رواية أباطرة الغرام الفصل الثالث و العشرون 23 بقلم اية محمد رفعت

رواية أباطرة الغرام الفصل الثالث و العشرون بقلم اية محمد رفعت


شعرت ياسمين بذعر لسماع حديثهم عن اقتراب الزواج، فقالت متلعثمة:
_  لا...أنا مش عايزة أتجوز دلوقتي. 
_هو ايه اللي مش عايزة.
سألها محمد بحدةٍ ، فأجابته بتوتر وهي تفرك يديها:
_لا مقصدش بس ، ندى أكيد  لسه تعبانة.
وجه أحمد بصره لندى وقال بابتسامة :
_يا حبيبتي الفرح بعد أسبوع هتكون ندى بقت كويسة ولا أنتِ رأيك إيه يا ندى ؟
 _  اللي تشوفه يا عمي.
همست بها ندى بخجلٍ شديد ، فأشار محمد برأسه لياسمين قائلًا :
_ندى معندهاش اعتراض أهي ، يبقي خلاص كتب الكتاب بعد بكرة والفرح إن شاء الله بعد أسبوع 
توترت ياسمين جدًا لاقتراب الموعد، ولاحظ عصام ذلك هذا، يعرف أخته جيدًا ويعلم ما تفكر به،  قطع صمتهم المؤقت توسل آسر: 
_ينوبك في أُمنا ثواب يا أبو لهب قدم الفرح شوية نفسي في بوسة يا جدعان هموت.
زجره عصام بعنفٍ: 
_ما تحترم نفسك بقى يا حيوان أنت.
_آه ما أنت مقضيها أحضان، ويا قلبي وعمري هتحس باللي زي حالاتي إزاي؟
ظهر الاعتراض في نبرة آسر وهو يحدث أخيه، ليسأله عصام بحدة:
_ بتقول حاجة يا آسر؟ 
_ أنا أبدًا ، ده أنا بدعي أن ربنا يكتر من أمثالك.
أجابه باستنكار وسخط بذات الوقت، وتطلع  إلى اطعام من أمامه، ليسمع ضحكات خالد إلى جانبه، ثم هتف من بين ضحكاته التي يكتمها :
_  تصدق صعبت عليا، تعالى يا آسر هنصحك بشيء.
اقترب آسر منه يستمع لما سيقوله فأردف بنبرةٍ منخفضة:
_يعني يا غبي لازم تستأذن عشان تبوس؟!
_ أكيد أفرض أنها مكنتش مستعدة.
أجابه بتأكيد وبذات النبرة المنخفضة، لينظر إليه بصدمةٍ وهدر من بين اصطكاك أسنانه:
_صبرني يارب.
_آسر ناولني الطبق اللى قدامك ده الله يكرمك.
قطع حديثهما صوت سها، فرفع آسر رأسه بتعجبٍ، فحرك رأسه بمعنى لماذا؟، لتجيبه وهي تلوك الطعام في فمها:
_ هاكله أنا ، أصل أنت شكلك تخنت أوي اليومين دول ، والفرح قرب و أنا خايفة على برستيجك قدام الناس و أنت قاعد وكرشك قدامك.
ارتفع حاجباه بصدمةٍ ، ثم قال بايجابية وهو يتطلع لجسده:
_ تصدقي صح ؟ خدي بالهنا ياختي.
مد إليها الطبق لتأخذه وتباشر أكله فورًا، فاتسعت عيناه بصدمةٍ أكبر، سحب خالد من ذراعه يقربه منه وهمس بضجر :
_ بذمتك دي منظر واحدة تتباس طب أبوسها من أي زاوية بالظبط؟
حاول خالد التحكم بنفسه، لينفجر ضاحكًا، تبعه صوت ضحكات ندى، فنظر إليها خالد وسألها:
_ طب أنا وبضحك على جنان الحيوان ده ، أنتِ بتضحكي على ايه؟
قالت بمكرٍ:
_  اللي بتقوله عن سها! 
عادت ضحكاتها تعلو ليضحك عصام  لسعادتها،وسألها باستغرابٍ :
_ وسمعتي إيه بقى؟
اندفع آسر من مكانه متجهًا إليها وهددها قائلاً :
_والله يا ندى إن أتكلمتي لكون آآ... 
_ لتكون إيه كمل ؟
قاطعه عصام بحدة، فارتبك وهو ينظر إليه، ثم قال :
_هموت سها.
_ وسها مالها يا أخويا ما تولعوا بجاز أنت وهي.
هتفت سها وهي تلوك الطعام بفمها بغضب، لتتسع عينا محمد وهتف محاولًا تهدئة ما يحدث:
_ انتوا هتعملوا زي العيال الصغيرة؟! 
_كمل أنت أكل يا عمي.
هتف آسر مانعًا إياه من التدخل، فنظر محمد لأحمد ليؤكد كلامه، فتابع أكله بصمت، ليسمع بعدها صوت ندى الغاضب:
_ أنا أولع يا حيوانة! 
_بت احترمي نفسك أنا مش راضية أزعلك عشان لسه تعبانة.
احتدت نبرة سها وهي تهتف بها، فنهضت من مكانها، لتنهض ندى  ونظرات تحدٍ مشتعلة بينهما، فجأة ترمي ندى طبق "شوربة خضار" على وجهها، لينصدم الجميع من الموقف وخصوصًا سها التي بدأت تشتعل غضبًا، وصرخت بحدة:
 _اه يا واطية بتشربي شوربة من غيري.
حديثها و ردة فعلها صدمة الجميع، ليتمتم خالد بصدمة:
_ ايه ده يا جدع هو في كده؟
نهض آسر يحمل طبق السلطة بين يديه ورماها به ثم قال باستياء:
_وفي سلطة كمان ياختي، أبو لهب أعفيني من الطلب ده ولا كأني قولت حاجة، مالها العزوبية عسل ولّا أنتم ايه رأيكم ياشباب؟
امتنع عصام عن الجواب يكتم بسمته في حين رددت آمال بقولها:
_ الله يكون في عونك يا حبيبي. 
و هتفت سهير و ابنتها بشماتةٍ قائلتين:
_ أنت اتدبست يا معلم.
_ مفيش رجوع يا أسورة.
نظر أحمد إليهم، ثم نهض مستأذنًا، ليلحق به محمد مبتعدين عن هذه العائلة التي ستصيبهما بالجنون.
**********
 جلست ياسمين في غرفتها شاردة في موعد الزفاف، طرقات الباب قطعت شرودها ، ومن بعدها تحرر المقبض ليفتح الباب ويطل من خلفه أخيها ، فسألها مستأذنًا :
_  ينفع أدخل؟
ابتسمت لرؤيته وأشارت له برأسها ليجلس قبالتها على الفراش، يراقبها بنظراتٍ متفحصه، ثم قال :
_ احكيلي .
علامات الاستفسار تكسو ملامحها ، فأكمل حديثه المبهم:
_عن سبب خوفك من الجواز . 
اتسعت عينيها بدهشةٍ،  من كشفه لأمرها الذي ظنته مجهولًا، فطرق بخفة على جبينها مستطردًا :
_ أنا فاهمك أكتر من نفسك ده أنتِ  بنتي مش أختي يا هبلة. 
انطوت داخل أحضانه تبكي بانكسارٍ، بكاءٍ هستيري أشعره بالوجل، فربت على ظهرها بحنان، وسألها بقلقٍ:
_ليه ده كله يا ياسمين؟
 رفعت رأسها تنظر إليه وأجابته :
_مش عارفة حاسة أن قلبي مقبوض وخايفة.
زوى حاجبيه باستغراب:
_  أنتِ مش بتحبي خالد؟!
أجابته مؤكدة :
_طبعًا بحبه بس آ. 
 توقفت عن الحديث بخجل واحمرت وجنتيها، فاستطاع أن يلمس ما تود قوله، رفع وجهها إليه وضمه بيديه وحدّثها بصوتٍ حنون :
_ياسمين أنا عارف أنتِ بتفكري في إيه بس صدقيني يا حبيبتي خالد بيحبك أوي،  أنا بشوف في عينه نظرات عشق ليكِ أكيد هيتفهم الوضع اللي أنتِ مريتي بيه وأنتِ كمان لازم تنسي. 
_مش قادرة يا عصام كل يوم بشوف اللي حصل قدامي وبيتكرر.
 أجابته بعجزٍ عن نسيانها ما حدث، دموعها تمس أصابعه، ليرفعها نحو دموعها يمسحها ، عاود احتضانها وقال :
_مع الوقت هنتسي ياحبيبتي، عايزك عاقلة كده بدل ما أروح أقول لخالد ياسمين صرفت نظرها في الجوازة دي
_ايه؟! لا… أبدًا.
حديثها المتلعثم وهي تفصل عناقها عنه جعله يقهقه ضحكًا ، فربّت على وجنتيها وقال وهو يهم بالنهوض:
_ كده تبقي عقلتي تصبحي على خير.
**********
في مجلس القصر جلست سها وندى تتشاركان تناول (الفشار) وأمامها يجلس آسر، يشاركهما الحديث، تقدم عصام من الخلف يستمع حديثهم، الذي بدأه آسر:
_ اه والله يا ندوش  والبت ياختي شافته من هنا وسرحت في عينه الزرقة.
_  وهو أكيد كان مبسوط طبعا ما أنا في سابع نومة.
نطقتها وهي تستشيط غضبًا، ليزيد آسر النار حطبًا بحديثه الذي تشابه بطريقة نساء الحي الشعبي:
_ يا ريتها جت على دي ، ده في واحدة كمان اسمها ايه يا واد يا أسوره... اه افتكرت مايا اورورا باين...
_كمان؟!
قالتها ندى والنيران تتطاير من عينيها، ليؤكد آسر حديثه:
_ آه ، أنا مش عارف البنات هتموت عليه هو وخالد على إيه بلا نيلة ده أنا أحلى منهم...
رفع بصره ليرى عصام ينظر إليه بتوعد، فغيّر مجرى حديثه ، بقوله :
_ لا لا ده عصام عسل أنتِ إزاي تغلطي في أخويا و أنا عايش أنتِ أتجننتي؟
اتسعت عينيها من تحوله، فنظرت إليه بصدمة، ليهمس بصوتٍ خافت من بين أسنانه بالكاد استمعته :
_بصي وراكي يا غبية 
نظرت ندى خلفها لتجد عصام يستند على الأريكة بمرفقيه، وينظر لهما بمكر ، ابتلعت ريقها بخوف، في حين وجه هو بصره لآسر يسأله بكلمةٍ واحدة: 
_خلصت ؟!
حرك آسر رأسه موافقًا، وبلمح البصر انقض بالضرباتٍ واللكمات، والآخر يصرخ مستنجدًا بندى :
_ندى الحقيني.
حاولت ندى إبعاده عنه ولكن فارق الجسد بينهما عجزها عن ذلك، لمحت خالد يصعد الدرج فركضت نحوه وهتفت مستنجدة:
_خالد تعال ألحق آ.. 
_متكمليش هما فين؟
قاطعها بعدما تسلل اليه صوت صراخ آسر يعلو مستنجدًا ومتألمًا، أشارت إلى مكانهما ضاحكة، ليذهب خالد اليهما في محاولة لفض الشجار، في حين خرجت ياسمين من غرفتها لترى ماذا يحدث، وما إن رأت عصام يضرب آسر حتى ركضت نحوها وهتفت تطالبه:
_عصام سيبه.
_ إبعدي يا ياسمين الحيوان ده لازم يتربى.
زمجر عصام وهو يضغط على ذراع آسر ويعيق حركته، فاندفعت تبعده عنه وهي تسأله:
_عمل ايه بس؟
_ كان بيوصيني على عصام .
أجابتها ندى التي تجلس في مكانها تلتهم التسالي دون مبالاة، وتشاركها سها بشماتةٍ مما يحدث إليه:.
_ أنت جبت سيرتي ياض؟
سأله خالد ولا يزال يحاول تخليصه، لتصدح ضحكت ندى مجيبة:
_ لا مجبش سيرتك في حاجه. 
نجح خالد في تخليص آسر من يدي عصام، ليتوعد بتعبٍ وهو يلهث:
_والله لأوريكم يا كلاب .
ونزل إلى الأسفل متألمًا ، يتوعدهم بخطة شيطانية.
**********
صعدوا جميعًا للتراس،  فدنت ندى من عصام وسألته بغضب يختبئ خلف حدقتيها الساكنة:
_مين بقى مايا أرورا دي؟
_هو آسر لحق؟
سألها خالد بدهشة لسرعة افتعال ابن عمه المصائب، ليسمع الجواب من ياسمين بغيرة:
_ أيوه لحق  أنت خايف عليها كده ليه ؟
صدحت ضحكة عصام الرجولية ثم نظر لندى وقرص أرنبة أنفها قائلًا:
_ ظهر الحق شوفتي يا قلبي أنتِ ظلمتيني، مايا دي تبع خالد .
_جبان.
تمتم بها خالد فسمعه عصام ليجيبه بصوتٍ منخفض :
_ لا مش جبان بس مش عايز أزعل روحي يا حيوان.
_ كده طيب...
توعد له بمكر ثم أردف وهو ينظر لعصام بخبث :
_شوفوا بقا يا جماعة مايا دي تبقى...
_ تبقي الدُّش ، خدوا بقى.
قالها آسر وهو يفتح عليهم خرطوم ضخ المياه المخصص للأشجار، فتساقطت المياه من فوقهم كالشلالٍ، فملأت المكان وأغرقتهم
أصاب آسر عين ندى بالمياه القوية، فصرخت متألمة :
_ آه عيني...
اقترب عصام ليتلقى المياه عنها بظهره، فتقابلت عينيه بعينيها التي تجاهد لفتحهما، بينما استطاع خالد تقيد حركة آسر، فأوقعه أرضًا فأصابته المياه هو الأخر،  ليصيح به بعصبيةٍ:
_تستاهل
اقتربت ياسمين تركله بقدمها هاتفة بحدة:
_ بتغرقنا  و أنا اللي جاية أحوش عنك.
 سحب قدم ياسمين لتسقط أرضًا إلى جانبه ، أما سها بعدما سمعت صراخهم تقدمت نحوهم بسعادة وهي تهتف بفرحة:
_الله ؟! ايه ده  محدش يقولي أنكم نقلتوا هنا البيسين؟
أمسك آسر بيدها ليحاول النهوض وثم سحبها لتسقط أرضًا إلى جانب ياسمين ، وهرب مسرعًا إلى غرفته ، نهضت ياسمين عن الأرض وأخذت تتفحص ملابسها المبلله بغضب لحق صراخها:
_ غبي.
رفعت سها يدها مشيرة: 
_قومني يا خالد ، آه..
تقدم نحوها وسحبها بكل قوته، وحينما باءت محاولته بالفشل سألها بتردد: 
_سها أنتِ كام كيلو ؟
_69 .
أجابته ليهتف بسرعة معترضًا :
_ لا أكيد في غلط في الموضوع أتاكدي تاني ، أنا هروح أغير هدومي
واسترسل حينما وجد عصام مازال يقف محله:
_ مش يلا يا عصام! 
حمحم عصام بحرجٍ وتحرك من أمام عينيها الفاتنة، فاستقامت بوقفتها لتنتبه لأخيها الذي دنا منها مرددًا بسخرية: 
_نمتي وأنتِ واقفة ؟
شعرت بالخجل خاصةً عندما انتبهت إلى الوضع الذي كانت عليه، جذبه عصام من تلباب قميصه وهو يشير له بحدة: 
_طب يلا يا خفيف 
حدجه بنظرة ساخطة، مردفًا: 
_هعديها  المرة دي..
_ كلها 24 ساعة وتبقى حرم عصام الدالي.
اعترض عصام بثقة جعلت الآخر يبتسم و ليردف برضا:
_ماشي يا بوص خد راحتك.
**********
جلس خالد في غرفته يعمل على الحاسوب خاصته في محاولةٍ لانهاء بعض الاعمال الخاصة به، بعد أن بدّل ثيابه المبللة، فتلفظ آسر بضجر:
_ خلاص بقى يا خالد كل ده شغل على اللاب عايز أنام .
رفع بصره عن الحاسوب ينظر إليه مرددًا بسخرية:
_ما تنام ياخويا هو أنا هرضعك ؟
_مش بعرف أنام إلا جنبك. 
أجابه مؤكدًا هذه المعلومة، فأغلق خالد حاسوبه ونظر إليه بمكر ثم قال:
_طب بالنسبة للفرح اللي آخر الأسبوع ده ؟
_متفكرنيش، أمانة عليك يا خالد كل ساعة تكلمني تطمن أن أمنا الغولة دي ما كلتنيش.
هتف بعصبية أضحكت خالد ثم قال بود:
_ من عنيا أنا عندي كام أسورة.
_حبيبي يا أبو نسب .
************
صباحًا في الشركة، دخل خالد مكتب عصام يطمئنه عن أمور العمل في المصانع:
_ كله تمام أنا لسه جاي من هناك حالًا
_ والأجهزة الجديدة وصلت؟
سأله بعمليةٍ فأجابه الآخر:
_ وصلوا النهارده في الشحن.
أشار عصام برأسه رضًا عما يحدث من تقدم في العمل .
سلط خالد نظراته على عصام الذي عاد يتابع عمله ، فشعر بنظراته، ليرفع بصره إليه يسأله بقلق:
_ نعم في حاجة تانية ؟
حرّك رأسه بمعنى نعم، ليشير الآخر بعينيه مستفسرًا عما به، فجلس على المقعد أمامه وحدّثه بقلق :
_ كنت عايزك تساعدني أجيب هدية لياسمين بمناسبة كتب الكتاب .
_ و أنا أساعدك ليه إن شاء الله ؟
سأله عصام ساخرًا ، ليقنعه الآخر بجوابه:
_عشان مش عارف هي بتحب إيه وبعدين أنا بالمقابل هساعدك تجيب لندى حاجة بتحبها .
حرك عصام رأسه موافقًا على العرض ليقتحم مجلسهم كالعادة آسر الذي هتف بمرح:
_ فل عليكم معاكم .
_معانا في إيه أنت عارف إحنا بنتكلم عن ايه؟
ضيق نظره مستفسرًا ليجيبه عصام:
_هدايا لياسمين وندى تحب تجيب حاجة لسها هدية؟
ضحك آسر بسخرية من نفسه وما وقع به ليجيب :
_ أنا أجبلها هدية هي دي بتفهم في الهدايا دي لو جبتلها طبق بيض هتبوسني من هنا وهنا.
_طبق بيض 
علق خالد بها في دهشة،  في حين تساءل عصام بتعجبٍ :
_ اشمعنا يعني!
اجابه آسر  بتهكم:
_ بتحب البيض أوي دي بتفطر بنص طبق ياعم.
ضحك خالد على حديثه،  ليستمع جميهم لطرقات خفيفة على الباب،  سمح عصام للطارق بالدلوف،  فما كان سوى السكرتيرة تردد:
_في واحدة بره يافندم عايزة تقابل آسر بيه 
تفاجئ آسر من حديثها، ليعلق بشكٍ:
_عايزاني أنا!!
حركت السكرتيرة  رأسها في ايجابية، تجيبه  :
 _ أيوه يا فندم.
اجابها آسر وهو يصفق بيديه بغرورٍ:
_ اشطا دخليها المكتب و أنا جاي فورا. 
حركت السكرتيرة رأسها تتمتم بهدوءٍ:
 _ حاضر يافندم
أغلقت السكرتيرة الباب،  في حين علق عصام بتهكم :
_ واحدة وعايزة آسر!
أكمل خالد بصدمة: 
_ طب تيجي أزاي دي!
هندم آسر  ملابسه يردد بعنجهيةٍ :
_أمال إيه يا ابني ده أنا آسر الدالي سلاموز لما أشوف الحتة دي عايزة ايه؟ 
انطلق آسر إلى مكتبه وما أن  فتح الباب حتى ردد لمن توليه ظهرها:
 _حضرتك طلبتي تشوفيني! 
التفتت له، لتتعلق الصدمة بعينيه، وردد باختناقٍ
 _ رودينا ايه اللي جابك هنا!
اجابته رودينا بدموعٍ :
_آسر  أنا إتطلقت.
تحرك آسر  ببرودٍ نحو مكتبه، يردد بكلماتٍ غير مبالية:
_ طب وأنا أعمل ايه يعني!
علقت رودينا بدهشة :
_يعني خلاص بقيت حرة.
أكمل آسر ببرودٍ:
_بردو مش فاهم 
اقتربت لتقف أمام  مكتبه مباشرةً،  تنظر لعينيه بمكرٍ مرددة بدلالٍ :
_ آسر أنا لسه بحبك وعايزاك أنا لما شوفتك مقدرتش قلبي ضعف متسبنيش يا آسر.
رفع آسر حاجبه باستنكار، ثم ردد يشير لبطنها   :
_ والله طب و إبنك اللي في بطنك ده ذنبه ايه تحرميه من أبوه؟!!
اجابه رودينا بلهفةٍ:
_مش عايزاه هتخلص منه عشانك.
نظر آسر بسعادةٍ، يردد :
_بجد!
ابتسمت رودينا بانتصار، تجيبه:
_بجد ياحبيبي!
إقتربت منه بشدة، بيبتعد عنها آسر بعدما علم مبتغاها يردد ببسمةٍ مخادعة:
_ استني مش لما نتجوز الأول 
اتسعت عين رودينا بسعادةٍ متمتمة :
_بجد!
اجابه آسر بابتسامة هادئة :
 _ أكيد بس في مشكلة صغيرة!!
عقدت حاجبيها بدهشةٍ  تتساءل بتعجب:
_مشكلة ايه؟! 
ردد آسر  بمكرٍ:
_ بابا مش هيوافق! 
ردد سريعًا دون انتظار لحظة:
_ نتجوز عرفي ونحطه قدام الأمر الواقع!
نظر لها قليلًا ثم قال وهو يومأ برأسه:
_تصدقي فكرة.. حبيبتي أنا بحبك أووي متصوريش قد ايه!!!
*****************
طرقت الباب بخفةٍ، ثم فتحته تدخل رأسها فقط تتمتم بمرحٍ: 
_ممكن أدخل؟! 
نهض خالد بسعادة، يستقبلها بحبٍ:
_ياسمين تعالي ياحبيبتي!
دلفت للداخل بتوترٍ،  تشعر بألمٍ من هذا الهاجس المخيف بداخلها،  قطع  وصال تفكيرها صوت خالد يردد باهتمام:
_ها عجبك؟!!
اجابته ياسمين ببسمةٍ باهته:
_ اه جدًا.
 رفع خالد حاجبه وهو يحرك رأسه في نفيٍ بعدما سلطت بصرها على المكتب،  ثم ردد بحبٍ:
_ أنا بتكلم على الورد 
ابتسمت بخجلٍ تتذكر الورد تجيبه بخجلٍ واضح:
_ آه جميل ميرسي على ذوقك بس عرفت منين أني بحب الورد الأبيض!
اجابها خالد بحبٍ:
_ قلبي قالي..
لم يستطيع إخفاء كذبته ليعترف بصدقٍ:
_ الصراحة أستعانت بمساعدة عصام.
رددت ياسمين بحبٍ لصدقه:
_ أحلي حاجة بحبها فيك صراحتك دي.
مط خالد شفتيه  بحزن مصطنع، يردد بتذمر :
_بتحبي صراحتي بس!
خجلت نظراتها من التطلع له تجيبه بخجلٍ :
_ لا بحب فيك حاجات كتير. 
اقترب خالد منها متسائلًا بهمسٍ ساحر: 
_ حاجات زي ايه!!
شعرت ياسمين بغصة عالقة داخل قلبها، واندفع إليها ذكرى هذا اليوم البائس، فرددت بخفوتٍ وهي تجاهد اختناق أنفاسها: 
_ أبعد عايزة أروح لندى.
لم يلاحظ اختناقها، وحالتها الغامضة تلك، فعاد ليتساءل بمكرٍ:
_ لاء.
حاولت ياسمين الحديث مجددًا بصوتٍ هادئ :
_خالد أبعد.
ازدادت تلك الدوامة العنيفة التي تحيط بها، لتقتحم ندى المكتب تردد بجدية:
_خالد بقولك آ.. 
تفاجأت ندى بياسمين أنها لا تزال بالمكتب، لتردد ببسمةٍ حرجة:
_ آسفة معرفش انك معاك حد. 
اندفعت لها ياسمين، تردد بتوترٍ :
_لا أستني.. 
علق خالد بدهشةٍ، يردف بقلقٍ:
_ ندى أنتِ ايه اللي خرجك دلوقتي أنتِ لسه تعبانة؟!
اجابته ندى ببسمةٍ هادئة  :
_ لا الحمد لله أنا بقيت كويسة جدًا.. 
نظرت يمينًا ويسارًا لتردف بتعجبٍ:
_  هي سها فين؟! 
اجابتها ياسمين بهدوءٍ :
_عند آسر.
رفع خالد حاجبه بدهشةٍ، ثم ردد بشكٍ ممزوج بمرحٍ  :
_ أنتم هنا كلكم أيه سر التجمع ده؟ شوشو ابتدي يلعب في دماغي!!
ضحكت ندى على حديثه تردف بصوتٍ لا يزال ضاحكًا :
_ لا ولا يلعب ولا حاجة إحنا كنا رايحين نشتري فساتين عشان كتب الكتاب فقولنا نعدي عليكم.
علق خالد بتعجبٍ :
  _بس مش شايف معاكم شنط ولا ايه حاجة!! 
اجابته ياسمين بتوضيحٍ : 
_  بعتنا الحاجة مع السواق.
حرك خالد رأسه متفهمًا، ثم قال بمزاحٍ :
_آه بعتم الحاجة وقولتم نروح نقرف في الجماعة دي شوية.
حركت ندى رأسها تردد بضحكة ساخرة وهي تشير على ياسمين :
_ ما هو واضح أننا فعلا عطلناك.
خجلت نظرات ياسمين منهما ثم غادرت المكتب.
****************
ردد آسر بمكرٍ بعدما اعترف بحبه المزيف بها:
_ عشانك هبعد عن الكل مش عايز حاجة غيرك هقف ضد أهلي وهتحداهم كلهم حتى لو بابا حرمني من الميراث أنتِ عندي أهم يعني أنتِ تتخلي عن  ابنك وأنا مش هتخلى عن شوية فلوس أنتِ عندي بالدنيا كلها.
اتسعت عين رودينا بصدمةٍ، تردف بتلعثمٍ  :
_ إيه هو هيحرمك من الميراث!! 
حرك آسر  يؤكد حديثه بخبثٍ:
_ أكيد مش هتجوز من وراه.
حركت رودينا رأسها في نفي، تردد ببسمةٍ متوترة  :
_ لا يبقى نبعد عن الفكرة دي أحنا ممكن نفضل مع بعض من غير جواز.. أنا بحبك يا آسر وعايزاك أنت..
صدع صوت صفعة قاسية هوت على وجنتي رودينا لتسقط أرضًا من قسوة يده، ليصيح  باشمئزاز:
_  أنتِ أحقر إنسانة أنا قابلتها في حياتي أنا مش عارف أزاي كنت بحبك في يوم من الأيام أنتِ إستحالة تكوني بني أدمة، الفلوس عمتك لدرجة انك عايزة تضحي بابنك  أنا مكنتش أعرف أنك بالواسخة دي.
رددت رودينا بألمٍ محاولة استملته:
_عشان بحبك هتخلي عنه عشانك.
نفى آسر حديثها، يردد بتصحيح متهكم:
_ لا ده عشان بتحبي نفسك والفلوس كل حاجة في حياتك، أخرجي من حياتي أنا مش عايز أشوفك تاني برة أخرجي برة..
حاولت رودينا الحديث تتمتم ببكاءٍ مصطنع :
_ أنا بحبك. 
رد آسر ببرودٍ  :
_ و أنا بكرهك أنا دلوقتي عرفت يعني إيه حب أنا حبيت بجد وعرفت المعنى الحقيقي للحب أنا مكنتش بحبك أنا كنت معجب بيكِ مش أكتر يالا  أخرجي.
نهضت تقترب منه تتمتم بدموعٍ تذرفها أمامه :
_  آسر أسمعني..
أمسكها بقوةٍ من خصلات شعرها يردد بصوتٍ عالٍ :
_قولتلك أخرجي..
*************
تقدمت سها من مكتب آسر،  تبتسم بسعادة وهي تتخيل ملامحه أن رأها بفستانها الرقيق، فسألت السكرتيرة 
_آسر جوه؟!
اجابتها السكرتيرة بهدوءٍ :
_ أيوه يافندم بس معاه ناس. 
علقت سها بتعجبٍ :
_ ناس مين دي!! 
حركت السكرتيرة رأسها وهي تجيب :
_واحدة معرفهاش أول مرة  أشوفها. 
شعرت سها بغيرةٍ، لتردد ببسمةٍ مغتاظة:
_طب خلاص أنا هدخل.
رأت رودينا سها وهي تتقدم، لتعود مجددًا إلى آسر تقف بطريقة توحي بأنهما بحالةٍ من الحب والانسجام، تردد بدلالٍ:
_و أنا كمان بحبك أوي 
استمعت سها لتلك الجُملة، فوقفت محلها بصدمةٍ تنظر إليه بصمتٍ قاتل معها بتلك الطريقة،اتسعت عينيه دهشة، وردد بعدم تصديق: 
_سها.
نظرت له بألمٍ، وأردف باختناقٍ من دموعٍ منهمرة بغزارة  :
_ليه ليه يا آسر  أنا عملت فيك إيه أنا حبيبتك.. ليه حرام عليك، أنا كنت هبعد وأنت اللي وقفتني وقولتلي أنك بتحبني ليه تعمل فيا كده، ليه تكسرني بالشكل ده!
حاول آسر تبرير الموقف، فصاح بتوترٍ :
_ سها أنتِ فهمتي غلط..
تدخلت رودينا سريعًا تبتسم بمكرٍ:
_خلاص يا آسر هي عرفت الكدبة مش هينفع وكده كده هتعرف لما نتجوز.. 
علقت سها بصدمةٍ :
_ تتجوز!!
صفعها آسر مجددًا يردف بحدة:
_  إخرسي.
وجذلها من شعرها بقوةٍ، يردد بعصبيةٍ بالغة :
_أخرجي من هنا ومش عايز أشوف وشك تاني.
 نظر آسر  إلى  السكرتيرة يتطلع لها بحدة أخافتها يردد بحزم:
_الحيوانة دي مشفهاش هنا تاني فاهمة. 
عاد إلى المكتب فلم يجدها،  جذب آسر جاكيته وهرول مسرعًا خلفها.
كانت تخطو شاردة،عابثة الوجه، يختلجها شعور محبط بأنه من الصعب أن يحمل لها حبًا بقلبه، غفت عن طريقها ولم تفق الا على صوت صراخ عاصف عاونها على الافاقة من غفلتها، فوجدت  شاحنة ضخمة تقترب منها، تجمد جسدها أمامها وأغلقت عينيها استسلامًا لما ستواجهه بتلك اللحظة، يد قوية سحبتها عن الرصيف، ليصيح بها بانفعالٍ: 
_ أنتِ مجنونة  كنتِ هتموتي يا غبية.
دفعت يده بقوةٍ، وهي تتطلع إليه بدموعٍ تسيل بغزارة، مرددة بألمٍ:
_ مسبتنيش ليه أموت أحسن من اللي أنا فيه!! 
علق آسر  بهدوءٍ:
_ ايه اللي أنتِ فيه! سها أنا مخنتكيش صدقيني دي كدابة أنا بحبك أنتِ والله.
وضعت يدها على أذنها، لا ترغب في سماع المزيد من الأكاذيب فصرخت بعنفٍ:
_كفاية كفاية كذب حرام عليك. 
نظر لها بشفقةٍ ثم قال بصوتٍ هادئ يحمل بطياته الصدق :
_ بس أنا مكذبتش عليكِ في حاجة أنا فعلًا بحبك هي اللي جيتلي المكتب وعرضت عليا أنها ترجعلي بس أنا موافقتش.
نظرت له سها بسخريةٍ، وتلفظت بتهكمٍ :
_  وموافقتش ليه مش دي حبيبتك اللي أبوك حرمك منها. 
 حاول تملك أعصابه وهو يخبرها: 
_ كانت حبيبتي بس هي جرحتني مكنتش بتحبني.
أجابته ساخرةٍ :
_وفيه إيه أنها مش بتحبك عادي عيش معاها أنت مش هيفرق معاك لأنك معندكش إحساس. 
طوفها بنظرة قاتلة قبل أن يردف بغضب:
_ أنا بحذرك للمرة الأخيرة أوعي تختبري رجولتي وكرامتي لأنها هي اللي هتفوز، أنا اللي زهقت مش أنتِ، صح أنا معنديش إحساس ليه تربطي نفسك بواحد بارد وكل حياته هزار.
 نزع آسر خاتمه ثم وضعه بيدها قائلًا ببسمةٍ سكن بها الألم:
  _أنا حبيبتك يا سها بس أنتِ لا. 
حركت رأسها في نفي تجيبه  :
_ لا بحبك وأنت عارف كده كويس.
هدر آسر بصوت عالٍ يعتريه عصبية شديدة:
_ لا محبيتنيش الحب يعني ثقة فين ثقتك فيا فين؟ 
صمتت ولم تجد اجابة تخبره بها،  فابتسم مستطردًا بسخطٍ:
_  للأسف معندكيش جواب  .
غادر المكان تاركها تجر خيبات ما فعلت.
*****************  
دلف عصام المكتب سريعًا يردد بجديةٍ
_ خالد هاتلي الملف؟ 
اتجهت عينيه لمن تقابله وتساءل بذهول: 
_ندى إيه اللي جابك هنا؟!
ابتسمت بهدوءٍ وأجابته :
_كنت بشتري شوية حاجات وقولت أعدي عليك  بس مش لقيتك في المكتب.
ابتسم وتقدم إليها وهو يخبرها:
_ كان عندي اجتماع. 
وتساءل بفضول: 
_حاجات ايه  دي اللي بتجبيها!!
اجابته بخجلٍ :
_كنا بنجيب فساتين عشان كتب الكتاب.
اتسعت ابتسامته يردف بحنوٍ:
_مقولتيش ليه و أنا وخالد كنا جبنلكم اللي أنتم عايزنه.
اقتربت ياسمين منه تردف بمرحٍ:
_ خلاص يا بوص أحنا  اختارنا كل حاجة.
أسبل خالد بعينيه بحبٍ :
_ قلب ابن عم البوص وروحه وعقله وآ...
زمجر عصام بحنقٍ:
_ما تحترم نفسك يا جدع أنت مش شايفني واقف.
ردد بضيقٍ: 
_ايه يا جدع هتبقى مراتي خلاص. 
ضحك على حديثه، وأردف بمزاح:
_  براحة علينا طيب!
قاطع حديثه دلوف سها المفاجئ، تردد بنهجٍ وأعينٍ مدمعة:
_آسر فين يا عصام!!
دُهشت ياسمين من بكائها، لتردف بتعجبٍ : 
_ مالك بتعيطي ليه؟!
نظرت سها إلى عصام برجاءٍ، تكرر سؤالها:
_عصام فين آسر أرجوك؟!
دُهش مما أصابها، وسألها بقلقٍ :
_مالك يا سها في ايه!!
اجابته وهي تزيل دموعها :
_ أنا كويسة بس آسر فين!!
حرك كتفه وهو يخبرها :
_معرفش هو خرج من الشركة.
جلست على أقرب مقعد تبكي بانهيار ليتقدم خالد بصدمةٍ من انهيارها، يتسائل بحيرةٍ:
_يا سها قولي فيكي ايه؟!
تدخلت ندى في الحديث بقلقٍ  :
_ أتكلمي آسر عاملك حاجة؟!
بدأت سها بسرد ما حدث، فأردف خالد بحنقٍ:
_ البنت دي زودتها أوي؟!
نظر له عصام، ثم نظر لسها، يردف بهدوءٍ:
_  و أنتِ أصلا أزاي تصدقيها!!
اجابته بتبرير :
_يعني عايزني  أعمل ايه أنا لقيتها في حضنه!!!
تمتم بانفعالٍ يعاتبها بين كلماته:
_ أنتِ اللي أدتيها فرصة أنها تعمل كده لأنها عارفة  أنك مش هتثقي فيه.
لكزت ندى ذراع عصام، تردد بعتابٍ:
_  أهدى شوية هي مش ناقصة! 
نظرت سها إلى الأرض بخزى، تردف بألمٍ  :
_ أنا غلطانة بس أنا عايزة  أعتذر منه أنا بحبه. 
شعر خالد بالشفقة عليها، ليجيبها بحنانٍ :
_ خلاص يا سها أنا هوصله و إن شاء الله خير.
أشار عصام إلى خالد، مشيرا له بجدية :
_خالد خد ندى وياسمين ورجعهم القصر وأنا هاخذ سها لآسر أكيد في المكان اللي بيرحله لما بيضايق.
حرد خالد رأسه يجيبه بهدوءٍ :
_اوك يالا يا ياسمين. 
***************
قاد عصام سيارته بهدوءٍ، يتجه للمكان المعتاد لآسر بالانفراد به، فخطف نظرة سريعة لها،فوجدها مازالت تبكي بصمتٍ، شعر بغلظة حديثه فتنحنح قائلًا: 
_ سها أنا آسف مقصدش أعلي صوتي عليكِ بس  أنا بنصحك أنتِ بالنسبالي زي ياسمين.
حركت رأسها بتفهمٍ، ورددت بصوتٍ مبحوح :
_عارفة ياعصام أنا غلطت بس صدقني مقدرتش أتحكم في أعصابي. 
أشار لها بهدوءٍ :
_حاولي تتحكمي في غضبك وتثقي فيه، آسر ممكن يكون بيهزر كتير حتى في أصعب مواقف بيعدي بيها بس ده مش بيلغي شخصيته، آسر مش بيحب حد يشوفه ضعيف أو يشوف حد حزين بسببه، عشان كده حاولي متجرحهوش بكلامك تاني.
حركت رأسها في ايجابية، وتشاءلت بحيرةٍ ممزوجة بحزنٍ :
_ تفتكر هيسامحني!!
ردد بمزاحٍ :
_متخافيش  هخليه يسامحك بدل ما أنا اللي هعلقه.
ضحكت على حديثه وصاحت بمرحٍ :
_ كده أخد براحتي وأنا متأكده إنه أكيد هيسامحني! 

تعليقات



×