رواية احكي يا ميرنا زاد الفصل العاشر
حكايا ميرنا زاد: سرّ من عادوا بعد الفناء
ــــــــــــــــــــــــــــ
حُكي يا سادة يا كرام، أنه في زمنٍ بعيد، عندما كانت الرياح تهمس بأسرار الأرض، وحين كان الليل يخفي في ظلاله قصصًا لم تُروَ، ظهر قومٌ غامضون..
لا أحد يعلم كيف جاؤوا أو من أين أُبعِثوا، لكنهم لم يكونوا كأي بشرٍ عاديين، فقد قيل إنهم عادوا بعد أن صاروا ترابًا، وأن أجسادهم شهدت الفناء، ثم استعادت الحياة من جديد! فاستمعوا لي جيدًا، واحذروا أن تقاطعوني، فالحكاية طويلة، والدهشة مضمونة!
✦✦✦
☠️ قرية الموتى الأحياء – الهند
حُكي أن في قلب الهند، بين الجبال الموحشة، قريةً لا يُسمح للغرباء بدخولها إلا في ليلةٍ واحدةٍ من كل عام، تُدعى "قرية العائدين".
يقولون إن كل من مات في هذه القرية، يعود بعد سبعة أيامٍ من دفنه! يطرق بابه، يدخل منزله، يتناول طعامه كأن شيئًا لم يكن! لكنهم لا يتكلمون، لا يبتسمون، ولا تنظر أعينهم في أعين الأحياء. يبقون بين أهلهم ليلةً واحدة، ثم يختفون مع أول خيطٍ من الفجر، وكأنهم لم يكونوا سوى وهم!
فتعجّب يا قارئي، أهذه أرواحٌ تجسدت؟ أم أن الموتى وجدوا طريقًا للعودة، ولو لليلةٍ واحدة؟!
✦✦✦
⚰️ الأجساد التي لا تتحلل – إندونيسيا
أما في بلاد التوراجا بإندونيسيا، فهناك أمرٌ يفوق الخيال! إذ يُقال إن أهل الرميم يسيرون بيننا، لكننا لا نراهم، إلا إذا فُتح القبر الخطأ!
تخيّل أنك تسير في الغابة، فتجد شخصًا واقفًا عند شجرة، بشرته جافة، عيناه غارقتان في السواد، لكنه يتحرك! يُقال إن أجسادهم تظل سليمةً لسنواتٍ بعد الموت، وإنهم يعودون للحياة بين الحين والآخر، يزورون منازلهم، ثم يختفون بلا أثر!
أيكون هذا سرّ الحياة بعد الفناء؟ أم أن هناك سرًّا لم يدركه العلم بعد؟!
✦✦✦
☠️ "أهل الكهف" في العصر الحديث – روسيا
أما في روسيا، فقد سُجّل حادثٌ مرعبٌ لا تفسير له! حيث دُفنت عائلةٌ بأكملها في مقبرةٍ قديمة، بعد أن جمدهم البرد القارس حتى الموت.
لكن بعد خمسين عامًا، حين جاؤوا ليجددوا شواهد القبور، وجدوا أن التوابيت مفتوحة… والقبور فارغة!
ولم يُعثر على أي أثرٍ للعظام أو الرفات، كأن الأرض لفظتهم، أو كأنهم… لم يموتوا أصلًا!
✦✦✦
⚰️ السوق السوداء للعائدين – إفريقيا
أما في بعض القرى الإفريقية، فتُحكى قصصٌ عن رجالٍ يُبعثون من قبورهم، لكنهم لا يعودون إلى منازلهم، بل يُباعون في السوق السوداء كخدمٍ للعائلات الثرية!
يُقال إنهم يعملون في صمت، لا ينامون، لا يأكلون، لا يمرضون… لكن إذا نظرت في أعينهم، ستجد ظلامًا لا قرار له، وكأنك تنظر إلى بوابةٍ تؤدي إلى عالم الموتى!
✦✦✦
فيا أيها القارئون، أي قصةٍ كانت أعجب؟! أهي قرية العائدين، أم الجثث التي لا تتحلل، أم السوق السوداء للموتى؟!
أخبروني، وإن كنتم قد سمعتم بحكايا أخرى عن أهل الرميم، فحدّثوني بها، لعلّي أرويها لكم في ليلةٍ أخرى… إذا لم يأتِ أحدهم ليأخذني قبل ذلك!