رواية صراع احفاد السيوفي الفصل السادس والعشرون بقلم سالى دياب
قنوات التلفاز تعلن... عن..
((تم القاء القبض على العجمي.... هذا السفاح الذي اتخذ من القتل هوايه.... ومن الاجرام تسالي
كان يختفي خلف هذا القناع فتى لم يتعدى سن الثلاثين... زرع الرعب في قلوب الجميع.... اصبحت قضيته قضيه راي عام....))
وصحف الجرائد في الشوارع تعلن ...عن....
((العجمي المقنع.... شاب لم يتعدى ال 30))
((انحكم عليه بالاعدام غيابيا.... في انتظار رد دار الافتاء المصريه))
السوشيال ميديا تعلن...عن....
((الامن الوطني قبض على العجمي المشكله مش هنا المشكله ان العجمي طلع شاب ما تعداش ال 30))
((لازم يتعدم ده دمر مستقبل شباب))
((لحد دلوقتي ما حدش مستوعب ان السفاح المجرم شاب صغير))
اغلق الجنرال هاتفه والقى هذه الجريده بعيدا.... في كل مكان يرى ويسمع هذه الاخبار.... وضع يديه الاثنين على راسه وضغط عليها بقوه....
شهر... 30 يوما مضوا على هذه الحادثه.... نعم لقد مر هذا الوقت كالجحيم على عائله السيوفي....
بعد ان تم القاء القبض على ابن العائله المفقود وفي نفس اليوم الذي عرفت فيه والدته انه هو... القي القبض عليه...
حدثني عن ما حدث في هذا الشهر... لا يوجد حديث فالوجوه الحزينه كافيه بالحديث....
انطفى الشغف في الكبير قبل الصغير في عائله السيوفي.... اصبح القصر كالقصر المهجور بعد ان كان مليئا بالحياه والبهجه..... انعزل الجميع في غرفهم... فلقد ترك سيف اثر كبير في قلوبه قبل ان يعلموا هويته حتى... ترك علامه في قلوبهم....
ترك في عامر.... المسؤوليه.... بعد ان ساعده على الخروج من هذه الحاله... والابتعاد عن هذه السموم
ترك في ساره... الثقه.... بعد ان ساعدها على الاقتراب من من عشقته طول هذه السنين.... في صمت
ترك في سليم..... الجدعنه.... بقربه منه والجلوس معه دائما.... وتعليم كيف التعامل مع البشر دون عواطف
ترك في شهد.... الانوثه.... الذي كانت تخفيها خلف شخصيتها القويه....
ترك في سلمى... الرزانه.... التي كانت لا تعلم عنها شيئا... ودائما تدخل الجميع في امورهم الشخصيه هي وزوجها....
ترك في يوسف.... الانضباط.... الهدوء الذي افتقده في حياته بعصبيته الزائده....
جعل حيات جاد السيوفي.... مليئه بالبهجه بعد ان ساعد زوجته على تخطي صدمتها والخروج من المنزل....وبسنت الذي لم تنجب غير طفله واحده شعرت بالالفه اتجاهه...
ترك في الجميع اثر ايجابي ولطيف.... وترك في والدته...اااه... والدته التي لم تفرح في حياتها منذ ان ولدت.... تركها في الحزن مره اخرى.... استعاده صوتها ولكن فقدت روحها....
لا تفعل اي شيء.... وطول هذا الشهر الذي مضى تجلس دائما في غرفته التي صممتها هي... تجلس على سجاده الصلاه .... تتضرع لله... تتوسل اليه بان يبرد نار قلبها...
هكذا كان حلا الجميع.... جميعهم حزينين عليه لا يصدقون ان هذا الشاب الذي كان يقيم معهم ويتحدث معهم ويمازحهم.... مجرم متسلسل سفاح يبيع السموم المبيده للشباب.... حاله من التخاطب الفكري تدور بهم.... لا يصدقون انه اغتصب ابنة العائله بهذه الطريقه الشنيعه... وبرغم ما حدث لا زال الحزن والبؤس يقطع قلوبهم فهو بالنهايه ابن العائله
هكذا كان الحال... منهم من يتالم ومنهم من يشفق.... ومنهم من...اممم....
ومنهم من زبلت عينيه التي كانت مفعمه بالحياه وشحب وجهها الذي كان ينير ببهجه الدنيا...
هي الوحيده الذي ترك بها اثر سلبي... نعم اخذ عذريتها... واغتصبها بطريقه شنيعه.... وترك لها نطفه تنمو باحشائها... وقلب اختنق من الاشتياق... واروح تتالم بشده... تتمدد على فراشها جسد بلا روح.... ترتدي هذه الستره السوداء الخاصه بسيف... هذه الستره الذي البسها اياها عندما تم خطفها اول مره
لم تعطيه له... بل احتفظت بها لم تكن تعلم السبب... ولكن الان علمت لما.... لان قلبها شعر بانه ستشتاق
الى رائحته.... لذلك ارتدتها لتشعر بالامان.... الجميع في حاله غريبه ما بين الحزن والصدمه... اما هي كانت في حاله غريبه من امرها.... فهي تعلم بعض الامور عن ماضيه ليس الكثير.... ولكن تدرك بعض الامور....
شهر كامل مره على الجميع كالجحيم.... الجنرال كان يحاول ان يتجاهل هذه المشاعر بداخله... وكان يتظاهر بالجمود امام الجميع.... ولكن عندما يختلي بنفسه.... يترك العنان الى دموع القهر بالنزول على وجنته... لم يستطيع النظر في عين زوجته حتى انه لم يراها الا القليل يعلم حالتها جيدا....
حالتها التي ازدادت.... بعد ان علمت بان تم ارسال اوراق جمال السيد عرفه.... المشهور بالعجمي الى مفتي جمهوريه مصر العربيه..... وتم تحديد جلسه ليست جلسه استماع او نقد.... بالجلسه للنطق بالحكم النهائي.... والمعروف الى الجميع.... لا احد يعلم عنه اي شيء... حتى صديقه مينا الذي حاول ان يزوره اكثر من مره ولكن الزياره ممنوعه لانه مجرم خطير...
لم يتم القبض على مينا... لان العجمي اعترف انه ليس له معاونين... وجميع رجاله لا يعرف عنهم شيء
تنهد الجنرال بقوه... امسك سيجارته الفاخره وكاد ان يضعها بفمه ولكن توقف عند من فتح الباب دون استئذان ودخلت منه يارا.... التي نظرت اليه بعين خاليه من الحياه...وووو....
=انا حامل...
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مره 20 يوما اخرين... واليوم هو يوم الجلسه التي تم تحديدها للنطق بالحكم....
حضرت عائلة السيوفي باكملها.... ما عدا الجنرال
الجنرال الذي انقلب كيانه بعد هذا الخبر الذي قالته يارا... يعلم الجميع انها تعرضت للاغتصاب... وعلم ايضا بخبر حملها... لا يوجد وصف لحاله جاد بعد هذا الخبر.... لا يصدق حتى الان ان ابنته تم الاعتداء عليها وهي الان تحمل باحشائها طفل من اب محكوم عليه بالاعدام....
فتح يوسف باب السياره لوالدته.... وساعدها هو وزوجته على النزول.... وفعل جاد المثل مع ابنته التي يوجد انتفاخ بسيط وملحوظ بعض الشيء بمعدته.... ولكن كان يخفيه هذا المعطف الوسير
الصحافه في كل مكان.... الجميع بانتظار قدوم العجمي.... او جمال السيد عرفه.... لا احد يعلم انه ابن الجنرال ولا الدكتوره شمس السيوفي...
التفت الجميع عندما... اتت سيارت الترحيلات.... التي كانت تسيره امامها اثنين من سيارات الشرطه ومن خلفها اثنين اخرين.... ومملوءه برجال الشرطه فمن المؤكد ان مجرم خطير كهذا له اتباع وسيحاولون ان يهربوا.... لذلك قاموا بتشديد الحراسه....
وقفت عربت الترحيلات.... ونزلوا رجال الشرطه من السيارات.... وقاموا بمحاوطه السياره الضخمه الموجود بها العجمي من جميع الاتجاهات.... رفعوا رجال الامن المركزي هذا الحاجز الشفاف الذي يمسكونه بيدهم امام هذا الحشد المهول من البشر....
اقترب حسين صديق يوسف.... الذي تولى هو المهمه بعد ان تخلى يوسف عن هذه القضيه.... توجه الى العربه من الخلف صعد الثلاث درجات الحديديه ثم توجه الى الباب المغلق باحكام... ويقف بالخارج اثنين من رجال الشرطه....
انفتح الباب.... وارتفعت الكاميرات التي تبث بث مباشر الان.... وارتفعت عيني عائله السيوفي...واااه... هكذا خرج من شمس ووضعت يدها على قلبها... ووضعت يارا يدها على فمها... وشعر الجميع بواخذه داخل حلقهم...
عندما خرج سيف.... او العجمي.... من عربه الترحيلات وهو يرتدي البدله الحمراء.... وبيده الأصفاد الحديديه.... خصلته السوداء التي طولت بعض الشيء تنزل على عينيه باهمال.... لحيته نمت بعض الشيء وايضا شاربه....
وقعت عينيه السوداء.... على عائلته... الذين كانوا ينظرون اليه بملامح تمزق القلب... التقت عينيه بعين والدته.... التي كانت تسيل منها الدموع كالجمر الملتهب.... اتمنى عن النظر اليها تمنع النظر اليها وابتسم... نعم ابتسم وكانه يقول لا تحزني امي انا شخص لا استحق هذه الدموع....
اتسعت ابتسامته اكثر عندما راى الدلوعه... الجميع في حاله صدمه وذهول كيف يبتسم وهو محكوم عليه بالاعدام.... سحبوه رجال الشرطه بالقوه وهو عينيه على صغيرته.... صغيرته الوحيده التي تعلم ما سر هذه الابتسامه....
=محككككمه....
هكذا قال رجل يامر الجميع بالوقوف احتراما للقضاء الذين دخلوا.... واخذ كل واحدا موقعه.... الجميع وقف باحترام ما عدا الكولونيرم... فهو رجل ايطالي وغير ذلك هو زعيم مافيا ليس يتعامل بالقانون في بلده فما بالك في بلاد الاخرين... تعجبت عندما اتى الى المحكمه ولكن عندما يتعلق الامر بصغير يفعل الكولونير اي شيء... فهناك سر بينهما لا احد يعلمه...
وهو ايضا لم يقف... مما جعل احد رجال الشرطه يتوجه اليه داخل القفص ويسحبه بقوه لكي يقف بالاجبار.... جلس القضاء وجلس الجميع....
اقترب احد الرجال... واعطاه الملف الخاص بقضيه العجمي.... هذه القضيه التي صدر بها الحكم النهائي فلا يوجد داعي للادعاء كي يتحدث.... وبالاساس لا يوجد دفاع عن المتهم.....
التفتت يارا براسها ببطء.... نظرت له بجانب عينها وهي تبتلع لعابها بصعوبه.... راته ينظر لها وهو يبتسم
هذه الابتسامه... تخرج من شخص ذاهب الى عالم اخر....
دون شعور منها فتحت معطفها قليلا فظهرت بطنها المنتفخه نسبيا.... وضعت يدها على بطنها وتحسست عليها بحنان وهي تنظر له وكانها تقول بعينيها...انظر الى طفلك...
وهو فهم عليها... ونزلت عينيه الى بطنها فشعره برعشه خفيفه في جسده... رفع عينيه لها مره اخرى وحرك شفتيه دون ان يخرج صوت...
=بحبك...
اغمضت عينيها وابعدت وجهيها.... هذه الكلمه ذو الحروف القليله ولكن بمعاني كثيره.... نظرت مره اخرى للقضاء... ولم ترى نظرات والدها التي انطلقت كاسهام الناريه وهو ينظر الى سيف الذي بادله بنظره بارده...
انتبه الجميع عندما ضرب القاضي على الطاوله التي امامه بهذه المطرقه... وضعت شمس يدها على قلبها ولسانها لا يكف عن الدعاء.... ولكن....
=بعد الاطلاع على الاوراق... وبعد قرار مفتي الجمهوريه.... قررنا بالحكم على جمال السيد عرفه
المعروف بالعجمي.... بالحكم عليه بالاعدام شنقا....
=لحظه واحده يا سيادة القاضي...
التفت الجميع ونظر باتجاه باب القاعه عندما انفتح ودخل منه مينا صديق سيف... وهو يلهث بقوه... نظر الى الجميع... ثم ابتعد الى الخلف وهو يمسك باب القاعه....وووااا...
اتسعت عين الجميع بصدمه... ووضع الكولونير قدم على الاخرى بثقه عندما..اا...
عندما دخل الجنرال قاعه المحكمه... بخطوات زلزلت الارض من اسفله.... عينيه الحاده تنظر الى القاضي بثبات... ومن خلفه اثنين من الرجال الذين يرتدون الزي الخاص بالمحامي... ويحملون بيدهم بعض الاوراق والحقائب.... والجنرال..ااا...
وقف امام منصه القضاء ونظر اليهم بثقه واخرج صوته القوي بثبات جعل الجميع ينظرون الى بعضهم بذهول...
=راجح السيوفي... محامي الدفاع عن المتهم
.. سيف راجح السيوفي....ابنننيي....
نعم نعم الجنرال الذي... نفذ واجبه الوطني وحافظ على القسم.... والان سينفذ واجبه الابوي.... وسينقذ ابنه...
ابني... خرجت من فمه بطريقه.... متحديه وهو ينظر الى القضاه.... والصحافه داخل القاعه يذيعون كل ذلك بث مباشر....
التفت براسه ونظر الى زوجته.... زوجته التي نظرت اليه بدموع وابتسمت له بامتنان... ابتسم لها ابتسامه متكلفه.... وارتفعت عينيه الى داخل القفص لم يكن ينظر له وهو يبتسم بل نظر له بغضب مكتوم...
علم سيف من نظرته انه سيتعاقب ليس بالاعدام بل على طريقه الجنرال...
= انت اللواء راجح السيوفي....
نظر اليه راجح وقال بثبات
=كنت قدمت استقالتي من فتره... ودلوقتي انا جاي ادافع عن ابني.... ابني اللي اتنصب له كمين وراح ضحيه رجل فاسد...
نظر الجميع الى بعضهم باندهاش عن من يتحدث لقد تم الامساك به... متلبسا... نعم ولكن لا يوجد شهود غير الضباط الذين كانوا موجودون بالمكان... وماذا عن شهاده ابنك الذي اكدت انه العجمي.... اصمتي واستمعي....
=دي شهاده ميلاد ابني.... اللي اتولد في اسبانيا
قال هكذا وهو يقدم للقضاء بعض الاوراق.... وقال ايضا...
=ودي الشهاده الجامعيه من احد الجامعات المشهوره في ايطاليا.... ودي الشهاده العسكريه... اما دي بقى دي قسيمه جوازه من بنت عمو يارا جاد السيوفي اللي دلوقتي حامل من ابني وفشهرها التاني... ودول اسامي شركات ابني الموجوده في ايطاليا.... السيوفي جروب لتجارت السيارات...
الجميع كانوا يستمعون الى حديثه.... وينظرون الى هذه الاوراق الذي يقدمها وهم يفتحون فمهم بقوه
والصغيره.... نزلت راسيها ارضا فهو صدق عندما وقال تم عقد قرينهما سويا... بالفعل تم عقد القران من قبل الابوين... ومضت الصغيره على عقد الزوج
وهو... تم ارسال الاوراق له داخل الحبس فقام بالتوقيع عليها.... اما باقي الاوراق هذه لا احد يعلم عنها شيء سوى الجنرال....وو.... الكولونير...
يد الجنرال نظيفه... لم يدنس يده في تزوير اي ورقه
فعلها الكولونير... والجنرال الان يقف ويقدم هذه الاوراق... بضمير نظيف... ففي النهايه هو ابنه.... وهو الان تحرر من القسم...
=اوراقك كلها تمام.... بس ابنك بنفسه اعترف ان هو العجمي... ومحدش كان يعرف مين هو العجمي يعني دول مش دليل كافي لاثبات ان ابنك مش العجمي....
هكذا قال القاد... اقترب منه الجنرال بكل ثبات وثقه ووضع امامه... شريط فيديو وقال وهو يبتسم
=الاوراق مش كفايه.... بس ده كفايه يا سيادة القاضي لو ابني هو العجمي... يبقى مين اللي في الفيديو.... الفيديو ده تم تصويره من قبل العجمي وهو داخل واكره امبارح بالليل في الواحده منتصف الليل تقريبا... الساعه والتاريخ موجوده على الفيديو... الفيديو ده اتبعت لابني التاني العقيد يوسف السيوفي في صباح اليوم... العجمي قبل ما بيدخل شحنه مخدرات للبلد بيبعت لابني يوسف راجح السيوفي مكان تسليم الشحنه.... كطريقه منه الاستفزازه....
نعم نعم هذا الفيديو حقيقي... وتم ارساله ليوسف حقا ولكن من بالفيديو ملابس العجمي وقناع العجمي ونفس تسريحه الشعر وايضا نفس الصوت.... ولكن خلف القناع ليس العجمي.... ابتسم مينا ونظر الى صديقه.... داخل القفص.... وصديقه علم من ابتسامته انه هو من فعلها....
شعاع امل دخل على قلب الجميع... والقضاء ينظرون بدقه لهذا الفيديو الذي حقا كان يثبت ان هذا العجمي ليس من بالقفص... تناقشوا القضاء وهم يتطلعون الى هذه الاوراق التي لا يوجد بها خطا... وايضا يوجد تحليل DNA... وكل شيئا يوجد عليه علامه لشيئا شهير يثبت ان هذه الاوراق حقيقيه 100%...
الجميع في تراقب... حتى الجنرال الذي رغم صلابته الخارجيه ولكن بالنهايه يوجد لديه قلب الاب الذي فعل كل هذا مساعده الكولونيل لاجل ابنه....
والام تضع يدها على قلبها.... والحبيبه تغمض عينيها
وتدعو الله... انحبست انفاس الجميع عندما قال القاضي
=بعد الاطلاع على الاوراق التي امامنا.... قررنا اخلاء سبيل المتهم.... من التهم المنسوبه اليه...
وووااا.... انتهى الصراع.... مع هذه الكلمات واغمض عينيه... فان القادم سيكون بتخطيط من الجنرال ومعاناه مع جاد...اممم.... فلنرحب بابن الجنرال
......
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم