رواية وصمة عار الفصل الرابع عشر 14 بقلم خديجة السيد

 رواية وصمة عار الفصل الرابع عشر بقلم خديجة السيد 


كان آدم يقود سيارته بجنون بعد أن ترك منزلة بعد حديثه القاسي مع نيشان ،رفع يده يمسح بعضا من حبيبات العرق على جبينه....يفتح أزرار قميصه ليلعن نفسه و نيشان شاتم ، ويضرب عجل القيادة بقسوة ويصرخ بغيظ... يغرز أصابعه في شعره ويتأوه بألم... يضرب قلبه بكفه بقوه على شكل قبضة... ويتألم و يتألم وظل يقود سيارته ساعات متواصله دون هدف !. 

استيقظت اليزابيث آن الساعة الثالثة صباحاً رغم انها لم تنم جيدا بسبب ما حدث لها مساء أمس و بالتعب الذي شعرت بة، لتعود تحاول ان تنام مره ثانيه فالوقت ما زال مبكرا لكنها شعرت بالعطش لتنظر جانبها تبحث عن ماء لتمسك الزجاجه لتجدها فارغة، لتنهض حتي تهبط لتحصل على ماء.. لتهبط اليزابيث الدرج بخطوات بسيطة بتجاهها الى المطبخ لتقف امام الرخام لتسكب كوب الماء بينما رفعت راسها تنظر من خلف الزجاج عن سياره آدم لتجدها غير موجوده 

تعدت الثالثة ليلا و للأن لم يأتي عقدت حاجبيها بدهشة وقلق فهي قد سمعت صراخه مع والده لكن لم تقف لتسمع الحديث الدائر بينهما بالطبع، لكنها بعد فتره طويله سمعت صوت سيارته تسير بسرعه وقد عرفت انه رحل غاضب بعد حديثه مع والده.. لكنه حتى الان لم يعد؟ 

انتهت من شرب الماء لتلتفت لتعود الى غرفتها حتى سمعت صوت فتح بوابة المنزل.. ركضت ناحية النافذة لمحت سيارته نزل منها واضعا جاكاته على كتفه مترنحا يبدو بأنه ثمل!! وكان يحمل بيده زجاجة الخمر ما زال يتجرع منها ...اتسعت اليزابيث عيناها بذهول فهي لاول مره تراه يتجرع الخمر بهذه الحاله، لتهز راسها برفض لا ليست سكران بتأكيد لم تظن ان السيد آدم يشرب... 

تقدم للداخل بدون ملامح ليسقط مفاتيحه بالأرض بعد أن فتح باب المنزل و ينهي الزجاجة دفعة واحدة ثم سقطت الزجاجه بالأرض أيضا لكن لم تنكسر لكن تعالي صوتها بالمكان بقوه بسيطه.. شعرت اليزابيث بتوتر شديد لتتقدم منه متوتره تفكر هل تساعده؟ ام تذهب ولا تقترب منه وهو بهذه الحاله؟ لكن توقفت مكانها لحظات عندما وجدت التفت لها بكامل جسده و نظر لها بتعجب ليجدها تبتسم له بتوتر بين تلك العينين البارقة لتقول بقلق

= سيد آدم أنت أين كنت ! كيف تعود بهذا الشكل ؟!

شبح إبتسامة آدم ثغره ليردف ببحة ناعسة

= هاي امازلتٍ مستيقظه حتي الآن؟ جيد 

تقدم خطوات منها ليشكل على التعثر لتسرع له بخوف بالغ

= سيد آدم.. هل انت بخير ؟!

اردفت بها متفحصة إياه لوهلة بينما ضاع هو بزرقة مقلتياها و استغل قربها منه محاوطا خصرها لتشهق بفزع وهي تحاول سحب نفسها منه بسرعه بصدمة

= سيد آدم.. دعني رجاء انت لست بوعيك.. هيا دعنا ندخل 

وضع إصبعه على شفتيها مسكتا إياها ليردف بصوتٍ أجش

= لما نبضات قلبك تتسارع كلما اقتربت منك.. لهذه الدرجة تخافين مني ..!

لينظر آدم اليها بشغف وحنان تمسد اصابعه خصلاتها الى الخلف لينحنى أمام وجهها لتهمس إليزابيث بصوت خجل متلعثم 

= لا..نبضي طبيعي 

دفن آدم راسه بين حنايا عنقها يهمس بتعب شديد

= حقا دعيني أرى بنفسي

سحب يده ليضعها جهة قلبها صادم إياها،مدت اليزابيث كفيها تدفعه فى صدره بعيدا عنها بقوة وعينيها متسعة العينين بصدمة لتهمس بغضب مكتوم

= أبعد يدك سيد آدم ،أتركني لا يصح هذا ..

شد قبضته عليها أكثر مسندا جبينه على خاصتها

= لا أريد.. لا أريد تركك.. لما الجميع يتركني ويذهب ضلي معي

بقيت عيني آدم على جسدها تتفحصانها من أعلى الى اخمص قدميها, فنظراته احرقتها الى ان رأت عينيه تعود الى وجهها، بينما أغمضت عيناها فاقدة القدرة على التحكم بأنفاسها، ليهتف هامسًا

= تنفسي صغيرتي تنفسي..دعيني اغطيكٍ بأحضاني فلابد انك تشعرين بالبرد

رمشت بعينيها بذهول و رفضت اليزابيث و لكن اليد عادت و امسكت بمعصمها بقوة لدرجة انها احست أن عظامها ستتكسر

= أه.. لا.. دعني .

تيبست عضلات ظهر آدم بشدة يخفض راسه لامام لعدة لحظات صامت حتى يحدث بعدها بسخرية غير واعي

= لا تخافي فأنا لا أحول اغتصابك .... أو على كل حال ليس هنا هههههه

شعر بأن الذي امامها ليست ادم الشخص المهذب الذي تعرفه منذ فترة قصيره انما شخص اخر لا تعرفه؟!. فأحاطها بذراعاه ليضمها و يطفيء شوقه و قاومت اليزابيث و تلوت بين يديه و لكنه لم يتركها بل زاد من قوة ضمه لها فأحست اليزابيث بشعور غريب يسري في جسدها, شعور لم تشعر به ابدا .. إستكانت للحظات صامتة تستوعب أنها داخل أحضانه وشدد هو من ضمتها ثم رفع ذقنها وتلاقت الأعين من جديد وذابت بنظراتهم والحديث ،مال علي كريزتيها ينوي بتقبيلـهما لتتسع عينيها بصدمة ورعب وسُرعان ما أبعدت وجهها إلى الجهه الاخرى ولم تجد وسيله غير انها اذا لتضغط علي قدمه بقوة ليتالم ويبتعد فانسلت من ذراعيه لتبعد خطوات للخلف بتوتر شديد.. ليقول بثمالة فاركا عيناي وصوته يتألم إخترق مسامعها لتستشعر نبرة القلق بها

= آآه ..لما فعلتٍ ذلك

نظرت اليزابيث حولها بقلق شديد ثم جذبت يده إلي الداخل بعد أن أغلقت باب المنزل.. لتسحب يده لتصعد به إلي غرفته.. لكن وقف ادم ينظر إليها بعينيه اللامعة بشدة لتتسارع انفاسه قائلا بابتسامةً ماكرة

= انتٍ تاخذيني الى الفراش صحيح.. ههه هذا جيدا جدآ لينا، لكنك لم تقبليني حتى الان هيا اليزابيث افعليها واعطيني شرف قبلتك 

غضبت لتنقلب لهجتها الى عدم تصديق وصدمة قائله بسخط

= توقف عن هذا الهراء... انا سوف اخذك الى الفراش حتى تخلد الى النوم وترتاح 

صار معها يسير بخطوات بسيطة لكنه لم يتوقف عن الحديث بوقاحة قائلا بصوت ناعس من الخمر

= وانا ايضا اريد راحتي وهي معك انتٍ فقط اليزابيث.. اعتقد اننا يجب أن تبدأ بالاحضان أولا ثم القبلات ..ثم الهمس بكلمات جريئه ثم ههه الـ..

شهقت اليزابيث بذعر ونفضت ذراعها من يده تلتفت اليه بعينين تلتمع بغضب لتضع يدها فوق فمه ليصمت لتتحدث بصوت كل توتر وحذر 

=توقف واخفض صوتك وقلت لك انا اخذك حتى تخلد للنوم ليس الذي يدور في عقلك وكفى وقاحه ماذا بك اليوم تمتلك طاقه وجراءه فظيعه هيا تعال معي حتى تذهب الي الفراش 

أمسك آدم يدها من أعلي فمه ببطء شديد ليرفعها إلي فمه ليقبل يدها بشغف وحنان.. بينما شحب وجهها بشدة ليهمس فجاءة بالقرب من اذنها بخشونة وجرأة 

= أوه رايتي بنفسك تقولي الفراش مره ثانيه انتٍ الذي تريدين اللعب معي.. لكن انتظري قليلا لم تسمح لي فرصه حتي لمداعبتك ايها القطه الصغيره الشقيه

هزت راسها بيأس منه لتحس بكل ارهارق اليوم الماضية يتراكم فوقها فكأن ينقصها ثمل آدم ، لكن اتسعت عينيها بفزع عندما رأته يقترب منها يحصرها بين ذراعيه يميل بجسده نحوها بشدة لتشعر بالتوتر من قربه الشديد منها ، لتقول بسرعة بخوف

= سيد ادم ارجوك انا اخذك الى غرفتك نومك حتى تنام ليس لدي أي نيه اخرى ..ارجوك ساعدني قبل ان يعود والدك أو يستيقظ زين ويشاهدك بهذه الحاله 

انقلب وجهه بعنف عندما ذكرت والده! لتشعر بشئ يلامس وجنتيها مثل رفرفة الفراشة وكانت أنفاسه اللاهثة وصوته برقه هامس بضيق شديد

= حسنا ..حسنا فهمت لا تقولي اسمه الان رجاءا، و الان هي قبليني وقولي لي ليله سعيده وبعدها ساخلد الى الفراش كطفل صغير جيد 

أغمضت إليزابيث عينيها بنفاذ صبر وتعب وتجاهلت حديثه تماماً لا تظهر على وجهها اى مشاعر بينما بدأت عيناها تدمع لترتفع صوتها بخشونة وارتفاع بإرهاق من هذا المازق

= يا الله ماذا افعل بهذة المصيبة ؟. 

صمت آدم لحظه ثم تطلع بعينيها اللتان ترمقانه و هما مغرورقتان بالدموع من الخوف، ليتساءل بصوت اجش مرتعش

= ماذا؟ لماذا حزينه الآن سافعل ما تريدين حياتي لكن اريد قبله قبل النوم هذا حقي حتي اطيعك.. اليزابيث الجميله حلوه مثل الحلوي سوف تعطيني قبله عنيفه اعلى شفتي ..هيا لا تخجلي مني 

شعرت اليزابيث بالذهول والصدمة من جرأته الزائده اليوم ولا تعرف بماذا تجيب عليه؟؟. بدأت دموعها تنهمر أكثر وهو وضع سبابته علي عيناها يمسحهم برفق.. ثم انحني ناحية شفتاها حتي يقبلها ارتجف جسدها لتبعد وهو ثبتها جيداً وأصبحت أنفاسه أمام شفتاها أغمض عيناه واقترب أكثر حتى يقبلها بينما يداه تشابك أصابعها المتشنجة ،لتنفجر تشهق بالبكاء لتقول بصوت اجش باكى

= من فضلك أبتعد ولا تؤذيني

اتسعت عينا آدم الناعسة بصدمه من بكائها المفاجئ ليبتعد عن شفتيها بضيق، و بهدوء وقف يتامل وجهها الشاحب بشدة ودموعها المنهمرة من جانبى عينيها دليل على مدى ألمها لتمتد انامله تمسحها برقة يتلمس خصلاتها المنتشرة فوق كتفها بحنان ليقول بنبرة تذمر وبحزن

= لا تبكي.. انا اسف.. آسف اليزابيث لانني كنت ولد سيئا واحزنتك توقفي أرجوك عن البكاء و الخوف مني

ابتعدت عنه بعنف وجذبت يدها بقسوة دليل على فاقد صبرها لتبكى بصوت ضعيف قائلة بألم

= سيد آدم ، أنت ثمِل ولا تعرف ماذا تقول

احس آدم بقبضة تعتصر قلبه بألم من شدة الالم مرادفا بصوت مخنوق

= لا ! أنا لست ثمِل او مجنونًا ، أنا إنسان أعاني من ألم رهيب إليزابيث

إبتلعت ريقها بارتباك لتهمس له برقة محاولا التخفيف عنه

= ما الذي يؤلمك؟ 

همس بصوت ضعيف داخله ينبه بانه حقا قد تعب من الصمت لما يحدث له لم يكن له يد فيه ولكن دائما كل اللوم يقع عليه هو ،هز آدم راسه بشدة ليصمت ذلك الصوت بداخله ثم ليتحدث بنبرة منكسرة

= لم تكِن كسوري بالعِظام بل كانت بالعُمق العميق مِن الروح والروح لاتُجبر.. ‏الخيبات المتتالية أطفأتني حتى اعتزلت هذا العالم الذي أصبح لا طعم له

وقفت اليزابيث تراقبه بقلق ولا تفهم ما حدث له أوصله لتلك الحالة.. ثم أنحنى إلى الأمام وضمها بين ذراعيه مجدداً بقوة أكبر هذه المرة ضاغطاً ذراعيه حولها كان عناقه قويا جدا بحيث سمع أنفاسها تنقطع... لكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها حاولت ان تتحرك بعشوائيه ليتركها.. لكنه ضغط عليها أكثر بالعناق بحماس ورغبة من دون تحفظ... كان الأمر أشبه برمى عود ثقاب في كومة من القش اليابس وأصبح بإمكانه الآن يتراجع ويراقب ألسنة النار تستعر و تجتاح ما حولها متعاظمة يصعب إطفاءها وهي تقودهما نحو حريق هائل يمكن أن يبتلع كل ما يعترض طريقه في ثوان... لم يختبر آدم مثل هذا الشعور من قبل.. ولم يعرف يوماً امرأة يتجاوب معها بهذه الطريقة....كما لم يكن يعلم أنه قادراً على التفاعل مع أي امرأة بهذا الشكل همس وهو يلتقط أنفاسه الاهثه بصعوبه

= عندما كنت صغيراً ، كنت أرغب في أن يعتني بي شخص ما ، كنت أتظاهر بأنني متعبة وأن قلبي يؤلمني ، واجعل نفسي أموت حتى يبقوا معي حتى الصباح .. وأنا أفعل ذلك اطلب منهم الكثير من الحلويات ليحضرونها لي وكل ما أريد لأنهم كانوا يخافون عليه. تخيلي اليزابيث أنهم سيفعلون كل هذا لأنهم كانوا يخافون علي فقط، وكنت مهم بالنسبة اليهم؟

ثم ابتسم آدم بسخرية مريرة لتلمع دموعه بين عينه بمرارة هاتف

= لكن هذا بالطبع لم يكن يحدث .. تمنيت ذلك لكن لم يحدث ..

كانت اليزابيث تستمع حديثه ومع كل كلمة تخرج من فمه كانها سكين يقطع فى احشائها بقسوة الى هذة الدرجة يعاني من حياته ويتألم.. بينما

شعرت بقلبها ينبض بقوه فبجانبه غلفها الآمان توقفوا ينظرون الى بعض لثنهي لغة العيون بقية الكلام.. ثم أريح رأسه أعلي عنقها وقد بلل عنقها بدموعه حرك أنفه وحاول مسح دموعه ولكنه تألم بسبب ثقل رأسه الثماله، ليتفاجئ بها أخفضت يده و اقتربت منه و مسحت دموعه من وجنتيه، لم تستطع إبعاد يدها عن خده، و دون تحكم منها بدأت دموعها تنهمر دون توقف.. رفع آدم عينيه ثم وقال بصوت متحشرج 

=تعلمي في منتصف الليل كل شيء يسكت ماعدا عقلي.. اتمنى ان اتوقف عن التفكير في كل شيء يؤلمني بشده.. منذ طفولتي أتألم وحتي الآن

كانت تنظر إليه بعطف فمن الواضح انك تعذب في طفولته حاولت ان تنسحب من امامه وهو شارد هكذا ليجذبها من ذراعها بقوه لتخاف وهو يرجعها امامه مره ثانيه وقبل وجنتيها بقوة, لم تصدق ما فعله و إحتضنها بشغف.. لم يعد يعرف عدد الاحضان فمن الواضح انه قد اعجبه و وجد الامان بين احضانها، ردد بتلك النبرة الثقيلة

=لا تخافي من المستحيل أن أقوم بأذيتك لكن هل أنتِ متأكدة.. أليس ذلك إليزابيث

أومأت برأسها و لا يزال يعانقها و بإرتباك ردت 

= أجل...متأكدة لكن ارجوك الان دعني أساعدك لتذهب الى غرفتك وتنام قبل ان يراني احد بهذه الوضعيه..ارجوك سيد آدم استمع لي هيا.. الأمر سيتعقد اكثر اذا راني زين معك وهو بالاساس يشك به دون دليل

رأيث عينيه الحمراوتان وهما تلتمعان ويغلفهما من الوجع، نظرتُ له بتردد ولم يستطع الإبتعاد أو تحريك لسانه لينطق بأي شيء لتتحرك اليزابيث تقترب منه بحذر و أحاطت بذراعيها على ظهره و جذبته بهدوء الي غرفته ليسير معها دون حديث أو حركة... تنهدت اليزابيث براحه كبيرة أخيرا عندما بدا يهدى ويغمض عينه بنعاس وتعب.

❈-❈-❈

خلعت حذاء آدم ببطءٍ و وضعته بالارض ثم وضعت اليزابيث غطاء الفراش فوق جسد آدم وهو مازل على حالته لتتجه انظارها فورا باتجاه الفراش تتامل ذلك النائم لا يدرى بما حوله لتقترب قدميها منه بهدوء حتى جلست بجواره على الفراش تتامل وجهه الشاحب باجهاد ودموعه أثارها مزال موجود من جانب عينيه لترفع اناملها تمسحها برقة بينما سرحت يدها لتظل فوق صدره ليصدر اصوات تنهدات رقيقة وهو نايم بينما يدها الصغيرة موضوعة فوق صدره برقة لتستيقظ كل حواسه احساسا بها تشعر بنبضات قلبه تتعالى بقوة ودفء.. لتسحب يدها بسرعه وهي تتنهد بإضطراب ثم نهضت بعد وقت لترحل إلي عرفتها.

وعندما التفتت لترحل لتشهق بقوة حين رأت زين يقف مستندا على اطاره الباب لتقف امامه بارتباك وهى ترى نظراته تمر فوقها ببطء شديد حتى توقفت فوق جسد آدم النائم بعمق شديد فوق الفراش.. 

اما اليزابيث فارتعدت للخلف وهي تنظر إليه بذعر عندما وجدت زين يقف أمامها يتابعها بجانب الباب بنظرات جليدية غامضة ،لا تعرف من اين ظهر؟ ومن متى يقف يتابعها؟ و دون مقدمات اقترب زين منها وسحبها من ذراعيها بقوة ليسير إلي غرفته و فعل ذلك بعنف بينما حاولت هي سحب يديها منه وهي مندهشة لتقول بصوت غاضب بشده

= توقف ساسقط ما الذي تفعله؟ ما الأمر

تركها زين بحده لينظر إليها بقسوة و قال هو بنبرة تنم عن الانزعاج 

= الامر وبكل بساطة انك يا انسة تدعين البراءة والعفاف في حين انك ماكرة ومخادعة كالأفعى وقد كذبتٍ علي عندما قلتٍ بأنك لا ترتدي من آدم بأن يعجب بكٍ ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً وها انت قد بدأتي بتنفيذ خطتك القذرة لجعل الرجل يقع في مصيدتك.. هل لكٍ ان تشرحي لي ماذا كنتٍ تفعلين بغرفته ولماذا كنتٍ قريبه منه وتنظرين اليه هكذا

في تلك اللحظة لم تحتمل اليزابيث سماع المزيد من الاتهامات الباطلة فذرفت الدموع واستجمعت كل ما تمتلك من قوة ثم دفعته بيدها وقالت بصوت اشبه بالصراخ بوجع

= كفى ، لا يحق لي أي شخص أو لك ان تتهمني بهذا الشكل لانك لا تعلم ما الذي يجول في قلبي و خاطري وبالتالي لا تعرف كيف اشعر او ما الذي افكر به؟ لذا وفر اتهاماتك الباطلة لشخص آخر لانني لست كاذبة.. وان كنت قلق بأن يعجب صديقك بعاهرة مثلي مما قد يسيء الى سمعة فيسعدني ان اخبرك بأن هذه العاهرة لا تريده ولا تريدك ولا تريد اي شخص يمتلكني من الآن فصاعدا ..وقد سئمت من الشرح والمبررات وانت لا تصدقني 

قالت ذلك ثم تحركت بخطواتها ومرت من جانبه وهي تمسح دموعها ولكنه أمسك ذراعها فجأة ،فرفعت يدها وصفعته بكل قوتها دون تردد لدرجة ان وجهه تحرك الى الجهة الأخرى ثم قالت بأنفعال 

= ابتعد عني.. انت لا يحق لك ان تلمسني ابدأ هل تفهم !

اتسعت عينا اليزابيث بعدم تصديق وفي تلك اللحطه ادركت فعلتها مما جعل الهلع يتسلل الى قلبها فشهقت ووضعت يديها يدها على فمها من هول الموقف ذرفت دموعها وقالت بصوت مرتجف

= يا الهي ما الذي فعلته انا ؟ 

اخذت تحدق به بنظرات دامعة اما هو فرفع يده ببطء ثم لمس خده الذي صفعته وبعدها نظر إليها بحده فلم تستطيع ان تعرف اذ ما كان غاضباً ام لا لأنه هادئاً جداً وعلى وجهه تقطيبة غامضة وما زاد ارتباكها انه رفع يده باشاره منه بان ترحل من غرفته دون ان يقول شيئا اي ان ردة فعله تجاه تصرفها الطائش كان هادئة جدا ، إبتلعت ريقها بارتباك ثم سمع صوتها حيث قالت بندم

= هل أنت بخير سيد زين ؟

فضغط زين على قبضته ثم تحرك بسرعة نحوها يجذبها من ذراعها إلي تجاه الباب وهو يصرخ فيها قائلاً 

= ما الذي تريدينه الآن ! قلت لك إلي الخارج 

انتفضت بخضه وحاولت ان تتحدث لانه صرخ بتلك الطريقة وعادت خطوتين للوراء ثم قالت بنبرة مرتجفة 

= انا... انا اسفه لا اعرف كيف فعلت ذلك.. اعتذر منك لأنني...

فقاطعها زين بقوله بنبرة مخيفه 

= کفی ، عودي إلى غرفتك قبل أن يفيق آدم و يلاحظ اي شيء كما انني لا اريد التحدث بشأن ما حدث للتو، هيا تحركي من امامي

نظرت إليه عده لحظات بحزن ثم تحركت بخطوات سريعة إلي الخارج اما زين فقد أغلق باب غرفته و بالرغم من هدوئه المخيف الا ان ملامح الغضب كانت واضحة على وجهه كوضوح الشمس فخلع سترته بحركة عنيفة ورماها على الارض ثم دخل إلى الحمام ورفع ذراع صنبور المياه واخذ يغسل يديه بعصبية وسرعان ما اطلق العنان لنفسه، وبعدها نظر إلى انعكاس صورته في المرآة وهو يتذكر صفعتها له، ليغضب اكثر ثم تنفس الصعداء بصعوبة بالغة وهو يخرج من المرحاض ليذهب تجاه الفراش ياخذ هاتفه ويرسل رساله الى لارا ليس سوي كلمتين وهما "انا موافق"

❈-❈-❈

بداخل غرفه أدم استيقظ هو من نومه يفتقد الدفء الذى كان يحيط به عندما تتملل فى الفراش و سقط الغطاء من فوق جسده و تمد احدى يده الى الجهة بكسل... ثم تطلع حوله ببطءٍ شديد بنوم ليشعر بصداع شديد برأسه بألم وخلال لحظات بدأ طيف احداث ما حدث ليلة أمس يظهر بعقله.. وفي ثواني انقلب وجهه محتقن لتتطاير من عينيه الشرر وهو يتذكر ثمِلة؟ وكيف اقترب من اليزابيث وكان يريد تقبلها؟ و احتضانها رغم عنها؟ وظل يتذكر بقية التفاصيل..

ثم جز على أسنانه بغضب لا يعلم منه أم من والده الذي بسبب حديثه القاسية ثمِل؟ بينما رفع نفسه ينظر للباب بطرف عينيه متسائلا إن كانت ما زالت هنا بالمنزل ام رحلت بعد وقاحته الزائده معها.. لينهض ليراها بسرعة يستجيب لنداء عقله ويخرج ! لكنه استجاب لنداء .. قلبة ربما !!

ليسرع فى النزول بحثا عنها بعينيه فى ارجاء المنزل وعندما دلف إلي المطبخ ليجدها قد تقف امام رخامة المطبخ الصغيره مماثله له تعطى كل انتباه لتقشير البطاطس.. ليظل يتابعها بعينيه باهتمام لا يدرى هل يتحدث إليها عما حدث بالليلة أمس ام يلتزم الصمت خوفا من ردها؟ لكنه اختار الحل الاول وليكون مايكون ليتنحنح يحاول اجلاء صوته من بحة النوم قائلا متردد

= اليزابيث

تفاجات بصوته و التفتت بسرعة له ثم أخفضت راسها وقالت بنبرة مضطربة 

= صباح الخير سيد ادم هل تريد شيء ؟؟. 

اخذ ادم عينيه تجول فوق وجهها بندم شديد و حاول السيطرة على أعصابه وهو يبتلع لعابه بصعوبه يهمس بجدية

= أنا حقا آسف .. لم أقصد كل هذا ..صدقني .. عقلي تقريبا لا يعمل أبدا عندما اسرف في تناول الكحوليات يجعلني لا أعرف كيف أتصرف ولست اتذكر جيدا ما حدث ليلة أمس بالضبط ..لذا أنا آسف فعلا سامحيني اليزابيث، اعدك بأني لم اقترب منك مره ثانيه كذلك.. و أرجوكٍ لا تاخذي فكره سيئه عني

ظلت اليزابيث لحظات صامته بتوتر و ارتباك وعندما طال صمتها، زفر آدم بقوة قائلا وهو يضغط على كل حرف يخرج من بين شفتيه

= وهل أنتِ بمنزلي مزالتٍ مطمئنة لمصيرك ؟

ألقى بسؤاله لها وبقى منصتا يحتاج لسماع إجابة معينة بالذات بعد فعلته الشنيعه ليله أمس معها وانه قد تطول معها بالامر قليل بل تطول جدا... عضت على شفتيها فزم هو شفتيه ثم قالت وهي تتهرب بنظراتها لتقول سريعا 

= انا فقط .. اشعر بالامان بوجودك آآ أقصد لأنك أنقذتني من قبل فأشعر بأنك شهم ربما أو .. ممم لا أعرف .. لكن أشعر فقط بأنك ستساعدني إن احتجت إليك.. او بالفعل انت ساعدتني اكثر من مره، لذلك عندما كنت ثمِل ليله امس شعرت بأنك شخص اخر لم اعرف من قبل 

اتنابه شعور غريب بين القلق والتوتر ليعلق علي كلماتها عابسا متذكرا لحظات أمس وكيف جذبها الى احضانه عده مرات! بينما هي أومأت له تتحكم في خجلها مما يحدث وتلك الذكرى المحرجة .. ليتنهد آدم بعمق ناظرا إليها ليشرد في ملامحها و الركن الذي نبض بداخله يبعث لكلهما الدفئ والأمان

= معكٍ حق انا لست كذلك ، ونادرا ما اثمل لذلك اصبح شخص اخر حتى انا لا اعرف نفسي؟ لكن احيانا الغضب يجعلني اسرف في تناول الكحوليات لاتناسى ما يزعجني، لكن ساحاول في الفتره القادمه بأن أجد وسيله اخرى لانسى غضبي.. حتى لا اؤذيكٍ ! .

لتشعر بتصلب جسدها ،يا الهي ماذا يفعل بها حقا؟ مجرد كلمات على الهامش يتحدثها ببساطة لكن تشعرها بنبضات قلبها تقرع و تزداد داخلها كـالطبول.. التهبت وجنتيها بخجل شديد تتخفض عينيها لتلتفت لتكمل عملها وهي تتجاهل آدم الواقف خلفها.. وشعورها القابع داخلها أيضاً .! 

❈-❈-❈

بعد فترة وجيزة فقد انهى آدم حمامه وخرج وهو ينشف شعره و ارتدى ملابسه وخرج من الغرفة ثم شق طريقه الى الطابق السفلي حيث كان زين جالس ينتظره ليتناولا الفطور معاً بينما جلس آدم ليبدأ في التناول علي الفور بجوع فنظر زين حوله وبعدها سأل آدم قائلاً باهتمام

= اين اليزابيث؟ 

فقال آدم واجاب وهو منشغل في تناول الطعام

= إنها في المطبخ بالطبع ، كما تعلم ، إنها محرجة من تناول الطعام معنا لقد حاولت معها للتو ، لكنها رفضت كالعاده

فنهض زين واردف قائلاً بهدوء

= حسنا ساذهب اليها و أجرب حظي ربما سأتمكن من اقناعها اليوم لتاتي تتناول معنا.

سار بخطوات بسيطة ثم شق زين طريقه نحو المطبخ تاركاً خلفه آدم الذي توقف عن تناول الطعام وهو يعقد حاجبيه بدهشة من اهتمام زين بها الغير مبرر فجاه فكان لا يطيق النظر الي وجهها حتي بينما الان ذاهب حتى يقنعها لتاتي لتناول الطعام معهم، ليتساءل نفسه ما سر هذا التغيير ياتري فجاه؟ 

تنهد آدم بضيق قصارى جهده حتى لا ينهض ويلحق بة! الى المطبخ اذ انه شعر بالانزعاج من ان تكون اليزابيث بمفردها معة بعيداً عن ناظريه رغم انها لم تكون اول مره بالتأكيد ؟ فهو يذهب يومياً الى العمل وكثيرا ما يتواجدون الاثنين في المنزل لكنه سابقاً كان يعرف بان زين لا يطاق اليزابيث امامه ويظل بغرفته طول فتره خروجه.. وبطريقة مذهلة تمكن من السيطرة على اعصابه واشغل نفسه بتناول الطعام.

في المطبخ فكانت إليزابيث تقوم بترتيب الاطباق بشكل جميل بينما كان وجهها ملطخ بالطحين والكريما فهي قبل قليل كانت تصنع كيك بالفانيليا ووضعته في الفرن.. ثم اخذ نفساً عميقاً يتمالك اعصابه وتوجه نحو اليزابيث وهو متوتر للغاية فوقف خلفها متردد ولكن سرعان ما حمحم ليجذب انتباهها لكي تلتفت اليه وبالفعل التفتت وقالت بتعجب

= هل تحتاج لأي شيء سيد زين

أومأ برأسة زين قائلا بجدية

= نعم.. اتركي ما بيديك وتعالي معي تناولي الطعام معنا بالخارج

اتسعت عيناها اليزابيث تحدق به بغرابة وقال هو بهدوء مزيف 

= اليزابيث انا اعلم بأنني قد تجاوزت حدودي معك كثيرا وان ما صدر مني منذ أن جاءتي الى هنا هو الجنون بعينه وخصوصاً لانني جعلتك تشعرين بعدم الراحة لذا دعينا ننسى ما حدث رجاءً فهذا افضل لكلينا.. وبالنسبه لما حدث ليله أمس في ادم شرح لي ما حدث وقد عرفت اني فهمت الموضوع بشكل خاطئ لذلك اعتذر منك . 

و بالرغم من محاولتها المستميتة لكي تبدو هادئة وهو يقول ذلك ، ولأنها لم تستطيع السيطرة على صدمتها ولا تصدق بأن بعد ما صفعته جاء يعتذر بنفسه لها. فضلت التزام الصمت ولم ترد عليه ابدأ مما جعله يتنهد بقوة واضاف قائلاً 

= لماذا انتٍ صامتة؟ أفهم من ذلك أنك ترفضي اعتذاري إليزابيث

أفاقت من شردها علي صوته متسائلا بينما هي ابتلعت ريقها بارتباك وقالت

= لا ، في الواقع ، لقد صدمت لأنك هنا لتعتذر لي ، خاصة بعد ما فعلته بك الليلة الماضية ، لكنني حقًا لم أرغب في فعل ذلك ، وعندما كنت في الغرفة ، كان السيد آدم هـ. .

قاطعها زبن قائلا بابتسامةً زائف تعكس غضبة الشديد منها عندما تذكر صفعتها 

= أخبرتك إليزابيث أني عرفت الأمر من آدم ولا أريد أي مبررات لما حدث ، و رجاءً عدم فتح الحديث حول هذه المواضيع مرة أخرى .. لذلك أنا آسف وأعدك بعدم إزعاجك مرة أخرى مثل ليلة أمس هذا لن يحدث أبدًا.. لكنك لا تعلمي أن آدم هو صديقي الوحيد الذي أخاف عليه من اي شئ طوال الوقت ، لكنني حاولت أن أنظر إلى الأمر من منظور آخر أن آدم ليست طفل صغير ويعرف جيدًا ما يفعله ، و غير ذلك لم أري منك شيئاً سيئاً .. والآن هل قبلتٍ اعتذاري

صمتت قليلاً لحظه تفكر ثم هزت رأسها بابتسامه خفيفة 

= نعم بالتاكيد اقبل لم يحدث شيء 

أبتسم باتساع و همسة وصلها مكملا ليتحالف مع أوامر عقلها ليصدمها أكثر 

= هكذا إذا، لم ترفض طلبي أن تأتي معي للخارج لتناول الطعام معنا ، و رجاء وافقي حتى لا أشعر بالذنب تجاهك ، فإذا وافقتي فسأعلم أنك قد غفرتي لي بالفعل ..

شعرت اليزابيث بتوتر والحيرة منه لكنها لم تستطيع ان ترفض، أومأت له بنفس العينين المتسعتين لتتنهد بعد صمت وهمست بنبرة رقيقة غير مقصودة

= حسنا موافقه 

هز رأسه مبتسماً ثم حمحم زين ونظف حلقة و اشاره بيده إليها ليردف قائلا 

= حسنا لا تنسي قبل ان تخرجي.. يستحسن بأن تنظفي وجهك من بقايا الطحين قبل ان نبدأ بالطعام افعلي ذلك بسرعة وانا سأنتظرك

هزت راسها له بالايجابي بإحراج ثم ذهبت إلي الحوض تنظيف وجهها، و ظل زين يقف ينتظرها وهو يكتم ضحكته لان منظرها كان مضحكاً.. 

أما في الخارج ما زال ينتظرهم ادم ولا يعرف فماذا يتحدث زين معها كل ذلك؟ وفجأة قد ظهر على وجهه تعبیر جاد ممزوج بالغموض عندما رآه اليزابيث تسير برفقت زين ومعنا ذلك أنها وافقت على طلبه !! بينما كانت ترفض الحاحو في كل مره يعرض عليها بان تاتي لتتناول معهم على السفره الطعام.. وتفاجات اليزابيث بدهشه عندما سحب زين الكرسي لها لتجلس وقفت تنظر له بعدم استيعاب لكنة وقف ينظر لها مبتسم بلطف لتتقدم لتجلس بتوتر.. ثم جلس زين جانبها وابتسم وهو يتطلع إليها ثم اردف قائلاً 

= هيا يا اليزابيث ابدئي في تناول فطورك .

فابتسمت له اليزابيث بارتباك وقالت بعدم تصديق

= حسناً 

ظل آدم ينظر إليهم بصمت لكنه لم يستطيع هو أن يأكل اي شيء اذ انه فقد شهيته تماماً ومع ذلك بقي جالساً وارغم نفسه على تناول ملعقتين من الحساء حتى لا يلاحظ أحدهم بأنه منزعج... ولا يعلم لما عاود النظر بأتجاه اليزابيث التي كانت جالسة تتناول وجبتها بهدوء الذي وضعها زين بنفسه إليها؟ فأنتبه زين عليه لذا نظر إليه وهو يبتسم بخبث بان خطته بدات تسير كما يريد !!. 

بعد فتره ليست قليله نهضت اليزابيث بهدوء بتجاهها الى المطبخ ليلتفت برأسه زين يراقبها وهو يبتسم بخفه ! بينما جز آدم علي أسنانه بغضب شديد وهو يهتف مزمجرا

= زين هيا بسرعه إذا انتهيت من التناول الفطور انهض حتى توصلني الى الشركه 

نظر اليه زين ليرد برقه رجولية مبتسماً

= لا ادم اذهب انت اليوم بمفردك سوف اظل هنا مع اليزابيث حتى لا تظل وحدها بالمنزل طول اليوم 

ضغط على أعصابه بضيق شديد وهو يكاد لا ينهض إلي هذا البغيض و يقتله ولكنه بذل جهد وهو قائلا باستفسار ساخرا

= واذا هل هي طفله صغيره ستحرصها هيا يا زين تحرك معي

التفت زين برأسه إلي الخلف مره ثانيه تجاه المطبخ ثم سرعان ما أبتسم قائلا بنعومة

= ما بك يا ادم قلت لك لا اريد اليوم اذهب معك.. سوف اضل مع اليزابيث اساعدها اذا احتاجت شيء ونتسلى بالاحاديث في وقت فراغنا ، هيا انت حتى لا تتاخر على الشركه بالاذن . 

ليرحل زين حامله الأطباق بتجاهه الى المطبخ، زفر حينها آدم وهو يدليك جبهته بغضب مكتوم ثم نهض بحدة مسبلا ستار أهدابه البنية مخفيا نظراته عنه قائلا وهو يجز على أسنانه

= هكذا اذن .. كما تشاء 

❈-❈-❈

بداخل المطبخ كان زين يساعد إليزابيث بتحضير الطعام وبعد قليل انتهي كل الطعام وهو يسرع في تقطيع السلطة بشكل مرتب.. وعندما التفت للحظة خلفة انتبه بأن اليزابيث تقف وتمسك هي بإصبعها محاولة ربطها بلاصق وشاش طبي نظيف غير الاخر لكنها تفشل بذلك كل مره بسبب يديها المجروحه، فاقترب منها زين بسرعة فنظر لإصبعها ببؤس قائلا

= اليزابيث ما بكٍ كيف انجرحت يدك 

رفعت له وجهها ببطيء لتنظر إلي وجهه بهدوء وهي تجيب بعدم أكثر

= لا شيء يدي مجروحه منذ أيام وملفوفه بالشاش الطبي لكن دونا قصد مني اتصدمت بحفه الرخام ونزفت لذلك غيرت الشاش الطبي

ليردف زين باقتراح خافت وهو يتمعن في وجهها بملامح هادئة لكنها ماكرة شيء ما !. 

= حسنا دعيني أساعدك واقوم بعمل ذلك 

عبست بوجهها وهي تخبر زين بحزم

= شكراً لك ولكنني استطيع الاعتناء بنفسي جيداً الامر ليس صعب 

تجاهل حديثها وحاول ان يقترب ليساعدها رغم عنها ليراها مصره بان تبعد يدها عنه، لذا امسك يدها بأحكام وهي تتألم وتمتم بحنق وجرأة

= هل ستصمتي وتتركيني اساعدك أم ترغبين بأن اقبلك من هذه الشفاء حتى تصمتي ؟

فتحت فمها بذهول عندما سمعت ما قالة لترد بانفعال ودون اي تفکیر صاحت 

= ماذا؟ اياك وان تفعل ذلك !

تنهد زين بغيظ شديد منها لكنه اخفاه ليجيب ابتسامه ماكره

= اذا اغلقي فمك قليلاً واتركيني اساعدك 

جزت اليزابيث علي أسنانها بضيق شديد وتركت يدها له بقله حيله ويأس منه، ليلف زين الشاش النظيف حولها جيد وعندما انتهى لم يترك يديها بل هبط يقبل يدها الناعمة بخفة فوق الشاش.. بينما اتسعت عينا اليزابيث وحاولت سحب يدها من قبضته قائلة بحدة 

= هل تريد ان اصفعك مره ثانيه زين ؟. 

احمر زين وجهه بذهول وهمس بنبرة غاضبة 

= ماذا قولتٍ؟. 

جذبت يديها منه بعنف شديد وهي تقول بصوت مرتجف

= كما سمعت زين ، أنا لا أفهم حقًا ما تنوي فعله. قلت من قبل أنك لم تقترب مني وتؤذيني فماذا فعلت للتو؟

صمت لحظه شاعرا بالذنب من تسرعه بفعلته الواقحه فهو لم يتوقع ان تغضب هكذا وقد فعل ذلك بنيه ان تبدا تعجب به؟ ليرد محاولا تهدئتها وقد تعجب من حالتها 

= ماذا فعلت؟ انها مجرد قبلة على يدك كيف جرحتك اذن؟ الامر لا يستحق كل هذا الغضب..و ليس شيء جديد عليكٍ ما فعلته 

لكن الحديث لم يهديها كما توقع بل زايد الأمر عندما اهانها بكل بساطه مره ثانيه، فبدت تدمع بحزن شاعرة بالذل والإهانة ثم رفعت نظراتها بعينيها المبتلتين وهي ترد بصوتها الغاضب المتالم 

= أنت شخص حقير يا زين وقد آذيتني حقًا عندما اقتربت مني ضد رغبتي، حاولت أن أتجاهل أسلوبك الوقح وأنسى كل كلامك الجارح لي سابقًا ، في سبيل لكي أجد عائلة تحميني ولا تؤذيني. ما الذي يفصلك الآن عن الرجال الذين يأتون إلى منزل شويكار لإجبار الفتيات على النوم معهن؟

استمر الصمت للحظات فقرر قطعه أخيرا يداري على ارتباكه قائلا بهدوء ممزوج ببعض الحرج الرجولي

= ما بكٍ لما كبرتي الموضوع هكذا.. حسنا أنا اسف لم اقصد لم اعلم أنك ستغضبي هكذا ومره ثانيه لا تقارنيني بهذول الرجال .. لان هذول بالاصل ليس يسمون رجال 

هزت راسها له بالايجابي وهي ترد بخفوت ودموعها تعاود النزول وتمتمت بصوت مخنوق

= صحيح زين انا لا اعتبرهم رجال ، لذلك لا تجبرني علي أن اشاهدك واحد مثلهم ..لانني اعتبرك مثل أخ واتمنى أن لا تخيب املي فيك! 

نظر زين لها مطولا بصدمه ولم يستطيع ان يجيب عليها،لذا تنحنح شاعراً بالحرج من تحديقها به بخذلان مما اشعرة ببعض الندم على فعلته معها !!. 

❈-❈-❈

أيام تمر وهي في ذلك المنزل بين آدم _و زين تشعر أنها أصبحت جزءا منهم وكأنهم أصبحوا من عائلتها حتي زين لم يعد يزعجها ويضايقها كما وعدها.. وقد صنعت معه صداقة سطحية وأصبحت نوعا ما لا تخشاهم وتتعامل بهدوء ومحبة.. أو بطريقة مختلفة عن أول أيامها في المنزل عندما كانت مذعورة تتناطح الأفكار السيئه في رأسها حول نية هؤلاء الرجال لكن مع الوقت قد تبين لها لطفهم رغم تحفظهم لكنها لا تنزعج يكفيها الوضع الذي اصبحت في الان .. 

كانوا بالخارج يجلسونا في الحديقه زين و اليزابيث وفي نفس اللحظه اقترب ادم بسيارته ليصف جانب ويهبط..بينما عندما لاحظ زين دخول ادم اقترب بشده من اليزابيث ليهمس في اذنها بشيء وهو يضحك بشده وهي التفتت اليه تبتسم بمجامله، ثم تحرك زين الى الداخل مبتسم بمكر .

زم آدم شفتيه بعدم رضا بينما عيناه تلمعان بنار جهل مصدرها ! ليتقدم منها وهو يردد بنبرة غامضة 

= أرى أنك بدأتي في الانسجام مع زين ، وليست المرة الأولى التي أراكما تجلسان فيها معًا؟ ما الذي كنتم تتحدثون عنه كل هذه الأيام؟ هل كنتم تتحدثون عني؟

عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له بدهشة وهتفت باستغراب

= كلا ، فحديثنا لم يشملك مطلقاً حيث اننا تحدثنا عن مواضيع اخرى ليس مهمه 

فقطب آدم حاجبيه ولا يعلم لما شعر بالانزعاج بسبب ما قالته فقال بشيء من الحدة 

= اليزابيث كنت اريد ان اسالك عن شيء اعرف انه خاص بكٍ لكن اعتبري فضول لا اكثر هل بالفعل شوهتي وجه شخص ما ؟ 

في تلك اللحظة شعرت اليزابيث بألم شديد يفتك في قلبها لانها تذكرت ذلك اليوم، و عيناها فذرفتها الدموع لتتحرر وجنتيها ونظرت اليه قائله بحزن

= نعم حدث ذلك؟ لكن من فضلك انتظر لحظة واسمع مبرري. كان هذا الرجل من زبائن شويكار ورغم أنه لم يقترب مني.. إلا أنه جاء إلى المنزل بنية واحدة فقط وهي الاستمتاع بعذابي وهو يضربني بقسوة! في البداية لم أكن أعرف لماذا فعل ذلك ، لكن هانا أوضحت لي أن زوجته هربت مع شخص ما وتركته يعاني ، لذلك اعتاد أن يأتي إلى منزل شويكار ويطلب فتاة ويضربها ، وفي ذات ليله لم اشعر بنفسي إلا وانا

كأن ادم ينظر إليها بتأثر ثم تابعت حديثها قائلة بقلب مرتجف ودموعها تنسكب لتكسو وجهها الشاحب

= لم اشعر بنفسي إلا وانا اسكب ماء النار في وجهه ، ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي عرفت فيها أن اخذ حقي من شخص آذاني.. هذه هي القصة وإذا كنت لا تريد أن تصدقني يمكنك أن تسأل عما حدث بنفسك ، أعرف لماذا تسأل لأن هذا الحديث قالته خطيبتك عندما أتت إلى هنا منذ أيام وكانت مستاءة مني.. ولك كل الحق في الشك بي

نظر إليها بأنزعاج ثم تنهد واردف بعصبية شديدة

= ألم أخبرك من قبل أن هذه المرأة الملعونة ليست خطيبتي ، فلماذا لا تفهم ما أقوله

امتقع وجه اليزابيث بحرج وآدم يوبخها فهي لم تفعل شيء يستدعي كل هذا الغضب بينما ترد مرتبكة

= حسنًا ، أعتذر ، لكنها قالت هذه الحديث عندما أتت إلى هنا بنفسها وصرخت في وجهي

ليكمل آدم غضبة الغير مبرر بانفعال حاد

= وأنا أقول لك بنفسي هذا الحديث غير صحيح! ألم تلاحظي أنني لم أرتدي أي خاتم خطوبة في يدي.. وإذا كان هذا صحيحًا فلماذا أنفيه الآن؟ هل أنا خائف منكٍ مثلا؟ لا أريد أن أسمع هذا الحديث مرة أخرى.
فهمتٍ

فعقدت حاجبيها حينها وهي لا تزال تنظر له بعبوس، ثم نظرت له للحظة بدهشة لكنها أومأت بقلة حيلة قائله 

= نعم فهمت.. اعتذر

هز رأسه بهدوء ولم يجيب لكنه غادر تاركا إياها تقف وهي لم تفهم شيء؟ وانصرف إلي غرفته.. لكنه حتى الآن لا يعلم لماذا هو غير راضٍ عن جلوسها مع زين صديقه بمفردهما في المطبخ.. على الرغم من أنه اعتاد يأكل طعامها الرائع كل ليلة وقد اعجابه.. لكن هذه الايام اصبح يزعجه! لكن ليس الطعام بل من قربها مع زين !!. 

فهو نفسه يجهل سبب غضبه من مساعده زين في المطبخ لها ..واحتكاكها معه هكذا وشعوره المتناقض أنه يريد أن يأكل من يديها كل يوم لكن ..هو فقط لا شخص آخر .. حتي بالاخص زين !!

❈-❈-❈

في الصباح خرج زين يسير في الطريق ليذهب لشراء الخبز الطازج من المخبز وعندما وصل اعطاء الرجل النقود ليجهز له طلبه.. بينما نظر له الرجل صاحب المخبر قائلا بفضول

= صحيح يا زين هل ما زالت هذه الطاهيه في منزلكم و صحيح ما سمعناه؟ انها كانت عاهره؟ كيف تتعامل معها اذا 

ليجيب عنه رجل آخر يعمل بالمخبز ليبتسم بخبث وهو يغمز بطرف عينه قائلا بسماجة

= بالتاكيد سعيد ويمرح معها ولا يريد ان ترحل من المنزل؟ فقد سمعت بانها جميله جدا .. وجمالها فريد من نوعه و ناعم

نظر زين إليه وهو ينفخ الهواء بضيق وقال بغضب وسخط دون وعي منه

= اصمت انت لا تفهم شيء أنا لا اريدها بالمنزل من أول يوم.. ولا اعلم لما اشعر هكذا ولكنني اتعمد ان اجعلها تغضب كلما قابلتها لهذا اتحدث معها بجفاء ويسعدني ان ارى الانزعاج ظاهراً على وجهها ومع ذلك اشعر بالضيق عندما افعل ذلك.. فهذا ليس من طبعي ابدأ ولكنني لا اجد تفسيراً لهذه الرغبة الملحة التي تحرضني على ازعاجها طوال الوقت .

فضحك الرجل وقال بصوت ماكر 

= ما هذه الساذجة يا زين حتى انك لا تعلم ان ما تشعر به الان ما هو الا غريزة الرجل الذي تحثه رجولته على الانتقام من انثي سببت له بعض الازعاج ولكن هذا يحدث عادة عندما يكون الرجل واقع في حب فتاه؟؟ فهل انت يا زين واقع في حب هذه الطاهية !

فانتفض زين في مكانه كمن تعرض لصعقة كهربائية وأحمرت عينه بعنف وقال بسرعة بعصبية شديدة

= ما هذا الهراء هل سأقع في حب عاهره مثلها تتنقل بين احضان الرجال من اجل المال.. هذه الفتاه سيئه انا اكره النظر في وجهها حتي.. شخص غبي أعطني الخبز وانتبه الى حديثك معي من الآن فصاعدا

فهز الرجل رأسه باستسلام وقال بتوجس

= حسناً لا داعي ان تنفعل بهذا الشكل فأنا كنت امازحك فقط يا رجل.. تفضل كيس الخبز ولا تنزعج هكذا 

أخذ زين الخبز منه ورحل بخطوات غاضبة منزعج وفي تلك اللحظة شعر زين بشعور فظيع يسري في جسده شعور ينم عن الخوف والقلق؟ يفكر بأن بالفعل لو وقع في حب تلك الفتاه ستكون مصيبه كبيره ! طال التفكير بذلك والقلق بسبب ما قاله هذا الرجل وخصوصاً لانه اتى على ذكر جمال اليزابيث الناعم الذي كان يحاول جاهداً أن يغض النظر عنه حتى لا يعترف لنفسه بأنها تعجبه كامرأة فعلاً ...!!! 

❈-❈-❈

في منزل أدم ،استيقظت اليزابيث من نومها وجهزت نفسها لتذهب الى الاسفل لتبدا يومها كالعاده في منزل أدم، ولكن قبل ذلك عندما فتحت الباب فوجدت زين جالس على الكرسي الخشبي بالقرب من النافذة يراقب رذاذ المطر وعندما شعر بأن الباب يفتح التفت لها مبتسم بلطف وكان لاحظ أنها تبدو شاحبة وضعيفة اليوم، تنهد واقترب منها قائلا بنبرة ملؤها العطف الزائف

= صباح الخير يا اليزابيث كيف حالك اليوم

فرمشت إليزابيث عينيها مرتين تستوعب أنه هنا أمامها ثم قالت بصوت مرتجف 

= صباح النور سيد زين

زم شفته بزعل مصطنع وقال بعتاب

= ألم نتفق الليله الماضيه بان تقولي لي زين فقط دون ألقاب.. على العموم ليس مهم الان فتبدين شاحبة جداً هل انتٍ مريضه 

رفعت نظراتها له وهي ترد عليه بخفوت وتمسك رأسها بألم 

= اشعر بصداع برأسي قليلا لا عليك ، ساذهب لاحضر الفطور قبل ان يستيقظ السيد آدم بالاذن

أمسك ذراعها بخفه وهو يعقد حاجبيه باهتمام ثم قال بحزم

= انتظري اليزابيث لا تتعبي نفسك اليوم ، اذهبي الى غرفتك وارتاحي و انا سوف احضر الطعام اليوم لا ترهقي نفسك أكثر من ذلك، وايضا السيد ادم قد ذهب الى العمل مبكراً اليوم. 

ترك ذراعيها ورحل دون حديث مما جعلها تقف بعدم استيعاب وهي تفكر في اهتمامه الزائد الذي حدث فجاه دون مقدمات؟ و لا تعرف ماذا يريد من وراء ذلك؟ لكنها داخلها شعور ليس راحه !!. 

❈-❈-❈

في مكتب ادم، فتح الباب ليتفاجئ بي لارا تجلس أعلي المقعد تضع قدم فوق قدم و ابتسمت باتساع عندما رايته أمامها، بينما جز علي أسنانه بغضب شديد وهو يغلق الباب ونظر إليها ليزم شفتيه بعدم رضا

= انتهيت من زياراتك المفاجئه الى منزلي اجدك هنا في مكتبي ماذا تريدين ايضا ، الم تكتفي بما فعلتٍ الايام السابقه 

تصنعت لارا براءتها التي تستفزه وهي ترد

= اتقصد بانني كشفت لك هذه العاهره عن وظيفتها المخجلة وما فعلته في ذلك الشخص الذي لا اعرفه وشوهت وجهه.. اشعر بالعطف تجاهك آدم لانك وقعت في مصيده فتاه مثلها خبيثه وسوف تضيع مستقبلك قريبا طالما ستظل معها 

صمت لحظه فرفع نظراته الغاضبة إليها صائحا بحدة أكبر

= تعلمي قد فقدت الامل فيكٍ و سئمت من الشرح والمبررات اليكٍ لارا والى ابي والى زين افعلوا ما تريده وأخذوا عني الفكر الذي تشهدونها.. فانتم بالاساس لا تريدون ان تصدقوا غير حقيقه واحده ؟ وهي انني يوجد بيني وبينها علاقه في السر.. لذلك سوف اوفر مجهودي في الشرح والمبررات و أصمت افضل 

نهضت بحده وقالت بتهور ممزوجا بتهديد

= اتمنى بان تكون تقول الحقيقه يا آدم ، لان اذا كانت غير ذلك الحقيقه، صدقني هذه الفتاه نهايتها ستكون على يدي لاني ليست رخيصة حتى تتركني وتذهب الى عاهره مثلها تفضلها عني 

نظر لها فاغرة العينين والشفتين وهمس قائلا ساخراً

= معنى ذلك أنك اذا رايتيني مع فتاه غيرها فلم تعطي الامر اهميه؟ لكن كل ما يهمك الان باني اخترت ارافق عاهرة ! تعلمي شيء احيانا اشعر انك لا تحبيني ولا شيء انما الفكره مجرد شيء تريدي تمتلكيه وربما لان الشخص الوحيد الذي قلت لكٍ لا أريدك ؟ 

هزت كتفيها ترد عليه ببساطة مستفزة دون الشعور بمثقال ذرة من حرج من باب قلة الذوق

= ليس صحيح انا احبك وافهم مشاعري جيد.. ما رايك بما اني هنا تعالي نجلس سوا و نشاهد علي الانترنت صور اثاث لبيتنا الجديد 

لم يرد عليها، لتتقدم منه ببراءة مصطنعة و جحظ عيناه بصدمة فجاه وهو يجدها تنحني تقبل وجنتيه برقة هامسة وهي ترسم ابتسامه سمجة

=الم تسمعي بالمثل القائل أن العمر يمر بسرعة و الإنسان يكبر في غمضه عين صدقني لن تشعر بالوقت يمضي الا وقد تصبح رجل عجوز فالأيام تمضي بسرعة مخيفة يا آدم.. برايي بان تجرب حظك معي فرصه واحده فقط وصدقني لم تندم 

رفع حاجبيه بعدم تصديق من وقاحه لارا ناظرا لها ثم ضغط على يده صارخ بحنق واعتراض

= الى الخارج لا اريد ان ابدا صباحي وانا اشعر بالاشمئزاز 

امتقع وجهها حرجا ونظرت إليه باستنكار و كبرياء أنثوي جريح لتتحرك بالخطوات غاضبه وهي تاخذ حقيبتها وتذهب الى الخارج و تلعنه في سرها شاتمة بغيظ.

❈-❈-❈

في المساء دلف آدم المنزل بتعب شديد لكنه تفاجئ به المنزل مظلم على غير العاده، ليفكر بان الجميع قد خلد للنوم لأنه قد عاد متاخر من العمل اليوم ليتجه الى الاعلى ليصعد لغرفته ينوي الاستحمام.. لكنه تجمد مكانه لحظه بعدم استيعاب عندما وجد زين يخرج من غرفه اليزابيث! أسرع يتقدم منه فيمد يده يمسك بذراعية يسحبه بعنف ليعقد زين حاجبيه منه فيرفع نظراته آدم الغاضبة إليه صائحا بحدة 

= ما الذي كنت تفعله بغرفه إليزابيث ؟. 

مط زين شفتيه بعدم فهم ببرود مصطنع قائلا بأسلوب مستفز 

= آدم ، مرحبا بك متي وصلت لم أشعر بك. اصعد لتغيير ملابسك وانزل بعد ذلك حتى تتناول الغداء. فأنا حضرته اليوم. بقيت مع إليزابيث طوال اليوم حتى انتهينا. 

ضيق آدم عينيه بأهتمام وشك ليتركة بحدة بينما وقف امامة لتشتعل عينيه بالنيران يصرخ بغضب من استفزازة

= زيــن !!. لقد طرحت عليك سؤالاً وأريدك أن تجيبني عما كنت تفعله في غرفة إليزابيث في ذلك الوقت

التفت اليه زين بكامل جسده قائلا بخبث وتهكم 

= ولا شيء. كنت اتاكد من انخفاض درجة حرارتها فمنذ الصباح كانت مريضة وأنا أعتني بها. آه يا آدم كنت حزينًا جدًا عليها فكانت تتألم طوال الوقت وتحتاجه إلية بجانبها.. المهم أن درجة حرارتها انخفضت بسلام.

شحب وجه آدم وسكنت حركاته من تأثر كلماته الغليظة، ثم تطلع له لحظة ليهتف متسائلا بخشونة

= ما سر تغييرك المفاجئ يا زين مع اليزابيث؟ في البداية كرهت وجودها في المنزل وأصررت باستمرار على أن أطردها وأبقى بعيدًا عنها و إنها فتاة سيئة ، و تخطط بالتأكيد لشيء يؤذيني. ما الذي حدث الان لتقترب منها هكذا؟ أليس خائف من الوقوع في فخها أيضًا؟

علق زين علي حديثه بضحكة ساخرة عالية قائلا باستفزاز 

= آدم ، أنت لست طفلًا صغيرًا وأنت تعرف جيدًا ما هو مناسب لك ، لذلك توقفت عن الحديث معك عن ذلك الموضوع ..أما بالنسبة لتقربي من إليزابيث ، فقد حاولتٍ التحدث معي بطريقة لطيفة منذ أيام ، كما أنها اعتذرت لي عندما قطفت الورود دون إذني.. ففكرت في كلامك انها لا تسيء الينا فلماذا لا اتعامل معها بلطف واتجاهل هذه الافكار السيئة.. وبصراحة رأيتها فتاة ظريفة جدا

وقد احس آدم بالاختناق من كلماته ليضغط على يده بعنف شديد ثم اقترب منه هامسا بفحيح في اذنيه

= حسنا استمع إلى؟ هذه آخر مرة أراك فيها في غرفتها حتى لو هي طلبت منك ذلك ، لا توافقها. أما بالنسبه لمرضها المفاجئ فكان من الأفضل لك أن تطلب لها طبيبة تعتني بها بدلاً منك.. لكن لا تدخل غرفتها لأي سبب وأنا لست هنا.. هل تفهم كلامي جيد زين ؟؟.

إبتلع زين ريقه بقلق من نظراته فلم يتوقع أن يكون رد فعلة هكذا، لذلك فضل التوقف قليل عن أسلوب الاستفزاز و هز رأسه متنهدا وهو يقول باستسلام

= حسنا كما تشاء، ساذهب اسكب اليك الطعام 

ليرفع عينيه آدم الواقف بتأهب قائلا بصوت جفاء

= توقف مكانك لا اريد شيء ساذهب الى غرفتي لارتاح.. تصبح على خير 

❈-❈-❈

في غرفة آدم، كان يسير بخطوات غاضبة حد الجنون لطالما كان مسيطر ويتصرف بهدوء في أي موقف ولكن الآن لم يعد قادراً على أن يخمد تصرفاته بالذات إذا يكن الموضوع يخص اليزابيث !! إلي هنا أن لا ينفك عن التفكير بطيش.. لا يعلم ماذا بة؟ أستمر هكذا فترة حتي شعر بالارهاق من كثر التفكير ليهبط الى المطبخ يعد فنجان قهوه له لصداع راسه .

وعندما هبط للاسفل وهو يمر بجانب غرفه اليزابيث استمع الى صوتها وكأنها تناديه علي أحدهم بذعر وتستنجد به؟ عقد آدم حاجبيه بدهشة وقلق ولا يعلم ماذا يفعل لها، حتى بعد قليل من الوقت حسم الأمر ليدخل الغرفة بهدوء ليجد ظلام الغرفة النسبي فجأة وهي ممتده على السرير.. لكن تعالت أصواتها الضعيفة تصل لأسماعه كهمهمات فبقى آدم لحظات فقط ليستوعب أن تلك الأصوات لم تكن سوى من تلك المحتلة الفراش وحيدا وهي تتقلب و تتعرق حد الإحتراق !

كانت تعاني بقلب مرتجف ودموعها تهبط لتكسو وجهها الشاحب المتعرق خائفة وكأنها ترى خيالات سوداء وأشياء تسحبها للظلام.. شئ يحوم من حولها مرسلا بجسدها رعشة قوية و جسدها كله يئن من الألم فتزداد دموعها بينما تعاود النداء وهي تكاد لا تبصر شيئا في هذا الظلام..

حيث كانت تغمض عينيها تتنمي أن تجد نفسها بين أحضان عائلتها.. إنها على حافة الإنهيار من كل هذا الذي تعيشه! إنها تمر بأصعب أيامها بالفعل..لتهمس بضعف

= أبي! أريدك يا أبي.. أشتاقك جدا وأريدك .. عم أركون ساعدني أرجوك.. لا تتركني انت ايضا .

انتفض آدم بقلق بالغ ليقترب منها ليجلس بجوارها علي الفراش يمسك يدها أولا ثم مد يده لوجهها ليتفاجئ به مبتلا من الدموع بينما هي غارقة في النوم، فلا يعرف ما الذي عليه فعله.. ليفكر هل يوقظها أم يتركها هكذا لكن حرارتها كانت عاليه قليلا

إبتلع ريقه بارتباك وخوف عليها و ارتفعت يده لشعرها مربتا عليه بنعومة وهو يقترب من وجهها فتلفحها أنفاسه الساخنة وهو يقول بقلق 

= اليزابيث اهدئي ستكونين بخير .. لا بأس .. لا بأس اهدئي .

أستمر في التحدث بجانبها يهمس بكلمات لطيفه يطمئنها و للحظات لكنه شعر بها تقترب برأسها منه دون أن تمسسه وكأنها تبحث عن دفئه أكثر بينما هو مستمرا بكلماته المهدئة فهمس وهو لا يزال يتلمس شعرها بشرود ليهمس بصوت متحشرج حد التعب

=لا تخافي إليزابيث أنتِ شجاعة و لن يمسسك سوءا قط طالما أنا هنا بجانبك ..

تعالت دقات قلبة ليرتجف بإستسلام لسحرها قائلا برقه رجولية

= وأنا سأكون هنا من أجلك عندما يكون العالم كله ضدك . 

استكانت شيئا فشيئا حتى هدأت أخيرا لتصدر تنهيدة ناعمة فأنزل يده يمسح خديها من دموعها وهو يراقب ملامحها في الضوء الشاحب الذي يتهادى من النافذة بينما رفع يده الأخري يمسك يديها مره ثانيه ويضغط عليها و يطبقها وكأنه يرفض أن يتركها تعاني بمفردها، لكنه تركها رغماً عنه .. . 

❈-❈-❈

في الصباح الباكر، استيقظت اليزابيث ترفرف بعينيها عدة لحظات لتشعر بألم عاصف يضرب جسدها بشدة من تعب طوال الليل وعندما حاولت ان تنهض ببطءٍ قد اتسعت عيناها بذهول وعدم استيعاب فكان آدم مستلقياً فوق الأريكة التي بجانب الفراش وكان نام! وقفت لحظه تراقبة وهي لا تفهم لماذا هو هنا ؟ وما يكون يفعل بغرفتها؟ لكن الأمر اغضبها كثيرة بأنه قد نام معها بغرفه واحدة !! نهضت بحده وتجاهلت إرهقها واقتربت منه تطرق بيدها علي الأريكة بقوه جانبه حتي يستيقظ ثم تنحنحت قائله بصوت اجش من أثر النوم 

= سيد ادم ما الذي تفعله هنا بالغرفه ولما انت نائم هنا ؟. 

فتح عينيه بنوم لينظر حوله باستغراب ثم اخذ آدم يتابع بعينيه التي تقف أمامه ونظر إلى ما ترتديه منتبهاً الي جسدها الغض في ذلك الفستان الذي كانت ترتديه اخذ يتأملها ممراً عينيه عليها فقد كان الفستان يظهر جمال قوامها الخلاب لكنه كان قصير مما كشف عن جمال ساقيها ضربت الحرارة جسده علي الفور واخذت انفاسه تتعالي بشدة لكن سرعان ما حاول السيطرة علي ذاته والقاء هذه المشاعر بعيداً.. مذكراً ذاته بان زين كان معها طول الوقت وشاهدها بتلك الملابس العاريه.. نهض بحده و اجابها آدم ببرود وهو يرمقها بنظرات جامده

= ما خطبك لما منزعجة هكذا؟ هل زين خير مني ليبقى؟ جانبك و أنا لا؟

عقدت حاجبيها بدهشة وهتفت باستغراب

= نعم! ماذا تقول؟ زين قد رأيته في الصباح فقط في المطبخ عندما ساعدني في إمساك يدي الجريحة و ..

قاطعها ليصرخ بانفعال وهو يرفع اصابعه في الهواء أمام وجهها يبوخها كطفلة صغيرة

= هل أنتِ طفلة غبية تماماً لتجرحي إصبعك هكذا دائما ، كم مره حذرتك انتبهي الى نفسك ولا تاذي حالك

تمتمت اليزابيث بارتباك في محاولة منها لتبرير الامر باستنكار

= ماذا حدث سيد آدم..الأمر يحدث دائما لأي شخص في المطبخ.. هذا طبيعي هل أقصد إيذاء نفسي ، على سبيل المثال؟

لكنه لم يهدئ وصاح بإنفعال مكبوت بداخله منذ أن رآه زين يخرج من غرفتها الليلة الماضية وقبل ذلك كانت تقف معة وتتضحك بأريحية بينما جذبها بعنف وهو يضغط على ذراعيها 

= ليس طبيعيا.. هذا في الغالب بسبب الشرود من رأيي لا تدخلي المطبخ مرة أخرى حتى لا تتسببي في كارثة فيما بعد نحن لا غنى عنها، لكن أخبرني ، هل كانت المحادثات مع زين جيدة جدًا بالنسبة لكٍ لتكوني بلا وعي وتمرضًي دائمًا ، حتى عندما عُرض عليكٍ تتناولي الطعام معنا؟ لقد وافقتٍ دون تفكير.. ماذا هل بدأتي تنجذبي إلي.. هل تعتقدين أنه سيعجب بفتاة مثلك لمجرد أنه يعاملك بلطف؟

شعرت اليزابيث بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته تلك...فما هو الاخر يري انها تحاول اغراء اي رجل يكون قريبا منها، اخفضت رأسها بألم شاعرة بالإهانة وقد هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها..اخذت ترفرف عينيها بقوه في محاولة منها لابعاد تلك الدموع التي تحرق عينيها قبل ان تنسكب علي وجهها وتفضح امرها اخذت تتنفس ببطئ محاولة السيطرة علي ذاتها لتنجح في نهايه الامر برفع رأسها والنظر في عينيه بوجه متجمد خالي من المشاعر وهي تجيبه بجفاء

= سيد آدم ، إذا كان وجودي هنا يزعجك إلى هذه الدرجة ، أخبرني مباشرة بدون لف ودوران ، أنك لا تريدني هنا في المنزل .. وسأذهب

وفي نفس الوقت اقترب زين من الخارج علي أصوات الصراخ، ليسير بخطوات بسيطة جدآ نحوه غرفه الباب ليستمع الحديث الدائر بينهما . 

لا يعرف لما اغضبة فكره رحيلها لينظر لها آدم بغل وعينيه تشتعلان بحقد ليتحدث وهو يقترب منها برأسه بغضب ليصيح وقد اسود وجهه من شدة 

= يا الهي ماذا تقول هذه الغبيه.. هل ساحتاج بان اروغ بالحديث معكٍ حتى لا أقولها مباشره، هل تريني خائف منك مثلا سيدة اليزابيث حتى لا اقول لكٍ اني لا أريدك في بيتي؟ افعلي ما تريدي.. إذا ارادتي أن تذهبي.. أنطلقي فلن أوقفك ..هيا ما الذي تنتظريه !!. 

مسحت اليزابيث دموعها بكف يدها قائله بهمس وهي تنظر الي الأرض بعينين تلتمع بانكسار

= حسنًا ، سيد آدم ، أعطني بعض الوقت وساذهب الآن كما تريد ..! 

اتسعت عينا آدم بصدمة و ارتباك وقد أنتبه إلي حديثه الان معها والي دموعها؟ ليصمت لحظه شاعراً بالذنب تجاهها ثم تنحنح من قوة المشاعر التي عصفت به والتفت ليرحل بسرعة من أمامها قبل أن يستسلم إلي قلبة ويقترب منها يضمها ويمسح دموعها الحزينة !. 

بينما زين عند خروج آدم من الغرفه أسرع يبتعد بعيد دون أن يراه وهو يبتسم باتساع بأن خطه نجحت و إليزابيث سترحل مثل ما كان يريد ذلك هو و لارا . 

❈-❈-❈

بعد فترة قصيرة جدآ، تنهد آدم بضيق شديد ولم يتحدث بل عاد الى غرفته وهو يشعر بالضيق ايضاً وخصوصاً لانه لم يكن يريد ان تحدث تلك المشادة الكلامية بينه وبين اليزابيث لذا عاد لغرفه مع العلم بأن تفكيره كان مشوشاً ، ليفكر هل بالفعل سترحل كما قالت إم كأن مجرد حديث لا أكثر ؟. فهو متاكد بنسبه كبيره بانها ليس لها مكان اخر تذهب اليه، نهض آدم يجوب غرفة المعيشة ذهاباً وإياباً وقد ندم عما فعله اشد الندم مما جعله يحتقر نفسه.. بسبب لحظة الضعف تلك التي جعلته يتصرف بطريقة جنونية و خصوصاً لانه لا يجوز له أن يتجاوز حدود معها هكذا وليس له الحق يحاسبها اصلا ،مما جعله ينزعج أكثر فقال محدثاً نفسه بعصبية 

=اللعنة عليك يا ادم ، اللعنة عليك وعلى تصرفاتك الحمقاء وعلى هذه المشاعر التي تكاد أن تفقدك عقلك... كيف ستحل هذه المشكله الان؟ 

اما اليزابيث بالاسفل فكانت قد استعادت رباطة جأشها والسيطرة على قلبها ومشاعرها التي اهانت كثير لذا قررت ان تتجنب الحديث معه على قدر الإمكان قبل رحيلها علي الرغم بأنها تعرف ان ليس لها مكان آخر تذهب إليه لكن بعد ما حدث لم تستطيع ان تظل هنا؟ فدخلت الى المرحاض تغير ملابسها وبعدها شقت طريقها نحو الخارج دون ان تنظر إلي خلفها ولو لمرة واحدة حتى لا يرى أحد رؤية تعابير الانكسار التي ارتسمت على وجهها بوضوح تام.. وكان زين يقف بالخلف يشاهدها وهي ترحل من المنزل لكنه لم يكن سعيد مثل ما توقع! لم يعرف لماذا؟ رغم انه كان يخطط لذلك من البدايه !؟

أما في الاعلي نظر آدم بعدم اهتمام خلف النافذة وهو ما يزال يجوب غرفة المعيشة ذهاباً وإياباً ليراها قد خرجت من المنزل وتنوي الرحيل بالفعل! خفق قلبة ليرتجف في تلك اللحظة يشعر بالضعف وبأنه سيفقد شيء ثمين لم يعوضه لذلك دون تفكير تحرك إلي الأسفل بسرعه البرق ليوقفها .

❈-❈-❈

هبط آدم بخطوات سريعة فعجل لها راكضاً حين رأها مازالت قريبا منه في منتصف الطريق لينبض قلب آدم ببطئ فهذه اول مرة يكون شاعرا كذلك هو من يتخذ اولى الخطوات تجاه فتاة، وهذا بعث لدية شعوراً دافئاً اسرع ليقف أمامها يسد الطريق عليها وهو يلهث أنفاسه من الركض.. بينما عقدت اليزابيث حاجبيها بصدمه منة عندما أصبح أمامها.. ليقول بين أنفاسه الاهثه بصعوبه

= انتظري لا ترحلي اليزابيث 

رأى آدم الدموع تتلألأ في تلك العينين الواسعتين و المعركة التي تخوضها ضد نفسها لتمنع فمها من الارتجاف و السيطرة العنيفة التي تفلت منها حتى وهي تكافح لتفرضها على نفسها ثم تحدثت واجابته بضعف وقد بدأت شفتيها بالارتجاف

= لا بأس يا سيد آدم يُمكنني الذهاب فأنا لم انزعج منك.. لأنك الشخص الوحيد الذي عاملني بلطف حتى اذا كانت مجرد فتره وانتهت هنا .

توقف آدم على بعد خطوات منها وراح يحدق إلى وجهها الحزين كانت نظراته كلها ترجي... من كان ليصدق أنة يتراجاها بأن تبقى إلى جانبه ليكرر ما قاله مؤكدا على كل كلمة 

= أنا حقاً لا أريدك ان ترحلى.. افهمي هذا...لقد جرحتك بالفعل 

أغمض آدم عيناه بحزن علي ما أوصل به حالتها وتحدث مجدداً إلي اليزابيث بنبرة صارمة 

= لا ترحلي إذا تركتك تذهبي فسوف أندم على ذلك لبقية حياتي

اعتقدت أنه يقصد شعور بالذنب.. بينما نزلت بنظراتها بحرج غير راغبة في الظهور بمظهرها البائسة من جرحه ثم قالت باختناق 

= لماذا تريدني أن أعود معك؟ هل هناك إهانات لم تحدث لي في ذلك المنزل؟ لا أعرف لماذا ينظر الجميع لي دائمًا باشمئزاز عندما يعرفون وظيفتي القديمة ، على الرغم من أنني تركتها ، ولم أرغب في ذلك.. دائما تعتقدون انني احاول اغراء اي رجل يقع أمامي لاوقعه في غرامي واسلب منه نقوده منه..و رغم كل هذه الشكوك ليس لديكم دليل واحد على أنني أريد أن أفعل هذا عمد، ولكن لماذا تبحث عن دليل وأنا في النهاية عاهرة ، وسترتكب مئات الأخطاء بدلاً من خطيئة واحده دون الشعور بالذنب ..

لتكمل حديثها وهمست من بين شهقاتها بكاءها الحادة

= اليس كذلك؟ اتركني ارحل لو سمحت ولا تلحق بعاهره حتى لا تلوثك بخطئها الفادح

نظر لها بحُزن تملك من قلبه وكانه لحن حزين، يتردد صداها في روحها فيسلب من حياتها ابتسامتها !. رفع يده فجأة مفاجئة إياه قبل أن تفاجئها وكأنه فقد تحكمه بها بل فقد كل تحكمه بنفسه فيرفع ذقنها بأصابعه وهو يمسد بإبهامه على ذقنها دون شعور 

= أنا لم أقصد ذلك أنا اسف اليزابيث.. لم أقصد كل ما حدث لكٍ بسببي

تقدم واقترب منها وسحب ذراعيها لكن هذه المرة برفق فتناثر شعرها النعاس حتى التصقت بعض الشعيرات بوجهها ، وهي تنظر إليه بتلك العيون الدامعه حزينه لكل ما أصابها.. واحساس بالذنب لايفارق عقل آدم ليقول بتهور ممزوجا بصدق

= من تريد ان تخطأ لن يقيدها شيء اليزابيث، وانتٍ تمسكتي جيد بفرصتك للنجاة من هذه الخطيئه ولا تدعي احد يؤثر عليكٍ بحديثة.. انتٍ لست عاهره انتٍ تم اجبارك عنوه على شيء لا تريديه !. 

جحظت عيناها بصدمة بحديثه وبرقة المهلكة لأعصابها المسكينة إبتلعت لٌعابها من نوبة المشاعر التي إنتابتها فجاه من حديثه، ليعقد حاجبيه وهو يهمس بتأوه ونبضات بقلبه تتعثر فيما بينها لزعلها الحلو هذا 

= اعتذر على كل الكلام الذي قلتة لكٍ من قبل، لكن لقد قلقت عليكٍ جدآ أن تؤذي نفسك.. لا أريدك أن تشعري بالامتنان فترهقي نفسك بالاعمال الشديدة.. لأجل مساعدتي

حاولت اليزابيث الابتعاد عنه لكنه احكم قبضته حولها مانعاً اياها، ثم ابعدها بحنان متأملاً وجهها الباكى مما جعله يزفر بضيق و هو يمرر يديه فوق وجنتها يزيل دموعها برقة قائلاً بلوم

=أنا أنقذتك لأن هذا ما تحتم علي من واجب حينها لكن لست معنا ذلك بان لا تهتمي بصحتك اليزابيث.. 

رفعت وجهها له متعثرة بأنفاسها ودمعه سقطت وهي ترد عليه بعدم تصديق 

= وجاءت خلفي الآن لأجل واجبك.. فقط ايضا 

هز رأسه وهو يزفر بعمق فصمت لحظة واحدة فقط وضغط آدم علي يده وتحدث بنبرة جادة 

=امسحي دموعك اليزابيث.. لن تبكي بجانبي مره اخرى! لا اريدك ان تتعرضي للاذى مره اخرى بسببي فاذا تركتك ترحلي حالياً.. بالتاكيد ستصل اليكٍ شويكار وتأخذك

نظرت له فاغرة العينين والشفتين وهمست دون وعي مأخوذة بسحره ونبرته وعطره ورائحته الرجولية التي اصبحت تستطيع اشتمامها الآن 

= وماذا ستفعل حينها؟ هل ستتركني لها؟ 

ليبتسم لها ابتسامة صغيرة جدا لم ترها منه من قبل أطاحت بالمتبقي من عقلها وهو يردد بما لم تتوقعه ولم يتوقعه هو حتى من نفسه 

=اذا حاولت الوصول إليكٍ هي أو غيرها.. حينها بدون تفكير.. سافديكٍ بروحي !. 

أطاح بها كلها هذه المرة.. وازدادت نبضات قلبها من تلك المفاجأه وشعرت بالخجل والدهشة الشديد من نظراتة المصوبه تجاهها، ولم تستطيع ان ترفع عينيها لتنظر له بعد هذا الرد... 

ولكن عندما نظر آدم لها مطولاً شرد الذهن يحدق بها لعله يكتشف ما هو الشيء الغامض الذي يجذبه اليها ويجعله يرغب بأن يقترب منها دون توقف... فكر ربما تكون الرغبة حقاً ؟ هي من تجذبه اليها ولكن شعوره نحوها ليس شعور رجل يرغب بامرأة فحسب... نعم هو يريدها وهذه حقيقة اعترف بها لنفسة ولكن بالاضافة الى رغبته بها هناك شعور آخر غير الانجذاب لا يستطيع تفسيره ،لكن بالتاكيد ليس حباً.. ولكنه شعور غریب عجز عن فهم معناه .

وعلي بعد مسافة كان يتابعهم زين باعين تنطلق منها الشرارات بعنف وظل صامت بملامح صارمة فور ان أمسكها آدم واصبح يقترب منها يجفف دموعها ويواسيها والغضب بدأ بث بداخله يتسلل لجميع اطراف جسده.. شاعراً بانه على وشك الانفجار وهو يشاهد هذا المشهد الرومانسية القابع أمامه.. لكن كل هذا الغضب لم يكن لانها سوف تعود هذه المره أيضا بل هذه الغضب كان لشئ اخر يجهله.. لكن يتمني أن لا يكون ما يتوقعة !!. 

تعليقات



×