رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الخامس (نصال الهوى) الفصل الثاني عشر
وإني أحببتك دون أن أدري رغم إنكار عقلي
إلا أن قلبي يعرفك.. يعرفك قبل أن أعرفك أنا…
سارت جُلنار بـ الممر بـ عصبية هي تبحث عن سكرتيرة والدها تتساءل عن تأخرهِ لذلك الإجتماع الهام حتى وجدتها جالسة بـ حيرة وتوتر فـ إقتربت منها وتساءلت بـ جدية
-مستر جاسر فـ المكتب؟
-أومأت ثم قالت بـ تردد:أها والمدام كمان معاه
-عقدت جُلنار حاجبها وتساءلت:مدام مين!
-روجيدا هانم…
أومأت جُلنار بـ أبتسامةِ خُبث وتحركت من أمامها لتنهض قائلة
-مستر جاسر مشدد إن محدش يدخل
-أجابها جُلنار بـ هدوء:متخافيش…
وقفت أمام الباب وعلى وجهها أكثر إبتسامة ماكرة تملكها فـ جعلتها شبيه لجاسر الصياد.. ثم طرقت الباب وإنتظرت الرد
وبـ داخل
زمجر جاسر مُبتعدًا عن روجيدا بـ غضب يكاد يسحق ذلك الطارق من تلك المسافة وهدر بـ خفوت
-مفيش خصوصية أبدًا للواحد…
كانت روجيدا تلهث بـ خجل وإحمرار طغى على وجهها وشفتها المتورمتين من هجومهِ السافر عليها.. بينما هو إلتقط قميصه المُلقى بـ إهمال على الأرضية وأغلق أزراره هاتفًا بـ حنق
-دا أنا هشرب من دم السئيل اللي بيخبط دا…
سارعت روجيدا بـ وضع حجابها بـ إهمال ثم عدلت ثيابها المُشعثة بـ فعل أصابعه الخبيثة وجلست بـ وجهٍ مُطرق وجسد يرتجف بـ إرتجافة خجل لذيذ
فتح جاسر الباب ينوي الهجوم بـ صوتهِ الجهوري إلا أنه إبتلعه ثم قال بـ وجوم وهو يرى إبنته
-غيرت رأيي.. أنا هدوس على رقبتها أطلع روحها فـ إيدي…
إتسعت إبتسامة جُلنار الخبيثة ثم سافر نظرها على وجهه وثيابه المُشعثة ثم قالت بـ شقاوة وهي تدفعه إلى الداخل
-يا شقي.. عندك عذر قهري منعك من الـ meeting!
-إتفو على دي تربية يا جُلنار…
ضحكت جُلنار بـ قوة وهي تضرب رُكبتيها ثم قالت وهي تُحدق بـ وجههِ وكان هذا سبب ضحكاتها
-أنا عارفة إنك بتموت فـ مامي بس مش لدرجة إنك تحط معاها روچ…
إتسعت عيناه بـ صدمة ثم وضع يده عل شفتيهِ ليجد أن أحمر الشفاه الخاص بـ روجيدا قد طُبع عليه.. نظر إلى جُلنار الضاحكة بـ قوة بـ نطراتٍ قاتلة ثم أردف بـ تجهم وهو يُزيل ما علق من أحمر الشفاه
-مش قولتلك بطلي تحطي زفت.. أهو خليتي اللي ميسواش يفتح بؤه…
أخفت روجيدا وجهها بين يديها بـ خجل غيرِ قادرة على محابهة ما يحدث
أما جاسر قد أمسك جُلنار من مُؤخرة عُنقها وهمس بـ فحيح
-أسباب طلتك البهية اللي ضلمت مكتبي!
-كدا يا بابتي.. وأنا اللي خايفة على مصلحتك وبنبهك عشان الـ meeting? ومستقبلك اللي هيضيع
-دا انا اللي هضيع عمرك عشان اللحظات التاريخية اللي ضيعيتها دي!...
ضحكت جُلنار بـ قوة ثم قالت وهي تتملص من بين يدي والدها لتقول وهي تجذبه من مرفقهِ
-طب ممكن تأجل اللحظات التاريخية دي لبعد النهاردة عشان عندنا أحداث مهمة…
زفر جاسر بـ قنوط وهو ينظر إلى روجيدا بـ حسرة فـ ضحكت ثم أشارت له بـ يدها ليقول بعدها بـ همسٍ وهو يعود بـ نظرهِ الواجم إلى صغيرتهِ
-أنا كدا لازم أفكر أستقيل وبالمرة أشوف حد يربي العيال دي…
**********************************
حلّ المساء أخيرًا وأتي اليوم الموعود
وقف أمام مرآتهِ يضبط رابطة عنقه وعلى الهاتف أمامه يُحدث صديقه قائلًا بـ دندنة
-أنا بلبس الكرافتة السودا اللي جبتها ومكنتش بلبسها.. بس إفرح يا كازانوڤا نزلت شرف لبسها فـ مُناسبة مُهمة…
لم يسمع ردًا على الطرف الآخر لعدة لحظات قبل أن يسمع صوت يزن الغريب ولكنه لم يُلاحظ من شدة سعادته بـ إنتصارهِ
-مبروك يا شهاب.. حافظ عليها وشيل أي تفكير من دماغك
-لم يأبه وقال:مش عارف ليه مشيت قبل أما تيجي معايا!
-أجاب يزن بـ صعوبة:أنت عارف الشغل بقى.. إتصلوا بيا فجأة…
همهم بـ موافقة ثم قال وهو ينثر عطره أخيرًا
-يلا سلام بقى إدعيلي…
لم ينتظر رده بـ الدعاء ولكنه أغلق وإتجه من فوره إلى الخارج
وعلى الجانب الآخر
وضع يزن الهاتف بـ جيب بنطالهِ بـ وجوم.. كيف يُخبر صديقه أنه يبغض وجوده حواره لأنه وبـ بساطة ستكون لشهاب!.. كيف يُخبره أن تلك المُهلكة قد سبت قلبه بـ عينيها الرائعتين!.. وبل وأنه يُريد وبـ شدة أن تفسد تلك الزيجة.. لم يكن بـ ذلك الحقد ولكنه لا يستحقها
مُذ أن قابلها وعيناه لا تُبصران سواها.. تخللت مسامه وعقله.. أصبح يُبصرها نائمًا و مُستيقظًا.. بل بات ينام كثيرًا حتى يتسنى له الحديث معها بـ كافة الأحاديث.. اللمسات المُحرمة ومُكافأته بـ قُبلة مذاقها تخطى مُخيلته جموحًا ليستيقظ بعدها على ظمأ يُهاجمه ما أن تبتعد بـ إبتسامتها الباردة والخلابة
مسح على خُصلاتهِ بـ غضب ليجد من يطوق خصره من الخلف وشفتان مُثيرتين تُقبل ظهره العاري.. ليتشنج جسده بـ نفور إنتابه حديثًا
أبعد يديها عنه وإلتفت بـ عينين حجريتين ثم قال بـ نبرة صلبة
-جوليا توقفي عن تلك الأفعال.. بتُ أشعر بـ التقزز
-لم تفقد إبتسامتها المُتلاعبة ثم قالت:التقزز!.. لم يكن هذا ما تشعر به آخر مرة
-والآن تغير ما أشعر به…
تقدمت منه بـ غنج كان يُشعله قبلًا ولكن الآن كل ما قابلها هو جمود وصلابة وكأنه لم يعد هُناك ما يربطه بـ عالم البشر.. ولكنها كانت من الإصرار حتى وصلت إليه وأصابعها الرفيعة تسير على صدره القوي بـ عضلات ضخمة وهمس بـ نبرةٍ مُثيرة
-أخبرني من هي علني أستطيع أن أكونها
-همس بـ فحيح ونبرةٍ سوداء:لا تجرؤي على مُقارنة نفسك بها.. فـ لن تستطيعي في أعظم أحلامكِ جموحًا أن تكونيها.. فهي نفسها وأربعينها…
أظلمت عيناها بـ غضب ولكنها أخفته سريعًا وعادت تقول وهي تعض شفتيها
-فـ لنحاول…
قالتها وهي تقرن قولها بـ فعلها وهي تستطيل لتُقبله ولكنه أبعد وجهه فـ سقطت شفتيها على وجنتهِ.. لتتصلب بـ غضب هادرة وقد فقدت هدوءها المزعوم
-تبًا لك أيُها العربي الأحمق…
إشتعلت عيناه بـ غضب قاتل أرعبها ثم هدر بـ هسيس أذاب عظامها
-لو كُنتِ تملكين القليل من العقل لكُنتِ إغتنمتيها ورحلتي الآن…
ضربت الأرض بـ قدمها ورحلت.. ليعود هو لوحدته قبل أن يربت على كتفه يد صديقه وقال
-من إمتى وأنت بترفض أي مزة أجنبية؟
-أجاب دون أن ينظر إليه:أنت شوفت
-ضحك وقال:مين هي يا صاحبي.. مكنتش أعرف إن كازانوڤا ممكن يحب…
نظر إلى الأعلى فـ وقع بصرهِ على القمر ليتراءى عليه عينيها الخلابتين ثم قال بـ صوتٍ مُتباعد
-حد مكنش المفروض أقابله أبدًا
-ليه!
-وبـ نفس النبرة قال:لأني مُكنتش أعرف إن كياني هيتقلب كدا…
ضحك صديقه وبـ قوة ثم قال وهو يربت على كتفهِ بـ مؤازرة دون أن ينظر إليه
-مفيش حاجة اسمها كيانك إتقلب.. دي حاجة اسمها لاقيت نصك التاني.. واحد زيك يا يزن مش من السهل إنه يلاقي نصه التاني.. بس أنت حبيت
-زفر بـ قوة وقال:محبتش
-ضحك صديقه وقال:كداب فـ أصل وشك
-رمزي!!!....
قالها يزن بـ غضب وهو يستدير إليه ولكن صديقه لم يفقد إبتسامته ثم أكمل دون أن ينظر إليه
-لو مكنتش حبيت مكنتش رجعت من إجازتك بالسرعة دي.. مكنتش رفضت جوليا وقولت مُستحيل تكونها أبدًا….
زفر يزن بـ قنوط وهو يمسح على خُصلاتهِ الناعمة الفحمية بـ غضب وقال بـ خفوت مُستسلم
-بس إزاي من مجرد مرة واحدة بس شوفتها فيها!
-أجابه رمزي بـ بساطة:لأن مشاعرك جامحة يا يزن.. وسهولة تقدر تتعلق بـ نصك التاني حتى لو شوفته لثانية واحدة بس مش أكتر منها…
إتكئ إلى سور اليخت ونظر إلى ظُلمة البحر بـ عينيه الزرقاء والتي ماثلت سواد البحر.. ليتساءل رمزي بـ خفوت
-ليه مش عاوز تروحلها.. ليه متشدهاش من إيدها وتزرعها فـ حُضنك؟
-أجاب بـ تجهم وصوتٍ لا حياة به:لأني عديم الشرف وحبيت خطيبة صاحبي…
**********************************
كان الجميع ينظر إلى جاسر بـ تعجب بمن فيهم سامح وأسرته والتي دعاهم ليحضروا ذلك الحدث وهو يجلس على مائدة العشاء بـ ثيابٍ رياضية، بيتية لا تتلائم مع مُناسبة اليوم.. بل وتعمد بـ تأخير موعد العشاء عن الموعد المُعتادة.. يتناول الغذاء بـ بُطء مُتلذذ
مالت إليه روجيدهذا تسأله بـ حنق
-بتعمل إيه يا جاسر!
-أجابها بـ حيرة وبساطة:بتعشى يا روجيدا هكون بعمل إيه
-عقدت حاجبها وقالت:والناس اللي جاية كمان شوية دي إيه؟…
لم يرد وأكمل تناول الطعام بـ هدوء بينما نظرت روجيدا إلى جُلنار بـ حيرة فـ رفعت كتفيها بـ حركة تدل على جهلها
لم تكد تمر عدة لحظات حتى سمع الجميع وصول الزائر.. كادت روجيدا أن تنهض هي وجُلنار إلا أن صوت جاسر قصف بـ صرامة
-إقعدي…
نظرت إليه روجيدا بـ. تعجب ولكنها آثرت الصمت وجلست.. بينما أكمل حديثه وهو ينظر إليهم
-كله يخلص أكله
-هتف سامح بـ حرج:جاسر مينفعش كدا
-ضرب جاسر الطاولة وهدر بـ صوتٍ جهوري:قولت كله يخلص أكله…
إمتثل الجميع لأوامره الصارم بينما الخادمة كانت قد إستقبلت شهاب و أوصلته إلى الصالون ثم أتت إلى جاسر وأخبره بـ قدوم الزائر فـ أشار بـ يدهِ لترحل
وبعد مُدة طويلة تخطت الخمس وأربعون دقيقة
نهض جاسر بـ ملل وتبعه سامح وجواد الصامت بـ غضب وتلتهم روجيدا
دلف ليجد شهاب وجهه يتميز غيظًا إلا أنه ما أن وجد جاسر حتى نهض بـ إحترام يُصافحه ولكنه تجاهله وهو يقول بـ إزدراء
-أصلك جيت فـ وقت العشا.. مكنش ينفع نقوم ونسيبه…
إمتقع وجه شهاب بـ حرج ولكنه قال بـ خفوت
-آسف يا جاسر باشا عندك حق…
لم يتكلف جاسر عناء الرد بل جلس و وضع ساق فوق أختها بـ وجه شهاب الذي إحمر غضبًا هذه المرة من تلك الإهانة ولكنه إبلتع غضبه ليحصل على جائزتهِ
هتفت روجيدا بـ الخادمة
-مش تتضيفي ضيفنا ونادي چيلان
-إلا أن صوت جاسر الخطير هدر:مفيش داعي تنادي چيلان ولا تضيفيه…
نظر الجميع بـ ذهول بمن فيهم شهاب إلا أن جاسر أكمل بـ بساطة قاسية
-حضرة الظابط مش هيطول…
حاول شهاب الحديث ولكن شيئًا ما عقد لسانه.. فـ نهض جاسر حتى وصل إليه ودون أن مُقدمات هبطت على وجنتهِ صفعة قوية جعلت الدماء تنشل من أنفهِ
شهق الجميع بـ صدمة بينما صرخت روجيدا بـ عدم تصديق
-جاسر!!...
حدق به شهاب ما بين غصب وذهول وشعور قوي بـ الإهانة لم يستطع تخيله.. بينما إنحنى جاسر و ملامحه قد فقدت آدميتها ثم أردف بـ صوتٍ جهوري مُفزع
-طلبك مرفوض.. و إبقى إعرف كويس أنت دخلت بيت مين…
ثم إبتعد قليلًا قبل أن يجذبه من تلابيبه ثم دفعه أرضًا هادرًا بـ صوتٍ قاتم، قاسي، أسود كما عهدته روجيدا
-بره بيتي يا ***.. نجوم السما أقربلك من بنتي…
ثم عاد صوته يقصف بـ قوة وتحذير أسود ولهجة قاتلة بـ خطورتها
-لو بايع عُمرك أبقى أشوفك على بعد مية كيلو من بنتي.. برة…
نهض شهاب بـ وجهٍ خطير بـ ملامحهِ التي توحشت بـ غضبنا و دون حديث رحل.. إلا أن نظرة عينيه التي لم تلقطها سوى روجيدا حملت الكثير من التهديد.. تهديد يحمل بـ طياتهِ ما سيقلب حياتهم رأسًا على عقب
خرجت من غُرفتها ليلًا دون حماس حقيقي.. فـ مُنذ أن أتت إلى هُنا وهي لا تُبصره.. تلك التي جاءت من أجلهِ غير موجود.. وعلمت فيما بعد أنه سيبيت الليلة خارج المنزل بـ أوامر صارمة من جاسر الصياد
ضحكت بـ سُخرية وبالطبع من سيكون غيره.. أباها هادم اللذات لذلك همست بـ تذمر
-ملكش وظيفة فـ الحياة غير إنك تبوظلي خططتي.. جاسر الصياد مُفرق الأحبة…
توجهت إلى المطبخ ثم فتحت الثلاجة واخرجت قطعة من الكعك بالفانيليا كما تحبه وبعدها توجهت إلى الخارج
صعدت الدرج بـ تمهل حتى وصلت إلى الممر الذي يحوي غُرفتها.. كان الجميع نيام لذلك إلتزمت الصمت أثناء صعودها
كانت تسير بـ الممر وهي تُهمهم بـ إستنكار لذاك الوضع قبل أن تصرخ صرخة لم تُكتب لها النجاة حينما قبض شخصًا ما على خصرها والأُخرى تُكمم فاها ثم سحبتها إلى غُرفة غيرِ غُرفتها
كانت عينيها مُتسعتين بـ خوفٍ وجسدها يرتجف لتلك اليد الخشنة التي تحتضن خصرها بـ تملك في ذلك الظلام المُرعب
سُرعان ما شهقت وهي تسمع صوته الذي لم تُخطئه أبدًا وهو يُهمهم بـ ثمالة
-وحشتيني يا جويريتي…
وضعت يدها على صدرها تُهدئ من ضرباتهِ التي أوشكت على تحطيم قفصها الصدري.. لتضع يدها على يدهِ وتُزيحها عن فمها قائلة بـ عتاب لاهث
-خضتني يا حمزة!...
تأوه حمزة بـ تعب وإشتياق وهو يسمعها تنطق اسمه بـ تلك النبرة المُدللة بـ رنة خاصة به ثم قال وهو يـ حدق بـ قمري عينيها المُستديرتين
-يا مخلصة على حمزة واللي جابوا حمزة
-ضحكت جويرية بـ رقة ثم قالت:عملتلك إيه بس!...
أبعد بـ إبهامهِ خُصلاتهِا عن وجنتها ثم قال وهو يرتشف من معالم وجهها الفاتن
-المُشكلة إنك متعمليش حاجة.. أنا بس اللي مشاعري جياشة…
ضحكت بـ قوة أكبر فـ إبتسم لـ ضحكها قبل أن يجدها ترتفع على أطراف أصابعها علها تصل إلى طوله المُهيب وعانقت بـ قوة هامسة بـ أُذنهِ
-وحشتني…
تسارعت أنفاسه بـ درجةٍ مؤلمة وهي بين أحضانهِ.. جسدها الغض مُقابل خشونة عضلاته.. ليرفع يديه بعد وقتٍ قصير ويضمها إليه بـ قوة سمع على إثرها صوت عظامها ولكنه لم يأبه بل تأوه قائلًا
-نهايتي على إيدك يا بنت الصياد…
أبعدها عنه بعد دقائق طويلة.. طويلة جدًا فقد بها الإحساس بـ أي شئ عداها.. ثم أبعد خُصلاتهِا التي علقت بـ ذقنهِ النامية ونظر إلى يدها التي لا تزال تحتفظ بـ طبق الكعك رادفًا بـ خُبث
-سارقة الأكل ورايحة على فين!
-مظت شفتيها بـ إمتعاض وقالت:على فكرة أنا مسرقتش.. أنا مش بعمل صوت عشان محدش يصحى…
جذب الطبق من يدها ونظر إلى محتواه قبل أن يأخذ منه قطعة صغيرة ثم قربها من شفتيها وهمس بـ صوتٍ أجش
-إفتحي بؤك يلا…
إبتسمت بـ خجل ثم فتحت فمها بـ طاعة ليضعها بـ فمها ولكن لم ينسى أن تمس أصابعه شفتيها المُغرية.. فـ. يترك خياله الجامح يُصور له مذاق شفتيها وتهكن أنها بـ نكهة الخوخ مُمتزج بـ نعومة خبيثة بـ الفانيلا
إشتدت شفتيه حتى أصبحت كـ خطٍ مُستقيم قبل أن يقول بـ حسرة
-اللهم أغزيك يا شيطان.. طعمهم فـ الحلال أحلى…
نظرت إليه جويرية بـ عدم فهم ثم قالت وهي تلعق شفتيها من بقايا الطعام العالق بها
-إيه دا اللي طعمهم أحلى!
-أجابها بـ صوتٍ مُتهدج وهو يُحدق بـ شفتيها:الكيكة بالفانيليا والخوخ
-قطبت جبينها وتساءلت:هو فيه كيكة بـ الطعم دا!...
أخذ نفسًا عميقًا تلك الجنية الصغيرة تصر على إفقاده المُتبقي من عقلهِ قبل أن يقول وهو يُدير وجهه بعيدًا عن فتنة شفتيها
-لما تكبري هدوقلها لك وقبلها هدوقها أنا الأول لحد أما أشبع ولو أني أشك
-همهمت بـ حيرة:أنا مش فاهمة أنت بتقول إيه؟
-هفهمالك لما تكبري يا جويرية.. سنة بس وهفهمك كل حاجة واحدة واحدة وعلى مهلي.. مش هتسرع نهائي…
************************************
-ممكن تفهمني الإهانة اللي أهنتها للشاب تحت دي لازمتها إيه!!...
لم يرد عليها جاسر بل نزع ساعة معصمه وبدأ بـ التصفير.. فـ إشتعلت روجيدا غيظًا لتتجه إليه واقفة أمامه ثم قالت بـ حدة
-جاسر أنا بكلمك…
لم يرد جاسر فورًا بل نزع كنزته الرياضية ثم إستدار إليها فـ أجفلت من هدوء ملامحه على عكس عينيهِ القاتمة بـ سواد مُرعب ليقول وهو يضع يديه على كتفها بـ رقة
-مش أنتِ بتثقي فيا!
-همهمت بـ حيرة مُتجهمة:وإيه علاقة دا بـ موضوعنا!!
-ولكنه أعاد بـ قوة:بتثقي فيا يا روجيدا!...
زفرت بـ يأس ثم أومأت على مضض إلا أنه لم يوافق بها إجابة ليقول بـ قوة
-عاوز أسمع صوتك!
-أيوة يا جاسر…
إبتسم بـ إتساع ثم قال وهو يُقبل وجنتيها بـ التناوب
-يبقى متسأليش يا حبيبتي
-جاسر!!!...
ولكنه هبط إلى شفتيها وقَبّلها بـ خفة عدة. قُبلات ولكن روجيدا أبعدته قائلة بـ نفاذ صبر
-يا جاسر ممكن أفهم إيه اللي حصل!
-أجابها جاسر بـ هدوء:ما أكرمهن إلا الكريم وما أهانهن إلا اللئيم…
فغرت روجيدا فاها دون وعيٍ منها.. لا تفهم ما مقصده لتتساءل بـ حيرة
-قصدك إيه!...
إبتسم جاسر وهو يُمسك يدها جاذبًا إياها إلى الفراش وجلست عليه ثم قص عليها ما رآه.. لتتسع عيني روجيدا مع كل كلمة يقولها حتى همست بـ النهاية
-مش معقول
-أمسك جاسر يدها بـ قوة وقال:كُنتِ عوزاني أسلم بنتي لواحد زي دا!
-همهمت بـ تردد:جايز هو كدا فـ الشغل بس
-أجاب جاسر بـ صبر:اللي يمد إيده على واحدة ست ملوش مكان هنا فـ بيتي.. أنا بنتي إتربت ملكة فـ بيتي فـ مش هتطلع إلا لأمير يستحقها…
ضحكت روجيدا وهي تميل إليه ليُعانقها ثم قالت بـ عشف
-كُنت عارفة إنك عمرك ما هتوافق على أي عريس كدا لبناتك
-مسح على ذراعيها وقال:دول بنات جاسر الصياد.. وبعدين أنا أربي أه أجوز لأ
-ضحكت روجيدا بـ قوة وقالت:يعني هتقعدهم جنبك!
-أجاب بـ غيظ وغيرة:أه أصلهم مدفيني
-ضربت صدره وقالت وهي تضحك:أنت مُصيبة
-ضحك وقال :عندك حق…
مال إلى عُنقها ثم قَبّله بـ شغف ثم قال بـ عبث وهو يميل بها إلى الفراش
-إحنا وقفنا فين فـ الشركة!...
***********************************
فتح جواد الباب ثم دلف ليجد الغُرفة غارقة في الظلام وجسد مُلقى بـ إهمال فوق الفراش يهتز بـ بُكاءٍ مكتوم
تنهد بـ تعب وحُزن ثم تقدم منها و دون أن يُضئ الغُرفة مال إليها ثم إحتضن خصرها قائلًا بـ خفوت
-عارف إنك زعلانة من بابا عشان اللي عمله فـ الزفت اللي جه هنا…
كانت شهقاتها تزداد فـ يتمزق قلبه لبُكاءها.. شدد على عناقها ثم أكمل وهو يربت على خُصلاتهِا بـ يدهِ الحُرة
-بس مسألتنيش نفسك بابا عمل كدا ليه!.. أكيد عنده سبب
-صرخت چيلان دون أن تتوقف عن البُكاء:معملش كدا غير عشان يعاقبني
-هدر بـ قوة حنونة:هششش أوعي تقولي كدا.. مهما كان أنتِ عارفة أكيد أبوكِ مش هيعاقبك بـ كسر قلبك…
نهض وأنهضها معه ثم قال وهو يرفع ذقنها لتواجه عيناها الجميلة عيناه الحازمة بـ لطف
-أبوكِ عمل كدا عشان يجنبك كسر القلب بعدين.. ومحبش إنك تعرفي عشان ميكسرش قلبك…
حاوط وجنتيها المُغرقتين بـ عبراتها الماسية ثم إبتسم وقال بـ نبرةٍ حنونة
-عندك إستعداد تهربي معايا!
-همست بـ تعب:جواد!.. عشان خاطري سبني
-إلا أنه قال بـ حزم:لأ مش هسيبك.. هتيجي معايا وتنسي اللي حصل دا النهاردة
-قالت چيلان بـ سُخرية:أشك إني هنسى…
زفر جواد بـ نفاذ صبر ثم نهض وجذبها رغم مُعارضتها المُستميتة بـ البقاء قائلًا بً ثرامة لطيفة
-مش هسيبك إنسي.. وهتيجي معايا
-جواد!!!...
صرخت بـ يأس ولكنه كان قد جذبها خارج الغُرفة ضاحكًا ثم ركض بها إلى خارج القصر و صعدا السيارة وقبل أن يُدير المُحرك أردف جواد بـ تحذير مازح
-دا هيفضل سر بيني وبينك
-أومأت وهي تبتسم شبه أبتسامة:تمام…
لم يكد يمر ساعتين حتى وصلا إلى منطقة صحراوية مُخصصة لسباقات السيارات الرياضية
توفقت السيارة ونظرت چيلان إلى الجمع الغفير لتصرخ واضعة يدها على شفتيها ثم قالت بـ عدم تصديق
-أوعى يكون اللي فـ دماغي صح
-أومأ ضاحكًا ثم قال وهو يضع إصبعه على شفتيه:دا سرنا…
ترجل من سيارته تبعته چيلان فـ أمسك يدها وقبل أن يركض بها صرخت قائلة
-نسيت اللينسز يا جواد
-إبتسم جواد وقال بـ صدق:عنينكِ أحلى من إنك تداريها يا چيلان…
إبتسمت بـ روعة وهى تحصل على ثقة إفتقدتها بـ شأن عيناها.. سحبها جواد إلى أحد الشباب ودار حديث طويل لم تفقه منه سوى أنه سيقود تلك السيارة الحمراء الرائعة
وبعد إنتهاء الحوار توجه جواد بـ چيلان إلى أصدقاءهِ وقال بـ تحير وصرامة
-خليكِ هنا وإوعي تتحركِ
-صرخت بـ إمتعاض:بس أنا عاوزة أركب معاك يا جواد
-قَبّل جبينها وقال:خطر عليكِ يا روح جواد…
إستدار جواد لذلك الذي يُناديه فـ أسار إليه ثم إستدار إلى چيلان وعاد يُقبلها قائلًا بـ إبتسامة
-لازم أروح يا حبيبتي.. لأ إله إلا الله
-عانقته چيلان وقالت:سيدنا محمد رسول الله…
لوح لها بـ كفهِ وهو يبتعد ثم صعد سيارته ضاحكًا.. كان جواد يتمتع بـ الوسامة والجاذبية.. ليس لشكلهِ بل يتمتع بـ روح رائعة تجذب الجميع إليه..الجميع مُلتف حوله يتمنى له التوفيق الربح
كانت چيلان تصرخ بـ اسمهِ بـ حماس حتى قبل بدء السبق.. فـ نظر إليها جواد مُبتسمًا ثم عاد ليلوح لها فـ فعلت المثل وصعد سيارته
دقائق وبدء السبق
جولة فـ إثنين والحماس يزداد.. وصرخات چيلان الحماسية تزداد حتى نست تمامًا ما حدث مُنذ ساعتين
السيارات تمر سريعًا وكأنها تُنافس الضوء بـ سُرعتهِ.. توقفت چيلان عن الصُراخ وهي تستمع إلى حديث صاحبيه القلق
-جواد موقفش العربية ليه!.. المفروض بعد تاني لفة يوقفها عشان الصيانة
-رد صاحبه بـ قلق موازي:العربيات كُلها وقفت.. في حاجة غلط
-أخرج الأول هاتفه وقال:هتصل بيه…
وقبل أن يتصل كانت سيارة جواد تمر من أمامهم ولمحت چيلان وجه توأمها.. لن تنسى تلك النظرة مهما حيت.. كان إعتذار صامت وإبتسامة مودعة رسمتها عيناه الخلابة قبل شفتيه
وكل ما حدث بعد ذلك لم يأخذ ثوان وهي ترى السيارة تنحرف عن المسار ثم بدأت في السقوط عن المُنحدر متوسط الإرتفاع
كانت عينا چيلان مُتسعة بـ قوة كادت أن تخرج حدقتيها من محجريهما.. و وجهها شاحب شحوب الموتى بل وأكثر.. ساقيها ام تقدرا على حمل وزن جسدها فـ تهاوت صارخة بـ صوتٍ شق سكون الصحراء من حولهم
-جوااااااد!!!...