رواية وصمة عار الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم خديجة السيد


  رواية وصمة عار الفصل الواحد والعشرون بقلم خديجة السيد

بعد مرور أسبوعين، انتقل ادم و إليزابيث إلي منزلهم الجديد الذي أجرة آدم و كان صغير الحجم عن الاخر وفي مكان معزول عن الجميع شبه ما، لكن كانت اليزابيث سعيده بمساحه الصغيره وقالت الى ادم بانه أعجبها و ستملى بالزهور الجميله قريبا ليصبح اكثر روعه، ومع الوقت سيحشد بالذكريات الجميله مع بعضهما البعض .


بينما كانت اليزابيث انتهت من تنظيف المنزل ودلفت لتحضر الطعام ثم اقتربت من غرفه أدم حتي تخبرة وعندما دخلت وجدته يقف بجانب النافذه شارد الذهن ويبدو انه مهموم جدآ في التفكير.. تنهدت بحزن شديد

علي حاله، واقتربت لتقف خلفه تضع يدها على كتفه والتفت خلفه بهدوء ثم احتضنها بقوة وضممها لصدره لداخل قلبه ثم قبل رأسها ورقبتها وشفتها ..و قالت هي بحب


= احبك .. احبك يا ادم و سأظل معك لا تفكر كثيرا بتلك الأشياء السيئه .


ظهرت شبح ابتسامة على وجه آدم الذي همس لها في المقابل 


= وانا ايضا احبك .


ثم ابتعد عنها وانحني لمستواها امسك بكلتا يدها قائلا بجدية


= دعينا نبدأ من جديد هنا.. و بذلك المنزل سنصنع ذكريات جميله لنا .


ابتسمت له قائله بحب


= موافقة، متاكده بان هذا المنزل سيشهد على المزيد من مواقفنا الجميله معا، تعلم ما رايك بان نربي طيور ايضا بالخارج ونستفيد منها لنشتريهم واجرب حظي، انت بالعمل الجديد وانا هنا بالمنزل اساعدك.. ستمر الايام القادمه بخير لا تقلق 


نظر إليها آدم بامتنان ليمسك وجهها الصغير بين يداه وهو يقترب ببطء منها و شفتاه تعزف ترانيم الشوق لها بكل تمهل وعشق ولهفة مرادفا


= وأنا ساعوضك .


بعد قليل...

احضرت الطعام و جلسا يتناولاه بكل مودة و حب.. تبادلا الأحاديث و طلب آدم منها أن في يوم الجمعه تجهز نفسها للذهاب معه الى عيد ميلاد زوجة صديقة الذي سيبدا عمل جديد معه من الان.. فوافقت اليزابيث و اقترحت أنهم يجب أن يحضرون هدية معهم ثمينة إلي زوجه صديقة .


وبعد أن انتهوا من تناول الطعام.. احضرت إليزابيث مشروبات حساء وسط جو لطيف وجلسوا يتبادلون الاحديت امام المدفأة .. يشربون الشاي ويلعبون الالعاب الترفيهة.. و لم يكف آدم من محاولة استفزاز إليزابيث باللعب وتعليقة عليها بالالغاز بمحاولة مشاكستها وهي تتذمر... بينما كانت حالة الطقس قد بدأت تسوء و اصبح عاطل جداً ... يعلن عن قدوم عاصفة و بدأت الثلوج بهطول بكثافة ودقت الساعة معلنة منتصف الليل وهم ما زالوا يمرحون و يلعبون... و كانت اليزابيث بارعة جدا في اللعب في شطرنج وكلما فازت لتنظر إليه بابتسامة نصر قائله = كش ملك 


قطب آدم حاجبيه وهو يزفر بضيق ويتافف باصتناع فهو يعرف بأنها سعيده بانتصارها علي وترد له مشاكساته من قبل.. لتقترح علية دور اخر وهي تغمز بطرف عينيها مبتسمه بينما رفع احدى حاجبيه بذهول من تحدها له... فتلك الفتاة ستصيبه يوماً بأذمة قلبية او سينتهي به المطاف في مستشفي للمجانين ... قطع شروده صوتها الرقيق الذي جعل قلبه يقفذ من مكانه قائله باستفزاز 


= ما بك لا تريد اللعب ..هل انت خائف آدم ...


ابتسم آدم ابتسامة صغيرة علي ثقتها و ارتسمت على جانب فمه تلك المتمرده تتحداه.. بينما نظر لها بإعجاب لكن أخفاه يقول بوقاحه وهو يقترب من مكانها ،ليصبح قريب منها للغايه 


= ما رايك بان نلعب لعبه اخرى.. اكثر استمتاع ولكني سأضيف لها لمستي . 


اتسعت عينا اليزابيث وحاولت التملُص من يدهُ لتسير لكن لم يتركها بل حاوطها بذراعيه الأثنان وإنحنى يُقبلها شعرت برجفه بجسدها لكن للمفاجأه كانت قُبلته رقيقه وإنحنى بعدها يحملها، للحظه إنخضت اليزابيث من فعلته الجريئه وهو تبسم آدم على وجهها الذى تخصب باللون الأحمر ليس من الخجل بل من الخضه لتلف يديها حول عنقة .


سار آدم الى أن وضعها،بالفراش ألقى نظره عليها وإبتلعت إليزابيث ريقها قائله بخجل


= ما الذي تفعله لما جاءت بي الى هنا .. آدم


كان هو الاخر مأخوذ بسحر تلك اللحظة.. فاقترب وأعتلى جسدها مُقبلاً قبل أن يهمس 


= قلب آدم.. هل أخبرتك يومًا أنني اعشقك لدرجة أنني احيانًا اخشى أن احسد نفسي عليكٍ.. أعشقك اليزابيث.. اعشقك بجنون .


أصبحت اليزابيث لم تشعر بأمان إلا معه تميل اكثر من الآن...قبلاته و لمساته كانت بمنتهى الرقة و الحنان وهي الأخرى تنفست بالفعل من يكون و من تكون و بادلته الحب .. تجاوبت معه بكل شيء و لم تشعر بالخجل و هي تان مستمتعة بما كان يفعله ثم اخذها إلي عالمه الخاص .


❈-❈-❈


بعد مرور يومين.. كان آدم يجلس اليزابيث في حضنه ويلعب في خصلات شعرها وشفتيه تقبل رقبتها بشغف ثم تنهد قائلاً و هو يطبع قبلة على مقدمة انفها


= يجب ان نحدد موعد زواجنا قريبا.. سنقيم حفل صغير لنا لكنة سيكون جميل للغايه


احاطت يدها بمؤخرة عنقه هامسة بصوت مرتجف و هي ترغب التأكد مما سمعته


= هل بالفعل سنتزوج قريبا .


ليجيب بحنان و هو يفرك برفق جانب عنقها بابهامه متحسساً جلدها الناعم


= نعم حبيبتي لما متفاجئه هكذا فقد عرضت عليكٍ قبل سابق ووافقتي فلم الانتظار، سنقيم حفل صغير وندعوا الجميع من يريد ان ياتي ياتي ومن لا يريد لا ياتي .. تعرفي انا متحمس للغاية بأن تصبحي زوجتي ويكون لدي اطفال منك .


ابتلعت اليزابيث ريقها بارتباك وقلق قالت له 


=ادم.. هناك شئ اريد أن أقوله لكٍ منذ فترة ويجب ان اخبرك بي


همهم آدم وهو مازال يسرق القبل من جسدها


= ماذا ملاكي .


هزت رأسها بحسرة هامسة بصوت مختنق


= بما اننا سنتزوج قريبا مثل ما تقول انت، وتريد ان تكون اسره واطفال فيجب ان تعرف بانني عندما كنت اقيم في منزل شويكار كانت تجبرني على اخذ حبوب منع الحمل ..حتى لا احمل وانجب اطفال لا اعرف من والدهم او حتى اذا عرفت من الاب فلم يعترف بهم احد ومن ناحيه اخرى كانت تفعل ذلك لاجل مصلحتها حتى لا آآ .. أعني لا انجب اطفال ويمنعوني عن العمل آآ هل فهمت ما اقصده .


اهتز جسد آدم بعنف فور ان قالت ذلك وتوقف عن قبلاته تلك فوق جسدها بينما اخذ قلبه يتسابق بجنون، وابتعد عنها ضيق عينيه بغضب محدقاً بها و قد بدأ يفهم ما تريد قوله ليقول بسرعه متحكم في غيرته الشديده 


= نعم فهمت لا تحتاجي لي شرح شيء يزعجك هكذا اهدئي.. لكن لما تقولي ذلك الان ؟؟ اعتقد بانكٍ توقفتٍ عن اخذ هذه الحبوب صحيح


سقطت دموعها دافعه واحده من ذلك الموقف البشع شاعراً حقا إنها عاهره.. و فور رؤيتها لصورتها الشبة  عارية وهي بين ذراعيه الرجال.. شعرت بالانكسار والإهانة مما جعله يضمها اليه محاولاً تهدئتها لهثت قائلة بصوت يملئه الالم دافنة وجهها بعنقه تبكى بمرارة


= نعم بالتاكيد توقفت.. لكن اشعر بالقلق من ناحيه ان يصيبني مشاكل في الحمل في المستقبل بسبب هذه الحبوب فانا كنت اتناولها مقابل خمسه اشهر تقريبا.. وانت تتمنى انجاب الاطفال فحسب


اجابها بهدوء يعاكس الالم و الانفعال اللذان يلتمعان بعينيه


= حسنا فهمت لا تنزعجي لم يحدث شيء من هذا .. وبعد مرور سنه كامله علي زواجنا أن لم يحدث حمل  سنذهب حينها الى الطبيب ونرى سبب التاخير.. و بالتاكيد سنجد حلول كثيره.. وكل ذلك مجرد تخمينات حبيبتي فقط، يمكن ان تحملي قريبا دون مشاكل حسنا.. لا تقلقي . 


ابتعدت عنه وهي تنظر إليه بيأس وإحباط


= اشعر دائما بالقلق والاضطراب آدم، وبان سيحدث شيء سيء يفسد فرحتنا ولن يكتمل هذا الزواج واذا حدث واكتمل.. سيحدث شيء اخر بعد الزواج يفرقنا عن بعض.. رايت بنفسك الجميع حولنا يتمنى ان نفترق ومن يخطط لقتلي.. و لارا من الواضح بانها لم تتوقف عن اذايتي .. هي تحبك وتريدك لها .


شعر بجسدها يرتجف بقوه بين ذراعيه تأثراً بكلامها هذا مما جعله ينحني عليها يقبل وجهها بشغف موزعاً قبلات متفرقة فوقه حتي وصل الي شفتيها ليقبلها بيأس وحاجة مشدداً من احتضانه لها بينما بدالته هي قبلته تلك بشغف... وعندما ابتعد عنها برفق قال


= الم نتفق ام لا؟ على ان لا نتشارك احدهم الاخر؟ فلما الان تعطي اهتمام لهذة الأمر؟ لا تفكري كثيرا وصدقيني سيحدث كل شيء كما نريد


هزت راسها وهى تقرب وجهها منه تستنشق انفاسة الدافئة بشغف قبل ان تسند جبينها على جبينه


= اعرف هذا جيد حبيبي لكن رغم عني انا ساظل أشعر بعدم الراحة فما حدث معي ليس قليل .. ولا اعرف التوقف عن التفكير بتلك الطريقه


مرر آدم اصبعه بحنان فوق وجنتيها يمسح برفق خدها و هو ينظر بعمق بعينيها قائلاً بصوت منخفض


= ساقيم الحفل و الذي سيكون أشبه بتلك الحفلات التي كنا نشاهدها في التلفاز .. وسيقف الكاهن ينظر الينا بحنان وياخذ راينا بالموافقه على الزواج.. و سارددها بصوت عالي نعم اقبل بالزواج منك للأبد بكل فخر.. هذا ما يجب ان تفكري بي يا ملاكي .. فقط لا شئ آخر .


نظرت إليه اليزابيث عده لحظات بحب وشغف بينما تحركت مخفضة رأسها نحو صدره تطبع بشفتيها المرتجفة قبلات متتالية فوق موضع قلبه الذى كان يخفق بجنون بضربات عاصفة.. بينما شعر هو بالسعاده من حركتها تلك ليعقد ذراعيه حولها يضمها اليه بقوة دافناً وجهه بعنقها يمتص أنفاس عميقة من رائحتها.. فلم يشعر أبدًا بأنه على قيد الحياة أكثر مما كان عليه في هذة اللحظة فهذة المرأة هي الحياة بالنسبة اليه..


❈-❈-❈


بعد مرور أربع أيام، استدارت اليزابيث تنظر إلى المرأة بقلق من منظرها لقد تبرجت بإتقان فظهر لون عينيها الزرقاء وفمها بدا أكثر جمالا وامتلاءا بعد أن طلته بلون وردي فاتح.. كانت بفستانها الأسود الراقي المُطرز برقة عند الخصر وواسع من الاسفل يُبرز أناقتها بحزمها الفضي الرقيق لا يعطيها إلا ثقة و جمالاً... ثم راقبت آدم وهو يقترب منها بهدوء ويخرج شيئا من جيبه ..حبست أنفاسها عندما فتحها لترى محبس زواج الذهبي مرفقا بخاتم ماسي يخطف الأنظار ببريقه تمتمت باضطراب


= ما هذا ؟


هز رأسه وهو يمسك يديها بحب مبتسماً وقال بهدوء 


= محبس زواج.. حبيبتي لن تتجول امام الناس بلا خاتم جميل يليق بها.. اعطيني يدك .


ابتعد عنها بينما عقد لسانها ولم تستطع النطق بكلمة وهي تتأمل الخاتم الجميل ثم رفعت مقلتيها ونظرت إليه عندما أمسك يدها وأحاط بنصرها الأيسر بالخاتم دون أن يتوقف عن النظر إليها..ثم رفع يدها إلى شفتيه ليطبع قبلة طويلة على بشرتها الناعمة مما جعل رجفة خفيفة تسري في أوصالها و قال بعمق 


= انظري بنفسك كم يليق بكٍ... لقد قلت سابق بأن هذه الأصابع الناعمة قد خلقت لأجل ارتداء الخواتم الثمينة


تسارعت أنفاسها وقد أحست بشيء كالشلل..و تصلب جسدها فور سماعها كلماته تلك لكنها هزت رأسها بقوة و هى تخرج من صدمتها قائلة مبتسمه بشغف


= لم انت لطيف هكذا !.


مرر يده برفق فوق خدها منحنياً عليها موزعاً قبلات خفيفة على وجنتيها و عينيها... و هو يقسم بداخله انه سيعوضها عن كل هذا وسيجعلها تنسي قسوه الجميع..و رفع يدها مره ثانيه طابعاً قبلة عميقة براحتها قبل ان يهمس بالقرب من اذنها بلطف و هو يزيح شعرها المتناثر على وجهها الى خلف اذنها


= حقا تريني هكذا.. امتاكدة !.


تقافزت نبضات قلبها بجنون بصدرها وهي تردف بصوت حنون


= نعم تصرفاتك تدل على هكذا .


رفع آدم صوته قائلا بحزم متظاهرا بالقوة 


=ربما صح ..أو انا لست كذلك وانتٍ لم تريني جيدا بعد .


عقدت ذراعيها حول عنقه هامسة بصوت يملئه الحب و الشغف


= لا انت هكذا انا واثقه بك هذا المره جدآ جدآ باني اخترت الشخص المناسب.. انت لم تضربني حتي ولا مره ولم تلقيني بكلام جارح.


اخذ ادم نفساً طويلاً مرتجفاً بينما عينيه مسلطة عليها ليغمز بطرف عينه مرددا بمزح


= مممم حسنا اخطئي وسأفعل ذلك .


واقترب وهو يطبع قبلة على مقدمة انفها بينما قالت وهي تضحك 


= حسنا اتفقنا .


أبتعد عنها بدهشة و رفع آدم حاجبيه وهو يقول باستنكار 


=حسنا ماذا؟ ستخطئين حتى اضربك !. تحبين الضرب لهذه الدرجه


نظرت إليه اليزابيث و هي تهز رأسها بقوة مخرجاً نفسها من تلك دوامة الألم هامسة بارتباك


= بالطبع لا فلقد تقليت كمية ضرب كافية في حياتي ولكني سأثبت لك انك شخص لطيف .


انحبست انفاس آدم فى صدره وقد اهتز جسده تأثير من كلماتها مما جعله يرفع يدها طابعاً قبلة حنونة براحتها و ابتسامة حنان تملئ وجهه وهو يقول بعشق


= أنا لطيف كذلك معك فقط يا اليزابيث


ثم عبس آدم قائلا لتغير الموضوع مغمغماً بصوت اجش


= سنتاخر علي الجميع بالعيد ميلاد.. هيا بنا .


❈-❈-❈


وبعدها ذهبوا إلي دعوه العشاء في منزل صديقة وقد دعا مجموعة من الاصدقاء وزوجاتهم.. كانت اليزابيث متحمسة كي ستختلط بذاك العالم بأن يكون لها حيزا فيه.. وبعد فترة قصيرة وصلوا معا الى منزله فاستقبلهم صديقه وزوجته و كانت عائلة زوجته حاضرة والكثير من العوائل...بينما ذهب آدم يجلس بعيد مع أصدقاء العمل! وجلست اليزابيث برفقة زوجته ومجموعة ايضا من النساء بعد أن قدمت لها الهدية، وسألتها احداهن 


= منذ متى وانتما متزوجان ؟.


ارتبكت اليزابيث ولا تعرف ماذا تجيب لكنها قالت بتلعثم 


= لا نحن لم نتزوج بعض، نتواعد الان لكن قريبا سنتزوج .


هزت رأسها امرأه عجوزه باستغراب متسائلة باستفسار


= آه اعتذر اعتقد انكما عروسان جديدان.. معني ذلك أنكم تعيشون مع بعض بمفردكم دون عائلتك! اين هم؟ هل هما خارج البلاد !.


ارتجفت إليزابيث شفتيها في ارتباك و هى تهمس بصوت ثابت


= والداي توفيا وأمي ايضا وليس لي اقارب


ثم اكتفت هي بابتسامة خفيفه حيث عادت و سألتها المراه تغمغم بصوت هادئه لكنه واضح خلفه سخرية لاذعة 


= اووه اسفه.. لكن غريبة كيف لفتاة ان تعيش بمفردها مع شاب بدون أقارب ولا اصدقاء..لكن اعتقد هو ليس غريبا في عالمكم 


كان بدأ يظهر عليها بوضوح علامات الضيق من حديثها ليشتعل الغضب بداخلها كبركان ثائر وهي تقول بصوت جفاء


= عفواً.. ما الذي تقصدي


هزت العجوزه كتفها بتكبر و هي ترمقها بازدراء و حدة غير مراعاه


= ولا شئ حبيبتي اعتذر علي التدخل لكن من باب النصيحة اقول لكٍ ذلك.. لان فتيات هذا الايام يظنون انهن بالعيش بمفردهم سيطهرن.. يفعلن كل شئ ليتبن بعد الزواج.. لكن صدقيني مهما حاولوا بان يختلطون بالمجتمع فلن يحدث.. ذنوبهم تجعلهم منبوذين حتى من أزواجهن يعلمون بدناستهم ..فمالذي يؤكد ان الرب قد تقبل التوبه لهم .


كانت تتحدث غافلة عن تلك التى شحب وجهها فور سماعها كلماتها تلك شاعرة بالدوار يجتاحها  و هى تتنفس بصعوبة... فقد انعقد لسانها من جراه و وقاحه تلك العجوزه الشمطاء، فهل هذا العشاء من اجل الاستهزاء بها !.. ولكنها شعرت بانها تقصدها هي بالذات لا تعرف لماذا يفعلون هذا معها.. ارتجفت شفتيها تنطق بصوت مكتوم


= لكن الله يسامح ويعفو على عكس البشر.. الا يكفي بأن الرب يعلم ماهي نيتها !. ثم انكٍ لا تعرفي حياتي من الداخل حتي تحكمي علي الاخرين .


لتردف السيده العجوزه مره ثانيه بفضول شديد


= مهلا لكن هل أنكٍ كنتي في ملجأ للايتام و تبناكي أحدهم ثم اصطاحبك السيد ادم إلي منزله .. أو كيف تعرفتي علية


هتفت الزوجة بصوت ساخراً بوجه اسود عاصف


= لا أمي ليتها كانت تعيش في دار ايتام.. فأنا سمعت بأنها كانت تعيش وتعمل في منزل دعاره مع الفتيات الذي يبعون أنفسهم للرجال


شهقت المرأة العجوزه بذهول وهتفت و عينيها تلتمع بالقسوة والسخط


=يا إلهي ماذا؟؟ عاهره في منزلنا ؟؟؟ ما هذه الحماقة اساسا العاهرات أمثالهم هم سبب الفساد الموجود الان يحمون ليصبحوا مجرمين و يسرقون الأزواج من نسائهم بدون حياء.. و هذول الذين كثروا بالمجتمع، منظرهم مقرف في الطرقات يجب ان يزجوا بهم الى السجن .


زمجرت سيده أخري تزجرها بنظرات ممتلئة بالكراهية و الاشمئزاز


= انهم طبقة ملوثة .. جميعهم عاهرات قد يفسدون بقية الطبقات .. انا سأرحل قبل ان تحوم علي زوجي لا أعرف كيف مكان مثل ذلك يستضيف فتاه مثلك


نهضت اليزابيث فجاه بغضب شديد فقد طفح الكيل منهم ومن أسلوبهم الوقح وصاحت هي بشراسة و ازدراء وهي تنظر إليهم باحتقار


= بأي حق تتحدثون معي هكذا دون ذره حياء؟ وانتٍ يا سيده إذا كنتي تخافين علي زوجك مني ومن أمثالي فمعني ذلك ان زوجك هو العاهر نفسه ولا يحترمك بالاساس.. لان الرجل المحترم لا يتاثر بامراه اخرى غير زوجته؟!! ومصدر الفساد الاساسي هي تلك الطبقة امثالكم .. لديهم كل شئ مال.. علم .. عائلة ولكنهم يفعلون اشياء بشعة في نهاية المطاف يرمون اخلاقهم الفاسده علي الاخرين متهمينهم بالفساد .. 


لتكمل و هي في ثورة غضبها وقد بدأت تلمع الدموع في عينيها بحسرة وألم من الإهانة


= ولا أحد يتحرك من مكانه لأني أنا التي سأرحل.. فلا يشرفني بأن اظل بمكان يوجد به أشخاص عقولهم متسخة وفاسدة


كان الجميع بدا ينظر اليها باستغراب وعدم فهم و بينهما آدم الذي لم يعد يفهم ما حدث لها ليغضبها هكذا، لكنه شعر بالاحراج عندما وجد ان الجميع ينظر إليه بين الدهشه والغضب.. لذا اعتذر بإحراج منهم وتحرك عندما رآها خارجة فتبعها وهي شبة تركض بخطوات سريعة حتى انها لم تتوقف عندما سمعت صوته يناديها 


= اليزابيث انتظريني !.


أجابت بصوت منخفض ضعيف وقد بدأت تفقد السيطرة علي أعصابها


= دعني آدم الان سأتمشى قليلا ارجوك اتركني


لكنه أسرع بخطواته قابضاً علي ذراع إليزابيث التي اطلقت صرخة زمجرا و هي تنفجر باكية فلم يشعر آدم بنفسه الا هو يندفع نحوها مرادفا بدهشة وضيق


= انتظري هنا لما رحلتي هكذا فجاه ..تعالي واخبريني ما الذي حدث بالداخل لتصرخي على الجميع هكذا وترحلي ..احرجتني .


نفضت يده بعيداً عنها رافضة لمسته و هي تصرخ بهستيرية مما جعل جسدها يرتجف بقوة


= هل ذلك هو كل ما يهمك ؟؟ احرجتك وماذا عني.. يا سيد لقد دعوني لأجل ان يحرجونني ويستهزؤا بي، انت لا تعلم ما الذي قالوا لي بالداخل وكيف اهانوني بالاخص هذه العجوزه الشمطاء وابنتها 


انصدم آدم من رد فعلها وقال بصوت مكتوم


= اهدئي اليزابيث.. هم لم يقصدونك بكلامهم، بالتاكيد هناك سوء تفاهم 


لتجز علي أسنانها بعنف وهي تضرب بيدها فوق صدره بغل


= تتحدث بجدية؟ لماذا تدافع عنهم هكذا رغم انك لم تسمع حديثهم معي؟ آه ربما تتجاهل ايهانتي لاجل مصلحتك حتي لا يضيع منك العمل الجديد مع صديقك الذي بالداخل


مسح علي وجهه بغضب مكتوم وهو يقول بنبرة حادة


= اليزابيث يمكن ان تهداي قليلا من فضلك، انا لا ادافع لكن لا استوعب لما يزعجوكٍ وهم لا يعرفونك بالاساس..لا تأخذين الكلام على نفسك وإذا اهانك احد بالتاكيد ساجلب اليكٍ حقك دون ان تتهوري هكذا مره ثانيه وتحرجيني امامهم 


ضحكت باستهزاء وهي لا تصدق حديثه وتحولت دموعها الى شهقات بكاء عالية ممزقة و هى تقول بصوت منخفض ملئ بالحسرة


= تعلم شئ؟ الخطأ خطائي انا كان يجب علي ان اتوقف عن انتظار الحياة لتصبح اسهل، واتوقف عن الأمل بوجود شخصاً ما يأتي لإنقاذي..من تظن نفسك نفسك حتى تستهون بجروحي أنت الآخر ..هذول ملاعين يظنون الجميع لديهم عبيد وهم السادة !. ما رايك بان ادخل اعتذر اليهم ايضا حتى ارضي غرورك.. 

لكن لن افعل وان كان هناك من يجب ان يعتذر فهم


ثم دفعته بقوة ولكنها هي من سقطت على الارض لتصرخ بوجه بغضب وحرقة


= هل انت سعيد الان لانك احضرتني الى هنا واشعرتني بالإهانة.. اذا ما رايك بي الآن هل أصبحت كما اليق بك ، حبيبتك وكلبك الاليف؟ كما تريدني أن أكون لك بالضبط 


ظل آدم واقفاً ليجدها جالسة على الارض بوجه شاحب يحاكى شحوب الاموات تنمى بحرقة اسرع نحوها جالساً على عقبيه امامها يحيط وجهها بيديه هامساً اسمها بصوت مرتجف لكنها دفعت يده بعيداً رافضة لمسته حاول لمسها مرة اخرى و هو يشعر باليأس و الالم لكنه شاعرا بقبضة حادة تعتصر قلبه فور ان رأى اثر الدموع على وجنتيها الشاحبتين

احاط ذراعيها بيديه قائلاً بصوت معذب 


= يمكن أن تهدأ ولا تغيري الموضوع لأنك لا تعلمين ما أقصده بالضبط..


اخذت تتطلع اليه و الدموع تنساب من عينيها بصمت قبل ان تهمس بصوت مرتجف و الالم


= هذا هو الموضوع نفسه.. اخبرتني دوما بانني لست عاهرة كما تظن انت والجميع.. ولكنك معاملتك لي تثبت العكس .. تريدني جسد لا اكثر ..لقد تعبت لا اريد ان اكون هامشا من الان .


شعر آدم بقبضة تعتصر قلبه و بألم يكاد يحطم روحه الي شظايا و هو يستمع الي صوتها المؤلم بسببه ثم انحني بمستواها وقال بصوت متألم مختنق


= كوني لي ولن تكوني هامش .. واذا كنت اراكٍ عاهره كما تقولي حينها لم اطلب منك الزواج لاجعلك زوجتي وام اطفالي في المستقبل


التوت شفتيها بابتسامة ساخرة يظهر بها مدي ألمها


= انا لك ولكن انت لست لي .. انا في حياتك ايضا هامش .. اذا كانت هذه البدايه اهانوني وانت لا تصدقني او ربما تصدق لكن لا تريد ان تخسر عملك لذلك فضلت الصمت، اشعر انني تسرعت فيه الموافقه على علاقتنا آدم.. نحن لا نليق ببعض


تنفس آدم بعمق محاولاً تهدئت اعصابه التى كانت على حافة الانهيار فهو لن يستطع تحمل رؤيتها هكذا تبتعد عنه  


=لا اليزابيث لا تقولي ذلك ارجوك.. ساشعرك بأن لكٍ قيمة حسنا احكي ما الذي حدث بالضبط وانا ساتصرف.. حبيبتي الحياة مستمرة وان الايام تتغير..و ان العقل ينمو وانتٍ يمكنك ان تختلطي بهم بكل سهوله ولست اقل منهم كما تظني... هم من بائسين كما نراهم في التلفاز يظهرون بوجه اخر عكس ما نراه امامنا !.


ارتجفت شفتيها في قهر و هى تهمس بصوت ممتلئ بالألم و الحسرة


= اجل فانتم كذلك بالفعل .


رفع آدم رأسه شاعراً بالخجل و الندم لا يعلم بما يجيبها فهو نفسه لا يعلم كيف لم يدافع عنها ويصدقها هي، ليردف بصوتٍ أجش مختنق يملئه اليأس


= انتم !.. السنا واحد يا اليزابيث !.


تركته ولم تجيب لتنهض وبدأت تسير في الشارع والهواء يحتك ببشرتها القاسية.. وضعت يدها على صدرها وهي تلتقط أنفاسها تشعر بالاختناق لتدعو ربها يدعمها بالقوى لمواجهة هذه الحياة الصعبة..لترفع رأسها للسماء فاغمضت عينيها قطرة سقطت على وجنتيها لتحل محل الدموع التي ترفض الانهمار و فتحت عينيها ونظرت للسماء بدأت تمطر.. ابتسمت وهي ترى المطر يسقط.. ربما جنون ولكنها شعرت بانها تواسي دمعتها الحزينه.. وظلت تحت المطر وهي تتذكر طفولتها حيث كانت تلعب تحت المطر وترقص كطفله بريئه صغيره وكانت لا تعرف ماذا ينتظر عندما تكبر.. ليتها ظلت طفله صغيرة ولم تكبر ..! 


صوت المطر كأن يعزف لحنا عليها قريب منها.. ابتلت ثيابها وشعرها بالكامل.. وفجاه التفتت لتري آدم مزال خلفها و كان ايضا مبللا مثلها.. تشدد جسد آدم قائلا بصوت منخفض


= هيا بنا لنرحل.. ستصيبنا حمى


وختم حديثه هكذا و جرها وراءه إلى السيارة حيث ركبا السيارة متوجهين للمنزل و لم ينطق اي منهما بكلمة ابدا.. بينما مسحت دموعها التي انهمرت رغما عنها ... كان الجميع بالداخل على حق بكل كلمة قالها انها للاسف لا تستطيع انكار أنها اصبحت بدون عائله ولا ماوى شعرت بالإهانة حقا وان كرامتها أصبحت مشاعر مهدرة.. تذكرت حديثهم حين فكروا  انها عاشقته هل حقا هي كذلك عاهرتة؟؟ فقد تجاوب جسدها معه و للاسف مشاعرها و قلبها كذلك و لكنها صراحه لن تكون مثله ابدا.. هما مختلفين !!؟ 


مسحت دموعها بیدیها و لاحظ ذلك .. تنهد بسخط و مد لها بمنديل حتى تمسح تلك الدموع و لم ينطق بكلمة ابدا بل اكتفى بالصمت و التطلع بها...وكانت هي تراقب تلك القطرات التي تطرق نوافذ السيارة بقوة فامررت إصبعها على الزجاج وهي تبتسم بخفوت  وبعد فترة وصلا إلى مكان منزلهم الجديد.. هبطت اليزابيث علي الفور الي غرفتهم .


بينما لم يصعد ادم خلفها تركها بمفردها في الغرفة وجلست هي على الارض تضم ساق قدمها الى صدرها.. جسدها كان يرتعش من البرد بسبب ثيابها المبللة وشعرها .. مرت دقائق فدخل آدم مجددا وعندما راها ترتعش تقدم إليها فامسك بيدها لتنهض.. ظنت انه يريد أن يتحدث معها مره ثانيه بما حدث؟؟ لكنه فجاها وقال بقلق شديد


= لما تجلسي هكذا ولم تغيري ثيابك.. ستصابين بالبرد اخلعي ثيابك .


ارتبكت فور رؤيتها للألم الذى ارتسم داخل عينيه واجبر شفتيها علي التحرك هامسه بصعوبة و ثقل لتجد نفسها تقول له 


= وانت ايضا ثيابك مبللة .


ابتسم آدم رغم تعب جسده بضعف واحتاج..وفجأة جذبها نحوه ليقبلها بقوة.. ويده نزعت عنها ثيابها المبللة وهي ايضا رفعت يدها وفعلت نفس الشئ.. انحنى عليها موزعاً قبلات خفيفة على وجنتيها و عينيها وجسدها... وهي لم يصدر عنها أي اعتراض..


و رغم برودة الجو والمطر في تلك الليلة و لكنهم قضوا بدفء انفاسهم.. بتعانق أجسادهم ليادفئوا بعضهن...صحيح لم يصيبهم البرد.. لكن أصابهم حمت الحب !...


❈-❈-❈


في اليوم التالي، في الطريق، بداخل سيارة انطون كانت لارا جانبة تجلس علي المقعد وهي شارده الذهن في الطريق.. بينما نظر انطون لها بطرف عينه متردد وهو يخبرها بنبرة متوترة 


= لدي لكٍ اخبار سيئه ادم ترك العمل مع السيد نيشان وترك المنزل ايضا .. فعل ذلك لان السيد نيشان هدده بان إذا لم يترك هذه العاهره ويفعل ما يريده سيسحب منه وكيله الشركه والمنزل ..وهو بكل بساطه تنازل عن كل شئ لاجلها 


حينها إلتفت له لارا وهي لا تصدق ما سمعته لتهدر بانفعال وحقد


= ما الذي تقوله اخي؟؟؟ لهذه الدرجه يحبها وعلى استعداد ان يصبح بالشارع بلا ماوى حتى لا يتركها!!  لما يحبها كل ذلك الحب؟ ما الذي وجده معها حتى على استعداد بان يتنازل بكل شيء لاجلها فقط..لا اصدق يا رباه؟؟ من اين ظهرت هذه الفتاه فكان ينقصني . 


ألقى نظرة سريعة تجاه لارا بحذر وهو يسير بسيارته، و زفر انطون بصوت مسموع قائلا بعصبية حادة


=لعنه الله ذلك الحقير سأقتله في يوم.. اهدئي يا لارا.. سنجد حل بالتاكيد.. او ربما لم يستطيع تحمل هذا الوضع ويعود ويتركها، فهل سيترك كل ذلك خلفة ليظل معها.


كانت لارا على حافة جنونها من الذهول والألم نقطة واحدة كانت غائرة.. صادمة بالنسبه لها.... وما بعدها شعرت مجرد فراغ ! ولكن رغم ذلك هتفت برفض بصوت حزين يملئ اليأس


= لا يا أخي آدم لم يعود برغبته وأنت تعرف هذا جيدا.. هو عشقها وانتهي الأمر .


صمت الاخر برهة من الزمن ثم نطق بجدية وحزم 


= لا تقلقي سأتكفل انا بهذا الأمر.. أنا لم اترك لهم الفرصة... وإن استطعت طرد هذه اللعينة من تلك القرية فسافعل دون تفكير لأن كل ما حدث بسبب تلك الفتاه التي تدعي اليزابيث.. لولاها ما كان آدم تركك من الأساس وذهب لها !!!


للحظة توترت ولم تصدق بأن ادم سيعود اليها في يوم، لـتحاول تصل لأعمق احساسها مستغليه تلك الزوبعة من المشاعر التي تتصدع داخلها... و اومأت برأسها ببطيء وهي تعاود النظر إلى النافذة ولم تراقب الطريق كما كانت.. بل كانت نظراتها تسبح في عالم آخر .


❈-❈-❈


في المنزل استيقظت اليزابيث و لم تجده أمامها في الفراش.. اما هي فنامت وهي جالسة على الاريكة بعد ما حدث بالليلة أمس.. وكانت مرتديه ثيابها وقضيت الصباح وهي مشوشة تائهة تفكر لما تغير معها هكذا ! ولم تبكي فلقد ذرفت كل دموعها الى ان كففت عنها ..  ثم سمعت صوت حنون تعرفه انه صوت آدم..التفتت لتراه خلفها، أبتسم وصار يجلس على طرف الأريكة ..وقال لها 


= لقد استيقظتي صباح الخير . 


رفعت اليزابيث عينيها ثم سألته بصوت متحشرج


= لم أنت بجانبي يا ادم؟..


انحني يقبل يدها هاتف بصوت مثقل محاولاً تهدئتها


=أنتٍ تعلمي جيدا لما أنا جانبك يا اليزابيث.. لأني اريدك لي واحبك.. انا متعب اكثر منكٍ صدقيني ارجوكٍ دعينا ننسى ما حدث ليله امس


قاطعته بحدة مقاطعة اياه و هى تنتفض واقفة على قدميها صارخة بغضب عندما رأته يقترب منها


=هنا هي المشكلة !.. المشكلة ان امثالك من يتلاعبون بنا ليظهروا في العلن مرتدين اقنعة الحزن والعطف ليظهروا تعاطفهم مع امثلنا كما تسمونا ويشتكون من الفساد والظلم !.. الا انهم هم من يصنعون الفساد ذاته.. اغلب جميع التجاره الغير شرعيه والذي يتاجرون بالفتيات اصحابها اشخاص لهم مكانة في الدولة .. مثل والدك السيد نيشان.. فانا اعرف من البدايه بانه كان أحيانا يطلب فتيات من شويكار لأجل  عمله الغير شرعية.. لكن عقلي حينها كان صغيرا وكنت جاهلة في معرفة الحقيقة .. كل ماكنت اعرفه انك تجعلني وتجعل من مثلي يعانون !.. والسيد والدك والسيده شويكار من يتاجروا فينا جميعنا ويرمونا للرجال !.


امتدت يده لتمسك بمعصمها بقوة قائلا بعصبية حادة


= اليزابيث لاتجعليني اغضب انا متأكد ان غضبي لم يعجبك .. ثم انني ليس لي علاقه بعمل والدي وانتٍ تعرفي ذلك جيد.. فلا يحق لكٍ بأن تحاسبيني على شيء لم افعله .


رفعت اليزابيث مقلتيها و هي تنظر اليه بتضرع ثم قالت له بقسوة 


= صحيح من أكن أنا حتى احاسبك .. فانا عاهرة .


توقف آدم مكانه و هو يشعر بالعجز واليأس فهو لم يكن يرغب سوا باحتضانها حتي يخفف شعورها باليتم و يهدئها من الالم الذى اصبح لا يطاق بصدرها وصدره.. لكنها تسر على نفس الموضوع ذاته وعندما سمعها تهتف هكذا أسرع يقول بنبرة اعتراض حادة 


= هييي لا تقولي عنك شيئا كهذا انتٍ ليس كذلك.. ولم يلمسك احد منذ لقائنا ببعض.. غيري أنا 


هزت اليزابيث رأسها رافضة الاستماع لتردف بصوت يملئه الحزن و اليأس 


= لما اليس المشكلة ان امثالنا لن يتغيروا مثل ما كانت تقول هذه العجوز الشمطاء وابنتها .. عندما اخبرتك اني صبوره يا ادم نسيت ان اخبرك بان صبري لا يدوم الى الابد.. اذا كانت هذه البدايه وحدث ذلك في اول علاقتنا ولم تصدقني فماذا بعد ؟؟. 


اخذ ادم نفساً طويلاً مرتجفاً بينما عينيه مسلطة عليها  لا يصدق أنها تحولت هكذا و تتحدث معه بتلك الطريقة القاسية... امتلئ قلبه بالألم وهو يردد


= اعلم انني اخطات حين لم اصدقك لذا أنا أسف لأنني قد اسات الفهم حبيبتي.. لكن لا تحكمي على علاقتنا بالفشل ربما حدث ذلك حتى اكون أكثر حذراً معكٍ ونتفادى امور مثل ذلك في المستقبل.. 


تراجعت مبتعدة عنه بحدة و هى تحاول بصعوبة الا تتأثر بكلماته تلك عندما شعرت بالحنين والعشق من كلماته قائلا


= انتٍ اكثر انسانة كنت ومزالت اشعر بالراحة تجاهها و عندما اراكٍ ابتسم ابتسامه راحة بال.. لأنني اشعر بالراحة معكٍ.. لا اعلم ولكن هناك شئ بداخلي ينبض عندما اراكٍ .. كل شئ يتحرك بمجرد رؤيتك .


أغمض عينيها وهمست بصوت متحشرج ملئ بالألم وهي تحاول مكافحة الدموع 


= لا اعلم انا متعبة اشعر انني لن استطيع ان اختلط بهذا المجتمع .


همس بصوت منخفض بجدية وقد اخذت ضربات قلبه تزداد بعنف 


= يجب ان تكوني قوية وان تفرضي وجودك وأنا دائما سوف اشجعك لكي تستمري ..


و رغم الالم و الحزن اللذان يعصفان بداخلها الا انها تصنعت القسوة قائلة بصوت مهزوم 


= لاتخبرني بأن كل شئ سيتغير لأنك لن تفعل والأمور تزداد سوءا .


امسك بيد اليزابيث بين يده يضغط عليها بلطف و لمفاجأته استجابت له و ضغطت على يده برفق مما جعله يبتسم... وقال بحب


= أعلم أن ذلك اليوم كأن صعب عليكٍ لأنني عندما لم اصدقك شعرتي بالسوء.. لكن لاتبدئي تسرحين بخيالك كثيرا بسبب ما حدث ليلة أمس .. اسمعيني جيدا .. تلك المرأة لن تقابلينها مرة اخرى وانا ساحاسبهم كلهم على تعاملهم الوقح معك، إليزابيث علاقتنا مثل تحدي بيننا وبين الجميع؟ و ما اشعره معك هذا حب وصعب ان اتخطي واتركك.. لايمكنني ان احب امرأة غيرك فلا يوجد امرأة تستحق حبي غيرك .. ثم ان قلبي كان عبارة عن مقبرة دفنت بها اول امرأة في حياتي وهي امي ودفن ايضا معها جميع مشاعري .. ولكن انتٍ من احياتي كل شيء من جديد فكيف لي ان اتركك !..


نظرت له بصمت عده لحظات لتضع رأسها على صدره وتجهش باكيا رغما عنها و وجدت يداها تحيطان بخصره فهو امانها في الحياه الان فلمن ستذهب لتشتكي من نفسة..! اجل هي مجنونة بالتأكد لأنها في ظل غضبها منه تذهب وتترمي في أحضانه هو أيضا.. بدأ يواسيها ويمسح على شعرها.. ثم قال بصوت متعب 


= اششششش .. كل شئ سيصبح على مايرام .


❈-❈-❈


استلقت إليزابيث أعلي الأريكة مجددا وادرت ظهرها له.. بعد أن ابتعدت عن أحضانه ولكنه كان ذلك ليست سيئة للغاية فهي تحبه ولايوجد لها سواه في هذا العالم بأسره..شعرت بة يحتضنها من الخلف و وضع رأسه جانب رأسها من الجنب وذراعيه يحيطان بها ..

ثم سمع زفيره تخرج بطريقة متألمة أكثر من كونها شاعرا بالغضب منه ، أود الدخول لعقلها ومعرفة ما الذي تفكر فيه؟.. ولكن كيف ستفكر وهي في هذه الفوضى؟!.. طال الصمت بينهما مما جعله ينحنى و يقبل جبينها بحنان و يده تفرك خدها قائلا


= تعلمي اين ذهبت منذ الصباح .. ذهبت الى صديقي الذي أحضر لي العمل وتشاجرت معه ومع زوجته كانوا واقحين للغايه.. فلم ينفي احدهم ما حدث بالامس بل كانوا يفتخرون وهم يشرحون كيف تعاملوا معكٍ بهذه الحقارة.. لذا عاتبت صديقه بشده وتركت العمل معه قبل ان ابدا حتي


اتسعت عينا اليزابيث بعدم تصديق وهي تهتف بضيق شديد


= ما الذي تقوله لما فعلت ذلك؟ هل هكذا تحل الامر من وجهه نظرك.. هل كلما واجهت مشكله بسببي سوف تتركها وتبتعد، لقد قلت انك وجد هذا العمل بصعوبه إذا لما خسرت هذه الوظيفه وصديقك ايضا بتلك السهولة


همس بصوت اجش خشن شادا علي كلماته بقوة و هو يتلمس شفتيها المنتفخة بانامله من أثر موجه ليلة أمس بينهما


= اليزابيث هذا مجرد صديق في العمل وقلت لكٍ قبل سابق بانني ليس لي اصدقاء باستثناء هذه الحقير زين قبل ان اكتشف بانه كان يلعب بي، ثم إنني كيف سابدا في هذه الوظيفه بعد ان عاملوكٍ بهذه الطريقه.. اليزابيث انا فعلت الصحيح كرامتك من كرامتي .. ولا نقاش في ذلك .


اتسعت شفتى اليزابيث فى ابتسامة و قد التمعت عينيها فور سماعها كلماته تلك، ليكمل و هو يلف ذراعه حول خصرها يقربها منه برفق


= انا أحبك لدرجة لا اريد ان يحدث خلاف في علاقتنا الطويله التي ستقضيها معا .. فقريباً سنتزوج حبيبتي


لانت تعبير وجهها قائلة بارتباك و انفعال


= انا اخاف احيانا .. اوليس الحب يعني الامان !.


لفها إليه ليصبح وجهه لا يبعد عن وجهها سوا بوصات قليلة قرب شفتيه من شفتيها كان قريبة من شفتيها الى حد التلامس ولمفاجأتها رأته يبتسم ابتسامة واسعة وهو يغمغم بنبرة ذات معنى


= خافي مني لترتمي في احضان .


رفعت رأسها تنظر اليه مغمغة بعدم فهم


= كيف ذلك !.


التقط شفتها السفلية بين اسنانه يضغط عليها برفق لعدة لحظات قبل ان يطلق سراحها و هو يهتف بحنان


= الام هكذا .. تعاقب اطفالها وتخيفهم ليبكوا ويرتموا باحضانها ..


أجابت إليزابيث بتردد و هي تدلك مؤخرة عنقها بارتباك


= ربما اقتراح ليس سيئه.. اسمعني لدي فكرة رائعة ، وهي !. مارأيك بان نفتح مشروعا ونتشارك العمل سوا فيه !.


عقد حاجبيه بدهشة وهتف متسائلا باستفسار


= لم افهم عليكٍ جيدا.. مشروع ماذا ؟.


نظرت اليزابيث له وهي تعدلت في جلستها قائله بحماس شديد


= محل حلوى .. الم تخبرني بأنك ستنفذ اي شئ اطلبه ! وافضل من ان تبحث عن وظيفي هنا وهناك وتجد صعوبات الافضل ان تفتح مشروع خاص بك لوحدك .. و المكان هنا مليء بالسكان لكن المحلات قليله فيه لذا اراها فرصه مناسبه بان تفتح محل هنا 


صمت آدم قليلا ليقول و هو يلتقط نفساً عميقاً بتفكير


= بالطبع فكره رائعه ..لكن انا لا اعرف شيء في امور الطبخ وصنع الحلوى 


هزت رأسها برفض وهي تكمل بنفس الحماس


= لكن انا اعرف آدم.. وانت دائما تنبهر بوصفاتي التي تعلمتها في عملي السابق مع الشيفات الكبار .. ارجوك فكر جيد قبل ان ترفض وانا سوف اساعدك في صنع الحلوى وأنت توزع الطلبات .. ونكون جانب بعضنا حتى ينجح مشروعنا ويكبر


صمت فترة طويلة مما جعلها تشعر بالاحباط بأن سيرفض لكنه كان يفكر في الموضوع بجدية وقد اعجبته الفكره وهو يتساءل نفسه لما لم يفكر من البدايه بأن يستثمر امواله القليله في مشروع و الافضل بالفعل له بأن تعمل معه ويكون هما الاثنين معاً؟؟؟ ثم نظر إليها بقوة مبتسم بحنان وقال بهدوء


= حسنا موافق فكره رائعه حقا.. لما لا نجرب


قفزت تحضنه وهي تبتسم بعدم تصديق بأنه وافق .. وبدأت تقبل وجنتيه بحب وهي تصرخ بفرح  


=شكرا احبك احبك.. انت ملاك .


ابتسم آدم باتساع علي جنونها ليحضنها مقبلاً بحنان رأسها و هو يلعن صديقه واقاربة و غضبه الذى اعماه وجعله يؤذيها، طبع قبلة حنونة على جبينها قائلا بضيق زائف


= انتٍ مخادعة إليزابيث.


اشرق وجهها بابتسامة واسعة وهي تقول بصوت سعيد 


= ههه لماذا ؟.


عقد آدم ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها ليلتصق جسدها بجسده بشدة هامساً و غمغم بمكر


= لأنك لا تنطقيها الا عندما اخضع لكٍ لئيمة .


لتدفن رأسها بعنقه تقبله بحنان وهى تهمس له بشغف من بين قبلاتها


= لأنك عندما تكون حنون احبك اكثر .


❈-❈-❈


في اليوم التالي في الصباح، ذهب آدم وترك اليزابيث في البيت الجديد بمفردها ليبحث عن محل مساحته مناسبة حتي يشتريه ويبدا مشروعهم بينما كانت اليزابيث في المطبخ تصنع الكيكه المفضله الى آدم بمزاق بالقهوه له، وفي الأثناء استمعت إلى صوت طرقات أعلي باب المنزل لتترك ما بيدها وتذهب لتفتح معتقده بأنه آدم قد عاد لكنها لكن ما ان فتحته 

تراجعت الى الخلف بفزع عندما تفاجات به نيشان أمامها ..! قالت ببطئ 


= سيد نيشان انه انت ؟؟. 


أبتسم بسخرية واستهزاء و صوت نيشان الغاضب يعصف بانحاء الارجاء بقسوة


= لما فوجئتٍ بهذا الشكل ، لم تتوقعي أن تراني أمامك بعد أن هاجرتي أنتٍ وآدم إلى بيت جديد صحيح ؟؟ لكنك لا تعرفيني جيدًا ، ليس من الصعب علي أن أفعل شيئًا أريد أن أعرفه أو أفعله


إبتلعت ريقها بارتباك وقلق وهي تقول بصوت مرتجف


= ادم ليس هنا ماذا تريد؟ 


نظر لها بحقد و ازدراء قليلا ليتحدث و عينيه تلتمع بالقسوة


= اعلم ان ادم ليس هنا وانا جئت اليكٍ وليس له؟ اسمعيني جيداً يا فتاه انتٍ يجب ان تتركي ادم خلال ايام و اهتمي بحياتك فقط.. يكفي ان تحتفظي بما اخذتيه منه فانا اعرف جيد نوعيه الفتيات التي مثلك  لا تريد سوى المال فقط  .


لم تنطق بحرف بقيت صامتة للحظات غير مستوعبه حديثه لكنها ازاحت بنظرها عنه بعيداً قائله بصوت غاضب


= مالذي تقوله أنت !. 


زمجر نيشان يزجرها بنظرات ممتلئة بالكراهية و الشراسة


= استمنعينني! سوف تتركي آدم سواء بموافقتك أم لا. ما أريده سيحدث؟ وإن كنتٍ جشعًا وتريدي أكثر مما أخذتي منه.. حسنًا ، سأكتب لكْ شيكً بمبلغ مناسب تصرفيه ، وبعد ذلك لا أريد أن أراكٍ في هذه القرية مرة أخرى .


اشتعلت نيران الغضب بصدرها من اهانته تلك و هتفت بغيظ 


= لا اريد منك شيء اذهب من هنا فلن افعل ما تريد .. لا اصدق حقا كيف كنت تعتبر ادم ابنك وانت الان تعرض عليا مال حتى اتركه ويظل آدم تعيس ويعاني في حياته .


ابتسم نيشان بتحدي اعتقد بأنه عندما يطرح عليها المبلغ سوف تطمع وتوافق على الفور، ليقترب منها حتي وقف أمامها مباشرة و تعبيرات وحشية مرتسمة على وجهه شعرت هي بالقلق وخصوصا وهي بمفردها هنا، ليقول بضحكه استفزاز بثقه


= ههههه لا ستفعلي .. ما رايك بنصف مليون اعتقد ان هذا المبلغ مناسب الى عاهره مثلك..لقد مضى شهور كثيرا واكثر وانتٍ على هذا الحال معه .. تجاوبي معي كي ادعكٍ تخرجين من هذه القرية بسلام.


نظرت اليزابيث إليه بحده لاذعة و الاشمئزاز يسيطر علي نظراتها عليه وهي تقول بصوت مكتوم والقهر ينبثق منه


= انت مريض نفسي حتى العلاج لن ينفع معك.. ادم كان محق حين ابتعد عنك وتركك.. انت شخص انتهازي و لا يهمك غير مصلحتك فقط


بدأت تفور غضبه حقا بحديثها ، ليهتف نيشان و هو يندفع نحوها ليقبض على شعرها يجذبها منه بقـوة مما جعلها تصرخ متألمة ليقول بشراسة


= انا المخطئ لأنني اعامل عاهرة مثلك باحترام .. واعرف جيد ماذا سافعل مع العاهرات امثالك وكيف يعاملون .. شاهدي جيدًا ما سيحدث وتذكري هذه اللحظة لأنك ستندمي بانك لم تستمع لي.


و دون اي مبررات قام بتركها بعنف بقوة جعلها تكاد ان تسقط على الارض...لكنها تماسكت بضعف بالطاولة التى بجانب الباب حتى تبقى على قدميها وهو اندفع قادم بخطوات غاضبة بوجه اسود عاصف و داخله يشتعل الغضب كبركان ثائر.. يتوعد لها باشد انتقام .


اقترب مندفعاً نحو اليزابيث محاولاً الهجوم عليها مرة اخرى وقام بصفعها بقوة ثم قبض علي ذراع اليزابيث التي اطلقت صرخة مرتعبة وهي تبكي وتتألم و لكن ما أن صاحت صرختها بالمكان الا و شعر نيشان بيدين تجذبانه بقسوة من الخلف بعيداً عنها ...! 


ليقف آدم أمامه بشراسة يحميها منه، فعندما دلف من باب المنزل المفتوح واستمع إلى صراخ اليزابيث، و وقعت عينه على وجه اليزابيث الذي كان يظهر عليه بوضوح علامات حمراء اثر اصابع نيشان ليشتعل الغضب بداخله كبركان ثائر وقد جن جنونه فور ان رأي اليزابيث ترتعد بخوف و هى تحاول التراجع الي الخلف بعيداً عن نيشان و الخوف ظاهر علي وجهها الشاحب...


فلم يشعر آدم بنفسه الا هو يندفع نحوه يلكمه بقوة  بوجهه... مما جعله يتراجع الي الخلف متعثراً و يفقد توازنه و يسقط بقوة علي الارض لكنه سرعاً ما انتفض واققاً و هو يصرخ بصدمة بينما يدلك فكه و هو لا يصدق انه قد ضربه 


= ماذا فعلت بحق الجحيم.. كيف تجرؤ على رفع يدك علي..هل انت جاحد لتضرب والدك، يا ناكر الجميل.. هل تضربني من أجل تلك العاهرة ؟؟ 

الفصل الثانى والعشرون من هنا

تعليقات



×