رواية وصمة عار الفصل العشرون بقلم خديجة السيد
بينما ظلت اليزابيث تستمع الي زين بصمت و قد تحول شحوب وجهها الى لون رمادى كما لو كانت قد فقدت الحياة،فقد كان عقلها قد اغلق من شدة الصدمة التى تعرضت لها.. فهى لا تصدق ان يصل الامر بـ زين بان يعترف بنفسه بفعلته الواقحه هكذا..و بالطبع آدم قد يصدقة فهو صديقه.. وغير ذلك هو لم يكذب أو يفتري علي نفسه فقد حاول الاعتداء عليها بالفعل من قبل.. تسارعت انفاسها و احتدت بشدة شاعراً كأنه ستار اسود من الالم يكاد يبتلعها وهي تري آدم كيف ينظر لها...
لتسرع اليزابيث التي ما ان افاقت من صدمتها اسرعت له راكضة من شدة العاطفة التي تثور بداخلها راغبة بازالة فكرته الخاطئة تلك باي ثمن وقبضت على ذراعيه قبل ان يصل الي باب المنزل فقد كان قاصد الذهاب الى زين؟ ليقف مديراً نفسه نحوها ليسمعها تقول بصوت لاهث يملئه الذعر
= آدم انتظر من فضلك... لا تسيء الفهم أرجوك، أعرف انه خطاي لأنني لم اتحدث معك بشان ذلك من البدايه لكن ارجوك لا تظلمني قبل ان تسمع مني اولا
نفض آدم يدها بعيداً عنه هاتف بقسوة تعاكس الانكسار الذى يتصدع بداخله
= ماذا تقولي لي بالضبط؟ ماذا تقصدي بقولك معني ذلك أن زين يقول الحقيقة وأنه حاول مهاجمتك كما يقول الآن؟
ليكمل آدم صارخاً بصوت مرتجف ملئ بالألم
= تحدثي بسرعة إليزابيث، ماذا فعل هذا اللعين لكٍ؟ وإذا كنتٍ مظلومًة حقًا كما تقولي ، فلماذا لم تأتي إليه وتحذرني منه حتى لا يفعل ذلك معكٍ بعد الآن .. تكلمي ما الذي يحدث بالضبط بينكما دون علمي؟ ؟
انتفضت اليزابيث برعب علي صراخه وشكوكو بها المؤلمه؟ لكن تعرف أنه معه الحق! في اي شخص مكانه وسمع ذلك الحديث سوف يشك بها ويصور الف سيناريو بشع داخل عقلة.. إبتلعت ريقها بصعوبة وامسكت به مقرباً اياه منها و هي تغمغم برفق محاولاً تهدئته
= حسنا سوف اتحدث لكن اهدا يا ادم... و انا ساقول لك الحقيقه كلها ، صدقني الامر ليس كما تظن ولم يحدث شيء بيننا
وقبل أن يتحدث آدم صدح صوت زين الصاخب بحماس مره اخرى وهو يضرب بقوة في صدره بقبضته علي قلبة و هو يهتف بشبه هستيرية
= صدقها يا ادم هي لا تكذب، قلبي اللعين هذا احبها بشده بل عشقها حد النخاع وهي في المقابل رفضت ذلك الحب مثلما ما رفضت لمساتي لها، رفضتني لأجلك أنت يا ادم يا صديقي.. تركتني وذهبت اليك.. وانا لم يهتم احد الي الامي واوجاعي .. حتى لارا ، عندما طلبتني وذهبت إليها ، اقترحت عليه أن اقتل إليزابيث حتى يكون المجال متاح لها لتستولى عليك
اتسعت عينا اليزابيث باتساع بذهول وقلق بينما اهتز جسد آدم بعنف فور سماعه كلماته تلك شاعراً بقبضه قاسية تعتصر قلبه، ثم نظر إلي اليزابيث وهتف بحده و هو يتقدم نحوه وقد بدأ يفقد هدوءه
= إليزابيث اذهبي إلى غرفتك ، ولا تغادريها إلا عندما أعطيكٍ الإذن بذلك .. هيا تحركي بسرعة لما زلتِ واقفة هيا اسرعي إلي الطابق العلوي .
نظرت له خائفه وهي تبتلع الغصة التي تشكلت بحلقها حتي لا تنهار جدار القوة الذى تظهرها امامه ثم تحركت بخطوات مترددة سريعة وهي على يقين تام لما سيفعلة، لذا تحركت باستسلام فهو ليس بوضع تستطيع ان تمنعه من ذلك .
وعندما دخلت اليزابيث إلي الغرفه اسرعت بغلق باب الحمام قبل ان تنهار علي الارض و هي تنفجر باكية و قد انهار السد الذى كانت تتصنع خلفه بالقوة، وضعت يدها فوق فمها تكتم شهقات بكائها الممزقة حتي لا تصل اليه بالخارج، فمثل ما قالت من قبل سعادتها دائما لم تكتمل؟؟ فهي تفكر بأن ادم بعد ما سمع هذا الحديث سيتراجع عن فكره الزواج بالتأكيد.. ثم دفنت وجهها بين ساقيها واضعة يديها حول جسدها المرتجف .
أما في الأسفل اندفع آدم نحوه مغمغماً بصوت اجش خشن
= عيد الآن ماذا كنت تقول من قبل أيها الأحمق؟ انت تحب إليزابيث بالفعل و هذه اللعينة لارا هل اتفقت معك علي قتلها.. لا اصدق ما اسمعه منك الان هل انت بوعيك يا زين
هز زين رأسه علي الفور هامس بصوت بارد يعاكس النيران و الألام التي تمزق قلبه
= لا لا انا جاد في كل كلمه قولتها، انا احب إليزابيث و لارا اتفقت معي على قتلها ،لكني تركتها وذهبت ولم اعطيها رد مباشر باني وافقت .. وانا ايضا من حاولت الاعتداء علي اليزابيث.. هل تريد ان اعترف لك بشيء اخر لا تعرفه !!.
اغمض آدم عينيه بقوة معتصراً قبضته وقد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة وهو يحاول التحكم في غضبه لكنه فتح عينيه شاعراً بالبرودة تجتاحه فور ينقل بصرة بعصبية شديدة إليه.. ولم يشعر بنفسه الا وهو يندفع نحوه يقبض علي عنق قميصه و قد ارتسم معالم الوحشية علي وجهه
= ايها المخنث الحقير، كيف جاءتك الجراه لفعل كل ذلك دون ان اعرف خطتك القذره بينك وبين لارا ، كيف وثقت بك وكنت اعتبرك صديقي المقرب و الوحيد الي .. تبا لك يا وغد.. كيف استطاعت فعل ذلك
ركز زين نظراته المتسعة بالصدمة علي يد آدم التي كانت تقبض علي عنق قميصه و هو لا يصدق انه تجرئ و فعل به ذلك، وقد نسي صديقتهم واخفض آدم نظره الي يده شاعراً بالصدمة هو الاخر مما فعله و همهم زين بازدراء
= اتجرؤ على رفع يدك علي ادم ..
ليصفعه آدم بقوة ليستدير وجه زين بقوة من شده صفعة آدم ليتكلم بغل كبير وهو يمسك فك زين المذهول
= هذه الصفعة لأنك تعرضت لها في غيابي.. أنت من بدأ يا زين ، ومن اليوم لا علاقة لنا ببعضنا حتى لم تعد صديقي المقرب.. ارحل ولم تعود إلى هنا.. لم أعد أستطيع أن أتحمل النظر إلى وجهك حتي ، صدقني إذا رأيتك بالصدفة في مكان ما أو حاولت إيذاء إليزابيث؟ اقسم بما احل القسم ان اقتربت منها سأقتلك ،هل تفهم .
صمت زين قليلاً لتدمع عينه بألم ثم ليقول وهو ينظر له بحزن كبير وندم
= سامحني آدم ارجوك اريدك ان تسامحني انت و اليزابيث...لقد ندمت اقسم لك ضميري انبني ولم استطع حتي ان اوافق واقتل إليزابيث لأني أحببتها بصدق حتى ان رفضت حبي.. آه اعتذر لم أقصد لكن لم استطيع السكوت عن الظلم اكثر من هذا...لهذا انا سأرحل ولم اضل هنا.. انت محق صداقتنا انتهت الى هنا، أنتبه علي اليزابيث يا ادم..لان هناك الكثير غير لارا يريد ان يؤذيها... انها تغار منها بشده وتحقد عليها لدرجه بشعه .
ليرد آدم عليه بأشمئزاز ويبصق امامه علي الارض
= ارحل لم انتظر تحذيراتك .. وأنا اعرف جيدا كيف احميها من الجميع.. أنا اشمئز من نفسي لانني اخترتك صديق لي وادخلتك حياتي وجعلتك تلعب بي الكورة.. ولكن الان لن اصمت سأنتقم من من سبب كل شر حصل بحياتي وحياة اليزابيث .. واريدك ان تأخذ حبك هذا وتضعه بالجحيم... ارحل يا زين لم يعد لك مكان بيننا بعد الآن .
❈-❈-❈
ظل آدم واقفاً بمكانه عدة لحظات و هو يصارع ما بداخله من ألم و غضب قبل ان يفرك وجهه و يلتفت الى الدرج ثم صعد ليرى إليزابيث ،رغم أنه كان يشعر انه يحتاجها الان اكثر من اى وقت مضى، لكن يجب ان يقسى عليها قليلا حتي لا تعدها مره ثانيه...
بينما كانت اليزابيث مستلقية علي الفراش تحتضن نفسها و هى تشعر بالحزن و الأسف علي حالها فقد امضت الوقت في البكاء الهستيرى و هى لا تردد سوا انها بتأكيد سترحل من هنا وسيطردها ادم بعد ان استمع الى صديقه كما لو اصابتها حالة من الهذيان.. دفنت وجهها بين يديها و هي لا تعلم كيف ستقنعه الان بانه لا يفكر بها بهذا الشكل الشنيع و كل من حوله يأكدون عكس ذلك.... لذا ظلت تحتضن جسدها محاولة احتوائها إلي نفسها حتي فتح آدم الباب بقوة ودخل...
نهضت اليزابيث بسرعه بقلب مثقل و وجه شاحب كشحوب الاموات لتبتلع ريقها بتوتر باضطراب وهي تقول بصوت مرتجف بتبرير
= آدم صدقني أنا ..
تأفف آدم وقاطعها بعنف قائلا وقد طفح كيله فكل صبره كل هذا بدأ ينفذ
= انتٍ ماذا اليزابيث؟ لما كذبتي عليه؟ لما اخفيتي كل ذلك ولم تفكري ولا مره بان تقولي لي الحقيقه حتى احميكٍ منه، كيف تركتي نفسك ذليله لكلب مثل ذلك يهددك لتظلي تحت رحمته بكل استسلام .. لما لم تخبريني اليزابيث لما
هزت رأسها و قد اصبحت عينيها ضبابية من الدموع لتصيح بوجه بألم لو كان خناجر يمزق قلبها
= كانت تؤلمني رؤيتك وَأنت متعلق به وهو صديقك الوحيد، لذلك كنت اتمالك نفسي بشدة خشية أن أراك تعوَد غريبًا كما كنت وَأحاول كلما أخبرني عقلي بأنك لم تذهب وتتركني عندما أتحدث وسوف تصدقني أنا لانك تحبني، لكن قلبي منعني خوفا من ان يتحطم، ولكن من ناحيه اخرى كان ضميري يؤنبني بانني يجب ان اخبرك لتاخذ تحذيرك منه لكني خائفه! من داخلي لتصبح مثلهم مجرد عابر.. كنت أشعر بكل هذا وَأنت لا تعي شيئاً
رد عليها بضيق وملامح منزعجة ممسكاً بيدها يجذبها و هو يزمجر بوحشية و نيران الغيرة تتأكله من الداخل
= ولأجل كل ذلك الخوف كان يجب ان تخبريني يا اليزابيث لان الامر كان خطير بالفعل، لا تخفي علي شيء كذلك مره اخرى وأخبريني مباشرة فأنا أكره المراوغة و دائما تجعلني أشعر بأنكٍ لا تثقي بي كفاية.. أو تشعرني بأني لست في مكانة مهمة عندك حتى تخبرني بماذا حدث لكٍ.. وكأني لست جديرة بأن احميكٍ
اجابته اليزابيث بارتباك و قد ارعبها التعبير المرتسم على وجهه
= ما هذا الهراء الذي تتفوه بة .. هل تشك الآن بمكانتك عندي
زفر بحنق قبل ان يتحرك نحوه الباب قائلاً بنبرة خطرة
= اليزابيث.. أرى من الأفضل لو غادرت الآن
هم بالتحرك لكنها اوقفته تقول هاتفة بصوت مرتجف مختنق بينما تقاوم حتى لا تنهار امامه
= آدم .. هل أغضبتك لهذا الحد.. أنا حقا لم ..
قاطعها آدم وهو يقول بخشونة مستمرا في سيره
= لا تقولي شيئا .. انا فقط متعب ولست غاضبا.. والافضل ان ارحل الان حتى لا نتشاجر وألقي في وجهك بعض الحديث السام، وبعد ذلك اندم عليه..
سارت ورائه تلحق به لكنه هبط وخرج من المنزل ودخل السيارة بعد أن صعد هو وما أن استقر حتى انطلق بسيارته يقود بهدوء متناقض مع تصارع أفكاره ..وهي ظلت مكانها تشتم نفسها وتمنت لو فقط كان ينلفت لسانها السليط لتحكي له من البدايه افضل من ان يعرف بهذه الطريقه..
❈-❈-❈
بعد عده ساعات عاد آدم إلي المنزل بعد أن ظل أربع ساعات متواصله يسير بسيارته دون هدف، ليقف في الردهه عده لحظات برهبة وخوف عندما لاحظ الظلام يعم في المنزل بالكامل ولي لحظه فكر بان من الممكن ان تكون اليزابيث رحلت وتركته بسبب معاملته الجفاء لها، وخلال ثواني انتفض آدم من مكانه قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة ثم اتجه نحو غرفته على الفور و هو يشعر بقلبه يعصف بداخله.. وفتح الباب ليتنهد براحه كبيرة عندما وجدها نائمه أعلي الفراش..
دلف الى الغرفة مغلقاً الباب خلفه برفق و اقترب من تلك الغارقة بالنوم تغطى كامل جسدها و وجهها بالغطاء جلس على عقبيه على الارض بجانب الفراش مزيحاً برفق الغطاء عن وجهها... ليشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه فور ان رأى اثر الدموع على وجنتيها الشاحبتين وتغضن حاجبيها بعدم راحة كما لو كانت ترى حلماً سيئاً... شعر بالذنب يجتاحه فبدلاً ان يجعلها سعيدة بعد أن وثقت به و سلمت نفسها اليه جعلها تبكى و تتألم حتى بنومها..
اشعل الاباجوره جانبها ثم انحنى آدم عليها موزعاً قبلات خفيفة على وجنتيها و عينيها... و هو يقسم بداخله انه سيعوضها عن كل هذا فهى ستصبح زوجته و حبيبته.. و قريباً سيجعلها والدة اطفاله.. شعر بقلبه يخفق بقوة و سعادة تجتاحه فور تخيله انها في يوم ستنجب طفلة تشبها و تورث عنها ملامحها البريئه.. رفع يدها طابعاً قبلة عميقة براحتها قبل ان يهمس بالقرب من اذنها باسمها بلطف محاولاً ايقاظها و هو يزيح شعرها المتناثر على وجهها الى الخلف..
فتحت اليزابيث عينيها ببطئ ليرى الألم المرتسم داخلها مما جعله يرغب بسحق زين الذى لو كان امامه الان لكان قام بقتله في الحال... فاليوم كان بالنسبه اليهم اسعد لحظاتهم يعيشوها، لكن مع الأسف جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن! اخذت هي تتطلع اليه عدة لحظات بتشوش لكنها حين تذكرت ما حدث انتفضت أعلي الفراش هاتفة بصوت متحشرج من اثر البكاء و النوم
= آدم أنه أنت؟ اخيرا عدت .
اجابها آدم بينما ينهض واقفاً علي قدميه
= لما مزالتي تبكين لحد الآن
أومات بلا برأسها بقوة هامسة بصوت مختنق
= كنت خائفة ان لا تأتي.. شعرت كأني أنهيت شعوَري وَلم أعد أشعر بشيئ
ثم استدارت بحديثها بصوت خامل ضعيف و هى تعتدل نصف جالسة
= ادم من فضلك..لا تهددني بتركك مره ثانيه لأنني شخص انفصل عن كثير من الناس ، وفكرة أنك تهددني بالركض وراءك هي قضية خسارة بالنسبه لي، لكن هذا لن يحدث إلا إذا كنت من يستحق ذلك.. وانا اريدك في حياتي لأنني احبك.. لكن أنت من الواضح ندمت على ذلك الحب وعلى قراراتك الاخيره التي اخذتها بشان علاقتنا.. ومن يعلم ربما لم تعد تثق بي بسبب الحديث الذي قال صديقك
جلس بجانبها علي الفراش ممسكاً بيدها بين يديه مرادفا بصوت حازم
= اششش اهدئي لقد كنت غاضبًا منك لأنكٍ لم تخبرني بالحقيقة من البدايه ، لقد جعلتني أشعر بالسوء الشديد يا إليزابيث. كأنني جبان وليس لدي الشجاعة لحمايتكٍ .. من فضلك لا تخفي أي شيء عني مرة أخرى يا إليزابيث.
اخذت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات لتتذكر ما حدث بينهما، ثم اومأت برأسها هامسة بضعف
= كنت خائفه بان لم تعود وتطلب مني ان ارحل واتركك.. وتتراجع عن فكره الزواج بي
وضع يده أعلي فمها بحدة هاتف بجدية و غضب
= اصمتي.. لا أريد سماع هذا مجددا
ثم اقترب منها ممسكاً برفق بمؤخرة عنقها ليدفن وجهها فى صدره متنسياً غضبه هامساً بصوت اجش و هو يحيط خصرها بذراعه
= كيف تفكرين بإمكانية تركي لإدماني
صمتت هي بينما مرر شفتيه على كلإنش من عنقها صاعدا لوجهها ليستقرا بطرف خاصتها قبلها قبلة رقيقة باعثا الشعور بالامان و الإنتماء بنفسها... لحظتها تأكدت بأنه قدرها.. هو من يجب ان توكن معه بغض النظر عن الطريقة التي اجتمعوا بها...بغض النظر عن اخذها بالقوه له او اشتراها او حبسها حتى... هي الآن تملك جزء بقلبها بداخلها وستستسلم.. اجل ستترك عنادها و تنصاع لقلبه.. شبكت يديها وراء رقبته جاذبة إياه لها أكثر وبدون تفكير ألصقت شفاهها بخاصته مستشعرة إبتسامته...
اغمض عينيه يشعر بشفتيها الرقيقة، مرتجفة وكأنها بكل طاقتها تحاول ان تقبله ، وضع يده أسفل رأسها فيلتقط شفتيها بقبلة لا يستطيع التحكم بها ، لكنها كانت مثالية بالنسبة لها ، وهي تشعر بأسنانه التي تحتك بجلدها وانفاسه التي تلفح بشرتها ، انفاسها بدأت تنعدم وهي وكأنها بداخل قوقعة، يلفها بأحضانه.. وبعد فترة أنفاسهم تقاطعت شعرت بحركة يده أسفل ثوبها صعودا وضغط عليه ليفتح السوسته ثم إبتعد عنها متأملا وجهها عينيها المخذرتين.. وأنزل رأسه لعنقها يمرر أنفه بعنقها مستنشقا عبقها.
ثم قربها منه بواسطة ذراعه التي وضعها على خصرها ليضعها في حضنه دون سابق إنذار ،كتمت أنفاسها عندما وجدت نفسها في حجره عظلاته تحيطها في كل مكان، شعر بأرتجافة جسدها عندما قال لها هامسا في إذنها
= إشتقت لكٍ طفلتي
اغمضت عينيها عندما أزاح الفستان عنها وكان وكأنه كالجائع الى طعام جوعه إليها ، ينظر الى جسدها الصغير الذي كان مختبئ تحت الغطاء.. جسدها ناصع البياض يظهر به من شدة بياض ونقاوة بشرتها، و بأضطراب أجابته
= وانا أيضاً .. احبك آدم
تأملها بشغف قبل ان ينحني عليها و يطبع قبلة حنونة على جبينها مرددا بحب وتملك
= وانا أيضاً احبك اليزابيث ..و أريدك لي
أنهى آدم قوله وهو يجذب اليزابيث عليه يقبلها و يضمها أكثر لصدره قبلاته تزداد تلهفا كذلك اليزابيث لم تشعر بيديها اللتان تعانق جسد آدم وهو يتحسس جسدها العاري أيضا، شعور لم تشعر به سابقاً في علاقاتها الأولى، فكانت تشعر معهم أنها بالنسبه لهم مثل الوعاء يفرغ به الرجال رغباتهم وبالنهايه يرحلون و مقابل ذلك يتركون لها المال؟ مثل عاهره رخيصه ..
لكن ادم جعلها تشعر أنها مثل الحوريه وهو البحار الذي راوغ الموج الهائج وإنتصر بالنهايه وفاز بالحوريه... وبقبلات حميميه رقيقه وضعها آدم على وجنتيها،كأنها كانت شكر منه وإمتنان.. هكذا شعرت اليزابيث وإنتهى هاجس الخوف لديها، حتى تناست أنها أحبت بآخر سابقا، آخر إنتهى اليوم من حياتها للأبد، ولم يعد موجود بقلبها ولا بحياتها غير آدم... ادم الذي يشعر بمنتهى السعاده حقا سابقاً لكن كان هذا الحب كل ما كان يبحث عنه كلا منهما .
❈-❈-❈
إستكانت إليزابيث داخل أحضان آدم وشدد هو من ضمتها ، ثم رفع ذقنها وتلاقت الأعين من جديد وذابت بنظراتهم دون حديث، ثم مال علي كريزتيها وبدأ بتقبيلهما بهدوء وحنان سُرعان ما تحول إلي عاصفة وأندمجا معاً لابعد الحدود.. ثم أبتعد عنها بعد فترة يلهث وهي قالت متنهدا
= هذا كل ما حدث وصدر من زين.. و لم اكذب عليك في شيء
مرر يده فوق جانب وجهها يبعد شعرها الى خلف اذنها قائلا بصوت غاضب بشده
= آه إليزابيث ، لا أعرف ماذا أفعل بكٍ، هذا الشخص الحقير استغل خوفك مني وصمتك فظل مصرا على ما فعله معكٍ .. كان يجب أن تخبريني من البداية حتى أتعامل معه.. فلو لم يعترف بنفسه الآن ماذا كان سيحدث؟ هل كنتٍ ستصمتي على أفعاله الوقحة حتى يحدث ما يريد؟
أخفضت رأسها وغمغمت بصوت منخفض بندم وحزن
= أعلم أنني ارتكبت خطأ كبير ، لكنني كنت سأخبرك ، صدقني يا آدم، أحيانًا كنت أخاف من أفعاله وكراهيته لك ، وشعرت أنه لا يحبك ولا يجب أن تثق بي.فهو الذي أخبرني منذ البداية بقصة والدتك والسبب وراء لما أنقذتني من شويكار ورجالها.
اتسعت عينا آدم بصدمه وهتف متسائلا باستنكار وعدم تصديق
= ماذا؟؟ كنتٍ تعرفي بذلك منه.. يا الهي لا اصدق هذا الشخص الحقير كيف اعتبرته صديقي و واثقت به.. ولما قال لكٍ شيء كذلك من الأساس
ابتلعت ريقها بارتباك وأجابت و هى تهز كتفيها بتردد
= ربما لأنه شعر بالغيرة منك عندما لاحظ اهتمامي الشديد تجاهه ، فحاول تشويه صورتك بعيني .. لكن لا تخف بعد ذلك عندما اقتربت منك وعلمت الحقيقة منك ، صدقتك انت فقط..
لتقابل صمته وهو شارد الذهن في كلماتها بعدم استيعاب وشعر بأسي كبير علي نفسه من صدمته الثانيه بصديقه الوحيد، بينما رفعت رأسها تنظر اليه و وجهه مشتعلاً بنيران الغضب والألم مما جعلها تمرر يدها بحنان فوق ظهره العاري تتحسس برفق وهي تهمس بقلق
= ادم حبيبي اهدأ .. اعلم انها كانت صدمة كبيرة لذلك كنت دائما مترددة في اخبارك بشيء من هذا القبيل.. حسنا الآن انتهينا منه وهو راحل ولم يعد .. انسي يا آدم
اوما برأسه بصمت مما جعلها ترفع نفسها واضعاً قبله على جبينه برفق مشددة من ذراعيها حوله بينما دفنت هي وجهها بجانب عنقه مغلقة عينيها حتي تغرق بالنوم... بينما ظل هو يحتضنها بقوة اليه شاعرا بخيبة الأمل من ثقه الزائد بـ زين..ثم تنهد بعمق شديد وشعر بانفاسها الدافئة التى تلامس جانب عنقه تدليل أنها ستغرق بالنوم ليقول بسرعة بجدية
= ماذا تفعلي؟ لا يوجد نوم قبل أن تأكلي شيئًا .. كان النهار طويلًا ومتعبًا ، ويجب أن تأكلي شيئًا قبل أن تنامي.. أولاً انهضي واستحمي وانا سأذهب احضر لنا وجبة خفيفة
اومأت برأسها بينما لتغرق اكثر اسفل الشرشف محاولة تغطية جسدها لتشبثت إليزابيث بالشرشف اكثر جاذبة اياها حولها وهى تنهض تسير نحو الحمام و هو لا يزال جالس فوق الفراش شارد .
❈-❈-❈
طوال الأيام الماضية لم تترك اليزابيث ادم لحظة واحدة... كانت جواره لحظة بلحظة حتى أنه قصر بعض الشيء في عمله.. وعندما تشعر بقرب انفجار إنهياره من الصدمه والخذلان الذي يشعر به، تقترب منه بكل هدوء وصمت تزرع نفسها باحضانه تمده بعض من الطاقة الذي يحتاجها.... وعندما يعود ليلاً بعد يوم عمل شاق تقف على عتبة باب المنزل تستقبله بابتسامه لطيفه وهو يسحبها لأحضانه برفق وحنان يُحسبان له... كانت بالفعل اليزابيث الدعم والسند الشامل الذي يعطي نبذة مُبسطة عن بحور العشق التي تموج داخل آدم تجاه إليزابيث....وفي احدى الأيام.....
اقتربت اليزابيث منة ببطء وهو جالس على المقعد الأمامي للمكتب شارد في الأوراق الذي أمامه وعندما شعر آدم بها تجلس جانبه علي طرف المقعد نفسه الجالس عليه، ولفت ذراعيها حول رقبته بحنان بينما هو امسك كفها البارد لشفتاه ليطبع قبلة عميقة على باطنه ثم نظر لعيناها التي يغرق بها لتهمس بقولها
= كيف اصبحت الان؟ هل مازلت تفكر في نفس الموضوع
تفهم آدم ماذا تقصد وهو موضوع زين الذي رحل، ليقول بهدوء حازم بالرغم من تنازع ذلك الألم داخله
= ساحاول بكل جهدي حتى انسى.. ولكن لا... لم أنسى ما فعله معه من افعاله الدنيئه، هو تقريبا فعل بي أشياء لم يفعلها شخص يومًا معي ابدًا وانا الذي كنت اعتبره صديقي وأخي...!!
زفرت اليزابيث بعمق شديد ثم اردفت بجدية
= الحياه تسير يا عزيزة، وبالتأكيد لن تتوقف حياتنا هنا بل ستسير ونكمل نحن مسيرة تلك الحياة لنرى من فرح وحزن فيها ! هذه هي طبيعه الحياه ماذا سنفعل .
هز رأسه بصمت ثم ابتسمت بحنان وهي تحتضنه من الخلف وهي تتمتم بحب
= ثم إنك لم تمر ايام طويله حتي تنسي لتكن ذكرى من الماضي، ومن ناحيه اخرى انا ساحاول أن انسيك بشتى الطرق.. لا تقلق سأتكفل بنسيانك..
نظر لها مطولاً بامتنان ثم امسك وجهها برقة ليطبع قبلة حانية على جبينها هامسًا لها وهو يردد له بصوت أجش
= طالما انتٍ معي متاكد بان الامور ستصبح على ما يرام حبيبتي.. هناك شيء اريد ان اخبرك به؟ السيد نيشان الذي من المفترض يكون والدي بالتبني، خلال الايام متاكد بانه سوف يسحب مني وكاله الشركه حتى لا اعمل بها مره ثانيه.. يريد ان ينتقم مني بهذه الطريقه
نهضت لتتسع عينا اليزابيث بدهشة وهتفت باستنكار شاعرا بالذنب وبالحزن معآ
= هل سيفعل ذالك لانك معي.. ادم انا لا اريد ان تخسر عملك و والدك بسببي ارجوك لا تعاند معه
هز رأسه آدم علي الفور وحينها أقترب منها بتردد و أمسك يدها بحزم مزمجرًا بصوت لم يستطع إخفاء ترانيم الألم منه
= الوضع ليست مثل ما تعتقدي إليزابيث. إنه شخص أناني وحاقد ، ولم يعتبرني ابنه في يوم ، وكل ما يريده لمصلحته في المقام الأول هو في الأساس أنقذ والدتي وتزوجها لمصلحته الخاصة أيضًا ، بحيث لا تذهب العموديه إلى شخص آخر .. هناك أشياء كثيرة لا تعرفيها إليزابيث عنه.. لكن لا تلومي نفسك.. وفي غضون أسابيع سأترك الشركة قبل أن يطردني وابحث عن وظيفة أخرى ، وكان ينبغي أن أخبرك بذلك حتى تكوني في الصورة معي .. يعني إذا كنتي لا تريد البقاء معي بعد أن أغادر العمل و ترحلـ ...
ولكن اليزابيث قاطعته وهي تحتضنه... تحتضنه بقوة ثم همست بعمق من اعمق اعمق دواخلها
= سأظل معك مهما حدث كن مطمئن من ذلك .
فتبسم هو بسعاده وراحه ولم يعلق بل عيناه تعلقت بعيناها الهاردة بمشاعر جياشة تشعره بأنه يود اختطافها من وسط ذلك العالم الكبير المليء بالاشخاص الخبيثه والقلوب القاسيه......
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوعين .
كانت لارا تسير بالشوارع بعد أن قد اكملت التسوق وشراء المستلزمات والان بعدها ذهبت الى المقهى وحجزت في محل الكوافير من هاتفها لتصفف شعرها وكانت تجلس تنتظر موعدها.. وأثناء جلوسها بمفردها بالمقهى كانت تفكر في ادم وشارده به، لتتذكر حديث شقيقها انطون عندما اخبرها بتحذير شديد اللهجة بان لا تتدخل وتترك هذا الموضوع له يحله.. لكنها قد اشتاقت له بشده لذا لم تستطيع الانتظار اكثر لتنهض لتذهب اليه إلي الشركه.
وصلت لارا إلي مكتب ادم عندما اخبرت السكرتيره بانها تريد مقابلته، انتظرت عده دقائق حتى بعدها اذنت لها بالدخول.. دلفت لارا بخطوات مترددة واغلق الباب خلفها بهدوء لتتقدم منه متوتره
= مرحبا آدم كيف احوالك .. هل عرفت بما حدث لي
نهض آدم وتقدم ليقف أمامها مباشره ويتحدث بهدوء مراعي حالتها النفسيه
= تقصدين قصه الانتحار نعم سمعت.. لكني اراكي الان بصحه جيده ..وهذا جيد حمد الله علي سلامتك .
اخذت تتشرب بعينيها ملامحه الوسيمة التى كانت تطغى عليه الرجولة و الصرامة حتى اثناء حديثه.. وسدت غصة من الألم بحلقها و هى تقول بعصبية وحزن
= هل قد استلذتك بهجة أن تطاردك امرأه مثلي وتسعى لكسب الود منك؟ هل سعيد بانجازك العظيم وانت تراني بهذا الشكل امامك؟ اشعر بالاسف والانهيار علي حالي طول الوقت لانك دائما ترفض حبي.. لما طول الوقت تعاملني باحتقار هكذا هل سمعت ما قلته يا ادم.. انا حاولت الانتحار بسببك وانت حتى لم تكلف نفسك لتاتي وتنظر بوجهي وتطمئن علي
تنهد آدم بنفاذ صبر مغمغماً بصوت اجش خشن
= استمعي إلي جيد يا لارا، انا لم أطلب منك بان تطارديني طول الوقت بحبك، أنا حتي حزين لما وصلتٍ إليه.. أما عن أنني لم ااتي وازوركٍ في المستشفى، قاصد ذلك .. حتى تستيقظي لنفسك وتعلمي أنه بغض النظر عما تحاولي القيام به ، فإنكٍ لم تحصلي على ما تريدي بالقوة ، كما أنه لن يفيدك بشيء عندما تاذي نفسك لاجل شخص آخر غير مهتم بكٍ.. لارا انا لا أريد أن اعلقك به وأعدك بشيء لم يحدث ، لذا أرجوكٍ توقفي عن حبك لي .
نظرت لارا إلي آدم بطريقة ذات معنى قبل أن تتقدم منه وتقبله أسفل أذنه تحت نظراته المصدومة ثم لتتحدث بصوت مرتجف ملئ بالألم
= لن أتوقف عن حبك أبدًا ، على الرغم من أن ذلك لم يعد منطقيًا .. شكرا على عدم اهتمامك الي ادم .
ثم التفتت لترحل وهي ترتجف في قهر بينما الالم التي تشعر بها بداخلها يكاد يحطم روحها الي شظايا، عقد آدم حاجبيه بضيق شديد ويأس منها ليمسح على وجهه بنفاذ صبر قائلا بصوت مخنوق
= يا الهي ماذا افعل بها هذه حتى تعود الى رشدها .
بينما اسرعت لارا بخطوات شبة تركض الي الخارج وانفجرت باكية لتسرع بوضع يدها فوق فمها مانعة شهقة كادت تفلت من بين شفتيها... وظلت على حالتها تلك عدة لحظات قبل ان تستجمع شجاعتها و تتحرك و هى تمسح وجهها من الدموع العالقة به لكنه غرق مرة اخرى بدموعها التى لم تتوقف عن الانسياب من عينيها... لتمسح دموعها مره اخرى قبل ان تتجه الي الباب الاسانسير و تغادر الشركه...
❈-❈-❈
اخذ ادم نفسا عميقا رافع يده لتطرق الباب ما ان فتحت اليزابيث حتى قابلها آدم تخطته ودلفت واستغرب هو ذلك؟ ليدخل و أغلق الباب ملتفة لها ليلمحها جالسة وسط الصالون الصغير ضامة يديها لصدرها إبتسم بخفة على تصرفها ليقف متأمل إياها كم إشتاق لها طول اليوم.. أشتاق لملامحها كم إشتاق لقربها لصوتها لرائحتها لكل إنش منها أنهى تأمله متقدما ناحيتها ..جلس مقابلا لها، ثم أردف بصوت خشن شادا إنتباهها بعدما كانت غارقة بالتلفاز وهو كان غارق بمنظرها الذي إزداد فتنة
= ألم تشتاقي لزوجك ؟ ما بكٍ غير مهتمة بي على غير العاده
نظرت إليه وابتسمت علي كلمه "لزوجك" و قالت ذامة شفتيها بطفولية
= اهلا بعودتك حياتي.. اسفه لكن انا مشدوده بذلك الفيلم الممتع الان
إبتسم الآخر على فعلتها ليتحدث مركزا نظره بشفاهها بينما يقترب جانبها مقبل وجنتيها برقة قائلا
= صغيرتي انا جائع ..الم تحضري الطعام حتى الان
ابتسمت بابتسامه واسعه له وقبل ان تتحدث تحولت ملامحها الى الغضب وهي تردف به بغيرة واضحا ساحبة قميصه لتشير على علامة احمر شفاه
= ما هذا !!! .. كيف وضع ذلك على قميصك ؟
كان بعالم أخر فقط هو و هي.. حتى فاق علي غضبها وهي تجذبه من قميصه، انسيته إحساسه بيديها جعلت أفكاره لا يستوعبها عقله وهو ينظر الى احمر الشفاء على قميصه ليتذكر أنها قبلت لارا الوقحة ! حمحم آدم لتغير الموضوع ليقترب وما ان كاد يقبلها حتى دفعته بحده مشيرة على القبلة التي تركتها تلك الحقيرة.. ليبتسم بخبث قائلا
=هل صغيرتي تغار.. حبي اهدئي وسوف اشرح لكٍ الوضع لاحقاً
ضمت اليزابيث يديها الى صدرها لتتحدث و تجيب عليه بوجه قاتم
= ماذا انا.. و لما أغار ؟ هيا تكلم لما تؤجل الحديث لاحقا .. تحدث الان ما هذا !!.
تنهد آدم بضيق وقله حيلة ثم ارتجف صوته بقلق بسبب عينيها المسلطة عليه بحدة، و تردد قليلاً قبل ان يستجمع شجاعته ليستسلم ويبدا بالحديث ليحكي ما حدث بالتفصيل.. بعدها حل الصمت بارجاء المكان ونهضت على قدميها بغضب وما ان نهضت اطلقت صرخه صغيره من الغيرة فور ما سمعت كيف اقتربت منه الحقيره بجراه وتقبلة بدون حياء.. لتهتف وعيونها متسعة فور ان زمجرت هاتفه به بشراسة جعلت الدماء تجف بعروقها
= حقيره..و حمقاء تلك الفتاه كيف تسمح لها ان تقترب منك وتفعل ذلك ، ليتها امامي الان لي اعرف كيف اتصرف معها حتى تقترب منك هكذا بكل وقحه.. يا الهي لا اصدق .
سحبها آدم ممسكاً بذراعها ليقربها اليه و جذبها بين ذراعيه يحتضنها بقوة رافعاً يدها الي فمه يقبلها بحنان و هو يهمس لها بصوت مخنوق لاهث
= حياتي، اهدئي اليزابيث يا حبيبتي ،معك كل الحق تغضبي مني ، لكنني تفاجئت بفعلتها حقا
لتقول بانفعال و هي تشعر باليأس عندما أستمرت الأفكار الغاضب برأسها و قد تملكتها الغيرة منها
= تفاجات ام انك كنت سعيد بذلك.. حتى انك لم تنتبه لتمسح دليل هذه الحقيره من علي قميصك.. ابتعد عني ايها الخائن
أبعدها قليلا بهدوء وهو يلاحظ غضبها و غيرتها الواضحة لتتأكد شكوكه بها، لكنه همس بصوت منخفض بتحذير
=إليزابيث ، قلت لكٍ الحقيقة وأنا لا أكذب ، وانتٍ تعلمي ذلك جيدًا.. حسنًا ، أما بالنسبة لآثار الاحمرار التي لم أزلها بعد ، فهذا دليل كافٍ على أنني لم أكن مهتمًا بها، ولم افعل شيء حتى ازيل آثارها بعد ذلك لاخفيها..
صمتت اليزابيث بارتباك وتراجعت من ردة فعلها تلك الزائده وانها تهورت بالحديث كثيرا لذا فضلت الصمت.. تنهد آدم حيث شدد من احتضانه لها دافناً وجهه بعنقها و هو يعلم أنها تفعل ذلك من الغيره وهو تفهم ذلك تماماً لانه قد وضع في نفس الموقف قبل ايام عندما اعترف زين بحبه لها امامه
= حياتي لا تتركي واحده مثلها تعكر صفوك .. حسنا.. انتٍ تثقي فيه صحيح
ضمت اليزابيث شفتها بعبس هامسة بصوت حاد بينما كامل جسدها ينتفض غضباً من الافكار التى تعصف بداخلها
= نعم اثق، واعرف انك لم تكذب علي ايضا .. لكني اشعر بالغضب الشديد كلما تخيلت هذه الحقيره كيف اقتربت منك وقبلتك
ابتسم آدم بخفه عليها، ثم رفعها برفق بين ذراعيه حاملاً اياها نحو غرفة المطبخ لكنها انتفضت باستغراب متسائلة وهو بمنتصف الطريق الي الغرفة هامسة
= ادم.. الى اين تاخذني..
أجابها مبتسماً يغمز بطرف عينيه المسلطة بشغف على وجهها الخلاب خاصة وجنتيها الممتلئتين و المحتقنتين بالحمرة
= إلى المطبخ ، من الواضح أنك لم تطعمني اليوم عقاب لي، لذا فأنا من سأعد الطعام اليوم وستجلس هنا أميرتي تراقبني.
اتسعت ابتسامتها علي حديثه رغم عنها بينما قبل آدم جبينها بحنان وهو يضعها برفق فوق المقعد وذهب يحضر الطعام وهي تطلع له بنظرات مليئه بحب والحنان..
❈-❈-❈
في منزل شويكار، هبطت هانا بخطوات بسيطة حيث الجميع نائم لتتقدم إلي أسفل الدرج و نظرت إلي باكر الذي كان ينتظرها هنا كعادته..و بابتسامة حانية تقدم منها وتحسس جانب وجهها بحنان وهو يخبرها هامس
= اشتقت اليكٍ يا حياتي.. ولدي مفاجاه ساره لكٍ اليوم سنهرب من هنا ولم نعود مره ثانيه .
ذهبت ابتسامتها واتسعت عينيها بفزع وهي تقول بتردد
= ماذا اليوم؟ حبيبي ممكن تؤجله ليوم اخر ..اذا شعر بنا احد سيقتلنا صدقني
جز علي أسنانه بعنف شديد منها ليقول بنبرة رجولية حادة وهو يقول بلوم
= يا الله يا هانا ، هل ستبقى جبانًه طوال الوقت؟ في كل مرة أخطط فيها كل شيء للهروب ، تأتي وتؤجلني بسبب خوفك .. إلى متى ننتظر أكثر من ذلك؟ في النهايه سيحدث ذلك ونهرب بالتاكيد الم يكون هذا مخططنا من البدايه .
إبتلعت ريقها بارتباك وقلق وهي تهز راسها مترددة ثم اومأ باكر مؤكدًا وهو يشد على يد هانا لتتحرك وهي معه.... وما أن تحركون إن وجدوا خلفهم شويكار تنظر نحوهم بغضب شديد حتى اهتاجت اكثر وهي تصرخ
بقوه
= حقيرين أنتم الاثنين.. أخبرتك يا هانا قبل سابق انني اشك بأنة يحدث شيء بينكم.. واذا تاكدت لم اترككم تعيشون حينها..
ليظهر ليام هو الآخر مبتسماً باستهزاء ويحمل بيده سلاح،!! بينما أحتضن باكر يد هانا بخوف شديد عندما شعر بيدها ترتعش بقوه من الرعب... تنفست شويكار بصوت مسموع وهي تقول ساخرة
=و أيضا كنتم تخططون للهرب معا .. وما ادراني من ايضا هنا منكم ؟! يحبون بعضهم البعض ويخططون للهروب.. من جعلكم تفعلون ذلك ورائي اول مرة.. يجعل غيركم يفعلها مرة واثنان ..
ثم نظرت إلي ليام بوجه جامد فهمه علي الفور وهي تقول بصوت أمر شديد
= لذلك يجب ان تعاقبون وتموتوا امام الجميع حتى لا يفعلها غيركم.. لـيـام هيا نفذ .
عقدت هانا حاجبيها بعدم فهم وقلق لتري ليام وهو يقترب منهم بخطوات بسيطة مريبة ويحمل بيده سلاحه، لتفهم بسرعه ما يريد لتقول هانا بخوف كبير وهي تتكلم بجنون وبكاء
= لاااااااااا...لاااااا تـقـتـرب ابــتــعد لـيـام
لكنه لم يرد عليها وفي لحظات رفع ليام يده بالمسدس ليطلق رصاصه باتجاه باكر لتخترق جسده ساقط بالارض..وكل ذلك حدث تحت أنظار شويكار المبتسمه بسعاده وشماته و أنظار هانا المصدومة بعدم تصديق.. بينما ساد الصمت قليلا قبل ان تركض هانا وهي تهبط لمستواه لتضع يدها على وجهه ثم حملت رأسه لتضعها بين أحضانها وهي تردد بلا توقف بصوت مبحوح
= باكر.. باكر ارجوك هيا لا تفزعني اكثر من ذلك... هيا حبيبي انت قوي لن يحدث لك شيء ! باكر لاااا تموت وتتركني حبيبي .. باكر ارجوك استيقظ واجيب علي
لكنه بدأ باكر يغمض عيناه رويدًا رويدًا وهو يتنفس بصوت مسموع... وبمجرد أن فقد وعيه بدأت هانا تصرخ بقوة وتبكي بصوت مسموع وهي تحتضنه بألم شديد
=لااااااااا باااااااكر لااااااا تتركني انا احبك ساموت من دونك باااااكر لاااا .. اتوسل اليك لا تتركني لوحدي في هذه الدنيا آآآآه .
ضربته هانا على قلبة بعنف شديد لعله يستيقظ وهي تتأوه من الصدمه من وسط دموعها لتصيح هي بهستيرية وقهر
= لما فعلتوا ذلك انتم شياطين.. اقسم بالله ليس بشر انتم ملاعين.. آه يا حبيبي اخذوك مني.. باااااااكر ... لااااااا....لاااا تتركني... باااااااكر
بدأ الجميع بالمنزل يفتح الأبواب يشاهدون ما يحدث بعيون حزينه ودموع بينما شويكار تنظر لها بجمود كبير وبرود... وفجاه في خلال لحظات اقتحم أدريان باب المنزل ليدخل هو ورجاله.. التفتت شويكار لتنظر له بأستغراب وهي تراه يصرخ بأسم رجاله ليفتحون الأبواب بقوة...ويهجمون علي رجال شويكار ويمسكوا بهم من رجال ونساء... لتصرخ شويكار بخوف وهما يمسكو بها ويسحبوها إليه وهي تصرخ بجنون....
وعندما رآه ليام ذلك ليسحب سلاحه بفزع ويتجه إلي أدريان حتى يقتله؟؟ لكن أدريان لكمه بقوة واطلق رصاصه الى رأسه ليسقط جثة هامدة ..
ليحاول رجال شويكار الهجوم عليه...ليرفع ليام السلاح ويقتلهم هو و رجاله لذلك وقفت شويكار تمنعهم وتصرخ بهم.... بالتوقف .
ثم اقترب أدريان منها بوجهه المتشوه بحروق كبيره وعميقة بوضوح،و التي تسببت فيها إليزابيث سابقا، فتجهمت ملامحه وهو يقترب منها متساءلاً بخشونة
= اين إليزابيث.. انطقي قبل ان اقتلك مثل ذلك الوغد ليام ذراعك الايمن
إبتلعت ريقها باضطراب عندما وجدت الوضع أصبح صعب وقد قتل بعض رجالها والبعض الاخر محتجزين وهي اصبحت بمفردها امامه...حينها بدأت شويكار تهز رأسها نافية وهي تتوسله
= اتوسل اليك ارحمني واوعدك سأغادر تلك البلاد وأترك الفتيات لك اذا تريد.. ولن تراني مرة اخرى اقسم لك.. ارجوك يا سيد أدريان اتركني .. لن اعود ولكن لا اريد أن أموت ..ارحمني .
شعرت هانا بالصدمة وبالشفقة علي نفسها وعلي الفتيات هنا ،فهم لهذه الدرجه بلا قيمه في الحياه و رخاص لديها... لتنظر إليهم باشمئزاز ثم مسحت دموعها بقوة وغضب ونهضت ببطء لتستغل هانا حديثهم مع بعض لتحاول الهروب هي و باكر المصاب لكنها وجدت صعوبه بالامر وهو فاقد الوعي ومع ذلك لم تستسلم...
بينما كانت وما زالت شويكار تتوسل بضعف شديد إلي أدريان ليتركها ولا يقتلها، ثم تابـعت بخفوت ولأول مرة تتوسل شاعرا بالذعر
= صدقني سيد أدريان انا لا اكذب عليك.. اليزابيث ليس هنا ..ابحث بنفسك عنها فلم تجدها، ثم ما الذي تريده منها بعد ما فعلته معك
فلم يتردد وهو يجيبها بوضوح قاسي خطير
= لأني ساذوقها العذاب الوان مثل ما فعلت بي.. قد رأيتيني في وضع اسوء في المره السابقه بسببها.. هذه الحقيره حولتني الى مسخ دميم.. رجل مسكين يعاني مرارة الخسارة التي جعلت رجولتي بالأرض !! لذلك لم اتركها حتى اجعلها تشعر بما شعرت به..
ليكمل أدريان وهو يهتف بصوت خالي من التعابير
= انطقي شويكار اين ذهبت حتى لا انتقم منك انتٍ بدل منها.. اين ذهبت هذه العاهره
أومأت برأسها وهي تنظر له بسرعة مغمغمة بشكل هيسيتري من الخوف والرعب
= اتوسل إليك لا تفعل.. اليزابيث لقد اشتريها السيد ادم .. العمده المستقبلية للجزيره وابن السيد نيشان.. ومن حينها لم اعرف عنها شيء ولم اراها .
صمت لحظه وأحمرت عينه بشراسة ثم سمعت ضحكات ذلك اللعين أدريان وفجأة بعد أن اشاره الى احد الرجال بسكب البنزين بالمكان وسار بجانب الباب قبل ان يسقط بالارض من فمه بقصد السيجاره، لتشتعل لهيب النار خلال ثواني دون رحمة بالمكان.. ليصرخ أحد الموظفين يصيح بفزع
= حريقة.... المنزل يحترق من كل الانحاء؟؟ اهربوا بسرعه !!!
اتسعت حدقتـا شويكار بعدم تصديق برعب مع ضحكات أدريان التي ازدادت بانتشاء مريض قبل ان يرحل مع رجاله ويتركهم..
وفي الوقت ذاته بالخارج كان الجميع يركض مسرعًا ليخرج من المنزل من استطاع النجاه فقط، انما الباقيه بالنسبة لهم هذا الخروج كان حلم بعيد كل البُعد عن الواقـع....فهم بمجرد أن خرجوا وجدوا النار بالفعل اشتعلت بكل ارجاء المنزل... واصبحت الدنيا مُعتمة من كثرة الدخان الذي انطلق بكل مكان في المنزل... وبدأ الجميع بالخارج يسعل بعنف وهو يرى احدهم ساقط والاخر يترنح والاخر يبدو أنه قطع نفسه تمامًا..... لذلك لم يستطيع احد ان يدخل ويساعدهم.. وبدأ أن كل شيء ينهار أمامهم... كل شيء يفقد قيمته في ذلك المكان القذر المليء بالذنوب والمعاصي !!!!
فكانوا في البدايه يتمنون ان يدخلون المنزل ليحصلوا على ليله بالاجبار مع الفتيات اما الان خائفين حتى ان يقتربوا منه.. بينما بالداخل ؟؟.
بدأت شويكار اختناقها يزداد وهي تشعر بانقباض نفسها.. حاولت التماسك و الثبات وهي تنهض بصعوبة بالغة تزحف بالأرض وتحاول الهروب من هنا لهنا لتنجو ولكن اسفًا..... لم تسعفها أنفاسها او قواها الضعيفه بالاساس... وحاولت ان تفتح فمها وتصرخ لينقذها احدهم ويساعدها.. لكن الجميع كان يحاول مساعدة نفسه اولا او حتى اذا جاءته فرصه فلم يساعدها مطلقاً؟؟ .. فالجميع هنا متمنياً موتها باسرع وقت .. فهي كانت تعاملهم اسوء معامله مثل العبيد لديها.. فبدأت تلتقط أنفاسها بصعوبة قبل أن تسقط مكانها فاقدًا للوعي وربما بعد قليل للحياه بأكملها !