رواية أباطرة الغرام الفصل التاسع عشر بقلم اية محمد رفعت
كانت جالسةً على سريرها تشخص بصرها في الفراغ، بعدما لم تستطيع النوم جيدًا، ساكنة جسد بلا روح عقلها مشوش، وعلى كرسيٍّ قريب جلس خالد طوال الليل ينظر لها بحسرة وحزن على حالها، فتح هاتفه فوجد خمسة عشر رسالة وعشرين مكالمة من آسر ، نهض عن كرسيه متجهًا إلى الخارج من غرفتها، والتي في الواقع لم تلاحظ وجوده من الأساس .
توجه إلى غرفته حتى يبدل ملابسه، تفاجأ بآسر عندما فتح الباب، الذي نهض بسرعة وسأله بقلق:
_خالد أنت كنت فين طول الليل أنا كنت قلقان عليك.
لم يجبه خالد وهو يحضر ملابسه من خزانته، فاندفع آسر نحوه يحدِّثه:
_ أنا مش بكلمك رد عليا كنت فين ؟
التفت خالد إليه وهتف بنبرته المتعبة بحدة :
_ آسر أطلع من دماغي أنا اللي فيا مكفيني وأنت رايق.
_كل ده علشان كنت قلقان عليك على العموم كويس أنك بخير يا ابن عمي .
قالها آسر بحزنٍ وقد همَّ بالرحيل، ليزفر خالد بضيق من نفسه لما فعله، فأوقفه ممسكًا ذراعه:
_ استنى يا آسر أنا آسف مقصدش أنا بس مخنوق.
_ أنت بتتأسفلي؟! طب هات حضن بقى.
هتف آسر بصدمةٍ بعد اعتذاره، فضحك خالد لصفاء قلبه وعانقه بقوة، فهمس آسر بمزحٍ :
_حبيبي يا خلّود نيمني بقى عشان معرفتش أنام طول الليل من غيرك
هتفه الساخر أفسد عناقهما، ليدفعه خالد بضيق صاحب نبرته:
_ مش أنا قولت أنت رايق ؟!
_ الله؟! يعني ما أنا معرفتش انام من امبارح يا ظلمة.
تابع هتافه الساخر ليدفعه خالد إلى خارج الغرفة وقد هتف بنبرةٍ حادة:
_غور يا آسر من هنا.
_براحة يا أخويا متزوقش .
فتح الباب مغادرًا ليتفاجأ بعصام أمامهم تبادلوا تحية الصباح ، فنظر عصام إلى آسر بضيق وهتف بحدة:
_برا يا زفت.
_أنا كل ما أشوف حد يقولي برا
برا برا يا عم يعني بتطرد من الجنة أبو شكلك أنت وهو.
رفع عصام نبرة صوته يسأله:
_ بتقول حاجة يا آسر؟
_لا يا حبيبي ده أنا بدعي عليكم أقصد بدعيلكم.
قالها آسر نافيًا بابتسامةٍ صفراء ثم انسحب مغادر الغرفة، صافقًا الباب خلفه بقوة، نظر خالد إلى عصام بريبةٍ ثم سأله عمّا به ليُجيبه الآخر:
_بابا راجع بكره ولازم الكل يعرف الحقيقة.
اجابه ببسمة هادئة:
_سهل نقولهم هو الحمد لله بقى كويس .
ظهر الشك على ملامحه حينما قال عصام:
_مش دي المشكلة.
ضيق عينيه بعدم فهم:
_طب ما تفهمني إيه المشكلة ؟
شرح له عما يقصده بحديثٍ مقتضب :
_ بابا لو عرف اللي حصل لياسمين حالته تسوء خصوصًا إنه لسه عامل العملية.
فرك خالد لحيته مفكرًا بحلٍّ لهذه المعضلة ، ثم قال بعد هنيهةٍ:
_خلاص بلاش حد يقوله.
_ماهو أكيد هيطلب يشوفها.
قالها وهو يرتخي بجسده على السرير ، ليزداد قلق خالد فتمتم بقلة حيلة:
_ربنا يستر تعال نشوف هنقولهم إزاي ؟
**********
دخل آسر للغرفة وهو يتلفت حوله خشيةً من ألا يراه أحد، وما إن رأته ياسمين يقترب بخطواته منها تسارعت أنفاسها نبضات قلبها، شعرت بالذعر كأول مرة، تابع سيره نحوها بحذر ، ثم قال بصوتٍ هادئ:
_ياسو أنتِ صاحية...هشش متعمليش صوت.
هدأت ياسمين وبدأت تُنصت إلى آسر الذي رفع الغطاء من يده ليُظهر طبقًا مغلف، جلس جوارها فعاد الخوف يتسلل إليها ورددت:
_ أنت عايز إيه؟
_هشش وطي صوتك لأحسن سها تسمعنا.
همس بصوتٍ خافت لياسمين التي بدأت تخرج من حالتها وتهتم و تسمع لآسر :
_ إيه ده؟
سألته وهي تشير ببصرها إلى الطبق ، فقرّبه منها وهتف بمرح :
_ده سندوتشات كفتة وشاورما وكاتشب سرقتهم من أوضة سها....
في هذا الوقت دخل عصام وخالد كي يطمئنا على ياسمين من بعيد فتفاجؤا بآسر ، حاول خالد الاقتراب منهما للفتك بذلك الغبي لكن عصام جذبه نحوه وهو يقول بدهشة :
_ أستنى ياخالد مش ملاحظ ياسمين هادية وبتسمعه.
نظر خالد باهتمام فوجده محقًا، فاسترقوا السمع حديثه خاصةً ياسمين التي تستمع باهتمام :
_ أنا دخلت عليها لقيتها بتخبي حاجة تحت السرير بس أنتِ عارفة إن آسر أخوكِ ذكي فضلت وراها لحد لما دخلت الحمام وسرقت الأكل وجربت.
ابتسامةٌ شاحبة اعتلت وجهها، فابتسم آسر مردفًا:
_يالا ناكل قبل ما تقفشنا.
مدَّ يده يطعمها، فتفاجأ الواقفان على الباب لهذا التقدم ، خاصة خالد الذي قال مندهشًا :
_ ياسمين ضحكت؟.
_ الغبي ضحكها...
_ ياسمين كلت؟.
_الغبي أكلها...
_مش خايفة منه؟.
_واضح إني ابتديت أحب آسر نوعًا ما .
حوارهما البسيط ثنائي الكلمة المتفاجئ، تبعه جملة إطراء لآسر من عصام، نظرا إليهما مجددًا ليتفاجأ به بعد أن أنهت طعامها، يدثرها بالغطاء لتنام ، انسحب آسر من الغرفة بهدوء وقد كانا قد اختفيا ، ليشعر بعدها بقبضة أحد تتسلط على رقبته، تبعها صوت خالد مندهشًا:
_ أنت عملت كده إزاي ؟
_أنا اسر الدالي يا خفيف.
هتف آسر بتفاخر وهو يلوح لخالد بكفه، ليزداد إحكام قبضة عصام على رقبته ، ثم هتف مهددًا :
_ اسمع ياض أنت هتقولي عملت إيه وإلا...؟
أجابه آسر:
_مبلاش وإلا اللي بتودي في داهية ، ولا حاجة اتسحبت ودخلت وعاملتها عادي جدًا ومش جبت سيرة اللي حصل.
شعر بارتخاء قبضته عنه بقوة ودفعه بحدة:
_طب يالا غور من هنا.
انسحب آسر من أمامهما راكضًا، وهتف خالد بحيرة :
_ تصدق الغبي ده طلع بيفهم عننا ؟!
_ ممكن تكون جيت معاه بالبركة.
قالها عصام مفكِرًا، ثم أردف وهما ينزلان للأسفل :
_سيبك منه وتعال نشوف هنقولهم على موضوع بابا ازاي!
_ على رأيك يلا ؟.
راقبهما آسر وهما يتجهان للاسفل بينما تسلل سريعًا للتراس، فتنحنح مردفًا :
_ كويس إنكم متجمعين كلكم، في موضوع مهم لازم تعرفوه.
اجابته سهير بريبة:
_خير يا آسر... ربنا يستر...
ساد الصمت قليلًا في المكان ، لتهتف سها :
_ قول يا أسورة، في إيه ؟
أطال النظر إليهن وخاصة والدته ثم حدثها بمرح :
_ أُمال جوزك فين يا أمال؟
_ اتكلم عدل يا آسر الله هيكون فين مهو مسافر معاكم.
أجابته بضيق أضحكه وهتف من بين ضحكاته:
_ لا، كذب عليكِ.
اعتلت الصدمة الوجوه، فأردف آسر وهو ينظر إلى أمه:
_ أيوه أبولهب أتجوز جاكلين.
_ أنت بتقول إيه؟
لم تكن الصدمة من نصيب من يحدثهم آسر فقط، بل دُهش الواقفان خلفه من ذلك ، ليهمس خالد:
_ الحق الغبي ده.
_نفسي أقتله وأخلص هموت وأعرف بيلحق يعمل الكوارث دي إزاي ؟
همس عصام بضيقٍ وقد لاحظ بعدها صوت بكاء والدته التي هتفت من بين شهقاتها:
_لا ، أحمد ميعملش كده ، لا...
اندفع عصام نحو أمه يهدئها ، وأخبرها وهو ينظر لعيني آسر بتوعد :
_متصدقيش الواد ده ياماما ده مجنون .
_اسمعي بس يا أمال الراجل كان فقد الذاكرة.
اقترب آسر موضحًا الأمر ، فمسح خالد وجهه وهو يهتف بحدة من بين أسنانه :
_ الله يخربيتك ذاكرة إيه يا متخلف أنت؟
_فقد الذاكرة...
هتفت أمال وهي تكفكف دموعها فتابع آسر قصته :
_ أيوه وسافر عشان يعمل عملية عشان ترجعله .
_ورجعتله؟!
سألته بترقبٍ كطفل صغير، فأجابها إجابةٍ أسعدتها:
_ آه وطلق جاكلين بالتلاتة أول ما الذاكرة رجعتله على طول، وقالها الذاكرة رجعتلي أنا لازم أرجع مصر لآمال حبيبتي.
_بجد ، ياحبيبي يا أحمد و أنا بموت فيك.
نظر عصام وخالد لبعضهما مصدومين بعدما حلّت المشكلة دون أن تدري أمال ما السبب الحقيقي، ورغم غباء طريقته إلا أنها أجدت نفعًا، سمعت هتافه المحفز قائلًا :
_ اطلعي بقى يا أمال ظبطي نفسك أصل الواد يبص بره تاني..
صعدت نحو غرفتها على الفور لتستعد لرؤيتع
، في حين اقتربت ندى من عصام تسأله بقلق:
_ عصام ، هو عمي ماله؟
_متخافيش بقى كويس العملية نجحت وراجع بكرة.
أجابها آسر مطمئنًا، لتنظر إليه سهير بقلق وسألته:
_عملية ايه أنا مفهمتش حاجة ؟!
_عمي كان عنده كانسر يا ماما.
تفوه خالد بالسبب الحقيقي فتفاجؤوا جميعًا :
_وأنتوا خبيتوا علينا كل ده؟.
نظرت إليهم سهير تسألهم بضيقٍ لإخفاء أمرٍ كهذا عنهم ، فأخفض عصام رأسه مجيبًا:
_بابا مكنش عايز حد يعرف...
_ بالذات أمال بس أنا قومت بشرف المهمة دي.
قاطعه آسر مردفًا حديثه، فضحكت سهير بعدما تذكرت خطته التي قام بها قبل قليل وقالت:
_ أنا مش عارفة أنت بتعمل إيه لأمال بتخليها تصدق أي حاجة تقولها؟
_دي امكانيات!
تحدث بغرورٍ وهو يعبث بخصلات شعره ، فنظر عصام إليه قائلًا:
_ طب يالا ياخويا أطلع غير عشان أتأخرنا على الشركة.
صعد خالد وأبدل ملابسه،ثم اتجه للهبوط فتوقغ أمام غرفتها بتردد، كسره بدخوله اليها، فوجدها نائمة كما تركها آسر، جلس إلى جانبها بخفةٍ وحاول أن يلمس يدها فشعرت به فاستيقظت مفزوعةً خائفة، ارتعش جسدها ورجعت إلى آخر الفراس تضم ساقيها إلى صدرها، حدثته بصوتٍ متقطع لشدة خوفها:
_ أنت عايز إيه؟
_ياسمين اهدي...
حاول الاقتراب منها لكن صراخها الباكي بأن يبتعد عنها، شعر بالخوف بأن تدخل نوبةً جديدة ليطمئنها قبل أن يغادر :
_ طب خلاص اهدي و أنا هخرج حالًا بس اهدي.
انسحب مغادرًا ، محطم القلب لما يحدث معها، كيف تهابه وهو حبيبها ؟ كيف يبتعد وهي روحه؟ هل تفارق الروح الجسد في الحياة، أم فقط عند الموت؟.
**********
في مكانٍ مخيفٍ جدًا ، جلس أحمد السيوفي مع أيوب البحيري، يتحدثان فقال أيوب مذكِرًا :
_مش قولتلك مش هتقدر عليه؟
اشتعل فتيل غضب أحمد وهتف بحقد متوعدًا :
_والله لادفعه ثمن اللي عمله ده كله غالي أوي أنا أحمد السيوفي أتطرد...لا ومن حتة عيل قد ابني.
_مش عيل يا أحمد ده عصام الدالي اللي قدر في وقت صغير يبقى الحوت على كل الشركات وكبر وبقى ليه اسمه من غير أملاك الدالي اللي بقت تحت سيطرته، احنا لازم نخلص منه في أسرع وقت طول ما هو موجود مش هنعرف نرجع زي الأول في السوق.
استنكر أحمد وعيده بقوله:
_لا ده مش هيقع بالبساطة دي أنا شوفت في عنيه قوة عجيبة خلاني أخاف منه وأنفذ اللي عايزه.
_طب هنعمل إيه ؟
سأله أيوب لاستدراج خطته ومعرفتها، فابتسم الآخر بشر ونادى مساعده :
_مصطفى.
حضر مساعد ووقف إلى جانبه ينتظر أمره فقال أحمد:
_هات الصورة.
مدّ مصطفى الصورة المنشودة لأحمد الذي مدها هو الآخر لأيوب وقال متفاخرًا بثقة:
_ اتفضل دي الورقة الرابحة .
أخذ أيوب الصورة يتأملها ، صورة فتاةٍ بعينين خضراوتين، جميلة، نظر إلى أحمد ليستفهم ما يحدث فقال أحمد :
_دي ندى الدالي بنت عمه وأخت خالد .
_مش فاهم دي ورقة رابحة إزاي ؟
هتف ساخرًا ، ليبتسم الآخر بثقة متابعًا حديثه:
_ندى تبقى خطبية عصام وهو بيحبها موت.
_و أنت أش عرفك ما يمكن جواز مصالح عشان الأملاك متخرجش بره.
سأله فارضًا احتمالًا آخر ، لكن أحمد تعالت ضحكته وهو يخبره :
_ أنت معاك حق بس من يوم ما الحيوان ده طردني وأنا عينت واحد يراقبه عشان أعرف مين الورقة اللي هلعب بيها فطلعت دي.
قالها متلقفًا الورقة من بين يديه يرميها على المكتب ، تبعه قوله الشيطاني:
_جهز نفسك للجاي يا آآ.. يا بوص .
**********
جلس عصام مع خالد يحدثه بأشياءٍ تخص العمل، لكنه على ما بدا كان يحدث نفسه ، فخالد شارد الذهن لا يستمع إليه.
_خالد أنت يا ابني.
صاح عصام بها ينتشله من شروده فسأله بقلق:
_ها ؟ في حاجة ؟
_مالك ياخالد بكلمك وانت مش معايا خالص ؟
سأله بريبةٍ ، فزفر خالد بعمق، ونهض من مكانه يأخذ أغراضه قائلًا بنبرته المرهقة:
_ أنا فعلا مش معاك أنا هرجع القصر مش عارف أركز في أي حاجة.
_سلام
رحل خالد إلى القصر ، وبقي عصام حزينًا عليه في المكتب، أرتخى جسده على كرسيه يفكر كيف يمكنه مساعدته
**********
_ ياسو حبيبتي .
هتفت ندى بمرحٍ فالتفتت ياسمين إليها مكتفيةً بابتسامةٍ جافة، تقدمت ندى بخطواتها إليها ثم أردفت وهي تشد على يدها:
_ يلّا نغني أنا مخنوقة.
_ماليش مزاج يا ندى.
همست بها بصوتها المتعب، تصنعت ندى الحزن، وكسته في نبرتها قائلة:
_ كده؟! خلاص يا ياسمين.
أوشكت ندى على النهوض لتهتف ياسمين بنبرةٍ أشد قوة عن سابقها :
_طب أعزفلك على البيانو و أنتِ تغني؟
شعرت ندى بسعادةٍ وسحبتها من يديها إلى خارج الغرفة، لتقف بها أمام الجميع مبتسمة.
_ياسمين تعالي يا حبيبتي.
هتفت أمال تحتضنها وأجلستها إلى جانبها، ثم نظرت لندى تشكرها لما فعلته، ابتسمت ندى إليها ثم نظرت لسها قائلة:
_ يلا يا سها هاتِ العود ويلا هنغني كلنا .
بدأت ياسمين تعزف على البيانو وإلى جانبها سها تعزف على العود، وندى تغني . ثم صممت أن تغني ياسمين، بعد إلحاحٍ كبير غنت ياسمين أغنيةً بثت فيها جراحها وتعبها وما عانته خلال هذه الأيام.
دخل خالد مستمعًا لصوت ياسمين وهي تغني من الخارج ، وقف قليلًا يراقبها، لكنه لم يستطع الصمود فصعد لغرفته حزينًا.
**********
كان عصام منهمكًا في الأعمال التي تراكمت عليه بعد رحيل خالد، انتفض فجأةً عندما فتح آسر الباب بقوة وهو يركض، فنهض عصام من مكانه وحدّثه بحدة :
_في إيه ياحيوان أنت داخل سوق؟
تلفت آسر حوله يبحث عن خالد ، ثم سأله بقلق:
_مش وقته، بكلم خالد مبيردش هو فين؟
_في القصر .
أجابه ولا يزال الآخر يبحث بعينيه عن مخبأٍ ، وهتف بضيق:
_يعني مفيش اللي أنت؟.
_هو فين اطلع يا زفت.
صوت عادل يعلو من الخارج ، فاختفى آسر وراء ظهر عصام وقال مستنجدًا :
_افاكر اني اخوك مرة ودافع عني!
_ أطلع والله لأموتك.
صوت عادل يرتفع أكثر ، فدخل المكتب يبحث عنه بعينيه ، تفاجأ عصام من هيأته وقال منصدمًا :
_ في إيه ياعادل ؟ ومين اللي عمل في وشك كده؟
_ الزفت اللي وراك .
هتف بحدة ، تبعها تبرير آسر بخوف:
_والله ما عملت حاجة ده هو اللي قالي متعرفش عصام بيحط إيه على بشرته عشان تبقى صافية كده فكتبتله على الكريم اللي شوفته عندك في المكتب.
_الله يخربيتك يا غبي .
احتدت نبرة عصام وهو يصرخ به ، اقترب عادل منهما في محاولةٍ لإمساكه قائلًا :
_والله لأقتله.
_ اهدى يا عادل إن شاء الله خير .
قالها عصام وهو يخفف من حدة غضبه في حين اندفع آسر بحديثه الساخر :
_ أعملك إيه ما أنت اللي غبي أنت حطيت كام مرة ؟
_مرتين.
أجابه وكأنه نسي ما أصابه، فارتفع صوت آسر يؤنبه :
_غبي مش أنا قولتلك أربع مرات ؟
_بس ياحيوان .
اسكته عصام بحدة ، في حين اندفع الآخر مجددًا في محاولةٍ لإمساكه :
_والله لأقتله ده وشي باظ خالص يا أنا يا هو النهارده.
ابعده للخلف وهو يشير له:
_خلاص يا عادل أنا هطلب الدكتور فورًا يجي يعالجك متقلقش .
قال بضيق وهو ينسحب للخارج :
_ماشي يا عصام أنا في مكتبي لحد لما تجيب الدكتور .
أمسك عصام أخاه من رقبته من الخلف يضغط عليها بقوة ويهتف ساخطًا :
_أعمل فيك إيه ؟ قولي على حل واحد بس!!
_ الحق عليا إني ساعدته.
حمّل آسر نفسه الذنب وهو يهتف بندم من خلال نبرته ، دفعه عصام بقوة فترنح في وقفته واستمع إلى صراخ شقيقه الأكبر عليه بغضب:
_دي مساعدة بتدليه بودرة حشرات وتقولي مساعدة يا غبي ؟! اه دماغي فينك ياخالد ده أنت شايل عني بلاء كبير وأنا معرفش.
****************
عاد عصام إلى القصر ثم صف سيارته وتوجه إلى الداخل فوجد ندى تجلس بالحديقة، اقترب منها فوجد آسر يحاول مواساتها لتردد ندى بصوتٍ مبحوح:
_ليه ياسمين متستاهلش كل ده أنا مش قادرة أشوفها كده ولا قادرة أشوف خالد حزين ومهزوم بالشكل ده.
ردد آسر بهدوءٍ:
_خالد قوي يا ندى هيقوم تاني وهو اللي هيرجع ياسمين زي الأول.
دعت ندى برجاءٍ:
_ يارب يا آسر يارب
فجأة دفع آسر ندى من أعلى مقعد يردد وهو يجلس باريحية أكثر مستحوذًا على المكان بأكمله:
_ إيه ياختي أستحليتي المكان أنا كان مالي قاعدة زعلانة ولا حتى تموتي أبو شكلك عكننتي مودي.
احتقن وجه ندى بغيظٍ، تنهض من على الأرض متمتمة بحنقٍ:
_ أنت بتقول لمين الكلام ده يالا!!
ردد آسر بخوف مصطنع :
_ إهدي يا رمضان مقصدش!
نظرت بجانب عينيها، تردف بحدة:
_ بحسب.
ألقى آسر بمزحة سخيفة:
_لا أطرحي.
احتدت نبرات ندى المغتاظة، تردف بغيظٍ :
_إحترم نفسك يا زفت أحسنلك.
زمجر آسر بغضبٍ:
_أنتِ بتقولي لمين زفت ده أنتِ نهارك مش فايت.
تراجعت ندى بخوفٍ، مرددة بتوترٍ:
_ خلاص يا أسورة ياعسل.
اجابها آسر بغرورٍ:
_ خلاص عفونا عنك.
_ يا خراشي ياناس على الحلاوة
قالتها ندى بمزاح، في حين ضحك آسر يردد من بين ضحكه:
_خلاص يابت الله.
لم تتوقف ندى بل اكملت مرددة وكأنها تداعب طفل:
_ يختي بيضة وطعمة.
ازداد ضحك آسر يردف بصعوبةٍ:
_بس يابت بقى.
رددت ندى بضحك:
_ أنا عملت حاجة الله.
صعد عصام إلى غرفته بعدما تركهم يضحكان،وعلى شفتيه بسمة هادئة.
*******
_ندوش أنتِ هنا يا حبيبتي كويس أنا قلبت عليكِ القصر.
قالتها سها بحماسٍ، في حين وقف آسر أمام ندى، ثم همس لها بتفكيرٍ :
_ ندوش وحبيبتي تبقى عايزة دليفري.
ضحكت ندى تبتعد من أمام آسر مرددة وهي تتجه لسها :
_ عايزة إيه ياسها!
اجابتها سها بحماسٍ:
_ أنا كنت عايزاكِ تيجي معايا بكره أشتري شوية حاجات ليا وأنتِ عارفة ذوقي زبالة فعايزاكِ تيجي معايا.
نظرت ندى نحو آسر مرددة بضحك:
_ إن بعد الظن إثم يا آسر.
تعجبت سها من ضحك ندى لتتمتم بتعجبٍ:
_بتضحكِ على إيه وظن إيه!!
اجابتها ندى بضحك لا يزال مستمر:
_ آسر مفكرك عايزة دليفري.
حركت رأسها بفهمٍ، تردف ببلاهة :
_ما أنا خلاص طلبت وأكلت وزمان الطلب التاني على وصول.
ظهرت علامات الصدمة على ملامح كلًا من ندى وآسر، لتردف ندى بدهشة :
_ بس أنتِ أكلتِ معانا من نص ساعة.
علق آسر بصدمةٍ:
_دي أكلت الطلب الأول والتاني في السكة.
تحركت ندى من أمامهما تردد :
_طب عن أذنكم أنا لازم أنام.
_ أوك ياحبي تصبحي على خير.
قالتها سها وهي تلوح بيدها لها، في حين ردد آسر بمرحٍ :
_هي مالها بردت كده ليه أستني ياندى خديني معاكِ
اوقفته سها تردد بجدية:
_ أقعد أنا عايزاك.
تجمد آسر مكانه، وكاد أن يسير مجددًا ولكن اوقفته سها مرددة وهي تشير لندى أيضًا
_ الله مش قولتلكم أقعدوا عايزاكم.
_ إتفضلي ياهانم السندوتشات اللي حضرتك طلبتيها
قالتها هنية وهي تحمل صينية كبير بها سندوتشات، في حين علت الصدمة وجه كلًا من آسر وندى، لتردف سها وهي تحمل منها الصينية:
_ أتأخرتي كده ليه هاتي.
جلست ندى تتطلع برعبٍ نحو السندوتشات، في حين ردد آسر بصدمة:
_قولي عايزة إيه بس من بعيد متقربيش أيوه كده كويس.
جلست سها بعيدًا عنهما بتعجبٍ من طريقتهما، في حين نظر آسر لندى متمتمًا:
_مش صح كده كويس!
رددت ندى بتفكيرٍ:
_تفتكر.
اجابها آسر بصدمةٍ لا تزال عالقة به :
_ربنا يستر.
أكلت سها كل الشطائر، وما أن شبعت حتى رددت بجدية:
_أسمعوا بقى بما أن خالو راجع بكره أنا عندي الحل لمشكلة ياسمين.
همس آسر وكأنه بمهمة رسمية:
_ إيه الحل يا معلمة!
اجابتهم سها ببساطة:
_ إن نقول أن ياسمين إتعرضت لإغتصاب.
علق كلًا من آسر وندي بتهكم:
_والله ده الحل !!
حركت رأسها بنفيٍ، تتمتم سها بجدية:
_ لا يا غبي هنقوله أن اللي إغتصبها هو خالد.
ازداد تلون وجه ندى و آسر بصدمة، لتكمل سها بكلماتٍ بلهاء :
_وأهو مننا وعلينا.
_ إتفضلي الدليفري ياهانم
قالتها هنية وهي تضع حقيبة الطعام، في حين جحظت عين ندى وآسر بشدة، لتكمل سها بضيقٍ:
_مش معقول كل ده تأخير متدلوش تبس.
علقت ندى بصدمةٍ:
_ أنتِ لسه هتاكلي!
ردد آسر بصدمة:
_الفرح بعد شهرين هقعد معاها أزاي دي! هو أنا لو جريت هيحصل حاجة؟!
اجابته ندى بذات الصدمة:
_ لاء.
ثم ركض الأثنان بعيدًا تاركين سها منسجمة مع الطعام.
********
صعد عصام إلى غرفته، ثم ابدل ثيابه و توجه إلى غرفة ياسمين ليطمئن عليها، فوجد خالد يجلس بجانبها ويبدو عليه الحزن الشديد، تقدم منه عصام متمتمًا:
_عاملة إيه دلوقتي؟!
اجابه خالد ببؤس:
_زي ماهي مفيش جديد.
وضع عصام يده على كتف محاولًا مواساته :
_هتبقى كويسة ياخالد متخفش!
_ولو ده محصلش!
قالها بصوتٍ خالي من الأمل، ليردف عصام بحزم:
_متستسلمش بالسهولة دي.
ردد خالد بألم:
_ صعب أووي يا عصام إحساس بشع أنت مش حاسس بالنار اللي جوايا.
ثم نظر إلى ياسمين النائمة بفعل المهدئ يسترسل بحزنٍ دفين :
_عارف يعني إيه لما حبيبتك اللي كانت بتتحمى فيك من الدنيا كلها عايزة حد يحميها منك
أنا لسه فاكر لما أي حد في القصر كان بيديقها كانت بتدور عليا عشان أحميها.
ردد عصام بجدية:
_ أنت لو ضعفت مش هتعرف ترجعها زي الأول.
ادمعت خالد عينيه بألمٍ، يؤدف بصوتٍ متعب:
_غصب عني، حاسس أن قلبي هيقف لما بشوفها خايفة مني كده، بس هحاول
غادر خالد الغرفة يحمل خيبة آماله، في حين نظر عصام بحزنٍ على حال شقيقته، ثم داثرها بالفراش جيدًا مقبلًا جبينها بحبٍ، ثم سار نحو غرفته ولكنه وجد ندى وآسر يقفان بتعبٍ من الركض، نظرت ندى لآسر ثم انفجرت ضاحكة، ليردف آسر بدهشة:
_بتضحكي
واصلة نوبة الضحكة دون توقف، في حين ازداد تعجب آسر ليردف محاولًا اسكاتها:
_إسكتي.
وضعت يدها على فمها تحاول كبحها، لتردد ندى بضحكٍ خافت :
_ آسفة.
توقفت قليلًا ثم إنفجرت مرة أخرى، لتردف بضحك، ممسكة بطنها :
_مش قادرة دي كلت خمس مرات و إحنا قاعدين.
عوج آسر فمه، ليردف بتوترٍ :
_ أنا خايف بعد الجواز أصحى مالقيش رجلي.
هتفت ندى بضحك :
_ أشمعنا رجلك ما ممكن تأكل إيدك!
اجابها آسر بدهاء:
_لا يا غبية عشان معرفش أجري
واسترسل بتذكرٍ:
_شفتيني و أنا بجري بعد ما وقعت.
حركت رأسها بايجابية، تتعالى صوت ضحكتها مرددة :
_ كان شكلك مسخرة هموت مش قادرة.
ردد آسر بغضب :
_طب إتلمي بدل ما ألمك ما أنتِ هتعيشي مع مصاص دماء أعوذ بالله.
شهقت ندى بغيظٍ، تردف بحدة:
_ نعم قطع لسانك مين ده اللي مصاص دماء ده البوص يعني عمي وعم الشباب كلهم، يخرابي على جماله ولا عينيه الزرقة بتوه فيهم، بصة واحدة منه بتخليني فوق في السما.
علق آسر بتهكم:
_ طب إنزلي ياختي على الأرض.
_ليه ما أنا كويسة فوق.
قالتها ندى بتعجبٍ، ليتمتم آسر بغرور :
_ يابت سيبك منه وتعالي وأنا أتجوزك.
ضحكت ندى على حديثه، تردد بسخطٍ :
_ أتجننت عشان أتجوزك أنت!
عبست ملامحه آسر، ليردف بغيظٍ:
_مالي ياختي مال وجمال وخفة دم.
اشاحت بيده له، تردد بسخطٍ:
_ خليهم يمكن ينفعوك
تقدم آسر منها بغيظٍ، يردد :
_يابت أتقي شري.
تحركت ندى، بعيدًا، تردد بسخرية:
_ ياعم روح و أنت شبه العرسة كده.
_عصام أنت بتعمل إيه هنا؟!
قالها خالد بدهشة من وقوف عصام، ليجيبه عصام ببسمة:
_بتفرج.
_على ايه
قالها خالد بتعجب، فأشار عصام على آسر وندى..
_ أنا عرسة طب تعالي بقى.
تقدم منها في غيظٍ، لتردف ندى بغرورٍ:
_ عيب يا أسورة ده أنا مرات أخوك الكبير.
رفع آسر حاجبه، يردد بلهجة صعيدية:
_و إيه يعني مرات الكبير إحنا حدانا في البلد إن اللي غلط لازم يتربى.
صفقت ندى بيدها بطريقة شعبية، تردد بكلماتٌ شعبية:
_هو مين ده اللي يتربى يا برطمان مربي.
علق آسر بضحك:
_ تصدقي ليقه
حركت ندى رأسها تتمتم بضحك :
_ أه شفتيني وأنا بشرشح بإيدي؟!
اجابها آسر بضحك :
_ عسل بس يا ندوش بلاش طولة لسانك عليا إتشطري على عصام اللي مروقك، أنتِ قدامه زي الفرخة.
رفعت سبابتها بوجهه، تردد بحزم مصطنع :
_ لا ما سمحلكش كله إلا كده..
وهدأت نبرتها فجأة وهي تشير له:
_عادي يا معلم.
اتسعت عين خالد، يردف بصدمةٍ:
_معلم عصام آسر جنن ندى!
استرسلت حديثها بضحكة عالية:
_ النجف يشهد على بطولاتك يا حبيبي، شكلك بيبقي تحفة لما بتتعلق في السقف!
_ أنتِ عرفتي
قالها بدهشة، لتجيبه ندى بضحكٍ :
_ القصر كله عارف .
ورفعت يدها لرأسها بتعب بدى بنبرتها المهتزة:
_آسر العصير اللي أنت أدتهولي ده تحفة طعمه حلو أوي لو لسه معاك تاني أديني كمان كباية.
لوى فمه بتهكمٍ :
_ما خلاص يا ندى أنتِ خلصتيها.
احتقن وجه ندى بضيق، تردد بثمالةٍ:
_كده يارب أشوف عصام معلقك كل يوم.
_متزعليش ياحبيبتي أنتِ هتتعلقي جنبه أنتِ كمان.
قالها عصام وهو يتقدم منهما، ليردف آسربتوترٍ :
_ أزيك ياحبيبي عامل إيه!
نظرت له ندى بثمل، تردد بعدم وعي:
_ كويس أنك جيت طلقني بسرعة عايزة أتجوز آسر.
صدم خالد فوضع يدها على جبينها، متسائلًا:
_ندى أنتِ كويسة!!
اجابته ندى بضحك عالي:
_ ده أنا عسل.
أمسك عصام آسر من رقبته، يردف بحدة:
_ عملت فيها إيه يا حيوان!
اجابته ندى بضحك وهي تترنح بين يد خالد:
_ آسر أنا عايزة كمان عصير.
نظر لها عصام، ثم نظر آسر بحدة يردد:
_عصير إيه ده أنطق لأموتك!
اخرج آسر زجاجة العصير، يردد بسخرية:
_هتموتني عشان شوية عصير أتفضل أهو.
اتسعت عين خالد بصدمةٍ، يردف بكلماتٍ صادمة :
_ينهارك مش فايت ده فيه كحول.
اتسعت عين آسر بصدمة، يجيبه بدهشة:
_يعني إيه هتموت، الواد طلعت صاحبي اللي مدهاني ماليش دعوة!
لكمه عصام بقوة، يردف بحدة:
_ده أنا اللي هموتك
أمسك خالد عصام، ثم قال بجدية:
_مش وقته ياعصام، عمي كلمني وقالي أنهم راجعين كمان نص ساعة ولو رجعوا وشافوا ندى كده هنتقتل إحنا الثلاثة.
اتسعت عين عصام بصدمة يعلق بدهشة:
_هم مش جايين بكرة!!
_معرفش عمي أتصل وقالي كده وزمانهم على وصول.
قالها خالد بحسرةٍ، في حين نظر عصام نحو آسر بشرسةٍ:
_ أقتلك وأخلص، بتشربها كحول!!
وضع آسر يده مكان اللكمة، يردف بألمٍ :
_ و أنا مالي ياعم حد قالها تشرب منه دي هي اللي أتحايلت عليا.
_ إيه ياحبيبتي هتخنقني سيبي الجرفات
قالها خالد محاولًا ابعد يدها عن رابطة عنقه، في حين تمتمت ندى بثملٍ:
_ أنت مش بترد عليا ليه بقولك طلقني.
رفع حاجبيه معهما بسمة متحسرة، ثم قال:
_ دي أحلوت.
ودفعها على عصام، يردد بضحكٍ :
_خد يا عم طلق.
استندت على يد عصام تردد بضحك :
_ يالا.
_يالا إيه
قالها عصام بدهشة، لترد ندى بضحك لا سبب له :
_ طلقني.
نظر عصام لآسر في غيظ، ولكن أتت هنية تتمتم بسعادة:
_ البيه الكبير وصل.
جحظت عين خالد بذعرٍ، وهمس :
_يانهار مش فايت هنعمل إيه؟!
امسك آسر بيد خالد مرددًا بخوف:
_أبوس ايدكم أتصرفوا ده ممكن يقتلني.
أمسك ندى كالقنفذ من ملابسها ، يردد بغيظٍ:
_ تعالى هنا أنتِ رايحة فين!
اجابته ندى بثملٍ:
_ هسلم على البيه الكبير.
ضرب خالد على وجنتي ندى برقةٍ، يردف بغيظٍ من آسر:
_الله يخربيتك يا آسر ندى يا حبيبتي فوقي.
رددت ندى وهي تترنح أمامهم:
_هو أنا إسمي ندى يا آسر يا كذاب أمال بتقولي أن إسمي تفيدة ليه!
حدجها آسر بغيظٍ، يردد بحنقٍ:
_ إخرسي هتودينا في داهية!
– إخفى من وشي أصل وقسمًا بالله أموتك وأنت ياخالد هات جزمة ندى و ورايا.
قالها عصام بغيظٍ يتجه نحو غرفته، في حين حمل خالد ندى على كتفه، لتصرخ ندى بصوتٍ عالي:
_ نزلني الجزمة وقعت، لا جزمتي أنا عايزة الجزمة.
همس خالد بتوترٍ:
_هوشش أديلها الجزمة ياعم.
مد عصام يده بحذاءٍ، يردد بغيظٍ:
_خدي.
اوقفه خالد، متمتمًا بتعجب :
_ أستنى رايح فين!
اجابه عصام بهمسٍ :
_هنخبيها فوق في أوضتي ممكن بابا يروحلها أوضتها.
_ ما تطلقني بقى الله
قالتها ندى وهي تضرب بظهر اخيها، وهو يحمل كشوال البطاطا، في حين ردد خالد بهمسٍ:
_ياحبيبتي أنا أخوكي.
امسكت بوجهه مرددة بشك:
_ وريني كده.
استدارت لعصام مرددة له وهي تصحح قولها بتلعثم:
_ أنت طلقني بقى.
حرك رأسه بايجابية، يردد بعدما دلفا الغرفة:
_حاضر هطلقك بس أسكتِ هتفضحينا.
نظر خالد نحو آسر يردف وهو يمسك ندى كي لا تسير بعيدًا:
_ أنزل يا زفت أشغلهم عما نتصرف في البلوة الجديدة بتاعتك.
تحرك آسر نحو الأسفل يردد بتوترٍ:
_ماشي هنزل.
************
ردد أحمد بدهشة من اختفاء ابنائه:
_هنية هم فين؟!
اجابته هينة بهدوءٍ:
_ناموا يا أحمد بيه مفيش غير الاستاذ عصام وخالد و أنا بلغتهم بوصول حضرتك.
ركض آسر يفتح ذراعيه مرددًا بصوتٍ عالي:
_بابا حمدلله على سلامتك.
احتضنه أحمد بحبٍ، يتمتم ببسمةٍ علت ثغره:
_ الله يسلمك يابني.
نظر آسر نحو محمد يتمتم:
_حمدلله على سلامتك ياعمي.
اجابه محمد ببسمة حنونة:
_ الله يسلمك يا آسر خالد فين!
اجابه آسر بتوترٍ:
_فوق هو وعصام وجايين ورايا.
*****************
نظرت ندى بدهشة للغرفة وكأنها أول مرة تراها، تردد بانبهار غريب :
_ الأوضة دي حلوة أوي أحلى من أوضتي أنا عايزاها.
_ماشي خديها
قالها عصام محاولًا اسكاتها، في حين ردد خالد بتوترٍ :
_ هنعمل إيه دلوقتي!!
اجابه عصام بحنقٍ من عبث ندى باغراضه في إهمال:
_ أنا خلاص زهقت!
نظرت ندى إلى عصام ثم قالت بعبوس :
_ طلقني!
نظر نحو عصام بعدما أجلس ندى على الفراش يردد :
_ دور على طريقة نفوقها بيها!
امسك برأسه في تعبٍ، يجيبه:
_مش عارف أفكر دلوقتي!
ألقت ندى بالوسادة على عصام، تردد بحنقٍ:
طلقني بقى!
أمسك عصام بالوسادة، يردف ببسمةٍ:
_بس لقيتها نحطها في البانيو.
أمسك خالد بشقيقته، يردد:
_دماغك كانت فين من ساعتها.
رفضت ندى التحرك، تردد عاقدة يدها لصدرها:
_ياعم يالا عايزة أطلق.
حرك رأسه بايجابية، يردد:
_حاضر هطلقك بس لما اتنيل واتجوزك الاول، أخلص يا خالد خش أملي البانيو.
صرخت ندى بصوتٍ عالي:
_ طلقني طلقنييييي.
امسك خالد بندى يضع يده على فمها متمتمًا:
_هششش ألحق يا عصام أبوس إيدك أتصرف.
_ أنتِ طالق مرضية كده.
قالها عصام بغيظٍ، في حين ضحكت ندى تردد وهي تحرك رأسها بايجابية :
_ طب يالا نتجوز تاني.
حدق بها في حنقٍ، يردف بغيظٍ :
_منك لله يا آسر ياخويا واسع كده.
ملئ عصام البانيو ثم أشار لخالد بأن يحضرها وبالفعل امسك خالد بكفها يذهب يتوجه بها نحو البانيو، ولكن اوقفته ندى مردد:
_ أنا عايزة عصير
هاودها خالد يجيبها :
_ أوك هنجبلك عصير
امسكت ندى بالتي- شيرت الخاص بعصام تجذبه بشدة، مرددة وهي تغادر الحمام:
_يالا عشان نتجوز وأطلق بسرعة قبل أمشي.
اتسعت عصام بصدمة، يردد متطلعًا لخالد:
_سيبي التيشرت إلحقني ياخالد
أمسك خالد بيد ندى محاولًا افلتها متمتمًا بفزع:
_سيبيه يا ندى.
لم يجد عصام حالًا، ليترجع إلى الخلف وهي لا تزال تمسك بالتي-شيرت، حتى وقف أسفل الدش، ثم قال:
_ أفتح الميه مش هتفوق كده.
استجاب خالد سريعًا لطلبه وبالفعل فتح المياه لتهبط على ندى التي فقدت وعيها، حملها خالد ووضعها على الفراش يردد براحةٍ:
_الحمد لله كده تمام أوي
حدج عصام بنظرةٍ مغتاظة، يردف بغيظٍ:
_تمام فين ياغبي هدومها مبلولة!
خبط خالد على رأسه يتسأل بتعجب:
_ آه صح هنعمل إيه دلوقتي؟!
اشار له قائلًا :
_ أنزل هات هنية تغيرلها بسرعة.
أسرع خالد الى الأسفل ليجد آسر بوجهه يتمتم:
_ها يا خالد عملت إيه!
_ولاه أمشي من وشي أصل أطلع برقبتك
قالها خالد بحنقٍ، ثم استدار ينظر إلى هنية يخبرها بأن تصعد لتبدل ملابس ندى وبالفعل صعدت وبدلت ملابس، وأبدل كلًا من عصام وخالد ملابسهما وانطلق نحو أحمد كي يستقبلوه سويًا، ولكن لم يضع كلاهما خطة لكيفية أخبار أحمد بما حدث لابنته.