر نظرات عمر ليها لما كانت تهزر مع أحمد وكانت بتفسرها انها عادي ، سر عصبيته لما تسأله عنه ولمعة عيونه اللي بتنطفي فجأه لما يشوفها قلقانه علي أحمد وكل شوية تسأله
فين؟ دار في عقلها كل الفترة اللي فاتت وكلامه معاها وضحكه وهزاره وابتسامته اللي مش بتختفي غير لما تكون قاعدة مع أحمد ، فهمت حجات كتير مكنش ليها تفسير جواها وعشان متشغلش دماغها بتفسيرها كانت بتقول لنفسها انها عادي ، نزلت دموعها وبدأت تعيط بهيستريا ، مكنتش عارفه هي بتعيط ليه عشان خسرت أحمد خلاص ولا عشان خسرت عمر ولا عشان الاثنين

شاف واحد واقف قدامه ومعاه شنطة ، رفع عيونه على وشه فشاف ملامحه

عمر؟

قاعد كدا ليه ، قررت تتراجع ولا اي يا صاحبي ؟

جاي ليه يا عمر ؟

انت عارف اني مليش حد هنا غيرك وانت ماشي فهقعد ليه؟.

يعني اي ؟

واحد يا أحمد. يعني طريقنا واحد .

لا مش هيكون واحد ياعمر ، طريقي مؤذي.

هتحمله.

اي ذنبك ؟

الحميد اني صاحبك ، صحيح انت معتبر تنيش كدا بس أنا يعتبرك صاحبي الوحيد يا أحمد ومش هقدر أكمل من . غيرك

ارجع يا عمر عشان خاطري

لمين يا أحمد؟ مليش حد هنا.

وقف حضنه جامد ومسكوا شنطهم واتحركوا عشان يدخلوا فجأه ظهر ملك ووقفت قدامه اندهش من شوفتها

مش هتمشي يا أحمد ، مش هتسافر
ملك

ايوة يا أحمد.

في اي ؟

لازم ترجع معايا

أرجع فين بس مستحيل

سمع صوتها فأبتسم وبص وراه ، شافها واقفه بتبكي

ماما تعبانه اووي يا أحمد وعايزة تخوفك فى أسرع وقت

جري عليها

سماء

دموعك متبكيش باود

هترجع معانا

مش هقدر

ورحمة آدم يا احمد ، ماما عايزة تخوفك

مقدرش يقاوم دموعها ولا قدر يتحمل ذكر اسم آدم وجه قباله انها عايزة تسامحه عشان كدا.

تخوفه فقرر يرجع

مسك شنطته واتحرك عشان يرجع معاهم فشف عمر واقف مبيتحركش

يلا يا عمر ، هنرجع

تقصد هترجع ، أنا لا يا أحمد.

يعني اي يا عمر ، انت كنت هتسافر عشائي لكن دلوقت انا راجع

متقلقش يا أحمد ، انا كمان هرجع بس مش دلوقت

يعني اي يا عمر ؟

سبني ابعد يومين وهرجع محتاج اغير جو
هترجع يا عمر

هر جع والله ياصاحبي ، ما انا مليش حد غيرك اصلا

حضنه ثاني وودعه ورجع مع ود وملك

وصل الشركة بعد ما وصل أحمد المطار وكان فحالة صعبه ، طلب مدام اميره

نعم يافندم

ألغي مواعيد انهاردة؟

بس حضرتك عندك اجتماع مهم مع شركة حسام الدميري

لا مش قادر

مينفعش يتلغى يافندم ، حسام آخر مرة كان متعصب عشان حضرتك سافرت ومحضرتش الاجتماع .

ومش هينفع المرة دي كمان

طيب ابعتي مصطفى ينوب عني.

مش شغله يافندم وهيلخيط الدنيا

ابعتي اي حد يا مدام اميرة بجد مش قادر

رؤيه طيب هضطر ابعت الانسة رؤيه

اوك

حمید

ذهبت من مكتبه علي مكتب رؤيه جهزي نفسك هتروحي شركة الدميري دلوقت ليه؟ نهار اسود.

هتنوبي عن الاستاذ علي في الاجتماع وطبعا الاجتماع ده مع حسام الدميري؟
ايوة

R

لا يا مدام اميرة ، انتي عارفة حسام ده مش بيشوف حد قدامه وطول الوقت عصبي ولو روحت قولتله .

وانتي عارفه ان مكتبه عالنيل وانا مبعرفش انا جايه نيابه عن الاستاذ علي هيرميني من شباك مكتب

أعوم والمصحف

اجتماع مهم ومينفعش محدش من الشركه يروح

طب اعني مصطفى أهو لو اضرب مش هيأثر فيه لكن انا لو خدت بوكس واحد وربنا ما هقوم تاني

رؤيه

حاضر ، هروح وربنا يتولاني برحمته بس امانه تدفني جمب امي دي وصيتي الاخيرة يا مدام أميرة

وصلوا البيت وكانت قاعدة مستنياهم أول ما شافت أحمد وقفت قدامه وكلمته بحده

أنت السبب فموت ابني وأنا مش هقدر اسامحك غير لما ترجعهولي.

بصلها بحزن ومكنش عارف يرد نزلت دموعه وجوبتها عن عجز لسانه

هترجعلي ابني ولا تدفع ديته

وقفت ملك وود بيبصوا لبعض ومش فاهمين هي تقصد اي بكلامها ده ، حاول ملك تكلمها فشاورتلها

تسكت

كان واقف ساكت مش عارف يرد فكملت هي

هتدفع ديه ابني أمتي ؟

اي الدية اللي تقبلي بيها.

هتتنازل عن كل ما تملك وأولهم نفسك ، اسمك ، وحياتك.

ا اسمي

اي ياماما انتي عايزة فلوسه؟

دي حاجه من ضمن الحجات اللي هيتنازل عنها بس مش لينا لاي حد تاني

واي تاني ياماما المقصود من كلامك ؟

بصتله وكمالت

هتتنازل عن نفسك يعني مش هتاخد اي قرار من دلوقت انا اللي هاخد كل قرارات حياتك.

هتتنازل عن حياتك يعني هننسي انت مين وابن مين ومعاك اي من دلوقت هتقطع علاقتك بكل حاجه

تخص ماضيك

واسمك يعني من دلوقت انت ابني آدم اللي كان غايب ورجع وهتكمل حياتك على الاساس ده والا هتفضل تتعذب طول حياتك بغضبي عليك

وقفت ملك قدامها وبدأت تعي صوتها ، لأول مرة اتجرأت تكلمها بالاسلوب ده

انت فاهمه اللي انتي بتقوليه با طنط ، انتي فاهمه الهبل اللي بتقوليه ، يعني اي يحل محل آدم انتي . فاکره انه لو وافق احنا هنعتبره آدم ، فوقي بقا انتي بتكدبي على نفسك ، آدم مات خلاص واللي بيموت مبيرجعش ولو قادر يرجع هيرجع عشان يقولك كفايه حرام عليكي بتعذبي فالكل وهما ملهمش ذنب . هيقولك كفايه أرحمي أحمد خلاص انتي ازاي أنانية بالشكل ده

صرختها هزت قلوب الكل، إلا هي ، القلم نزل على خدها عشان يعلن النهاية ، خلاص هي خدت القرار ومش هتسمح لحد يناقشها فيه حتى لو آدم نفسه ید

بصت الأحمد وسألته

اي ردك ؟

مش فاهم اي المطلوب مني

هتدخل أوضة آدم ومن دلوقت بقا ده بيتك وهتكمل حياتك على هذا الأساس انك آدم وبس وتنسي . انت كنت مين وابن مين ، هتتعلم تعمل كل حاجه كان بيعملها آدم ، وهتقولي يا أمي ، وهتنزل تشتغل فمول آدم لحد ما تجمع ثمن اللي اتدفع عشان المول وترده لشركه اهلك ويبقا المول بتاعك من تعبك
، مش هيبقا ليك انك تعترض علي اي قرار هاخده وهتنفذ أوامري بالحرف زي آدم ماكان بيعمل انت هتنسي ان اهلك ماتوا وهتفتكر بس اني أمك وأنا هنسى ان ابني مات وهفتكر انه كان مسافر ورجع وهنعيش علي هذا الأساس قرر بسرعه قدامك دقيقه

فضل واقف بيمر في عقله كل شئ فالسنين اللي فاتت من عمره ، افتكر تعبه وشغله فالشركه وافتكر بيته وأوضته وافتكر عمه وابن عمه وافتكر كل شئ عدى ، بص لود وكانت بتبكي فهزت راسها تقوله لا المتوافقش ، بص لملك اللي حاطه ايدها على خدها من وجع الألم وبتبكي فاتكلمت

لا يا أحمد ، متوافقش تكون حد تاني

آدم يا ملك اسمي آدم.

تعليقات