![]() |
رواية غمرة عشقك الفصل الخاتمة الاولي بقلم دهب عطية
مسحت صفاء دموعها وانصتت لحديثه وابتعدت....
فتقدم أحمد منها وأخيراً اتى الدور عليه لمباركة زوجته فقدم أحمد لها باقة الورد بصمت فاخذتها منه بخجل وتوتر..... لتجده يقترب منها ويطبع قبله على جبهتها طويلة حسية عميقة المعاني جعلتها تغمض عينيها ويخفق قلبها بجنون مع لذة اللحظة........
لتجده يبتعد عنها ناظراً لعينيها الزيتونية يأسرها فتركت لعينيها حرية تأمله اكثر من اي يوماً مضى... فكان وسيم لدرجة ضاعت في نظر اليه لبرهة
لتجده يهمس بصوتٍ أجش.......
"مبروك يابيبه....... بقيتي مراتي على سنة الله ورسوله......."
ابتسمت حبيبة وضاعت نظراتها الهائمة به أكثر لتجده في اللحظة التالية يعتقل خصرها رافعها
عن الأرض لاحضانه ليدور بها صائحاً بجنون وسعادة.......
"بـــــــحــــــبــــــكــــ..........."
صفق الجميع لهما وصاح اصدقاؤه الشباب بتشجيع
له......وقد اطلق كرم صفير عالٍ وهو يصفق لهما
وكذلك نور التي كانت تقف جواره تتأنق بثوب
أسود طويل يلائم ذوقها الرفيع وترفع شعرها الأسود للأعلى كما امر الغيور خطيبها.......رفعت كف يدها
ونظرة لخاتم الخطبة المزين اصبعها فازدادت ابتسامتها الحالمة جمالاً وهي تلكز كرم بكتفه
بشقاوة تفتن قلبه بها أكثر.........
"عارف لو معملتش الحركة دي ياكرم يوم كتب كتابنا هعمل فيك إيه...... لازم تشلني وتعترف قدام الناس كلها انك بتعشقني مش بس بتحبني......."
نظر لها كرم بعيون عاشقة وقال بمداعبة
الحبيب.........
"ما قولنا دايب يانوري مش عاشق بس......"
اشاحت بوجهها وهي تكبح صيحة مجنونة....
فمسك كرم يدها قائلاً....
"تعالي نسلم على العريس والعروسة...."
اتجهت معه داخل القاعة المقام بها حفل الزفاف
ليبدأ الاحتفال كما يجب..........
بداخل القاعة جلست زينب عند أحد الطاولات وهي تمسح دموعها فلكزها اخيها عارف الجالس جوارها
بتوبيخ...
"جرالك اي يازينب.....كفاية نكد النهاردة فرح ابنك......افرحي شوية وبطلي عياط.... "
نظرة له زينب ثم لابنها الجالس جوار
عروسته..........فمسحت دموعها وهي تقول
بسعادة الأم.....
"فرحانه والله ياخويا بس كان نفسي جمال يكون موجود معانا.... ويفرح بابنه.... شايف ياعارف احمد
زي القمر ازاي بالبدلة ولا عروسته قمر اربعتاشر وهادية وطيبة ربنا يحفظهما ويحميهم
لشبابهم..... ويبعد عنهم عيون الحسود الله اكبر عليهم......... لايقين على بعض اوي ما شاء الله....."
انهت الحديث بإبتسامة راضية.....
فقال عارف بتاكيد داعياً لهم.....
"ربنا يسعدهم يازينب ويكملها ليهم على خير..."
أكدت زينب بمحبة.....
"يارب ياخويا.....باركة ليه عليه كان بيسأل عنك...."
أومأ عارف براسه....
"هقوم اباركلة هو وعروسته دلوقتي......."
اقتحمت عفاف الجلسة وجلست جوار عارف
واضعه طبق مليئ بالطعام امامه.....قائلة
بوجوم....."كُل......."
نظر لها عارف مشدوهاً....... "نعم......"
قالت عفاف بحنق.....
"سمر قالت انك جعان فجبتلك أكل تاكل لحد مالبوفيه يتفتح........"
امتنع عارف بهدوء وهو يبعد الطبق عنه
واضعه امامها....
"كتر خيرك ياست عفاف بس مش عايز........."
ارجعت الطبق امامه وقالت بحزم......
"لا هتاكل انت مش شايف ياخويا وشك اصفر إزاي......رم عضمك لحسان تقع من طولك... دا
اليوم لسه في أوله.... "
ابتسمت زينب متدخله في الحديث بتأكيد......
"انتي كنتي فين من زمان ياعفاف.....دا انا غلبت
معاه دا بيشرب شيشيه اكتر من الاكل والشرب...."
برمت شفتيه اكثر ونظرة له بقوة
قائلة.....
"شيشية مادى اللي جايبك ورا.....كل ياعم عارف....كل........."
ارتعد عارف للخلف قائلا بتوجس
منها....
"هاكل براحة.....الله في ايه ياست عفاف......"
تحدثت عفاف سريعاً بانفعال......
"كل خير...... كل بس لحسان تتعب مننا......انت متعرفش لو جرالك حاجة انا هيحصلي إيه....
قصدي يعني كلنا ممكن يجرالنا حاجة...."
نظر عارف لاخته مشدوهاً فوجدها تنظر له ثم لسمر بلؤم والتي كانت تقف عن بعد برفقة زوجها وحينما التقت عيناه في عينا ابنة اخته الخبيثة فهم المؤمرة المقامة عليه فتوعد لها بصرامة فضحكت سمر وهي تشيح بعينيها عنه ببراءة ناظرة لزوجها الذي يحمل ابنتهم على ذراعه ويدللها كالعادة ........
......................................................................
اتجهت شذى وهنا عند الركن الواقف به كرم ونور وقالت شذى بحماسية.....
"اي ياجماعه الفرح السكويتي ده هو احنا مش هنقومهم يرقصوا ولا إيه.........."
صفقت نور مؤكدة بلهفة الفرح.....
"ايوا ونبي ياكرم قوم أحمد وانا وشذى وهنا هنقوم نور.... بس شغلوا اغنية حلوة......"
اوما كرم لهم قائلاً.......
"ماشي يلا بينا.... لحسان فعلاً الفرح بقا كئيب......."
وصى كرم منسق الحفلة ان يشغل أحد الأغاني المفضلة لدى أحمد........... ثم اتجه الى صديقه والعروس والذين كانوا غارقين في الهمسات والضحكات حتى توقفا بعد رؤية الجميع يقترب منهم....... قال كرم بابتسامة مشرقة وهو يسحب صديقة لساحة الرقص وكذلك فعلت الثلاث فتيات.......
فساله أحمد بتوجس......
"في اي يابني بتشدني كدا ليه........."
اخذه كرم على جنب هامساً......
"فرحك يابو حميد هس هس ودي مش حلوة في حقك... فين ايام ما كنا بنخربها في الأفراح...
هنيجي فافرحنا ونخيب........."
ابتسم أحمد قائلاً.......
"نخيب اي ياعبيط...... هو انا لازم اصيح عشان
اكون فرحان........"
"ايوا تصيح وترقص وتهيص مش فرحك ده مين هيصيح ويفرح غيرك......مبروك ياصاحبي....."ربت كرم عليه وعانقه بمحبة وسعادة حقيقة لأجله...
فبادله أحمد العناق مربت على ظهره قائلاً.........
"الله يبارك فيك يابو المكارم....عقبالك ياض....
هشهيصك ففرحك......."
على الجانب الاخر تحدثت شذى بغيظٍ منها....
"انتي قعده تلوكي تلوكي معاه....... وكانكم مش هتقعدوا مع بعض تاني..... احنا قولنا اي ياحبيبة قولنا هنخربها في فرحك ومش هنبطل رقص........"
قالت حبيبة ببراءة... "ايوا بس انا مبعرفش ارقص........"
لوت شذى شفتيها قائلة.......
"ونبي لو تحيه كارويكا لبسه الفستان ده ما هتعرف ترقص برضو........بلاش تخلقي حجج احنا اتفقنا هنخربها يعني هنخربها...... "
قالت نور أيضاً بلهفة حالمة....
"ايوا ياحبيبة دي ليلة العمر مش بتتعوض....عقبالي......"
قبلتها حبيبة بود داعيه معها....
"عقبالك ياحبيبتي يارب......."
قالت هنا ضاحكة.....
"انا بقا كلها شهرين وسبقك........."
تهلل وجه حبيبة بالفرح وربتت على كتف صديقتها
قائلة بمباركة........
"مش هنسيبك برضو ياهنون هبقا معاكي انا وشذى....."
صدحت الأغنية حولهم وقد أقترب أحمد وكرم منهم وكذلك الفتيات وبدأ الغناء والرقص.......
(حلوة وبتحلي أى مكان وتنوره
والله ما تلاقوا زيها لفوا الدنيا ودوروا
دى جمالها معدى واللى يشوفه بيقدره
والله ما تلاقوا زيها
زيها مين بتهزروا........)
مسك احمد كف حبيبة وادارها عدت مرات وهو يغني مع الاغنية بسعاة......
(تؤمر تتأمر ما هى دى اللى عليها منمر
طبعاً حقها تدلع، تتبغدد قوى، تتمنع.....)
مسك كرم كف نور أيضاً ورقص معها وهو يشارك أحمد الغناء للاميراتين الجميلتين واللتينِ خطفوا قلوبهم منذ أول لقاء.........
(قصاد الغمزة إحنا تلامذة، قصاد المشية إحنا الحاشية
ودى السلطانة وتتسلطن، نغنى معاها ونتسلطن
قصاد الغمزه إحنا تلامذه، قصاد المشية إحنا الحاشية
ودى السلطانة وتتسلطن نغنى معاها
ليل يا عين يا ليل يا عين يا ليل
عين يا ليل يا عين يا ليل يا عين.....)
مسك أحمد كفي حبيبة ونظر لعينيها وهو يردد مع الأغنية بشقاوة وهي تموت خجلاً وسعادة من جمال اللحظة بين يداه وتمنت كثيراً ان يقف عمرها هنا ولو قليل ولا تنتهي أجمل اللحظات بينهما........
(الورد إتنقى بالواحدة عشان خدها
يا جماعة مش ممكن لأه
دى لا قبلها ولا بعدها
مبتدلعش ما هي دلوعه لوحدها
الرقه يا ناس ربانى
ربانى يا ناس بُعدها.....)
بأخر جملة ضحكت حبيبة بقوة وهو أخذ باله من الجملة فغمز لها سراً.....وجواره ردد كرم باقي الأغنية امام عينا نور والتي كانت تتمايل امامه بتناغم وسعادة مع اوتار الموسيقى......
(أنا مش هتكلم أنا رافع إيدى مسلم
القد يا ناس يتدرس منه الغزلان تتعلم
ده أنا مش هتكلم أنا رافع إيدى مسلم
القد يا ناس يتدرس منه الغزلان تتعلم......)
تبدلا الشباب الرقص فاصبحت حبيبة ونور والفتيات مع بعضهن والشباب في الجزئية الأخرى وصياح الشباب كان أعلى وهما يرددون الباقي من الأغنية......
(قصاد الغمزة إحنا تلامذة، قصاد المشية إحنا الحاشية ودى السلطانة وتتسلطن نغنى معاها ونتسلطن قصاد الغمزة إحنا تلامذه، قصاد المشية إحنا الحاشية ودى السلطانة وتتسلطن نغنى معاها
ليل يا عين ياليل يا عين يا ليل
عين يا ليل يا عين يا ليل يا عين.......)
ضحكت حنين وهي تشاهد ما يحدث من بعيد وقد عانقت ذراع عز الدين معقبه بجذل.......
"بحب اوي الافراح اللي من نوع ده......العريس الفرفوش دا رزق........ واحمد طول عمره عسل......."
رفع عز الدين حاجب مكفهر..... "والله......."
انتبهت لما قالته فعدلت الحديث قائلة بمحبة
الأخت....
"مش قصدي ياحبيبي....انت عارف انه عندي زي محمود اخويا....انا قصدي يعني انه ماشاءالله عليه بيعمل بهجة وجو في اي حته بيبقا فيها...ربنا يسعدهم حبيبة كمان بنوته جميلة ورقيقة
وتستاهل كل خير......"
لمح عز الدين سر الحزن في عينيها فهمس في اذنه
مقترحاً بتطيب خاطر تعويضاً عن بدايتهما
معاً......
"تحبي أعملك فرحك زي دا ياعيوني ونرقص انا وانتي فيه للصبح......."
رفعت راسها اليه قائلة ببتسامة حانية......
"موافقة بس يكون انا وانت بس مفيش حد معانا....."
أحاط خصرها بيده متكأ عليه وهو يقول بنبرة
لعوبة.....
"يبقا تحضري نفسك للمفاجأة اللي مستنياكي
ياعروسة..."مالى عليها وقطف قبلة من
وجنتها.....
اسبلت حنين جفنيها وعضت على شفتيها
هامسة......"عز........"
رد سريعاً بحرارة وهو يعود بنظر لعينيها الشبيهة بالوزتين طازجتين.... "ياعيون عز........"
قالت بتوله وهي تعود لعسليتاه الضاريه
بحب........ "بحبك........."
سارت عيناه على خطوط وجهها بتأني عاشق ثم همس حينها بلوعة الحب..... "وانا بموت فيكي ياعيوني......."
وجد من يشده من ساق بنطاله فنظر للأسفل بحنق
ليجد آدم يبتسم له بسماجة قائلاً.......
"بابا عايز أروح الحمام........"
اندهش عز الدين قائلاً....... "دلوقتي........"
رد الصغير بحاجب معقود ببراءة...
"أمال كمان شوية........"
نظر عز الدين لحنين فضحكت وهي تشيح
بوجهها عنه...
فجز على اسنانه وهو ينظر لابنه بغيظٍ........
"امشي قدامي يالمض........"
بعد ان اخذ خطوتين تقابل هو وابراهيم في
منتصف الطريق و الذي عقد حاجباه
سائلاً........
"اوعى تقولي انك ماشي......"
رد عز الدين بنفي قائلاً......
"لا ياسيدي لسه شويه.....آدم عايز يدخل الحمام......"
اقترح ابراهيم بهدوء.....
"خليك طيب هنادي على حد يدخله......."
هز عز الدين راسه رافضاً وهو يداعب شعر ابنه
بحنان......
"لا مش لازم انا هوديه وهرجعلك عشان في حوار في الشغل عايز اكلمك فيه......"
اوما ابراهيم بفتور....... "خلاص هستناك.........."
عندما ابتعد عز الدين برفقة ابنه سالت حنين
ابراهيم بهدوء....
"ابراهيم هي فين سمر مش شيفاها من ساعة
ما نزلنا........"
بحث ابراهيم عنها بعيناه قائلاً......
"كانت هنا من شويه تلاقيها بتسلم على حد من
ضيوفها....."
أشار أحمد لامه وسمر ان يتقدما من ساحة الرقص ففعلوا وصدحت بعدها اغنية هادئة بسيطه عميقة المعاني إهداء لهما الإثنين وقد اتخذت حبيبة والفتيات ركن للمشاهدة وعلى الناحية الأخرى وقفت سمر وامها جوار بعضهما ليجدا أحمد يمسك يد كل واحدةٍ منهن ويردد مع الاغنية التي جعلت الدموع تترقرق في مقلتيهما .....
(بعد الحب ده إيه إللي تعمل كل ده تستاهل إيه
بعد الحب ده إيه إللي تدي حنان كده من غير حساب
نبوس التراب إللي ماشيه عليه......)انحنى قليلاً وقبل يد والدته ثم يد اخته الكبرى تكريماً بسيط لهم على كل شيء جميل فعلوه لأجل ان يصل لهنا........
فلم تقاوم زينب رغبتها الشديد في ضمه لصدرها
وبالفعل شدته من ذراعه لاحضانها تضمه بحنان وهي
تبكي بدموع الفرح والحب والفخر بابنها... فبكت سمر بتأثر وهي تشاهدهما لتجد أحمد يسحبها لاحضانه أيضاً وبقى ثلاثتهما متعانقين في رباط أسري متين.....فاكتملت كلمات الأغنية بنفس الوتر الرقيق الحسي........
(أمي ثم أمي لحد آخر يوم في عمري حضن من أول حياتي وهمه همي إللي كتر خيرها داب خيرها في دمي وعايش فيه
اعمل لها تمثال إللي طيبة قلبها فوق الخيال
اعمل لها تمثال إللي سهرت وإللي تعبت وإللي ربت
وإللي شالت حمل جبال أمي ثم أمي لحد آخر يوم في عمري حضن من أول حياتي وهمه همي....)
صفق الجميع بتأثر والبعض نزلت دموعه من شدة المشاعر المختلطه بين المشهد والالفة والدفء
المشع من ثلاثتهما مع كلمات الاغنية التي تطرب الأذان وتمس القلب من شدة جمالها ومعانيها العميقة......
........................................................................
اقتربت منه بفستانها ذات اللون الفيروزي الرقيق
ووقفت جواره وشبكت اصابعها باصابعه في عناق
محبب لقلبه فنظر لها بعيناه الخضراوين شهوانيتين بالفطرة وقد طال النظر اليها حتى تبسمت شفتيها السخية وعيناها العسلية أيضاً قائلة برقة.....
"شكلك زهقت......."
مط شفتيه مدعي الأسى......
"كل عشان خاطر عيونك يابسكوته.......انا أصلا في مكان معرفش حد فيه......."
انعقد حاجبيها متذكرة.....
"بس انت قولتلي انك تعرف ابراهيم راضي.....وكان في بينكم شغل قبل كده......"
رد خالد موضحاً.......
"دي كانت مرة وماتكررتش تاني....وبعدين في الاجتماع مقعدتش معاه غير نص ساعة.....هعرفه إزاي عشان اجي فرح بنت عمه......"
عضت آية على باطن شفتيها قائلة....
"دا واضح اني ضغطه عليك أوي.....بس والله سمر
عزمتني وعزمتك......"
ابتسم خالد وترك يدها وعانق خصرها بذاعه
قائلاً بتوله.....
"انا مش مضايق يا آية....انا مبسوط اني معاكي...
لو في اي حته.......اهم حاجة اني معاكي...."
ابتسمت آية بحب فقال خالد مداعباً اياها بهمس
وعيناه الخضراء تلمع بخبث....
"وحشتني حصص النحو معاكي يابسكوتي..... مش ناويه تحني عليا وتاخدي حصة معايا........"
قالت بشقاوة تجاريه حديثاً ونظرات....
"افكر ياستاذي........."
اتكا على خصرها في الخفاء بوقاحة.....
"ماتيجي نفكر انا وانتي في بيتنا....... اي رأيك..."
اقترحت بهدوء...... "تحب نمشي...."
زفر خالد مجيباً بصراحة.....
"ياريت..... بصراحة زهقت وعايز امشي... واديني صبرت ساعتين بحالهم لو مش كفاية بنسبالك...
وحبى تكملي السهرة مع صحابك هـ......"
قاطعته آية بدهشة قائلة....
"اي هتخليني اكمل السهرة وتمشي !!......"
أسر عينيها بنظرات قائلاً.....
"انا اقدر هستناكي يايويو....... انا اسيب كل
حاجة ولا افرط فيكي تاني......"
"حبيبي....." اقتربت منها وطبعت قبلة على
وجنته ثم ابتعدت عنه قائلة بابتسامة حانية
راضية......
"انا هاجي معاك كفاية كده.... ادينا عملنا الواجب... وجيت عشان سمر متزعلش خلينا نروح عشان
أطمن على البنات........وعلي يلحق ينام عشان المدرسة....."
نظرت آية خلفها لتجد ابنها يرقص مع مكه
الصغيرة على اوتار اغنية غربية محاول بمهارته في الرقص ان يراقصها بشكلاً متقن لكن الصغيرة
كانت تتعثر أحياناً وأحياناً تتوقف عن الرقص وتظل تضحك عليه فكان وسيم بالحلة السوداء الصغيرة والشعر الاشقر والعيون الخضراء وحركات ساقاه ويداه مع الموسيقى الغربية تجعلها تقهقه عالياً
مما جعل علي يسألها بحيرة.....
"مش بتحبي رقصة التانغو......."
قالت مكة ببراءة...... "بحب حكيم........"
لاحت البلادة على وجهه فسألها...
"إيه !!..... دي رقصة......."
هزت مكه راسها ولم تجبه..... فقال علي بيأس....
"طب تعالي نلعب..... انا ممكن اجري وراكي
واشوف همسكك ولا لا........"
اومات الصغيرة برأسها بالموافقة وركضت بفستانها الأحمر الجميل بين الطاولات فركض علي خلفها يحاول الإمساك بها لكن اثناء ركضهما خبطت
الصغيرة في ساق أبيها الذي حملها سريعاً قائلاً
بتوبيخ لها......
"احنا قولنا اي ياكوكي..... مش قولنا بلاش جري عشان متقعيش........"
اشارت الصغيرة بيدها الى الأسفل قائلة....
"علي....."
"مين ده....." قالها ابراهيم وهو ينظر في الاسفل ليجد طفل أنيق في عمر السابعة تقريباً بحلة صغيرة سوداء وشعر اشقر ناعم مصفف باتقان للخلف... وعيناه خضراوين براقتين........ طفل مهندم وأنيق وسيم.....عندما وقعت عيناه عليه ظن لبرهة انه يصور إعلاناً هنا ؟!.....فهذا الطفل الاشقر مستحيل
ان ينتمي لأحد من العائلتين اطلاقاً !!...
تردد علي قبل ان ينظر الى ابراهيم
قائلاً ببراءة....
"ممكن إلعب معاها......."
رفع إبراهيم حاجبه سائلاً
بخشونة....
"وانت مين بقا...... وتبع مين بظبط......"
رد الصغير بهدوء بريء.....
"انا علي...... علي خالد فؤاد العربي......"
رفع إبراهيم عيناه للأعلى بتذكر.....فالاسم هذا تردد
امامه اكثر من مرة في العمل لكن اين؟......
"خالد فؤاد العربي...... آآه عرفتك..... طب فين أبوك انا مسلمتش عليه.... هو جه معاك؟......."
اوما الصغير وهو يشير لأحد الزوايا
البعيدة....
"ايوا بابا واقف هناك هو ومامي... ممكن العب
مع مكه......"
ساله ابراهيم بغيرة الأب...
"وانت تعرف مكه منين بقا......"
رد الصغير ببراءة مطلقة......
"هي البيست فرند بتاعتي.... بنلعب سوا لما طنط
سمر بتيجي النادي......."
لوى ابراهيم شفتيه واجماً مردداً........
" سمر بقت طنط !!.....ومكه بقت البيست فرند بتاعتك ماشاء الله !! واي كمان.... "
توتر الصغير من هذا الكائن الضخم و الحاد
شكلاً وطبعاً فقال ببراءة....."ولا حاجة......"
انزل إبراهيم ابنته أرضاً بحرص ثم جثى على
ركبتيه نازلاً لمستوى الصغير وقرب راسه منه
قائلاً بخشونة جادة.....
"انت راجل مش كده......"
اوما علي سريعاً بتأكيد.......ربت ابراهيم على
كتفه قائلاً.......
"هسبها معاك وهروح أسلم على أبوك وهاجي تاني اياك ثم إياك تخليها تتحرك من مكانها....بلاش
تجريها عشان محدش يخبطها او تقع منك...فاهم.. "
اهتزت حدقتي الصغير برهبة لكنه هز راسه
سريعاً بالموافقة.......فاضاف إبراهيم
باستحسان......
"شاطر لو سمعت الكلام هخليها تلعب معاك شوية........"ثم ضيق عيناه واضاف بغيرة
الأب....
"بس متقوليش البيست فرند بتاعتي عشان انا بنتي مش بتصاحب ولاد ومش بتاعت حد....سااامع......"
اوما الصغير قائلاً بارتعاد.....
"اوكي يأنكل......."
عاد الاستهجان يلوح على وجه ابراهيم فعقب ممتعضاً وكانه يحدث رجل راشد.....
"انكلّ.....انا انكل..... وسمر طنط.. ومكه بيست فرند......انت مش هتنفع معانا.....فبلاش تفكر مرتين...... "
ساله علي ببراءة..... "مش فاهم يأنكل........"
زفر إبراهيم قائلاً بسخرية.....
"بكرة انت تفهم وانا افهم.... والبست فرند
دي تفهم........"نظر لابنته ثم أمرها بحزم...
"مكه خليكي وقفه مكانك هنا جمب علي....
لحد ما اجي......."
اومات الصغيرة وهي تقف جوار علي وتشبك يدها بيده ففصل ابراهيم ايديهما عن بعضها سريعاً
قائلاً بغيرة وهو يحمل ابنته على ذراعه مغير
رايه فوراً......
"انتي بتمسكي ايديه !.... وقدامي كمان والله ولا
ما هتقعدي معاه ثانية واحده بعد كده......."
ثم أشار للصغير ان يسير امامه وقال بجدية....
"قدامي ياستاذ انت وريني ابوك فين خليني
أسلم عليه........"
عندما سار الصغير امامهما نادت الصغيرة على ابيها الذي يحملها على ذراعه ويرفض النظر اليها
واجماً ........ "بابا......"
نظر لها قائلاً بغيرة جميلة......
"ولا كلمة بتمسكي ايد الواد قدامي انتي اتهبلتي يابنت سمر........"
ضحكت الصغيرة ودفنت راسها في عنق ابيها
وكانها أحبت غيرته عليها كأمها تماماً......فضحك ابراهيم دون صوت وربت على ظهرها بحنان
قائلاً بهمساً مجهد.....
"آآه يامكه امال لما تكبري هتعملي إي فيا....."
وصل إبراهيم لخالد فرحب به قائلاً بود....
"نورت ياخالد بيه المكان......والله لسه عارف بوجودك دلوقتي من ابنك......."أشار على علي الذي اتجه ووقف بين امه وابيه وعيناه معلقة على مكه التي تنظر اليه وتبتسم ببراءة جميلة تخطف القلوب
بشعرها الأسود الناعم والذي يلامس عنقها بجمالا
وبه مشبك شعر موضوع على جنب على هيئة
جنية حمراء الثياب إضافة للفستان الأحمر الرائع والاسوار الحمراء الصغيرة المعلقة في ذراعها كما
تحب الصغيرة.......كانت جميلة بشكل يفتن القلوب والعيون..... كانت تشع شيءٍ فطري يجذب الجميع لها..... مما جعل آية تمد يدها تداعب وجنتها
بمحبه قائلة له بلطف......
"كوكي عامله إيه....والقطه بتاعتك فين سبتيها
في البيت......"
اجابتها مكه ببراءة.....
"بسبوسة نايمه......."
كادت آية ان تخرج قلوب من عينيها وهي
تحدثها.....
"بسبوسة دي قمر وانتي قمرين...."ثم نظرت آية لابراهيم قائلة بمودة.......
"ربنا يخليهالك........مكه دي بونبوناية زي مامتها...."
اوما إبراهيم مردد التحية...
"الله يخليكي.....ربنا يباركلك في ابنك...اتشرفت بمعرفتك يامدام......."ثم نظر لخالد قائلاً بهدوء...
"المكان مكانكم....... يعني مش محتاجين عزومة
ولا إيه....."
تدخلت آية قائلة بود.....
"طبعاً يابو مكه احنا أهل......."
عندما ابتعد إبراهيم بابنته التي لوحت لعلي
بوداع مؤقت....مما جعل علي يهتف
لوالديه بوجهاً عابساً بعد ابتعادها عنه
"انا مش بحبه يا آية......."
رفعت آية عينيها عليه بدهشة....
"لي بس ياعلي......"
عقد علي ذراعيه امام صدره قائلاً.....
"مرضاش يخليني إلعب مع مكه لما قولتله انها البيست فرند بتاعتي......."
صعق خالد مما سمع فأدار رأسه لابنه محدقا به
بقوة متسائلاً بصدمة......
"انت قولت لابوها ان بنتك تبقا البيست فرند بتاعتي ؟!......."
قالت آية بفتور.... "اي فيها ياخالد عادي......."
زفر خالد قائلاً بحنق بالغ.....
"عادي إيه.......دا ابراهيم راضي...دا انا قعدت معاه نص ساعة في الاجتماع فهمت دماغه....دا راجل
من زمن الحرافيش........مش بيتعامل غير
بنبوت........"
عقب علي سائلاً امه
بتعجب...
"يعني اي يامامي نبوت......."
نظرت آية لعلي بحيرة ثم عادت لخالد سائلة
بنفس براءة ابنها......
"مش عارفه......يعني اي ياخالد؟......"
تحرك خالد خطوتين قائلاً.....
"لا دا موضوع يطول شرحه نكمل كلامنا
في السكه واحنا مروحين........."
دب علي بقدمه على الأرض قائلاً
بتزمر طفولي...
"بس انا عايز العب مع مكه يابابا......"
مسك خالد ذراع ابنه ومالى عليه هامساً
بدهاء......
"مش قدام ابوها ياعلي....لم تحب تتشاقى
اتشاقى في الدرا......."
هتفت آية من خلفهم
بحنق.....
"انت بتقوله اي ياخالد......"
نظر لها خالد قائلاً بحزم.....
"كلام رجالة ملكيش دعوة انتي.......يلا بينا... "
خرجوا امامها فلحقت بهم آية وهي تهز راسها باستياء وتجهم فالابن وابيه نسخة متطابقة مهما انكرت دماء الخولي الممزوجة بحب النسوة تجري في عروق رجالها.....وتتوارثها الأجيال !!....
......................................................................
"انتي فين ياسمر......مش عارفه اتلم عليكي...."
استدارت سمر ناظرة الى ابراهيم متجهم الملامح
فقالت بقلق وهي تفصل آخر خطوتين بينهما
وتتقدم منه........
"في اي ياحبيبي مالك.......شكلك مضايق....."
"مفيش......"اعطاها الصغير لتحملها وقال بجدية
والغيرة تشع من عيناه الحادة...
"خدي بالك من بنتك ومتسبهاش مع اي حد....."
انعقد حاجبي سمر بتعجب.....
"اي حد مين ما كلهم قريبنا......سبها تلعب مع ولاد
رحمة ولا رباب......."
زمجر بخشونة قائلاً......
"مش عايزها تلعب مع ولاد خالص...قولتلك خدي
بالك منها......."
ضحكت سمر مشدوهة من تصرفه الغريب
المبالغ فيه..... وسألته.....
"جرالك اي يابراهيم......مالك بس......."
لم يرد عليها بل أشاح بعيناه بوجوم...فنظرت
لابنتها متسائلة.......
"في اي ياكوكي........مالوا بابا......."
ردت الصغيرة باختصار شديد......
"علي......."
"علي هو فين........"ثم نظرة لإبراهيم وارجعت
راسها للخلف بتفهم......
"هو دا اللي مضايقه غيران عليكي يعني......"
وفي نفس اللحظة تقدم مصور الحفل ووجه عدساته
نحو سمر فلاحظ ابراهيم ما يفعله سريعاً فاتجه اليه بخطوات غاضبة وانزل الكاميرا بكف يده حتى
تصور الارض ثم نظر للمصور بعدائية عنيفة
وكانه غريمة.....
مما جعل جسد الرجل ينتفض بخوف امام
هذا الهجوم الغريب وحدثه بتلعثم.....
"في اي ياباشا.......انا بشوف شغلي......."
تشدق ابراهيم بغضب.......
"شوف شغلك هناك عند العريس والعروسة....محدش قالك ان احنا عايزين نطلع في الفيديو........"
تحدث الرجل بسماجة موضحاً......
"ياباشا الكاميرا لازم تجيب كل الحبايب هي مش الانسة اخت العريس برضو........."
توسعت عينا ابراهيم بغضب بالغ وهز كتف
المصور هادراً.........
"آنسه !!.....ليه انا والعيله اللي على درعها دي شفافين بنسبالك....."
نظر الرجل اليه ثم للصغيرة التي تحملها سمر على ذراعها..... ثم قال بارتياع...
"لمؤخذه ياباشا معرفش انها المدام......."
خبط ابراهيم على كتف الرجل عدت مرات قائلاً بهمجية...."اديك عرفت شوف شغلك بعيد عننا......"
ابتعد الرجل سريعاً عنه......فاتجه ابراهيم اليهما
بملامح خشنة وعيون متوعدة فكانا الإثنين معاً
هالة من الجمال والانوثة متطابقتين شكلاً وروحاً
وشقاوة بالفساتين الحمراء التي ازدادا بها جمالاً
وجاذبية إضافية......ماذا يفعل في نساء عائلته......يبدوا انه بحاجة للتوائم الأولاد حتى يساعدوه في حماية نسائة عند غيابة.........
"اعمل اي فيكم انتوا الاتنين اعمل إيه......"
ابتسمت سمر معقبة
بمحبة....
"خليك كده دايما سندنا وضهرنا......."
زم شفتيه بحنق شديد قائلاً بصرامة....
"الكلام دا مش هياكل معايا....الفستان اللي انتي لبساه ده هحسبك عليه لما نروح.....لا وملبسى البت
زيك هلاحق على مين ولا مين فيكوا......."
قالت سمر بدهشة.......
"الله مالوا الفستان ماهو طويل وواسع اهوه
وبعدين انا قسته قدامك من يومين وكان عجبك ووفقت عليه اي اللي حصل بقا.....وكمان فستان
مكه كان عجبك وقولتلي ان حلو......."
لم يرد عليها ابراهيم وظل واجماً بملامح صلبة فضحكت سمر وهزت راسها باستياء
قائلة.....
"جرالك اي ياهيما.......طلعت غيور اوي......"
رد سريعاً باللهجة حاسمة......
"وليه مغرش.......اللي بيقا عنده اتنين زيكم لازم يغير.......مفيش أفراح بعد كده لا ليكي ولا ليها..."
رفعت حاجبها بتمرد...... "هتحبسنا يعني......."
أكد بنبرة خشنة......
"ايوا روحي قعدي جمب امي وامك واوعي
تتحركي من مكانك لا انتي ولا هي سااامعه......"
ابتسمت سمر ببرود قائلة بسخرية......
"انت تؤمر ياسي ابراهيم........تحب اربط نفسي بالكرسي ولا استناك تيجي تربطني انت......."
هتف بحنق...... "سمر........"
زفرة بوجوم وهي تدير وجهها بعيداً
عنه بتبرم....
"خلاص هربط نفسي بنفسي............اووف....."
ضيق مابين حاجباه ومسك يدها
قائلاً..... "انتي نفختي........"
هزت راسها سريعاً بخوف....
"محصلش انا كنت بتنفس عادي......."
ترم يدها قائلاً بأمر..... "طب على التربيزة يلا........"
ابتعدت عنه بخطوات غاضبة وعندما وصلت
للطاولة الجالسة بها والدتها وحماتها جلست
على أحد المقاعد جوارهم بعصبية بالغة ثم
وضعت ابنتها امامها على سطح الطاولة.....
فسالتها نوال بقلق عليها......
"مالك ياسمر جايه قلبه وشك كدا ليه......"
قالت سمر بشفتي مقلوبة
بعصبية......
"كله من ابنك وغيرته وتحكماته........انا زهقت...."
ضحكت نوال عليها وقالت......
"جرالك إيه...انتي اول مرة تعرفيه....دا انتوا عشرت سنين......."
هزت زينب راسها قائلة باستياء......
"قوللها ونبي يانوال ريقي نشف معاها....ياهبلة دا بيحبك وبيغير عليكي........."
زمت سمر شفتيها وافصحت
بجهد......
"وانا كمان بحبه بس مش كده......"
ضحكت نوال اكثر وقالت بلؤم.....
"انتي كمان بتحبيه وبتغيري عليه اكتر من كده...
يابت دا انا بقيت حفظاكي اكتر من بناتي....."
عقبت سمر بأسى.....
"دفعي ياماما دفعي ماهو ابنك في الآخر......"
ربتت نوال على كتف سمر قائلة بحنان.....
"هو ابني وانتي مراته وام حفيدتي......دا انا بقعد اتكلم معاكي اكتر منه......."
لمعة عينا زينب بدموع فقالت لها بود.....
"ربنا يباركلك في صحتك وعافيتك يانوال وتفضلي
محوطه عليهم كده دايماً......"
نظرت لها نوال داعية لهم بمحبة......
"انا وانتي يازينب ياختي هما ليهم مين غيرنا يعني ربنا يهديهم ويخليهم لبعض...ويبارك في عيالهم.. "
حانت نظرة من سمر على ابراهيم الذي كان يقف
عن بعد وعيناه معلقة عليها يحاصرها بنظراته
بقوة تربك قلبها في حضوره...فالقت عليه نظرة
استهجان وابعدت عينيها سريعاً عنه.....ولم تلاحظ ابتسامته الخبيثة التي تحكي عن انتصاره العظيم
كلما راوض جموحها ولو قليل......
فرغم عشقه لشراستها وتمردها إلا انه يهوى ترويضها كما يريد وكم يحب ويذوب في غرامها حينما تنساق
مغمضة خلفه راضية بهذا الترويض وكانه علاجها معه !!........
فهو يعلم منها دون كلام انها تريد من يكن الاشد منها قوة وعناد وفي نفس الوقت يفرد جناح
الحماية عليها ويراوضها بحب.....وهو رغم طباعة الحادة وتصلب راسها أحياناً معه يظل الحب قائم بينهما دون منازع.........وهو يفعل هذا دون ان يمس كبرياؤها الأبي.......فهو عاشق للأبية وكل ما بها يظل بهي أبي يسعد قلبه ويزداد عشقه بها......
.....................................................................
ضحكت حبيبة واشاحت براسها للناحية
الأخرى قائلة بخجل...."احمد بس بقا......"
ابتسم أحمد ومسك يدها الرقيقة بين قبضة يده الكبيرة قائلاً بهمسٍ أجش......
"بحبك يابيبه بحبك اوي..... ومش مصدق ان
احنا مع بعض........ احنا بجد النهارده فرحنا......."
قالت ببسمة اندهاش..... وهي تنظر حولها.....
"بعد كل ده وبتسأل في اثبات اكتر من كده......"
نظر لها قائلاً بوقاحة وجدية......
"فيه لما اخدك في حضني والمسك براحتي من غير ما عيب يا احمد والناس يا أحمد.......بعد كده مسمعش غير اومرك ياسي أحمد... "
رفعت حاجباها باستنكار...
"سي أحمد !!....... انت عايش في بين القصرين
ولا إيه...."
رد أحمد بحزم زائف.....
"هو دا اللي عندي اذا كان عجبك....."
ابتسمت ولم ترد عليه.....فقال هامساً بمرواغة.....
"بطتي......"
نظرت اليه بتردد والخجل يزحف لوجنتيها بقوة
فقال بنبرة لعوبة شقية......
"هتموتي يابطتي النهاردة........ هتتاكلي أكل........"
شهقت دون صوت واشاحت بوجهها هامسة
بخجل صارخ......"يا احمد بس....."
رفع كف يدها الى شفتيه وطبع قبلة داخله هامساً بعدها بحب وعيون تشع عواطف جارفة.....
"بحبك يابيبه......... بموت فيك ياصغنن......"
جن قلبها في خفقات متسارعه فابتسمت لعيناه
بحب قائلة.......
"وانا بموت فيك ياحبيبي......." ثم عوجت شفتيها قائلة بميوعة زائفة...... "ياسي أحمد......."
ضحك لها أحمد غامزاً لها بشقاوة.....
"على هادي يامدلع مش كده...... "
ضحك الاثنين معاً وظلت ايديهما مشتبكه ببعضها بتناغم جميل........ حتى اتى مهنئاً لهم لم يكن أبداً في الحسبان رؤيته هنا الآن لكنه اتى وجعلهما للحظة يتركوا ايديهما ناظرين له بصدمة وتردد........
وقف أحمد ولحقت به حبيبة وحدقا في هذ الضيف... الذي اتى بحلة أنيقه ومظهر مهندم رافع راية السلام لأحمد قائلاً بنبرة صافية اصابتهما بالدهشة لدقيقتين......
"مبروك يا احمد..... الف مبروك يابشمهندسة........"
نظر أحمد وحبيبة لبعضهما ثم ليوسف وكان أول من تحدث بعد ان ذأبت الصدمة من عليه أحمد الذي تبادل معه السلام باليد قائلاً بترحيب فاتر ومزالت الدهشة تلوح في عيناه وصوته.......
"الله يبارك فيك يايوسف عقبالك........."
لم ترد حبيبة او ترفع يدها اليه بل اخرجت شبه ابتسامة على محياها وهي تهز راسها كعلامة شكر لحضوره هنا....
القى يوسف نظرة أخيرة عليهما قائلاً
بصعوبة....
"ربنا يسعدكم......... مبروك مرة تانيه........"
أبتعد بعد تلك الجملة ليجد كرم ياتي عليه ويسحبه
من ذراعه قائلاً بدهشة وابتهاج بعد رؤيته.....
"يوسف...... جيت امتى.....مقولتش ليه كنا جينا مع بعض تعالى....... تعالى قعد معانا....."
سار معه يوسف سائلاً بفتور.....
"هقعد مع مين بقا......"
عندما تقدما من أحد الطاولات اشار كرم
بتعريف عن الجالسين بصحبته......
"دي ياسيدي اختك اللي هي خطبتي......"
ابتسم يوسف وهو ينظر لاخته قائلاً
بمناكفة..... "دي غنية عن التعريف......."
ضحكت نور قائلة بمشاكسة..... "طول عمري ياچووو....."
ابتسم كرم وتابع وصلة التعريف......
"ودا ياسيدي حسين جارنا ودي خطبيبته وبنت حطتنا وكمان صاحبة العروسة هنا.... ودي شذى صاحبتها....."
اوقفته شذى بهجوم مبالغ فيه وهي ترفع راسها بغرور قائلة....
"اي صاحبتها دي جايه على قفاها يعني.... انا كمان صاحبة العروسة البيست فرند........اصحاب الروح بروح....تشرفت بمعرفتك يايوسف......انا قبلتك قبل كده في فرح سمر وابراهيم بس انت شكلك
نسيت.... "
نظر لها يوسف بحيرة.....
"لا فعلاً مش واخد بالي يا....."
اكملت عنه مثرثرة كالعادة......
"شذى.... متغيرتش كتير عن الأول... لسه زي مانت...."
همست داخلها سراً......
(موووز يابن اللذينه.......)
ابتسم يوسف بترحيب وشاركهما الجلسة فظلت شذى كالعادة تثرثر في عدت اشياء وببراعة تجذب اهتمام الجميع لها حتى هو أحيانا كان ينجذب لحديثها ومزاحها الظريف.... وأحياناً يشرد في العروس البعيدة الجالسة جوار زوجها في كاملة اناقتها وسعادتها بثوبها الأبيض.......
ثم يعود لمن يجلس معهم وتاتي عيناه في عينا
شذى ذات الامعة البنية والملامح الجميلة
والحجاب الرقيق...... فتجذبه لوهلة نظراتها
الصريحة رغم الهدوء البادي عليها...نظرة صريحة تخبره ببساطه انها تعلم سره......والحب الذي يكنه للعروس !!..
بلع ريقه وهرب من عينيها الصريحة فابتسمت شذى
واخرجت من حقيبتها ورقة صغيرة وكتبت عليها في
الخفاء شيءٍ ما ثم نهضت من مكانها وعندما مرت من جوار يوسف القت الورقة جوراه فاخذها هو سريعاً ثم نظر لمن يشاركهم الجلسة ليجد كل شخصاً مندمج مع حبيبته ففتح الورقة بتريث ليجدها كتبت فيها ببساطه....
(الحب الأول لا يموت بل ياتي الحب الحقيقي
ليدفنه حياً.......)
رفع عيناه عند الركن الواقفه به شذى فوجدها تنظر اليه وتبتسم برقة ثم تشيح بعينيها عنه متابعة
رقص العرسان على اوتار اغنية رومانسية بالغة المشاعر والحب.........متعانقاً بشكلاً شاعري والتناغم سر تواجدهما معاً وسعادة الجميع بي تجمعهما أخيراً.......
(وماله لو ليلة توهنا بعيد، وسيبنا كل الناس
أنا يا حبيبي حاسس بحب جديد، ماليني دا الاحساس وانا هنا جمبي أغلى الناس، جمبي احلى الناس حبيبى ليله..... تعالى ننسى فيها اللى راح تعالى جوا حضنى وارتاح دى ليلة تسوى كل الحياه........)
ضمها أحمد لصدره هامساً مع كلمات الاغنية جوار اذناها فذابت حبيبة على همسات صوته العذب واغمضت عينيها مرتاحه على صدره ونست كل شيءٍ من حولها إلا هو صوته احضانه رائحته الرجولي ضربات قلبه الشاعره بها تضرب صدرها بشوق........انها تضيع وتنسى كل شيءٍ من حولها
إلا شيءٍ واحد حبها لأحمد وعقد الزواج الذي مضته ووثق امام الجميع انها اصبحت زوجته على سنة الله ورسوله فيحق لها الآن ان تلمسه وتشعر به اكثر من الازم وتتباهى علناً بحبها له امام الجميع دون خوف او قيود.......فهي زوجته.....هي الآن حرم المهندس( أحمد جمال) حب المراهقة والصبا
وشريك الحياة حتى يجتاح الشيب راسها معه...............
(حبيبي المس ايديا عشان اصدق اللي أنا فيه
ياما كان نفسى اقابلك بقالي زمان، خلاص وهحلم ليه
مانا هنا جنبي أغلى الناس، جنبي احلى الناس
حبيبى ليله تعالى ننسى فيها اللى راح
تعالى جوا حضنى وارتاح دى ليلة تسوى كل الحياه ومالى غيرك ولولا حبك هعيش لمين حبيبى جاية اجمل سنين وكل مادا تحلى الحياه...........)
شعرت بمن يجلس جوارها ويعانق كتفها بذراعه ثم يضمها لصدره قليلاً وعيناه كانتا معلقة على العرسان في ساحة الرقص......رافضاً النظر اليها الآن......
ابتسمت سمر ونظرت لجانب وجهه بتوله.....فمهما فعل سيظل قلبها هائم به متيم بحدة طباعه قبل ان يغرم بلين قلبه........
تبدلا نوال وزينب النظرات مبتسمين بمحبة بعد رؤية ابراهيم جالس جوار زوجته يعناقها بذراعه يطيب خاطرها دون كلام تارك لافعالة الصادقة حرية البوح بمشاعر عشقه الجياش لها.......
........................................................................
ازداد خفقان قلبها بخوف بعد ان ودعت والديها عند باب الجناح ودخلت