رواية وصمة عار الفصل الثالث عشر بقلم خديجة السيد
في اليوم التالي، استيقظت اليزابيث في الصباح فخـرجت متجهه للمطبخ لتبدا عملها، لتجد زين يقف امام البوتجاز و يقلب في القهوة بهدوء علي نار هادئة، دلفت بتجاهل لتبدأ في تحضير الفطور بينما نظر زين نحوها بطرف عينه وظل يتفحصها بعينيه وهي لم تعطي اي اهتمام .. زفر وهو يغمغم باستفزاز كعادته
= ارى انكٍ بدأتي تنسجمي في المنزل فافي القريب العاجل سيصبح منزلك كما تخططي.. لكن تذكري أنه نفس ذلك المنزل الذى شهد مخططاتك الدنيـئة لتدمير آدم سيشهد نهايتك انتٍ ايضا !!
اغمض عينيهـا بقوة تتمالك أعصابها لتعرف بأن الوقت حان معلنـة عن بدء حرب جديـدة .. قد تكون مفعمة بالعذاب فمن الواضح انه لم يستسلم !!! لتجـده يقترب منها بهدوء مخيف
= في المره السابقه عندما بكيتي فيها لكسب تعاطفي ، لا أنكر أنني بدأت حقًا أتعاطف معك، حتي انني فكرت في الاعتذار لكٍ وأنني ظلمتك.. انتٍ حقا بارعه في ذلك الدور لتسيري تعاطف الاخرين لكٍ
تركت ما بيدها بعصبية والتفتت له لتسأله وقد بدء غضبها في الظهور
= أنا حقًا لا أفهم ما هي مشكلتك معي .. قررت أن أبتعد عنك حتى لا أسير شكوكك نحوي ، لكنك لم تصمت .. ما الذي تريده بالضبط مني؟
لم يستجـيب لكلامها وهو يهز رأسه نافيًا بأصرار، ليقترب يمسكهـا زين من ذراعيهـا بعنف محاولاً ارهبها ليقول بتهديد
= لم أتوقف حتى تغادري من هنا يا إليزابيث، أنا أفهم جيدًا وأعرف نواياكٍ الدنيئة ، ولا تتوقعي مني أن أقف وأراقب كيف تدمرينا صديقي .. ليسقط في حب فتاة مثلك ، و اقفً صامدًا دون أن أفعل شيئًا لإنقاذه منك.. فقد رأيتكٍ ليلاً أمس وأنتٍ جالسه في الحديقة منتظراً آدم حتى يراكٍ ويجلس ليواسيكٍ وتبدئي في البكاء حتى يتعاطف معك .. أليس كذلك
نظـرت له بعينيها الحمراوتيـن بعدم استيعاب لا تصدق انه يفكر بهذا الشكل، لتصرخ فيه بحدة مفرطة
= ومن قال لك اني اريد شيئا من السيد آدم! أو خطط لشيء مثل ما تقوله ، ماذا رأيت عني لتتوقع مني أن أفعله على هذا النحو
ابعد يده مسرعًا وهو يغمغم بخشونة و اشمئزاز
= لا تحتاجي إلى فعل أي شيء يكفي لتبقى في عيني عاهرة للأبد.. وقريباً سأكشف عن نواياكٍ الحقيرة لآدم.
تركها بحده ليأخذ فنجان القهوة و رحل بمنتهى البساطه، لتنظر في الفراغ وعينها ممتلئة بالألم الحقيقي، الألم الذى نبع منها بوضوح وكأنها لا طاقة لها لتخبأه بعد الان !!! دمـوع .. لا شلالات أقل ما يُقال عنها، عصفت بعينيها، لتدميهـا بحزن تعمق منها بحـق، تتبعهـا شهقات متتاليـة وهى تود الصراخ لكن تعرف أن لم يفيد في شيء !.
= ماذا حدث لتبكي بهذه الطريقه ؟.
قالها آدم الذي دلف المطبخ للتو ، فشهقت وهي تلتفت مسرعة للخلف لتري آدم يقف أمامها يعقد حاجبيه باستغراب، وعندما لاحظ صمتها طال سأل مره اخرى بشك
= من الذي أزعجكٍ لتبكي بشدة ، ليس هناك غيري انا وزين فقط في المنزل؟ وانا قد استيقظت للتو و رأيت زين يخرج من المطبخ منذ فترة. ما الذي فعله بكٍ وجعلك تبكي هكذا
ابتلعت اليزابيث ريقها بتوجس وهي تجيب بارتباك
= لا ، لم يفعل زين شيئًا ، لقد تذكرت شيئًا أزعجني فقط
تأفف بضيق وشعر بأنها تكذب ثم نظر آدم لها وهتف بشيئ من الحنق
= إليزابيث ، لقد سألتك من قبل لماذا كنتي تبكين
هـزت راسهـا نافيـة بأصرار وهي تستطرد بألم سيطر على قسمات وجهها بأريحية
= قلت الصدق يا سيد آدم تذكرت شيئا ازعجني ..آآ تذكرت موت والدي وما حدث لي بعد وفاته
ثم التفتت بسرعة بتهرب وهي تحمل الأطباق الزجاجية وظل هو ينظر لها باستغراب يجهل سبب بكائها ولكنه أربكها حتى سقطت الاطباق من يدها وتهشمـت، فشهقت وهي تردد مسرعة
= اعتذر .. لا اعرف كيف سقطوا مني سانظف هذه الفوضى في الحال
هبطت تجمعهم بتوتر شديد بينما هز ادم رأسه بهدوء بان لم يحدث شيء خطير وهبط الأخري مسرعًا ليصبح مقابلاً لها ليجمع الزجاج معها، ولكن إربكاها تلقائى من آدم الذى كان يتابعها بعينـاه، فجرحـت اصبعها ونزفت الدماء منه فصرخت هى متأوهه
_ آآه يا الهي
نظر آدم لها بقلق ثم اقترب منها و امسـك اصبعها المصاب يتفحصه بهدوء ثم نظر لها ليجدها تكتم المها وهي تعض علي شفتها فقال لها
= انتبهي اليزابيث جرحتي حالك ، انهضي تعالي معي ! .
عقدت حاجبيها بألم لتنهض معه ببطءٍ نظـرت ليدهـا وليده الممسكة بها بذهول و حرج، ليجذبها ادم الى الحوض ويفتح المياه علي اصابعها المصابه ليزيل الدماء، نظر إليها ليتابع ملامحها اذا كانت مزالت تتألم والأمر خطير لهذه الدرجه! ليجدها كانت كالطفل البرئ وشفتاها الكرزية مزمومتين ومزالت تضغط عليهم بحركه عفوية، لينظـر في عينيها مباشرةً ويقول وهو يهمس
= توقفي عن عض شفايفكٍ اليزابيث، ستنجرح هي الاخرى
توقفت بالفعل ليحل ملامح وجهها الصدمة والقلق، واخيرًا استطاعت دفع يدها قليلاً عنه لتهتف بأنفاس لاهثـة مربكة
= ساضع ملصق عليها الامر ليست خطير .. شكراً
لتعود الي توترها لتبتعد عنه خطوة و قد ظهر خجلها ليتنحنح هو و هو يقول محاولاً لتغير الحديث
= حسنا ساذهب انا.. انتبهي إلى حالك
تحرك آدم فأكمل هو سيـره ليرحل بينما هي ظلت مكانها تنظر إلي الفوضى من حولها لتتذكر أيضا آدم و نظراتة الممتلئة بالحنـان؟ لتجهل سر اهتمامه بها؟ وعندما رفعت مقلتيها صـدمت من زين يقف بمسافة امامها..... ونظـر لها نظـرات ادهشتها ..من الغيظ والكـره، ولم يعد يرى امامه سوى شيطانه تخطط ليقع صديقه لها ،لتفهم اليزابيث بأنه قد رأي آدم وهو يساعدها في جمع الزجاج بالأرض و ما حدث بعد !!
❈-❈-❈
بعد فترة خرج آدم من غرفته ليهبط للاسفل للفطور، لكن تفاجئ بوالده نيشان يجلس على المقعد بالصالون ومن الواضح أنه كأن ينتظره! حمحم آدم وهو يقترب منه بتعجب
= ابي، هل انت هنا.. أهلا بك
لكن نيشان تجاهلة ولم يجيب عليه عندما لاحظ خروج اليزابيث من المطبخ لتقترب لتضع الطعام فوق السفره، رفعت مقلتيها ونظرت إلى نيشان باستغراب من و جوده! فهي لم تكن تعرف أن آدم لدي اب من قبل.. شعرت بالتوتر للحظات عندما نظـر نيشان لها من أعلاها الى اسفل قدميها نظرة تود لو تخلعها من عينيه.. وهمس قائلا بخشونة
=أنتٍ.. يا فتاه
للحظه قد نست اليزابيث أنها الفتاه الوحيده هنا؟ فهَزت رأسها وهي تقول متساءلة ببلاهة
= انا
رفـع حاجبـه الأيسر يسألها باستمتاع رهيب يجتاحـه
= هل هناك فتاة أخرى هنا؟ ما اسمك وماذا تفعلي هنا؟ أنا لم اراكٍ من قبل
رفعت كتفيها وردت وهي تنظر للأرضية وكأنها تحدثها
= اسمي اليزابيث واعمل طاهية هنا؟ وقد أتيت إلى هنا منذ فترة قصيرة .. هل تريدني أن أفعل شيئًا لك يا سيدي؟
هز ادم رأسه إليها بهدوء بأن ترحل.. بينما عاد نيشان لقناعه البارد عندما رحلت فهتف بهدوء مستفز
= ليست بشعة لديك زوق جميل في اختيار عشيقه لك .. اتمنى ان لا يطول الوقت معها وتمل منها فـ لارا بدات تشعر بالغيرة منها
أحمر آدم وجهه من الغضب أثر حديث والده ليهمس برجـاء حار لأول مرة يجتاح نبرته الرجولية الجامدة
= أبي ، أرجوك أخفض صوتك ، وما هذا الحديث الذي تقوله لا يوجد شيء بيني وبين هذه الفتاة ....ومن الطبيعي عندما ياتي شخص يقول لك شيء سيء عن ابنك تكذبه ولا تصدقه
أومأ برأسة نيشان ساخراً وهو يغمغم بخشونة
= في البداية لم أصدقها حقًا وأخبرتها أن آدم ليس من هذا النوع ، لكن عندما أتيت إلى هنا بنفسي ورأيتها ، تأكدت من صحة كلامها .. فتريد إقناعي بأنك أحضرت فتاه جميلة مثلها إلى منزلك حتى تتمكن من الطهي لك فقط وليس لأي شيء آخر.
عاد آدم لحدته وهو يهتف مزمجرا
= نعم .. وهذا ما يحدث بالفعل ولا تصدق حديث هذا اللعينة لارا فهي دائما تقول أشياء ليس لها معنى.
هـز رأسه نافيـًا وقال بإتـزان رجولى يليق به
= من حقها أن تشك فيك فهي خطيبتك في النهاية ، والأمر مشبوه حقًا وأنت تخفي شيئًا.
كـز آدم على أسنانـه بغيظ حقيقي، ليتحدث وهو يفتعل الغضـب بهدر
= يا إلهي .. أبي أنا اقول لك الحقيقة ، لا يوجد شيء بيني وبين هذه الفتاة إطلاقا ويجب أن تصدقني .. وهذه الحقيرة لارا ليست خطيبتي
لم يصدق نيشان كلامه وهو يهز رأسه نافيًا بأصرار ليردف بجدية
= إذا كانت كلماتها خاطئة فلماذا كذبت عليها وقلت إن زين من أحضر هذه الفتاة هنا وليس أنت؟
صـدم آدم من سؤال والده واغمض عينيه يلعن نفسه داخله بغباء فقد نسى ان يحذر زين بأن لا يتحدث أمامه لارا عن من أحضر اليزابيث إلي هنا، ابتلع ريقه وصمت ولم يعرف بماذا يجيب؟ وكان الصمت اغبى قرار اخذة آدم فقد اعتقد نيشان بأن حديث لارا صحيح وبينه وبين تلك الفتاه شيءً بالفعل !!
نهض نيشان ووقف مقابله ثم نظر له محذرًا وقال بهدوء مصطنع
= ليس لديه مانع من أن تشغل نفسك وتستمتع بها .. لكنها مجرد فترة مؤقتة وعليك الابتعاد عنها فورًا .. وإلا ساتدخل لحل ذلك الأمر ، وأنت تعلم جيدًا ماذا سأفعل إذا تدخلت.
برغم إهتـزاز بسيطة شعر به آدم من تهديد والده امام قسمه الجامد، فهو يعرفه بالفعل جيد إلا أنه اخفاء وهو ينظر إلية بحنق.
❈-❈-❈
في مكتب آدم ، جلس على المقعد بضيق شديد ، محاولًا السيطرة على أعصابه مما قاله والده قبل مغادرته، وكان زين يقف أمامه ينظر لها بصمت! زفـر آدم بضيـق وهو يمسح على شعره الأسود هامسًا
= أخشى أن أستيقظ ذات يوم في الأربعين لأجد أنني أهدرت حياتي بسبب اختيار خاطئ اتخذته في سن العشرين. لماذا لا يريد والدي أن يفهمني؟ أنا لا أحب لارا ولا أجدها الزوجة المناسبة لي. احيانا افكر بالموافقة والمحاولة ولكن ما حدث في الفترات الاخيرة من لارا اصبح الوضع صعب جدا .. لا يناسبني اطلاقا
رفـع زين حاجبه الأيسر بشك متابعًا بتهكم
= إذن أنت ترفض الزواج من لارا لأنها غير مناسبه لك أو لشيء آخر غير معروف؟
أستفاق آدم علي كلماته سريعًا وقال متساءلاً بذهـول حقيقي
= ماذا تقصد أنت الآخر؟ ماذا سيكون الامر يعني
تأفف زين وهو يهتف فيه بحنق
= آدم بصراحة والدك معه حق، أنت بدأت تبالغ جدًا في الامر مع اليزابيث، قلتها لك قبل سابق؟ الامر سيختلط عليك وستشفق عليها بسبب ماضيك مع عمل والدتك، لذا أرجوك صدقني ، أنا أقول هذا لمصلحتك. دع هذه الفتاة تخرج من هنا ولا تنسى ما كانت تفعله في البدايه وماذا كانت وظيفتها
نهض آدم بحده لم يستوعب حتي الآن لما الجميع أصبح يحقد علي تلك الفتاه و يشك بها؟ وصرخ فيه بغضب شديد
= ما مشكلتكم؟ لما الجميع خائف علي منها ودائما يحذرني منها انا لم ارى منها اي شيء خطا فعلته حتى اطردها من هنا .. ما بكم ؟. ما الذي رايتو منها حتى تكرهونها بشده هكذا
نظر لادم بغيظ مكبوت وقال بحده
= وهل يجب ان ننتظر حتى تؤذيك لنحذرك منها؟
هـز رأسه نافيًا وهو يجيبه بزفرة قوية
= هل تعلم ما هو الفرق بيني وبينكم يا زين؟ ولماذا تكرهونها هكذا... لانكم تنظرون اليها نظره واحده فقط حتى مهما فعلت ستظلوا تنظرون إليها علي انها عاهره فقط
نظـر زين لادم مرة اخرى ثم قال بتحدي وهو يجز على أسنانه بعنف
= وهل هذا خطأ .. أليس كان هذا عملها منذ البداية يا آدم؟ صدقني ، سوف تندم لأنك لم تستمع إلى حديثنا وصدقنا. حاول التركيز على أفعالها معك بشكل ادق؟ هل تراها تنتظرك دائمًا في الحديقة ، هذه صدفة؟ وهل تعتقد أن ما فعلته في المطبخ هذا الصباح كان مصادفة أيضًا؟ عندما أسقطت الأطباق الزجاجية لتقترب منك بنية القيام بذلك عن غير قصد؟ و وبكائها الدائم امامك حتى تتعاطف معها .. صدقني هذه الفتاة لئيمة وليست بريئة كما تظن.
جحظـت عيناه بصدمـة من حديثه، فغر فمة ببلاهه
= يا إلهي ما الذي تقولة انت الاخر ؟ ولماذا ستعتمد تفعل هذه التصرفات معي بالاساس، انت مجنون حقا مثلهم يا زين
إحتـدت عينا آدم وقبل أن يتحدث مره اخرى كان يلقي زين سمومه في وجه آدم، بإصرار
= هذه هي الحقيقة وليس الجنون؟ هذه الفتاة تقوم بكل هذه الأعمال حتى تقع في حبها وتصبح عاشقتك! ولا تخرج من هذا المنزل وتستولي علي أموالك
صمت آدم قليلا يحاول استيعاب كلماته وهو يمسح على وجهه بضيق شديد ليقول بعنف وغضب هادر
= رباه! زين انا ارى ان كل الاشياء التي تتحدث عنها تحدث بغير قصد وليست مقصودة في فعلها، ولم يحدث اي شيئاً منها وقح حتى يتوجه شكوكي أنها فتاه سيئة .. صدقني أنت تبالغ بالأمر .. ولا يوجد شيء من هذا القبيل.
هـز زين رأسه وحاول إخراج صوته مليئ ببعض الثقة
= مثل ما تريد، إذا كنت لا تريد أن تصدقني علي راحتك، لكن تذكر هذا الحديث جيدًا .. ولا تعطيها ثقتك الزائده.. تعلم ليتك تتزوج لارا على الرغم من أفعالها ، على الأقل هي واضحة عنها وليست ماكرة مثلها.
❈-❈-❈
في منتصف الليل.. .
استقر آدم على السرير وهو يشعر بالملل والانزعاج وجفت عيناه من النوم والراحة أيضًا إنه لا يعرف لماذا الجميع يسر بأن اليزابيث فتاة سيئه وتريد ان تستغله رغم انه ساعدها ولم يرى منها اي شيء يدل على ذلك؟ لكن الجميع سيظل ينظر إليها كعاهرة وفتاه استغلاليه.. لكن هو يرى الأمر بصوره أخري؟ بأنها استغلت بالفعل..!! لكن استغلت فرصتها للابتعاد عن الاشياء الخاطئه لتصبح فتاة طاهرة..
بدأ يفكر في تلك الفتاة ولم يراها إلا مرات قليله وكانت البدايه على الشاطئ عندما التقط اليها صورة بالصدفة فهو مدرك تمامًا بأن منذ المره الاولى التي راها بانها هي نفسها صاحبه الصوره، التفت آدم جانبة ليفتح الدرج لياخذ جميع الصور الذي يلتقطها في سفرياته للعمل.. ليجذب صورتها من بينهم وتطلع فيها عدة لحظات يفكر هل بالفعل هي فتاه ليست صالحه وتريد استغلاله مثل ما يقول الجميع ام على العكس تماماً.. ليتسال اهي ملاك ام شيطان؟ بريئه ام خبيثه؟ طيبه أم استغلاليه؟
ليدقق في الصوره فهي لديها جمال مميز فريدة من نوعها، فهي تسحر بجمالها الطبيعي المذهل منذ اليوم الأول الذي ركز على تلك الفتاة نفسها وليس أي شخص آخر والتي ما زالت تعاني من الضفائر البنية القصيرة..فتاة شابة جميلة ذات بشرة صافية وبيضاء وعيون زرقاء صافية مثل السماء.
بينما عندما التقي بها في المره الثانيه كانت ترتجف بشدة تلك الفتاة وكان من الواضح أنها تخشى شيئًا ، قد اعجب بشجاعتها.. و قوتها رغم ضعفها.. و ملامحها الحلوة.. وصوتها الرقيق داعبت مشاعره المحصنـة بسلاح التهديد للأختـراق والتوغل داخل خلاياها !!
بدأ قلبه يدق بصخب وهو شارد، لينتبه الى نفسه بصدمه ما الذي يفكر فيه وكيف شرد بافكاره الى ذلك الحد بها؟؟ لينظر الى الساعه بجانبه و صورتها ما زالت بيده؟ يا الهي هل مرت الساعتـان بهذه السرعة وهو يشرد و يفكر فيها فقط ؟؟!!!! ابتلع ريقه ليهز رأسه بعدم استيعاب و حاول ويستطرد صوته بذهول
= يا رباه بماذا افكر؟ من الجيد أن لا يستطيع أحد أن يخترق أفكاري بداخلي .. احترس من نفسك يا آدم
تناقـض ما بين شعوران يشعر بهم هو و نفسه، شعور ينهـره الذي فاجاه بمشاعرة في منتصف قلبه المميت! احداهما نابـع من القلب، والأخر مؤكد نابع من العقل للماضي .. لينهض بسرعة يضع كل شيء الى مكانه وهو يعاتب نفسه ثم نظـر من النافذة ليراها هي بالاسفل تجلس بالحديقة التى بدت وكأنها مكانها منذ سنوات.!! عاد لوعيه نحو اليزابيث الشاردة .. !
ليفكر في حديث زين؟ هل بالفعل تجلس بالاسفل لتنتظره ..!
❈-❈-❈
= اليزابيث .!
اتسعت اليزابيث عيناها عندما سمعت أسمها المألوف لديها، لتفوق من شرودها ولكنها لم تكن بذلك العالم الذى سلب منها أعز ما تملك من اشخاص و جسد .. كانت بعالم أخر شاردة .. تائهـه .. مكسورة ! هتف آدم
متسائلا بهدوء مصطنع
= اصبحت اراكٍ هنا كثيرا ،ماذا تفعلي بالاسفل بذلك الوقت كل مرة؟
اعتدلت لتنهض لترد عليه بلسان لم تستطـع التحكم به، ولكنها لا تشعر بأى شيئ من حولها لترد بتوتر
= أنا لا أفعل شيئًا ، لكني أشعر بعدم الارتياح في الطابق العلوي وأنا مسجونة بين جدران الغرفة .. وكأنه سجن بلا قضبان ، لذلك أحيانًا أجلس هنا حتى أشعر بالنعاس وبعدها اصعد .. أعتذر أنني أتحرك في المنزل بشكل مريح .. بإذن تصبح علي خير
سارت من امامه كـمسلوبة الأرادة وكان يقف آدم مكانه الذى تطلع فيها بنظراته من الذهول؟ يتسال لما رحلت بهذه السرعة هذه المره.. بينما سارعت اليزابيث بخطواتها وتدعو داخلها ان لا يكون راها زين معه، وتزداد شكوكو نحوها..!!
❈-❈-❈
مرت ايام و الوضع كما هو، مزالت اليزابيث تقيم بمنزل آدم واصبحت تتجاهلة بقدر المستطاع حتى انه لاحظ ذلك آدم لكنه لم يعلق ولم يعرف ماذا بها... وفي منتصف الليل كان المنزل مرتب كما ان عشاء الليلة كان فاخراً للغاية وهذا يعني ان اليزابيث استنفذت طاقتها وهي تعده ، وعندما دلف آدم المطبخ
قد رأها كانت شاردة الذهن وقف يحدق بها لعله يكتشف ما هو الشيء الغامض الذي تفكر فيه داخلها ويحزنها دائما؟ رغم انه اصبح يعرف جزء كبير عنها لكنه مازال يوجد ما تخفيه عنة!!
اما هي فكانت تقف تقطع الطماطم لتحضير السلطة جانب العشاء،و تفكر بما هي أصبحت فيه و الامور دائما تتعقد وانها مع كل يوم يمر تقع في مشكلة اكبر بالرغم من انها تحاول بقدر المستطاع ان تتجنب حدوث تلك المشاكل لكن تصرفات ما حولها الفظة معها تؤدي الى حدوث عكس ذلك.. ولا تعرف الي متى ستظل هنا؟ حتى ان اصبحت بامان فهذا ليست مكانها من البدايه!.
تنهدت اليزابيث بألم تعصف الافكار برأسها تشعر بصداع يكاد يفتك بها لاتدري كيفية الخروج من مأذقها هذا ،واخذتها افكارها فلم تشعر بنصل السكين وهو يمر على باطن كفها بقوة ليجرحها جرحا عميق تتساقط منه الدماء بغزارة لتشهق بصدمه وبألم.. وفي تلك اللحظة اسرع آدم وامسك يدها ولكنها تفاجات به جوده بينما تمتم بسخط
= ماذا فعلتٍ بنفسك؟ اللعنة عما يشغل تفكيرك يا اليزابيث ، انظري كيف جرجتٍ يدك !
فنظرت إليه وهي تقطب حاجبيها بألم وقالت بتلعثم
= منذ....منذ متى وانت هنا ؟
ليسرع ليجذبها للحوض ليضع يديها تحت المياة ليحاول ايقاف النزيف ليرى باطن يدها وقد اصيب بجرح عميق تنبثق منه الدماء سريعا دون توقف رغم وجوده يدها تحت الماء ليظل على هذا الحال لفترة طويلة، ليضع احدى الاقمشة فوق الجرح فى محاولة لايقاف النزيف... قائلاً بصرامة
= هذا ليس مهماً ، يجب ان نعالج جرحك فهو عميق نسبياً.
هزت اليزابيث رأسها بعدم أكثر لتقول بتعب وهي تحاول سحب يديها منه
= شكرا جزيلا سيد آدم.. لكنني اعرف كيف اعتني بنفسي
فامسك يدها بأحكام وهمس بنبرة غاضبة
= اليزابيث اغلقي فمك قليلاً واضغطي على الجرح بهذا الشكل ريث ما اخرج علبة الاسعافات الأولية من الخزانة..
لترفع عينيها بضيق الى آدم لتهمس بصوت ضعيف متالمه
= قلت لك ليس هناك داعي سيد آدم، ساتولى انا الامر اترك يدي من فضلك
رمقها بنظرة ثاقبة واصطكت أسنانه من شدة الغضب لأنها بالرغم من كل شيء وحالتها الخطيره وانها تحتاج الى مساعده ترفض و تعاند... لتتوتر هي من غضبه الشديد ثم تحرك آدم الى الطاولة الصغيرة بداخل المطبخ ليجلسها ثم ليحضر اليها الاسعافات الاوليه لتظل اليزابيث تتابع حركاته بقلق و تستغرب حالة الاهتمام هذة منه ثم جلس أمامها واخذت يحاول ينظف جرحها و ايقاف النزيف... شعرت اليزابيث بالتوتر والخجل لتحرك يدها رغم ضعفها لينظر إليها بطرف عينه بغضب مكتوم وقال بصوت حازم
= اليزابيث توقفي و اتركيني من فضلك انظف الجرح فانتٍ لم تعرفي الاعتناء به بمفردك، لذلك توقفي عما تفعليه رجاء
تنهدت اليزابيث بقله حيله ثم فعلت ما طلبه منها وصمتت بينما وضع صندوق الاسعافات الذي احضرها من الخزانة فوق الطاوله ثم ارتدى قفازين مطاطيين واخرج المطهر وقطعه قطن نظيفة وبعدها اخذ ينظف لها الجرح بلطف شديد لدرجة انها لم تشعر به وهو يفعل ذلك ، نظر إليها بأنزعاج من إهمالها إلي نفسها ثم تنهد واردف بهدوء
= حمد لله الجرح ليس عميق بنسبه كبيره لكن حاولي ان لا تقربيه من الماء حتى لا تتالمي ويتلوث
سحبت يدها من قبضته رغم أنها تتألم قائلة بحدة خفيف
= سيد آدم من فضلك اتركني انا استطيع الاعتناء بنفسي جيداً، يكفي الي هنا .
لم يجيب عليها لكنه جذب يدها مره اخرى بهدوء وبعد ان وضع لها الضمادات ارادت ان تبتعد ولكنه امسك كتفيها وثبتها في مكانها فنظرت اليه بنظرة انزعاج ممزوجة بالارتباك ثم سألته
= ماذا تريد ؟
تنهد آدم بقوة وقال بصدق
= هلا توقفتي عن أذية نفسك رجاء.. فهذه ليست اول مره تجرحي وتؤذي نفسك، اليزابيث جميعنا نمر بظروف صعبه للغايه لكن برايك ما تفعليه هو الحل ؟.
طرفت اليزابيث بأهدابها وقد شعرت بالتوتر والخجل من كلماته فنظرت إليه لوهلة ثم نظرت حولها وجاهدت لان يخرج صوتها طبيعياً ولكنها قالت بنبرة محشرجة
= حسنا.. شكراً لك، آآ قد انتهيت من الغداء هل تريد ان اضعه الان على الطاوله بالخارج
فنظف آدم حلقه وقال بجدية
= امازلتي لا تريدي ان تتناولي الطعام معنا على الطاوله.. قلت لك قبل سابق المساعدون هنا بالمنزل يتناولون الطعام معنا، لذا يمكنك فعل ذلك انتٍ ايضاً .
نظرت اليزابيث إليه تحدق به بغرابة لأن مفهومها عن الخدم لم يكن كما تتوقع هو حيث كانت تعتقد ان مهمتها الأعتناء بأمور المنزل واعداد الطعام ولكن ليس تناوله مع افراد.. وهذا بحكم انها كانت في يوم من الايام لديها قصر وخدم ولم تكن تعاملهم هكذا على الاطلاق... ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهي تغمغم بصوت خجول
= في الواقع قد تناولت بعض اللقمات وانا احضر الطعام لاتذوقه .. لذلك ليس جائعه الان شكرا، لكن هل لي ان اطلب منك طلب اخر
هز ادم رأسه بالايجابي، لتتحدث اليزابيث بنبرة مترددة
=قد لاحظت وجود مساحة فارغة صغيرة في الحديقة الخلفية .. وأردت أن أزرع فيها بعض الورود لوقت فراغي ، وهي هواية أحبها منذ الصغر. إذا كنت لا تمانع بالطبع ، ولان زين انزعج عندما اقتربت من ورودو ، لذلك أريد أن أملأ الحديقة الخلفية بالورود والزهور الجميلة للاعتناء بها.
ابتسم آدم بخفه وقال بصوت منخفض
= حسنًا ، لا أمانع ، لأن المنزل سيبدو جميلًا بالخارج ، وسيكون مليئًا بالزهور على الجانبين .. افعلي ما تريدي
❈-❈-❈
في اليوم التالي، هبط آدم الدرج بخطوات بسيطة للذهاب الى عمله، وما ان خرج إلى الطابق بالاسفل واختفت عنة الانظار وهو يقف ينظر إلى بعد الي اليزابيث التي كانت تقف في الحديقه الجانبيه لتضع الطين والبذور بعنايه بالارض.. ولم يقل شيئاً للوهلة الأولى حيث اخذ ينظر إليها من رأسها حتى اخمض قدمها وكم بدت في نظره فتاة طفولية بفستانها الأخضر البسيط ذو الاكمام الطولية والذي يصل إلى كاحليها بالاضافة الى شعرها الذي جعلته يبدو على شكل ضفيرتين ووجهها الملطخ بالطين.
وعندما بدأت تنتهي من زرع الازهار ابتسمت بسعادة غامرة وهي تطلع حولها بانبهار، لتضحك من فرط سعادتها بصوت رقيق.. فاتسعت عيناه آدم عندما أطلقت ضحكتها لذا خرج من المنزل بسرعة ووقفت بالقرب من الباب الكبير الفتوح و رأى اجمل ضحكة في حياته على وجه اليزابيث الذي سحرته بمنظرها وهي تضحك بتلك الطريقة مما جعله يبتسم تلقائياً وهو يحدق بها ووقف يراقبها بصمت فهو لاول مره في حياته يراه ضحكتها وابتسامتها الجميله.
كانت ألسنة اللهب المشتعل تجذبه اليها ويجعله يرغب بأن يحتضنها بقوة و يقبلها دون توقف في تلك اللحظة ... فكر ربما تكون الرغبة حقاً؟ فهو بدات نظراته تختلف اليها من وقت سابق بالرغم من طول الايام السابقه لم ينظر اليها هكذا بل علي العكس كان أحيانا يتحدث معها وهو ينظر بعيد عنها حتى لا يشعرها بالحرج ويعاملها كانها مثل امانه لديه يجب ان يحافظ عليها حتى من نفسة.. لكن كثرة ثرثرة الجميع حاولة بانة بالتاكيد يوجد بينهم علاقه في السر.. بدا ينتبه إليها وينظر بدقه ويتابع حركتها بفضول ليعرف لما الجميع مصر على ذلك، وما بها مميز ليجعل الشكوك حولها كثيره؟ لكن قد بدات الامور معه تسير بشكل اخر تماماً..
اما هي فقد شعرت بان هناك من يراقبها لذا حركت رأسها والتقت نظراتها بنظرات آدم والعجيب في الامر ان وجهها لم يكفهر عندما رأته يحدق بها بل ابتسمت بلطف فبادلها هو الابتسامة ايضا... وعندما طال النظرات بينما عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له بدهشة واستغراب.. وعندما لاحظ ادم نظراتها له بدأت تتغير؟ فنظف حلقة واشاح بنظره عنها بتوتر ثم اردف قائلا بنبرة متعالية
= رائع ما فعلتٍ، أنا متأكد من أنه عندما تنبت الأزهار بعد أسابيع قليلة ، فإنها ستنشر رائحتها في المكان وسيكون المنظر رائعًا .. لكن هل زرعتٍ الزعفران فقط مثل زين أيضًا؟
هزت راسها له بالايجابي لتقول بحماس
= نعم قد زرعتٍ زهرة الزعفران و أنواع اخرى
ابتسم آدم علي حماسها حين رأها سعيده من إنجازها بالزهور لتغشى عينيه مشاعر غامضة يهمس إليها بحنان
= يبدو أنك تحبٍ الورود كثيرًا ..
أومأت برأسها ببطيء لتقول بصوت ضعيف قائلة بألم وهي تتذكر حياتها سابقاً مع والدها
= صحيح، فأنني كنت أزرع كل أنواع الأزهار النادرة والمعروفة في حديقتي قبل أن تستولي البنوك على قصر أبي .. لكنك كيف عملت بذلك
زفر آدم ببطء كان بصدره شيئ يؤلمه ليحدثها بعدها برقة
= الطريقة التي ترتبي بها الزهور وتعتني بها تقول ذلك .. هل أعطيتٍ هذه الزهور كهدايا لأشخاص مقربين منك في المناسبات الخاصة.. لأن قولتي كأن لديك حديقة مليئة بالزهور ...
صمتت قليلاً لتخفض عينيها عنه لتقول بصوت منخفض بخفوت
= في الواقع ، لا ، أو كنت أقدم هذه الزهور لأشخاص معينين بحياتي وأنا متأكدة من أنهم سيحتفظون بها ..لهذا السبب كنت أعطي هذه الزهور فقط لمن هم قريبون من قلبي
عقد آدم حاجبيه باستغراب متسائلا
= وما لم يعجبك في الأشخاص الذين لا تقدمي لهم الزهور ..
لتنقلب ملامحها بحزن شارده بشئ ما ثم هتفت بجمود
= الأشخاص الذين يقطفون الزهور ، لأن هذه الزهور حساسة للغاية ، لكنهم مضطرين أن يدفعوا فرحنا وحزننا كبشر... مثل بعض الاشخاص في الحياه مضطرين ان يدفعوا حياتهم لاجل راحه الاخرين !
حمحم لتغير الموضوع بعد احس بحالة الجمود التى اصبحت عليها قائلا بخشونة
= بمناسبه وجودك هنا هل مازلتي قلقه مننا؟
مسحت اليزابيث علي وجهها وهي تتحدث بنبرة رقيقة
= ان الوظيفة تبدو جيدة وانا بدات اتاقلم مع الوضع ولكن فكرة العيش مع رجلين غرباء تحت سقف واحد ليست فكرة صائبة و خصوصاً لأنني فتاة ولا تربطنا اي صلة قرابة ... لكن مع الوقت.. بدأت أن لا اقلق من حيال هذا الموضوع لأني اكتشفت أنك رجل محترم جداً سيد آدم وذو اخلاق عالية يكفي بانك ساعدتني بالكثير رغم انك لا تعرفني
ابتسم آدم باتساع علي حديثها ليقول بصوت بمزاح
= أوه ،اخيرا وثقت السيده اليزابيث بي.. جيدا انني سمعت ذلك منك
هزت راسها له بالايجابي بابتسامة خفيفه بينما أشار آدم برأسه وهو ينظر إلي وجهها قائلا
= لا تنسي بأن عندما تنتهي من الزرع تنظفي وجهك من بقايا الطين فقد تلوث وجهك أيضا ويدك !.
شعرت اليزابيث بالارتباك والتوتر لترفع يدها الملطخه بالطين بتلقائية علي وجهها لتمسح وجهها ..لكن قد تلوث وجهها بالطين أكثر من يدها، وهي تردف
= آه حقا لم انتبه حسنا ..سوف انظفه
عقد آدم حاجبيه وهو يبتسم بخفه على ما فعلته بوجهها واقترب منها يمسك بيدها ليرفع انامله هو ليمسح وجهها برقة ليتلمس خصلاتها المنتشرة فوق وجهها بحنان ليبعدها عن وجهها وأخرج منديل ورقي من جيبه ليبدأ يمسح الطين من علي وجهها بحركات دائريه بينما تخشب جسد اليزابيث لتشعر برعشة تسري بجسدها حين شعرت بلمساتة لتساله بصوت متوتر
= سيد آدم ماذا تفعل؟ ليس هناك داعي سانظفة انا بنفسي.. أبتعد
ليتسمر مكانه تقع عينيه علي عينيها الزرقاء وقد التقت العيون ببعضها للحظة، لتنكشف امامه ملامحها الرائعة ببشرتها ناصعة البياض وهي قريبه منه وفمها الوردي المزموم برقة.. فلم يستطع مقاومة وهو يمرر يده برقة فوق بشرتها يتحسس نعومتها لتصدر عنها تنهيدة رقيقة من الإرتباك تحرك وجهها تحت لمسات يده ليفيق آدم من غيمة الاحاسيس التي اجتاحته عند ملامسته لبشرتها الرقيقة يتنحنح محاولا اجلاء صوته ليبتعد برقة لكن شئ بداخله يرفض ان يبتعد عنها ليظل يتمتع برؤيته لجمالها الهادئ أمامه بهذا السلام... حتي اخيرا تعالي اصوات سياره تصف بقوة خلفهما لتهبط لارا من السياره وهي تصفع الباب بعنف لتنظر إليهم بحنق وتقترب منهما...
هزت اليزابيث رأسها في الاتجاه الذي سارت اليه بعيد عنه بسرعه لتتحرك للرحيل، بينما حمحم آدم وهو يراقب خطوات لارا تسير نحوه بغضب شديد لتصيح بصوت حادة
= توقفي مكانك ولا تتحركي.. أيتها العاهرة !.
التفتت اليزابيث نحوها لتتسع عينيها بصدمة بينما أسرعت لارا بخطواتها وعندما وصلت إليها رفعت يدها لتصفعها بقوه علي وجنتيها بكل قسوة!.
ثم قالت لارا متحدثة بشماته ولكن لاذعة كالنار
= تستحقي هذا ، نعم انتٍ تستحقي هذه الصفعة لانك تدخلتٍ في ما لا يعنيك وتخطيتي كل الحدود بتصرفاتك ، وتريدي ان تاخذي مني خطيبي وحبيبي
شعرت اليزابيث بالذهول وهي تضع يدها فوق وجنتيها اللاسعه.. هز ادم رأسه بغضب بعدم تصديق ليهتف بحده
= ما هذا الهراء الذي فعلتي الآن يا لارا ... كيف تتهجمين على الناس دون ذنب؟ ما الذي فعلته بكٍ حتى تصفعيها
اردفت لارا بجمود وقسوة
= هل تعلم ان هذه الوقحه التي تقف بجانبك عاهره! وكانت تقيم في منزل دعاره وتبيع نفسها للرجال مقابل المال.. وليس كذلك فقط بل انها تسببت في تشويه وجه احدهم بماء نار وهو الان بالمستشفى بحاله حرجه
تلك اللحظة شعرت اليزابيث بألم شديد يفتك قلبها اكثر من الصفعة لانها سمعت نبرتها القاسية واستهزاء في لهجتها الحادة وكأنت تسخر منها عمداً وتذكرها بالحقيقة المرة التي قررت ان تنساها.. لذا لم تستطيع كبح الدموع التي اغرقت عيناها فذرفتها لتحرق وجنتيها
بينما في نفس الوقت اتسعت عينا آدم على وسعهما من حديث لارا الصادم ، لينظر الي اليزابيث التي كانت تبكي وتتالم بصمت.. لينظر إلي لارا بعصبية ثم قال بنبرة جافة
=وإن ما فعلته فلا يحق لكٍ ان تصفعيها هكذا
وقفت تنظر إلى دموع اليزابيث لتشفي غليلها وحقدها منها لتقول باحتقار
= لا تستحق.. لان هذه اللعينة هنا لأجل أن تاخذك مني فماذا سانتظر من عاهره مثلها حقيره، تبيع جسدها لمن يدفع اكثر وتنتقل بين احضان الرجال بكل وقاحه و دون احترام .. لذلك لا تتوقع مني بان اظل صامته واراقبها وهي تاخذك مني دون ان افعل لها شيء واعاقبها عما تخطط لاجله.. ولا تنكر ما كانت تفعل معك للتو قبل ان اتي
مسح آدم وجهه بعنف وغضب عارم من أفعالها الزائده واصرار حديثها حول ان يوجد علاقه غير شرعيه بينه وبين اليزابيث...
نظرت لارا بطرف عينها لتلمح بعض الجيران بدأت تتجمع علي صوتها علي بعد مسافه، لتبتسم بخبث بأنها فرصتها لتأخذ حقها منها وتلقنها درس لم تنساه في حياتها و دون تفكير تحركت تتبختر في مشيتها لتنظر في ارجاء المكان ترتسم فوق وجهها علامات الاشمئزاز قائلة بصوت عالي بقوة
= يا ساده.. ايها الجيران اسمعوني جيد لتعلموا من تلك الفتاه وماذا تفعل هنا، هذه عاهره كانت تسكن في منزل دعاره.. هذه اللقيطه كانت تستعرض جسادها للرجال وتسلم نفسها لمن يدفع اكثر.. وهي تسكن الآن في منزل زوجي المستقبلي لتاخذة مني و تستغله..
أغمضت اليزابيث عينيها بشدة مغشيتين بالحزن والالم لتشعر بألم فظيع داخلها يشعرها بالعار و الخزي ليخرج زين علي صراخات لارا وينظر إلى آدم بعدم فهم، لتنظر لارا لها لاستفزازها لتبتسم ساخرة وهي تشاهدها مكسوره هكذا وغير قادرة على فعل شيء.. ليركض آدم يجذبها من ذراعها ليجز علي أسنانه بغضب وهو يقول بعنف شديد
=يكفي اصمتي.. توقفي عن هذه السخافات التي تفعليها يا لارا ..فانا على علم بما كانت تفعلة اليزابيث قبل ان تتوظف بمنزلي.. وهي لم تضرك لذلك توقفي عن اذيتها بافعالك الفظه
فضغطت لارا على يدها وقد وصل بها الانزعاج الى ذروته بسبب دفاع آدم عنها فقالت بسخط
= وما شأنك أنت بهذا الموضوع لتتدخل وتدافع عن خادمه حقيره مثلها ، هل حضرتك محامي الدفاع الخاص بها ام انها عشيقتك بالفعل !
فقال آدم بنفاذ صبر
= بل انها الطاهية الخاصة بي وانا لا اقبل ان تتعرض للإهانة بسبب خطأ ارتكبته منذ وقت رغم عنها دون قصد وقد ندمت عليه اشد الندم ، لذا قرري الآن ان كنتٍ ستغادرين دون التسبب بالمزيد من المشاكل أم ساجبرك انا على الرحيل بنفسي امام الجميع لننهي هذا الأمر .
فلم تستطيع لارا المجازفة اكثر وخصوصاً لان آدم كان يتحدث بجدية وان لم ترحل بالفعل ستتعرض للاهانه منه امام الجميع مثل ما فعلت فيها، لذا قالت بنبرة تنم عن الكره والحقد
= بل انني سأغادر ولكن قبل ان اغادر سأقول شيئاً واحداً لهذا العاهره.. احترسي مني جيدا فانتٍ لا تعرفيني جيد واذا اقتربتي من اي شيء يخصني مره ثانيه فسوف تدفعي ثمن فعالتك هذه أضعاف من عمرك ..
وبعد أن قالت ذلك الكلام القاسي تحركت بطريقة عنيفة وهمت بالمغادرة بسيارتها بينما نظر آدم الى اليزابيث التي كانت تحني رأسها بصمت وتبدو شاحبة الوجه وسرعان ما نظر إلى الاشخاص الذين كانوا متواجدين هناك و يتهامسون وينظرون الى اليزابيث بنظرات قاسية فزجرهم قائلاً
= وانتم يا سادة أرجوكم فليذهب كلن في طريقه فقد انتهى العرض.
بدأت الناس بالفعل تتحرك الى داخل منازلها.. بينما لوي زين شفتيه ببرود قائلا بقسوة شديدة
= اصبحنا فرجه بين الجميع بسبب تلك الفتاه..اتركها يا ادم ترحل بعد ما حدث الان والجميع اصبح يعرف بأن العمده المستقبلي يستضيف في منزله عاهره فسوف يتغير الوضع.. لذلك الافضل لك ان تتركها وليس لك دخل بها؟.
هز ادم رأسه بضيق شديد ولم يتحدث والتفت حتي يتحدث و يعتذر إلي اليزابيث ليجد المكان خالي وهي ليست موجوده؟ شحبت ملامح آدم قائلا بقلق بالغ
= اليزابيث !! اين ذهبت هل تحركت الى الداخل
= ليس بالداخل قد رايتها تتحرك لترحل.. جيد ما فعلته اتمنى لا تعود مره ثانيه
قال ذلك زين ثم شق طريقه نحو غرفة المعيشة الواسعة ولم ينتظر رد صديقة...
توقف آدم مكانه برهبة وفي تلك اللحظة شعر بشعور فظيع يسري في جسده ، شعور ينم عن الخوف والقلق بسبب اختفاء اليزابيث وخصوصاً لانه يعرف بانها ليس لها مكان اخر تذهب إليه واذا صعدت الى اخر الطريق فسوف يمسكها احد من رجال شويكار..
❈-❈-❈
في فيلا انطون شقيق لارا، كان يجلس في مكتبة وفجأة سمع صياح يأتي من غرفة لارا وصوت تهشيم اشياء فركض انطون للأعلى مسرعًا وفتح باب الغرفة بلهفة ليجد ما توقعه.. لارا تدمر كل شيء أمامها بجنون... حتى المرآة حطمتها ركض نحوها بسرعة وهو يحاول الإمساك بها صارخًا بذهول مرتعد
= لارا ماذا تفعلين، لارا توقفي عما تفعليه وعودي لوعيكٍ ،هل انتٍ مجنونه
ابتعدته بعنف حينها وصاحت به بانفعال
= نعم انا مجنونه وقد فقدت عقلي بسبب حبي إلي ادم ، انه أصبح يكرهني يا انطون لدرجة أنه يشمئز من لمستي لذراعيه !! يشمئز مني انا ويفضل لمسات تلك العاهرة ..لماذا لا يحبني قد فعلت المستحيل لاجله، تنازلت عن كرامتي وتهشمت مشاعري بسبب قسوته معي، ماذا افعل اكثر من ذلك واتنازل حتى يحبني مثل ما أحبة ؟!.
أقترب منها واحتضن كفاها معًا بين كفاه وهو يقبلهما بحنان متمتمًا
= اهدئي يا حبيبتي لم يحدث شيء من ذلك.. ولم يتركك، حتى اذا كان لا يرغب في الزواج بكٍ فالسيد نيشان سيجبرة على ذلك
رفعت لارا عيناها الدامعة له وهي تستطرد بنبرة متحشرجة
= اصبحت اشك في ذلك ، كان في البدايه يتهرب مني ويتجاهلني دون حديث.. لكن عندما دخلت هذه العاهرة حياته اصبح يرددها بوجهي بكل قسوة أنه لا يريدني ولم يتزوجني.. آدم اصبح له عشيقه ويخوني معها ، لا افهم لما هي بالذات يفضلها علي
هز انطون رأسه بضيق وقال بصوت هادئ خشن
= كفوا عن عبث هذا الحديث. هذا غير صحيح. فكري في الأمر للحظة بينك وبين نفسك .. هل سيقع آدم ، العمدة المستقبلي للقرية، في حب عاهرة؟ مستحيل!! وإذا حدث ذلك ، فلن يقبل السيد نيشان بذلك ، حتى لا يفقد العموديه
عضت على شفتاها بأسى وهي تفكر في حديثه بقلق وتبكي بصمت، ليبتعد عنها قليلا وهو يمسح دموعها برفق مرددا بثقه
= صدقيني يا لارا ، ادم سيكون لكٍ وحدك انتٍ فقط !.
هزت راسها له بالايجابي دون حديث بينما تنهد انطون هو يتطلع الى الفوضى التي فعلتها بعدم رضي، ثم تحرك ليرحل الي الخارج لياتي باحد ينظف ذلك..
بينما ازداد جنون لارا الذي ازدادت ملامحها عنفًا وهي تفكر في اليزابيث تلك العاهرة وكيف كانت قريبة من حبيبها آدم، لكن هل ستظل صامته وتترك هذه الخبيثه تاخذ منها خطيبها، لم تكن لارا أن لم تبعدها عنه.. يا الهي أنها تثير غريزة الغيرة داخلها بشكل لا يُطاق... ضيقت لارا عيناها بتنمر وهي تأخذ هاتفها من أعلي الفراش لتتصل بشخص ما وتنتظر حين يرد لتجيب بصوت قاتم
= مرحبا زين انا لارا. اريد ان اتحدث معك عن موضوع مهم .. لكن هذا سر بيننا ولا تخبر آدم؟
❈-❈-❈
ظلت اليزابيث تسير بالطريقه وبدأت تتجول في الطرقات وهي لا تعلم الى اين تريد ان تسير الى ان تسقط .. رفعت يدها اثناء سيرها تحسس وجنتيها .. انهما جافتان و الدموع لا تريد تسقط وتسقيها فهي تحتاج الأن تبكي .. ولكن سماء أحزانها جافة فغيومها قد امطرت كمية من الدموع الغزيرة الى ان افرغت مالديها .. وقفت اليزابيث للحظات أمام بحيرة وهي شارده إلي بعيد بأفكارها وتتصارع.. بينما جاء اخيرا آدم من خلفها فقد كان يبحث عنها بلهفه وقد وجدها ليقترب منها.
وفي تلك اللحظة طرفت اليزابيث بأهدابها وقد استيقظت من شرودها فنظرت إليه لوهلة ثم نظرت أمامها وجاهدت أن لا تنهار ولكنها قالت بنبرة محشرجة
= سيد ادم لما انت هنا؟ ارجوك ارحل واتركني يكفي ما حدث لك من تحت راسي.. فانا لا مكان لي في هذا العالم الأفضل ان اموت! حتي اخلص الناس مني
اقترب منها آدم بخطوات سريعة وهي يتحدث بصوت حازم
= اصمتي ولا تتفوهي بمثل هذه التفاهات مجدداً فانا لا يمكن أن ادعك ترتكبين خطيئة کالانتحار لان الشخص الذي يقتل نفسه يموت ومصيره النار ...
فضغطت اليزابيث على نفسها حتى لا تنتحب بصوت عالٍ وقالت بنبرة انكسار
= انا ضعيفة ولا استطيع تحمل تهميش الناس والمجتمع اكثر بسبب خطأ غير متعمد ارتكبته وتسبب بضياع حياتي، أعلم أنني ارتكبت خطأ في البداية عندما وثقت وأحببت شخصًا لم أكن أعرفه جيدًا مثل نيكولا ، الذي جعلني أشعر بالحب والاهتمام الذي افتقدته بعد وفاة والدي ، فاقترب مني وبدأ يعاملني بلطف وأحضر لي وظيفة واعترف بأنه أحبني بجنون وكان يحاول يسعدني بكل الطرق وللأسف وثقت به .. وبدأت في الانجذاب إلي والإعجاب به .. لقد كان رغما عني ، فقد كان الشخص الوحيد الذي وجدته بجانبي في معظم الوقت كنت بحاجة إلى شخص ما ليواسيني وهو استغل ذلك ... ولكن بعد ذلك اكتشفت أنه !.
صمتت قليلاً بينما هز ادم رأسه لا يصدق ما يسمعه وما عانته تلك الفتاه بمفردها، ليبتلع ريقه بقلق وهو يعقد ما بين حاجباه و يحدق بها بقلق متساءل بتردد
= ما الذي اكتشفتي، اكملي..
عضت علي شفتها السفلية وتشدق بعبث متحسرة علي حياتها التي أضاعت علي يد شخص لعين لا يعرف الرحمه، لتتحدث باستكانة غريبة وكأنها تسبح وسط احزانها وهي تجيب
= بدأت قصتي عندما كنت أسير على الطريق وكنت سعيدًا بأول راتب أخذته من عملي. ولم ألاحظ اللص الذي أخذهم مني وركض وبدأت أركض وراءه كالمجنونة ، حتى صدمتني سيارة لم أرها وسقط بالارض وخرج شخص من السياره وهو يصرخ في وجهي ثم ركض وتركني، وفكرت بأنه من الممكن أن يكون شريكة ذلك اللص و بدأت بالركض خلفه هو الآخر ، حتى أحصل على نقودي ، وعندما تابعت ذلك الرجل ، وجدته يدخل في مكان شبه مهجور. وانا أخرجت هاتفي لتصوير ملامحهم وأذهب بعدها إلى الشرطة وأبلغهم لإعادة أموالي ، لكنني اكتشفت شيئًا آخر؟ عندما نظرت من خلف نافذة ذلك المكان من الداخل ، وجدت العديد من الفتيات من مختلف الأعمار محتجزات في الداخل ، ورجال مسلحين مجهولين ، وعندما تمردت إحداهن للفرار ، قتلوها بدم بارد ! صرخت من الخوف حتى لاحظوه أننا اراقبهم ، ثم اكتشفت أن هاتفي كان يصور كل هذا فركضت بسرعة كبيرة وكانوا يركضون ورائي للحاق بي؟ حاولت الهروب منهم وشعرت أن قلبي سيتوقف من الرعب حتى وجدت شخصًا هناك في منتصف الطريق ساعدني وأنقذني منهم ..كل ما كان يهمني في تلك اللحظة هو إنقاذ هؤلاء الفتيات والذهاب بهاتفي إلى الشرطة حتى يكونوا أحرارًا ، وأقترح ذلك الراجل أن يأخذ هاتفي إلى الشرطة حتى لا اتورط مع تلك العصابة ، وأنا وثقت به ووافقت اعطي الهاتف و بعد ذلك ، بدأ يقترب مني كل يوم بحجة مختلفة، فقد ساعدني في العثور على وظيفة ، واهتم به ، وأتى لي بالهدية التي أحبها ، وغار عليه، وفعل كل ذلك حتى .. آآ
صمتت برهبة وبدأت قدماها تعود للخلف بتلقائية... الدموع متحجرة في عيناها ولكنها ترفض الخضوع لسطوة الانهيـار.. بينما هو يقف أمامها يحدق بها بشفقة حقيقية والحزن يستوطنه بتلقائية على تلك المسكينة.... دون أن ينطق ،مرت دقيقة تقريبًا وهي متجمدة مكانها جبل من جليد يعيق سير دقاتها الممسوسة باهتزاز روحها من الأساس لتهتف بصوتها المرتعش
= لقد فعل كل هذا ليجعلني أثق به ويرسلني إلى شويكار لأصبح عاهره، ويأخذ هو أموال في المقابل ثم يختفى ، ومن الآن فصاعداً لا أعرف إلى أين ذهب وتركني ..حدث ذلك في إحدى الليالي اقترح أن يعرّفني على اصدقائه المقربين وأحضرني إلى هنا .. وفي آخر مرة رأيته ، طلب مني هاتفي بحجة أنه سيتصل بشخص مهم في العمل .. لكنه فعل ذلك حتى لا أستطيع الوصول إلى أي شخص لمساعدتي وبعد 10 دقائق رأيت السيدة شويكار وليام يدخلان الغرفة التي كنت فيها ..و نيكولا رحل ولم يعد ؟!
اتسعت عينا آدم بعدم استيعاب وهو يتنفس الصعداء بصعوبة بالغة دليل علي التأثر بكلماتها ثم تابعت حديثها وهي تصرخ بنبرة مغموسة بالألم
= هذا الشخص الحقير استغلني ، وكانت هذه مهنته بالاساس، فعل كل ذلك معي وخدعني بالحب حتى يأخذ الهاتف مني ويحذف الفيديو ثم يسيطر عليه لياخذني الي شويكار.. ومن بعدها لي اجد نفسي في ذلك الجحيم.. هنا كانت المعاناه الحقيقي لي ، لم أعد أعرف. كم مرة قلت إنني لا أريد! ساعدوني! أنا نادم على حبي! سئمت من العذاب ، لكن لم يرحمني أحد
أطلقت اليزابيث العنان لحزنها وهو يقف يتابعها بنظرات جليدية بعجز ثم تنهد تنهيدة تصدر عن أعماق أعماق تلك الضجة التي تهتاج اكثر داخله شيءً فشيء....! و دون أن يفكر مرتين كان يسحبها إليه وفجأة وجدت يحتضنها ويضمها الي صدره هامسًا بصوت رجولي جذاب
= هششش يكفي
كانت اليزابيث تائهه بين صدمة احتضنها و أوجعها لكن لم تبتعد عنه لأنها ببساطة كانت تحتاج إلى شعور بالأمانة ومن الواضح انها قد وجدت في أحضانه ... أنفاسه الساخنة بدأت تداعب رقبتها وجسدها اللعين ارتعش تلقائيًا من لمسته، بينما هو أقترب منها اكثر حتى اصبحت ملتصقة به تمامًا.. بينما آدم شعر بمشاعر شتى وهي بين أحضانه... رائحتها تخدره وقربها يهلكه حرفيًا ويهيج تلك العاطفة الموقدة دائمًا داخله.... ازداد من احتضانه لها يشعر بجسدها يرتعش ويلف يداه حول خصرها لتداعب انفاسه وجهها حتى ادركت انه قريب جدًا منها يكاد ينال شفتاها... ثم همهم وهو يحاول تجاهل شعوره متمتم بصوت هادئ خشن
= اهدئي اليزابيث الحزن لن يفيدك بشئ، صحيح أنك تعرضتٍ لفاجعة كبيرة بعد أن خدعك هذا الحقير بتلك الطريقة البشعة، وتركك انك تعاني من متلازمة القلب المفطور ولكن هذا لا ينفي أنك في النهايه كنتي لا تريدي هذه الحياه وتم اجبرك عليها
فازدردت اليزابيث ريقها ثم مسحت دموعها وهزت رأسها بالنفي وقالت بصوت محشرج
= لا أحد يري الأمر هكذا يا سيد آدم ، أنا ما زلت أعاني من تهميش المجتمع ومن قسوة الناس ، حتى بعد أن ابتعدت عن هذا العمل ، ولم أفعله عن طيب خاطر ، لم يكلف احد نفسه ويتساءل ما الذي اوصلني الى تلك الحالة؟ كل ما يهمهم هو أنني سأبقى عاهرة .. قد تعبت حقا .. هل ستظل الحياة صعبةً هكذا دائماً , أم هي صعبة فقط ﻷني لازلت شابة صغيرة؟ وهذه التجارب ستنتهي حتما
زفر آدم بعنف شديد شاعراً بوخزة بقلبه ليهتف هامسًا
= غالباً , هي صعبة إلى الأبد !
رفعت يدها بحركة عنيفة تضرب علي قلبها بقوة وقالت بشيء من الحدة بنبرة موجعة
= لكن هذا الألم الذي بداخلي لا يشفى؟ قد بكيت كثيرا لما لا يزول الوجع
امسك بيدها آدم بقوه يمنعها من ضرب نفسها، و رفع رأسها بيداه برفق وهو يخبرها بنبرة صادقة مُذبذبة
= صحيح أن الألم لا يزول ، لكنك ستتعلمي التعايش معه وستكوني أقوى بسببه .. إليزابيث ، أعلم أنك مررتي بظروف أشد من هذا ، وقد تحملتي المصائب وتعيشتي مع الموقف بروح عالية ، فماذا حدث وجعلك ضعيفا الآن؟ كل هذا بسبب لارا اللعينة ، هي دائمًا ما تقول أشياء فظة ولا تهتم بمشاعر الآخرين ، لذلك لا تهتمي بها .. أنا متأكد من أنك تقولي الحقيقة وأن كل ما حدث لكٍ كان في الواقع ضدك .. وأنك لا تريدي سوى فرصة واحدة للعودة إلى ما كنتي عليه من قبل
فلم تستطيع اليزابيث ردع دموعها عن الانهمار عندما سمعت ما قاله آدم اذ انها بعد كل القسوة والظلم وتهميش المجتمع والمعاملة الجلفة والقاسية التي تلقتها من الناس على مدار شهور طويله وجددت اخيراً شخصاً لا تعرفه يقدم لها العزاء بكل صدق الامر الذي جعلها ترفع يديها وتغطي وجهها وسرعان ما اجهشت بالبكاء مما جعل آدم ينصدم ويشعر بالذنب لانه تحدث معها بذلك المنطقه فتنهد وقال بنبرة تعاطف
= لما تبكي الآن؟ رجاء كفي عن البكاء فانا اعتذر منك وبشدة لانني ذكرتك بأحزانك ومعاناتك .. واعتذر ايضا عن ما فعلته لارا بكٍ
قال ذلك بينما ابتعد عنها ونهض ليمسك بيده ذراع اليزابيث وسحبها قائلاً
= دعينا نغادر هذا المكان.
فسارت برفقته دون ان تتفوه بكلمة واحدة ولم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع ، وعندما وصلا إلى السيارة ترك ذراعيها وفتح لها باب السيارة وقال بهدوء
= هيا اصعدي.
اما هي فكانت مسمرة في مكانها ووجهها شاحب كما لو ان روحها قد فارقتها مما جعله يتنهد بعمق واردف قائلاً بنبرة تنم عن التعاطف
= هيا يا اليزابيث ، اصعدي في السيارة لكي نغادر من هذا المكان.
فذرفت اليزابيث دموعها مرة واحدة ولم تقل شيئاً بل صعدت في السيارة فاغلق آدم باب مقعدها ثم التفت حول سيارته وصعد خلف المقود وقبل أن يشغل المحرك نظر إلى حيث كانت تضع يديها على حجرها وتحني رأسها بصمت فلم يعجبه حالها ومع ذلك فضل ان يلتزم الصمت لذا شغل محرك السيارة وهم
بالمغادرة.
❈-❈-❈
في مكان علي الشاطئ كانت تجلس لارا فوق المقعد وامامها طاولة صغيرة، حتي أقترب زين منها وسحب المقعد الأخري ليجلس نظرت إليه علي الفور بانتباه ليقول زين بنبرة جافة
= تفضلي ما الذي تريدي مني؟
اعتدلت لارا في جلستها وهي تضع يدها فوق الطاولة وتنظر داخل عينه باهتمام
= باختصار ..هل يوجد بين آدم وتلك الفتاه العاهرة شيء يحدث بينهما ؟ ولا تكذب لاني ساعرف الحقيقه
صمت زين وطال صمته ثم اجاب بصوت اجش
= اذا تقصدي علاقه فلا يوجد شئ حسب معلوماتي... ولن يقترب منها يومًا بحياته!! وانا اعرف صديقي ادم جيد واعرف نوايا ..لكن لا اعرف ما هي نوايا تلك الفتاه، ومنذ أول يوم التقيت بها وانا ليس مرتاح لها
شددت لارا على كلماتها وهي تخبره وقالت بزهو
= جيد وهذا ما أشعر به تجاهها أيضًا ، لذا أريدك أن تساعدني في التخلص منها وإبعادها عن آدم
كز زين على أسنانه بصمت ولم يعلق في البدايه ليستوعب الحديث ليقول بشك هاتف بصرامة
= ماذا تقصدي بالتخلص منها؟ سيدة لارا ، أعلم جيدًا أنك تحبي آدم ودائمًا ما تفعلي المستحيل حتى تحصلي عليه ذات يوم .. وقلت إنني لست مرتاحًا لتلك الفتاة ، هذا صحيح .. لكن هذا لا يعني أنني أقتلها
صرخت به مستنكرة بشدة
= هل أنت غبي يا زين؟ هل قلت أن أقتلها لأقع في مشكلة بسبب عاهرة لا قيمة لها؟... اصمت واسمعني جيد هذه الفتاه خبيثه وليست سهله وبتأكيد هي تخطط للاستفادة من ادم ليغرم بها وتستغله، هي أتت إلى هذا المنزل بهدف واحد وهو للحصول على أمواله
زفر زين بعنف متمتم بصوت مكتوم
= أنا أيضا شككت في ذلك وحذرت آدم كثيرًا ، لكنه أصر على أنها فتاة طيبة ويريد مساعدتها. يقول إنه لا يرى شيئاً سيئاً منها حتى يشك بها ويخرجها من بيته. حتى اليوم ، بعد أن أتيتي إلي وواجهتي بما تعرفي عنها ، اختفت هي فجأة من بيننا ، وركض آدم وراءها للبحث عنها وأعادها للمنزل.. لا أعرف ماذا فعلت تلك الفتاة حتى يثق بها هكذا
ازدادت ضغطتها على شفتيها بقسوة فتأوهت بصوت مسموع بينما الغيرة تنهشها كأعنف الوحوش لتهتف بحدة عالية
= وتقولها في وجهي بكل برود ، ركض وراءها ليرجعها إلى المنزل مره ثانيه، يا إلهي .. لا أستطيع أن أتحمل ما اسمعه هذه الفتاة في فترة قصيرة جدًا. يجب أن تتعلق بشخص آخر حتى تنسى آدم.
إتسعت عيناه بعدم فهم ليهمس تلقائيًا
= لا افهمكٍ ما الذي تريدي الوصول اليه
اومأت لارا وهي تهز رأسها بقلة حيلة مرددة بصوت متوتره
= حسنًا ، سأخبرك بوضوح .. اشغلها أنت يا زين ، واجعلها تتعلق بك وتقع في حبك ، حتى تبتعد عن آدم ولا تفكر فيه! وبعد زواجي من آدم أتركها كما تريد
عقد زين ما بين حاجبيه بعدم استيعاب ثم اردف بتلقائية مستنكرًا حديثها برفض
=ماذا،؟ سأعتبر نفسي لم أسمع شيئا من هذا الحديث ، وأنا لم أتي إلى هنا في الأساس ..هه تريدي أن أحب تلك العاهرة! هل انتٍ واعيه الي ما تقولي لي ؟
لتزم شفتاها مغمغمة بحنق شديد وهي تحذرة
= لا تتخطى حدودك معي يا زين .. أنا أتحدث عن مصلحة آدم لا أكثر ، وقد رأيت بنفسك أن آدم بدأ ينجذب إلى تلك الفتاة ويقع في خطتها ولا يعتقد أنها فتاة سيئة ، وإذا تركناها دون فعل أي شيء ، فإنها ستستولي عليه و تؤذي مشاعره بعد أن تحصل على ما تريده .. وإذا تحدثنا إليها فهي لم تستمع إلينا .. لذا فمن الأفضل لنا أن تنجذب مع شخص آخر غير آدم.
بالرغم من أن كلامها شعر زين بأنه هناك جزء من الحقيقه به و هدأه نوعًا ما ولكنه زمجر فيها بغيظ
= أنتٍ تتحدثي ببساطة كأنه الأمر سهل للغاية .. وعندما أخبرها أنني أحبها .. ستبتعد عن آدم فورًا وتسمع حديثًا ، هذه فتاة ماكرة لا تقترب إلا من الرجال الأغنياء وأنا مجرد شاب عادي لا امتلك اي شيء ثمين حتى تنجذب إلي وتترك آدم نجل السيد نيشان.
بللت شفتاها والتوتر يزحف لكافة جوارحها ببطء ثم خرج صوتها مبحوحًا يتحجزه القلق
= أعلم أن الأمر ليس بهذه البساطة ، ولا أريدك أن تذهب وتقول في وجهها ببساطة "أنا أحبك." بل من ذلك ، أريدك أن تقترب منها بحيل أخرى في البداية ، صفي كل المشاكل بينكما وحاول تهدئة الأجواء والتعامل معها بلطف ، ثم ابدأ بجعلها تقع في حبك بأساليبك الذكية. باختصار ، أريدها حقًا أن تقع في حبك يا زين... ثم بعد ان نرتبط انا و ادم افعل ما يحلو لك واتركها، انا لا اقول لك تكمل حياتك مع عاهرة !!. أرجوك يا زين ساعدني لأن هذه الفتاة يجب أن تبتعد عن آدم حتى لا يتورط معها أكثر من ذلك.. دعنا نحل الامر ونحن في البدايه افضل
صمت زين قليلاً وفجأة غامت عينـاه بأفكاره التي بدأت تنضح من عقله وهو يفكر في كل كلمه قالتها باهتمام، ثم هز رأسه بضيق وهو ينهض ويبعد المقعد بعنف ليقف أمامها يقول بخشونة
= أنا آسف ، لكنني لا أوافق. لو عرف آدم شيئًا من هذا القبيل ، فسيغضب مني ، وقد أفقد صديقي للأبد .. وانا لا أريد الاقتراب من تلك الفتاة ، لأنني أكرهها.
أمسكت لارا يده بسرعه لتهتف بصوت حزين محاوله استعطافة
= سأعتبر نفسي لم التقي إجابة منك. فكر جيدًا يا زين في الحديث بكل جدية ، ثم اتخذ قرارًا .. لكن تذكر أنك تقدم معروفًا لصديقك الذي سيتذكره دائمًا ويشكرك على ذلك.
❈-❈-❈
عندما وصلا إلى منزله اوقف آدم سيارته في موقفها الخاص ونظر إلى الجالسة بجواره دون حركه وقد انتابه القلق بشأنها لانها بدأت وكأنها تمثال من الحجر دون روح فتنهد وقال بصوت منخفض
= اليزابيث.. هيا انزلي فقد وصلنا الى المنزل.
فأومت له ولم تعلق بل شقت طريقها نحو باب المنزل بصمت بينما وقف هو يراقبها وهي تسير نحوه الباب بخطوات ثقيلة.
تنهد آدم بيأس؟ ماذا يفعل معها بداخله شعورين .. سعيد أنه وجدها واعادها ولا يعلم سببا وجيها لسعادته هذه !! وكم استنكر هذا الشعور ! والشعور الآخر؟ غاضب من تهورها بأنها رحلت وهي ليست لديها مكان غير هنا.. ألا تثق به كفاية لترحل دون إخباره حتي وتسير بالشوارع و تموت بردا أو جوعا..
لكن يعرف أن حدث كل ذلك بسبب اللعينة لارا وما فعلته معها؟ لا يعلم ماذا يفعل معها حتى لا تعيد تلك الفعلة المتهورة مرة أخرى أو أي أفعال مجنونة غبية إلا إنه تحكم في كل ما يدور في خلده وقبض علي يده بقبضة من حديد... ولاحظ آدم بأنها مازالت تقف أمام باب منزله مترددة بالدخول، حيث كانت كل هذا الوقت لا يزال تقف بصمت وهي تفرك يدها بتوتر...
اقترب آدم منها ثم ودون كلمات أمسك بيدها يسحبها خلفه بخشونة وهي مستسلمة .. تتمنى لو لا يتحدث بأي شئ يدخلها فقط غرفتها الدافئة لتسقط في النوم غارقة فورا دون أن يراها أحد ويتساءل.. بينما ظل آدم ممسكا بمرفقها بحزم وفتح باب المنزل ودلف
و ما أن مرا معا على الردهة وجد زين مزال مستيقظ الذي ما أن راه حتى اتسع فمة بصدمه بأنه أعادها مره ثانيه إلي المنزل كما توقع ليجز علي أسنانه بعنف شديد ..لكن آدم تجاهل دون حتى أن يبرر له تحرك بها لغرفتها أدخلها بهدوء فوقفت تتطلع حولها باشتياق او ربما اشتياق لـ الدفء ! لا تعلم لمَ أنعشها ذلك الشعور ! لينظر لها آدم ليتحدث ويكسر الصمت بينما قال وهو يلاحظ أنها ترتعش وتمسد على ذراعيها ويبدو عليها التعب والارهاق
= اذهبي للاستحمام اليزابيث بماء دافئ .. ثم تعالي لتنامي .. فأنتٍ متعبة جدا
أومأت برأسها ببطيء بارتباك و بخجل وهي تعض على شفتيها فزم شفتيه مبعدا نظراته عنها وتحركت هي نحو الحمام بخطوات متعثرة، ثم توجه هو للخارج يترك الغرفة يغلق الباب ورائه جيدا .. يفكر أنها تحتاج للطعام لكنه لن يطلب من زين أن يصنع لها يكفي نظراته التي تحوم حوله ودون أن يعطي لنفسه مجال للتعجب والاستغراب ذهب هو يحضر لها الطعام ولم يلتفت لنظرات زين التي كادت أن ترشقه بسهام الذهول و الغضب .. دخل المطبخ وشرع في التحضير لا بأس يستطيع تجهيز بعض الطعام الخفيف لها بنفسه.
وإلي هنا لم يستطع أن يتمالك اعصابه زين لينهض بسرعة إليه بخطوات غاضبة، ليقول بصوت ساخراً
= وأنت من تصنع لها طعامًا بنفسك ، أقول لك شيئًا لم تصدقه على الرغم من أنني أعيش معك في نفس المنزل ، لكنني بدأت أشك مثلهم ، أن هناك علاقة بينكما بسبب اهتمامك المفرط بها
تنهد آدم بضيق شديد ثم نظر للحظة له قبل أن يردف بصوت رجولي
= ما بك زين؟ أنت الأخري ، الفتاة مرت بظروف صعبة للغاية ، ورأيت بنفسك ما فعلته لارا بها في الصباح وكيف أهانتها. هل تريد مني المزايدة عليها أيضا؟ أنت لا تعرف ما مرت به إليزابيث من حيث المعاناة الصعبة التي عاشتها
صاح زين بعصبية شديدة
= وهل اي شيء تقوله يجب ان اصدقه؟ هذه كاذبه و خبيثة .. وهي تفعل كل هذا لمحاولة الإيقاع لها.. و في وقت ما ستعرف الحقيقة وأن لي كل الحق
ساد الصمت لينظر ادم وقال بتساؤل خافت وهو يتمعن في وجهه من جديد بملامح هادئة
= كل ذلك لانني اصنع لها وجبه طعام ؟.
جز زين علي أسنانه بغضب وهتف بحدة بينما كان يتحرك للمغادرة
= أنت تعرف جيدًا ما أعنيه بمحادثتي يا آدم .. لا أعرف لماذا أتحدث معك في الأساس .. افعل ما تريد
أسرع زين بخطواتة إلي الاعلي بتجاه غرفته وهو يفكر في حديث لارا بأنها كانت علي حق فآدم بدأ في الخضوع لها ..وهو الآن علي حافة أن يقع في مصيدة اليزابيث !!.
❈-❈-❈
بداخل الغرفه، دفنت اليزابيث وجهها بين ركبتيها تكمل بكائها بدموع فاضت أخيرا لتطفر تشق الطريق على خديها علّها تزيح بعضا من اختناقها، كانت تنسكب كشلالات من جمرات على روحها المحترقة بالفعل ! وفي نفس اللحظه شعرت بأن الباب يطرق ثم فتح الغرفة بهدوء ليجدها جالسة على السرير تضم ركبتيها لصدرها وتدفن وجهها بينهما وتحيط بهما بذراعيها .. وكانت هي غارقة في أفكارها المتداخلة... اقترب منها بهدوء لا يعلم ما الذي عليه قوله وعقدة حاجبيه تزيد من عبوس ملامحه تنحنح مناديا إياها، لترفع مقلتيها ببطءٍ ونظرت إليه بين دموعها بصمت.
فتقدم منها أكثر حتى جلس جوارها على السرير بعد أن وضع صينيه الطعام جانب ، استمر الصمت للحظات فقرر قطعه أخيرا يداري على ارتباكه قائلا بهدوء ممزوج ببعض الحرج الرجولي
= قد احضرت لكٍ الطعام، فيجب ان تتناولي شيء قبل ان تنامي
نظرت إلى الطعام بدهشة فشعرت اليزابيث بالامتنان الشديد تجاهه لذا قالت
= انت انسان طيب سيد ادم وشكرا لك على دفاعك عني ومحاولة تخفيف الامي .. اعتذر عما فعلته من قبل عندما حاولت مساعدتي في البداية وشككت فيك ورفضت مساعدتك.. ولكن الآن تغير الوضع وأنا أعلم أنك شخص طيب و ذو اخلاق عاليه .. وأنا أقدر ما فعلته من أجلي وأريد أن أرد لك الجميل و أرجوك أقبل اعتذاري.
فابتسم آدم ابتسامة حزينة وقال
= يكفيني أن تعتني بنفسك ، ولا أريد منك شيئًا آخر .. أما أنا فقد قبلت اعتذارك منذ أن عرفت ما حدث لكٍ ، وبصراحة لكٍ الحق في ذلك. لا تعطيه ثقتك بأي شخص بعد كل ما حدث معك .. ونصيحتي اليكٍ هي محاولة نسيان ما حدث والبدء من جديد.
تمتمتها بصوت مخنوق متحشرج مشتاق حد التعب لمَ يحدث معها كل هذا لمَ
= قررت ان ابدأ حياتي مجدداً بالفعل وقبلت بهذه الوظيفة لكي اعيد نفسي في هذا المجتمع القاسي.. لكن الامور صعبه للغايه وليس بهذه السهوله.. لما يحدث معي هذا ، لما انا من بين سائر البشر ؟ انا ضعيفه للغاية
شعر بالحزن الشديد عليها، حرك حلقه قائلا بخشونة أعلى وهو يحدق أكثر في وجهها
= اليزابيث.. انا لم ارى فتاه مثلك شجاعه قد واجهت كل ذلك بمفردها وما زالت على قيد الحياه تحارب وتواجه مصيرها المجهول؟. حتى انا اذا كنت مكانك لا اعلم اذا كنت ساستطيع التحمل والمواجهه ام لا؟ لذلك لا تقولي على نفسك ضعيفه مره ثانيه بل انتٍ شجاع وقويه
تنهدت تشعر بالاضطراب و الرهبة بينما هي تحدق فيه وهو يخرج الكلمات من فمه المتشقق الباهت ال .. حلو !! أطرق بنظراته ما أن شعر بمسار أفكاره يأخذ منحنى .. غريبا عنه !! ليقول بنبرة صادق بوعده لم يعتقد يوماً أنه قادر على معاودة قطعه
= على العموم اليزابيث، أنتٍ هنا بخير .. أتمنى ألا تتصرفي باندفاع مجدداً دون الرجوع لي، وأنا أعدك بأن لا تتعرضي للاهانه مره ثانيه وانتٍ هنا بمنزلي .. لا تقلقي بشأن ذلك، لكن يجب ان ثقي فيه بان لم اضرك قط
تنهدت لتحمحم اليزابيث تجلي صوتها شاعرة بالحرج من تحديقه بها لتضرب وجنتيها بحمرة أكثر وهي تردف بصوت مخنوق
= أنا أمنحك كل ثقتي يا سيد آدم .. لهذا عدت إلى هنا مرة أخرى ، شكرًا لك
عقد آدم حاجبيه متمتما بمشاعر متداخلة غريبه عليه داخله، بينما لاحظ اجفال ملامحها للحظة ثم الاحمرار الذي غزى بشرة وجهها وتمنى لو يعرف السبب الحقيقي وراء نضوج تفاحة خديها هكذا ..
= حسنا .. ارتاحي الآن .. ولا تنسي ان تتناولي اي شيء قبل ان تنامي، تصبحي على خير
ثم استدار للباب مغادرا وهو يخرج مسرعا من الغرفة يغلق الباب بحدة أجفلته هو نفسه قبلها تاركا إياها تتساءل بنفس التساؤل الذي دار في ذهنه؟ ما الذي يحدث لهما؟
❈-❈-❈
بعد مرور وقت لاحق، خرجت اليزابيث من غرفتها وهي تحمل صينيه الطعام لتسير باتجاهه الى المطبخ وقد وصلت إلي الأسفل لتتجمد مكانها فجاه عندما وجدت نيشان يقف أمام آدم و كان نيشان عروق رقبته بارزة بشكل مرعب عندما راها وعادت اليزابيث ببطء بخطوات مخيفة وهي تراه ينظر لها بغضب لا تعرف مصدره؟ وأنفاسه مسموعة فنظر إليها بعيون متلألئة ويقول بصوت خفيف بابتسامة استفزاز
= آه.. قد عدت من جديد الى هنا
تنهد ادم بحدة ليعرف بان والده سيضايقها بالحديثه بالمزيد وهي قد اكتفت الليله بما فيه، لذلك تحدت بسرعه وقال بصوت مسموع
= اليزابيث من فضلك اصعدي الى غرفتك الان
ظلت اليزابيث مكانها بحيرة وتوتر، ثم زفر قائلاً غاضبًا جدًا وقال في إزعاج
= اليزابيث هيا ..الى غرفتك
رمشت عدة مرات وهي تحدق به ولم تستطيع سبر غوره ولكنها استشعرت القلق في نبرة لتهز راسها و تصعد إلى غرفتها مره ثانيه.. ابتسم نيشان وقال ساخرًا
= إذن هذه هي العاهره الذي فضلت، لارا خطيبتك المحترمه عنها.. كلمه واحده ولم اردها هذه الفتاه يجب ان ترحل في غضون لحظات
ابتسم آدم ابتسامة صغيرة وقال بهدوء وهو يقترب منه
= اعتذر يا أبي لكن ما قلتة لم يحدث، وهذه الفتاه سوف تظل هنا لاننا أريد ذلك .. اما بخصوص لارا فقد قلت لك قبل سابق لم ارتبط بها لكنك تصر ، وانا ايضا أصر على قراري
التفت نيشان إلى آدم ونظر إليه بمكانة وقال رافعًا سبابته في وجهه بحذر
= بدات تتمرد علي وتقولها بوجهي بمنتهى السهوله لا تريد؟ كل ذلك لاجل هذه الحثاله ، الخادمة!
زفر آدم نفسا طويلًا قبل أن يهتف بغضب شديد
= لا ! ليس كل هذا من أجل إليزابيث ، لكن لأنني سئمت من سيطرتك عليه وانتهى صبري معك حقًا ، منذ آخر محادثة بيننا وما زلت أتذكر كل كلمة قلتها في وجهي.. حتى انك تزوجت من امي قبل وفاتها وتبنتني حتى تضمن العموديه وليس لانك تعتبرني ابنك كما كنت أفكر .. لذلك اكتفيت من الموافقه على اي شيء تقوله ضد رغبتي ..ومنذ هذه اللحظه لم افعل شيء لا اريده يا ابي
استقرت الجدية على وجهه وضاق عينيه قائلا بحزم
= حسنًا ، دعنا نكشف عن اوراقنا لبعضنا البعض ، ما دامت حديثنا قد وصل إلى هذا المستوى بيننا .. أنت على حق يا آدم. لقد تزوجت والدتك العاهرة من أجل مصلحتي واعتبرتك ابني من أجل العمودية .. حتى لا تذهب إلى شخص آخر! بينما ستكون العمدة القادم على الورق فقط ، وانا سأدير هذه القرية كما أريد .. وسوف تتزوج من لارا لأنني أريد ذلك أيضًا ، ولأنها هي الفتاه التي اضمنها أنها لم تلعب بعقلك لتذهب لبعيد عني ،وغير ذلك شقيقها أنطون هو وزير تلك القرية واذا حاولت لارا معك للتنازل عن العموديه شقيقها لم يوافق او ستذهب اليه وفي الحالتين سوف اسيطر انا...
اتسعت عينا آدم و شحب وجهه فور سماعه ذلك لينظر إليه بصدمه وغضب ولم تمر سوى بضع دقائق عندما تابع حديثه ليهز نيشان كتفيه و ردد ببساطة بصوت بارد
= أعني ، لقد اعتنيت بك واهتمت بك حتى ذلك اليوم فقط؟ من أجل العمودية! وأنا على استعداد لفعل أي شيء لمصلحتي .. هل تريدني أن أكشف لك اوراقي أكثر من ذلك يا آدم ؟؟.
نظر آدم إليه باشمئزاز وهو يبتلع لعابه في ارتباك و ألم ليحاول تمالك اعصابه ويضغط علي قبضته بعنف شديد، بينما كانت ترتجف أطرافه وترتجف شفتاه المنفصلتان ويغمض عينيه بخيبة أمل كبيرة يحاول يكتم الألم بداخله حزن وصدمة من حقيقه كلمات والده !! او ما كأن والده وضغط الألم على قلبه ليهدر بصوت ضعيف
= انت شخص متلاعب و استغلالي وخساره كلمه ابي الذي كنت اقولها لك لسنوات طويله لانني كنت اعتبرك مثل والدي بالفعل.. اخرج من هنا ولا تقول على امي مره ثانيه عاهره بل انت العاهر
ابتسم نيشان من زاوية فمه باستفزاز ليتحدث بنبرة حقد معتمدة قاصد جرحه ليشعره بالذل والإهانة
= لما؟ أليست هذا ما حدث حقًا وهذه هي حقيقه والدتك العاهرة، والدتك التي أنقذتها وتزوجتها لتبتعد عن هذا العمل بعد أن فقدت شرفها وأصبحت بلا قيمة.. وجعلتها سيدة مجتمع محترمة وأخفيت ماضيها القذر.. وانقذتك أنت ايضا وأعطيتك كنيتي حتى يكون لك مستقبل عظيم .. لماذا تخجل الآن من ماضي والدتك .. فهذه ستظل الحقيقه مهما حاولت تخفيها، أنا لقد قدمت لك معروفًا كبير وعليك أن ترده.
اخذت آدم يتطلع بانكسار بوجهه الذى كان يكسوه الحزن والالم، شاعراً بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا وكانه تعري امامه، همس بصوت مرتجف
= قلت لك اصمت.. وارحل من هنا !.
ابتسم على نطاق واسع عندما شعر بانكسار آدم امامه فقال نيشان بنبرة حادة
= هذا النقاش انتهى هنا يا ادم فانا سأعتبر انك لم تقولي شيئاً
ليرحل نيشان بكل هدوء مما جعل آدم يضرب الحائط بقبضة يده بحركة عصبية شديدة الخطورة، و قد التمعت الدموع بعينه بوجع تنفس الصعداء بحرارة وزفر الهواء بعنف ثم أخذت مفتاح السياره ولبس نظارته السوداء ثم فتح باب سيارته ليسير بلا هدف بينما كلمات نيشان كانت تتردد في اذنه بصوت مسموع .