رواية وصمة عار الفصل الخامس عشر بقلم خديجة السيد
لـيـلا ..
بعد أن خلد الجميع للنوم كان آدم في الغرفة واقفا أعلى بجانب النافذة يراقب حركة القمر المكتمل بدرا اليوم وكأنه يلاحظ تحركه ! الوقت تعدى منتصف الليل الآن.. ظل يتطلع للنجوم والقمر شاردا يفكر بما يحدث له إلا إنه لا يتوقف عن التفكير بكل ما يصدر منة وهذا لا يساعده أبدا على أي إختيار
ليتذكر كلامة السـ.ـيئه معها وكيف جعلها تبكي وكانت ستغادر بسببة؟ فالذنب ينغز قلبه بسـ.ـكين بارد كلما تذكر.. ليتساءل نفسه منذ متى كان مراعيا هكذا !! بل منذ متى كان متهورا في كلامه، أصبح يـ.ـتعرى ببساطة دون إرادة منة بمشاعر لم يـ.ـرغب بها يوما أن تظهر بة
لا يعرف هذا الشعور تجاهها ما هو ؟! ربما إعجاب بتلك الفتاة التي أنقذها تحديدا ! أغمض عينيه يجز على أسنانه كم يكره هذا التشتت والضياع وهذه الحيرة في وصف شعوره! فكل ذلك احاسيس يعايشها جديده! فمنذ متى لم يحاول وصف شعوره.. منذ سنوات عدة قد توقف عن كل ما يتعلق بالمشاعر والإحاسيس وهذه الترهات
لكن الآن! هناك في قلبه شئ ينمو على اسـ.ـتحياء في أرض قلبه البور ولا يزدهر إلا بوجودها هي تحديدا ! شبح ابتسامه لا يلاحظها أحد تظهر على شـ.ـفتيه وهو يفكر فيها بعبث؟ هل يمكن أن يكون معجبا بها هي و يغار أيضا عليها من تقرب زين لها؟ فهو لم يعرف الفتاة سوى قبل أيام قليلة وهو غير مؤمن أبدا بالحب ولا يريد ان يقع أحد ضحايا العشق؟ فماذا إذا !
سحب نفسا وهو يفكر من جديد بيأس كيف من الممكن أن يكون اعجاب إنه يكاد يشعر بالجنون غيرةً عليها.. من صديقه الوحيد و الجميع !!
يا إلهي لا يصدق كيف ومتى اصبح يفكر هكذا ! فهو أصبح يعيش لحظات مجنونة التي يفقد فيها عقله و قدرته على التحكم في كل أعضائه خاضعا لإندفاع قلبة بطريقة مـ.ـثيرة للشفقة أحياناً
لكن أيا كان سبب انجذابه بتلك الفتاه عليه أن يتخلص من هذا الشعور في أقرب وقت.. هو شخص غير صالح لتبادل أي مشاعر الان وتحميل قلبه المزيد من القلق.. فحياته مهما حاول علاجها سيظل يعيش في متاهات ويحمل ذلك الذنب القديم الخاص بوالدته.. لذلك يجب أن يتراجع بل يتخلى في أصعب الأوقات ويتراجع بجبن !!
أحيانا يشعر بأنه قد قسي على قلبه بالتعاسة للأبد لكن يجب ان يفعل ذلك قبل ان يتعلق بها اكثر و يذوقها عذابة.. فهي لا ينقصها هذا العذاب أيضا في حياتها يكفي ما تعيش فيه .
زفر بضيق يهز رأسه برجاء لا يريدها في قلبه .. هنا ليس مكانها من الأساس ستعود يوما ما لوطنها تاركة إياه وحيد كغيرها والاهم..هل هي تشعر تجاه بنفس الشعور؟ أو غير مهتمة به من الاساس! ليعمق في التفكير فيها وبين قراره بالابتعاد عنها؟ يجب ان يفعل ذلك فهو في وضع لا يسمح له بالتقرب منها أو للحب لذاته.. لكن الوقوع في الحب ليس اختيار بل اجبار .. .
❈-❈-❈
في غرفة اليزابيث، كانت ممتده على السرير وهي تبعث بخصلات شعرها المتناثر فوق الفـ.ـراش حولها لتشرد في كلمات ادم للتو؟ هل حقا قال ما قاله !! لقد مرت فقط ساعات متواصله منذ أن قال جملته"أفديكِ بروحي" جملة صغيره لكن قد تسببت فيه كارثية بكل حروفها ومعانيها بالنسبة لها.. شعرت اخيرا ان هناك احد يريد وجودها في حياتة وسوف يحميها من جميع البشر، لكن هل كان يقصدها بالمعنى القولي بالفعل
فهي في تلك اللحظة ظلت تنظر له غير مصدقة وهناك جمرات تُحرق بطريقة.. مثيرة !! أحيانا تندفع احساس مهاجمة بقوة مجهولة الهوية.. دون أن يقدر الإنسان نفسه على السيطرة عليها؟
شردت فجاه عندما انفجرت في البكاء بين ذراعيه عندما صفعتها تلك لارا.. فقد بكت بين ذراعيه وأخذ يربت على ظـ.ـهرها حتى تهدأ.. وعندما كان ثمل احـ.ـتضانها وهو يطبع قـ.ـبلة على خدها.. لا تصدق حتى الأن أنها كانت في حالة بائسة بحيث لم تشعر فعليا إنها بين ذراعيه وإنه من يقـ.ـبلها على خدها.. ابتسمت اليزابيث رغم الحالة التي تمر بها عندما تذكرت أن له تأثيرا عليها بالفعل
فهناك شعور حارق بتنقلها هنا وهناك.. وافكار وتساؤلات ليس لها اجوبه وكأنها تُلهي نفسها حتى لا يتعبها التفكير بحالها البائس !! لكنها غير قادرة ؟.
وهناك شعور مناقض آخر.. فهي فجاه تتعالي دقات قلبها تضرب بداخلها من رؤيتها له منتشر حولها في كل مكان.. او ينظر لها بلطف؟ او يعاملها باسلوب مهذب؟ او يحميها من غدر البشر؟ يا إلهي كيف لها ان تتجاهل كل ذلك دون الاعجاب به؟ في ظل هذه الأوقات العاصفة
فلن تقدر أن تتجاهل الأمر أكثر وتنكر.. هناك انجذاب صحيح.. لكنها ببساطة لا تستطيع تحديد إن كان هذا الانجذاب لأنه منقذها ! ولأنه يتخلص فيها من ذنب قديم ربما ! لا تعرف المزيد حول ذلك الموضوع.. أم هي منجذبة و معجبة بذلك الرجل الشهم.. النبيل.. والذي يساعد الاخرين دون مقابل.. فهو يحمل كل شئ ونقيضه في خلطة مدهشة تعطي شخصية نكهة مميزة ..
هبت فجاه منتفضه في جلستها خارجة من ذكرياتها تتعجب من حالتها فهي وسط كل ما حدث لها و معاناتها التي لا تنتهي.. إلا إنها كلما تذكرت وجوده سكنت لتشعر بالدفء فعيناه سكن !! انتفضت كل خلاياها وشعرت أن برودة تسري في أوصالها.. تنخر عظامها وهي تهز رأسها برفض تام بغضب شديد تعاتب نفسها بقسوة كيف لها ان تفكر كذلك بهذه الطريقه وتنسى نفسها.
ابتلعت ريقها تعيد ترتيبات في عقلها ببطيء مذعور مرتعش
= ما هذا الغباء الذي افكر فيه؟ لا لا فوقي اليزابيث من هذه الافكار لست صحيحه.. هذا وهم بالتاكيد ولن يصبح حقيقه مهما حدث؟؟.
لتسقط دمعة مواسية تربت على خدها البارد كالثلج و الشاحب للغاية لتشعر بعدها بلا شئ بسبب سقوطها في هوة سوداء استسلمت لها دون جدل بسبب عار الماضي مرددا بمرارة
= فوقي و ذكري نفسك من تكوني الآن و سابقاً.. و ماضيكٍ اللعين الذي لن يغفر من أي سائر بشر !!
تنهدت تهدئ ضربات قلبها المجفلة وهي تنهض لتقف أمام النافذة المغلقة.. فهي الان اصبحت عيون نفسها والناس! مجرد خادمة ام سابقاً عـ.ـاهره؟ وستظل وصمة الـ.ـعار هذه معها طول حياتها .
فأي اعجاب قد ينشأ بين شخصين لن يتقابلا أبدا إلا بصدفة غريبة جدا ؟ في الحقيقة ككل ما يتعلق بلقائهما .. لا تحدث إلا .. في الأساطير !
❈-❈-❈
في اليوم التالي، هبط آدم بخطوات بسيطة ليذهب للخارج ليلاحظ اليزابيث تقف بالخارج تسقي الورود اقترب منها وهو يراها تتحرك بخفه وسط الزهور والوانها الطبيعيه الرائعه.. و تتلامس بيدها الزهره و تحركها باصعبها الأنثوي الرقيق وهي تبتسم بخفوت رقيق حيث أثارت ذبذباته الناعمة الممزوجة بذبذبات الطبيعة من حولهما في قلبه رجفة دفئ.. تنهد آدم بعمق طويل وهو ينظر لوجهها المرتفع فيضئ وجهها نور الشمس المعكوس عليها بينما عنقها نحيل رقيق يثير الشـ.ـفاه لتـ.ـقبيله ودغدغته.. وعيناها الزرقا كأنهما مرآة للسماء تلمع بنجوم وتضئ بقمر..
انتبهت اليزابيث له وكان هو غارق في البراءة في زرق عينيها الذي يلمع من الشمس في هذه اللحظة وهو غارق بمنتهى الضياع في البحر الأزرق في عينيها.. عقدت حاجبيها متحدثه بينما شعرها القصير ذو الموجات يتطاير للوراء محدثا هالة أنثويه متمردة فأصبحت كلوحة تجمع بين الأنـ.ـوثة الناعمة والبرية
= صباح الخير سيد آدم
رد عليها بصوت غريب أجش وهو لا يزال يتطلع لوجهها المطرق
= صباح مليء بالبهجه والنشاط.. لما مستيقظه مبكرا اليوم على غير العاده
هزت راسها وهي تعود بنظره لحوض الزهور بوجه عام عابسا لتجيب هي بشجن
= ولا شيء مهم كنت فقط اعتني بالازهار، وعندما رايت الزهور بدات ان تتفتح قليلا.. تذكرت ابي كنت أحب لمعان نظرت ابي الى الزهور بفخر وهو سعيد بانجازي ،وكانت أمي تغار مني أحيانا فتحرمني من الخروج لكن أنا وأبي كنا نذهب لنزهه من ورائها وعندما كانت تعرف امي تعاقبنا احنا الاثنين ههه لكن كان ابي يعرف كيف يشاكسها ويضحك عليها لتنسي الأمر.. تعلم كان بيتنا دائما يعمه الصخب الحلو والضحكات.. لكن بعد رحيل أمي وأبي أصبح كل شيء مظلماً أسأل نفسي دائمًا هل يشعرني أبي وأمي بي؟ وإذا شعروا بي؟ هل أبي مازال فخوراً بي بعد كل ما حدث لي أم أنه حزين علي الآن؟ وإنه لا يريد حتى أن ينظر إلى وجهي
فرت من عينيها دمعة يتيمة فمسحتها لكن دموعها أصبحت تنزل دون رادع وفجأة شهقت بعنف شهقة بكاء هامسة بوجع
= يا إلهي سيد آدم.. أنا أشتاق إليهم حد الوجع اتمنى ان يعيدون ولو لحظه واحده حتى اعانقهم لا اشعر بالدفئي و الأمان من جديد
تطلع ادم ينظر لها عاجزا يعصر يديه حتى ابيضت مفاصل أصابعه.. فهي كلما تحاول أن تبتسم وتبدا من جديد في لحظات تعود تنفجر في البكاء بقهر.. كم يشعر بالحزن لأجلها ويشعر بأنه يشاركها ألمها ولا يعرف لماذا يشعر بهكذا مشاعره تجاه الفتاة.. تنهد آدم بعد فترة وجيزة ومد يده دون تفكير ليمسك بيدها وهي مستسلمة لرغـ.ـبته في مواساتها بإدراك منها هذه المرة فمسح بأصابعه تلك الدموع بصمت وهو يقترب منها وأخذها بين أحـ.ـضانه دون أن يستطع منع نفسه لتنفجر في بكاء جديد وهو صامت يربت عليها فقط !
كانت تشعر اليزابيث بأن ساقيها تحولا لهلام غير قادرين على حملها وهي بين أحـ.ـضانه.. لكنها تحاملت على نفسها.. وكانا الإثنان غافلين عن عينين تلمعان بالحقد تراقبهما من مكان ما في الخفاء ولم يكن غيرة.. هو زين ! حمحم زين فجاه بصوت خشن ليبعدون الاثنين عن بعض بسرعة وشعروا بالخجل والإحراج..
نظرت اليزابيث حولها بتوتر ثم اقتربت لتغسل يدها من الطين لكنها لم تعرف ان تفتح صبور المياه وقبل ان يقترب منها آدم ليساعدها قد تخطي زين بخطوات سريعة و سبقة وفتح لها صنبور المياه لتغسل يدها بينما أغمض آدم عينيه يجز على أسنانه ثم التفتت اليزابيث إلي زين قائله بابتسامه هادئه
=شكرا زين.. لقد عذبتك معي
ليرد زين باستمتاع من إغاظت آدم فيزيد علية أكثر بتعمد قائلا
=ولا يهمك.. ليت كل العذاب كعذابك يا فاتنتي الزرقاء
تفاجات اليزابيث وأحمرت وجنتيها بسبب حديث زين بينما نظر آدم بطرف عينه فكان يجز على أسنانه رغم وجهته الباردة التي أظهرت بلا مبالاة، لكن بداخله تمنى لو يعاقب زين عقاب قاسي ويبعدة عنها الذي كأن يرمقه الآن ببرود وبساطة.. ثم تنحنحت وقد اشتعل وجهها فاطرقت تنظر للزهور قائلة مرتبكة
= لقد انتهيت ساذهب لاحضر الفطور و بعدها الغدا هل تريد شيء معين على الغداء اليوم سيد آدم
ليقول آدم مبتسم ببلاهة وسماجة
= نعم .. سمك! و أريدك أن تنزعي الاشواك منه مثل المره السابقه
في تلك اللحظة رفعت مقلتيها تنظر له غير مستوعبة بعد ما ينطق به تفغر فاهها وعينيها بمنظر أبله..
❈-❈-❈
بعد مرور اربع ساعات تقريباً كان آدم جالسة في المكتب و زين في غرفه المعيشة يشاهد فيلم يوناني بينما كانت اليزابيث تقوم بتنظيف المطبخ.. حتى تنهد زين بضيق مكتوم ونهض إلي المطبخ وبينما كانت اليزابيث تقوم بمسح الزجاج الداخلي لغرفة المطبخ حتي سمعت صوت خطوات خلفها لتجد زين يقف بصمت عقدت حاجبيها بتعجب عندما وجدت صامت ولم يتحدث ثم التفتت تكمل عملها.. بينما ربع زين ذراعيه أمام صدره وهو يتابعها بعينيه ليقول بصوت جامد
= لم تتح لي الفرصة للترحيب بكٍ مرة أخرى.. ولابد أن اشكر آدم لإقناعك بالعودة وعدم المغادرة من هنا
ليكمل زين حديثه وهو يجز علي اسنانه بحده
= وكنت أتساءل وافكر ايضا أنكٍ نادره ما ترفضي طلب إلي آدم.. هل يعجبك وحسب؟
لم تنتبه إلي نبرته الساخرا، لتجيب بصوت هادئ
= شكرا لك زين.. السيد آدم هو انسان ذو اخلاق عاليه وطيب القلب ولم يعاملني بقسوة بعد ان علم بقصتي فمن الطبيعي ان اعجب باخلاقه.
فضغط زين على قبضته وجاهد لأن يخرج صوته هادئاً حيث قال من بين اسنانه ليكمل عنها باستهزاء
=و إنه أيضًا وسيم ولطيف ويعرف كيف يتعامل مع النساء ، وهذا يجعله رجلًا نبيلًا برأيك! والأهم من ذلك كله ، إنه ثري ويتمتع بمكانة عالية ، لذلك قريبًا سيصبح العمدة المستقبلي لتلك القرية
هزت راسها بيأس وضيق لا تعرف حقا ما به أحيانا يعاملها بلطف واحيانا اخرى يعاملها بجفاء.. التفتت له واردفت قائله
= يمكنك قول هذا أيضا ، لكني لا أهتم بمنصبه ، لأنني أكره هذا المكان لأنه لديه ذكريات سيئة فيه ، ثم قلت إنني معجب بأخلاقه.
فأبتسم زين بسخرية وقال بصوت مكتوم قاصد حديثه ذلك ليضايقها
=أخلاقة آه حسنا ! وهل تعتقدين بأنه سيعجب بكٍ ايضا، فآدم ليس من هذا النوع الذي يركض خلف الفتيات.. هو يفعل هذا معكٍ لانه يشعر بالعطف تجاهك لا اكثر لانكٍ تذكري بوالدته ؟.
عقدت حاجبيها بدهشة وهتفت باستنكار وعدم فهم
= ماذا لم افهم؟ وما دخل حديثنا بوالدته السيد آدم
نظر لها زين بحدة ليقول بسخرية لاذعة
= أوه ، أنتٍ لا تعرفي هذا يحتمل أن آدم لم يخبرك أن والدته قبل ان تموت مروا بظروف صعبة للغاية بعد أن تركها زوجها ورحل، وكان عليها أن تعمل ولم تجد وظيفه أمامها غير أن تعمل مثلك وتبـ.ـيع نفسها للـ.ـرجال حتى تحصل على المال وتعرف كيف تنفق على نفسها وعلى آدم؟ فوقتها كان آدم صغيرا جدا.. ولم يستطيع مساعدتها لذلك اضطرت والدته للقيام بهذا العمل رغماً عنها وبعد فترة التقت بالسيد نيشان وتـ.ـزوجته! وعندما كبر آدم وتوفت والدته، كان لا يزال يشعر بالذنب الشديد تجاه والدته لما فعلته وكيف ضحت بنفسها لأجله ،ولم يعرف كيف يعوضها عن تضحياتها العظيمة.. لذلك هو ساعدك لأنه يريد أن يتخلص فيكٍ من ذنب قديم فقط ولست لأن معجب بكٍ..
لم تكن الصدمه من نصيب اليزابيث فقط بل زين ايضا قد شعر بالصدمه والندم لما قالة وكيف كشف سر صديقه هكذا بكل سهوله؟ لكن كان لديه يقين شديد بأن تعرف اليزابيث هذه الحقيقه، حتى اذا كانت تأمل في شيء فتتراجع علي الفور ولا تنتظر ان يعجب بها في يوم!!.
شحب وجهها اليزابيث بشده و وقفت تنظر اليه بعينين متسعه بصدمة عده لحظات محاولة استيعاب كلماته تلك غير مصدقة لتشرد بكلمات آدم عندما قال ذاته مرة بأن ملامحها تشبه احد يعرفة.. صمتت قليلاً ثم فرفعت كتفيها وقالت بعدم اكتراث مصطنع
=لم اكن اعرف هذا الحديث بالفعل.. لكن ليس من الضروري ان اعجبه او اعجب غيره فانا سعيدة بنفسي هكذا ولا احتاج لان يعجب بي شخص آخر كما انني لا انتظر هذا الاعجاب من اي شخص .
التفتت اليزابيث بسرعة تعطي ظهرها له وشعرت بكلماته تلك كنصل حاد ينغرز بداخل صـ.ـدرها بأنها اعتقدت معاملته اللطيفه وراءها شيء آخر؟ لتشعر بالشفقه و السخريه من نفسها فمن المستحيل أن يحدث ما تفكر فيه.. بينما قد اشتعلت عينيه زين بالغضب من تلك الهادئه وهو يرمقها بنظرات باردة كالصعيق قبل أن يغادر للخارج..
❈-❈-❈
انتهت اليزابيث من عمل الطعام والذي كان أسماكا مثل ما طلب آدم.. والذي إكتشف آدم مؤخرا أنة يحب الأسماك مما يجعله يأكل منها بكثرة ولا تقابلة عقبة إلا في نزع الأشواك لذلك تتضر اليزابيث تنزعها له وهو يشاهد ذلك بإستمتاع.. بعد فترة قد دلف آدم المطبخ ونظر نحو زين الذي كان يقطع السلطه بعدم مبالاه..
للحظه شعر آدم بضيق شديد منه لا يعلم سر تقربه المفاجاه من اليزابيث حتي الآن لكنه يشعر بعدم الراحه من هذا.. وبعد فترة راى زين تحرك للخارج.. ليقف آدم مكانه يتابع اليزابيث وهي كانت مشغولة بعمل الطعام والذي انتبهت له لترفع راسها نحوه بصمت.
ثم اخذت تحدق به مطولاً وللحظة شعرت بالشفقة عليه عندما تذكرت ما تعرضتٍ له والدته وهو أيضا عندما كأن صغير.. لتعرف لما يرهق نفسه بالعمل ليل نهار لكي يهرب من واقع ان حياته اصبحت تخلو من والدته التي يحبها بجنون فذرفت دمعة متمردة عندما تذكرت الكلام الذي سمعته من زين عن المعاناة التي عاشها ادم مع أمه الراحلة.. الى ان قرر حبل المنية تفريقهما وخطفها منه بين ليلة وضحاها وجعل آدم الطفل الصغير يصبح يتيم الأم ..والاب الجاحد الذي تركهم ورحل.. بينما تنهدت اليزابيث بعمق وهي تتذكر أيضا لما كان يساعدها آدم كذلك فهي عرفت اخيرا السبب الغير متوقع وهو لأجل شعوراً بالذنب تجاه والدته لا اكثر ولا أقل ..
لتمسح تلك الدمعة بسرعه ونظـرت للأرضية بخجل واحراج فقد طال وصلت النظر بينهما بلا حديث؟ وداخلها تحترق فعلينا والسبب مجهول ثم تنحنحت قائله
= الطعام اصبح جاهز امهلني بعض الوقت سيد آدم فقط وسوف اضعه على السفره بالخارج الآن
وما إن نظرت لادم التى لم تسمـع صوته حتى الان حتى وجدته تقدم منها هادئ ومن ثم زفـر بضيـق وهو يمسح على شعره الأسود هامسًا بصوت متوتر
= حسنا خذي وقتك انا بالأساس ليست قادم حتى اسالك عن الطعام، كنت اريد ان اقول لكٍ شيء اخر.. واتمنى ان لا تفهمي خطا ،اليزابيث من فضلك عند تناول الطعام بالخارج معنا لا تجلسي بجانب زين ولا تتبادلي معه الاحاديث ابدأ
رغم أنها لم تفهم جيدا طلبة لكنها اخفضت رأسها وغمغمت بصوت خافت جداً
= لا تقلق فانا لن اجلس معكم لتناول العشاء اليوم .
قطب آدم حاجبيه وسألها باستفسار
= لما لن تتناولي الطعام معنا ؟
فتنهدت اليزابيث و اجابته مقتضبة
= لانني متعبة قليلاً كما انني لا ارغب بتناول اي شيء هذه الليلة .
في تلك اللحظة تغيرت تعابير وجهه حيث انتابه القلق ودون ان يشعر رفع يده ثم وضعها على جبين اليزابيث وبعدها اردف بقلق
= هل مرضتي مره ثانيه؟ فلا يوجد حرارة... ولكن بالنظر إلى وجهك الشاحب تبدين متعبة حقاً لذا اخبريني هل تشعرين بالدوار او اي ألم من نوع آخر ؟
احمرت اليزابيث خجلاً من لمـ.ـسته فهي تقصدي ذلك حتى تبتعد عنه لعلها تستطيع التحكم في مشاعرها.. رفعت يدها وابعدت يده عن وجهها ثم قالت وهي تحدق في عمق عينيه
= لا شئ يؤلمني الأمر هو أني قد تناولت الطعام قبلكم منذ قليل.. لذلك سوف اسكب اليكم الان انتم فقط
تأفف آدم بنزق معتقد بانها تضايقت من طلبه وقد اساءت الفهم ليقول مسرعًا
= اليزابيث انا لم اقصد ان اضايقكٍ عندما قلت لكٍ لا تتحدثي مع زين، الامر هو فقط اصبح اقتربكم من بعض مبالغ بعض الشيء دون مبرر لذلك افضل أن تبتعدي عنه
لتنظر له بتوتر مبتلعة ريقها مفكرة بطريقة لتبعده عنها نهائيا ! لكنها ستتالم بلا مفر، ضغطت اليزابيث على نفسها وهي تنطق وتقول بجمود
= وإذا بلغت في التعامل مع زين او غيره فهل هناك ما يزعجك في ذلك؟ سيد آدم ، صحيح أنني أخبرتك أنني مستعدة لأفعل أي شيء من أجلك لرد الجميل الذي قدمته لي ومساعدتك ، ولكن ليس إلى ذلك الحد الذي تتحكم فيه وتشترط علي أن أتحدث و أجلس مع من؟
أظلمت عيناه حينها وكلماتها التي تقولها ببساطة تضرب قلبه فيتألم ثم تكلم من بين شفتيه بحنق لم يستطع التحكم فيها مراعيا حالتها الغريبة
= ما خطبكٍ يا إليزابيث؟ لم أقصد كل ذلك القصة كلها أنني ...
رفعت عيناها لحظات بوجهها الشاحب المنكمشة تنظر له لتقاطعه بعصبية وبسخط
= أنا لست مسجونه وأنت لم تشتريني؟ لقد أخبرتني من قبل بهذا الحديث ، صحيح؟
عقد حاجبيه وقد شحب وجهه هو الآخر مصدوما من رد فعلها العـ.ـنيف وهو يقترب منها بخطوات بسيطة قائلا بهدوء حذر
= اليزابيث ما الذي بكٍ.. لم تكوني هكذا في الصباح هل ضايقتكٍ في شيء !
ردت بتوتر متهربة النظرات بصوت ضائع مشتت بعدم تركيز
= أرجوك ابتعد عني.. لا أريدك ان تتحكم بي او تقترب أرجوك ولا تتدخل فيما لا يعنيك سيد آدم
نظرات أخرى متألمة عليه لا يعلم ما الذي حدث لتنظر له تلك النظرة الغريبة.. دهشة وهو يجاهد تعاملها الجفاء لكنه وجد اسلوب منفر فهل اليزابيث تنفر منه تنفر منه هو ! كيف !! ليقول بكبرياء رجولية
=حسنا كما تشائين.. سأبتعد عنكِ كما تريدين.. ولو كان بيدي لما أظهرت لكِ وجهي مره ثانيه .
ثم أومأ لها آدم باقتضاب لينصرف..و تمنت هي للحظة أن تنشق الأرض وتبتلعها لانها تعامله هكذا لكنها مضطره على ذلك الاسلوب حتى لا تتعلق بشيء مستحيل أن يكون لها.. .
❈-❈-❈
كان نيشان جالساً في مكتبه يحضر أحد الاجتماعات الهامه مع احد المستثمرين لأجل عقد صفقه غير شرعية كبري وعندما رن هاتفه النقال القي نظره عابره نحوه فوجد ان المتصل السكرتيره الخاصة بة! تجاهلها في بادئ الامر ولكن عندما وجد انها مازالت تتصل اكثر من مرة اشار للجميع بيده لايقاف الاجتماع وهو يخرج للخارج لحظات ليراه ماذا تريد؟ وعندما خرج عقد حاجبيه بدهشة عندما وجد شويكار! أمامه ليسمح إلي السكرتيره علي الفور بالرحيل وهو يقول متسائلا باستفسار
= شويكار! ما الذي تفعليه هنا اتذكر انني لم اطلبك؟
اقتربت منه بخطوات سريعة وهي تهز راسها بالايجابي له قائلة بحزم
= اعرف انك لم تطلبني لكنني اريدك ان تساعدني في شيء؟ سيد نيشان خلال الفترات الماضيه لم ارفض لك طلب فقد ساعدتك كثيرا حتى حصلت على العموديه
رمقها نيشان بغضب مشيراً اليها بعينيه محذراً اياها قائلا بجدية
= اختصري ما الذي تريديه الان ؟.
صاحت شويكار بحده وقد اشتعل وجهها بغضب متهور
= ابنك ادم اخذ مني شيء أريد استيراده فهو كان لي من البدايه وسيظل لي !.
هز رأسه بنفاذ صبر وقد اسود وجهه من شدة الغضب قائلا بنبرة حادة
= هل ستظلي تتحدثي بالالغاز اوضحي حديثك ما الذي تريديه بالضبط يا شويكار
بدأت شويكار شـ.ـفتيها بالارتجاف وهى تغمغم بصوت خائف متردد
= اليزابيث ..!!
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوع.. .
أغلق آدم سترته الصوفية ووضع يديه في جيبي السترة بينما وقف ينظر إلى المراه وهو يفكر في تلك الفتاه التي أنقذها منذ شهرين وتقيم في منزله.. تنهد مخرجا نفسا حارا يفكر هل ستظل تبتعد عنه هكذا فمنذ ايام وهي معتكفة في الغرفة تدعي النوم دائما بعد الغدا !! طفح الكيل حقا إنها تتعمد بالتأكيد تستفزه بتجاهلها له خلال الأيام الماضية ولا يعرف السبب حتي.. فهي تنام حتى وقت متأخر وعلى الغداء تدعي التعب وعندما يحاول التحدث معها تجيب بكلمات مختصرة جدا دون توضيح"بأن لا يوجد شئ"
إلا زين الوحيد الذي كان يفهم ما يحدث بين الاثنين؟ فهو قد لاحظ بعد أن اخبر إليزابيث عن السبب الحقيقي لمساعده آدم لها وهي بدأت تتغير في التعامل معه بجمود وجفاء ..
بعد وقت هبط آدم الي الأسفل ودلف المطبخ ليجدها تجلس على المقعد هامدة وكأنها فقدت كل ملامح الحياة من وجهها مرسلة لوجهه هو ملامح القلق وعندما شعرت به نهضت ونظرت له وهي ترد بهدوء
= هل تريد أن افعل لك شيء سيد ادم
نظر لها آدم يزم شفتيه بضيق قائلا على عجل
=نعم اليزابيث غدا سيكون هناك حفل هنا في المنزل.. حفل صغير كاحتفال بمناسبة نجاح شركتي بتوقيع عقود مميزة وسيأتي العديد من موظفي شركتي وبعض رجال الاعمال .. لذا أقول لكٍ الآن لأن قد أوصيت العمال الذين يأتون لتجهيز المنزل للاحتفال والطعام أيضا
هزت راسها له بالايجابي لتقول بأسلوب جدي استفزة بشده
= حسنًا ، لقد فهمت ذلك ، وإذا كنت تريد مني مساعدتهم في شيء ما ، فهذا واجبي وعملي ، وسأفعل ذلك على أعلى مستوي لا تقلقي.. انا في النهايه خادمة هنا بالمنزل.. وسوف ابدا الان اذا تريد
شعر آدم بالصدمة منها وكأنها تقصد شئ ما بسبب أسلوبها المستفز هذا؟ بعد لحظتين فقط اقترب عليها بحدة ليقول بعصبية
= اليزابيث توقفي مكانك .. لن تتحركي قبل أن أفهم ما الذي حدث فجأة لتتغيري معي بهذا الشكل وأصبحت وكأنك تنفرين مني لن تغادري قبل أن تتكلمي .. والآن
انتزعت نفسها من حالتها البائسة تحاول الهروب منه ومن نفسها قائلة بصوت مرتعش
= أنا أضع فقط الحدود حتى لا تظل تتساهل معي .. فأنت مجرد رجل غريب عني ؟
اتسعت عيناه للحظة من ردها وقال بذهول
= ماذا رجل غريب؟ وهل اكتشفتي انني غريب الأن فقط !!..
لتنظر له بتوتر وهي ترى ذهوله مبتلعة ريقها متخذة قرار الهجوم أفضل وسيلة للدفاع
= أجل غريب مثلك مثل الجميع .. لا يعني أبدا أني أشعر معك بعدم الخوف بأنك أصبحت مقربا مني
ارتد وجهه وكأنها صفعته للتو فقال هامسا برجاء
= أخبريني اليزابيث ما بكِ.. لماذا أشعر بأنك تغيرتي في التعامل معي بتحفظ فجاه دون مبررات و بابتعادك عني فجأة .. ماذا فعلت أنا
تعلم بأن كلامها غير مرتب لا يصدقه لذلك ارتعاش صوتها الذي أصبحت لا تقدر على السيطرة عليه سيفضحها بينما قد توقف عقلها عن أي منطق تحدثه به فقالت بحشرجة مفضوحة
= لم تفعل شيئا لكن هذا هو الصحيح والجيد لنا احنا الاثنين بأن نضع حدود بيننا ولا نتجاوزها.. انت شخص غريب عني في النهايه ولا أعرفك جيد
نظر لها مطولاً بغل هل تستفزه حقا ساد الصمت بينهما وقد شحب وجهها وهو لا يعرف السبب الحقيقة ليقول بعنف وهو يشعر بأن إنكارها له يؤلمه
= رباه هل أصبحت مثلي مثل الجميع عندك! ما أصابكٍ حقا.. أنتِ تتكلمين بتناقض غريب تماما.. كيف غريب مثلي مثل الجميع وتشعرين بأمان معي لا تشعرينه معهم
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي لا تقوى على الرد.. لكنها اكتفت بأن أدارت وجهها قليلا عنه وهي تضغط على شفتها المرتعشة ببطيء مرتجفا بكل كيانها.. بينما جز آدم علي أسنانه بعنف والتفت ليرحل..
بينما صوتها كأن يتردد في عقلها بقرار لتبعده عنها نهائيا وهي تشعر بدموع القلق والعجز تتجمع في عينيها بطريقة مخزية مرددة في نفسها
= إياكٍ ان تتراجعي.. أنتٍ تفعلي الصحيح والافضل.. أنتٍ لا تعلمي نوايا من حولك جيد.. ويكفي الى هنا خذلان من ثقتي بالآخرون !
خرج آدم من المنزل وهو يدخل سيارته ليسير بها بلا هدف محدد بينما غافلا عن العينين اللتين تراقبة تلمعان بحقد وهو سعيد بنفر اليزابيث منه.. ثم ابتسم .. بخبث !
التفت زين وتحرك الي الداخل ودلف المطبخ ليجد اليزابيث ترتب صندوق الخضراوات والفواكه الطازجة بينما كانت شاردة الذهن في معاملتها الجفاء مع آدم لتشعر بالظلم الشديد لكنها مضطره لفعل ذلك بينما من الخلف لتتوه نظرات زين فوقها باعجاب منة وهو يتابعها باهتمام ثم اقترب وهو يهتف مبتسماً
= صباح الخير اليزابيث ماذا تفعلي؟ دعني أساعدك
التفتت اليزابيث له وهي تجيب بصوت خافض وقد لاحظت أن زين يريد أن يجذب منها صندوق الخضراوات والفواكه لكنها تمسكت به بقوة بسرعه قائله بجدية
= زين أرجوك اترك الطعام لي، هذا هو تخصصي هنا في المنزل.. سيد آدم قسم بيننا العمل أنت تهتمي بشؤون المنزل وانا الطعام و المطبخ لذلك أنت ليس مضطره ان تساعدني
ليهتف زين بتعجب لها ضاغطا على شفتيه ليرفع احدى حاجبيه باعتراض
= لكنني أصر على أن أساعدك اتركٍ الطعام إليزابيث
لتترك الصندوق فجاه ثم هزت راسها بتحدي وهي تنظر أمامها بجمود
= حسنًا ، هذا يعني أنني سأخرج وأنظف المنزل وأترك لك الطعام كما تريد
صمت لحظة وهو يتنفس بعنف يهمس من بين اسنانه
= في الأيام الماضية كنت أساعدك ولا تمانعي.. ما خطبكٍ يا إليزابيث لما تتحدثي معي هكذا منذ الصباح ، هل فعلت لكٍ شيئًا أزعجك مني ، ألم نتفق على أن نكون أصدقاء ونساعد بعضنا البعض
ابتسمت اليزابيث برقة غير مقصودة لتجيب بصرامة له قائله
= ونحن مازلنا اصدقاء واخوه زين و إذا كنت بحاجة إلى شيء فسأطلب منك تساعدني .. دون أن تفرض مساعدتك.. لذلك أطلب منك وضع الحدود بيننا وعدم تجاوزها ، لأن هذا الصحيح ويجب أن يحدث
لتشتعل عين زين بغضب وهو يجز على اسنانه بحنق بينما لم تعطي اليزابيث اهتمام له فهي قررت ان تحاول تتجنب الجميع حولها بقلق ما سيحدث لاحقاً وتندم في حين لن ينفعها الندم .
❈-❈-❈
في اليوم التالي بدأت مراسم الحفل داخل منزل أدم بينما شعرت اليزابيث بالملل وهي تري نفسها الوحيدة التي لا تفعل شيء بينما عكس الجميع بالمنزل فادم كان مندمج بحديث الاعمال و زين كأن يرحب بالضيوف.. لترتفع مناقشات العمل بين الجميع..
لتتحرك وكادت أن تصعد إليزابيث الي غرفتها ولا تهبط غير بعد الانتهاء من الحفل لكنها لمحت بعض العاملين الجدد وهم يضبطون الاشياء بداخل الحديقة يدوس أحدهم بحذاءه بدون قصد على الزهور التي صنعتها شهقت اليزابيث بقلق ثم ذهبت بسرعه إليه لتقف أمام حوض الزرع لتحمي الورود من العاملين! بينما تنهدت بعمق واخذت تنظر في الأرجاء وبينما كانت تفعل ذلك التقت نظراتها مع نظرات آدم الذي كان يحدق بها بصمت وغموض مما جعلها ترمش عدة مرات واشاحت بنظرها عنه بسرعة ولا تعلم لما ارتبكت عندما وجدته يحدق بها..
اقترب زين في تلك اللحظة من آدم ليتحدث معه عن شيء خاص بالعمل، ليركز ادم معه قليلا وبعد فترة ليست طويله.. هز ادم رأسه بعدم أكثر وقد ظهر على وجهه تعبیر جاد ممزوج بالغموض ولا يعلم لما عاود النظر بأتجاه اليزابيث التي كانت جالسة بجانب الأزهار بمفردها بهدوء، لكن تفاجئ بانها اختفت من مكانها فأنتبه زين عليه لذا نظر الى الخلف وقال بشك
= عن من تبحث آدم ؟ انت حتى غير منتبه الى حديثي ما الذي حدث فجاه
لم يجيب عليه بل تحرك بخطوات سريعه وهو يبحث عنها ليراها خلف الحديقة تقف تنظر بشرود إلى النجوم بالسماء، ليتنفس آدم براحة عندما وجدها بخير أمامه لكنه أغمض عينيه منزعجا من نفسه لماذا يعود دائما لنفس النقطة من جديد ألم يتعهد ألا يفكر في الأمر مجددا.. ابتسامة ساخرة شوهت شفتيه وهو يفكر مجددا وكأنه شخص يستطيع النسيان بسهولة
لطالما كان يدفن فقط.. كمن يدفن ميتا في القبر إلا أنه في قلبه حي!! فهو لطالما اعتاد دفن ما يشعر به في ركن بعيد في قلبه إلا أنه يظل في قلبه ساكنا مهما طمره في العمق ربما يترسخ بطمره أكثر وكأنه يُنقش هناك .. فيصبح صعب المسح !
فتح عينيه ليقترب منها و أجفلها وهو يقترب صائحا بها يقطع شرودها وقال آدم بخشونة يتعمد هازئا
= هل تذوقتٍ قبل سابق مشروب فرنسي.. اغلى أنواع من النبيذ الفاخر
عقدت حاجبيها بعدم فهم لتنظر إلي الكاس الذي يحمله بيده داخله نبيذ لتفهم ما يقصد لكنها زمت شفتيها تطالعه ببرود و قالت بجفاء
= لا شكرا لا اريد
لم يرحل بل اقترب وأعاد كلماته من جديد وحاجباه يلتقيان في عقدتهما الدائمة قائلا بصوت أجش
= لكن أصرٓ.. افتحي فمكٍ
لا تعرف ماذا تقول لكنها سرعان ما هتفت بضيق أجفله وهي تبعد وجهها عن الكأس الذي بيده متخذة قرار الهجوم أفضل وسيلة للدفاع
= اعتقد اطعام الشخص وهو بصحه جيده هذا ما يسمى شفقه! وانا لا اريد شفقه من احد
رفع آدم نظراته لها وهو يرد عليها بخفوت متحدث ببراءة
= مزحه سخيفه اذا تم اطعامنا عن طريق الرحم واحنا صغار من امنا هذا ما تسمية عطف او شفقه ؟
اشاحت اليزابيث وجهها بضيق ولم تجيب بينما أمسكها من كتفيها يهزها برفق وقد لاحظ القلق في أفكارها رغم نظراتها الموجهة نحوه بصمت
= مشاركه نفسك مع شخص اخر من خلال الطعام.. بواسطه والدينا عندما نكون عائله واحده! هذا يزيد الترابط بيننا اكثر.. بواسطه احبائنا ولا يسمي عطف
ردت تتمادى مبتلعة غصة تخنق قلبها تخفيها عنه قدر ما تستطيع وهي ترى إصرار دون مبرر
= ليس لدي احد ولا أحد يشاركني طعامي.. وقلت لك لا اريد عطف ولا شفقه من احد
تحولت نظراته فجأة لجليد صقيعي ارتعشت له أكثر وقد اختفت نظرات القلق عليها تماماً بينما يرفع ذقنه بغرور قائلا بصوت مشدود ساخرا
= اذا يا اليزابيث اطعام شخص ما هو يسمى انواع من العاطفه والاهتمام، ولا تريدين مني اطعامك الان؟ إلا تري كم من اللطافه ان يهتم بكٍ احدهما.. واذا كان هذا الشخص بالتحديد عزيز عليكٍ مثل.. امك.. والدك.. صديق.. أو حبيبي اليكٍ
أحمر وجهها من الغضب وقالت له بصوت متحشرج تقاوم الضعف وهي تتكلم برقتها التي تذيبه تلك
= ابي وامي توفوا وانت تعرف ذلك جيد.. وليس لدي اصدقاء مقربين.. ولا حبيبي !
صمت لحظة ثم زم شفتيه ينظر لها بإصرار التمع في عينيه فجأة وهو يقرب الكأس نحوه شفتيها ليتحدث بنعومة وهو يرفع وجهها بأصابعه
= اذا ..دعيني أذوقك بنفسي
انعقد لسانها من همسه الرقيق و نظراته لها باهتمام فيظهر جرحها في عينيها الشفافتين لما بداخلها ليلتقطه بعينيه ألم متسائلا إن كانت مجروحة فعلا أم عيناها.. تكذبان ! و قبل أن تنفك عقدة لسانها إبتلعت ريقها بارتباك لتتراجع بخطوات بسيطة للخلف وقالت بهدوء مصطنع
= يمكنني الشرب بنفسي الأمر ليس صعب
أوقفها ممسكا بوجهها بين يدة بإصرار أكبر قبل أن تتحرك خطوة واحدة بعيد قائلا بقوة
= بالطبع يمكنكٍ لكن لماذا يجب عليكٍ ذلك عندما اكون هنا لكي.. افعلها لأجلك
عم صمت ثقيل وطويل ينظر لها بروح غائر في عينيه تحت حاجبين معقودين باصرار غير مستوعب لما يفعله بينما دون إرادة منها تراقبه في كل خلجاته .. محمرة الوجه ما أن يقبض على نظراتها فيبتسم لها لترد النظره بخجل وشئ خفي غير منطوق باللسان لكن بالعينين نُطق.. لتفتح فمها ببلاهه دون وعي ليقترب هو بالكأس من شفتيها وارتشفت منة فاتسعت ابتسامته بينما رمشت هي.. رمشة صغيرة وأغمضت فيها عينيها لتفتحهما بعدها في أقل من لحظة شاعرة بألم لاذعة في حلقها.. فيرى آدم لعقة شفتيها بلسانها ليتشتت بحركتها المرتبكة فيرمش بجفنيه ويفتحمها مراقبا حركتها بتركيز لا يعلم من أين نبع فجأة.. بينما هي تهمس بصعوبة وبملامح مرهقة متوترة
= اوه هذا فظيع مذاقه كالنيران في مخيم حريق
رفع نظراته من شفتيها الذابلتين ليصطدم بسمائها الزرقاء مرددا ببطئ يتذوق حلاوة الكلام على لسانه مشددا على حروفه وكأنه يمتصها
= لان يتم صنعه وتسويته باغلى انواع من النبيذ الفاخر حتى يكون بهذا المذاق الرائع
إزدادت عقدت حاجبيها بألم أكبر لتقول باعتراض وهي تسحب نفسا حادا
= لم يعجبني.. ولم اتوقع ان اجربة مره ثانيه
رفع نظراته لها ينظر لحالتها البائسة ليقول وهو يهمس دون شعور مفصحا
= قد تقررين هذا أنه مذاق سيئ أو جيدا لكٍ بمجرد تجربته عده مرات.. وبعدها انتٍ من سيقرر أي مذاق تريدين ان تكتسبي
توقفت كلماته متبعثرة مع الفوضى التي حلت بداخل روحها فجأة! مبعثرة معها مشاعره التي لم يكد يرتبها مبتسما راضيا سعيدا حتى أتت عاصفة الواقع الذي حسبه سمائه الصافية لتنسفها دون تردد.. كما فعلت سابقتها !.
لتنظر اليزابيث إلي يده الممسكا بها لتتملص منه بضيق شديد وترك هو يدها أخيرا لتتأوه تدلكها وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة حتى.. لتتحرك اليزابيث مبتعدة عنه بخطوات سريعة دون حديث !!. وكان هو يتطلع فيها وهو يكتم غضبه وهو يتماسك مجبرا ..
لتسير إليزابيث بعيد وصمتت معترفة بفشلها وقد تلاشت كل القرارات التي اتخذتها للبعد عنه و الشجاعة داخلها تغرب مع الغروب من حولهما.. أغمضت عينيها للحظات محاولة الوصول إلى حل .. لكن بدون جدوى فأطرقت راسها بقله حيله وهي تجد نفسها لا تساعدها أبدأ..
وقبل ان تتحرك وجدت شخص لا تعرفه يقتحم شرودها واقفاً أمامها رفعت وجهها تنظر لوجهه لتجده يبتسم وهو يقول بنبرة هادئه
= اذا كان ليس لديكٍ مانع يا آنستي.. هل تشاركين الرقص؟
ظلت تنظر له للحظات صامتة مترددة لتنظر خلفها تجد بأن آدم مزال يراقبها بوجه قاتم لتنظر إلي الشخص الذي أمامها ولا تعرفه تهز راسها بنعم لتنتهز الفرصه وذهبت معه للرقص.. اتسعت عينا آدم بصدمه وغضب وهو يجدها ترقص مع ذلك الرجل وهو بدأ يقترب منها ويلف يده حول خصرها وبدأ يتمايل مع الأنغام الموسيقية.. رفعت اليزابيث له نظرات صامته وهي تتحاشى النظر إلي آدم بالخلف؟!.
لكنها تعثرت قدمها فجاه وكادت أن تسقط لولا يد ذلك الرجل أمسكها لتصبح في أحضانه.. تنحنحت تُخرج نفسها من حالة الخجل التي أصابت رأسها محاولة السيطرة على نفسها وقالت بإرتجاف
= شكراً لك
ابتسم الرجل لها بلطف بينما زفر آدم نفسا ساخنا متأوها من بين شفتيه وهو يجدها غارقة في احضان ذلك الغريب لا تحرك ساكنة.. ليتحرك فجاه بخطوات غاضبة ليجذبها منه بعنف شديد و قال آدم من بين أسنانه وهو يكاد يصفعها لتفيق و غضبة يزداد داخله
= ابتعد عنها، هي معي .
❈-❈-❈
صعدت الدرج خلفه بخطوات متعثره تحاول اللاحقة بخطواته السريعه الغاضبه وهي تشعر بقبضته حول ذراعها كقبضه من الفولاذية الحاده حاولت جذب يدها من قبضته تلك لكنه شددها من حولها جاذباً اياها خلفه بعنف مما جعلها كادت تتعثر ساقطه لكن لحقت نفسها بسرعه.. ثم وصل الي غرفته واغلق الباب خلفهم.. وهي التفتت نحوه علي الفور و هي تهتف من بين اسنانها بحده
= آه ببطء كنت ساسقط ،لماذا فعلت ذلك كنت بخير وهو كان لطيف
نظر إليها بشراسه اشتعل داخله كبركان ثائر من الغضب قائلا
= لطيف! هل انتٍ غبيه لقد وضع يده عليكٍ
و احتضنك
اخذت ترفرف عينيها عده لحظات تحاول استيعاب الامر قبل ان تمرر عينيها بحيره و هي تهمس بصوت منخفض مرتبك
= لقد فعل ذلك بتلقائيه لاني كنا نرقص و تعثرت لم يكن الامر بهذا السوا مثل ما توقعت، وعلى الأقل هو مهتم بي على عكسك لم اسمعك تطلب مني الرقص
شهقت شهقه مكتومه من حديثها باحراج وبعدها حاولت الرحيل إلي الأسفل مره ثانيه هاربه لتتابع عملها، لكنها اطلقت صرخة فازعه عندما شعرت بذراعه تجذبها الي الخلف حتي اصطدم ظهرها بصدره و ادارها نحوه حتي اصبح وجهها يواجهه احاط خصرها بذراعيه جاذباً اياها نحو جسده بقوة بينما اخذت اليزابيث تقاومه محاولة الابتعاد عنه لكنه شدد من ذراعيه حولها و هتف بانفاس متقاطعة حادة وهو يراقبها باعين ثاقبة بخبث
= اذا تريدي الرقص معي؟
أغمضت عينيها بشدة تلعن لسانها و غبائها على تسرعها في الحديث، ثم فتحت عينيها مره ثانيه ببطئ وهزت راسها برفض هاتفه بجدية مصطنعه
= لا كنت أمزح فقط لا اريد.. اتركني!
اتخذت فجاه عدة خطوات الي الخلف عندما وجدته يقترب منها بخطوات متكاسله بطيئة لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح امامها مباشرة وانحني نحوها ممرراً يده برقه فوق وجهها يرسم ملامحه باصبعه ببطئ..و قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش
= لكن انا اريد الرقص معك
شعرت برجفه حاده تسري بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق وجهها وقفت تنظر اليه بعينين متسعه بينما اخذ صدرها يعلو وينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها المرتعشة بصعوبة وهي تشعر بكامل جسدها يشتعل اثر لمسته تلك.... ثم رفعت مقلتيها ونظرت إليه تجيب بغيظ منه
= ولكن انا من اقرر ماذا اريد.. لست طفله.. ولا تحاول استنزاف صبري عمداً
هتف وهو يغمز لها بطرف عينيه باستفزاز قائلا
= كفى عن التصرف كطفله اذن انتٍ أولا
جزت على أسنانها بفروغ صبر وحاولت تستجمع شجاعتها وهي تقول بصوت غاضب بشده
= يا الله! رجاء توقف عن مضايقتي.. و بالمناسبه انا فتاه كبيره يمكنني الاعتناء بنفسي جيدا دون مساعده الاخرين لي، لذلك لم اطلب مساعدتك ومن فضلك دعني افعل ما أريده!
ابتسم بملامحه ساخراً وأردف بصوت حاد
= ليس جميع الفتيات الكبار يمتلكونه القوه للدفاع عن نفسهم.. هذا كلام فارغ من الصعب إخفاء سذاجتك وانتٍ تتعاملين مع الاخرين، انتٍ حتى تحمري خجلاً مثل المراهقين ويمكنني الشعور ببرائتك وعدم وعيكٍ لما هو حولك.
ليكمل وهو يخفض رأسه مقترب لعنقها حتي لمست شفتيه رقبتها برقة بينما شعرت هي بكامل جسدها يرتجف فور ملامسة شفتيه لعنقها وكأن هناك كهرباء تسري في كامل جسدها..لكنها حاولت دفعه بقبضتها لكنه امسكها بقوة وهمس بجانب أذنها بصوت مثير
= حتى أحيانا اشك انك مازلتي عذراء رغم انني اعلم جيد ما طبيعه عملك قبل سابق.. لكن مازلتي تحاطين ببرائتك وانتٍ تتعاملي مع جميع الاشياء حولك.. لذا تحتاجي دائما لمساعده وتوقفي عن التظاهر، لانك اي شيء آخر لا يليق عليكٍ هذا الدور خاصه في عالم مثل ذلك
وقفت اليزابيث تنظر إليه لحظات باعين متسعه بعدم تصديق ثم دفعته بقوة وهي تمتمت قائله بعصبية شديدة
= أنت شخص أحمق وحقير.. محال وغد
حاولت كتم باقي الشتائم التي ترغب بالقاءها في وجهه من المزيد عندما ابتعد عنه بضيق شديد والتفتت للرحيل.. بينما هو اتسعت عينا بصدمه قائلا
= لم تتركي شتيمه لم تلكيني بها يا فتاه ما بكٍ
ثم تنهد آدم وابتسم ليتحرك يغادر الغرفة يغلق بابه خلفه بهدوء يسير في الممر بين الغرف غافلا عن ذلك الواقف خلف احدى الاركان بعد استماعه لكل لما حدث بينه وبين اليزابيث لتشتعل عينيه بالغل والحقد .. .
❈-❈-❈
التفت آدم برأسه للخلف بانتباه عندما استمع الى صوت زين ينده عليه وهو مزال في الممرات، ليقترب زين بخطوات بسيطة منه مبتسماً باصتناع
= آدم ماذا كنت تفعله أنت و إليزابيث هناك؟ قد رأيتها تخرج من الغرفة وكانت غاضبة جدًا لدرجة أنني ندهت عليها ولم تستجيب، ما حدث بينكما في الداخل أزعجها هكذا ؟؟
اخذ ادم يتطلع اليه بصمت عدة لحظات وهو عاقد حاجبيه بغيظ من اهتمامه ثم متمتماً بخشونة
= لم يحدث شيء مهم ، لا تقلق
ترك آدم زين وهبط إلي الأسفل ليجد اليزابيث تقف مع نفس الرجل الذي كانت ترقص معه ومن الواضح انهم يتبادلون الهواتف او هكذا صور عقله لانها كانت تمسك هاتفه تفعل له شيء ما.. !!
ابتسم الرجل بطريقة رقيقة الى اليزابيث ليشكرها على مساعدتها فهو عندما وجدها مره ثانيه بالحفل اقترب منها ليسالها عن شبكه الاتصالات لما لا تعمل هنا بالمنزل لكن اليزابيث قالت له بأن ليس هناك مشكله في الاتصالات وربما المشكله بالهاتف الخاص به ثم عرضت عليه تتطلع بالهاتف تتفقده لترى اين المشكله بالضبط وحليتها له..
ابتسمت اليزابيث برقة تخص الرجل أبتسامتها تلك والذى اتسعت عينيه بانبهار من رؤيته كل هذا الاشراق والجمال امامه لتتحول نظراته فوقها باعجاب وإلي هنا لم يعد يتحمل آدم ليقترب بخطوات سريعة يهتف بحدة له ضاغطا على شفتيه وهو يرفع احدى حاجبيه بتهديد
= ألم اخبرك بأن تبتعد عنها هي معي؟ اذهب من هنا ولا تقترب منها مره ثانيه حتى لا تتسبب في انفصالك من شركتي
تنحنح الرجل بتلعثم و بارتباك ليرحل دون حديث بخوف منه، لتعقد اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار وغيظ لرؤيتها نظرة آدم المحذرة له بغضب..
لكنه لم يعطيها إهتمام ثم جذب يد اليزابيث يجرها خلفه سريعا دون حتى تفهم الأمر لتتبعه اليزابيث بتخبط بصدمة تتابع خطواتها خطواته سريعة حتى لاتتعثر ليظلا على هذا الحال حتى وصل بها الى الخارج وقوف سيارته وكانت تلهث بشده ليحجز جسدها له بين صدره وبين السياره رفع رأسه ينظر لها بعنف وهي تتابعه بعينيها بحيره وهو يتنفس بعنف يهمس من بين اسنانه
= لماذا اعطيتي رقمك؟ ألم أحذرك من الجميع هنا وان تتوقفي عن التعامل بهذه الساذجة، هذه القوه التي تحاول ان تكتسبيها تظهر براءتك اكثر ،لذلك رجاء توقفي عن هذا، حتى لا يطمع فيكٍ الجميع
اتسعت عينيها بذهول من اتهامه الظالم لها لتخفض راسها قائلة بألم حاد
= رجاءا انت من الذي يجب ان يتوقف عن التظاهر بالاهتمام به، لا اعلم ماذا تريد مني ولا اريد ان اعرف، و رغم أنه شيء لم يخصك لكن لم اعطي رقم هاتفي.. كنت اساعده.. وأنا بالاساس ليس لدي هاتف
ادرك ادم غلطته وشدة كلماته لها و فى محاولة منه للاعتذار ليصدم حين راى دمعة تتساقط من عينيها لتستقر فوق يده التي تحتجزها لتهتز بداخله مشاعر عنيفة يدرك مدى قسوته معها ليتنفس عن غضبه فيها
لتنظر إليه تسأله بحده بين دموعها
= هل ستظل محتجزني هكذا؟ من فضلك أبتعد وتوقف عن اذيتي
هز ادم رأسه بالايجاب لينحنح بارتباك ثم رفع يده يمرر اصابعه بين خصلات شعرها يهمس باسف
=حسنا اهدئي ليس لدي أي رغبه في ايذئكٍ اليزابيث.. انا اسف لقد كنت أحمق معكٍ الليله لكني حقا لا اريد ان يصيبك شيء سيء لكٍ.. لذلك انتبهي الى نفسك دائما
أغمضت اليزابيث عينيها وهي تشعر بأنفاسه وضعفها لتتمتم بصوت مكتوم وهي تزيل يده عنها
= أخبرتك أنني لست طفله صغيره ، لذا رجاء أبتعد عني وليس لك أي علاقة بي
في نفس اللحظه جاءت لارا ببطء بخطوات هادئة حتي وصلت خلفهم لتشتعل عينيها بالنيران بغضب شديد عندما رأت آدم محتجز اليزابيث بين ذراعيه ويهمس لها بشئ.. شعرت اليزابيث بها لتبعد آدم بقوه عنها ثم رحلت بتوتر شديد دون حديث.. عقد آدم حاجبيه بدهشة في البدايه لكنه عندما التفت علم السبب! بينما أقتربت لارا منه وهي تشعر بجنون الغيرة تطل من عينيها كالنيران مشتعلة لتبتسم لارا بلزوجة مرادفة
= اكتشفت بالصدفة أن لديك حفلة هنا ، على الرغم من أنك لم تدعوني لكنني لست غاضبًة منك لاني متأكده من أنك نسيت هذا الأمر
ليرفع آدم عينيه الي لارا الواقفة بتأهب قائلا بصوت بارداً جداً
= لا انا لم انسي ولكني لم ادعوكٍ لانني لا اريد رؤيه وجهكٍ هنا ؟.
جزت لارا علي أسنانها بعنف وقد احست بالاختناق من حديثه لتهتف بسخرية واستهزاء
= هل في كل مرة أتيتٍ فيها إلى هنا أراك قريبًا منها هكذا .. لا و أيضًا تتوسل إليها حتى تسامحك؟ ماذا فعلت لها يا ترى.. أنا حقًا لا أصدقك يا آدم.. أنت تنزل من قيمه نفسك لاجل عاهره.. انظر الى نفسك جيدا وما تفعله! فهذه الفتاه سيئه وتخدعك
زفر آدم بقوة محاولا تهدئة النيران المشتعلة داخله ليهتف بصرامة
= التزمي بحدودك يا لارا ، فالحب ليس بالغصب ، ورجاء توقفي عما تفعلي لأنه في كل مرة تفعلي ذلك وتتخلى عن كرامتك تصبحي رخيصًة في عيني.. حتى هذه العاهرة التي تريها ليس لها قيمة بالنسبة لكٍ ، فهي تحافظ على كرامتها عنك.. لذا من فضلك توقفي
تبدلت ملامح لارا في لحظة بين الكره والحقد تجاه تلك العاهره وهي تشعر بالإهانة لمجرد أن آدم وضعها في مقارنه بينها..!!
❈-❈-❈
بعد انتهاء الحفل، في غرفة المعيشة نظر آدم حوله الى الفوضى التي تسبب بها الجميع قبل رحلهم.. ثم نظر اليه زين بجفاء قبل ان يتحدث ويستاذن منه الى الطلوع لغرفه للنوم بعد هذا اليوم الشوق.. عقد آدم حاجبيه بدهشة منة ثم هز رأسه بيأس و توجه الى المطبخ هناك حيث وجد اليزابيث نائمة على المقعد بمفردها ويبدو أنها استسلمت للنوم بينما كانت تنظف هنا عند ما رأت الجميع بدأ بالرحيل..
فوقف يتأملها وهي نائمة و راسها مستنده الى الخلف بطريقه مؤلمه الى رقبتها.. وبعض من خصلات شعرها تحررت من تلك الضفيرة التي كانت تخنقه وانسابت على عينيها وجبينها مما جعلها تبدو اكثر جمالاً في نظره لذا قرر أن يتجاهل وجودها فشق طريقه نحو الطابق العلوي حيث دخل إلى غرفته وقرر ان يخلد للنوم فوراً اذ انه بدل ملابسه ونظف اسنانه واستلقى على السرير ولكن ما ان حاول ان يغمض عينيه يحاول النوم لكنه جاء في مخيله بان من الممكن ان يراها زين وهي هكذا ويقترب منها.. حتى عاد وفتحهما مجدداً ثم هب واقفاً ومن ثم خرج من الغرفة ونزل الى الطابق السفلي حيث ترك اليزابيث نائمة على المقعد بالمطبخ
اقترب منها ينزل على كعبيه ينظر لوجهها الذي ضاعت نصف ملامحه من بعض خصلات شعرها الذي غطاه كستار عازل ثم نهض وهو يحملها بهدوء حتى لا يرعبها وهي تبدو أصلا مذعورة دائما واتجه لغرفتها بها.. وفي تلك اللحظة شعرت اليزابيث بعدم الراحة لذا فتحت عينيها ببطء وما ان فتحتهما حتى التقت نظراتها مع نظرات آدم الذي يحملها و للوهلة الأولى ظنت بأنها تحلم لذا طرفت بأهدابها و نامت مره ثانيه وما ان فعلت ذلك ازدرد ريقه وهو يحدق في عمق عينيها المغلقه و يتجاهل أنات خلايا صدره للمستها اللينة..
اخذ ادم نفس عميق بتوتر بعد أن دخل الغرفة لم يتبين الرؤية جيدا لان كانت الغرفه تعم بالظلام فقام بالسير ببطيء وهو يشعر كأنه قد نسى شكل الغرفه بسبب التصاقها به بهذا الشكل الذي يُرخي من قبضة سيطرته.. ليحاول الاقتراب من تلك الاباجوره بجوار السرير لينيرها ولكنه دون قصد منه ارتطم بها فسقطت الاباجوره أرضا بعد أن دفعها ابتعد سريعا مع سقوطها ليرتطم حينها دون قصده بالسرير مع ابتعاده المرتبك ..فسقط عليها وهو يحملها !!
وكل ما حدث كان كفيل بان تستيقظ..فتحت اليزابيث عينيها منتفضة فجأة في الظلام وهي تستوعب أنها نائمه على سرير وأحدهم يعلوها !! لحظات احتاجتها لتستوعب الامر .
حتى ادركت ان ما يحدث هو واقع ملموس لذا اتسعت عيناها من هول الموقف وشحب وجهها ولم تعرف كيف اصبحت بين ذراعيه وبحركة سببت له عدم التوازن مما ادى الى جعله يقع على الفراش وهو فوقها بحيث استقرت رأسه بالقرب من عنقها ويديها على
صدره العريض بينما كانت ذراعيه تحيطان خصرها ، فسمعت صوت نبضات قلبها تتخبط بين جدران صدرها بسبب ذلك القرب الذي بينهما بالاضافة إلى صوت نبضات قلبه التي اخذت تخفق بوتيرة متسارعة لذا ارادت ان تنهض عنه بسرعة ولكنه تمسك بها بحركة اذهلتها فنظرت إليه لتجده يحدق بها بنظرات
هائمة مما جعلها تزدرد ريقها وقالت بصوت مضطرب
= أبتعد عني ما الذي تفعله يا سيــ ..
قاطعها آدم مقرب رأسه وعم الصمت للحظة واحدة والبركان يزيد في إشتعاله مقتربا من أجسادهم فتفيض جمراته في عروقه محترقا، ثم وبتهور و دون مقدمات وجدت وجهه يهبط لها يقضم شفتيها بشفتيه !! ثم شعرت به يرفع ذراعيه لمؤخرة عنقها يثبت رأسها الذي يجاهد ليعمق في قبلته مفرقا شفتيها لتغمض عينيها وهي تعقد حاجبيها بعدم استيعاب من شعور أنثوي بداخلها دغدغته قبلته .
تسمرت في مكانها تحته ترتعش ذاهلة تنظر لوجهه القريب القريب جدا أكثر مما ينبغي لمَ تشعر إذا أنه يُخرِج روحها من بين شفتيها .. ليأسرها بشفتيه !! ويقبلها دون أن يتوقف رغم أوامر عقله والتي لا يستجيب لها جسده وكأنه انفصل عنه خاضعا لما يمليه عليه قلبه فقط ..وكأنه جائع قُدمت له وجبة لذيذة فيأكلها بنهم واشتعال حواسه..
لكنها فجاه انتبهت لتضرب بيدها بصدره بحده ضعيف ليبعد عنها ويحرر شفتيها لكنه لم يفعل ذلك.. أما كأن جسدها مرتعشا ضائعا ... هاجمتها فجأة أنفاس ساخنة بحرارة اللهيب تلفحها فتسيل حرارتها بداخلها متخللة كل خلية تكاد تتجمد فيها دفيء ..
ليستمر آدم فى تقبيلها برقة وشغف جعلها تائهة عما حولهم لكنها حاولت الاعتراض ليسرع يحتضنها بين ذراعيه بحنان ويلتهم شفتيها بشغف وجنون لم يفيقا منه الا مع دقائق مرت..
ابتعد عنها أخيرا ببطيء وهو يقضم شفتها بأسنانه بلطف كمن لا يريد تركها أبدا لكنه قد شعرها بالفعل تفقد الوعي لتشهق بعنف ساحبة أكبر جرعة أكسجين وعقلها يصرخ بها بجنون أن تدفعه بعيدا وقلبها كأن وكأنه يريد التحرر من صدرها...
رفع عينه وكأنه غير واثق من رد فعلها ثم إنتفض عنها بسرعة كالملسوع وهو يتذكر هذا الوضع الذي هو فيه !! لو كان دخل زين عليهما.. أردت تصرخ بقوة من صوتها لكنها لم تستطع لذلك صمتت صمت مخيف اقترب آدم منها بحذر وسمعت صوته يقول هامسا
متشتت
= اليزابيث أنه أنا .. أنه آآ
توتر ولم يجد اجابه مقنعة لفعله حقا ثم اخذ نفساً عميقاً ليتمالك اعصابه وهو متوتر للغاية ليقول بتردد و بهدوء مزيف
= في الواقع ليس لدي اي تبرير لما فعلته لذا انا اسف واعدك ان شيئا كهذا لن يتكرر ابدأ ، والان تصبحين على خير .
فتحرك وعندما خرج آدم بسرعة ودون ان يشرح شيئاً.. بينما ركضت إليزابيث نحو باب غرفتها واقفلت الباب بالمفتاح حيث اخذ قلبها يخفق بشدة من هول ما حدث ولم تصدق ان آدم قد تصرف بتلك الطريقة الغير متوقعة من رجل عاقل مثله لكنه في النهاية رجل!! لذا اخذت تلوم نفسها لانها غفت بالخارج.. وأغمضت عينيها مستندة بظهرها الى الباب وتخنق صوت شهقاتها بيدها لتشعر بالألم يفتك بصدرها معتقده بفعلته تلك بانه قد راها رخيصه وتساهل معها !!
أما هو فكان يجوب غرفته ذهاباً وإياباً وقد ندم عما فعله اشد الندم مما جعله يحتقر نفسه بسبب لحظة الضعف تلك التي جعلته يتصرف بطريقة جنونية وخصوصا هذه الايام انها لا تطيق لمساته وبتاكيد الان ستاخذ عنه فكره خاطئه! مما جعله ينزعج أكثر من نفسه بعصبية وعلى هذه المشاعر التي تكاد أن تفقده عقله...
❈-❈-❈
في اليوم التالي في منتصف الليل..
جلس آدم داخل غرفة المكتب بمفرده وهو شارد الذهن تدور برأسه الافكار كالاعصار فما حدث بالأمس قلب كل الموازين امامه فبرغم من هدوء اليزابيث ولم يلتقي منها رد فعل لكنه متاكد أنها تتألم من فعلته ولا تريد أن توضح ذلك؟ وهذا ما يؤلمه اكثر.. فليتها تصرخ وتثور بوجهه وتضربه حتى لكن لا تكتم المها هكذا بالصمود وتتوجع بصمت.. فهو لا يستطع تصديق الانحطاط الذي وصل اليه بتهور معها..
اغمض آدم عينيه يتذكر قبلته لها ليشعر بالعاطفه والشغف في جسده راغبا بالمزيد منها لا يستطيع نسيان هذا القرب والشعور باللذه طوال حياته.. لكنه حقا احب قربها ويريد اعاده هذه التجربه عده مرات ولن يمل.. لكن الزم نفسه بالصمود ليس خوفا عليها بل خوفا منها ليزيد الطين بله عليهم.. لكن ماذا هو بفاعل في تلك النيران التى تتأكل بداخله تجعله يرغب في أن ينهض في الحال ويذهب اليها ويحدث ما يحدث !؟
فتح عينيه بغضب وهو يعاتب نفسه بشده على هذه الافكار المهينه لها وله كيف يفكر فيها هكذا ؟ كيف يسمح لنفسه بان تتحكم فيه مشاعره لتجعله يسيء التصرف بتهور دون التفكر في العواقب !!. فالوضع انعكس الان واصبح هو من يهرب من المواجهه ولا يستطيع النظر في وجهها بعد فعلته المخجلة تلك .. وما يؤلمة اكثر انها اصبحت تتعامل بعدم اهتمام حتى انها لم تعاتبه ..
ظل آدم في دائره التفكير هذه حتي تفاجأ بأن باب المكتب يفتح عليه دون مقدمات ودخل زين بخطوات غاضبة و ملامح وجهه غير مبشرة بالخير ، ليقترب هامسا بفحيح
= هل يمكن أن تشرح لي ما كنت تفعله في غرفة إليزابيث الليلة الماضية؟ رأيتك تخرج من غرفتها بالامس بوجه شاحب.. ومنذ ذلك الحين ، لم تتحدثا بعضكما وأنتما في حالة غريبة.. ما الذي حدث بالضبط بينكما؟ ولما كنت داخل غرفتها في ذلك الوقت ، ألم تحذرني آخر مرة من دخول غرفتها مهما حدث .. فماذا كنت تفعل أنت في الغرفة إذا؟
نهض آدم بعد كلمات زين يشعر بالصدمة والذهول ليهمس بصوت عالية محذرة
= زين انتبه إلى كلامك واخفض صوتك وأنت تتحدث معي ، هل تحاسبني حقا؟
صمت زين قليلاً ليدرك بأنه قد تجاوز كثيرا مع صديقه فهو في النهايه رب عمله لكن مشاعره هي من بدأت تتحكم بة الآن وليس العقل، ليغلق عينيه بألم يبتلع ريقه بصعوبة غير قادر علي الكلام ثم بعد فترة قصيرة هتف بأسف
= أنا آسف أنت على حق ، لقد تجاوزت حدودي ، وأنت لا تستحق ذلك مني
تنهد آدم بضيق شديد قائلا بعتاب
= أشعر أحيانًا أنك لم تعد صديقي زين الذي أعرفه منذ فترة طويلة ، وأحيانًا أشعر أنك عدوي ولست صديقًا! ما الذي غيرك لهذا الحد معي
استمر زين يخفض رأسه بخجل من نفسه ليردف قائلا بتوجس
= من الممكن أن أكون قد تغيرت معك حقًا حتى لا أعرف ما هو الخطأ الذي يحدث معي؟ لكن لا أريد أن نصل إلى هذا الحد.. ونفترق عن بعضنا البعض يا آدم
هز ادم رأسه بقله حيله منه ثم ضيق زين عينيه فجاه ليقول بلهفه وبصوت متوسل
= آدم ارجوك اطرد اليزابيث ورجاء لا تسألني عن السبب لكني اشعر ان هذه الفتاة ستكون سبب انفصالنا عن بعضنا.. وستنتهي صداقتنا بسببها للأبد.. اطردها يا ادم من فضلك
شحب وجه آدم وتجمد مكانه من تأثر كلماته المسمومة فقد ظن زين ان إليزابيث قد سلمت نفسها له لهذا السبب اصبحت اليزابيث تبتعد عنه ولذا يريد أن يبعدها عنه للابد.. اخذ ادم نفس عميق ليقول بجمود
=أنا لست ظالمًا حتى أفعل ذلك يا زين وألوم إليزابيث على ذنب لا علاقة لها بي.. وحتى لو حدث وانتهت صداقتنا في يوم مثل ما تقول! سيكون السبب في واحد منا وليس في أي شخص آخر ؟؟
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوع.. .
كان ادم مسنداً رأسه بتعب فوق مكتبه بشركته و عينيه شبه مغلقه من شدة الارهاق تنهد باحباط فور تذكره اليزابيث فقد لازالت تتعامل معه كالغرباء فقد تحول الجفاف الذى كانت تعامله به الى برود مميت لا يعلم متى سينتهى هذا التعامل فهو يرغب بعودة التعامل اليه بحنانها و قد اشتاق لها... لكن في نفس الوقت خائف من المواجهه بعد ان قبلها في منتصف الليل بعد الانتهاء من الحفل و رحل دون مبرر .
ثم افاق من شروده عندما وضعت يد فوق باب مكتبه تطرق بينما تمتم آدم بصوت مرهق يأذن بالدخول عندما سمع صوت طرقات فوق باب مكتبه، ليتبعه بعد ذلك دخول سكرتيرة أدم متحدثه بصوت هادئ
= سيد آدم ، تفضل هذه العقود التي طلبتها مني للحصول عليها بالأمس؟ لقد انتهيت منهم
زفر آدم ممرراً يده بين خصلات شعره بتعب قبل ان يتمتم بصوت مختنق
= حسنًا ، اتركيها هنا فوق المكتب وتفضلي أنتٍ.. هل صحيح أن أحدهم سأل عني وأنا بالخارج؟
تنحنحت السكرتيرة مترددة وقالت بارتباك متمتمه
= نعم سيد آدم ، اتصل السيد نيشان في الصبح قبل دقائق قليلة من مجيئك إلى هنا ليسأل عما إذا كنت ستأتي إلى العمل اليوم أم لا؟ وقلت له إنك هنا ستكون هنا بعد بضع دقائق ، وسأحاول الاتصال لك ... لكنه رفض وأغلق الهاتف ، ولا أعرف ماذا كأن يريد
عقد آدم حاجبه في دهشة وهو يفكر في نيشان وماذا يريد منه ولماذا يسأل عنه ويريد أن يعرف هل سيأتي اليوم للشركه أم لا؟ لكن طريقته كان وكأنه يريد أن يتأكد من أنه موجود هنا في الشركة أم لا .. ؟؟
❈-❈-❈
في منزل أدم، في الاعلي من نافذة غرفه زين كان يقف ينظر إلي اليزابيث بالاسفل وهي تجلس أعلي المقعد بجانب الأزهار شارده بشئ ما.. لكن عقله اجابه بانها بالتاكيد تفكر في ادم؟ رفع نظراته يتأمل جلستها بملابسها البسيطة.. من بلوزة صوفية برقبة عالية باللون الأسود وجيبه من القماش الأسود أيضا فبرزت كل تفاصيل جسدها الانوثي.. لكن عقد حاجبه بدهشه عندما وجد نيشان يسير بخطوات بسيطة حتي وصل الى المنزل ليسريع له ويهبط الي الأسفل وهو يقترب منه قائلا بترحيب
= مرحبا سيد نيشان ، إذا كنت هنا من أجل آدم ، فقد ذهب إلى الشركة اليوم
بحث نيشان عن اليزابيث بعينيه ليصطدم نظراته عند راها تجلس على المقعد وهي نهضت و ابتسمت له بتوتر بينما عقد حاجبيه قليلا مدعية الدهشة
= صحيح ، لم أكن أعرف. اعتقدت أنه كان هنا وفي إجازة اليوم فهو أصبح في الآونة الأخيرة ، نادرًا ما يأتي إلى الشركة ويفضل الجلوس في المنزل.
ازداد انعقاد حاجبيه وهو يراقب اليزابيث باهتمام مبالغ به ثم قال هو بغموض كعادته
= حسنًا ، هذا يعني أنني سأذهب إلى الشركة لمقابلته.. هل يمكنك إحضار كوب ماء لي يا زين قبل أن أغادر؟
هز رأسه زين بالايجابي بسرعه وهو يغادر قائلاً
= بالتاكيد حسنا
رحل زين بينما ابتسم نيشان لها وعيناه تلمعان بغموض وهما ترسمان خطوط وجهه وقال مهتما
= هاي انتٍ ، اتركٍ ما لديكٍ هنا وتعالي إليه لمساعدتي قليلاً في حمل بعض الاغراض.. خذي مفتاح السياره وافتحيها ستجدي بعض الصناديق.. احمليها و احضريها الي هنا واياكٍ ان تكسري شيء منهم..
ارتفعا اليزابيث حاجباها بدهشة وهي مزالت تقف لكنها نظرت الى بعيد لترى ان السياره تصف الى اخر الطريق بعيد.. ليهتف نيشان مقتضب بحده
= هيا تحركي بسرعه هل اتحدث مع حالي
مطت شفتيها ببؤس وأخذت منه المفتاح لتتحرك اليزابيث بخطوات سريعه لاخر الطريق لتصل إلى سيارته لكن قبل ان تصل للسياره تجمدت مكانها وسقط منها المفاتيح بالارض.. فشهقت بعنف وهي ترتد للوراء رافعة أصابعها لفمها هامسة بصدمة
= ليام
نظرت له بعدم استيعاب ورعب من وجوده أمامها وقد خشت أن يأخذها وتعود إلي منزل شويكار شتمته بلفظ سيئ لكنه سرعان ما اعتدل في وقفته وهو يقترب منها يطالع وجهها المصدوم ثم أخفض وجهه لمستواها ببطئ ليصبح قريبا لا يفرقهما سوى سنتيمتر واحد .. بينما سمعت صوته اللعين يخترق أذنيها ببطئ شديد ضاغطا على كل حرف قائلا بخبث
= وأخيرًا يا إليزابيث التقينا من جديد، وستعودي إلى مكانك الأصلي!
قلبها هدر بقوة وقفز في صدرها وكأن إنفجار عبوة ناسفة امتدت جذورها لقلبها لينفجر معا ..صرخت إليزابيث حينها برعب صرخة شقت حنجرتها ربما وزادت من هلع قلبها و عيناها تتوسعان و ترتفع بصراخ
= لاااا ساعدنييييييي أرجوووووووووك .. آد..م .. آدم .. النجـــ..ــدة .. آآآآدم
جز ليام علي أسنانه بعنف شديد و جذبها بقوه من ذراعها إلي السياره الخاصة بي وكانوا بعض الرجال يقفون جانبها.. عندما رأت ذلك صرخة أخرى نبعت من عقلها الباطن طنت في أذنيها الغارقتين الرعب و الخوف لا تعرف كيف لها تقول إسمه وتستنجد به بعد كل ما حدث وصدر منه.. لكنها كانت في تلك اللحظة تتمنى ان يكون ادم امامها و يحاول إنقاذها فهي تتمنى ان تموت موتة شنيعة افضل من العوده الى شويكار.. لتصرخ صرخة لم تشق شفتيها فقط بل ترددت في نفسها لتشق روحها وقلبها
=لاااا هذا مستحيل لااا أبتعد عني...آآآآآآآآآآآآدم
سمع زين أصوات صراخ و بكلمات لم يفهمها حتى ولم ينتبه لها لكن اسرع يركض إلي الأسفل ليتفاجئ به لارا مع نيشان امام المنزل؟ لا يعرف متى قد وصلت لارا وما الذي تفعله هنا.. لكن عندما نظر الى الخلف ووجد مقعد اليزابيث خالي.. نظر إلي أول الطريق بسرعه ليرى سياره ورجال يقفون بمنتصف الطريق و واحد منهم يسحب اليزابيث إلي السياره وهي تقاوم.. اتسعت عينا بصدمه وخوف وقبل أن يركض إليها لينقذها اسرعت لارا لتقف امامه تمنعه و لمعت عيناها بوحشية في نظراتها و بينما تقول بتمتمة خافتة ساخرة
= توقف مكانك يا زين ولا تتدخل بما لا يعنيك! لقد اعتمدت عليك في البداية ووثقت في أنك ستعرف كيف تساعدني في التخلص منها، لكن الوضع ظل كما هو ولم تفعل شيئًا ، فلا تتدخل ودعنا نحل المشكلة
شعر زين بأن عقله كان يحاول استيعاب تلك اللحظات البطيئة التي تمر من أمامه غير مصدقة أن اليزابيث سترحل بلا عودة ! لكن عندما سمع صراخها وهي تستنجد بادم !! غضب بشده وتحرك خطوة يريد ان يلحق بها كانة يريد ان يثبت اليها بانه أشجع منه وهو المتواجد الآن وليس هو.. ويجب ان تستنجد بة وليس غيره !!
ليجذب نيشان ذراعيه بحده و زم شفتيه واردف ببرود يحمل تحذير
= زين استمع الى كلامها ولا تتدخل و إياك تتحرك و تتابعها .. هذه الفتاة لم تعود الى هنا مرة اخرى مهما حدث فهمت .
كانت محاولات اليزابيث مستمـرة في الدفاع المُستميت عن نفسها بالرغم من الضعف البدني الذي بدأ يغزو كيانها المرتجف من الخوف وهي تجد نفسها وحيده ولم يساعدها أحد؟ وفجأة جذبها ليام من خصلاتها بعنف وانتهت اخر محاولة بإمساكهـا يجذبها بصعوبة إلي السياره وهي تبكي كالطفلة و لم تعد تدري ماذا تفعل في حظها السيئ دائما؟ ولا كيف تهرب من ذلك الذئاب..... داخلها تتمنى ألا تحدث عاصفة قوية في ذلك اليوم المشئوم الذي ذهبت مع نيكولا إلي هنا ومن حينها لم تغادر !!