رواية صراع احفاد السيوفي الفصل الخامس والعشرون
حاله من الصدمه والذهول انتشرت في المكان الجميع ينظرون الى هذه الام بصدمه... هل حقا خرج صوتها بعد 28 عام وفي نفس المكان...
اما هي لم تدرك اي شيء لم يهمها الانتقام ولا صوتها الذي عاد كل ما كان يدور في ذهنها الان.... هو نعم هو ابنها الذي فقدته قبل سنوات ابنها التي كانت تشعر انه على قيد الحياه...
ابنها الذي كان امام عينيها وهي كانت تشعر به بانه هو ولكن تصطدم بالواقع فتعود لرشدها....
طفلها... لا لا ليس طفل... ليس هذا الرضيع التي كانت تتخيله بل اصبح شاب.... رجل ذو بنيه قويه
ثقلت انفاسها مع كل خطوه تخطوها اتجاهه عينيها الدامعه متسعه بعدم تصديق....
ابتعدوا رجال العجمي عندما اشار لهم الكولونير بالابتعاد.... فتراجعوا على الفور...
العيون في تراقب.... منهم من يبكي ومنهم من يشفق ومنهم من يتمزق.... والجنرال...ااه... يا جنرال اغمض عينيه بقهر على زوجته التي سيصدمها ما سيحدث الان...
وهو... نعم... هو... حاول ان يتجاهلها حاول ان لا ينظر لها حاول ان يبتعد ولكن...
=ابني...
ابني.... خرجت من هذا القلب النقي... الذي احبه قلبي قبل ان يعلم بانها والدته....
=ابني...سي..ف...
كفى اني اتعذب من هذه النبره... ارجوكي الا تقولي هذه الكلمه مره اخرى.... التفت لها بملامح جامده خاليه من اي مشاعر بارده.... هذا الظهر ام بالداخل فكلمه صراع لا شيء امام ما يشعر به....
انزل عينيه ارضا عندما التفت اليها كليا.... اقتربت منه شمس وعيناها الدامعه تمر على جسدها وملامحه ببطء وعدم تصديق وكانها اول مره تراه قلبها يخفق بقوه وانفاسها اصبحت مسموعه رفعت يدها المرتعشه ببطء...
اغمضه هو عينه وكور قبضت يده حتى يظل على وضع الجمود عندما وضعت كف يدها الصغيره المرتعش على وجهه ومررت اناملها بارتعاش على ملامحه...
عينيه ..انفه ...فمه ...خصلته السوداء.. عنقه كتفه.. من يراها يظن انها فقدت بصرها... معذورون فهم لا يعلمون ان قلب الام الذي تشقق من الاشتياق... تجري به المياه البارده وتروي اوردته مع كل لمسه من ابنها....
اتسعت ابتسامتها ودموعها تنزل بسعاده على وجهها التفتت الى الجميع الذين كانوا في حاله انهيار نظرت الى زوجها الذي.... اااه... والله يا جنرال تمزق قلبي على حالك....
رغم ان صوتها عاد لها ...ولكن لم يسعفها على التحدث بل كانت تشير الى ابنها ...وهي تبتسم بلهث تشير عليه وتنظر للجميع وكانها تقول هذا ابني لقد عاد من اشتاق قلبي اليه....
عاده رضيعي.... لا لا لا عاد ابني الذي اصبح رجل بالغ...
التفتت له مره اخرى وبلحظه كانت تسحبه من كتفيه.... لتعانقه لم يستطيع ان يبتعد فانحنى عليها وتركها تعانقه كما شاءت...
لم يبادلها العناق فقط الجمود في عينيه والتمزق في الروح والعذاب قادم....
لم تسعفها قدميها على الوقوف فنزلت على ركبتيها وهو معها تعانقه بلهفه وتقول بانهيار...
=ابني... اااااه... انت ابني انا كنت عارفه.... كانوا مفكرينك ميت بس... انا...اا....انا كنت عارفه انك عايش يا سيف.... يا حبيبي كنت بدعي ربنا انك ترجع ورجعت يا سيف... رجعت من تاني يا روح قلبي مش هسيبك تبعد عني نهائي...اا... مش هسيبك تبعد عني تاني يا ضنايا...
فتح قبضته... اغمض عينيه حتى يتحلى بالثبات وضع يده على كتفيها وابعدها عنه بصعوبه....
ابتعدت شمس الى الخلف ونظرت له وهي تبتسم بسعاده لم ينظر اليها بل قال بملامح جامده نوعا ما
=سيف مات في ايطاليا.... انا مش ابنك..
=لا لا انت ابن..ااا
لم يدعها تكمل حديثها عندما وقف فجاه وابتعد عنها وقفت شمس ولحقت به وهي تقول بلهفه لاهثه
=انت سيف ابني انا كنت حاسه...اا.. استنى
امسكت به ووقفت امامه مره اخرى اغمض عينيه وابعد وجهه بعيدا عندما قالت بلهفه
=ما تقولش كده انت ابني.... انت سيف راجح السيوفي راجح تعال...اا... تعال شوف ابننا بقى راجل
هههه.... ابني بقى راجل يا راجح...
اقترب راجح من زوجته وعينيها اصبحت حمراء كالنيره من شده البكاء وضع يديه على كتفها وقال بقهر مكتوم
=ابنك..ااا...
لا اعلم كيف ساخبرك.... الكلام يخرج من فمي كل الجمر الملتهب.... ولكن يجب ان تدركي الحقيقه زوجتي العزيزه...
=ابنك... مجرم يا شمس.... ومحكوم عليه بالاعدام....
هنا واصطدمت شمس بالواقع... شعرت بانها سقطت من سابع سماء على الارض بعنف.... ادركت انه هو العجمي... كان يقتل امامها.... سفاح مجرم... تاجر مخدرات مشهور.... ادركت انها في نفس المكان الذي فقدت فيه صوتها.... ولكن الشيء الذي رفضت ان تصدقه...هو...((محكوم عليه بالاعدام))... اذا ابني عاد ولم يعد....
نفت براسها هذه الحقيقه.... التفتت بل التفت الجميع عندما استمعوا لصفير سيارات الشرطه في ذلك الوقت كانوا رجال العجمي اختفوا والشاحنة واي شيء خاص بالعجمي لا يوجد شيء سوى العجمي والجوكر والكولونيل يتابع ما يحدث من بعيد....
وضعت يارا يدها على راسها عندما شعرت بدوار عينيها تتابع رجال الشرطه التي انتشرت في المكان وهو...
مدت يدها كي تستند على شيء ولكن للاسف استندت على الهواء وكادت ان تسقط ارضا ولكن لحقها والدها وساندها نظرت الى والدها بتوهان ثم عاودت النظر الى سيف....
دمعت عينيها وشعرت بان قلبها سيقف عندما راته يقترب من شقيقه يوسف....
يوسف الذي كان مصدوم مذهول لا يصدق ان من كان يطارده كل هذه السنوات شقيقه...
رفع عينيه الدامعه اليه عندما وقف امامه تماما ابتسم سيف بجانب فما وقال بثبات عجيب
=مبروك الترقيه يا سيادة العقيد...
رفع يديه الاثنين ومد معصميه الى شقيقه وهو يبتسم وشقيقه كان ينظر اليه... ودموع القهر تنزل من عينيه.... نعم العجمي عدوه...
ولكن ليس سيف.... شقيقه.... ولا جمال رفيقه.... ولا رابط الدماء.... التي بينهما.... كيف يا شقيقي سافعلها
ولكن الواجب فوق اي شيء....
اغمض عينيه ومده يده الى صديقه حسين فوضع حسين الاصفاد في يده....
اتسعت عين شمس دفعت زوجها وركضت بخطه متعثره الى ابنائها ....نعم ابنائها...
واحد قامت بتربيته وكتب على اسمها.... والثاني ابن بطنها البكري.... امسكت يد يوسف وقالت بذهول
=انت هتعمل ايه....
نظر لها يوسف وقال ببكاء
=سامحيني يا امي... انا حلفت يمين..
وفقط رفع يديه بالاصفاد ووضعها في يد شقيقه الذي كان في برود تم....
نزلت عين شمس الى الاصفاد التي كانت تقيد ابنها بصدمه.... صدمه تحولت الى غضب نظرت الى يوسف ودفعته بعيدا ثم وقفت امام ابنها وخباته خلف ظهرها وكانها تحميه نظرت الى رجال الشرطه بغضب رفعت سبابتها امامهم وقالت بشراسه الام..
=اللي هيقرب من ابني هقتله... ابني مش مجررررم
ابنك.. ابنك قال يا ريت كنت مت في ذلك اليوم...
ركضت يارا ووقفت بجانب شمس امام رجال الشرطه وقالت بشراسه هي الاخرى
=سيف مش مجرم....
كاد حسين ان يتحدث ويامر رجاله الشرطه بالقاء القبض على العجمي ...ولكن التزم الصمت عندما ركض عامر وشهد ووقفوا بجانب شمس ويارا وقالوا ببكاء
=ما حدش هياخد اخويا...
انضم اليهم سليم وساره.... فاصبحوا حاجز امام رجال الشرطه اتحدوا احفاد السيوفي كي يمنعوا رجال الشرطه من اخذ حفيد السيوفي....
ركض مينا هذا الصديق الوفي ..وقف امام يوسف وقال وهو يمد يده
=اقبض عليا انا.... انا هعترف ان انا العجمي... انا بعترف قدامكم كلكم اني العجمي.... يلا مستني ايييييه
اقترب منه حسين وقال بشفقه من هذا الموقف
=انت كمان هيتقبض عليك...
الجميع يدافعون عنه وهو في حاله من البرود والجمود المريب عينيه اصبحت خاليه من الحياه التاثر بعيد عن ملامحه....
تراجع الى الخلف بظهره حتى وقف بجانب الجنرال الذي كان حالته تقطع القلب وطيها لم ينظر اليه نزلت عينيه ارضا وقال بثبات عجيب
=مينا ايده نضيفه... انا هشيل الليله....
التفت الجميع الى الخلف ونظروا الى الاب والابن وهم يقفون بجانب بعضهم....
((أقسم بالله العظيم...أن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهوري...وأن أحترم الدستور والقانون وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة...وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه))
رب العباد .....اهم من العباد...
=لااااا... يا راااااجح....
صرخ قلب الام قبل فمها.... وركضت يارا باتجاه الجنرال سريعا وكادو الاحفاد ان يلحقوا بها ولكن منعهم رجال الشرطه الذين قيدوهم.....
صرخوا وهلعوا... عندما رفع اللواء راجح السيوفي يده وامسك ذراع ابنه المجرم....
فرت شمس من يد رجال الشرطه وتوجهت الى ابنها امسكت يارا يد الجنرال التي تمسك بيد سيف وقالت برجاء
=لاااا...دا سيف...ابنك...
امسكت شمس يد ابنها وقالت لزوجها بقهر
=لا ياراجح....ابني.... حرام عليك... انا مش حمل عذاب تاني....
((هتموت مع اللي بتحبه يا عجمي))
صدقتي دلوعتي.... فانا الان اموت امام هذه النظرات ادركت ان الموت حق الرحمه.... كفى ايتها الحياه فاني اكتفيت من العذاب... والدلوعه تصرخ راجيه
=اديله فرصه يبقى كويس عشان خاطر ابناااا...
=يلا يا سيادة اللواء....
رفعت يارا عينيها له عندما قال هكذا فراته ينظر لها ويقول بعينه لا دلوعتي ليس الان....
نظر الجنرال الى جاد.... جاد هذا الرجل الوحيد الذي يشعر بما يشعر به الجنرال الان.... فهم جاد نظرته فالتفت الى زوجته وبسنت واشار لهم باتجاه شمس
فهموا الشقيقتين ما يريد فذهبوا باتجاه شمس وقلوبهم تتمزق وذهب جاد باتجاه ابنته....
امسكت سما وبسنت شمس وابعدوها...وامسك جاد ابنته و ابعدها عن طريق اللواء الذي سينفذ العداله الان...
صرخت ...الام ...والحبيبه ....والصديق... والشقيق والجنرال يسحب ابنه الى سيارت الشرطه قلبه يتمزق مع كل صرخه تخرج من زوجته التي كانت تحاول الفرار من سما وبسنت وتصرخ بقوه
=لاااا... يا رررراجح.....سيييييف.... مش هسامحك يا راجججججح....
عااااا.... صرخت يارا هكذا بعنف.... لم يستطع والدها السيطره عليها عندما فرت من بين يديه وركضت باتجاهه.... امسكت ذراعه... فالتفت لها تشبثت في ذراعه بقوه وقالت بهياره....
=راح فين وعدك ليا....
توقف جاد.... وواقف الجنرال... ينظرون لهم... ويتساءلون هل كان بينهم وعود.... اتاهم الرد عندما قال سيف بنبره عجزوا عن تفسيرها
=وعدتك ان ما فيش حاجه هتفرقني عنك غير الموت.... هتوحشيني يا دلوعتي....
نعم صغيرتي ساشتاق اليك كثيرا..... ليس انت فقط بل امي أيضاً الذي لم انعم بحضانها..... سحبه الجنرال من ذراعه فاضطر ان يبتعد... نعم سحبه الجنرال عندما علم ان ابنه عاشق.... والصغيره ايضا عاشقه... وهذا ما ايقنه والدها...من تمسكها به بهذا الشكل.... امسكها من ذراعها... وسحبها بعيدا هي الاخرى.... ولكن الصغيره ابت ان تتركه بل تمسكت بمعصم يده بقوه.... وهي تصرخ بانهيار
=لاااااا....سييييف...
وسيف حاول ان يسحب معصمه منها.... تمسكت الصغيره بهذه الاساور المصنوعه من خصلاتها وحملت صدرايتها.... حتى تمنعه من الذهاب ولكن للاسف انقطع هذه الاساور.... وانسحبت من معصمه وكانها سحبت روحه معهم لذلك التفت اليها سريعا
ماده يديه الاثنين المقيده بالاصفاد اليها كي ياخذهم منها... ظن والده انه يحاول الفرار لذلك امر اثنين من رجال الشرطه ان ياخذوه فذهبوا اليه وقيدوه جيدا وحاولوا ان يسحبوا.... ابتعد الجنرال بعيدا نهائيا كي لا يرى هذا المظهر ....
لفه جاد ذراعيها حول خصر ابنته وسحبها الى الخلف
كي يمنعها من الاقتراب منه... وهو كان يحاول ان يقترب منها ويعافر مع رجال الشرطه لذلك انضم اليه اثنين اخرين وقيدوه بقوه وتراجعوا به الى الخلف... وهو كان يصرخ بهم راجيا وعينيه على هذه الاساور بيد دلوعته...
=لاااا... سيبووووني....ياااررراا...اااه...
صرخه متالما عندما ضربه احد رجال الشرطه في معدته بقوه... في ذلك اللحظه التفت الجنرال عندما استمع لصرخة ابنه... كاد ان يتقدم ولكن تراجع وهو يضغط على قبضته بقوه نظرا الى سيف ويارا وهم يحاولون الاقتراب من بعض....
ثم حول بصره الى ابنائه.... الذين كانوا يحاولون الفرار من رجال الشرطه ويصرخون بقوه.... واخيرا زوجته التي ارتخى جسدها داخل احضان سما و بسنت.... توجهت عينيه مره اخرى الى ابنه الذي سحبه رجال الشرطه بعنف والقوه في السياره بقوه...
اغمض عينيه بقوه واصطدر مره اخرى.... فهو رجل عسكري يحكمه قسم.... وفي عنقه مسؤوليه كبيره
فيا الله هون.... هدات يارا عن الحركه وسقطت على ركبتيها وعينيها تتابع ابتعاد سياره الشرطه بعد ان صعد بها يوسف وجلس بجانب شقيقه الذي كان ينظر الى يارا... بل الى الجميع ويقول يا ريت...
نظر الى يده المقيده عندما وضع يوسف هذه الاساور داخل كف يده... قبض عليهم بقوه وكانهم اكسيد الحياه بالنسبه اليه.... وكل ذلك وشقيقه يتابع ما يحدث معه.... والعجمي القى نظره اخيره على الجميع... واغمض عينيه بقوه... لاجلي ينحبون وانا لاجل نفسي ((مديون))...
ذهب رجال الشرطه بعد ان القوا القبض على العجمي
والعجمي ترك فراغ وتزعزع بين افراد العائله.... وكانه ربي معهم منذ الصغر.....
وقف من على مقعده.... الذي كان يجلس عليه براحه ويتابع ما يحدث ببروده وتسالي.... اغلق زر بدلته وتوجه الى سيارته... بعد ان فتح السائق له الباب ومن حوله رجاله..... الذين يحاطون به دائما
جلس في المقعد الخلفي... التفت اليه السائق وقال باحترام
=هل نذهب الى المطار يا سيدي...
=لا ليس الان لدينا بعض الاعمال لنقوم بها....
السائق=كيف يا سيدي لقد سقط القناع وانتهى العجمي..
ابتسم بثقه ونظر للجنرال من نافذه السياره وقال بمغزى واثق
=نعم انتهى العجمي... فلنرحب الان بابن الجنرال...
.........
حلو قوي كده النهارده عشان الناس اللي عايزه تنام وبعد كده الفصل هينزل الساعه واحده الظهر... بالنهار يعني...