رواية هادمايا زواج خاطيء الفصل الثامن عشر
دخلت شمس حاملة طفلها ونظر إليها الجميع ....ولكنهم في حالة ذهول وصدمة .....إلي أن عم الصمت قليلا ....
تحدثت نورا قائلة:اي ياجماعه مالكم ....سكتوا ليه؟؟؟
لا احد يجيب ....
اقترب هادي من شمس الي أن وقف أمامها وقام بوضع يده علي وجهها والاخري علي طفلها ....
هادي بتلعثم :ش...شمس ...
ابتعدت شمس عنه ...إلي أن وقفت بجانب نورا ...لا تفهم شيئا علي الاطلاق ....
نورا :شمس ....شمس مين ياهادي ....دي ليندا المساعده بتاعتي .....
لم يشعر هادي بنفسه الا وهو نفسي عليه وسقط علي الارض ......
اسرع الجميع نحوه ماعدا عز الدين ومايسة ....مازالوا في حالة ذهول ....
نورا بصراخ:حد يطلب الإسعاف ......فوق ياهادي ....هادي .....رد عليا ....الحقني يابابا ....
عادل :انا هطلب دكتور حالا . ...
وعندما اتي الطبيب وقام بالفحص علي هادي ....
كان الجميع يقف في غرفته ماعدا شمس .....
مايسة :خير يادكتور ؟؟.
الطبيب:ماتقلقوش انخفاض في ضغط الدم .....بس ممكن كلمة علي انفراد لو سمحت ياعز بيه ...
عز :تفضل .....
تحدث الطبيب الي عز قائلا :الدكتور هادي لازم يتعالج في اسرع الوقت ....لان المرض بدأ يتطور .....انا اسف جدا أن بقولكم الكلام دا ....بس دا اللي واضح قدامي ....
لم يكن عز الدين منصتا إليه بالقدر الكافي ...كما أنه يفكر في مجئ شمس ...
الطبيب:حضرتك سامعني ؟؟
عز :ايوه ...ايوه معاك .....تمام هتكلم معاه ...شكرا ليك ....
بدأ الطبيب بالخروج ....بينما ظل هادي نائما لفترة ليس بطويلة والجميع حوله .....
نظرت نورا وهي تبكي الي والدها والدتها قائلة:
نورا :هو في اي ياامي .....هادي ماله .....وانتوا ساكتين ليه ....ومين شمس دي ....
لم يجيب أحد .....
نورا بشده :انتوا محدش فيكم بيتكلم ليه .....
مايسة ببكاء:تعالي يابنتي نتكلم برة .......عشان اخوكي ....
.......استغفروا الله .......
كان معاذ سائقا سيارته متوجها إلي الشركة ....ولكن كانت فتاه لا تتجاوز العشرين من عمرها تعبر الطريق ....فاصطدم معاذ بها ....إلي أن أوقفه سيارته ونزل سريعا......
معاذ بقلق :انتي كويسه ؟؟.....اتكلمي ....
زهرة:رجلي .....اه ....
وضع معاذ يده علي رجليها :انا اسف جدا ....طب تعالي اوديكي مستشفي .....
بدأت زهرة تتكأ عليه إلي أن جلست في الكرسي الخلفي في السيارة .....
كان معاذ يقود باقصي سرعه الي المشفي ....ولكن الفتاه سرعان ما فقدت وعيها إلي أن وصلت المشفي. ...
بدأ معاذ ينادي بصوت عال ....ليحضر الممرضين إليها ويحملوها .....
ومن ثم حملوها وتوجهوا الي غرفه العمليات ......كان معاذ القلق ينتابه لا يريد أن يتكرر هذا مرة أخري ...حينما فقد أخته في حادث مثل هذا .....
فجلس أمام غرفه غرفه العمليات ينتظر خروج الطبيب .....
وبعد مرور ساعتين ....
خرج الطبيب قائلا: الحمدلله هي كويسه ....كسر في الرجل اليمين .....يعني مجرد ايام وهتكون تمام ....اهم حاجه الراحه ...
معاذ يأخذ نفسه شهيق وزفير قائلا :الحمدلله ....الحمدلله ....
الطبيب :تقدر تتفضل تشوفها ....عن اذنك ....
.....صلوا على النبي......
كانت مايسة جالسه والجميع حولها تتحدث قائلة :
مايسة :دي شمس يابنتي مرات اخوكي هادي .....
نورا :انتي بتقولي اي ياماما ...هي مش مرات هادي مايا ....شمس اي ....
مايسة بحزن :شمس دي اللي اتجوزها عشان تخلف ....وبعد مااتعلق بيها وحبها ....حاله خبر أنها ماتت ولقوا جثتها في البحر .....وكان السبب في دا مايا .....
نورا بصدمه :كل دا حصل وانا معرفش .....محدش يقولي .....
عز الدين :انتي في غربه يابنتي ماحبناش نقلقك بكل دا ....خصوصا أن موضوع شمس كان مجرد مصلحه ....
نورا ببكاء:يعني ليندا ....مرات اخويا ودا ابنه ....
مايسة :انا هتجنن من حاجه يابنتي .....مين اللي قال إنها ليندا ...وليه مش بأن عليها أي تعبير لما شافتنا وشافت هادي ....
نورا بتفكير :انا فهمت كل حاجه ....بس ليندا فاقده الذاكرة ..يعني ماتعرفش اي حاجه عن حياتها اللي فاتت ....
نظرت مايسة الي عز الدين تحاول فهم الموضوع ....
نورا :صدقيني ياماما ...البنت دي كانت عايشة مع ناس سوريين ولما جات وحكتلي أنها من مصر بس ماتعرفش حاجه عن نفسها ولا علي ابنها مين ابوه .....انا ارتاحت ليها وشغلتها عندي ....
جلست مايسة واضعه يدها علي رأسها قائلة:
مايسة :يادي المصيبه ....هادي كل دا وميعرفش حاجه ....وفاكر أنها ماتت .....
وفجأه خرج هادي من غرفته متوجها علي كل غرفه يبحث عن شمس .....فنهض الجميع من مجلسهم وتوجهوا إليه .....
مايسة :هادي. ...اسمعني يا هادي. ..ارجوك يابني ....
كان هادي في حاله من الغضب قائلا بصوت عال:هي فين ....هي فين. .
نورا :ارجوك يا هادي اسمعنا بس ...
هادي بشده :مش عاوز اسمع حد ....عايز اعرف هي في انهي اوضه .....إلي أن وجه نظره الي الاسفل. ....ونزل سريعا ....واسرع عادل ونورا ومايسة ورائه لكي يلحقوا بيه ....إلي أن وصل هادي الغرفه المقيمه فيها شمس ولا يستطيع أحد اللحاق به .....ثم قام بقفل الغرفه يالمفتاح من الداخل ....
كانت شمس نائمة واستيقظت مفزوعه علي اثر دخوله ....ناظرة إليه بخوف. ...فهي حقا لا تعرف من هذا ....
وكان الجميع يدق علي الباب ......ولكنه لم ينصت لحد ...فأخذ يقترب من شمس ....إلي أن نهضت من فراشها وظلت تبتعد وهو يقترب. ...
هادي بتعب :شمس .....كنتي فين ؟؟؟؟
مازالت شمس تبتعد الي أن التصقت بالحائط ......قائلة:
شمس :شمس مين. ..انا معرفكش ....ابعد عني ....الحقوني ...
قبض هادي علي زراعها بالقوه ....كاد أن ينكسر في يده ....
شمس تتوجع وخائفه أيضا :ابعد عني ....انت عايز مني ....انا معرفكش ....ياست نورا الحقيني. ...
هادي بصوت عال :محدش هياخدك مني ....انتي بتاعتي ....انتي مراتي ....مراتي ياشمس ....
كادت شمس أن تلفت من يده ولكنه امسك بشعرها بشده ..
فتوجهت بشده ....
شمس :حد يلحقني. ......انا عاوزه امشي من هنا .....انا مش شمس .....سبني .....
هادي يحاول أن يحفظ غضبه كي لا يضرها....إلي أن حملها بين ذراعيه ....ووضعه علي الفراش .....إلا أن استيقظ طفلها ....
وكان الجميع في الخارج مازالوا ينادوا باعلي صوتها ويحاولوا كسر الباب. .....
قام هادي بوضع شمس علي الفراش .....ووضع بجسده عليه ....بينما كانت تلك المسكينه تصرخ باعلي صوتها ....
افاق هادي من غفلته وابتعد عنها سريعا .....وقام بفتح الباب .....إلي أن دخلوا الجميع ....
اسرعت نورا نحو شمس واخذت باحضانها ....
نورا :شمس اهدي ياحبيبتي ....ماتخافيش انا معاكي ....
مايسة:اي اللي انت عملته دا يابني .....البنت هتموت في ايدك ....
كان هادي لم يصدق هذا ....فحقا أنه يتعامل مع امراه غريبه ...فهل يعقل أن هذه الفتاه التي أحبته واحبها أيضا .....
عادل :نورا ...انا رايح مشوار وجاي ....
فقامت مايسة باخذ هادي من ذراعيه .....
مايسة :اسمعني يابني ......شمس مش شمس اللي انت عارفها ....مش شمس مراتك .....
هادي بعدم استيعاب :يعني اي ياامي ....دي مش عارفاني ....دي مراتي ...انا متاكد ....
مايسة لم تعرف ماذا تقول :ياحبيبي .....هي فعلا شمس ...بس فاقده الذاكرة ....يعني ماتعرفش حتي اسمها اي ......
هادي بصدمه:فاقده الذاكرة ......ازاي .. ...وازاي وصلت لنورا ....
مايسة :هتعرف كل حاجه يابني بس في وقتها .....تعالي ارتاح في اوضتك .....
توجه هادي إلي غرفته وهو مازال يفكر بها .....
كان يمتلكه شعور بالحزن والفرح في نفس الوقت ....فلم يصدق أنها علي قيد الحياه ....
علي الجانب الآخر .....
بعدما هدأت شمس .....كانت نورا بجانبها ....إلي أن استغرقت في نومها ....وخرجت نورا الي والدتها .....
نورا :ماما ....هادي عامل اي دلوقتي؟؟
مايسة :في اوضته يابنتي .....
لاحظت نورا بكاء والدتها قائلة:
نورا :في اي ياامي ....أن شاء الله كل حاجه ترجع زي ماكانت ...
مايسة :اخوكي هادي عنده الكانسر ....
وقع هذه الجملة علي نورا كالصاعقة. .....
نورا كادت أن تفقد وعيها :انتي بتقولي اي ....اخويا ...اخويا هادي. ....
......وحدوا الله........
بعد مرور يومين .....كانت شمس لا تخرج من غرفتها ونورا حزينه علي حال شقيقها .....وعادل يبحث عن فيلا لكي يشتريها ....ومايسة تبكي ليلا مع نهارا ....ومعاذ أخذ زهرة من المشفي واوصلها الي البيت واتي بأحد يساعدها في البيت .....لانها وحيده ....ويطمئن عليها من وقت لآخر .....
وفي صباح يوم جديد ....
اتي الي معاذ اتصال من هادي .....
معاذ :ايوه ياكبير....عامل اي دلوقتي !؟
هادي :انا تمام .....نفذت اللي قولتلك عليه .....
معاذ :كله تمام ياهادي ....ماتقلقش .....
هادي :سلام ......
وبعد مرور ساعات ......دخلت شمس غرفتها ...ولكنها لم تجد طفلها ....فأخذت تبحث عنه مثل المجنونه ....
شمس بصراخ :ست نورا ......حد يلحقني. ...
اتت إليها مايسة ونورا سريعا :في اي ياشمس مالك ؟؟.
شمس بتلعثم :ابني ....ابني مش لقياه ....كانت في الحمام ...ورجعت مش لقيته. ...
مايسة :هيكون راح فين. ......
شمس بدأت تشعر بالتعب :ارجوكم ....شوفوا ابني فين ....ابوس ايديكم ....
نورا :اهدي ياشمس ...هتلاقيه ...
اتي الي نورا مكالمه ....فأجابت عليها سريعا .....
مجهول :الطفل معايا .....لو عاوزين تاخدوه .....خلي أمه تيجي لوحدها في العنوان دا .....ماتنسوش لوحدها .....
أغلقت نورا الهاتف مصدومه قائلة:
نورا :ياسين ....مخطوف. ..
شمس بصراخ :ابني . ..فين .....ارجوكي طب اللي خاطفه عاوز اي ....ردي عليا ....
نورا :اعطاني العنوان دا ...وقالي امه تيجي لوحدها .....
اخذت شمس العنوان سريعا ....وبدأت في التوجه للخارج بملابس البيت .....واوقفت تاكسي سريعا وذهب بها .....
وعندما وصلت شمس الي العنوان المحدد لها ...وجدت باب الشقه مفتوح .....فدلفت الي الداخل ....ولكنها لم تجد أحد .....
شمس :حد هنا ......ارجوكم مين اللي هنا .....
إلي أن نظرت شمس بجانبها ...واضعه يدها علي فمها بصدمه ...
شمس :ه..هادي ....
............................................