رواية وصمة عار الفصل الثامن عشر 18 بقلم خديجة السيد

 

 رواية وصمة عار الفصل الثامن عشر بقلم خديجة السيد



بصباح اليوم بالغرفة التي تقطن بها اليزابيث بأحضان آدم ،كانت تجلس على الفراش بجانب هذا النائم بعمق تنظر له بحالمية لا تصدق للأن أنها أحبته وأصبح لها رفيق يهتم بها و يعاملها كـ الاميرات وبعدما كانت فتاة ليل فاسقة تحولت لفتاة طاهرة وأصبحت حبيبه لأحدهما دون أجبار أو إكراه ، بل عن حب ، حب لم تكن تتخيل أن تحظي به قط؟..نظرت إلى وجهه لوهلة وهو غارق في نومه ويأخذها بين ذراعيه لتبعد راسها ومدت كفها تتلمس صدغه ببسمة رقيقة كي يستيقظ لكنها صُدمت من ردة كلماته عليها وهو يقول بنوم

= توقفي جوليا عما تفعلي واذهبي بعيدًا وأتركيني نائمًا.. 

أبعدت كفها عنه والصدمة تحتل وجهها ثم اعتدلت بسرعه لتضربه بوسادة علي راسة وصاحت بغضب

= من جوليا تلك ايضا؟ استيقظ يا حقير من تلك الفتاه التي دعتني بها للتو ! كنت واثقه بأن جميع الرجال خائنون.. استيقظ يا ندل وتحدث معي 

فتح آدم عينة وضحك بشده وهو يمسك يدها و يكيل عليها بالقبلات الصغيرة مرددا بخبث

= توقفي يا غبيه كنت امازحك حتى أري ردت فعلك وغيرتك علي..مره ثانيه عندما تريدين ان تيقظيني يجب أن تهمسي بشيء يؤثر علي انفاسي او تقولي شيئا لئيم يفطر قلبي حتى استيقظ على الفور.. الا لهذه الدرجه تحبيني وتغاري علية حبيبتي

أبعدت يده عنها بحده لتهبط من فوق الفراش بغضب مكتوم وغيره

= محتال ابتعد عني واتركني

كادت أن ترحل إلا شهقت اليزابيث حين وجدت يد غليظه تلتف حول خصرها من الخلف وتجذبها حتي ألتصق ظهرها بصدر صلب وتسلل دفئ احضانة لجسدها.. لتلف رأسها له بتحذير ولكن وجدته يداعب خصلات شعرها بيده الخاليه ويضعها خلف اذنها قائلاً بمشاكسة 

= هل أخبرتني من قبل أنك تحبني؟ 

نظرت إليه اليزابيث بابتسامه ثم نظرت بعيدًا بخجل ليرفع آدم يده يداعب خصلات شعرها وهو يردد 

=ألم تجيبه وتقولي.. أعتقد أنني يجب أن أضع عقاب عندما لا تستمعي إلي

رفعت مقلتيها تحدق به لتقول بصوت منخفض

= سوف تضربني 

ابتسم بخفه يهتف آدم قائلا بعتاب

= هل سأتمكن من فعل ذلك يومًا ما؟ طبعا لا

بينما شعرت به يضمها لصدره من الخلف و يخفض وجهه حتي استند به فوق كتفها و انفاسه تهوي فوق بشره عنقها الناعمه بينما شفتيه تنثر قبل صغيره خاطفه علي طول عنقها بوجنتيها اثناء حديثهما.. ابتسمت اليزابيث رغماً عنها لهذا الدفئ وسعدت بخوفة عليها لا تنكر لتحاول ان تسائل

=اذا كيف سيكون العقاب 

لفها إليه وانزل يده باطراف اصابعه من فوق راسها لينزل على وجهها ببطء شديد يداعب شفتيها بلطف شديد شعرت من خلاله بقشعريره في سائر جسدها وهي تسمعه يقول بصوت حنون وعيناه تنظر الى شفتاها برغبه 

=بطريقتي الخاصه، عقاب يليق بالمتزوجون فقط 

تلاشت ابتسامتها المشرقة باحراج شديد من واقحته وهي تبعد عنه لترفع يدها وتخبط على كتفه بخفه قائله بتكشيره

= قليل الحياء الزم حدودك في الحديث معي.. يا لك من وقح و لئيم 

ضحك آدم بشده عليها وعلى طريقه غضبها مثل الاطفال الصغار وهي بالفعل اصبحت كانها طفله صغيره وهذا ما يزيد اعجابه بها اكثر واكثر، امسك بيدها حتي يقبلها بشغف وهمس 

= احبك

ابتسمت له ثم صمتت قليلاً وأرتجف قلب اليزابيث وهي تسأل بصوت مبحوح مترددة وعيناها متسعتان برهبة

=آدم.. هل انا استحق شخص مثلك 

عقد حاجبيه باستغراب وقد استغرب سؤالها بشده ليقول بعدم فهم 

= لماذا تسالي هذا السؤال 

صمتت تتنهد بحزن وأصبح الوضع مشحون قليلا و حاول آدم التخفيف عنها لأنها تشعر بالتأنيب الضمير بأنها أحبت شخص مثلة وصفحته بيضاء! نظيفه وليس ملوثة مثلها وهذا ما يزيد عذابها.. تفهم آدم ما بها واستند برأسه فوق كتفها يهمس بجانب اذنها وهو ينظر إلي عينيها 

= اليزابيث أنظري إلي؟ نحن اصبحنا إلي بعض و مع بعض ننام الآن.. و اليوم و غدا سنستيقظ على يوم جديد، حلم جديد و أمل جديد لقد كبيرنا.. أصبحنا أرزن وأوعى... نحن نكبر و نتغير و نصبح أقوى لذا لايجب عليكٍ أن تكوني خجلة من ماضيكي، الكل له ماضي سيء إن كان حتى في جانب منه.. لاكن هذا الماضي جعل منكٍ أفضل فتاة في العالم .. أجمل حبيبة يمكن أن يحصل عليها مراهق و أحسن زوجة ممكن أن يتزوجها رجل ... و أحن أم ممكن أن يحصل منها علي طفل.. 

ثم أغمض آدم عينيه عن عينيّ اليزابيث حتى لا يرى فيهما خيبة قد تقتله من جديد في رجولته التي عاد جرحها ينزف مجددا وسحب نفسا وقال بصوت خشن متقطع 

= وايضا اراكٍ تتحدثين وكانني انا شخص مثالي .. هل نسيتي الحديث الذي دائر بيننا قبل يومين وما اخبرتك به عن طفولتي.. وقد تبين لكٍ بأني لست ذلك البطل المغوار وأني بالفعل شخص جبان، كيف أن رجولتي التي تعشقينها هي رجولة زائفة وما أنا إلا جبان بائس.. فقد أضاعت أمي شرفها لأجلي ولم أحفظها بروحي.. لقد كانت امي بحق الرب و عائلتي و كانت نصفي الآخر.. كيف لم أفديها بروحي .. كيف جبنت للحظات أضاعتها أمام عيني بمنتهى الوحشية.. هذا الجرح يشعرني بأني حقير شخص بائس وجبان و منعدم الرجولة و منعدم الشجاعة.. حتى أحيانا اشعر انني لا استحقك اليزابيث وساضيعك في يوم من الايام من يدي بسبب ذلك الماضي.. 

انفرجتا شفتاه من شدة ألمه حقا ما يعانيه صعب.. بينما هي لتطلع فية بصدمه وحزن لتقترب منة اليزابيث واحاطت وجهه بكفيها..وقالت بنبرة صرامة 

= آدم هششش توقف عن ذلك الحديث أنت أكثر إنسان صاحب رجولة وشجاعة قابلته في حياتي؟ أجل انا اراك كذلك في عيوني..و ناضج كفاية لتعرف كل ما يحدث الا هي تجارب في حياتنا.. وان لم ترى نفسك شجاع كفايه فانا اراكٍ بطلي.. بالله عليك كيف ترى نفسك جبانا وانتٌ من انقذتني من شويكار ورجالها اكثر من مره.. وبخصوص ما حدث الى الدتك هي المخطئة في حقك يا آدم.. اعتذر على قول هذا الحديث لكن هذا خطاها هي وليست خطاك انت! صحيح انها فعلت ذلك لاجلك لكن ايضا كان هناك من الفرص كثير لتاخذ طريق اخر غير ذلك، لكن هي استسلمت للظروف مبكرا لذلك يجب ان تسامحها وتنسي لأنها حملتك مثل هذا الذنب طوال هذه السنوات من شبابك بسبب تسرعها وبسبب ظلم والدك.. 

لتكمل حديثها قائلة بقوة حتي يعود لنظراته الظالمة في حق نفسه بأن تداويه بمس قلبه

= ما فعلته هذا ليس حل ولا تضحيه هذا ضعف يا آدم.. من يعلم لو كانت انتظرت قليلا فقط كانت من الممكن تاتيها الفرصه الاخيره.. فليس من أن العدل أن أُلقي بنفسي لقاع الموت بينما أصيح بغيري مستغيثة أن ينقذني احد.. صحيح انا شعرت بهذا الظلم مثلها و وقعت بنفس الدوامه لكن كل ذلك حدث ليس برغبتي وما زلت اقاوم، وصحيح كانت البدايه خطاي انا لانني وثقت في الشخص الغير مثالي و يجب اعترف بذلك الخطا وإلا سأكون أنانية كفاية .. آدم أنت بقصه والدتك هنا المجني عليه فكيف ترى نفسك الجاني !!

للحظات كان آدم صامت بملامح هادئة يشعر بالراحه نوعا ما؟ من حديثها فهو لم للحظه يفكر فيها هكذا؟ فكان دائما يحمل نفس الذنب لكن لم يفكر فيها بان والدته قد تسرعت في الاختيار؟ والحق عليها هي؟ وهو المذنب وليست الجاني.. شهق آدم ساحبا نفسا خشنا وكأن روحه تختنق بسموم الأحرف ناظرا إلي اليزابيث هاتفا بنبرة ارتعشت

= تعلمي انني في البدايه كنت خائف بأن اعتراف لكٍ بهذا السر حتى لا تريني شخص سيء منعدم الرجوله لكن الان لاول مره أشعر بالراحه بالحديث بذلك الموضوع رغم انني تحدثت قبل ذلك مع زين في الأمر لكني لم اشعر بالراحه قط.. وهذه أول مرة اشرح هذا الأمر واستمع لنصيحة أحدهم أخيرا.. أنتٍ ساحرة اليزابيث بدلت حالي للافضل.. شكرا يا تميمه حظي السعيد و زهرتي التي أتت لي خصيصا لأزين بها عمري.. 

تبدلت ملامحها للضيق عندما ذكر اسم زين؟ لكن حاولت أن تنفض عنهما كل تلك الذكريات حتى تبدد حزنه فابتسمت بحلاوة وقالت له بحب ودعم 

= حسنا آدم دعنا نترك كل هذه الذكريات السيئه التي حدثت في حياتنا قبل ان نلتقي.. ونفكر في المستقبل

ابتسم بحزن من جديد وهو يتحدث بتحشرج فضح مشاعره مع كلماتة قائلا

=صح.. ربما الرب دعاكي اليه لانه يعلم انني احتجت لملاك لعنايتي.. انتٍ فاتنه يا اليزابيث، ملاكي ذات العيون الزرقاء 

نظرت إليه بحب ثم اقتربت بتردد تقبل وجنتيه برقة ليرفع ناظرا إليها بصدمه وسعاده.. لتبتسم هي بخجل جالي وتخفض نظرها بسرعه، ليهوي هو فوق شفتيها فور يلثمها بشغف يحاول اطفاء لهيب شوقة..بينما فصل قبلته قائلاً وهو يلهث بصوته الحاني

= الاحباء لا يقبلون بعضهم هكذا اريد تقييدك، واتنوي تقبيلك كثيرا حبيبتي

كانت في دوامه من المشاعر فهي في اقصي عشقها منه ولكن أيضا قربه محبب لها بل ويشعرها بالامان..!! لتهز رأسها بوهن وهي تشد فوق عيناها بخجل وارتباك اما عنه فقد التهم شفتيها من جديد ليبتعد عنها قليلاً وهو يلهث ويهمس امام عينيها بإبتسامه حالمة 

= وكانك تضعيف فاتح شهيه على شفتك لتجبريني على تقبيلك دائما .. اعشقك يا اليزابيث .

نظرت له بحنان للحظات ثم اقترب آدم وسحبها أعلي الفراش حتى دفن وجهه في حضنها وظلت تربت على رأسه وكتفه برفق بصمت.. بينما أغمضت عينيها مبتسمه و ترجو ربها داخلها أن يكون قد تخلص من ذنبه أخيرا بينما هو الآخر ضمها أكثر مبتسما بحزن وارتياح .

❈-❈-❈

بعد مرور وقت استطاعت اليزابيث بصعوبه ان تجعل ادم يتركها تنزل إلي الأسفل لتحضر الفطور.. لتسير بخطوات بسيطة إلي المطبخ وهي تدندن بغناء اغنية بكلمات روسية و تقدمت حتي تبدا في تحضير البيض الاومليت ونظرت إلى الطقس بالخارج فمزال الطقس سيئ نوعاً ما، فـ الأمطار كانت تتساقط فوق الاراضي بالماء البارد.. وأثناء ما هي كانت شارده في الأجواء بالخارج وضعت يد فوق كتفها تضغط عليها بقوة شهقت اليزابيث بفزع وهي تنظر خلفها لتتسع عينها بصدمة وهي تردف

= زين انة انت؟ متي وصلت ؟ 

فامعن زين النظر بها مطولاً ثم رمش مرتين و اخذ نفساً عميقاً ليتمالك اعصابة ليقول بصوت بارد

= منذ فترة، كيف كانت أحوالك مع آدم .. بالتأكيد هذه الفترة القصيرة جعلتكما تكتشفان بعضكما البعض بجدية ووضوح أكبر .. وما رأيك في آدم الآن بعد أن تجاوزتي حدودك معه.. بالتأكيد سعيدة بهذا الإنجاز.

شعرت اليزابيث بالانزعاج من أسلوبه فنظرت إليه بجدية وقالت مستفسراً

= لماذا سألتني هذا السؤال منذ الصباح الباكر وما دخلك في شؤون حياتي.. وما كنت افعلة في غيابك

فضغط زين على قبضته بقوه لان اجابتها على سؤاله كانت مستفزة له فقال بنبرة حادة 

= اسأل لأنكٍ فتاة مثل الحرباء متعددة الوجوه ولا تثبتين على رأي واحد، الم تقولي في البدايه ان ادم مجرد شخص عادي بالنسبه لكٍ .. اذا لماذا تكذبي الان 

نظرت إليه بإقتضاب تزم شفتيها وهي تتحدث وقالت بجفاء 

= ما الذي تحاول قوله انا لم اكذب.. انا قلت لك لا تتدخل في شؤون الآخرين و رجاءً تحدث بكل وضوح لكي افهم قصدك فلا داعي بأن تلف وتدور بل اخبرني ما الذي تريده مباشرة، فهذا افضل من التحدث بهذه الطريقة.. والآن هل تستطيع اخباري ما الذي تود معرفته بالتحديد لكي اجيب على تساؤلاتك ؟

نظر لعمق عينيها للحظات بغيظ شديد ولم تستطع سبر أغواره حتى تقدم منها فاخرج زين يداه من جيوب بنطاله وتحرك من مكانه حيث وقف امامها ثم امسك كتفيها و بحركة واحدة الصق ظهرها بالجدار مما جعلها تتأوه بألم لانه فعل ذلك بعنف قائلاً بنبرة حادة كالسكين 

= تريدين ان اتحدث بوضوح ، حسناً لكٍ ذلك.. هل كانت الليالي السابقه في أحضان آدم ممتعه لعاهره مثلك أم انكٍ لم تستمتعين و تطمعين باكثر .. من يعلم ربما الخطه القادمه هي الزواج بة ؟ 

شحب وجهها والدم يتجمد في عروقها وهي تبتلع ريقها بصعوبة بالغة

= ما هذا الهراء الذي تتفوه بة ليس هناك شيء من هذا القبيل.. وانا احترمه لانه على الاقل هو لم يعاملني بأحتقار كما تفعل انت.. بل انه نظر إلي على انني انسانة ولديها مشاعر كسائر البشر وليس فقط فتاة سيئه.. واتركني قبل ان انادي على آدم ليتصرف معك 

تحول وجهه لوجه شيطاني مخيف أجفلها، فجف حلقها وهي تدرك أن كلامها قد زاد من جنونه.. و بالفعل اشتعل غضبه أكثر وهو يسمعها تهدده بآدم .. واشتعلت سمائه المظلمة فورا بنيازك الغضب وقال بنبرة شعرت بها مستهزئة وكأنه يستفزها

= آه وتخبريني بمنتهى الثقة بأنكٍ ستنادي على آدم !! منذ متى وكان آدم بطلك.. من الوضح انكٍ قد اعطيتيه الكثير حتى تتحدثي بثقه هكذا 

اتسعت عيناها ما أن قاله كلماته الحقيرة وقد فهمت ما يقصده تماماً شاعرة بكلامه كخنجر مسموم غُرز في منتصف كبريائها لتردف باحتقار

= أيها الجبان المتخاذل الضعيف لا ..هو بطل حقيقي وليس مزيف مثلك.. لطالما رآه الجميع البطل وانجذب الكل له بمنتهى الاحترام لأنه كذلك.. انما انت ليس والا شخص حقير عديم الرجوله 

اتسعت عينا زين بغضب وهو يسمع إهانته ومدحها في آدم بمثل هذه القوة ودون أي تردد فتزيد من نيران جحيمه نافخة جمرات كرامته التي اشتعلت يوما ولم تُطفئ حتى الآن.. و دون تفكير كان يهجم عليها ممسكا شعرها بقبضته فيها وهو يحرك رأسها بقوة كادت أن تقلعه من مكانه هاتف بوقاحة 

= ما بكٍ متمرده هكذا؟ هل تأخذين مبلغ معينا أم كانت مجرد متعة متبادلة بينكما .. ولا ادم فقط الذي مسموح له بلمسك

اردفت بعصبية تريد التحرر منه تتمنى لو يسمعها آدم في هذا الجو العاصف بالأمطار وهو في الطابق الأعلى لكنها قالت رغم خوفها 

= أبعد يدك القذرة عني أيها المختل .. وأخرج من هنا حالا قبل أن أنادي على آدم ليأتي فيلقي بك في الخارج 

فشدها من شعرها أكثر حتى شعرت ببعض الخصلات تقطعت وهي تصيح و تدفعه بقوة محاربة لا تستسلم لكن بقوة بنيته كان قد سيطر عليها وهو يدفعها على الحائط ثم هجم عليها ينوي أخذها دون تفكير حتى ينتقم ..منها فيها وهو شاعرا بالقهر وهو يراها تتألم لكن ما باليد حيلة ليقول بنبرة حادة 

= أيتها السافلة.. هل ستمثلين دور الشريفة في وجهي وأنت غارقة معه في العسل و تخضعي لي كل رغباته في السر بمنتهى الوقاحة.. قد رأيتكٍ في احضانه وفي فراشه أيضا أيتها الوضيعة 

لتبصق باشمئزاز بوجهها ولحظة واحدة وكانت تبدأ في ضربه بعنف.. مما زاد غضب زين وببصيرة عمياء وقلب حاقد و روح متخبطة بين أمواج الخيانة والخذلان صرخ بعنف أعلى وهو يلتصق بها 

= ما خطبكٍ هل آدم الوحيد هنا هو من يشعرك بالمتعة.. اهدئي لأني لمَ أبتعد إلا وأن أحظى ببعض المتعة التي تمنحينها لآدم.. لا تقلقين أنا أستطيع إسعادك ايضا..

لكنها ظلت تتلوي بعنف شديد بين ذراعيه رافضه لمساته ليجز علي أسنانه بغضب ومد يديه يريد يمزق ملابسها وكأنه بذلك يمزق نفسه لكنه شاعرا بأنه يحتاج لأخذ الثأر منها بهذه الطريقه ولا يستطيع الصبر أكثر..هو حبها أولا لكن لقد أخذها آدم له تلك الأوربية على طبق من ذهب ! وما أن وجدت اليزابيث عراكها لا يجدي نفعا حتى رفعت قدمها لتضربة بين قدميه بقسوه ليضطر يتركها وهو يتالم بوجع ..

كأن صدرها يعلو وينخفض بلهاث وهي تتراجع للوراء وعقلها يعمل في كل الإتجاهات.. وما أن اقترب مره ثانيه حتى انتفضت تركض ناحية الطاوله وهي تجذب سكينة الفاكهه لتتحامي فيها ..لتهتف بعنف شديد وشعرت بأنه صوتها امتزج مع صوت الأمطار بالخارج 

= أيها الحقير..هل تعتقدني عاهرة كأمثالك .. أخرج من هنا وابتعد عني حالا قبل أن يحدث لك ما لن تتخيله قط.. صدقني ساقتل نفسي واقتلك دون ان يرمش لي جفن حتى لا يلمسني وغد مثلك 

كان سيقترب مره ثانيه لكنه تراجع متردد خائف بأن تفعلها بالفعل، ليضحك ضحكة سمجة ويقول رافعا يديه باستسلام 

= حسنا حسنا.. لا داعي للانفعال، كنت أطمع في الوصال فقط، لنري مع الوقت كيف سيتم طردك من هنا بعد أن يمل آدم منكٍ .

ثم التفت لها مره ثانيه قائلا بفحيح أفعى سامة تريد الالتفاف حولها 

= لكن تذكري باني لم أتركك تسعدي بحياتك حتى وإن منعني آدم.. تأكدي من أنني لم أتركك دون إفساد حياتك .

عقدت حاجبيها بألم وشعور بداخلها ينمو ينبؤها بالخطر الذي سيصبح أمامها طول الوقت بسبب ذلك الحقير المعتدي! لتراقبة بحذر وهو يلتفت يرحل للخارج تاركها ترتجف بشدة من الخوف الشديد .

❈-❈-❈

هبط آدم بخطوات بسيطة علي الدرج وهو مبتسم باتساع ليذهب إلى المطبخ يبحث عن اليزابيث ليجدها تجلس فوق المقعد وتسند ذراعها أعلي الطاوله وتضع يدها فوق وجنتيها شارده بعيون حزينة جدا والدموع تلتمع في عينها لكنه لم يري آدم ذلك، واقترب منها يقبل وجنتيها بحنان لتنظر له بخوف وفزع معتقده بانه زين قد عاد يضايقها مره ثانيه لكنها هديت عندما وجدت آدم لتنظر له وهي تهمهم بإرتباك

= آدم لا تفعل ذلك

لتهم بالنهوض ومغادره المطبخ وهي تتصنع الهدوء ولكن بحركه سريعه منه التفت ليصبح خلفها وجذبها قبل ان ترحل ليجلس هو لتسقط بداخل احضانه فيلف يده من الخلف حول خصرها حتي استندت بظهرها فوق صدره ثم لف قدميه حاول قدميها حتي يقيض حركتها واستند برأسه فوق كتفها يهمس بجانب اذنها 

= ما بكٍ.. الم تحبيني يا اليزابيث وتحبي لمساتي

لتبتلع ريقها بتوتر ثم تهز رأسها بالرفض والاعتراض متذكره الذي حدث بينها وبين زين الحقير المعتدي، لكن كيف أن تخبرة وهي علي ثقه بأنه صديقه الوحيد وحتي إذا تحدثت لا تعرف هل سيصدقها أدم ام لا؟ ولكن اخفت كل ذلك بنجاح وهي تقول بنبرة احباط

= انا لا اليق بالحب يا ادم، لم استحق هذه الحياه من الأساس توقف ارجوك فانا شبه انسانه محطمه والذي امامك ليس سوي الى بقايا مني.. ولم انحني و استسلم مره ثانيه حتى لو كان قلبي يريد ذلك فانا لم استمع الي

ارتجاف صوتها وعيونها الباكيه وخوفها الواضح من ارتجاف جسدها جعله يعقد حاجبيه بدهشة من تغيرها المفاجئ لكن اعتقد ذلك الخوف بسبب لمساته لها قد تفكرها بالماضي التي عاشته رغم عنها.. لكن قد وعدها قبل سابق بأنه لم يقترب منها الا بموافقتها فلما كل ذلك الخوف والقلق؟ ليرفع يده المقيده تحت يديها و توجه لشفتيها ترسمهم ببطئ مهلك لأعصابها وعيناه تتابع حركه اصبعه قائلاً بصوته اجش 

= افهم من حديثك ذلك ان قلبك يحبني لكنك ترفضين ذلك الحب؟ 

اليزابيث بدموع وهي تدفن نفسها بداخل احضانه 

= وهل سوف يفرق شيء اذا كنت احبك ام لا 

زفر ببطئ ونظر لها قائلاً بلا حيله وصدق

= ما بك ما الذي حدث لكٍ فجاه لم تكوني هكذا ونحن في الغرفه للتو.. لماذا تمنعيني دائما عن لمسك الم تثقي بي 

لتشعر بإنقباض قلبها للأسفل وبروده تسري بجسدها وأنفاسها متثاقله.. لذا اجابته بصوت متلعثم باكي 

= بالطبع اثق بك لكن كما اقول لك.. أنا لا اريد ان اشعر وانا بين ذراعيك اني مجرد عاهره تلبي رغباتك.. اريد ان تكون هذه التجربه مميزه بيننا.. لا اريد ان اشعر بالاشتمزاز من علاقتنا وأتذكر الماضي السيئ

قبل شعرها واخذ يمسد عليه بحنان وقال بصبر

= لست متعجل علي حدوث ذلك ساترك كل شئ يسير بهدوء دون استعجال.. اسف لحدوث هذه الاشياء لكٍ كان يجب ان يعتنوا بكٍ اكثر ويعاملوك كالاميرات 

لتجيب بيأس وهي لا تزال تبكي بشهقات عالية متشبثة به بعنف 

= لا اؤمن بالقصص الخياليه 

جذبها بداخل احضانه ليشعر بتيبس جسدها وانتفاضه من تحت يده واستطاع سماع شهقاتها المكتومه بسهوله فزفر بضيق قبل ان يمسد فوق شعرها برقه وحنو ويربت فوق ظهرها بهدوء وهو يهمس لها بصوت حاني مطمئن وهو يقبل اعلي رأسها قبلات ناعمه مطمئنه

= لكن اود جعلكٍ تؤمنين بها

تعالت شهقاتها بصوت مكتومه بعد ان دفنت وجهها بصدره العريض.. ليتحدث و كان صوته هادئه

= هل سبق لكٍ وتبادلتٍ القبلات من قبل مع احدهم برغبتك ؟ 

اخذت دموعها تسيل فوق وجنتيها بغزاره بدون ارادتها فهي لم تستطيع الصمود اكثر من هذا لتهتف بتعجب من بين شهاقتها ومن خلف كفيها بصوت متحشرج معذب

= حدثت لكن لم تكن ولا مره برغبتي.. لكن لما تسأل

أبعدها قليلا واحتضن وجهها بكفيه ثم حرك اصبعه فوق وجنتيها يمسح دموعها برقه قبل ان يقول بحنو وعاطفه

= حينها انا مسرور أنني اول تجربه لكٍ

شردت للحظات في كل تجاربها في الحياه المأساوية التي حدثت بغير أردتها، لكنها في النهايه حدثت! وثم نظرت إليه بعدم فهم وهي تمسح دموعها بظهر يدها في منظر طفولي محبب لقلبه.. ليشد فوق خصرها حتي يصبح وجهها في مستوي وجهه ثم هبط بشفتيه يلثم وجنتيها بحب عده قبلات هبوطاً نحو شفتيها وهمس امامهم بعاطفه وحنو

= اريد ان أخوض هذه التجربه وانتٍ بارادتك.. وتبادليني ! 

ابتلعت اليزابيث ريقها بخجل شديد عندما فهمت ما يريد لكن طريقته في جعلها تشعر بأنها أول تجربة شعرتها بفخر اختيارها هذه المره؟ ومن ثم طبع قبله ناعمه فوق شفتيها بحنان كانه يجعلها تلين وتخضع له.. وكأنها كانت تنتظر ذلك بالاساس وقربه لتبرد نار قلبها فهذا الشعور بالأمان بين احضانه لا تستطيع مقاومته فأصبحت تحتمي منه بداخل احضانه..!!

فكانت وما زالت أنثى باحثة عن الحب والهوى,أنثى لا تطلب منه هو سوى بعض الدفيء والراحة.. لتصبح لديها قوة من نوع مختلف تنبثق داخلها .. قوة نابعة عن امرأة عاشقة .. طال شوقها لرؤية من تحب .. لاحظ ادم التغير فيها وهي تقترب مترددة لتمسك وجهه بين يدها رغم توترها.. فابتسم بحب واخذ آدم كفاه الكبيرتان وحاوط خدود اليزابيث ثم وضع شفتاه على شفتيها بسكينة دون ان يقبلها فقط يستشعر بشفتاها ومن ناحيه اخرى يترك لها المجال لتبدا هي اولا؟ بينما عادت برأسها الى الخلف وهي محرجة لتحاول ان تقبلة وتعض على شفتيه بعدم خبرة لكن أسعدة هذه القبلة آدم بشده وهمس قبل أن يلتهم شفتيها بحب

= محاولتكٍ ان تجعلني سعيده تسعدني اكثر من الاشياء التي تفعلها اليزابيث احسنتي حبيبتي.

شعرت به قبلها ينبض فبجانبه غلفها الآمان توقف كليهما عن تقبيل بعض لثواني لتتحدث لغة العيون بقية الكلام و أحاطت بذراعيها على رقبته و كلماتها كانت مثل نسمات الأحلام الوردية التي تزور طفلا صغيرا لينعم بعدها بصباح جيد...كلمات ظنا يوما أنها لن يسمعها منها همست له 

= أنا أيضا أريدك أدم ...و لطالما أردك قلبي..لكن الخوف كان يقيدني.. هذه هي الحقيقه ولا تصدق حديث آخر قالته في وقت غضب

ابتسم آدم بشده وإحتضنها بشغف و رد بتلك النبرة الثقيلة

=روحي انتٍ حبيبتي، من المستحيل أن أقوم بأذيتكٍ لكن هل أنتِ متأكدة.. أليس كذلك

أومأت برأسها و لا تزال تعانقه و بإرتباك ردت 

= أجل...متأكدة

ليلاحظ آدم حقيبته زين بالأرض بجانب الباب أمامه وهو في وضعه هذا وهي ملتصقة به رفعها أكثر وقال بصوت مستغرب

= مهلا! ما هذا هل زين هنا وصل المنزل؟ هذه حقيبته لكن اين هو لم اراه ؟؟. 

شعرت اليزابيث بالتوتر وهي تجيب مرتبكه

= رايتها انا ايضا.. لكن لا اعلم اين هو ربما في غرفته

هز رأسه بملامح جامدة لينهضوا الاثنين حتي هتف آدم بغيرة ممزوج بتحذير

=حسنا يجب ان يعرف زين بعلاقتنا حتى لا يعود ويقترب منك مثل قبل.. لن يشاركك اي احد.. لأن لا احب مشاركه كل ما هو قيم لي 

ابتسمت اليزابيث بهدوء وقالت بصوت منخفض نسبياً

=و لن اشاركك مع احد ايضا 

طالعها بنظرات حنونه دافئه قبل ان يمد ذراعيه يلفها حول خصرها بتملك وحمايه ثم جذبها لصدره بحنان قائلاً بصوت متحشرج حاني

= بالطبع عزيزتي.. هل تريدين مني مصادقه نساء اخرى والذهاب لحفلات معهم

هزت راسها اليزابيث بغضب من أثر كلماته منه ولكن بغيرة واستنكار قالت

= كلا

بينما هو رفع نظره لها وظل هادئاً ليتنهد بضيق قبل ان يقول من بين اسنانه

= حسنا ،هذا يشملك ايضا.. لكن عليه ان يعرف انكٍ لم تعودي متاحه، هذا قد يخلق مشكله لنا .. حسنا .

وقبل ان تتحدث وتجيب علية اليزابيث صمتت قليلاً بتوتر شديد واشاحت وجهها بعيد بضيق شديد عندما رأت زين يهبط الدرج وقادم اليهم، وابتسم هو بسخرية واستهزاء
عندما لاحظ أن آدم يلف يده حول خصرها ولم يهتز ويبعد عنها عندما رآه بل على العكس بل زاد من الضغط حولها بتملك بكل جرأة أمامه، ليقول داخله بانها رخيصة صحيح و عندما اقترب زين ليقف امام آدم قائلا بجفاء

= مرحبا آدم كيف حالك ؟ 

رفع آدم مقلتيه يتطلع فيه بجمود لاحظة ذلك زين واستغرب ثم فتح آدم فمه يقول بجدية تامة

= مرحباً، الم تبارك الينا يا زين انا و اليزابيث قد اعترفنا بحبنا الى بعض! والآن اصبحنا في حكم المرتبطين حتى ان اليزابيث نقلت جميع اغراضها وملابسها الى غرفتي واقامت معي. 

إتسعت زين حدقتـاه بذهول وعدم استيعاب 
وقد شلت اطراف جسده من هول الصدمة، فهو لم يتوقع ان يتطور بينهم الامر الى هذا الحد؟ لكن ما اشغله الان وظل يتردد في اذنة بأنه حاول التعدي على حبيبه صديقه؟ و زوجته والمستقبليه.. الى متى سيظل حقير هكذا. !! 

❈-❈-❈

بداخل المستشفى التي تقطن بها لارا، كان انطون نائم فوق الأريكة وتململ فوقها وهو يفتح عينيه مُستيقظا يشعر بصداع يضرب رأسه ضربا فهو منذ أيام هنا ياتي في المساء ويرحل في الصباح للعمل.. وسرعان ما هاجمته ذكريات الليلة البائسة عندما وجده شقيقته غارقه بالدماء في الارض فأظلمت نظراته الناعسة ..

ثم نظر إلي الفراش متوقع وجود لارا لكن نهض بجذعه مع اكتشافه لعدم وجودها بالغرفة.. لتتسع عيناه واضعا أخطر الإفتراضات عن مكان وجودها ! وأن من الممكن ان تحاول تاذي نفسها مره ثانيه؟ لكن ما هي إلا لحظات حتى خرجت لارا من الحمام الملحق بالغرفة بشعر مبلل وبملابس جديدة.. أنزل ساقيه أرضا وهو يطالعها بارتياح .. فانتبهت له خارجة من شرودها الحزين التفتت له بمحياها المتألم فابتسم لها قائلا

=صباح الخير كيف حالك اليوم.. لارا حبيبتي هيا لتاكلي حتى تاخذي دواكٍ ..ولا اريد اعتراض فيجب ان تهتمي بصحتك .

ظلت واقفة أمامه للحظات بصمت وسرعان ما أغرورقت عيناها بدموع قهر لتتحرك أعلي الفراش في إتجاهه.. و هو خلفها فورا متلقفا إياها بين ذراعيه هادرا بعنف

= لارا هل ستظلي هكذا كثيرا في هذه المعاناه لأجل حقير مثله لا يستحقكٍ، صدقيني هو الان يعيش حياته وغير مهتم بكٍ حتى.. انه حتى لم يكلف نفسه ان ياتي الى هنا ليطمئن عليكٍ و يعتذر وهو السبب في ما انتٍ في الأن؟ 

تنهدت بإرهاق و زمت شفتيها تحدجه بنظرة ضيق وقالت بضعف

=أخي من فضلك توقف عن ذلك الحديث اريد ان اظل بمفردي قليلا 

عقد حاجبيه للحظة بسخط ثم صرخ بحدة

= كما تشائين، لكن صدقيني هو الذي يستحق الموت وليست انتٍ هو وتلك الفتاه الخبيثة عشيقة.. اقسم لو كان جاء إلي هنا لكنت فعلت به الأفاعيل وأدنيه من الموت مرة بعد مرة.. لأجعلنه يتمناه ولا يطوله ذلك الخسيس 

ليرحل انطون دون كلمه اخرى وأغلق الباب خلفه بعنف، بينما ابتسمت لارا بخبث رغم شحوبها وهي ترمش بعدم انتباهها لذلك من قبل؟ لما قاله أخيها دون قصد ثم عقدت حاجبيها قائلة بشر

= لما لم افكر بذلك من قبل؟ فهو محق ؟ هما من يستحقون الموت والعذاب !!. وليست انا . 

❈-❈-❈

بداخل غرفه أدم، وقفت اليزابيث أمام التسريحة تمشط شعرها بشرود فهي لم تنم طوال الليل تفكر في تهديد زين.. مرارا و مرارا حتى أصابها الصداع.. فإنها خائفه من أن يفعل لها شيء سيئا ويضرها فكان حديثه الصارم يقلق حقا! وما يشعرها بالقلق اكثر بانها متواجده معه في نفس المنزل واحيانا تظل بمفردها معه؟ تعلم ان الحل بيدها بأن تخبر آدم وتريح نفسها .

لكن ليست متأكدة من رد فعل ادم ومن ناحيه اخرى لا تريد ان تخلق شجار بينهما بسببها، وتفسد صداقتهم .. رغم ان نعم هو من ابتدأ بالغدر و كشف سر صديقه لها من قبل وزين لم يعد محل ثقة لادم مطلقا، وهو لا يراها غير فتاه رخيصه أو قد يتعامل معها بدونية وقلة رجولة كما هدد..لكن ورغما عنها .. تألمت .. و تشعر بالحيرة وقله حيلتها 

فهي بعد أن رحل آدم للعمل صعدت من الأسفل بالأمس وهي تركض لاهثة كمن تلاحقها العفاريت.. للحظة خافت .. فأغلقت بالمفتاح و للحظة اختفى الشعور بالأمان عندما ذهب آدم.. لتعود لتلك النقطة التي عندما تتذكرها الآن تشعر وكأنها منذ سنين معه ..وفي أثناء شردها فتح آدم الباب ودلفت ليتقدم منها يقف خلفها وينظر الى صورتها في المرايا قائلا مغازلا

= بماذا يفكر الجميلات ياتري عندما ينظرون للمراه؟؟ 

انتبهت له خلفها ثم قالت ببؤس وقد هدأ ارتجافها

= يفكرون فيه يا ليت حظهم جميل بقدر جمالهم

أدار لها وجهها خلب لبها واحمر خداها ثم تركت المشط أعلي التسريحه وهي تغمض عينيها بقوة وترتجف.. ليمسكها من كتفيها يدلكهما برفق ويقول بقلق

= ولماذا أنتٍ تعيسه يا اليزابيث

فتحت عينين دامعتين قائلة بتحشرج

= إنني أدرك بأن السعادة التي اعيشها لم تكتمل آدم .. فالسعادة عندما لا تكتمل تظل في الجسد.

ابتسم لها وعيناه تلمعان وهما ترسمان خطوط وجهها وقال مهتما

= توقفي عن هذه الافكار السلبيه اليزابيث لم يحدث شيء من هذه الافكار تاكدي ، بعد الان لم تصبحي وحيدا وسعادتك ستكتمل 

ثم ليؤكد لها همسا حارا

= أنا هنا اليزابيث .. لا بأس، و ساظل هنا ولم أتركك

أغمضت عينيها ترتعش وهي تستوعب الآن لو لم تراه لي كادت أن تفقد حياتها قبل حتى أن تجده..و تلقى نفسها بروحه.. وتسكن مقلتيه، تحدثت متألمة 

= شكرا لك لأنك أنقذتني .. أنت .. أنت أشجع رجل قابلته في حياتي آدم .

ثم رفعت نظراتها تتأمل وقفته أمامها بملابسه البسيطة فبرزت كل عضلات جسده الرجولية.. لتفكر اذا لم تقابله في حياتها فماذا كانت ستفعل هل كانت ستضل في منزل شويكار تعيسة بالتأكيد !! عقد آدم حاجبيه وهو يلاحظ تمعن النظر إليه فضحك ضحكة خافتة دغدغت مشاعرها ثم مد يديه يحركها أمامها وجهها حتى تنتبه اليه وقال متصنعا الغرور

= هل ستظلين تتأمليني.. عرفت بأني وسيم إلى حد تسمرك هكذا 

ازداد احمرار وجهها خجلا و رد وعبر آدم عن اعجابه وقال متشدقا 

= يانظرة من بعدها قضيت عمري كله مغرم بكٍ .

ابتسامه خجلة ظهرت على ثغرها رغما عنها ، وأخرج ادم من جيبه إحدي حباة الشيكولا المحببة لديها و وضعها بداخل فمها، أقتضمت نصفها تحت خجلها وقرب هو النصف الآخر من فمه وقام بمضغها، ثم أمسك رأسها وجذبها عليه ليلتقط شفتاها في قبله شغوفة يتذوق من خلالها طعم الشيكولا من فوق شفتاها، طالت بينهما القبلة بمنتهي المتعة والإشتياق الجارف.. حتي أخرجهما مما هما عليه صوت رنات هاتفه وكانت السكرتيره الخاصة تتصل بة للعمل.. ابتعد آدم عنها وأغلق هاتفة وهو يبتسم بخفه على وجهها الخجول مرددا

= ليت الدنيا حلوه مثل براءتك ! يجب ان اذهب الى العمل الآن .

ابتعدت عنه وانتفضت علي أثر كلماته بخوف فمعناه ان يذهب ويتركها مره اخرى ستظل بمفردها مع زين ومن الممكن يحاول أن يلمسها مره ثانيه بالاكراه.. سألته متلهفة غافل هو عن إرتعبها داخلها 

= ألا يمكنك البقاء معي اليوم يا آدم؟ تقريبا كل يوم تذهب إلى العمل. لا بأس إذا كنت غائبا اليوم أرجوك وافق لأجلي .

نظر لها بحب وظل شبح ابتسامة يسكن شفتيه ويداه تتلاعبان بخصلات شعرها وقال بتفكير

= مممم رغم صعوبة تفويت العمل اليوم ولكن من أجلك سأفعلها .. ولأن هذا هو أول طلب تطلبي مني ولم أستطع رفضة .. حسنًا ، هيا ارتدي ملابسك حتى نذهب الى نزهه للخارج .

رحل آدم ينتظرها الى الاسفل بينما ذهبت اليزابيث بسعادة وأرتدت ملابسها والمكونة من فستان بسيط من اللون الابيض ثم جمعت شعرها في عقدته المعتادة ونظرت إلي نفسها في المرآة وهي تأنب نفسها علي ذوقها زفرت بضيق وأتجهت إلي التسريحة تمشط شعرها وتفردة أعلي ظهرها ، ثم وضعت القليل من المكياج البسيط الذي اشتراه ادم اليها مؤخرا، ثم سارت على الدرج بخطوات سريعة وصعدت بجانبه في السياره بحماس ليسير آدم وهو يرقمها بنظرات مليئه بالحب و الاعجاب.. 

غافلين عن تلك العيون التي تراقبهم من الاعلى خارج النافذه بغيره حارقه .

❈-❈-❈

صف آدم سيارته جانب ثم نظر إليها وقال مبتسماً 

= الشمس تغرب .. لمَ لا تأتين معي لمراقبتها 

أومأت اليزابيث بسرعة بسعادة وحماس ليتحرك يجلب سترة جلدية خاصة به من المقعد الخلفي ثم هبط من سيارته يرتديها وذهب يفتح الباب لها و أمسك بيدها وهو يسير بالحديقة.. وبعد وقت كأن واقفان بالقرب من السور القصير يتابعان معا غروب الشمس المثير للشجن ومطلقا للعواطف من مكمنها .. ممسكا بيدها بقوة وكأنه يخشى عليها حقا من السقوط !! نظرت لوجهه لتجده أيه في الجمال بعينيها كم أحبت شكله في لحظات الغروب .. فيبدو كمن يلمع كالذهب !! لحظتان من الصمت مجددا بينما مزالتٍ تناظر ملامح وجهه.. لكنهم لم يتحدثون كثيرا.. كعادتهما ولا يتساءلان عما يرهقهما .. فقط مستسلمان لمشاعرهما مؤجلين كل الألم والحزن لما بعد ..

نزل آدم بنظراته إليها وكأنه شعر بمراقبتها له ليقبض عليها متلبسة عابسة النظرات لكن يفلت منها بعض الغزل من عينيها ..عينا الألف قصة وقصة تحكي .. لتبعد هي عينيها بسرعه بإحراج

بينما ابتسم آدم وهو يضغط على يدها الممسك بها بين أصابعه فردت له الابتسامة بارتباك تاركة له الفرصة لأخذ دوره هو أيضا في مراقبتها والتشبع بها و وجهها بملامحها الجميلة وما يميزها كثيرا ما يهاجمها الاحمرار بمختلف انفعالاتها فتصبح أكثر جمالا وفاتحة للشهية ..فيتناولها المرء دون شبع وهذا المرء تحديدا هو.. لا سواه ! وشفتاها ،سبحان الخالق من رسمهما ! كم اشتاقهما كأنه كان يصوم عنهما لساعات!

أفاق من تأملاته الحارة وهو يجذب يد اليزابيث معه ليمدد جسده فوق العشب ثم اجلسها بين قدميه لتريح جسدها علي صدره، ليحضن خصرها من الخلف ومدد يدة يداعب وجهها بنعومة وحنان قائلا بهمس
ماكر

= لو تعرفي كيف احاول ان اتمالك نفسي بصعوبه كي لا اقبلك امام الجميع الآن.

شهقت بفزع وهي تطلع بنظرات تنتق بالشر والغضب

= إياك أن تفعل يا ادم ليست بمفردنا هنا تأدب 

عقد آدم حاجبيه بزعل مصطنع قائلا 

= كم انتٍ قاسي 

لاحت ابتسامه حالمه فوق ثغرها لأول مرة تعترف وقالت 

= المشكلة انني لا استطيع التعبير عن ما بداخلي .

فبدأت هي تهز رأسها بحركه رفض خفيفه وتتوسل له بنظراتها بأن لا يتهور، في حين هو رمقها بحب قائلاً 

= حاولي إذا .. اريد ان افهمك حتى دون ان تتحدثي

تنحنحت بخجل ثم عادت تنظر له تتحكم في ملامحها لتصبح أكثر هياما وعشقا وتقول بتميل همسا تضع يدها على يده المحيطة بخصرها  

= آدم أنا أحبك جدا ..لكن فقط أخجل أن أخبرك بها طول الوقت .. لكنك تقرأها في عينيّ بالتأكد.. لكن حقا أريد أن ينطق لساني وأخبرك بها دوماً .. بأني أذوب بك عشقا 

أبتسم بسعادة ومد انماله يمررها فوق وجنينها التي كستها الحمره بنعومه وببطئ وهو يتابع حركه اصبعه التي هبطت تتحسس رقبتها ،ثم تبعها بقبله رقيقه فوق شفتيها وتابع بهمس مثير 

= وأنا أيضا اعشقك بجنون حياتي .

شهقت بخجل لتشعر بنفسها تنصهر خجلاً ولكنها لا تستطيع تكذيب حقيقه ان سعاده قلبها باتت معه ولكنها سرعان ما ضرب بعقلها حقيقه انهم في بهو الحديقه وسط الجميع لتحاول ان تبتعد عنه مع رفض مشاعرها لهذا ولكن تعلم جوابه.. لذا حاولت ولكن محاولاتها باتت بالفشل حين شدت انماله فوق خصلات شعرها يثبت رأسها حتي لا تبعتد عنه .. حاولت محاربه الشعور بالفرحه الذي ولد بداخلها حين رأت ضيقه من بعدها ولكنها حاولت مره اخري وهي تمتم بصوت خافت خجل بشده 

= آدم أرجوك أبتعد .. لا يصح فعل ذلك هنا وسط الجميع

هز رأسه برفض واجابها هو بعاطفه وهمس 

= قربك مني ليس له وقت محدد اليزابيث 
..انها لحظة شوق ولن تتكرر أو ربما ستتكرر في وقت لاحق

ثم ابعد استند حك جبينه فوف جبينها وألتهم عينيها بنظره عاصفه بالمشاعر وهو يشد فوق خصرها يقربها منه وهو يهمس بجانب أذنها باقتراح

= ما رأيك بأن احركك علي الأرجوحة التي هنا جانبنا

تنهدت بهيام ولم تجيب بل شردت فيه ..يا إلهي إنه وسيم جدا بتلك الذقن المنمقة اللامعة التي ينعكس عليها أنوار الشمس الغروبية..وشفتاه ..عقدت حاجبيها تنهر نفسها باحراج.. من تفكيرها المنحرف الذي بدأت تتخيله داخل عقلها.. 

لم ترد لكن.. نهضت من على الأرض ونهض هو الأخر جذبها من رسغها وعندما وصل إلى الأرجوحة أمسكها جيد لتجلس فوقها، ابتسمت اليزابيث له واقتربت تعطيه ظهرها وامسكت اولا الحبال بيدها الاثنين ثم جلست علي مقعد الأرجوحة ليبدأ آدم في هزها وهي فوقها بخفه و رفق، وهي تنظر أمامها ثم على صوتها وهي تقول برقة متحشرجة ومشهد الغروب أثار بها حنينا 

= لا تقترب إذا كنت ستترُكني في المُنتصف أنتْ لا تدري كم تكلّفني إستعادة قلبي مثلما كان !

أوقف الأرجوحة وهي ما زالت فوقها، ليمد يده حول خصرها كانت تشعر بتيبس عضلات جسدها ببن يديه من كثره التوتر وسيل مشاعرها.. لقد عقد لسانها اثناء غرقها في بحور عينيه التي تنطق بالكثير ليخفض رأسه هو ويطبع قبله رقيقه فوق وجنتيها المتوردتين اثر الخجل ومن ثم همس بجانب اذنها 

= أنا أعلم شيئاً واحداً ، انني لا استطيع الهرب بدونك

هربت الكلمات منها وهي تحاول استعاد ثباتها الشبه مستعصي الان وهو بهذا القرب ولكنها امائت برأسها في خجل وخفوت ليبتعد هو عنها وفوق ثغره ابتسامه عاشقه قبل ان يعود في دفع الأرجوحة لكن هذه المره بقوة أكبر عن سابق !! 

لتترك اليزابيث نفسها في تلك اللحظة تعلي في الهواء اكثر وهي تطلب منه أن يدفعها بقوه أكبر.. ليفعل آدم ذلك مبتسم بشده علي سعادتها و ضحكتها التي بدات تتعالى مع الدفع بشكل أقوى.. لتغمض عينيها برفق وهي تشعر بنسمات الهواء أعلي وجهها تداعبها بلطف وقدمها تطير في الهواء .. وصوت ضحكتها مستمرة وهي تتأرجح، فقد أضاع الوقت بالكثير دون شئ هام فماذا يحل بها معه غير السعاده خلافاً عن العشق والامان..!!   

كحلم طفلة تتمنى ان تصل ارجوحتها للسماء وتتمنى ان تصل دعواتها الى رب السماء .

❈-❈-❈

انقضت ساعات من الليل وذهب الغروب مع رحيل الجميع لتحل محلها السماء المليئه بالنجوم تلمع، وقد رحل الجميع معاد العشاق الذي ما زالوا متواجدين تحت السماء ، وهما يفردوا اجسادهم أعلي الأعشاب و راسهم تميل بالجانب بعضهم البعض..وهم مستمرين في الثرثرة وهو مستميرا في الاستماع باهتمام بدون ملل.. رمشت اليزابيث بعينيها وهي تشرد قائلة

= كان أبي وأمي .. يحبان مراقبة الغروب معا .. كعشاق في بداية حياتهما .. وكنت أنا أرقبهم أحيانا بهيام .. وقلبي كان يدق بقوة متمنيا يوماً لو أراقب الغروب مع من أحب 

نظر لوجهها المنخفض القريب منه قائلا بهدف رؤية خجلها 

= وهل وجدتيه ؟ ام مازلتٍ تبحثين عنة 

عقدت حاجبيها مستقيمة بجذعها المائل قائلة بتذمر تداري على خجلها 

= كفي سخافه.. أنا بالفعل أحب الآن وانت تعرف

ابتسم لها ثم أمسكها من خدها بإصبعيه السبابة والإبهام يشده قارصا إياه برفق قائلا

= توقفي عن المراوغة اليزابيث.. و قوليها مباشرة احبك يا ادم 

ضحكت وهي تنفض يده بدلال لتقول باهتمام 

= حسنا احبك يا ادم ارتحت الان..والآن دورك تحدث انت هل ارتبط قبل سابق وماذا عن الحب .. هل أحببت 

رد آدم متنهدا وهو يصطنع التفكير وقال بخبث

= خمس مرات فقط تقريباً

صرخت اليزابيث بإستنكار وهي تنظر إليه بصدمه وبعض الغيره تسأله

= ماذا ! تمزح بالتاكيد فلم يوضح عليك من قبل بانك من هزول الشباب الذي يوعدون كل يوم فتاه غير الأخري .. آدم تكلم هل بالفعل احببت خمس فتيات قبلي 

ضحك بشده عليها وقال متراجع في كلامه فورا وهو يعاود النظر لها وهز رأسه وابتسامة صغيرة تشق شفتيه 

= اهدئي كانت مجرد مزاح .. لم أحب يوما حبا حقيقيا أو غير حقيقي في الواقع 

تنهدت بضيق شديد منه ثم هتف آدم متساءلاً بغيرة لا تزال مشتعلة 

= لكنك احببتي قبل مني.. هذا الشاب الذي يدعي نيكولا صحيح 

رفعت نظراتها له متفاجئه فهل شعرت روحها بالانتماء يوما بالفعل قبل ان تلتقي بادم ! وكانت الاجابه لا بالتاكيد؟ لذلك أجابته وهي دون تفكير

= كأن حب غير حقيقي آدم.. مزيف اقصد نيكولا ظهر في حياتي في وقت كنت متخبطه ومشدده وانا اصارع لكي اعيش حياه ليس حياتي.. لذا كنت في ذلك الوقت بحاجه الى اي شخص جانبي يدعمني..أعتقدت في البدايه بأنه أحيانا قد نتوهم الحب فقط.. أو ربما نشعر بالحب في فترات المراهقة المتقلبة .. أو نحب لمجرد أنه من المفترض أن نحب .. وهناك أيضا مجرد إعجاب بالشكل نتوهم أنه حب.. انما الانجذاب الذي اشعر به نحوك غير ما شعرت بة معه نيكولا.. لذلك الان فقط بدات افرق بين الحب الحقيقي؟ والحب المزيف ؟ 

أبتسم آدم بسعادة علي كلماتها وقرب وجهه منها متحدث بخفوت حار شعرته يلفحها وهو ينظر لشفتيها ثم أردف بعشق

= الذي بيننا ليس انجذاب فقط اليزابيث !! .. هذا تعبير جذري حق ما حدث ، فهذا ليس انجذابا فقط هذا رابط قدري ..خيوط القدر ربطتنا منذ اللحظة الأولى ..أعتقد أن الحب الحقيقي هو حبك للروح.. حب يدخل عليكٍ فجأة دون أخذ الإذن أولا؟ فهذا القيد يرفض قلبينا التحرر منه الآن .. منذ أول لحظة تقابلنا يا ملاكي ..فالحب الحقيقي هو عندما تنظر لمحبوبك.. تشعر بإنتماء الشديد، القدر بيننا دخل بطريقته ليلصقك بي ببساطة بطريقة لا تخطر على خاطر .. لأتشبث بكِ وتكوني أنتِ بحياتك .. 

لم تجد رد غير أنها احتضنته بقوة وليست بجسدها فقط بل قلبها احتضن قلبه ايضا.. ويمكنها سماع صوت قلبه.. شعرت برعشة خلايا.. وقبل هو رأسها وشعرها وساد الصمت بينهما وهما ينظران للسماء بينما طيور النورس من حولهما يطير مُلقيا بسهامه على قلبيهما فيقعان في الحب .. مرة بعد مرة بعد مرة 
ليخرج صوتها وهي ناظرا إلي وجهه الذي يتلألأ أمامها كماسته 

= أحبك يا آدم .. احبك بشده .
  
❈-❈-❈

بداخل المستشفى التي تقطن بها لارا، كان يسير زين بداخل الممرات فمنذ الصباح الباكر قد أتصلت بة لارا وقالت له بنبرة حادة دون نقاش أنها تريده في أمر هام؟ في البدايه حاول ان يتهرب ويرفض فهو لا يريد أن يتورط معها في امر اخر؟ لكنها أصرت بشده ولم يجد مفر للهروب منها.. لكن استغرب بشدة عندما اعطيته العنوان فكان المكان بداخل مستشفى؟ 

طرق باب غرفتها بخفه وفتح الباب ليدلف بعد أن سمحت له بالدخول، ليراها زين ممتده على السرير بوجه شاحب اللون قليله وقد اعتدلت عندما رأته.. ليقترب بخطوات بسيطة يجلس أعلي المقعد أمامها وهتف بهدوء

= مرحبا سيدتي لارا ما هو الشيء المهم الذي اتصلتٍ بي وطلبتي مني الحضور الى المستشفى .. بمناسبة تواجدك هنا في المستشفى ما حدث لكٍ

هز كتفيها مجيبا ببساطة بينما ظهرت إبتسامة صغيرة مستهينة وهي تتحدث بنبرة تعكس الحقد والغل الذي بداخلها 

= ما أصابني ببساطة هو أنني حاولت الانتحار .. وفكرت في لحظة من اليأس أن الأفضل أضيع حياتي كفدية لصديقك الحقير ليرتاح .

عقد زين حاجبيه بدهشة وصدمه بينما ثقلت انفاسه قائلا

=لما فعلتٍ ذلك يا سيدتي برأيكٍ هذا هو الحل المناسب للمشكلة .. برأيي ما دام الموقف قد وصل إلي هنا؟ فيجب أن تفكري في نفسك أولا ثم تفكري في كيف تحاولي أن تنسى آدم حتى لا تؤذيٍ نفسك مرة أخرى

ردت عليه بكبرياء وعنف صارم بوجه جاد يثير غيظها عندما ظهر ضعفها له

= اخرس ،انا لم ادعيك الي هنا حتى تعطيني حكم ومواعظ.. و بدلا من ان تنصحني الى الطريق الصحيحه أنصحك نفسك اولا؟ فأنا أعلم أيضًا أنك أحببت تلك العاهرة، لا أدري ما سر الانجذاب الذي يحدث عندما يراها أي رجل .. لكنها في النهاية لم تحبك يا زين وأنت تعلم جيدًا لمن ستذهب بالاخير، وستفضل آدم عليك.. لذا لقد اتصلت بك حتى نجد حل و كيف الانتقام منهم

زفر وهز رأسه شاعرا بالتوتر من كلماتها وتلك الذبذبات الشريرة التي تنبض من حوله فتصيبه بقلق أخفاء ببراعة بينما تنهد زين بقلة حيلة وقال بنبرة حزينة 

= سيدة لارا ، من فضلك ، لا أريد خططًا ومؤامرات كما كان من قبل، رأيتٍ بنفسك كيف تغير الوضع .. وانقلب السحر على الساحر!! فمعك حق يا سيدتي فانا احبها.. بل انني احببتها منذ ان بدأت العمل بالمنزل ولكنني لا اجرؤ على البوح بهذا الحب امامها او امام اي شخص حتى لا اجعل من نفسي محط سخرية
لان أصبح يعشقها صديقي الوحيد الى حد الجنون و من سابع المستحيلات ان تلتفت اليزابيث إلى شخص مثلي

نظرت لارا له ببرود يخفي جحيم من غضب وهي تقول بجمود

= ومن قال لك إنني سأضع خطة مثل سابق حتى تبتعد هذه الفتاة وتترك آدم وتذهب إليك .. لنقولها بصراحة أن هذا لم يحدث مهما حاولنا.. وهذه الفتاة لم تبتعد عن آدم .. لذلك فإن الحل الأسهل والأنسب هو قتلها والتخلص منها إلى الأبد

اتسعت زين عينا وهو يشعر فجأة بشيء يضرب قلبه وكأن قلبه انقبض فجأة منكمشا على نفسه بخوف .. كا من اندفع يضرب صدره يضخ دمائه بتسارع وكأنه يعدو ! وكل ذلك حدث لأن تخيل موتها بالفعل؟ وعلي يده أيضا !!. وعندما طال صمت زين، طالعت لارا الجالس أمامها بحيرة وبعض الغضب لكنها سألته بتوجس 

= لم اسمع رأيك يا زين؟ لا تقلق سأعطيك مبلغا كبيرا من المال وبعد أن تقتلها سافر إلى أي بلد وعيش حياتك وانساها .. صدقني هذا هو الحل. هؤلاء الحقيرين الاثنين لا يستحقون حبنا إطلاقا .. لذلك يجب أن تموت إليزابيث ، ليعيش آدم طول حياتي في عذاب.

رفع زين وجهه المحني ناظرا أمامه لـ اللاشيء عاقدا حاجبيه وهو يردد طلبها داخل عقله، وامتزجت بأنفاسه الثقيلة.. وكأنها تحدثت من بعيد بسبب الاضطراب المحيط حوله..و وصلت الكلمات لقلبه قبل أذنيه.. فمرت لحظة واحدة قبل أن يهتف فجأة بإستدراك بعينين جاحظتين

= اقتلها !!. 

تعليقات



×