رواية وصمة عار الفصل السادس عشر 16 بقلم خديجة السيد

 رواية وصمة عار الفصل السادس عشر بقلم خديجة السيد



بعد مرور وقت لاحق، صف آدم سيارته امام المنزل بمجرد ان هبط من السياره عقد حاجبيه بدهشة و قلق عندما وجد لارا ونيشان يجلسون الاثنين امام المنزل بينما زين يقف وهو يبدو عليه الحزن.. ابتسمت لارا لتنهض لترحب به وفتحت ذراعها تريد ان تقبله وتحضنة لكن إنتفض آدم يبعدها عنه قبل ان تلمسه وكأنها وباء وهتف بحدة

= ابتعدي ولا تحاولي لمسي حتى..ما الذي تريدي؟ لما انتٍ هنا ..هل يمكنك الاسراع في الحديث لاني فعليًا لا أطيق النظر إلى وجهكٍ

لوي نيشان شفتيه بضيق يتمتم بصوت يكاد يسمع

= ما بكٍ يا ادم تحدث مع زوجتك المستقبليه بادب.. ماذا فعلت الفتاه لك حتى تتحدث معها هكذا 

هز ادم رأسه نافيًا بسرعة وهو يخبره باختصار 

= لم يعد هناك بيننا شئ ولم يكن يوجد من الأول بالاساس.. ولا اعلم الا متى سأرددها كثيرا هذه الفتاه لم تكون زوجتي ..و انت لم تعد ابي! انا لم انسى ما فعلته في اخر مقابله بيننا 

نهض نيشان ووقف بغضب وقبل أن يتحدث حينها تدخلت لارا بابتسامة باردة تتمتم 

= ومن ستكون زوجتك اذا هذه العاهره اللعينه اليزابيث اليس كذلك.. هذه الفتاه أن لم تبتعد عنها ستسبب لك بالكثير من المشاكل

ابتسم آدم مستأنف بسخرية دفينة وهتف فيها بحدة

= أنتِ منذ أن دخلتي لحياتي وأنتِ تسببين بها المشاكل يا لارا هانم !! وليس لكٍ دخل بحياتي افعل ما يحلو لي؟ حتى اذا تزوجتها بالفعل لا يعنيكٍ ؟ 

تعالت ضحكـات لارا الساخـرة يتبعها قولهـا الحـاد كعينـاها التي تنذر بحالة الحرب لتبتسم بانتصار

= تزوجها إذا لن امنعك.. لكن أن وجدتها ؟ 

صمت آدم لحظه شاعرا بالقلق وداخله يرتجف بخوف من كلماتها..و يده قبضت على يدها لينظر لـ لارا متمتمًا بنبرة جادة 

= ما الذي تقصديه بحديثك! ما بها اليزابيث؟

ازداد الوضع توتـر خاصةً عندما نظرت إليه لارا بكل كبرياء تتشدق به لتعقد ذراعاها وهي تردد بجمود مشمئز وقد اتاه صوت لارا الهادرة بعنف وبشماته

= هذه العاهره لم يعد لها مكان هنا بيننا؟ وعادت الى موطنها الأصلي.. إلي ذلك البيت.. بيت الدعارة 

الصدمـة جعلت آدم جامد و شاحب ليصمت و الكلمات تخترق مسام صمته المؤلم للروح والقلب... تنهد زين بألم بينما انتفض آدم ليتجه إلي لارا نحوها مره ثانيه ليزمجر فيها بعصبية مفرطة 

= أيتها القذرة ما الذي فعلتٍ بها، أين اليزابيث؟؟!! لا اصدق هل اتفقتوا أنتم الثلاثه لتطردوها من هنا 

هز زين رأسه بسرعه وقال بصوت مرتجف بتبرير

= آدم أنت أسأت الفهم صدقني أنا لم اتفق معهم على شيء انا تفاجئت مثلك بانهم يدبرون الى شيء ما؟ واقسم لك عندما فهمت ما يحدث، حاولت بكل جهدي بان احاول انقذها لكنهم منعوني..ولا اعلم اين ذهبت وحاولت الحقها من ذلك اللعين الذي اخذ رغم عنها.. ولكني لم أعرف ولا ادري ماذا افعل

أحمر آدم وجهه بعنف شديد ونظر بشراسة بينما شعرت لارا بالخوف الشديد عندما رأته هكذا وما إن همت بالنطق مدافعه عن نفسها بالطبع،لكن رد نيشان حينها دفعة واحدة ببرود قاتل

= لا تعلي صوتك واهداء قليلاً لنتحدث.. هذه الفتاه انتهت من حياتك مثل ما قالت لك لارا ذهبت الى موطنها الاصلي، فهنا ليس مكانها.. هل اعتقدت أنها اصبحت سيدة هذا المنزل فعليًا وساتركك تضيع ما فعلته خلال السنوات الماضيه؟؟!!! ولكنني أعتذر يجب ان اذكرك انها مجرد فصلية ذليلة في هذا المنزل.... وقد ذهبت الى شويكار و ليام من اخذها من هنا

سمعوا صراخ آدم الهيستيري وهو يصرخ بانفعال

=ماذا تريدون ومن انتم من الاساس؟ ساقتله.. ساقتله ذلك اللعين ليام ...اقسم بالله سأقتل كل من له يد برحيل إليزابيث من هنا يا الـ****..وستعود اليزابيث مجدداً رغم انف الجميع هنا

انتبه لصراخ لارا بجنون مثله وهي تردف متسعة الحدقتان بغيرة حارقة

= هل هذا ما ستفعله يا ادم ؟؟ ستذهب اليها لتعيدها الى هنا مجدداً؟!!! ما الذي فعلته بك هذه الفتاه لتتعلق بها وتنجذب هكذا، هي مجرد عاهره هل تسمع ما اقوله جيد أعني لم تكن الرجل الوحيد في حياتها 

لم يتحدث وزفـر بصوت مسمـوع وداخله شيء لا يستوعب حتى الان ما كاد يحدث ! قلقه وخوفه أصبحـا كالأشواك ينغـزان صلابته التي أحكم لجامها حول ترانيم مشاعـره كافة....!! وحينها تحرك بخطوات سريعة وهو يركض ليركب سيارته مره ثانيه.... وأدار السيارة بانفعال وهو يردد بصوت ثقيل مُتعب 

=لن اسامحك يا أبي إن حدث لها شيء سيئه.. لن اسامح أحد منكم كلكم .....

❈-❈-❈

أمام منزل شويكار، توقفت السيارة لينزل ليام وهو يجذب اليزابيث وما إن نظرت إلى المنزل بيأس حتى إنفجرت في بكاء عنيف اشتد وهي تتلوي بين ذراعيه بهيسترية وتردد من وسط شهقاتها 

= يا أبن الـ *** اقسم انني سأقتلك.. سأقتلك أيها اللعين.... اتركني ارحل لا اريد العوده الى هنا 

لتتسـع ليام ابتسامته الساخرة وهو يهمس جوار اذنها

= هل تعتقدين أن دخول المرحاض كخروجه يا حلوه !!؟ تحركي بصمت فينتظرك المزيد بالداخل !. 

بينما في الاعلي من نافذة الغرفه نظرت هانا علي أصوات الصراخ وشهقت بفزع وعدم تصديق تهمس بأسمها

= اليزابيث هنا ؟؟. 

ركضت جومانه بسرعه تنظر جانبها هنا وهناك بحثًا عنها، لتتسع عينها بصدمة لتسألها مستفسرة 

=يا الهي ان هنا بالفعل لكن كيف عادت، هل من الممكن قد مل منها السيد ادم لذلك ارجعها إلي هنا مره اخرى؟؟؟

تنهدت هانا بحزن شديد عليها وهي تتابعها ثم حملها ليام بين ذراعيه برشاقة ليدخل إلي المنزل حاملاً اياها وهو ينظر إلي شويكار الذي ابتسمت بانتصار قائله

= واخيرا اتيتٍ يا اليزابيث الى منزلي المتواضع مره ثانيه.. لكن صراحه لقد اشتقت اليكٍ كثيرا .. الم تشتاقي الي انتٍ الاخرى 

انزلها ليام بعنف لتسقط بالأرض أمامها لتتالم وهي تنظر بوجه شويكار باشمئزاز وقالت بقرف

= انا اشتاق الى الجحيم ولا اتمنى رؤيه وجهكٍ اللعين ايتها المراه الافعى الخبيثه .. لماذا احضرتني الى هنا مره ثانيه هل تعتقدي انني ساستسلم واخضع لكٍ.. هذه مجرد احلام وهم!.. سراب داخلك أنتٍ فقط ولم يتحقق وانا مازلت على رائي ولم استسلم الى ما تريدي مني 

جزت علي أسنانها بعنف وغيظ لكنها إبتسمت لها باستهزاء مرددة

= لم أعد أتفاجأ ، لازلت أعرفك جيدًا! ولن أخبرك مرة أخرى أن تخضعي لي ، وما أريده سيحدث في كل مرة وأنتٍ تعرفي ذلك جيدًا؟ في كل مرة تحاولي الهرب والتمرد في النهاية ما أريده هو ما يحدث .. لذا افعلي ما تريدي لن أوقفك

بينما كان ليام ينظر لها بخبث يفكر بشئ ليقترب بخطوات بسيطة ينخفض لمستوى شويكار يهمس في اذنها بشيء ما، جعلها تضحك فهمست بصوت اشبه لفحيح الافعى 

= على الرغم من أنك تعلم أنني أرفض السماح للرجال هنا في المنزل بلمس النساء ، لكن هذه المرة هي استثناء بالنسبة لك .. ولم أمانع في اصطحابها حتى تعلم كيف تطيعني. 

إتسعت ابتسامة ليام الشيطانية فجاه وقد شعر أن الحظ يحالفه وبشـدة.. ليقترب منها بينما ظلت تتراجـع للخلف بقلق من مظهـره الذي دب الخوف في باطن روحهـا وهي تهز رأسها نافية وتردد بصلابة

= ماذا تريد ما الذي تتحدثون عنه ؟؟ ابتعد عني .. دعني أذهب إلى أين تأخذني ابتعد واتركني.. دعني أيها الحثالة

ودون مقدمات رفعهـا بين ذراعيه بحنيـة تناقض الوحوش التي هاجت بداخله متناغمة مع النيـران التي كانت تحرق أوردته من رغبته فيها، ليصعد لغرفتها السابقه وهي تصرخ بقوة وتتلوي بين ذراعيه...

خرجت هانا من الغرفه بسرعه في ذلك الوقت وهي تريد ان تركض اليها، لكن جذبها باكر له برفق وفجأة وجدت نفسها تصطدم بصدر عريض وهو يمنعها من الرحيل لها، لتنظر إليه بحده لكنه هز رأسه برفض وتنهد باعتراض فذلك الامر اشبه بالانتحار ! .

دلف ليام إلي الغرفه وأغلق الباب خلفه بقدمه ليصدر صوت غلق القفل من الخارج.. ثم تركها أعلي الفراش وتنفسـه السريـع أصبح واضحًا لها جدًا واقترابه المُهلك بالاخص عندما بدأ يخلع قميصه وكانت شفتاه الجائعة على بُعد خطوة واحدة من شفتاها.... ولكنها دفعته فجأة وهي تهز رأسها نافية باشمئزاز لتعرف ماذا يريد، لتصرخ ولكنه احكم قبصته حولها ليطرحها أعلي الفراش وهو فوقها يحاول خلع ملابسها ثم بدأ يمزق ثيابهـا بلهفه شديدة الخطورة.. 

تعالت صرخاتها المستنجدة ولكن لم يساعدها أحد بالتأكد في ذلك المنزل و بدأت دموعها تهبط دون توقف وهي ترجوه بضعف 

= ارجوك لا أريد.. ابتعد عني.. ارجووووك لاااا

ولكن الشهوة عمت عيناه فلم يكن يعيرها اهتمام ظلت تحاول وتحاول دفعه عنها وتتوسل ايضًا.... ولكن اكمل عملية قتل روحها تلك ! وفي تلك اللحظات لم يأتي بعقلها سوى آدم.. لتحاول مره اخرى وانتهت اخر محاولة بإمساكها لتلك الاباجوره التي فوق الكومودين جانب الفراش وبصعوبة امسكتها لتضرب رأس ذلك اللعين الذي كان يهجم عليهـا... لتتسع عينه بألم وهو منتفضًا عنها يمسك برأسه صارخًا من الألم و يسبهـا قبل ان يسقط بالارض فاقد الوعي والدماء منتشره حوله.....

حينها نهضت اليزابيث بذهول وعدم استيعاب و سقطت بالأرض هي الأخري وهي تبكي بعدم استيعاب ويردد داخلها كلمات قاسية هل اصبحت قاتله ايضا؟ ولم تعد تدري ماذا تفعل ولا كيف تهرب من ذلك المازق...

❈-❈-❈

صف آدم سيارته بجنون وهبط ليقتحم المنزل و ركض دون تفاهم يضرب الحراس الذي بالخارج وهو يسبه بأبشع الألفاظ مزمجرًا فيهم بجنون وعندما ظهرت أمامه شويكار فصرخ تلقائيًا 

= أين اليزابيث؟؟؟ انطقي يا حمقاء يا لعينه ما الذي فعلتٍ بها الم اعطيكٍ الاموال حتى لا تاخذيها مني مره ثانيه.. لما تصري على اذيتها.. اين هي؟؟؟ 

وقبل ان يصل ان يستطيعا الرجلان الذي خلفها الآخرين التحكم به، أشارت شويكار بيديها بتحذير اليهم بالتوقف! واجابت بصوت مهزوز من الخوف

= لديها زبون فحسب فهي في نهاية الأمر عملها سيد ادم ،انا قد طلبت عودتها إلى هنا من السيد نيشان وهو وافق.. 

إنفعـال آدم زاد شاعرا أحرق اوردته وقوته الجسمانية تفاعلا بشكل قاسي ليصبح كالأعصار الذي انفجر بوجه بسبب هذه الحمقاء ليدفعها بعنف بالأرض لتتالم شويكار بوجع وهو ركض تجاه الاعلي ليجد أمام الغرفه رجل وبرغم من جسده الضخم الذي انتبه له للتو لكنه صرخ بكل الغل الذي اشتعل داخله و أهدر إلي شظايا من روحه الضعيفة أمام الغيـرة التي زادت من نسبة الادرينالين بعقله فجعلته كالفتيل

= ابتعد عني قبل ان اقتلك دون ان اتردد لحظه واحده.. وافتح هذا الباب وإن تأخرت ثانية واحدة ستكون حياتك الثمن

إبتلع الرجل ريقه بارتباك وخوف وفتح الباب وركض سريعه وفي اللحظة التالية كان آدم يقترب متردد في الوصول متأخر مناديًا بأسمها بلوع متألم 

= الـيـزابيث..! 

انتفضت اليزابيث عندما سمعت صوته وهي تنجرف في بكاء عنيف بينما ركض آدم نحو اليزابيث ودون ان يفكر مرتان كان يخلـع سترته ليغطيهـا بها بسرعة لتلتقط روحه انفاسها بارتياح وهو يدفنهـا بين احضانه، ليغمض عيناه بألم شديد كلما تخيل أن ذلك اللعين رأى جسدها واقرب منها ولمسها، بينما ازدادت شهقات اليزابيث المتقطعة التي تقطر ألمًا وهي تلف يداها حول ظهره وتردد بهيسترية 

= آدم تأخرت.. تأخرت كثيرًا.. لقد اصبحت قاتله قد قتلته يا ادم.. اقسم انني لم أقصد قتل ذلك اللعين... لكنه اجبرني على ذلك! كنت اعلم انك ستأتي.. ستأتي وتنتشلني من الظلمة ولن تتركني اغرق بمفردي !!

كان قلبه يتلوى بقسوة مع كل حرف يخرج منها، ولكن رغم ذلك رد بصوت مبحوح حنون 

= لن اتركك لن اتركك اليزابيث... أقسم بالله أنني سأجعله يدفع الثمن غاليًا، بحق تلك الحاله الذي اوصلك لها والتي تصدر عنكِ وشهقاتك التي تصم اذني..هششش اهدئي.. انا هنا... معك .. لن يجرؤ احد على اذيتكٍ !!

لتدفن وجهها بين احضانه متشبثة بملابسه وتستطرد بنبرة متحشرجة 

= ادم انا اصبحت قاتله.. اقول لك قتلته..

ابتعد عنها ببطء وهي تنظر له بين دموعها حينها فقط أنتبه لملابسهـا الممزقة تحت جاكيت بدلته والتي تظهر بعض الاجزاء من جسدهـا جن جنونه وهو يفكـر ماذا فعل بها ؟!! هل اقترب منها ثم رأى جسد ليام بالأرض يتململ بألم ويحاول الاستيقاظ.. أظلمت عينـاه بقسوة مخيفة وهو ويسألها بصوت هادر عنيف 

= هل لمسك ذلك الحقير.. تحدثي ولا تكذبي ؟؟؟

هزت رأسها بتوتر شديد بلهفة برفض قائله بصوت منخفض

=اا لا لكنه حاول و لم اتركه يفعلها فضربته على رأسه بتلك الاباجوره الزجاجيه 

فتح ليام عينه لتتنفس اليزابيث براحه نوعاً ما بانه بخير وذلك ليس لاجله فقد لاجلها لا تريد ان تصبح قاتله ايضا يكفي ما اصبحت فيه ولا ينقصها ذلك ايضا بينما أبعدها آدم بسرعه عندما رآه ذلك الحقير أستيقظ..

وركض ليضربه بكل قوته ولم يلحق ليام ان ينهض حتى او ياخذ أنفاسه المسلوبه.. تابعت اليزابيث ما يحدث بقلق وارتجاف وظل آدم يضربه ويضربه بعنف إلى أن فقد ليام وعيه تمامًا مره ثانيه... حينها تركه آدم وهو يلهث لينهض يسحب اليزابيث من ذراعها دون كلمة اخرى متوجهًا بها إلي الأسفل وعندما هبطوا لتري اليزابيث شويكار يسندوها ويحاولون افاقتها بينما في أعلي النافذة ابتسمت هانا عليها بسعادة وهي تلوح بيدها لها تودعها قبل أن تسير نحو سياره آدم ويذهبون..

❈-❈-❈

في فيلا انطون... بدأت لارا تشعر بغليان في اوردتها بجنون وقسوة، و إتسعت حدقتـاها بغضب أعمى شيطاني.. كادت أن تقتل بالفعل اي شخص أمامها وهي لا تصدق ان آدم تركها وذهب الى تلك العاهره وفضلها عليها.. إحتدت نظرات انطون وهو يحذر شقيقته بجدية تامة

=قلت لكٍ من البدايه لارا هذه الزواج لم يستمر هكذا.. منذ الخطوبه وهو يتجاهلك من الاساس.. يجيب على اتصال مرة ويتجاهل ألف مرة و لا يتصل بكٍ ولو مرة واحدة...ولا يعزمك على عشاء في الخارج كأي اثنان سيتزوجون قريبا ! وفي النهايه تركك وذهب الى عاهره !. 

استمعت إلى كلامه وحينها كانت لارا تبتسم بسخريـة مريرة فهو محق في كل كلمه قالها، تشعر بنزيف روحها في كرامتها التي تُدميها بطريقة أسوء واقسى ! ولكن إلى متى ستضعف امامه هكذا.. استدارت له بعد صراع تغلب فيه العقل كالعادة لترد بصوت قاسي 

= لكنني بعد كل ذلك لن تنتهي علاقتي بـ آدم يا أخي.. آدم دخل قلبي و عقلي ولن يخرج منه !! وكل ما يحدث بالتاكيد هذا الجفا بسبب هذه الفتاه 

بينما مط انطون شفتاه بأسف عليها وهو يردف بضيق شديد

= كل ماحدث و تعتقدي أن علاقتكما جيدة.. اسمعي نصيحتي واتركي من الافضل هذا العشق لم ياتيكٍ منه إلا الالام و العذاب

رفعت لارا رأسها وهي تنظر للاشيء وداخلها شيء يردد بصوت جمهوري سيطر على زمام العقل والروح آدم لها ولم يصبح لغيرها وانتهى الامر... ثم استدارت مرة اخرى تتحدث مزمجرة كالمجنونة

= لم يكن حديثك في البدايه هكذا يا اخي.. أعلم أنني بدات أعاني واتالم وهذا شيء مؤكد..فأنا لا اعني له شيء أمام اهتمامه لتلك الفتاه.. و لا اود التذكير أنني تنازلت ومزالت اتنازل من اجل حبي له .

وفجأة انفجرت بعنف وهي تصرخ بصوت شبه هيستيري

= ولكني لن استسلم واتركه لذلك اللعينة بتلك السهولة.. ساظل احارب في تلك الحرب حتى انتصر

ضيق الاخر عيناه وهو يسألها متوجسة عليها

=و ماذا ستفعلين الان!!؟

نظرت لارا له بهدوء و عادت تُبنى من جديد وشيطانها يهمس له

-انا سأتصرف.. اتركيني الان يا أخي رجاءً

❈-❈-❈

كانت اليزابيث تركب السيارة جوار آدم متجهان إلي المنزل، بينما هي كانت صامتة من الألم التي تشعر به وتمسح دموعها بحزن شديد وصدرت عنها تنهيدة عميقة وهي تراقبه بطرف عيناها هاتفة بتساؤل شارد 

= هل سنذهب إلى منزلك مرة أخرى؟ لكني أعتقد أنني لست مرغوبة من الجميع به.. ألم يكن والدك هو الذي ساعد شويكار ورجالها على خروجي من المنزل؟

تفرق ثغره بابتسامة متوتره متزامنة مع حروفه المؤكدة بحزم حاني 

= واذا كان ذلك لا تشغلي بالك.. هذا المنزل منزلي، وانا من اقرر من اريد فيه 

هزت رأسها نافية فهمست هي بصوت مبحوح يصله بصعوبة

= لكنني لا أريد العودة إلى ذلك المنزل مرة ثانية .. من فضلك أوقف السيارة وأنزلني في الطريق، سأحاول أن أدبر بنفسي .. أنت لست ملزمًا بمساعدتي وهذا يكفي هنا

أوقف السيارة وبشكل صادم مفاجئ و إلتفت آدم لها ليسمك يداها الصغيرتان بين كفاه الكبيران يربت عليهما بحنان ثم همس لها برفق 

=هل تثقين بي اليزابيث ؟؟

اومأت دون تردد بتلقائية قائله

= نعم اكثر من اي شخص بحياتي..

ابتسم تلقائيًا على حديثها التي قالته دون تفكير و الذي جعل ضخات قلبه تزداد سرعـة وجنونًا لتثبت له أنه شكوكو صحيحه بلا منازعة حتى.. ليقول وهو ينظر لعينـاها التي مغموسًا بالحنان الفطري 

= جيدا استمري في تلك الثقة ولا تفعلين أي شيء دون علمي، اي شيء حتى لو كان صغير.. و ارجوكِ لا تهتمي إلي أحدهم ولا تستمتعي غير حديثي أنا

هزت راسها دون ان تفكـر حتى! لانه وببساطة مس جوهـر قلبهـا الخاضـع لحديثة ولم تستطيع سوى الايماء والموافقة،ليمد يده يتحسس جانب وجهها برقة ثم همس برقة

=لا تخافي إليزابيث لن يحدث شيء طالما انا جانبك 

إنحسرت الكلمات بين شفتاها واضطربت أنفاسها وهي تعي ذلك القرب الذي أجج عاطفتهما، لتسحب يدها من يده وهي تهمس بصوت متوتر 

= لكن هذا سيسبب لك الكثير من المشاكل.. أرجوك اتركني ارحل افضل لي ولك 

ابتسم هو بحنان يراقب تلك اللامعة كالوميض السحري بعيناها، ليهمس هو ببساطة

= الافضل لي أن تبقى بجانبي واحميكٍ يا إليزابيث .. لا تهتم بأي حديث آخر ..

لتبتسم إليزابيث بين أحزانها وكأنت تلك الابتسامة وفي تلك اللحظة فقط فهم آدم ما هو السبب الذي يدفعه لـ السير إلي مشاعرة كلما تحدث معها؟؟ فهم اخيراً ما اسم الشعور الذي شعر به تجاهها منذ ان دخلت إلى حياته ألا وهو الانجذاب الذي يخطف العين والقلب والعقل معاً.. ليشغل هو السيارة ويتجه بها نحو المكان المقصود.....

بعد فترة أوقف آدم سيارته امام المنزل و ترجل من السيارة وهو يشير إلي اليزابيث أن تنزل بابتسامة حنونة.. بينما كأن زين يجلس ينتظرهم امام المنزل ونهض بلهفه شديدة عندما راهم وتوجه إليهما نحو اليزابيث لكنه توقف مكانه، عندما رآه آدم يساعدها بالهبوط من السياره ويمسك يديها بنعومه وهي ترقمه بنظرات مليئه بالحنان والامتنان ليسير بها.. ولكن توقف فجأة عندما وجد زين أمامه ليهز رأسه ويردد بصلابة 

= هل ما زالوا بالمنزل؟ اما رحلوا

ليفهم مقصده علي الفور! ليمسح على شعره ببطء وهو يزفر بصوت حاد إلى أن خرج صوته جادًا مغموسًا بشراسة فطرية 

= لا ..لا يوجد احد هنا، قد رحلوا بعد ان خرجت بدقائق

هز رأسه براحه ليدلف آدم اولاً ثم يسحب اليزابيث برشاقة خلفه دون أن يتحدث اكثر وعندما ابتعدوا... ليضرب زين علي الحائط جواره اكثر من مرة بعنف مزمجرًا بجنون 

= غبي.. غبي يا زيـن .....!

❈-❈-❈

بعد ساعات.......

تحرك آدم وجلس بالردهه فوق الأريكة بتعب ويده كانت تنزف ومصابة من ضربة إلي رجال شويكار وشعر بآلام لكنه لم يهتم.. وفي نفس الوقت خرجت اليزابيث من غرفتها بعد أن أخذت حمام دافئ ولاحظت وجود آدم لتتفحصة فوق الأريكة يسند رأسه فوق يده السليمه بارهاق... 

اما هو فاخبره قلبه بان هناك من يراقبه لذا حرك رأسه والتفت نظراته بنظرات إليزابيث لتنظر له بامتنان ثم اقتربت اليزابيث لتجلس أرضا وتحمل يده المصابة لتمسكها بيديها الصغيرتين يده.... أزال يده عن عينيه ليرمقها بنص نظرة وينظر لجسلتها تلك لكن لم يتكلم تركها تضمض الجرح وتمسح الدماء من على يده بكل حنان وقد ارتجفت يده قليلا بفعل ملامستها لذا تحشرج صوته ليقول 

= شكراً يا اليزابيث

استمر الصمت بينهما هو ناظرا لها بصمت ملامحه هادئة إلا من عينيه تشع شغف! بينما نظرت ليده لتحملها بين يدها وترفعها وهي تضغط عليها بخفه وتشابكت أصابعها بها وتهمس

= إبق سالما لأجلي..

ازداد اتساع عينيه ببلاهة ولم ترى الصدمة في عينيه المتسعتين لحركتها تلك بريق سعادة في عينيه عندما سمع تلك الكلمة التي أصبح لها طعم خاص جدا... حيث نظراته شملتها بأسرها وهي شارده العيني.. فإن الروح إذا إلتقت بمن يشبهها ترمّمت ، وتعـافت ، واكتملت.. !! 

مسد آدم على يدها بإبهاميه وهو يقول بشرود ناظرا من حوله بتفحص

= تحتاجين للنوم يا اليزابيث .. لقد تأخر الوقت هيا

أومأت له موافقة دون حديث أو اعتراض وقد كانت من التعب الذي يجعلها تفعل أشياء دون أنتبه.. دخلت للغرفة وكانت دفئا من الداخل فتحركت للسرير بإرهاق وتفاجئت عندما تمددت ودثرها هو بنفسه ..ثم جلس على حافة السرير جوارها ينظر لها مبتسماً بحنان فظلت تنظر له للحظات ثم قالت وقد أصبحت أكثر تقبلا للأمر بينهما ما يحدث

= أصبحت مدناً لك بالكثير.. فهذه ليست اول تنقذني ..شكرا كثيراً سيد آدم

اتسعت ابتسامته ولم يرد وإنما نزل برأسه يقبل جبينها قبلة طويلة ارتعشت لها فنسيت الحديث! و نسيت حتي تصرخ بقوة عليه بأن يبتعد عنها.. ونسيت كل شئ عدا إحساسها بقربه وقبلته على جبينها ورائحته الغازية بذراتها القوية لرئتيها ..ثم ابتعد عنها ناهضا يمنع نفسه عن أخذ المزيد عنوة ..و الاستسلام إلي مشاعره! 

ليتحرك الي الخارج لغرفته شاعراً بحاجته لبعض الراحة وبعد أن دخل الغرفة ليتحرك للسرير مرهق وألقي عليه الغطاء لـ ينال قسطا من الراحة فنام على بطنه يغرق بين الوسائد والأغطيه الناعمة مشتاقا للنوم براحة .. 

❈-❈-❈

في منزل شويكار، بداخل غرفه كأن باكر يحاول أن يصالح هانا لكنها ترفض بشدة فهي غاضبة منه ولا تريد أن تتحدث معه منذ أن منعها من إنقاذ اليزابيث... حتي تحدثث جومانه وهي تقول بنفاذ صبر وكأنها مشمئزة من تقربهما الي بعض و إظهار حبهم أمامها.. لتزمجر فيها بغضب

=كفي دلال هانا باكر محق، كيف ستتمكنين من انقاذ اليزابيث من شويكار .. وكل الرجال هنا ينتظرون امر منها فقط بقتلك بدون ذرة من التعاطف او الندم.

هز باكر رأسه بسرعه ليحيطها من خصرها ويمسك بـ يدها وهو شبه محتضنها ثم ردد بصوت هادئ ولكن لاح به بعض المراره

= سمعتي بنفسك هل تعتقدي أني عندما منعتك من إنقاذها كنت سعيد ، بلا شعرت مثلك يا هانا بالحزن لما حدث لإليزابيث ، لكن لا يمكننا فعل أي شيء لمساعدتها.. إذا كان في أيدينا لكنا ساعدنا أنفسنا أولاً.

عضت هانا على شفتها السفلية بحـرج قُربه منها بهذه الطريقة أمام صديقتها جومانه، وصمتت بخجل من نفسها عندما شعرت أنه محق في منعها قبل أن تذهب الى اليزابيث بتهور.. لكنها تصرفت باندفاع لأجل إنقاذ صديقتها دون تفكير في العواقب.. تجاهلت جومانه ما يفعلون لتقول بابتسامة غريبة سارحة

= تعلموا ما حدث الليلة الماضية يشغل ذهني.. أفكر و أتساءل ماذا حدث لإليزابيث بعد أن أخذها السيد آدم.. لقد رأيتم بنفسكم كيف جاء كالمجنون لينقذها من شويكار؟ من الواضح انه لم يتركها برضاه بل السيده شويكار هي من اخذتها رغم عنها مره ثانيه لتعدها الي هنا .. 

عقد باكر حاجبيه يفكر بصمت بينما اومأت هانا مؤكدة ولم تنظر إليها وهي تتحدث بشرود بابتسامة عريضة 

= وانا ايضا مصدومه مما حدث بالأمس.. وأتساءل هل يا ترى السيد ادم وقع في حب إليزابيث !.

❈-❈-❈

في اليوم التالي، استيقظوا زين وادم يبحثون في المنزل عن اليزابيث الذي اختفت فجاه ولم يجدوها منذ الصباح.. مرت ساعه مرا على آدم بحث عنها بكل مكان بالمنزل وبالحديقه ولكن لم يجدهـا؟ ويشعر بالقلق بان تكون ذهبت وتركته؟ او وصلت اليها شويكار مره ثانيه؟ لكن كيف ستصل اليها وهي هنا.. كاد أن يفقد عقله فعليًا من التفكير.....!!

وبعد فترة ليست طويله عادت اليزابيث إلي المنزل وعندما دخلت إلى المنزل وجدت آدم يذرع المكان ذهاباً وإياباً ويبدو عليه التوتر.. ثم خلعت حذائها الشتوي ودخلت الردهة الواسعة و استغربت من حاله آدم بالرغم من أنه كان هادئاً وهو يرتدي ملابس مريحة مكونة من بنطال وسترة باللون الأسود وعليهما علامة شهيرة باللون الابيض وكان عاقداً ذراعيه الى صدره ويبدو أنه غارق في التفكير والقلق بشئ.. وما ان رأها حتى تنفس الصعداء وسرعان ما زجرها قائلاً 

= و اخيرا جاءت اليزابيث! این اختفيتي منذ الصباح دون ان تخبري أحد مننا بمكانك الذي تودين الذهاب اليه ! أنا منذ أن استيقظت وانا ابحث عنك بالمنزل 
و الحديقه

نظرت اليه بتعجب ولم تكن تعرف النظرة التي تعلو وجهه وهو ينظر اليها الان هي نظرة حب وقلق ولكنها استبعدت مشاعر الحب وخلعت معطفها وقبل أن تتحدث، ليخرج زين في تلك اللحظة وهو يقترب منها قائلا بنبرة قلق

= اليزابيث انتٍ هنأ، ظننا انكٍ رحلتي دون ان تخبري أحد بقرارك النهائي وهذا ما جعلنا نقلق.. الحمد لله انكٍ بخير 

هزت راسها وقالت وهي تنظر إلي آدم متحدثه

=لا داعي للقلق انا بخير امامكم.. لقد خرجت لكي اتمشى قليلا اذ انني شعرت برغبة تحثني على فعل ذلك، لكنني عدت في منتصف الطريق لانني لم اعرف الاماكن هنا.. لذا اعتذر لانني خرجت دون اذن منك سيد آدم

فتنهد آدم بقوة وهز رأسه بتفهم ليخرج صوته مبحوحًا يتحجزه القلق

= اليزابيث انا لم اقصد شيء، انتٍ لست سجينتي ابدأ ويمكنك الخروج من المنزل متى اردت فعل ذلك ولكنني شعرت بالقلق لانك لم تخبريني بأنك تودين الخروج وخصوصاً لان الساعة لم تتجاوز السابعة صباحاً كما انك لا تملكين هاتفاً محمولا لهذا لم استطيع الاطمئنان عليكٍ، بخلاف ذلك ، لا تنسى ما حدث الليلة الماضية ، وكنت أخشى أن تكون شويكار قد وصلت إليك مرة أخرى .. لذلك كان يجب أن تخبرني أولا

عضت علي شفتيها السفلية شاعره بالخطأ لتشدق بعبث متحسرًا

= أنت على حق ، أعتذر لم أكرر هذا مرة أخرى

تنهد آدم ثم اقترب منها يسحب اليزابيث من ذراعها وهو يغمغم ويردد بصوت اجش هادئ 

= لا اريد اعتذار منك لم يحدث شيء .. تعالي معي

عقدت إليزابيث ما بين حاجباها وهي تحدق به متساءلة بدهشة

= إلى أين ؟؟. 

شعر بالاضطراب من لمس يدها الذي أجج عاطفته.. ولكنه رسم الخشونة على ملامحه الرجولية وهو يمسك ذراعها بخفه قائلا بحنان

= ألم تقولي إنكٍ أردتي الخروج ، لكن عودتي في منتصف الطريق لأنك لا تعرفي الطريق هنا ،اذن تعالي معي سأوصلك إلى مكان مناسب بنفسي حتى تشعري بالراحة وتغيري جو

بينما كان يتابع زين ما يحدث بعينيه غاضبة بكل هدوء يحمل خلفه افواجًا من العواصف ....!!! 

❈-❈-❈

بعد فترة قصيرة من السير توقف آدم أمام بحيرة متوسطة المساحه وأشار إليها بعينيه بأن ذلك المكان الذي كان يتحدث عنه، وكأنه يعطيها الاشاره لتقف امام البحيره وتفرج عن احزانها دون خجل او عواقب.. أومأت له موافقة وقد كانت من التعب الذي يجعلها لا تريد أي جدل أو مفاجئة من اهتمامه الذي اصبح ليس جديد عليها فسحبها دون كلام ورائه ليقف أمام البحيره ..

تركت اليزابيث يده ولفت ذراعيها حولها دفئا نفسها وهي تتنهد بإضطراب و بإرهاق ونفضت أفكارها الذي أصابها الصداع منذ الصباح من كثرتها.. ابتسم آدم بحنان ليقول بحذر

= انتبهي ..لا تقتربي بشده من البحيره حتى لا تقعي 

تنهدت مستجيبه له وهي تعود إلى الوراء بخطوات بسيطة لكنها هتفت بصوت مرتجف

= ما الذي تفعله اذا وقعت.. ستفرح بالتاكيد اليس كذلك؟ حتي ينتهي عبئك وتتخلص من معاناتي 

ابتسم لها وظهرت أسنانه البيضاء و فقدت لها قلبها إحدى خفقاته ليعود وينبض بعدها بشكل جنوني وكأنه قرع الطبول ليهمس 

= لا لم اتركك.. لكني اعتقد ليس بوسعي الا الحق بكٍ كي اخرجك 

اشاحت اليزابيث وجهها بعيد وهي تحمر وجنتيها لتنظر إلي السماء بينما تنحنح آدم مسيطرا على نفسه وهو متعجب من نفسه بالفعل أكثر من تعجبها حيث كانت قبل قليل متألمه محتاره بمشاعرها..هتف آدم قائلا بارتباك 

= لو أصبحت حياتكٍ مجرد صراعاً من اجل قبول اشياء لا تريدها فستصبحي دائماً غير سعيدة 

هزت راسها بيأس فتهتف بصوت شق سكون الليل من حولهما

= أنا أصارع أتفهم ذلك! لكن لست راضية عما أنا عليه الآن، لكنني في نفس الوقت لا استطيع تقبل كلمات الشفقة والمواساة ..

نظرت للسماء مجددا كأنها و الذي يتطلع إليهما وكأنه حافظ الأسرار لهما ليقول أدم وهو ياخد نفس عميق

= اليزابيث انا لا اواسيكٍ ولا اشفق عليكٍ انا بالفعل اريد مساعدتك ولا اريدك ان تضلي هكذا في هذه الدوامة ما حدث في الماضي لن يؤذيكٍ مرة اخري ، الا اذا سمحتي له انتٍ بذلك

هبت رياح قوية طار شعرها الذي كان مقيدا بشكل غير محكم و مفككة بشكل عشوائي، انفرد شعرها خلف ظهرها وكان يرفرف في مهب الريح سرعان ما لمعت سماء عينيه المظلمة بألف نجم يتفجر وهو يتابعها بشغف وهي تقول بصوت منخفض

= هل تعرف اجد من الصعب التحدث معك أحيانا

شرد في منظرها الخلاب ومجددا أخذ نفسا عميقا يحمل نفسه على الصبر وهو يقول بقله حيله

= انتٍ لا تصارحيني و تتحدثين سوى عندما تغضبين فقط يا اليزابيث.. ربنا ذلك متعلق بثقتكٍ بالاخرين الذي اهتزت 

حاولت اليزابيث كبح دموعها وهي تهتف بمرارة

= لأن البعض لا يقترب منك لمواساتك بل ليطمئن انك تتالم.. هل تعلم احب الجلوس في النهاية ؟!. في اخر المقعد بالحافله.. في اخر طاوله بالمقهى.. و في اخر كرسي بالصف.. أؤمن بأن كل شيء من بعيد اجمل.. واوضح لان الرؤيه الواسعه ندرك منها أمور كثيرة

رمشت بعينيها وقد زاد احمرار وجهها من الألم حتى قارب الانفجار فأطرقت تتحدث بيأس

= الحياه مؤلمه بما يكفي.. لا افهم لماذا لا يختار احد العطف.. ليتني حجر ...لا أحن إلى أي شيء.

فأحست بقتراب آدم أكثر فلم يكن وجهه يبعد عن وجهها الى بضع مترات , فشعرت بيد قوية تهز أكتافها لتعيدها من توترها الى الواقع وهو يقول نبرة عميقة

= لا تستغربي إن وجدت الشر في المكان الذي غرستي فيه الخير فهناك أراضي لا تصلح للزراعة..

كانت جفاء الشفتين و لمعت الدموع بالعينين وما أن صمت حتى قالت بوجع لا يزول بسهولة وهي تميل برأسها قليلا للجانب

= كيف يمكن أن تشرح للغير أنك ما عُدت تصلح لي أي شئ ، و أنك مُستنزفٌ لدرجة أنك تحتاج فُسحة من الوحدة كي ترمّم ما دمّرته الحرب في داخلك ، كيف يمكن للجميع أن يحترموا أنّك ما عُدْت قادرًا على الإجابة عن سؤال عادي حتى..هل يُمكن أن نرجع بالزمان إلى السابق أو نسافر عبر الزمن لنتخذ قرارات لتغيَّر من مصيرنا! اتمنى بشدة هذه الامنيه دائما ان يعود الزمن الى وراءه لاغير قرارات كثيره اخذتها دون تفكير كافي.. لكن مع الاسف لم يعود الوقت سابقة !!. 

رفعت وجهها له مجددا وهي تهز رأسها وتعض على شفتيها وهي تبكي وتتألم بحرقه و قد توردت وجنتيها من البكاء أمامه بينما تنهد آدم ناظرا لها بتأثر... و رتب بكفي يده على شعرها ليرتبه بعدما تشعث و قم ارجع خصلات شعرها المتمردة خلف اذنها و انحنی و طبع قبلة جانبية رقيقة ان يبث فيها اشواقه لها زلزلت گیانه وكيانها.. 

كان وجهه مقابل وجهها لا يبعد إلا بضع سنتيمترات، فتوهجت عيناها وهي تراه يتخذهما بوابة فيعبر منها إلى عمق روحها وقلبها بذاك التوق الصريح! ظلت مشدوهة بالنظر إليه لم تشعر كيف اقتربت هي منه لتضع رأسها فوق صدره بصمت! أدرك حينها ماذا تريد وابتسم وهو يشد علي خصرها وانفاسه فوق بشرتها وانکمش جسدها بين ذراعيه.. ليس بسبب تلك التجربة الأليمة التي مرت بها بل في فورة حياء غريزية للمسة الاولى منها.. فكل لمسة تشعرها بقوة من نوع مختلف تنبثق داخلها مع بنبضات قلبها التي تقرع.. فليس هناك كلمات تستطيع ان تصف الاحاسيس التي شعروا بها الاثنين !! 

وهكذا مر الوقت عليهم فقط هدوء وراحة تتسرب لهم وكفى! لم يتحدث أي منهم بشيء كانت تحضنة دون أن تهمس أو تعترض و فقط يحافظ هو على تهديها وهدوء يحتاجها.. ينسج لها راحة ينشدها وهي بين أحضانه.. رفعت مقلتيها وهي بين ذراعيه تلاقت عيناه مع عيني اليزابيث شعرت برجفه بجسدها لتنتبه الى نفسها وما فعلته من قبل ؟؟ 

تسمرت اليزابيث مكانها و شعرت بالاحراج فطأطأت راسها بخجل تنظر الى ارض و قد توردت خدودها وهي تبعد عنه.. ليقترب آدم منها امسك ذقنها برقة ليرفع بوجهها اليه وشعر برعشت جسدها تحت تاثير لمساته، كان آدم يحدق فيها بنظرات غريبة وتسائلت في قلق ماذا يدور في خلده لكنها منحته ابتسامة امتنان ليقول بصوت حازم بشده

= اياكي ان تنحني راسك لاحد ...

قبلها بعدها من وجنتيها مره ثانيه بنعومة وحنان و ارتبكت اليزابيث لتعود الي توترها لتبتعد عنه خطوة و قد تلاشت ابتسامتها ليتنحنح هو و هو يقول محاولاً لتغير الحديث 

= انا جائع هيا بنا لنعود..

امسك بيدها دون حديث و استدار يسير ليرجعوا إلي المنزل مره ثانيه .

❈-❈-❈

بعد حوالي ساعتين كانت اليزابيث بالمطبخ تنتهي من اللمسات الأخيرة للطعام بينما دخل زين إلى المكتب ليري آدم يقف بجانب النافذة يراقب حركات الرياح بالخارج ليقول زين بصوت عالٍ يحمل برودا جذب إنتباه آدم الشارد بالذهن حتى انه لم يشعر به عندما دلف وتقدم منة . 

= هل سأراك شارد هكذا في كل مرة أدخل فيها المكتب؟ وبما شارد يا تري

أجاب آدم دون أن يسترد وتزم شفتيه بضيق وقد تبدل مزاجه تماماً

= ولا شيء ماذا تريد ؟؟. 

صمت زين قليلاً وفجأة تحدث وقال بصوت أجش متعثر

= هل تحبها؟ أعني ، هل وقعت في فخ تلك الفتاة؟ 

التفت آدم برأسه فظل واقفاً متكتف ناظرا إلي زين شذرا بنظرات صارمة بوجه جاد فهو بدا يتعدى حدوده معه.. بينما بادله زين النظرات بغموض مستفز أسفله غضبا من نظراته المتحدية وكأنه لا يخشاه.. 

ثم بعد وقت، تقدم زين بخطوات بسيطه فوقف أمام آدم قائلا بصرامة 

= اسمعني آدم .. لا أعلم ما بك منذ فترة ولا أريد أن أتدخل! لكن أريدك أن تتذكر العمل ولا يوجد وقت لتقلباتك وغموضك و تفاهات هذه الفتاه اليزابيث التي دخلت حياتك لتقلبها.. أنت قريبا ستصبح عمده لتلك القريه،و ليس لك أي سلطه عليها هنا ورايت بنفسك ما الذي فعله السيد نيشان، نحن لا نريد مشاكل فارغة من لا شيء 

ثم صمت يضيق عينيه وأكمل حديثه بجدية

= السيد نيشان هنا هو العمده.. كلمته الأولى والأخيرة للجميع وأنت تعلم أنه مستعد لعمل أي شيء حتى لا يضيع منه العمودي..و إذا اخترت تلك العاهرة لتمشي معها في طريقها ستفقد حياتك ومستقبلك كله بدون مقابل ..ومع الوقت سوف تمل منك اليزابيث وتتركك لتغادر وتبحث عن غيرك !!. 

ظل آدم واقفاً يستمع للحظات ووجهه يتلون بالغضب تمنى لو يتقدم فيصفع ذلك المتبجح الحقير .. ليصيح هو بانفعال حاد

= زيــن.. أنا ليس غارق في العسل ليلا وانام نهارا زين بل أنا مهتم جدا بالعمل واقوم به على أكمل وجه وإلا ما كانت لما في الان..و هذه المرة سأنسى الأمر تماما .. وفي المرة القادمة ساتصرف معك يا زين بنفسي.. فنحن لا نمزح هنا.. وكلمه اخيره بخصوص اليزابيث ليست لك دخل بها واياك ان تتحدث عليها هكذا مره ثانيه.. 

ثم نظر له للحظات وأردف بتحذير مقتضب 

=والآن.. اذهب لعملك زين ولا تدخل المطبخ وابتعد عن اليزابيث تماماً.. فهمت !. 

نظر له بسخرية ثم قال زين حينها بتهكم غاضب

= متاكد انك لا تمتلك اي مشاعر تجاهها.. اذا يجب ان ترى وجهك وانت تتحدث عنها 

❈-❈-❈

في منتصف الليل.. وضعت اليزابيث الطعام أعلي الطاوله والذي كانت ماكولات بحريه مثل ما يحب آدم! ابتسمت وهي تنظر الى الطعام بانجاز وكانها فعلت ذلك لاجله فقط مخصوص كشكر له على ما فعله معها.. ثم التفتت بسرعه لتركض لتبلغ ادم بان الطعام اصبح جاهز! لكنها عندما التفتت تفاجات بجسد ادم خلفها فاصطدامت بة لتتعثر لكنه التقطها لتصبح بين ذراعيه بعد أن لحقها.. 

أبعدها آدم عنه بعد لحظات ينظر لوجهها القريب منه وهو لا يزال متشبث بها فطالعته بابتسامة حاولت ألا تجعلها طبيعيه لكنها أصبحت ابتسامة خجولة ولحظها السيء خرجت خجولة مرتبكة مع انسدال جفنيها أمام عينيه المشتعلتين بمشاعر كثيرة متداخلة.. ابعدت يديه عنها لتقول له وهي تشير للطعام بارتباك شديد

= الطعام اصبح جاهز .. و سيبرد 

لم ينظر آدم للطعام وظل ناظرا لها للحظات يلملم شتات نفسه ثم قال بنبرة سيطر عليها لتخرج هادئة 

= وما صنعتي على الغداء اليوم ..!! 

عضت اليزابيث على شفتيها وهي تجيب بتوتر

= سمك! مثل ما تحب سيد آدم .

ابتسم آدم قائلا بتوبيخ رقيق وهو يعقد حاجبيه قليلا

= الم أخبرك قبل سابق انني اجد صعوبه في نزع الاشواك من السمك .. لما فعلتٍ علي الغداء إذن

هزت كتفها بشكل لطيف و ردت اليزابيث ببساطة 

= ليس هناك مشكله سانزع الأشواك اليك مثل كل مره

تنهد آدم قائلا بتعب بما لم تسمعه

= بهذه الطريقه.. يبدو أنني لم أتوقف عن تناول السمك بعد الآن 

سألته وهي تعقد حاجبيها باستغراب و تقترب من الطاوله 

= ماذا تقول ؟ 

هز آدم رأسه يزفر بعمق ليرد ببعض من خيبة الأمل يحاول إلهاءها 

= ولا شيء كنت أتساءل المَ تأكلي معي، ألا تحبي أن نأكل سويا

نظرت له صامتة للحظات مبتسمه ثم قالت له لتجيب عليه بنبرة حارة لفحتها وعيناها تلمعان 

= بلا أحب .. أحب جدا ..و بشدة 

ثم تنحنحت وهي تجلس على المقعد و تضع الطبق أمامها المليء بالاسماك لتبدأ في نزع الأشواك أمامة باهتمام قائلة بخفوت

= إذا هيا اجلس و كُل 

ارتفع حاجباه وابتسم ابتسامه واسعة لذيذه بلهاء وهو يلاحظ اختفاء توترها واستعادتها لاهتمامه وفعل الاشياء التي يحبها لأجلة و الذي لا يظهر إلا له فقط.. وكم يسعدة ذلك يسعده بشدة ! 

مرت دقائق وبعد أن أخرجته من شروده الذي طال لينظر لها عاقد الحاجبين وكأنه يغوص فيها ليجلس آدم بعد أن لحظة أشار بيدها لطبقه وأهدته ابتسامة حلوة بخجل فنظر للطعام وهو يجد السمك مُقطع منزوع الأشواك على طبقة .. ليبدأ آدم في تناول الطعام وعيناه تلمع بامتنان و شيئا آخر .

وعن بعد فكأن زين يراقبهم ويتفتت من الحقد والغيظ وعيناه تلتمعان بالكره وهو ينظر لهما وهما يجلسون معا يتسامران ويبدو عليهما الحب.. و الرومانسية !!

❈-❈-❈

في الصباح خرجت اليزابيث من غرفتها لتجد المنزل هادئ تمامًا بلا صوت.. فنظرت إلي زين الذي خرج من غرفته هو الآخر لتسأله بنعومة 

=هل لا يوجد غيرنا في المنزل ؟؟

رفع زين كتفاه بقلة حيلة مصطنعة ناظرا إليها 

= لا يا اليزابيث بالطبع يوجد فالسيد أدم مع الأنسة لارا بالخارج في الحديقة

رمشت بعينيها عده مرات وبدأت مخالب الغضب تنهش ثباتها المزيف الذي تجتهد في رسمه لتتحرك بخطى شبه راكضة نحو النافذة وهي توزع انظارها بحثًا عنهم.. فصُدمت عندما وجدت لارا تحتضن آدم وابتعدت عنه حين نظر إليها بأنزعاج و تحذير لكن اليزابيث لم تري ملامح وجهه جيدا.. بينما اقترب زين من اليزابيث بابتسامة سخيفه وكأنه وجد الحُجة ليخرج الغل الدفين داخله 

= من الواضح انهم يحلونا مشاكلهم ليبداون صفحه جديده مع بعضهم؟ فـ لارا ليست تحب ادم فقط بل تعشقه ولن تستطيع الاستغناء عنه.. ممم وبصراحه انهم مناسبين جدآ الى بعض.. فهو في النهايه سيكون العمده ويجب ان يتزوج ويرتبط بفتاه سيده مجتمع راقيه و محترمه!؟. 

اتسعت عينا اليزابيث و دوى صوت كلماته القاسية في الارجاء الساكنة التي اشعرتها بالاهانه والذل.... لتري في نفس اللحظه في الاسفل آدم جذب لارا من يديها وذهب!! اغمضت اليزابيث عيناها بقهر تحاول الثبات وداخلها يخبرها بأن خاب ظنها ومن الافضل ان تبتعد فالامر من المستحيل أن يستمر بينهما...

أما عن آدم وقف في منتصف الطريق..و ظلت لارا تهز رأسها نافية بعصبية حادة مرددة بنبرة عاصفة

= ابتعد عني لما تقف أمامي وتمنعني؟ اتركني حتى اقتل هذه اللعينه التي أخذتك مني ؟؟ وما فعلته رد فعلي كان بسيط قليلاً عما سافعله قريبا بها.. لأني لن اصمت على تلك الاهانة يا ادم.. فلتعلم ذلك لن اصمت وانا اراك تذهب الى غيري وهذه العاهره هي من تفوز بك ...!!

جذبها بعنف سيضربها من تهورها حتمًا فأغمض هو عينـاه والغل يتوحش داخله شيءً فشيء ليخرج صوته أجش جامدًا وهو يخبرها 

= للمرة الاخيرة أقول لكِ واخبرك يا لارا.. أنا لا أريد اذيتك ولا تجبرينني على ذلك ! واياكٍ ثم إياكٍ الاقتراب من اليزابيث مره ثانيه صدقيني انا بصعوبه أتمالك اعصابي حتى لا اؤذيكٍ بنفس الطريقه الذي اذيتيها بها 

التمعت الدموع بعينها بألم وضمت لارا وجهه بين يدها وهي تبكي بانهيار

= ادم انا احبك لماذا لا تصدقني.. انا من المفترض ان اكون معكٍ وتخترني أنا

هز رأسه بضيق ويأس منها وهو يصرخ بها بانفعال

= لارا حبة في الله لا تجعلينني اختار بينك وبينها ..

لتبتلع ريقها بتوتر وهي تبعد عنه للخلف مرتجفة وتطلعت بنظرها له لـ تسأله برهبة

= لماذا.. لانك ستختارها ؟ 

صمت لحظه لكنه بصوت عذب رقيق همس دون ان يعير صدمتها المرتعشة وتصلبها اهتمام 

= نعم سأفعل ذلك.. لارا .. اليزابيث أصبحت تحتل مساحة كبيرة داخل قلبي و عقلي لذلك لا تضعي نفسك في مقارنه معها لانك بالتأكد ستخسري المقارنة دون شك ! 

بينما كانت لارا في عالم آخـر وتلك الكلمات "أصبحت تحتل مساحة كبيرة داخل قلبي وعقلي" تتردد بأذنها بلا توقف.... ذٌهلت لارا حرفيًا لم تتوقع رد حديثه البارد الذي كان خلفية واضحة وقاسية لرفضه لها !! فهي لم تتوقع ان يقع في حبها مطلقاً، بل توقعت على الاقل أنه يرغب بجسدها ليلهي معها مجرد ايام وسيتركها في اي وقت، لكن الوضع تخطي توقعاتها بمراحل كثيره !!. 

❈-❈-❈

كانت اليزابيث تقف في الحديقة امام بعض الزهور والأشجار لرؤيتها بابتسامة متألمة ووجه ابيض شاحب للحيـاة التي أظهرت لها جانبًا من التقبل الهزائم دائما.. بينما اقترب زين ليمسك بـ رشاش الميـاه وهو يتفحص حالتها الميؤوس منها ثم ردد بصوت هادئ 

= ما بكٍ لما حزينه هكذا ؟؟. كل ذلك لان ادم تركك وذهب مع لارا !!. 

صمتت ولم تجيب عليه، ليهز زين رأسه نافيًا باستفزاز فتابـع بعبث دغدغ حواسها

= اصلا بالاساس هذا شيء متوقع .. فمن المستحيل ان يبقى معكٍ ويترك كل هذه و السلطه التي سياخذها بعد والده ! 

جزت علي أسنانها بعنف وغيظ ولم تجيب أيضا، وفي اللحظة التالية كان يحيط بخصرهـا بيداه بينما انصدمت هي لتحاول التملص من بين قبضتـه بعنف بسرعه ولكنه وبحركة مباغتة كان يتحسس وجنتيها بشرود وهو يهمس بصوت غريب

= انتٍ جميلة اليزابيث.. جميله جدا.. لما لا تنتبهي الي بدل من ان تضيعي وقتك على الفاضي مع ادم فهو في النهايه اضمن لك بانه سيتركك ويذهب الى لارا.. وانا ساعتني بكٍ جيدا..لكن اذا وافقتي 

شهقت اليزابيث بهلع و ابتعدت عنه بكل قسوة وجبروت الذين تربوا داخلها مع مرور معاناتها لتصرخ فيه

= ما الذي تفعله يا حقيره ابتعد عني.. من سمح لك ان تقترب مني هكذا ومن أخبرك بانني انتظر شيء من آدم او منك.. زين! هذا اخر تحذير لك ..نحن لم نعد اصدقاء ولم نكن اصدقاء من البدايه، فانا طول الوقت اشعر بالريب منك وعدم الثقه.. ومن المستحيل ان نكون اصدقاء بعد ان وضحت نيتك السيئه 

صمت زين باستخفاف وحينها أمسك بيدها ليضع رشاش المياة وهتف وهو يهدر فيها بعنف وقد برزت عروقه منتفضة لقلب تلوى ألمًا 

= لو كان آدم هو الذي اقترب منك هكذا ؟ لا كنتي تركتيه يفعل ما يحلو له.. مثل ما توقعتك بالضبط فتاه لئيمه وستظلي عاهره 

عضت اليزابيث على شفتها السفلية بقسوة شديدة ليرحل زين وتركها مشتت كحالتها المثيرة للشفقة.. ضغطت علي أعصابها بصعوبة بالغة وهي تترك رشاش المياة بالأرض ! . 

ثم التفتت اليزابيث لترحل إلي الداخل لكنها صرخت فجاه بفزع عندما شعرت بأحد يجذبها بعنف من ذراعها واتسعت عيناها ببطء لتجد آدم أمامها و عينـاه حمراء حادة وعروقـه بارزة بجنون وكأنه سيقتلها... إبتلعت ريقها بارتباك وهي تراه يعود لخشونته قائلاً بتساؤل مريب

= ما الذي كنتي تفعلينه معه ؟ ولما كان قريب منك هكذا وكيف تسمحي لي ان يمسك يديكٍ

اتسعت حدقتاها بذهول وهي تهمس بحده وسحبت يدها منه بنفاذ صبر منه ومن زين! 

= ابتعد عني لما تمسكني هكذا؟ ولما سابرر لك حتي

ليقترب منها مره ثانيه فتراجعت هي تلقائيًا ليمسكها هو من ذراعهـا يهزها بعنف صارخًا بصوت قوي مُخيف 

= ستبرريين لي بعد الان كل شيء يحدث معكٍ

لتتذكر عندما خرج مع لارا وهي كانت داخل أحضانه فأشارت له اليزابيث محذرة بصلابة

= ولماذا ..هل سالتك ماذا كنت تفعل مع لارا او لماذا كنت تتحدث معها واين خرجت للتنزه معها 

ظهرت ابتسامة غيظ مترافقـة بشظايا غيرة حارقه وهو يهمس لها بصوت خشـن أثار شيء داخلها رغمًا عنها 

= الامر ليس كما تظنين اليزابيث .. قولي لي بماذا كنتم تتحدثون معا بالخارج ولما كان قريب منك هكذا ويمسك يديكٍ.. هل انتٍ معجبه بهذا زين ؟. 

اومأت اليزابيث برأسها بسرعة ثم همست بنبرة حادة

= هذا لا يخصك 

كان آدم تنفسه سريع وعالي وهو يردد بصوت آمر

= اليزابيث لا تسيري غضبي وجاوبيني! معنا عدم ردك علي سؤالي ، يسير شكوكي اكثر نحوك 

ازداد اتساع عينيها ببلاهة أكبر هاجمتها فجأة من اهتمامه الزائد هكذا؟ بينما تكرر في عقلها بأنه من الممكن يغار.. لكن هزت راسها برفض بالتاكيد أنها تخرف.. بالطبع.. بالطبع ليست صحيح.. أو مجرد حلم تراه هو فيه! تلعثمت وهي تجيب بتوتر

= ما علاقتك بي.. لماذا سابررلك دائما ظنونك السيئه و ماذا سوف أفعل؟ و اذا كنت معجبه بشخص ما.. ما دخلك أنت.. لما انت مهتم بي 

شعر بالغضب الشديد الغير معهود وما لمعت سماء عينيه المظلمة بألف نجم يتفجر وهو متسمر مكانه و يعقد حاجبيه، ينظر لها ليتحدث بسرعة موضحة بمكر اعتقدت 

= اهكذا اتريدين ان تعرفي لماذا أنا مهتم بكٍ ؟ 

ظلت تتراجع للخلف بتوتر ثم نطقت بحدة عدائية تنبع من جوفي عينيها الزرقاء

=و لماذا سيد آدم ؟؟. 

ظل صامتا ولم تلحظ عينيه اللتين كانا يماثلان انفجارات مرة اخرى وربما أكثر.. نظرت له بحذر من صمته ثم تنهدت بضيق شديد والتفتت لترحل لكن توقفت لحظه بصدمه وقلبها هدر بقوة وقفز في صدرها وكأنة إنفجار يحدث بقلبها مدمر وهي بينما تسمع صوته الخافت يخترق أذنيها ببطئ شديد ضاغطا على كل حرف بلهجة مثيرة 

= لأنك لي ..انا أحبك اليزابيث

تعليقات



×