رواية وصمة عار الفصل السابع عشر بقلم خديجة السيد
ظل صامتا ولم تلحظ عينيه اللتين كانا يماثلان انفجارات مرة اخرى وربما أكثر.. نظرت له بحذر من صمته ثم تنهدت بضيق شديد والتفتت لترحل لكن توقفت لحظه بصدمه وقلبها هدر بقوة وقفز في صدرها وكأنة إنفجار يحدث بقلبها مدمر وهي بينما تسمع صوته الخافت يخترق أذنيها ببطئ شديد ضاغطا على كل حرف بلهجة مثيرة
= لأنك لي ..انا أحبك اليزابيث
لا تعرف اتلك الزلازل والاعاصير والكوارث الكونية التي شعرت بها اهي حقيقة ام انها بداخلها فقط فور سماعها لكلماته! فهو الان يعترف بحبه لها بكامل ارادته ولأول مره اهذه حقيقه ام انه اقرب للخيال؟!! ليخرج صوتها مصدوم متحشرج يشوبه الضياع
= ماذا قولت؟!! تـحـبني؟! هل تعني انك تحبني.. يعني انا الذي امامك الان تحبني.. لا ليست كذلك بالطبع مستحيل ان تقع في حبي
كان سؤالها هو من جذبه من شروده وجعله يسأل نفسه بماذا تفوه الان؟! اهو حقاً اعترف اخيرا لها بكامل ارادته؟ نعم يحبها..و احب وجودها بجانبة دائما.. احب الروح البهيه التي أضافت لأيامة طعم حلو.. احب اهتمامها وصوتها الحاني الذي يثمل الدفئ الذي شعر به بداخل أحضانها وبقربها إلي قلبه، ليردف وهو يغمغم بصوت حاول ظبط بذور التوتر منه من العاطفة
= لا أعرف ما هو الحب .. ولكن إذا كان الحب هو أنني لا أرى أحدًا أمامي غيرك؟ وما زلت أريدك لي وحدي .. ولا داعي في الدنيا له قيمة سواكٍ .. أنتٍ
صمت قليلًا، ثم نظر في أعينها بحب وقال
= هكذا.. بالتأكيد أنا أحبك
كانت صدمة اليزابيث كبيرة وهي تسمع تلك الاعترافات كلها مره واحده، جعلتها تشعر ان حديثه كله مجرد حلم وستستيقظ منه بالتاكيد، ثم اخذ آدم ثواني قبل أن يهمس
= لا اعلم الامر معقد بداخلي.. لكن قلبي الذي هنا يريدك وقد وقع بحبك منذ؟ لا اعلم متى لانه احبك دون علمي حتى انه لم يستشرني حتى.. كان مثل المسحور تجاهك وفي لحظات استسلم الى تلك المشاعر ..واصبح لكٍ واحبك
أصبح يقر بعشقه رغم قسوته التي كانت من قبل، اقر بخنوع امام مشاعرة التي تحركه تجاهها واقر بأن يريدها دائما قريبة منه وفي احضانه.. نظر إليها وهو يتمتم قائلا متابع سيل اعترافه
= لا! ليس هذا فقط! أنني..أنني احبك انا مغرم بكٍ كالمجنون أحبك اليزابيث.. هل تسمعين صوتي و كمية الالم به و انا اعترف أحبك يا اليزابيث ...
وكانت الكلمات و كأنها تخرج من بين شفتيه بصدق واستسلام حقيقي، تنهدت و هي ترتجف عند سماعها هذا الاعترف، و اعتصر قلبها داخل صدرها و ترقرقت الدموع عينيها فجأة، فإن سماع آدم الواثق من نفسه بقوة يقول ذلك، ملأ الفراغ الذي كان يعذبها وحسم الأمر
= الم تتحدثي وتقولي شيء ؟.
تطلعت فيه بعدم استيعاب ثم خرجت عن صمتها واردفت مذهولة بتلقائية مستنكرة بشدة
= لا.. انا لا اريد هذا الحب؟ لا مستحيل أن يحدث ذلك لاااا.. اصمت ارجوك ولا تعيد هذا الحديث مره ثانيه
ليهبط آدم لمستواها بسرعة وهو يمسك وجهها بين يداه ويردد بصوت ملهوف يتوسلها التصديق
= لا لن أتوقف عن حبك أبدًا ، على الرغم من أن ذلك لم يعد منطقيًا لكنه حدث اليزابيث ولم اخفيه لان هذه الحقيقه... أنتٍ الشيء الوحيد الذي يجعلني أرغب في الاستيقاظ في الصباح دوماً.. وان تركتك تذهبي دون ان اعترف هذا الاعتراف؟ سوف أندم على ذلك لبقية حياتي
دفعته بعيدًا عنها بعنف وهي تزمجر فيه بجنون
= قلت لك اصمت ساعتبر نفسي لم اسمع شيء من ذلك الحديث! يمكنك ان تحب وتعيش مع غيري انا لم انفعك صدقني.. بالاساس انا آخر شخص يمكن أن يظل معك
هز ادم رأسه برفض وإصرار وامسك وجهها برقة ليطبع قبلة حانية على جبينها هامسًا لها
= لا يمكنني أبدًا استبدال شخص أحبة بأخر لأن كل شخص يتكون من عدد من التفاصيل المحددة الجميلة
التمعت عينها بالدموع بمرارة وهي تصرخ بقوة علية و داخلها روحها تتلوي من الوجع
= أخبرتك أن تصمت من فضلك ، أنا فتاه محطمه و مهشمه و كل تلك الأشياء المتصدعة والمكسورة بداخلي تتزايد كل يوم .. ولا يمكنني البدء من جديد أنا فتاه سيئه للغاية أتفهم ذلك انا سيئه إلى حد كبير .. بل سأظل سيئة إلى الأبد
فرد هو دون تردد بخشونة واعصاب كادت تنفجر من بروزها وإنصهارها
= لم يعد هناك شيء اسمة مستحيل بعد الآن ، ولن نبقى هكذا.. وكل شيء انكسر؟ نستطيع إصلاح ما انكسر حتى لو أردنا أن نبني الأنقاض حتى لو ابتدأتي من ذلك المكان المسمى تحت الصفر .. ما هدم وتحطم يجب أن يعاد إلى مكان آخر منا ... يجب أن نصنع بداية جديدة لأنفسنا
دفعته مره ثانيه وهي تحاول تخطيه مرددة بصوت صلب قاسي
= أرجوك توقف عن هذا الكلام .. حتى لو كان ما تقوله صحيحًا وأنت وقعت في حبي ، فسأرفض هذا الحب لأنك تستحق الأفضل سيد آدم
ثم تخطته بسرعه تركض دون كلمة اخرى ليتنهد هو بصوت مسموع مُعذب
= آآهٍ اليزابيث ،كنتٍ مجرد عابرة فما الذي ابقاكٍ في قلبي
❈-❈-❈
ظل آدم طول اليوم في المنزل رغم أنه وحتى الان لم يعد ينهي اعماله التي تراكمت عليه... و اليزابيث كانت حبيسة بغرفتها ترفض الخروج من الغرفة منذ أن أعترف آدم بحبة لها؟ وآدم لم يريد الصعود لها حتى لا تغضب مره ثانيه منه واكتفى بـ أن يظل معها بنفس المنزل اليوم واذا صار إليها شيء سيعرف بالتاكيد..
لكن كيف وهي حتى لم تتناول الطعام معهم.... بالرغم من محاولات زين التي اظهر لها بوضوح مدى ندمة لكنها لم تنتظر حتى قوله؟ بعد ما صدر منه واكتفيت بهز راسها برفض واغلاق الباب بوجهه!! ولم يلح آدم عليها أكثر لتتناول الغداء معهم......!!!!
بداخل المكتب كان آدم يقف بجانب النافذة وفي تلك اللحظات اقترب زين منه بهدوء فلمعت عيناه تلقائيًا بوميض خاص بتنمر وهو يسأله بشك
= ما بك لما تقف هكذا ؟
همس آدم بهدوء حازم بالرغم من تنازع ذلك الألم داخله قائلا متساءلاً بفروع الصبر
= ولا شيء زين ،ماذا تريد اختصر
ليعقد زين ما بين حاجبيه، يشعر أن هناك شيء مُريب حدث ولكنه لا يستطع الوصول لرأس الخيط، فتجهمت ملامحه وهو يقترب منه متحدث بخشونة
= حسنا ساذهب قرب منتصف الليل الي امي؟ اتصلت بي ليله امس وقالت انها تردني في شيء هام حاولت ان اؤجل هذه السفريه لكنها تصر؟ فيجب ان اذهب الليلة .. اذا كنت لا تريدني في شئ بالطبع!
نظر آدم إلي زين بعدم اهتمام ثم قال بنبرة آمرة
= حسنا اذهب !
❈-❈-❈
في المساء بعد رحيل زين، بقي آدم واليزابيث وحدهم بالمنزل! بينما كان آدم يقف امام باب غرفه اليزابيث بهدوء متردد وهو يمسك بين يديه صينيه الطعام الذي احضره اليها للتو، تنهد للحظات فقط ليطرق الباب وهو يخبرها ما يريد، بينما الاخري بالداخل سمعت ولم تجيب حينها زمجر آدم فيه بعصبية خفيفه
= إليزابيث من فضلك افتحي الباب ، أعلم أنك مازلتٍ مستيقظه بالداخل؟ افتحي ثوان فقط حتى! أريد أن أعطيك شيئًا خذي مني أولا ثم افعلي ما تريدي
لكنها لم تجيب عليه أيضا، تنحنح عدة مرات قبل أن يخبرها بجدية تامة
= إليزابيث اجيبي من فضلك وافتحي الباب لأنه يستحيل أن أغادر قبل أن تأخذي طعامك مني لتأكلي، وسأبقى واقفًا هنا حتى تفتحي .. حتى زين غادر وسافر لأمه لأنها أرادته في شيء، لذلك ليس لدي مشكلة في البقاء هنا حتى الصباح؟
عقدت اليزابيث حاجبيها بدهشة وقلق عندما علمت انهم بمفردهم بالمنزل، ثم نهضت لتتقدم لتفتح الباب وقبل ان تتحدث بشيء ابتسم آدم باتساع قائلا وهو يدلف يضع الطعام أعلي الطاوله بغرفتها
= أخيرًا إليزابيث ،تفضلي هذا الطعام لكٍ، لقد فعلته من أجلك ولم أغادر حتى اتأكد من أنك قد أكلتي كلة.. هيا خذي صينية الطعام.. فلا يجب أن تنامي بدون أن تأكلي شيء.
إتسعت اليزابيث حدقتاها وهي تزجره بحدة
= الى ماذا تحول الوصول يا ادم من وراء كل افعالك تلك
بدأ يقترب منها ببطء وهو راح يخبرها بصوت اجش مؤكدًا بصلابة لا تحمل ذرة من التردد
= إلي قلبك
تفاجات من كلمته الذي قالها دون مقدمات فهي ليس معتاده عليها، لذا عضت طرف شفتاها بألم تخبرة بهمس عابث احرق وجنتاها من الخجل والحرج
= هل تعلم ما ينتظرك ويوجد بقلبي اولا! قبل ان تخطي خطوه مثل ذلك
اومأ مؤكدًا وهو يحاول التمسك بخيوط الهدوء التي كادت تنساب من بين يداه
= لما لا تقولي لي انتٍ
ارتعشت شفتاها وهي تهمس بصوت شاحب
= يوجد به كل شيء عدا الحب.. لان كل ما احمله بقلبي هي المشاعر الكراهيه نحو الجميع.. لان الجميع قضى وحطم ما تبقى مني؟ لذلك وفر على نفسك مجهودك الجبار الذي تبذله لم تحصل على شيء منه خلفه غير تضيع الوقت
زفر بعمق ثم سمعت صوت آدم الذي احتد وهو ينهرها
= الامر يبدو صعب عليكٍ أعلم.. لكن عندما تثقي فيه كل ذلك القلق والخوف سيختفي.. لذا ثقي فيه فقط لا اريد شيء اخر غير ثقتك
لكنها حينها ردت اليزابيث بصوت عنيف ولكنه بليدة جامدة
= ومن أنت حتي أثق بك! أنت في النهاية رجل مثلهم وقادر على أن تؤذيني وتخيب ظني فيك.. فمن انت حتي امنحك حياتي عند طيب خاطر لتفعل بي ما يحلو لك
ظهرت شبح ابتسامة متلونه على ثغره آدم وهو يهمس إليها بحروف تمنى كثيرا لو تخرج للنور
= أنا مجرد شخص عادي؟ أنا الشخص الذي سينام بجانبك وسوف يجمعنا فراش واحد وعندما ياتي فصل الشتاء ساشعل مكيف الهواء حتى لا تبردي، وأنا الشخص الذي سيأخذ رأسك على ساقي كل ليلة و سأسمع قصصك ومغامراتك في أيام طفولتك في الثانوية وانا من امشط شعرك على الضوء الاصفر لمصابيح المساء في ليالي الشتاء الجميلة وسأسحب كرسي واجلس بجانبك حتى اساعدك في تجهيز الطعام ومن أجلك سوف أنزل معك لتقيسي كل الفساتين والبلوزات في المحل وتختاري أكثر شيء احببته منهم، أنا لست ساحر، بلا أنا مفتون بكٍ ولن أستطيع فعل غير ذلك لأنني أحببتك من داخلي وساقيد أحلامك و سافعل ما تتمنى! انا لست مميز وليست لدي ضمانات بأن حياتنا ستكون مليئه بالسعاده ومريحه الى الابد لكن لديه ذراعات ممكن ان تدخلي بينهما عندما تخافي؟ سوف يسيطرون عليكٍ ويشعروكي بالامان!
عضت اليزابيث على شفتاها تحاول تمالك نفسهـا من كل هذه المشاعر التي إنتابتها في تلك اللحظة لتحاول كبت تلك الدموع التي تتسابق لتنهمر مغرقة وجنتاها... ثم اومأت اليزابيث بسرعة وهي تخبره شاهقة بحروف متفرقة كالشرق والغرب
= كلامك جميل ولو قلته لأي فتاة ستحبك علي فورا .. لكن أنا لا ارجوك الأمر صعب بالنسبة لي أن أثق بشخص و يخذلني مرة أخرى .. لذا أرجوك ابق بعيدًا عني واتركني وشأني.. بحالي
ثم توجهت اليزابيث بعدها نحو الخارج بهدوء لتخرج لكن قبل خروجها فجأة وبمجرد أن خطه خطوه شعرت اليزابيث بيده تجذبها بتلقائية فأحاطها هو بذراعاه دون تردد لتهتف اليزابيث بعنف وتوتر هامسة
=أبتعد عني، اذهب إلى الجحيم أنت وحبك يا هذا .. ولن تمر فعلتك هذه على خير أبدا..و لا تنسى انا لم احاسبك على ما فعلتة في المره الثانيه عندما اقتربت مني رغم عني ايضا تلك الليله
ابتسم آدم بخفه ليفهم أنها تحكي عن قبلات ليلة الحفله ليقول باستفزاز معتمد
= ابتلعي لسانك السليط قليلا اليزابيث إلا قطعته حالا .. هل أنتِ مجنونة إذا.. فهل يوجد حبيبه تحاسب حبيبها على قبله؟
اتسعت عينا اليزابيث بجنون وهي تهدر صارخة كمن يبصق الكلام في وجهه
= تبا لك أيها الحقير .. هل تراني فتاة رخيصة لتشبة قبلتك لي التي أخذتها عنوة بأنني حبيتك أو مثل تلك فتياتك الحقيرات أمثالك التي تقضي معهم ليلة عابرة.. وتنساها بعد ذلك
التمعت عيناه بجنون أكبر من جنونها وهو يهبط بنظراته لشفتيها ثم رفعت رأسها بتلقائية لتصطدم مقدمة رأسها بشفتاه.. حينها امسك وجهها بين يداه ينظر لعينـاها التي دائمًا تسحبه للغرق بها... ثم همس بصوت منخفض مثقل بالعاطفة الحادة
= أنتِ مصممة إذا ؟ حسنا ضيفي هذه إلي حساباتك أيضا.. وليس يوجد فتاه سواكٍ بقلبي ! وحالا ساثبت لكٍ ذلك الحديث
لم تفهم مقصده لوهلة حتى رأته قال اخر كلمة وهو ينظر بطرف عيناه إلي شفتاها ليهبط لمستواها يسرق شفتاها في قبلة سريعة ولكنها عميقة اثارت زوبعة من المشاعر اللاهبة داخلها وداخله ايضًا لتتسع عينها بصدمة كبيرة.....ابتعد بعد دقيقة يتنفس بصوت مسموع ثم احتضنها آدم بحنان بحت يُشعرها أن قلبه هو من يحتضنها وليس جسده أن حزنها شيء يجعل كيانه الرجولي يرتجف بعنف !! بدأ يربت على خصلاتها بحنان هامسًا وكأنها طفلته
= لا تقلقي صغيرتي.. ألا تعرفين طبع تلك الحياة؟؟ كلنا نعيش نفس التعب لكن لا شيء يستمر... اليوم لستي غريبة عني لأنك اصبحتي حبيبتي ! جميعنا مصابات بالأنفصام
أنزلت يدها بسرعة وهي لا تزال مأسورة بين ذراعيه لا تقوى على التوازن لابعاده وهو متمسكا بها يحاوطها حتى كادت أن تختفي تماما في صدره..
أما آدم اكتفي بأن أدار وجهه قليلا لتواجه شفتاه يدها المرتعشة فيقبلها ببطيء وهي مغمضة العينين مرتجفا بكل كيانها بما يفعله فيها ..و قبل ان تنطق بأية كلمة انحنى رأسه ليقبلها من جدید من شفتيها.. ظل فترة يقبلها ويقبلها دون أن يتوقف رغم أوامر عقله والتي لا يستجيب لها جسده وكأنه انفصل عنه خاضعا لما يمليه عليه قلبه فقط وعيناها زائغتان بشكل أبله تكاد تقسم أنها لا تعرف ماذا يحدث حتى همس بجانب أذنها بصوت مثير
= کل شيء استطيع ان اكتفي منه الا نظرتيّ لكِك .
شهقت اليزابيث من موجة المشاعر التي إنتابتها مجددا بإدراك بطيء .. وظلت تنظر له مصعوقة النظرات وحاجباها كادا أن يلتقيا بمنابت شعرها في تعبير مذهول .. مذهل لعينيه المستمتعتين !
ظل آدم ينظر لحالتها المصدومة منتظرا بصبر ردها متحفزا بكل خلاياه لأي هجوم شرس قد يخرج منها .. وفي نفس الوقت يتذكر.. يتذكر كل كلمة قالها خرجت من شفتيه و المعالم والكلمات الذي كان يقصدها كلها فقد تعب و مل من الاخفاء ليردف بصوتٍ أجش
= أنا أعلم أنني وقعت في حبك ولكن ليس بالضرورة أن تحبني بالمقابل.. يكفي أن تظلي معي فقط لا أريد أكثر من ذلك.. تعبت من الوحده اليزابيث.. من فضلك لا تتركيني
أغمضت عينيها بشدة بقله حيله فماذا تقول وهي بالفعل وقعت في نفس الفخ! وانتهي الأمر، وبعد لحظات طويلة أسبلت أهدابها بـخجل الذنب !! لتفتح عينيها وتمتمت تهتف بتهرب
= سوف تتجاوز ذلك وتجد شخص أفضل مني
زفر نفسا ساخنا متأوها من بين شفتيه وهو يجد نفسه غارقة فيها فتزيد من اقتراب جمرات البركان المشتعلة من فوهته قائلا
= حين أكون معك أشعر أنني في مركز الكون، حيث لا اسئلة عن الحياة أو غايتها، وكأنني امشي على الغيوم .. أنا أعلم أنكٍ الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يستطيع أن يجعلني سعيداً
تفغر شفتيها قليلا وواضعة أطراف أصابع يدها الصغيرة كا طفلة على فمها تنظر له لا تجد مخرجا للكلام او الرد فهو يضغط عليها في نقطه صعبه المنال.. تحرك شفتيها من تحتهم بحركات خرقاء دون جدوى .. وكأن دهشتها حشرت الكلام في حلقها حشرا .. فأستعصى عليها إخراجها ! لذلك فضلت الصمت .
❈-❈-❈
في الصباح، هبط آدم من غرفته بخطوات سريعة وكان قاصد يذهب لغرفتها لكنه توقف عندما سمع صوت بالاسفل للحظه اعتقد بان زين! قد عاد لكنه عندما دخل المطبخ وجد اليزابيث تحضر الفطور لذلك ابتسم آدم ابتسامه عريضه قائلا
= جيد استيقظتي إذا.. واخيرا خرجتي من غرفتك
كانت تقف تلوي ظهرها له وهي تقطع حلقات البطاطس لتنظر خلفها له بطرف عينها وهي تبتسم ابتسامة صفرا لتجيب بصوت جامد
= يجب ان اخرج فهذا عملي هنا، وايضا حتى لا تموت من الجوع
ثم التفتت تكمل ما كانت تفعله لكنها فجاه شعرت اليزابيث بتوتر عندما اصطدمت بأنفاسه قريبا جدا منها، فهو اقترب يقف خلفها ثم هبط رأسه على كتفها دافنا أنفه في عنقها الناعم.. لم يجد وصفا لما يشعر به.. فصمت متنفسا إياها وكأنه يحولها إلى ذرات من الهواء لتسكن رئتيه .. فيتمنى لوهلة لو يكتم أنفاسه للأبد محتفضا بها هناك حتى يموت .. اختناقا من العشق !! وسمعت تمتماته الخافتة وهو يقول بصوت متحشرجة وصوت مكتوم
= ليس هكذا بل الصحيح هذا المنزل أصبح مكانك ومنزلك الخاص بنا في المستقبل ؟؟ وبالمناسبه.. ابتسامتك التي تاخذ مكاناً صغيراً في وجهك تاخذ كل قلبي
أغمضت عينيها بشدة للحظات بيأس شديد من تلك الدوامة فهو لا يعرف كيف تحاول هي بجهد كبير عدم اظهار مشاعرها امامه وتبذل ذلك بصعوبة بالغة! تركت ما بيدها و دفعته بكل عنف بعد أن توازنت أخيرا ليتركها مجفلا من عنفها الذي ظهر فجأة من وسط ذوبانها ! وسمعها تقول بعينين متسعتين تصرخ ملوحة بيديها
= تبا لك وإلي افعالك الوقحه.. في كل مره احاول الابتعاد عنك بها كي لا احبك اكثر او اتعلق بك يحدث العكس لذلك تماما وكانني واقعه في بحر مكتوب لي لن اخرج منه خاسره لهذا الحب
رفع وجهه بحذر ينظر لها من قرب مذيب للأعصاب حتى تلامسا أنفيهما وقال بخفوت
= لا يوجد حل غير الاستسلام حبيبتي.. يجب عليكٍ تقبل الامر وانا سانتظر ذلك لا تقلقي لانني خسرت تلك الحرب التي تتحدثي عنها بالفعل.. أعدك بانني سانتظر حبك لي
ثم صمت لدقيقة يستوعب ما قالتة للتو! زم شفتيه ثم هجم فجأة عليها ممسكا بمرفقها يقربها منه فأجفلت وارتعشت للحظة معتقدة أنه سيقبلها مجددا مثل الأمس .. لكنه صرخ فيها بعنف وعدم تصديق
= مهلا ما الذي قلتيه من قبل.. ذلك يعني انك تحبيني كما أحبك
تسمرت في مكانها ترتعش فهي غير قادرة على الاستمرار باخفاء مشاعرها امامه وهو يحوطها من كل الجهات باستمرار لتهتف اليزابيث بين دموعها التي بدأت بالهبوط
= واذا ،مستحيل ان يكمل هذا الحب بيننا ؟.
عقد آدم حاجبيه مذهولا واتسعت عيناه بينما يقر بأنه لا يستوعب متي أحبته هي الأخري فهي قالت بالحرف "كي لا احبك اكثر" معنى ذلك انها تحبه بالفعل فتح فمه ببلاهة وصدمة ليقول بسعادة
= لم افهم اوضحي كلامك.. اليزابيث انتٍ تحبني؟
أشتعلت عيناها شيئا فشيئا ماحية الضبابية التي سكنت عينها الزرقا لتظهر انفجارات نارية في نجومها انفجارات غضب نابع من داخلها يغذيها إحساس بالذنب والتخبط ! كل هذا في لحظات قصيرة .. غضب ساحق حارق كفيل بحرقه وحرق جسدها كله وغليان داخلها لم يتبخره لتردف ببؤس
= انا لا اريد التعلق بك يا ادم انا اخشى ان افقدك حينها ستكون حياتي انتهيت اذا حصل ذلك.. انا يوجد حرب بداخلي منذ زمن! معركه لا اعرف متى ستنتهي وهل سانتصر عليها ام لا.. حرب بين عقلي وقلبي انا اريد ان احبك واستسلم بمشاعري نحوك لكني خائفه بشده
راقبها بتوجس وقال بصوت منخفض يسألها بلهفة لم يخفيهـا
= لما لا تتركي الامور لمجراها فحسب.. بما اننا الاثنين نتبادل نفس المشاعر لما لا توافقين على ذلك فقط دون تفكير
ليجدها صرخت بحدة عليه بالصمت وهي تتلفت وتمسك بيدها رأسها تحاول ايجاد مخرجة حل لذلك المازق؟؟ لتعض عليه شفتها بغل وهي مستمرة في التلفت حولها وكأنها تبحث .. على شئ ما؟؟ توقفت أخيرا بعد فشلها في إيجاد المجهول الذي تبحث عنه وهزت رأسها بالنفي وقالت
= مستحيل ..لا اريد انا حتى لا استطيع مجرد التفكير في ذلك كل ما يحدث حولي يشعرني بالخطر اذا وافقت .. من فضلك ابتعد عني يكفيني من العذاب ما انا فيه .
❈-❈-❈
في غرفه لارا.. كانت ممتده على السرير بروح خاوية تشعر بالنصل البارد الذي إنغرز بمنتصف قلبها ولكن مرتـان وليس مرة..!!!! مره عندما فقدت كرامتها؟ ومره ثانيه عندما علمت انه احب غيرها؟ ودت لو تصرخ... لو تطلق سراح تلك الـ آآه المتحشرجة التي يحتجزها قسوة الموقف في جوفها عندما قالها آدم بوجهها بدم بارد.. انه أحب غيرها ؟؟.
سمعت صوت طرقات أعلي باب غرفتها لكنها لم تتحدث ثم دلف انطون واقترب منها متسائلا باهتمام
= هل ستظلي حبيسة في غرفتك طول الوقت هكذا؟ ماذا حدث معكٍ تكلمي.. ما الذي فعله معكٍ ادم هذه المره أيضا
رفعت لارا مقلتيها في البداية كانت صامتة جامدة بطريقة مُقلقة تغطي على اشباح الانهيار التي تحوم في منطلق جوارحها لتنطق بصوت يكاد يسمع
= آدم احب تلك العاهره... يا انطون أحب غيري بعد أن فعلت معه المستحيل !
عقد انطون حاجبيه بصدمة وهو يسألها بعدم تصديق
= ماذا ؟ ومَن الذي أخبرك ؟؟
ارتعشت شفتاها مجيبة وهي تبكي وتتألم بحرقه
= هو بنفسه قالها !...
تنهد انطون بتفهم ليسحبها لتنهض معه برفق إلى أن جلسـوا على الأريكة معًا، حينها ضمها لأحضانه برفق وهو يربت على خصلاتها بحنان ثم خرج صوته حانيًا
= حسنا حبيبتي اهدئي وتوقفي عن البكاء.. ولا تكتمي تلك الاوجاع التي تكتمينها داخلها، صدقيني هو لا يستحقكٍ ..وقريبا سيعرف قيمتكٍ هذا الحقير
هزت لارا راسها و بدأت دموعها تهبط دموع حارقة بين الألم والانهيار داخلها... بدأت تضرب صدره وصراخها المتألم يزداد وهي تردد بهسيس
=آآآه.. لما أنا بين سائر البشر يحدث معي ذلك لقد احببته بصدق يا أخي ! احببته لا ادري كيف او متى.. وهو طول الوقت يتجاهل حبي ويتغطى على كرامتي و اوجعي دون عطف؟ ولم يكتفي بذلك بلا ذهب وأحب غيري هكذا دون مقدمات.. دون أن يشفق علية، دون أن يفكر بي للمرة الاخيرة.. دون أن يعطني فرصه ويفكر أنني أحبه كثيرًا رغم كل اخطاؤه معي..
رفعت رأسها تنظر لعيناه وهي تهدر بجنون وكأنها لا تعي ما تقول
= هل انا سيئه لهذه الدرجه يا اخي حتى لا يحبني آدم ويتركني ويذهب الى عاهره ليس لها قيمه.. انا احببته بصدق وعلى استعداد ان افعل المستحيل لاجله، وهو دونا اي ذره شفقة يقول انه يحب فتاه أخري.. ااه لقد تعبت يا أخي تعبت حقا من تلك المشاعر المهدرة
تجمد انطون من أثـر كلماتها لم يتوقع أن تكون تعشق ادم لهذا الحد ابدًا وتتألم هكذا من أجله، ليقول مُطمئنًا وهو يهمس لها بأشفاق
= لارا اهدئي، صدقيني ساجد حل لهذه المشكله وقريبا سيترك هذه الفتاه ويعود اليكٍ انتٍ! بعد ان يعرف خطأ الفادح معكٍ
لم تنظر له و رمشت عدة مرات قبل أن تقول بصوت دون تعبير واضح
= توقف اخي عن ذلك الحديث.. فهو لم يعود اليه بارادته مهما حدث؟ لقد وقع في عشقها وحسم الأمر
تنهد انطون بضيق شديد وقال وهو ينهض بغضب شديد
= واذا سيعود اليكٍ رغم عنة.. انتٍ خطيبته بالاساس ليس هناك مزح في هذا الحديث! ساذهب بنفسي واتحدث مع نيشان ليجد حل لهذه المساله !
ذهب انطون إلي الخارج بخطوات سريعة منزعج ليذهب ويتحدث مع نيشان، وتركها بمفردها...!!!!
دقيقة كانت المدة التي أستغرقتها لارا لتنهض بخطوات ثقيله وتسير لتقف امام المزينة لتنظر لحظات الي وجهها في المرايا باشفاق علي حالها.. لتستوعب أنها اضاعت الكثير من حياتها مقابل ولا شيء.. وقد أمسكت المقص من أعلي المزينة دون مقدمات لتقطع شريان يديها.. لتنطلق امواج من الدماء
من يدها قبل أن تغمض عينيها وتسقط فوق الارض الصلبة بجسدها وهي تتمني يسحبها ملك الموت من مسرح الحياة للأبد....
وفي نفس اللحظه دلف انطون شقيقها مره ثانيه ليتجمد مكانه بعدم استيعاب وشعر بألم شديد وهو يرى شقيقته انتحرت... إبتلع ريقه وهو يحدق بوجهها الشاحب بالأرض ثم صاح متوجسًا خائف
= لارا ..!!!!!
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوع.. في اليوم التالي .
وقفت اليزابيث بالحديقة شارده تشعر وانها معلقه بالهواء ، الفراغ يحاوطها كما يحاوط جوفها.. هي لا تعلم ماذا تشعر او ماذا ستفعل مع آدم؟!!.. هي فقط تشعر بتخدل جسدها وعدم قدرتها علي المقاومه بينما تشعر بذلك الشعور المريب.. جسدها يهوي ببطئ ينتزع قلبها ويمزق انفاسها.. ظلت تهوي وتفكر حتي اصطدمت بشئ بقوه انه صلب ولين في نفس الوقت يالله ماهذا؟ بدأت ان تشعر بأطرافها اثر تلك اللمسات عليها.. من اين تلك اللمسات ومن اين تأتي؟ ماهذا الشعور الذي تسلسل لجسدها انه الدفئ.. نعم هو..!!
هو الدفئ التي كانت تنتظره وتتلهف له منذ وقت طويل جدآ.. الان هي تشعر به بألتأكيد هو هنا؟ هو ليس غيره آدم !! رفعت مقلتيها لتقابل شعره الاسود الكثيف بينما شعرت بيداه تحاوطها بقوه وتضمها من خصرها لصدره من الخلف.. بل يعتصرها بداخل ضلوعه ولكنها استكانت بها فهذا كل ما كانت تتمناه ثم شعرت بأنفاسه تلفح بشره عنقها المرمريه الناعمه فوجدته يدفن رأسه بين ثنايا عنقها بينما لايزال يضمها لصدره ويقبل اذنها قبلات رقيقه ناعمه هامس
= صباح الخير ماذا تفعلي منذ الصباح الباكر
وجدته يبتعد عنها قليلاً ثم احاط وجهها بين كفيه ونظره اللهفه لم تفارق عينيه لتحضن عيناه بنظراتها المرهقه قائله بحده من بين غضبها
= آدم اذا لم تتوقف عن هذه التصرفات وذلك الحديث صدقني ستستيقظ في اليوم التالي ولم تجدني
اقترب فوق اذنها يهمهم ببعض الكلمات بصوت لاهف عاشق لم تلتقط منهم اذناها بعد غيره
= افعليها اذن؟ لنرى من سيسمح لكٍ بالرحيل.. اليزابيث انتٍ بامان معي.. ولم يستطيع أن ياخذك احد مني
❤️❤️❤️❤️❤️
الفصل السابع عشر (الجزء الثاني)
_________________
شعرت بأنفاسه تلفح بشره عنقها المرمريه الناعمه فوجدته يدفن رأسه بين ثنايا عنقها بينما لايزال يضمها لصدره ويقبل اذنها قبلات رقيقه ناعمه هامس
= صباح الخير ماذا تفعلي منذ الصباح الباكر
وجدته يبتعد عنها قليلاً ثم احاط وجهها بين كفيه ونظره اللهفه لم تفارق عينيه لتحضن عيناه بنظراتها المرهقه قائله بحده من بين غضبها
= آدم اذا لم تتوقف عن هذه التصرفات وذلك الحديث صدقني ستستيقظ في اليوم التالي ولم تجدني
اقترب فوق اذنها يهمهم ببعض الكلمات بصوت لاهف عاشق لم تلتقط منهم اذناها بعد غيره
= افعليها اذن؟ لنرى من سيسمح لكٍ بالرحيل.. اليزابيث انتٍ بامان معي.. ولم يستطيع أن ياخذك احد مني
مطت شفتها بعبوس واخذت تمسح علي وجهها من أثر قبلاته بظهر كف يدها في منظر طفولي وهي تهز رأسها برفض واعتراض وهمست بصوت ضائع
= لم ادعي ظلامك يستولى علي آدم
ابتعد هو عنها واخذ يتفحص ما بها بهرجله قائلاً بابتسامةً مشرقة
= معناها انك تظنين ان الظلام يمكن ان يغلب النور.. ممم هذه نظريه مثيره للاهتمام اليزابيث
لتكرر هي فعلتها وتهز رٱسها باعتراض بينما هدأت فأبتسم هو قائلا بصوته الرخيم
= لا تخافي ليس لدي أي سبيل لا استولى عليكٍ.. انا حقا اريدك! لكن اريد قبل جسدك قلبك ورضاكٍ اولا!
حثها بإصرار فعلمت ان لا فرار منه لتقول بخجل وخفوت حتي صوتها اصبح كالهمس
= واذا لم تحصل في يوم على قلبي ولا رضايا؟ اذا ما يفعل شخص مثلك معي.. هل ستاخذني رغم عني
اصدر آدم صوت من بين شفتيه قائلا بتنهيده
= اليزابيث لم اكذب واقول انني لست منجذب لكٍ.. شخص مثلي يبتهج بحضورك
ثم صمت آدم قليلاً وهو يدقق النظر بتلك الزرقاء التي غرق في بحور صافئهم ثم اردف وهو يشدد فوق كلماته ببطئ
= هل يصعب عليكٍ تصديق انني اريد الاستغراق أكثر في الامر ومحاوله التعرف لكٍ.. انني حقا اريد التعرف عليكٍ والفوز بقلبك وليس لي أن ارغمك على اي شيء لا تريديه.. واذا كنت انا الظلام فمن ثم انتٍ النجوم
أدمعت عينيها بالدموع بمرارة وهي تنظر إليه بيأس هاتفه
= أخاف أن يكون؟ الإنطفاء هذه المرة يكن ابديًا..
ليشعر بالضيق يفتك به! ليهمس من بينهما بصوت راجي يشوبه اللهفه والعشق المتيم
= اليزابيث انتٍ بحاجه لي و انا بحاجه لكٍ.. احنا الاثنين بحاجه الى الشعور بالامان الذي افتقدنا من اقرب الاشخاص الينا !!
لتحضن عيناه بنظراتها الدامعه المرهقه قائله بتلعثم من بين بكاؤها
= وما هو الآمان بالنسبة لك ..
سألته بينما تسلطت سوداء عينه فوق نهر العسل المتفجر بادخل جفونها ليتحدث قبل أن يطلق تنهيده حاره
=الأمان هو أنك تعلمي باستمرار أن هناك شخصًا في حياتك سيبقى هنا وأنه بجوارك عندما تحتاجي إليه ستجده، وأن لديك وقتًا مختلفًا للتحدث معه وأنتٍ متأكده أنه لن يفهمك خطأ وأنه مهما وصل الخلاف بينكما ، ستعرفي أنه لن يؤذيكٍ بكلماته لأنه في النهاية هذا مجرد خلاف وسيذهب ،لكنة مكمل معكٍ.. الأمان هو أن تكوني لست خائفه وأنتٍ تقولي ما بداخلك له .. الأمان هو أنك لا تشعري أن علاقتك مع بعضكما البعض على كف شيطان .. و انكم ستكملوا حياتكما مع بعض غصب عن اي شخص
جحظت عيناها بذهول وصدمه بينما ثقلت انفاسها وهي تحول تستوعب كلماته الهذه الدرجه يحبها؟ لكنها تعالي شهقاتها وتمزق قلبه لبكاؤها ليشعر بذلك الضيق يفتك به مجدداً.. ليحرك ابهامه فوق وجنتيها بلطف قائلاً بعشق
= لماذا لا تقلي شيئا، اليزابيث اخرجي ما بداخلك..و تثقي بي حتي تكوني مرتاحة! انا تعذبت في حياتي مثلك ويوجد اسرار كثيره ايضا لا تعرفيها عني..رغم ان إذا خرج على لساني ، فسيقتلني أكثر لذلك انا بحاجه اليكٍ وإلي مساعدتك.. اليزابيث انا ضليت في هذه الحياه وحيد بمفردي اعاني؟ و لا أحد استطيع مساعدتي.. ولا أحد يفهمني.
وجد اليزابيث ساكنه تنظر له بأعين خاليه لتحاول ان تاخد مجري الحديث واجابته من بين دموعها بألم
= كثير من الناس يتمنون لي الأذى ، لقد سخروا مني وهم غاضبون ،رغم انني لم أؤذي أحداً ولم أرغب بالشر لأحد ، ومع ذلك فأنا لست مرتاحة.. وكل شيء حولي يؤلمني القلوب المليئة بالحقد والكراهية ، وما بداخلهم ليسوا قلوب بشر بل شياطين.. ولكن رغم ذلك لم اكن اكفر بالحياة كما كان يفعل الجميع من حولي ويفضلون الاستسلام.. حتى انني اصبحت أشفق علي الفتيات التي قبلتهم في منزل شويكار لأنهم تعرضوا لما انا تعرضت عليه.. و لا استطيع ان ينقذنا احد مما نحن فيه ..
ظل محملقه بها ثواني لا يستطيع حتي تفسير ما يحدث من حولهما من تلك المعاناة وقد شل عقله لتتحدث بتنهيده ولكن بصوت خافت وهي تشعر بالانكسار قائله وهي منكسه الرأس
= قصة حياتي عندما تتذكرها لم تفتخر بها علي الاطلاق، وصمة عاري ستظل ملازماني كالظل تماما.. أنا عشت لحظات ضعفي وقوتي ، يأسي وأملى .. عنادي وخضوعي.. هل سمعت بذئب يخدع فتاة مسكينة ويوهمها بأنه يحبها وهو يتسلى بمشاعرها ويتكلم مع عشرات الفتيات بنفس اللهجة ويفكر فقط بالحصول على فتاة بريئة مخدوعة تسلم جسدها إليه ليبيعه ؟! أنا الدنيا قلّبتني يمينا وشمالا كما تقلّب في اللحم المشواة لتنضج .. فنضجت سنوات وسنوات لأكبر وأنضج حتى غدوت اكبر من عمري.. انا فتاه قلبها تهشم دون رحمة ... أنا قلبي مات يا ادم
لم تستطيع استئناف حديثها وانهارت بالبكاء حين مر شريط ذكريات ما حدث بداخل عقلها لتنهار اعصابها فهي لأول مره تتعرض لهذا الضغط العنيف في حياتها..!! تمزق قلبه لبكاؤها يشعر بذلك بالحزن لأجلها يفتك به.. ثم همست مجددا ببطئ ميت
= علمت أن ما أنا فيه ليس له حل .. لذلك أبتعد عني وابحث عن شخص يساعدك غيري سليم من الداخل !!
شعر بالعطف والتأثر، ليحرك ابهامه فوق وجنتيها برقه يمسح دموعها قائلاً بعشق بعدما طبع قبله طويله فوق مقدمه رأسها
= اعطيني فرصة اكون سبب رجوعك للحياة
ازدادت دموعها تتساقط أكثر بقهر مريرة بينما سكت هو شاعراً بغصه في حلقه لما يحدث لها الآن لقد عاد قلبه للحياة والفضل يرجع لها؟؟ لذلك يريدها ويريد يساعدها! بينما نظر لها وهو يشعر بأنه رجل تائه في هذه اللحظة؟ يشعر انه تائه و ضائع ما به ما بالرغب..
❈-❈-❈
في المستشفى كان انطون داخل الغرفه يطمئن على شقيقته بعد ان نجت من الموت باعجوبه! بينما كان يسير انطون و زفر بعمق وهو يمسح على شعره البني الناعم شاعرا بالضيق... كاد أن يدلف الغرفه التي بها لارا ولكن فجأة وجد نيشان الذي كان يبحث في المستشفى بين الغرف عن الغرفه التي تقيم فيها لارا؟ لكن تقدم نحوه بلهفه حين رآه فتجهم ملامح انطون وهو يقترب منه متساءلاً بخشونة
= ماذا تريد ؟؟ لماذا اتيت الى هنا!
أجاب نيشان عليه بنبرة مترددة من لهجته الصارمة
= أتيت لأرى شقيقتك واطمئن عليها إن لم يكن لدى حضرتك مانع ؟! طمني عليها كيف اصبحت الان
كور انطون قبضتـاه معًا، يشعر بالغليان الذي كان فتيله عند رؤية لـ نيشان أمامه وكان يتمنى ان يكون ادم الذي يأتي بدل منه.. حتى لو يطمئن عليها بالاسم فقط دون أن يراها؟ لكنه دائما يعاملها كانها قطعه رخيصه الثمن.. وفي لحظه اقترب منه انطون وهو يستطرد بحدة مُخيفة قاسية
=اسمعني جيد نيشان و لا تحاول استفزازي لانني ابحث عن سبب حتى ابرر قتلي لك وإلي آدم هذا اللقيط... قسمًا بالله أني امنع نفسي بصعوبة شديدة عن قتله حتى لا اذهب اليه بنفسي وافعلها.. وصدقني حينها لم يظل على قيد الحياه ثانيه واحدة
وفجأة غامت عينـاه بأفكاره التي تنضح من عقله كالشياطين وهو يقول بخشونة
=تحدث معه واقول اليه انطون شقيق لارا؟ يقول لك كن رجلاً وتعالى هنا..
شعر نيشان بالغضب الشديد من آدم فبسبب تمردا ذلك خلق عداوه بينه وبين صديقه في العمل! ليقول هو بهدوء زائف
= تحدثت معه بالفعل لكنه لم يهتم بالامر !!
ابتسم انطون بسخرية واستهزاء ليزمجر بجنون وكأنه انفجر
=بالفعل هو لا يهتم الى مشاعر شقيقتي وخطيبته الذي دائما يتجاهلها ويعاملها بقسوه.. صدقني لن استطع التعامل بشكل طبيعي مع ابنك اللعين ما دمت لم تستطيع السيطره عليه... لذلك قول له تحمل إن كنت رجل وتعالي حل الأمر لأستطع انا التحمل وأنسى كل ما جرى منه.. لارا كانت خلال ايام بين الحياه والموت و نجت من الموت بعجوبه بسببه.. وإذا ليس قادر على حل الامر لا تريني وجهك مره ثانيه يا نيشان.. حتى العمل بيننا سينتهي أيضا .
ليرحل انطون بخطوات غاضبة بينما نيشان لم ينطق بحرف ولم يحاول الدفاع عن نفسه.. لكن شعر بالغيظ الشديد من أدم.. !!!!
❈-❈-❈
في منزل أدم، كانت اليزابيث بداخل المطبخ تغسل الاواني ثم وضعت الطعام المتبقي في علب بلاستيك ووضعتها في الثلاجه.. ثم توقفت لحظه تنظر من خلف النافذه في المطبخ الى الطقس بالخارج فا الامطار غزيره والاجواء ليست مبشرة بل سيئه للغايه وهي تسمع اصوات الرعد يتصدع في السماء! وما يزيد قلقها اكثر بأن ادم حتى الان لم يعد من العمل؟ بالرغم من الوقت قد تعدى الثانيه مساء؟
فهي مؤخرا قد عادت مره اخرى الى العزلة بغرفتها وهي تتهرب منه كعادتها ولكن ازداد الجوع عن حده فنهضت لتخرج من الغرفة وهي تقنع نفسها أن آدم من الأساس بالخارج ولن يأتي حتي الان... وبعدها دلفت للمطبخ وبدأت تبحث عن طعام وبالفعل جلست لتتناوله بهدوء حتي انتهت... وبعدها غسلت الاواني .
وفي الوقت ذاته كان آدم يسير بسيارته بصعوبة حتي وصل اخيرا إلي المنزل وخرج يسرع بخطواتة مسرعًا ليدخل المنزل وسط الامطار والجو السيء.
اما هي فكانت تفكر بما إليه الامور وانها مع كل يوم يمر عليها هنا تقع في حب آدم اكثر واكثر بالرغم من تصرفاتها الفظة معه وتحاول ان تتجاهله وتسيطر على مشاعرها لكنها تفشل في النهاية.. وهنا كانت المشكلة تكمن بالنسبة لـ اليزابيث !... ولكن عينها وعقلها كان على نقطة مُحددة.. بأن آدم بالخارج في ذلك الاجواء ولم يعود بعد ؟ وهي تريد الاطمئنان عليه خائفه ان يكون حدث له شيء سيء ؟؟
وقبل أن تنصرف الي غرفتها وجدت آدم عاد لتقترب منة بسرعه تمسك بيده مرددة بلهفه ناعمة
= سيد آدم اخيرا عدت لما تاخرت هكذا بالخارج.. كان يجب ان تعود مبكرا بسبب هذا الطقس السيء
وقبل أن يتحدث انتبهت إلي نفسها وما فعلته
وخجلت وأبعدت يدها ولكنه جذب يدها له و حضنها بين كفاه ليقول بصوت عميقة
= هل تخافين علي ؟
تعلثمت الحروف بفمها ماذا عساي أن تفعل ؟ ربما تخاف و ربما لا؟ ولكن علي من تكذب فهي تتعاطف معه وتتمنى ان يكون هذا ليس الذي يسموا عشق وهي قد تعددت مرحله الحب بمراحل كثيره.. صمتوا طويلا ليخلع حذائه وخلع سترته ليقترب منها و يضع يده الاثنين فوق ذراعيها ليرجع بها للخلف حتى يجلسها فوق الأريكة وبعدها اقترب منها و وضع رأسه بحجرها واغمض عينه.. تفاجات هي من تصرفه! فهو بالفعل انسان صعب عليها ان تفهمه! وصعب فهمة جدا, مسك يدها بلطف وقال
= حركي اصابعكٍ داخل شعري من فضلك.. امي كانت تفعلها لي دائما وأنا صغير.. لكن عندما بدات تعمل هذا العمل، ابتعدت عني كثيرا ..ولم تعد تفعلها
نظرت إليه بعطف و رفعت يدها لتحرك خصلات شعره برفق و بدا آدم في الاسترخاء وبان ذلك عندما عقد حاجبيه الذي اصبح بخط مستقيم.. فتح عينيه فجاه لتقع على عينيها بصمت ليرفع يده ويلامس بشرتها بنعومة وهو يهتف
= لا اعلم كيف تكون محطه..و راحتنا بيد شخص
نظرت إليه اليزابيث بعدم فهم و حينها صمت ونقلت نظرها داخل عيناه وفعل هو المثل، و امسك بيدها بقوة كأنه يهاب رحليها، ليهمس
= وراحتي معك انتٍ .
كادت اليزابيث أن تسعل من صدمة جرأته الزائده في التعبير عن حبها دائما وكأنه يستشف شوق الاخر الحار له...وفجأة وجدت يجذب انتباهها مره ثانيه هامسًا بصوت رجولي جذاب
= الي أين تذهب أحلامنا التي لم تتحقق؟
جسدها اللعين ارتعش تلقائيًا من أثر كلماته، لذا حاولت تجاهل شعورها وهي تجيب عليه متمتمة بصوت مكتوم
= تذهب إلى أشخاص آخرين لم يحلموا بها أو لم يرغبون فيها علي الاطلاق
اومأ مؤكدًا بتنهيدة عميقة
= اذا لا اريد ان تضيع احلامي مني يا اليزابيث.. او تذهبي الى شخص اخر لا يريدك.. او تظلي هكذا بمفردك طول حياتك
حينها نطقت اليزابيث بصوت مذبذب ضائع شارد
= إننا لا نموت من الوحدة إنما نموت من الذين كسرونا وكنا نشعر بأنهم الحياة.. هناك شيء قد أنطفأ في قلبي للأبد ، شيء لن يعود كما كان مهما حاولت ..ألم تمل ؟
امسك كفها البارد لشفتاه ليطبع قبلة عميقة على باطنه ثم نظر لعيناها التي يغرق بها وهمس بعمق من اعمق اعمق دواخله
= المُحب لا يمَل، تذكري ذلك جيداً .. لطالما أعتقدت أن الحب عائق خطير، كنتِ تستطيعين إختيار أى طريق و الإفلات من كل شئ فعلتيه لكنك لم تستطعي المقاومة، أليس كذلك؟ هذا قلبك و لا يجب أبداً أن تتركيه يتحكم بعقلك ..
تنهدت اليزابيث بعمق شديد بينما اعتدل آدم في جلسته ليكون أمامها ليمسك بيدها ليرفعها لشفتاه مره ثانيه ثم قبلهما بكل ذرة حنان يمتلكها..ثم أردف بصوت أجش متملك
= اريد ان اكون وحدي في قلبك..
فجذبها له ببطء حتى أحاط خصرها بيداه حتى أصبحت ملتصقة به، شعرت بتلك الرعشة التلقائية التي انتابتها بمجرد أن مستها يداه.... ولكن ما هز أعماقها حرفيًا هو صوته الذي صدح في الارجاء يتابـع
= هل ستظلي في الاستمرار في الرفض هكذا طوال الوقت.. متى ستستسلمي الى حبك !.
بينما اليزابيث يكاد الخجل أن يشطر وجهها نصفين من شدة تأثيره عليها... ليرفع عينـاه التي تفيض حنانًا وعشقًا لون بريق عيناه.. ثم رفعت هي عيناها له تقول بصوت متحشرج مهزوز من الرعشة التي انتابتها وهي تشرف على حروفها رغمًا عنها
= اعتقد انني استسلمت وانتهى الامر آدم
كانت طريقة نطقها الى اسمة بدون القاب؟ بهذه الطريقه وتلك اللحظه! دليل كافي على الخضوع!! ولكن هذا الحدث كان حلم بعيد كل البُعد عن الواقـع.... لكنه حدث وحسم الأمر مثل ما قالت ! وخضعت اليزابيث الضعيفة إلي قلب آدم المكسور !!.
❈-❈-❈
اشرقت شمس الصباح لتُشرق معها قلوب بالأمل والتفاؤل والمحبة ، وتطرد ظلمة الليل ليأتي الصباح بحكاية رائعة لا يتذوقها إلا من يرسمها بإبتسامة الأمل والتفاؤل ..
شبح ابتسامه لا يلاحظها أحد تظهر على شفتيه وهو ممده جسده أعلي الأريكة بغرفته وعلي فراش آدم تنام اليزابيث منذ ساعات وهي نائمه بعمق.. ليتساءل نفسه هل حقا بالفعل تنام اليزابيث بغرفتة وفوقه فراشه !! لقد مرت ايام قليلة منذ أن اعترف بحبه لها وساعات منذ أمس أن قالتها بوضوح انها استسلمت لمشاعرها وحسمت الامر .
كانت وكأنها كلمة بسيطة ليس لها معنى محدد .. ذلك لو تغاضينا عن تلك الرقة العذبة التي كانت تقولها بها.. وكأنها هتفت بجملة كارثية بكل حروفها و معانيها بالنسبة له، وفي تلك الليلة ظل آدم ينظر لها غير مستوعب بعد ما نطقت بها واخيرا، تفغر فمة وعينيه بمنظر أبله ! وهي احمرت وجنتيها كمحصول الطماطم.. فهذه اللحظه يجب ان توثق فليس انجذابا وفقط هذا بلا اليوم ميلاد لقلب مات منذ سنين .. و حي من جديد للحياة لتبث النبض فيه !
ليتذكر آدم بعدها أنه طلب منها أن تنام تلك الليله في غرفته! ضيق عينيه يقول بخفوت
= امضي الليلة معي في غرفتي!
اتسعت اليزابيث حدقتاها بذهول واحراج؟ فمنذ متى كان جريئة هكذا !! بل منذ متى كان متهورا في كلامه ماذا يعني يريدها في فراشة التي نطق بها للتو! اللعنة هل كان يجب أن تكون رقيقة هكذا معه ليتمادى في طلبه !! التفت له اليزابيث بعينين تبرقان بنجوم سمائها و تنهدت بصعوبة وهي ترى اعينة الفضولية ثم قالت بخفوت أجش
= و ماذا عن محادثاتنا
رد وعيناه تهبطان لشفتيها قائلا بتحذير ارتعشت له أنوثتها
= يكفي حديث اليوم، يمكننا التحدث غداً عندما تصبح عقولنا صافيه.. لكن الان اريدك في فراشي الليله
احمر خداها أكثر بخجل رغم اعتيادها على مداعباته الوقحة وقالت بتوتر
= آه لكن لماذا تريدني في غرفتك اليوم؟؟.
قال آدم معبر عن دهشتها وخجلها بفم ضاحك
= هل تريدين حقا أن تعرفي .. لماذا
نظرت له بدهشة بالغة متسعة العينين بغير تصديق طلبة ولا وقاحتة حتي الآن؟ لتقول بتوبيخ حانق وهي تبتعد بنظراتها
= بالله عليك ألا تفكر سوى في الوقاحة وقلة الأدب ما الذي حدث لك يا سيد آدم
قهقه آدم بخفوت متحكما في صوته حتى لا ينفجر في الضحك قائلا بمكر
= معلوماتك عن الوقاحة وقلة الأدب خاطئة تماماً يا حبيتي.. وايضا كيف سابدا الوقاحة معكٍ وانتٍ مازلتٍ تناديني السيد ادم
نظرت له بطرف عينها بعبوس فضغطت شفتيها بقلق حقيقية بينما تنهد آدم بحرارة قائلا ببؤس يهز رأسه بعدم رضا
= ساكون رجل نبيل اوعدك بذلك.. صدقني لم ايذئكٍ اليزابيث
وفي تلك اللحظة هو أقترب و تمادى وهو يمد يديه تحت ركبتيها وظهرها ليحملها بخفة بنفسه صاعدا غرفته ثم وضعها لتنام على السرير وهي لا تحرك ساكنة.. واتسعت عيناها بصدمه عندما رأته يعود هو للأريكة لترتاح هي حينها ! نظر لها وهو يبتسم بسعادة تمس قلبها قبل قلبه بينما هي كانت صمتت للحظة ووجهها اشتعل فجأة تحت نظراته فتعجب مدركا أن أفكارها مخجلة في هذه اللحظة .. على الأقل بالنسبة لها لكنه حقا لم يرغب فى أن يضايقها، ثم أردف بصوتٍ أجش
= عمت مساءك يا اليزابيث
نظرت له من بين رموشها السوداء بابتسامة خجولة ثم قالت بعفوية
= هل سترحل حقا، ولم تنام في فراشك اليوم ؟
ارتسمت بسمة على شفتيه وهو يومأ مؤكدا على كلامه
= نعم.. قلت اننا اريدك في فراشي وعنيت ذلك وهذا يكفي بالنسبه الي.. سانام بنفس الغرفه لكن على الأريكة .
ومن بعدها سقطت في نومٍ مُعذب بعمق ولم تشعر بمن حولها أو كانت تحاول تتهرب بالنوم وتتغاضى عن فكره بانها تنام في غرفه واحده معه وفوق فراشه ..
عقد آدم حاجبيه وهو ينهض عندما رآها تتملل بالفراش بخمول وتفرد ذراعيها بكسل، ليجلس آدم جانبها في تلك اللحظة وهي يراقبها بأعين لامعه ثم فتحت عينيها بنوم وجذب يدها له برفق وهما مازالوا على الفراش معًا... ثم بدأ يربت على يدها وهو يردد بنبرة ناعمة
= اليزابيث هيا أستيقظي حبيبتي
ابتسمت اليزابيث وظهرت أسنانها البيضاء في تعتقد أنها تحلم بينما خفق قلبه ليعود وينبض بعدها بشكل جنوني.. وهو الاخر كان مأخوذ بسحر تلك اللحظة.. فاقترب ولم يتمالك نفسه فاقترب منها يفاجئهـا بقبلة هدمت ذهولها بما هي فية لتفيق في تلك اللحظة.. بينما هو قبلة رقيقة هادئـة تحولت لقبلات متتالية تأكل شفتاها حرفيا.. ابتعد عنها بعد دقائق بينما هي إتسعت حدقتـاها بصدمه لتنظر حولها بتوتر، لينظر آدم لها بحنان ثم فتح فمه يرد بنبرة بسيطة بالرغم من ارتفاع حرارته وتجاوبا بجسده التي أتتٍ باشتياق لكنه رحمها وقال ببساطة وكأن الأمر عادي يعبر دون خجل
= يا الهي ضحكتكٍ خلابة ولم استطيع السيطره على نفسي عندما رايتها..
كانت في تلك اللحظة لا يجد في وجهها مكان أكثر لإندفاع الدماء من كثرة الخجل.. ثم شبح ابتسامة ظهرت على جانب فمه وهو يسبل أهدابه ثم نظر لها قائلا بصوت رخيم واثق
= أنا أسف عما صدر مني لكنني لم استطيع السيطرة على نفسي عندما رأيتكٍ هكذا !! وايضا لأنني لم اراكٍ تضحكي من قبل..
اعتدلت اليزابيث في جلستها قائله بارتباك
= كم الساعه.. هل نمت كل ذلك الوقت
صمت لينهض وهو يهز رأسه ببطيء متنهدا ويردف
= لا عليكٍ لم يحدث شيء هيا انهضي واستحمي.. وانا سانتظرك بالاسفل
❈-❈-❈
هبطت اليزابيث الدرج بخطوات بسيطة بعد أن اغتسلت في غرفتها القديمة و ارتدت فستان بسيط من اللون الاخضر الفاتح، لتسير تبحث عن ادم لتجده داخل المطبخ نظرت له بتعجب وهو يتحرك برشاقة يفترش الأطباق أعلي طاوله الطعام بالمطبخ ثم تحرك ليغلق النار على البيض وأخذ طبق المربى ايضا ليضعهم فوق الطاوله.. لتفهم بأنه قد حضر الفطور اليوم بنفسه لها.. تنهدت اليزابيث بعمق شديد لتفكر ما فعلته بالامس صحيح ام خطا؟ هل بالفعل ستختار الوجود معه؟ أم ستعود يوما لبلادها.. فكل شئ بدأ ينشأ بينهما إلا بصدفة غريبة.. غريبة جدا من بدايه ما يتعلق بلقائهما إلي الآن ..
ثم التفت آدم برأسه ليراها وابتسم بخفه وأشار إليها بان تجلس معه يتناولون الطعام.. هزت راسها له بالايجابي بابتسامة متوتره واقتربت حتي تجلس أمامه وهي تشعر بإحراج وإرتباك عندما سحب إليها الكرسي في حركه كرجل نبيل لتجلس وهو الآخر جلس! ثم بدا باهتمام بان يضع اليها الطعام في طبقها وهي تنظر إليه بابتسامةً خفيفه وهي لا تنكر داخلها بانها بدأ أن يسعدها هذا الاهتمام نوعاً ما.. بل في الحقيقه يسعدها جدا .
أفاقت من شردها علي صوته وهو يقول مبتسم
= اتصل بي زين منذ فترة وقال إنه لم ياتي الليلة أيضًا بسبب سوء الأحوال الجوية في الخارج .. في الحقيقة أنا سعيد بهذه الأخبار لأننا سنكون وحدنا اليوم أيضًا؟ وهذا اليوم بالذات لانه سيكون مميز فهو أول موعد لنا في علاقتنا؟
عقدت حاجبيها وهي ترفع نظراتها له وقد تبدد خجلها قليلا وقالت بعدم فهم
= مهلا ماذا قولت؟ اي موعد هل سنخرج
ازداد شبح الابتسامة فتتحول لابتسامة صغيرة وزفر بحرارة مرددا بصوت أجش
= كنت احبذ هذا كثيرا ، لكن لم يكن من المفيد لنا الخروج في هذا الجو ، لأن اليوم ستمطر أيضا .. هكذا قالوا في نشرة الأخبار اليوم؟ لكن لا تقلقي ، سوف أعوضك .. ماذا لو نجعل أول موعد لنا هنا في المنزل؟
فغرت فاهها ورمشت بعينيها عدة مرات ثم استجلبت الأحرف لتقول بتعجب
= كيف ؟.
اقترب منها و وضع قطعت التوست بالمربي أمام شفتيها لتضطر اليزابيث بفتح بفمها بإحراج لتاكلها ثم ابعد يده وهو يقول بحماس شديد
= استمعي إلى خطتي إذًا ستعجبك كثيرًا.. أولاً يجب ان احضر لكٍ فستان سهرة أحمر يناسبك ثم نجهز عشاء فخمًا علي شموع معطرة وسوف نحمل الطعام إلي الخارج امام المنزل على طاولة مزينة وكرسيين... وعند الساعه 7:00 سنجتمع احنا الاثنين بالخارج.. انتٍ بالفستان الاحمر ..وانا بالبدله السوداء .
ابتسمت باتساع و وضعت شعرها خلف اذنها بخجل فهل تستطيع الرفض أو الاعتراض فقد وقعت إليه بالاخير وانتهي.. وعندما طال صمتها ليقول بسرعة
= حسنًا اتفقنا ، لا أريد أي أعذار. هذه الليلة ستكون خاصة ومليئة بالكشف عن الأسرار أيضًا يا حبيبتي؟
عقدت حاجبيها بإرتباك عند كلمته تلك "حبيبتي" التي مزالت لن تتعود عليها حتي الآن لذلك لم تجيب.. لطالما نجح في إرباكها وخجلها دائما .
❈-❈-❈
دقت الساعه السابع تماماً! وقد انتهي آدم من ارتدي البدله السواد وتحضير الطعام وكان ينتظر اليزابيث في الاسفل بجانب الطاوله المزينة.. أما في الأعلى فكانت اليزابيث تجلس أمام منضدة الزينة بينما تمسك بقلم من الحمرة القانية اللون كلون الفستان وتمر على شفتيها بحرص وتركيز مضيقة عينيها مرة بعد مرة.. مبرزة حجم شفتيها المنتفختين بطبيعية ثم تمعنت بملامحها من جديد وشعرها بانبهار لكنها للحظات تطلعت في نفسها بتوتر وهي تقول
= يا إلهي أشعر أنني بالغت كثيرا.. لقد أصبحت كأميرات ديزني فلست ذاهبة لعرس أنا .
لتمسك المنديل الابيض حتي تخفف المكياج لكنها شهقت بفزع فجاه لتنهض بسرعة للخارج بلهفه
= يا حمقاء.. قد تخطط الساعه السابع.. ادم ينتظرني في الاسفل .
التفت آدم لیری اليزابيث المتأخرة و التي تضايق من تأخرها قبل ان يراها لكن عندما رآها كان قد تصنم من جمالها؟ فكانت حقا رائعة بشعرها الاسود المفرود وعيونها الزرقاء و لون بشرتها الورديه و شفتيها الممتلئة و جسدها المثالي الذي يظهر قوامها المشوق بذلك الفستان الاحمر الناري.. و عاد بالنظر لعيناها يشعر بأنه ينجذب إلي هاتين العينين عيونها الجميلة جداً كأنها ملاك و لم تثيره امرأة بهذه السرعة.. يا الهي قد تعب وهو يتفحص إياها فقط.. نعم تعب جدا من شدة الإحتراق .. ! استفاق آدم على صوتها الرقيق
= اعتذر عن التاخير
لم يتحدث لكنه فتح ذراعيه الاثنين معاً! مما جعلها تستغرب وهتفت اليزابيث باستفسار ناظراً لذراعيه
= لماذا تفرد ذراعيك هكذا؟
ليمحى ابتسامتةً آدم مجيباً بحرج
=اعتقدت انكٍ ستعانقيني..
صمت احاط بكلاهما يتبادلان النظرات الشاردة فيما بينهما بغباء ليتحمحم بعدها آدم معيداً ذراعيه خلف ظهره ليتحدث برزانة
=حسناً انسي الامر اليزابيث.. هيا اجلسي لناكل
اختلست اليزابيث النظر له بطرف عينيه وقد ابتسمت بخفة لتجد خجل آدم ظريفاً وقد اطالت النظر بوجهه لاتصدق حقاً ان هذا الشخص الذي ظنت في البدايه عندما كان يأتي إلي منزل شويكار، انه حقير وشرير لكن اكتشفت بعد ذلك ليس سوى بشخص عانى مثلها تماماً لرغبته بالدفاع عن معاناته.
سحبها معه ودخلوا لمكان أشبه بشرفة واسعة تطل على حديقة صغيرة مزينة بالورود التي كانت تزرعها والأضواء الدافئة ..وفي المنتصف طاولة مزينة ببعض الورد.. وأجلسها وجلس هو مقابلا لها ينظر لها بعينيه اللامعتين بصمت و كان في غاية الرومانسية كما إنها لم يحدث لها مفاجأة كتلك يوما .. بل لم تتخيل أن تعيش يوما ما تعيشه اللحظة..حمحم آدم وهو يقول وكأنه يحاول إيجاد كلام مناسب لهذه الاجواء
= ربما تري الأمر تقليدي جدا .. لكني بصراحة لم أقم يوما بعمل شيء رومانسي لذا.. قلدت كما الأفلام
ابتسمت اليزابيث بخفه وقالت وهي تنظر إلى الأجواء الرائع من حولهما
= ليس هناك مشكله في تقليد الامر.. فانا ايضا لم اعيش هذه اللحظه مع اي شخص لذا اشعر بالسعاده قليلا
ابتسم بسعاده على حديثها وللاحظه جاء في عقله الشخص الذي اذاها واوصلها الى هنا فهي قالت له انها كانت تحبة لذلك وثقت فيه وجاءت معه؟ وفكر بان يسالها هل كان نيكولا يفعل معها مثل ذلك لكنه تراجع عن الفكره بسرعه حتى لا يفسد الاجواء بينهما.. ثم
رفعت اليزابيث عينيها لآدم بدهشة وما أن رأت الأطباق أمامهما فقالت باستنكار واستغراب
= ما هذا.. هل تركت كل الطعام بالعالم حتى تطعمني السمك ليلا .. كيف سانزع الأشواك لك بملابسي هذه اذا.. الم تلاحظ بانك تتدلل في هذا الموضوع كثيرا أستاذ آدم
قالتها بغيظ كلماتها الاخيره بينما ضحك آدم بخفوت وهو يتذمر باصتناع
= واذا تدللت إذن..فلما يضايقك الموضوع؟ اليس انتٍ حبيبتي ويجب ان تريحيني وتفعلي الاشياء التي احبها
رفعت حاجبها متهكما وهي تقول مبتسمه
= معني ذلك أنك فعلت السمك مخصوص اليوم لاجل ذلك.. حتى ادلك إذا.. حسنا دعني أمارس هوايتي المفضلة منذ أن عرفتك
ثم أمسكت بالسمك تنزع عنه أشواكه فضحك آدم و هو يتابعها بعينين لامعتين بشغف وعندما انتهت تفاجأت بة مد يده لفمها ففتحته مباشرة تستقبل الطعام من بين يديه.. وبعد فتره انتهوا من التناول الطعام ليمسح ادم يده جيد وهو يقول لها
= هل يمكن ان تعطيني شرف الرقص معي.. رقصه واحده ارجوكٍ لا ترفضي
نظرت له لتحرك رأسها بأجل و وضعت گفها بين گفاه لاجل ان تقوم ،سحبها نحوه واضع يداه حول كتفها و يداه طوقت خصرها، لتعقد اليزابيث حاجبيها ناظرة له بدهشة وهتفت باستنكار
= هل سنرقص دون موسيقى ؟
نظر آدم إليها قال وهو يرفع حاجب باستمتاع
= لما الا تسمعيها ؟
نظرت له باستغراب ليقربها نحوه اكثر أستندت برأسها على صدره وتحركوا يسار ويمين برقصه ليقول بصوت هادئ
= الا تكفيك كل تلك الموسيقى ضربات قلبي وقلبك؟ وصوت المطر؟ مع انفاسنا وتحركات جسدنا؟ وصوت الحطب يحترق؟
تحولت يداه لتنقل على وجنتيها طابع قبله برقه تاركها ترتجف بين يداه مثل ورقه خریف وحیده تنتظر الرياح لتسقط ! بينما دفن رأسه استقر على شعرها يستنشق رائحة، لا تعلم مالذي يحدث لها تبدوا وكأنها ترتاح من هذا القرب !
لكن هذا الذي يحدث بينما يرعبها أكثر! فهي لم تشعر بهذا الشعور من قبل؟ لا تعلمة ولكنه غريب! إبتلعت ريقها بتوتر لينظر هو الي وجهها الاحمر القاتم مع شفتيها التي تعض عليها بتوتر حاول كبح نفسه عنها و لكنه لم يتحمل ليقرب رأسه بلحظة كان يلف يده حول خصرها يجذبها بحدة حتي اصطدمت به و التقط هو شفتيها علي الفور حين اقتربت ليقبلها بقوة و هو لم يعد يطيق صبراً لاصطناع ذلك الرجل الهادئ كان مقيدها تماماً يمنعها من التحرك أو الاعتراض لا يريدها ان تبعده عنها الآن .. ولكنها ابتعدت عنه وهي تلهث وذهلت فنظرت إليه لتجده يحدق بها بنظرات هائمة مما جعلها تزدرد ريقها وقالت بصوت كاد ان يختفي
=يكفي.. دعني من فضلك
ابتعد عنها بعد ان شعر أنه تمادي كثيراً اليوم ابتعد عنها و هو يلهث فقال بصوت آجش
= شششش لا تفسدي هذه اللحظة.
ثم ابعد يده اليمنى عن خاصرتها ورفعها نحو وجهها فاغمضت عيناها بشدة عندما لمس خدها وقالت بنبرة توسل
= ارجوك آدم لا تفعل ذلك تخجلني بشده.. دعني...
نظر لها ليقربها منه كثيراً حتى شفاهما ان تتلامس ولكنه لم يقبلها بل قال بهمس
= اعتقد بأنني فقدت عقلي بسببك.
كادت أن تتحدث وهي تجز على أسنانها منه أو منها لا تعلم، فقاطعها عندما لمس خدها الاخر بيده اليسرى واردف قائلاً بهمس
=الا تستطيعين التزام الصمت قليلاً ؟ حسنا اهدئي ساترك تعالي هنا نجلس افضل !
ليرفع يدها ليمسكها وناولته اليزابيث يدها مباشرة ودون تفكير وكما تلك الليلة منذ اشهر سلمته كفها وهي تشعر بطمأنينة نحوه وكأنه درع حمايتها..فشابك آدم كفيهما معا, ثم داعب خصلات شعرها باطراف انامله بنعومة
= شعرك هذا يثير عجبي ،ما لونه ياترى؟ لاهو بالاسود ولاهو بالاحمر ؟ لمَ انتٍ مختلفه في كل شي ، حتى في لون شعرك !!
نظرت له وهي صامتة والبسمة الخجولة على وجهها بينما قال هو بمرح بعد طيلة صمتها
= حسنا جاء وقت كشف الاسرار ما رايك بان نتحدث عن حياتنا من قبل.. قبل ان نتقابل
عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له بدهشة وهتفت ببساطة
= ليس هناك مشكله لكن انتٍ اصبحت تعرف كل شيء عني تقريبا وليس هناك جديد في حياتي..
هز ادم رأسه ليتحدث كانه يعكس افكاره متنهدا
= ممم معنى ذلك اذن انا الذي ساتحدث اليوم.. اليزابيث هل الطفوله التي عشتيها تتنمي لأطفالك أن يعيشوها في المستقبل؟
شردت لحظة ثم همست بصوت مبحوح
= طفولتي كانت جيده بالنسبة لي.. بل بالعكس جيده جدا لكن ما انا اعيش الان عندما نضجت هو الذي لا اريد ان يعيشوا احد مكاني مهما كان..حتي لو كان أكبر عدو لي .. لكن اكره واشمئز بما صار وحدث عندما كبرت .
صمت قليلًا، ثم نظر في أعينها بحب وقال بصدق
= اليزابيث أنا فخور بكٍ.. و ماضيكي هذا حتى بعد ما سمعت ما زادني إلا عشقا بكٍ.. بما أصبحت عليه الآن ..أنا أحبك و كثيرا ... لا يهمني ما كنتي عليه .
سقطت دموعها الحارقه، ثم رفعت رأسها واخذت نفساً عميقاً ومسحت دموعها، ثم نظرت للفراغ قليلاً
= اتمنى ان يروني الجميع هكذا مثلك
فرفع نظرات لم تكن موجهة لها وإنما في ماضٍ شرد فيه بعينيه وقال بصوت خافت وكأنه قادم من البعيد
= سمعت مرة جدتي تقول ان استطعت يوما ان ترفع راسك للسماء دون سعود حال ان تخجل فمعناها انك لم تخطى او انك خطئت وعفى الله عنك بتوبتك..اما ان كنت تخجل ان ترفع رأسك للسماء يوما فاعلم انك مخطى بحق الرب ونادم ويجب ان تفعل المستحيل ليغفر اخطائك
ثم داني منها ليرتب شعرها وهو يقول
= رعاكٍ الرب اينما كنتٍ وحفظك من ابليس وجنوده ! لا تهتمي الى مغفره البشر اهتمي الى مغفره الرب فقط.
أخفضت رأسها بخجل وابتسمت ابتسامه حلوة وراحه من حديثه لتقول بخفوت
= اخبرني لماذا لا تشعرني بعدم الراحه حيال نفسك
إبتلع ريقه ووجهه يشحب متوقع القادم من الحديث الأسوأ بينما هو قائلا
= لن اكذب عليكٍ لكن لا يمكنني اخبارك بكل شيء، دفعه واحده.. كلنا نملك اسرار لا نريد مشاركتها
توترت من كلامه فتوتر هو تلقائيا لكنها سحبت نفسا طويلا حتى لا يتراجع وقالت
=حسنا اذا كنت لا تريد ان تحكي ليس هناك مشكله وانا لم اصر.. لكن اذا كنت تريد ان تحكي ساسمعك وكل اذان صاغيه بينما ساساندك ايضا .
صمت آدم قليلا و لم يتمالك نفسه إلا أن يتحدث ببطيء متوجس ومن قلبه المقبوض بخوف من المجهول
= أحتاج للحديث معكٍ بالفعل اليزابيث في هذا الأمر وإنهاؤه .. فإن أخفيت الأمر بداخلي لن أتوقف عن سؤال نفسي عن رد فعلك إن علمتِ .. ولن أتوقف عن لوم نفسي مرارا أني لم أخبرك من البداية.. لكن ارجوك اسمعيني الى الاخر قبل ان تعلقي بأي شيء
هزت راسها بطاعه وهدوء ثم زفر آدم نفسا ثقيلا مغمض عينيه للحظة ثم فتحهما يقول
= يجب ان تعرفي الذي حدث قبل سنوات وما هو إثمي وذنبي الذي أحمله.. قبل سنوات عندما كنت في عمر التاسعة، ابي تخلى عني انا وامي لأجل سيده تعرف عليها أخري كانت ثريه لذلك ابي تركنا وذهب اليها بعد ان باع المنزل وطلق امي!! وبعدها اصبحنا انا وامي بمفردنا في الشارع بلا مأوى وكنا أحيانا نبات في الشارع و ننام على الرصيف في الشوارع ونحن خائفين بشده من الناس.. مرت ايام هكذا و امي كانت باعت كل ما تملكه لأجل طعامنا حتى انتهت ولم تعد تملك اي شيء تبيعه.. لناكلوا حتى لا نموت من الجوع !
صمت للحظات بينما اليزابيث كانت تبتلع طعم الظلم المُر الذي يشعرون بة الاثنين وهي صامتة تسمعه تتحامل على نفسها حتى لا تبكي بينما هو يكمل مالت شفتيه بإبتسامة صغيرة حزينة وهو يقول
= وكنا لا نملك عائله ولا اي شخص يساعدنا.. لذلك اضطرت امي بان تفعل افظع وأقبح شيء في الدنيا..وهو أنها.. لقد باعت نفسها لرجال حقيرين يركضون وراء شهوتهم .. وظلت تفعل ذلك لفترة طويلة حتى أخذها رجل ليحتلها معه في نفس العمل.. و وفر لها بيتًا للإيجار حتى يحضر الزبائن إليها.. وللأسف كنت أرى كل ذلك وأشهده بنفسي وأنا صغير .. لذا بدأت أكره طفولتي ولا أريد أن يعيشها أحد
لم تتفاجأ اليزابيث بالطبع فهي قد استمعت إلى ذلك الحديث من الخسيس زين الذي كشف سر صديقه لها ببساطه، لكنها صمتت حتي يتحدث آدم ويخرج ما داخله لعله يرتاح.. لكنها للحظه فكرت بأن يجب ان تخبرة بأنه لم يعد يثق بزين مطلقاً.. فهو أصبح مريب لها وخطر إليه؟؟ ليصمت آدم وكأنه يرتب كلامه ثم أردف بهدوء ناظرا إلي اليزابيث بترقب
= كبرت ولكن ظليت اشعر بهذا الذنب لان أمي ضحيت وفعلت كل ذلك لاجلي وكانت تعاني كثيرا.. حتى احيانا كان يضربوها تلك الرجال.. لكنني كنت صغير جدا ولم استطيع ان اساعدها، وماتت امي وصرت وحيد لكن لم انسى ما عشته، وعندما قبلتك شعرت وكأنكٍ هي بالضبط.. رأيت نفس ملامح امي الحزينه لذلك كنت في البدايه اصر بأن اساعدك واخرجك من هذا المستنقع.. لكن حدث كل ذلك في البدايه صدقيني اما الان انا احبك بالفعل اليزابيث
أغمضت اليزابيث عينيها تشعر بألم ..حسنا لقد أخبرها زين صحيح سابقا أنه والدته كانت تعمل فتاة ليلة بالفعل .. ولذلك هو أنقذها.. لمَ الألم الآن! ربما لأنه كان يتحدث عن معاناته بذلك الوجع.. تماسكت وأبعدت ألمها عنها بعد لحظات تشعر به يحتاجها أكثر اللحظة قوية لا ضعيفة.. ثم نظر لها آدم كأنه يبحث عن حقيقة مشاعرها وعندما لاحظ صمتها للحظات فأردف بلهفه شديدة
= اليزابيث اعتذر إذا تماديت في حديثي ونسيت نفسي.. كأن يجب أن أنتبه إلي كلامي حتي لا أذكرك بما صار معك انتٍ الأخري.. لكن أنا لم أقصد إساءة أو أن أجرحك عندما قلت ذلك بلا وعي مني، كيفما كان لقائنا لن يختلف شيئا، لذا اجعلي من نفسك و كرامتك خطا أحمر لا يمكن تجاوزه وكوني صلبة معتزة بنفسك أمامي كما سبق ورايتك اول مره في حياتي.. أنا أكره أن اراكٍ ضعيفه أو مكسوره
ارتجفت شفتاها شعرت أن يحمل نفسه الذنب لم يخفي ألمة لتمسك بيده وهي تقول
= ولكنك لم تخطئ خطئا فادحا.. وأنا.. اعلم ماذا تقصد بالضبط لا تحتاج لشرح ذلك
مجددا أخذ نفسا عميقا يحمل نفسه على الصبر وهو يقول
= أنا أحبك يا اليزابيث.. لذا لا تتخلي عن رفعتك وعزة نفسك، ولا تقبلي على نفسك أي شيء يكسرك أو يهينك.. ودعينا نتوقف عند هذا الحد في الحديث اليوم.. لكني أريد أن أعرف شيئًا. هل تغيرت آرائك عني بعد أن تعرفتي علي ماضية؟
استقبلت الصمت للحظات من جهتها ثم قالت بعدها بجدية
= بالتاكيد لا لم احاسبك على شيء ليس لك ذنب في
حاوط آدم وجهها بين يده بحنان وقال بصوت مسموع بألم
=آه اليزابيث حتي وانا الآن جالس بجانبك، واتكلم معكٍ، أشعر بالخوف من التفكير في المستقبل، لأنني في المستقبل سوف أجد الوحدة مرة أخرى.. اذا كنت موجوداً بدونكٍ فاذا سيكون الامر بلا فائده اليزابيث.. وليست واثق بما انا في الآن
نظرت لرموشه الكثيفه البنية وعينيه المحمرة بعذاب وقالت بصدق وصرامة
= من الافضل ان تكون واثق لانني اريدك ايضا !.
رفعت عينيها البراقتين وشاهدته ينظر اليها بسحر وكأنه لا يصدق! فرفعت اليزابيث يديها تتمسك بيديه بقوة وكأنها تحاول أن تخرجه مما يسقط فيه.. اتسعت عينا آدم باتساع وقال بصوت مرتجف
= يا الهي. لقد اكدت لي انك.. اوه اليزابيث اخيرا .. قلتيها لي مباشره انك تريديني
ابتسمت له وبينما كانت تحاول ان تشرح له بصعوبة فقالت بهدوء رغم شحوبها
= آه آدم هذا لآنه.. لم اكن اعي تماماً انك تحبني أيضا مثل ما انا احبك.. وكنت اقاوم منذ البداية هذا الحب الذي كنت ارفض الاعتراف بي.. لأني اخاف ايضا من المستقبل وأن أشعر بالانكسار والصدمه مره ثانيه
هز ادم رأسه بتفهم وصمت يبتلع ريقه وهو ينظر للبعيد بنظرات مشتتة من تتابع ذكرياته المُرة.. بينما كانت هي تسمع عويل الرياح في اوراق شجرة جوز الهند التي كانت تحميهم من الأجواء.. لينظر ادم إلي الأجود بالخارج وتنهد بصوت سمعته وهو يرفع وجهه مغمضا عينيه بينما يدلك من مؤخرة رقبته
= بدأ الجو يسوء ، هيا .. لنذهب للنوم في غرفتي مثل ليلة أمس وعلى سريري ، لكن هذه المرة نحن الاثنين معًا .. ولا تخافي مني ، لأنني لم أفعل شئ ولم أتجاوز حدودي معكٍ ولا المسك بدون موافقتك الأولى والأخيرة .. حسنًا ، هل تثق بي... أعني إذا كانت نيتي سيئة للغاية فكنت اقتربت منك الليلة الماضية
تنهدت بحب وهي تهز رأسها بالموافقه.. بينما رفع نظراته لها يلوح بهما التردد وقال لها
= أنا أحبك جدا اليزابيث.. وانتٍ ماذا ؟
ابتسمت تعرف ما يفكر به فقالت وهي تتدقق بملامحه
= وأنا أيضا أحبك حبيبي .. ومنقذ حياتي مرارا وتكرارا .
انفرجت شفتيه في ابتسامة صغيرة فبدى في عينيها كأنه طفل تائه يبحث عن حضن امة.. وهي لهف قلبها علية .
❈-❈-❈
بعد أيام فتح زين باب المنزل.. ليدلف بخطوات بسيطة بتعب شديد و إرهاق من الطريق لساعات طويله واحوال الطقس الصعبة الذي بسببها تاخر عن العوده! عقد حاجبيه باستغراب للحظه عندما وجد بأن المنزل هادئ علي غير العادة! ليفكر هل الجميع ما زال نائم حتى الان؟
بينما هز رأسه بعدم اهتمام و وضع الحقيبه بالارض من اعلى كتفه ليصعد السلالم حتى يذهب الى غرفته ويرتاح! لكن توقف لحظه امام غرفه ادم ليفكر بان يدلف يقظة ليرحل للعمل قبل أن يذهب هو للنوم و امسك مقبض الباب ليفتح..
لكن ما أن فتح زين الباب تجمد مكانه بعدم استيعاب وشعر بألم بقلبة وهو يرى اليزابيث نائمة في أحضان آدم وبغرفته؟؟ رمش عيونه عده مرات من الحقد و الغيظ وهو ينظر لهما بينما ادم يضمها بتملك بأحضانة كـ طيور الحب !!
لكن أي حب، وهل أمثالها يعرفون الحب ؟! لا يصدق كيف حدث ذلك ومتى؟ بالتاكيد استغلت هذه الحقيره عدم وجوده بالمنزل لتقترب من آدم لكنه من الواضح بان الاخر رحب بذلك دون اعتراض! نظر مره ثانيه بطرف عينيه وقلبة يحترق من الغيرة تنهشه نهش ..
ثم ألتفت ليرحل زين إلي غرفته بوهن وابتسم بسخرية مريرة مُفكرا وهل هي تحبه أصلا !! وطالما وصل الى هنا واصبحت في احضان فوق فراشه! يعني أنهما قضوا بعض الأوقات الممتعة وهو بالخارج.. لم يكذب حين قال عنها عاهره و ستظل عاهرة !! فكيف يكون ما بينهما حبا ! هذه علاقه عابرة بالتاكيد
هي الفتاة الوحيدة هنا و ادم وحيد أيضا ! بالتاكيد استغلت غيابه لتقترب منه بكل سهوله؟ ومن يعلم اكيد كانت تتسلل له ليلا لقضاء وقت مميز تحت مسمى ..الحب المتبادل !! إنها فتاة حقيرة و عاهرة .. وهذا عملها بالاساس قبل ان تكون هنا؟ فما يتوقع منها؟ فلمَ يكن الأمر صعب عليها لاتستمتع معه وهو أيضا لبعض الوقت !!
اغمض عينيه بألم شديد وشرارة تخيف من يلحظها ظهرت في عينيه من اندلاع نيران جحيمه الداخلية و ما شاهده يطارد عقلة؟ حتى تزداد وتزداد ويغذيه وقود القهر .. تكاد دموع الكرة تطفر منه فتفضح روحه المحترقة و يفضح إمرة بانه قد وقع في حب تلك المخادعه وأحبها!! نعم احب اليزابيث! وهي في نفس اللحظه كانت تحوم حول آدم .. لعينة لا تستحق الموت حتي .